حياك الله والسلام عليكم سيدي رئيس جمهورية جنوب السودان، أنا مُواطنك وصحفي جنوب سوداني، إسمي "أفندي جوزيف" وأعني بهذا التعريف وبهذا النسب سيدي الرئيس أنني صحفي ولست وهمة مزروعة بلغة فصحى في مجتمعي وبلادي جنوب السودان؛ ولم أكن قط مُراسل حرب في بلادي. لذلك؛ وبعد التحية، سيدي الرئيس: لماذا يا سيدي الرئيس تغلقون الأبواب بوجه الأمل؟ ولماذا تغلقوها بوجه الأحلام، سيدي الرئيس؟ لماذا لم تعمل (كما عمِلت في السابق) من أجل متطلبات الحياة الكريمة والمرفهة في جنوب السودان يا سيدي الرئيس؟ كيف خَفت مشاق الرئاسة والعمل بدون جهود العِلم والتكنولوجيا في جنوب السودان يا سيدي الرئيس؟ سيدي الرئيس، مُجبرٌ أخاك لا بطل؛ ومُجبرٌ أنا على الكتابة لا بطل يا سيدي الرئيس؛ فهذا الشعب يا سيدي الرئيس عاش حياته كلها في الحروب والموت، وأكرر لك القول والدرس بأننا شعب يا حضرة الرئيس لم يدللة رئيس من قبل أو سيدة أولى في طوال مسيرة الحياة الإنسانية هذه؛ فنحن يا سيدي الرئيس لم ولن نخون الوطن ولكننا سنكتب ولا نتحداك ولكننا أيضاً لن نخشى في الحق لومة لائم، وليس المقصود هنا يا سيدي أن لنا أفكار تختلف عن أفكارك أو أن لدينا أحلام مختلفة عن أحلامك، لا؛ بل نحن لن نبتعد عن نقدك وتوجيه الرسائل لك في بعض الأحيان يا سيدي الرئيس لأننا لو إبتعدنا عن نقدك أو إرسال الرسائل لك ستتغير ثقافتنا الجنوب سودانية وقد تتهتز وحدتنا كما حصل منذ ما قبل 15 ديسمبر 2013 بكثير. نحن (الشعب) يا سيد الرئيس أصبحنا ندرك أن بقاءكم في السلطة هو شرط أساسي و أحد أبرز شروط تقدمكم في هذه الحياة؛ ولكن، هأنذا أقول لك أن الأيدولوجية والنظام السائد كله والظواهر الأخلاقية في جنوب السودان كلها هي ظواهر سلبية لأن الأخلاق هو مقياس يختلف تقديره من شخص إلى أخر وبالتالي ظل نوع نظامكم الحالي يا سيدي الرئيس يوحي بأنه لن يُغير طريقة حياتنا ولن يغير طريقته في التعامل مع قضايانا الإنسانية والمُلحة، وبهكذا أيضاً نحن لن نُغير طريقتنا معكم إلا عندما يُوقف سيادتكم ويجد الحل الجذري لهذه الحروبات والإنفلاتات والقتل الذي يقع على مدار الأيام في البلاد يا سيدي الرئيس؛ ولن نرضى عنكم إلا بعد أن تجيدوا إستخدام السُلطة وبعد أن تعدلوا وتساووا بيننا في الوطن بفلسفة وحقوق المواطنة سيدي الرئيس. لذا اليوم؛ أكتب إليكم هذه الرسالة، وكُلي ذاكرة بأنكم وبعدما أصبحت رئيساً لهذه الدولة اليافعة يا سيدي الرئيس، أصبح شعب جنوب السودان يعيش على الكثير من الجروح الإجتماعية، فلا تظن يا سيدي الرئيس أننا نكتب لأننا مُكتئبون أو قلقون أو مكبوتون أو أي شئ من هذا القبيل، لا؛ بل نحن نكتب لأسباب أخرى كثيرة والتي لو أردت أن تسمع واحدة منها يا سيدي؛ لوجدتنا نقول لك أن كل الصحفيين هُم في واقع الأمر أطباء وأخصائيين "نفسيين" يا سيدي الرئيس. يا سيدي الرئيس، وبعد أن أصبحت خلفاً للدكتور جون قرنق؛ إنساق شعب جنوب السودان وراء مرجعياتهم الإثنية أكثر من مصلحة الدولة ـ الوطن ولم يتبقى لهذا الشعب يا سيدي الرئيس غير أقلامنا هذه أو الإنتحار على العيش تحت حُكمك الذي راح ويروح ضحيته أكثر من 30 إنسان في اليوم الواحد، وتذكر أن المجاعة دامت في جنوب السودان لوقت طويل يا سيدي الرئيس؛ وأن واحد من كل ثلاثة مواطنين جنوب سودانيين مات جوعاً، والمفزع في هذا الحُكم يا سيدي الرئيس هو منظر شعبك وبلدك يا سيدي الرئيس، فنحن جوعى ومرضى وثكلى ونازحون ولاجئون برغم تحقق إستقلال البلد، ولكننا ما زلنا نسأل عن أين هو رئيسنا جمهوريتنا من كل هذه المشاكل يا ترى؟ هل تريديني أن أكذب عليك مثلهم يا سيدي الرئيس؟ وأقول لك أنك رئيس جيد وراعي صالح؟ وأنت رئيس بلد كل ما فيها هو القتل والضرب والمعتقلات والإهانة وغيرها من الأمور الفظيعة التي تحدث في جنوب السودان اليوم، وحتى إنك غير قادر على أن تقول لشعبك (سأجلب السلام .. سأجلب السلام)؛ فأين المحاصيل الزراعية والصناعية يا سيدي الرئيس؟ وأين الإنسانية؟ ولماذا لا نرى المواطنين الجنوب سودانيين بمثل نفس الصحة والعافية التي تتمتع بها يا سيدي الرئيس؟ يا سيدي الرئيس لماذا نسيت إنك واحد من الذين أسقطوا القناع عن السودان القديم؛ السودان القديم الذي قام بكل الحروب ضدنا نحن (الجنوبيين يا سيدي الرئيس)، وإحتل بيوتنا وأراضينا، وسرقوا خيراتنا، وغزونا وإغتصبونا وإستعبدونا وسرقوا مقدراتنا وقتلوا الملايين من أبناءنا وآباءنا يا سيدي الرئيس وبعد كل ذلك إستغلوا فقرنا وعوزنا حتى إضطرن أمهاتنا للعمل في صناعة الخمور وكانت دائماً كرامتنا في الأرض يا سيدي الرئيس، وبعد كل ذلك الإحتمال والحمولة التأريخية وبعد كل هذا النضال الحميم والتحرير يا سيدي الرئيس هأنتذا وبعد كل الذي حصل لنا وبعد كل نضالك هذا يا سيدي الرئيس، هأنتذا هذا تُعيد وتكرر نفس المشاهد يا سيدي الرئيس آه بل وتحمل في يدك الأخرى فاتورةً مُرخصة بنسيانكم للتأريخ والنضال والهُم والحُلم، وبشكل مختلف جداً. فشكلكم التنفيذي والتشريعي والقضائي والدستوري عموماً قَتل الحُلم بعدم قدرتكم على ممارسة أخلاق الحُكم ولأن سياساتكم وأساليبكم ووزراءكم وحتى الأعضاء البرلمانيين الحاليين يا سيدي الرئيس هُم ليسوا إلا مجرد إغتيال لإرادة الشعب لأنهم يرون الدولة ومؤسساتها هي (حريتك الشخصية) يا سيدي الرئيس بل ولا ينبغي لأي صحفي المساس بها أبداً؛ وهذا ما نوضحه لسيادتكم بأنه خطأ بل نحن وأنتم في الحكومة أساساً يفترض أن نكون (أصحاب رسالة إنسانية) يا سيدي الرئيس. وكل هذا بكل تأكيد بعيداً عن خصوصياتكم لأنني أتحدث عن الفساد وعن لماذا لا تريد أن تجمعنا حولك إجتماعياً وسياسياً ودينياً يا سيدي الرئيس؟ ولماذا لم تحكمنا بشعلة الحُب يا سيدي الرئيس بدلاً من شعلة الحرب هذه يا سيدي؟ ولماذا لا تريد أن تحكمنا بكلمة عدل منك يا سيدي الرئيس؟ ولماذا لم تُوقف الحرب إلى الآن؟ ولماذا كل هذا التعارض مع منطلقاتكم الفكرية يا سيدي الرئيس؟ عموماً، وفي الختام يا سيدي: تذكر سيدي الرئيس أنني دائماً أرسل إليك رسائلي بالقلم وليس بالسلاح، سأخاطبكم يا سيدي طوال حياتي بالقلم وبأسناني لو أمكن ولكن ليس بالسلاح لأن كل ما أحمله لكم هو الإرتقاء والتطوير (النقد) ولأن كل من في الأرض، بشرقها وغربها وشمالها وجنوبها يراهن بأن جنوب السودان في ظل فترة حُكمكم يا سيدي الرئيس لم تكن بها أي مشاهد أبرز من تلك المشاهد الفظيعة التي يندي لها جبين كل حر وشريف. فلما لا توقف هذه الحرب نهائياً سيدي الرئيس لتعرف كيف أننا وُلدنا ونشأنا أو كبرنا مع التسامح وحسن الجمال والأخلاق والعفو والعافية، ولتعرف كيف أننا ما زلنا نحمل تجاهك (نعم تجاهك يا سيدي الرئيس) نفس القدر من الأمل والحُلم الذي أوصدته بابه يا سيدي الرئيس. ولربما يا حضرة الرئيس يجب أن أقول لك، قبل أن تُحب الحُكم والسلطة، يجب أن تُحب الجوانب والقيم الأخرى التي كبُر وتربى عليها القادة الجنوب سودانيين طوال التاريخ من "عبدالفضل الماظ، كلمنت أمبورو ثم وإلى الد. جون قرنق"؛ وأتمنى أن تتمسك بالمبادئ (جئنا لكي نبني وطن لا يقتل أو قل لا يموت فيه أحد) قبل أن تتمسكوا بالسلطة يا سيدي الرئيس، ويا ليتكم ومن الأفضل أن تنقطعوا عن السلطة يا سيدي الرئيس بدلاً من أن تنقطعوا عن النضال؛ ولذلك نحن اليوم وبصوت شبه عالي نطلب منك ونتمنى منك يا سيدي الرئيس أن تميل ولو قليلاً لإتجاه تحقيق السلام، ووقف جميع أشكال العنف بشكل أكبر وأعجل يا سيدي الرئيس؛ لكي نتمكن نحن (شعبك) أن نتوقع ونعطيك (كشعب) أو (كصحفيين) فرصة أخرى لتحقيق حُلمك أو أحلامك يا سيدي الرئيس ولأننا لا نريد أن نرجع إلى الزمن؛ إلى الماضي يا سيدي الرئيس. #أوقف_هذه_الحرب_يا_سيدي_الرئيس #فالبلاد_ترجع_إلى_الخلف #إستوب_للعنف أفندي جوزيف 18/8/2017 1:18م
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة