للإنسان حقوق و واجبات وهما من الخطوط الحمراء حتى شُرعتْ لها الدساتير و أُبرمتْ لها الاتفاقيات التي تحفظ حرمة الفرد و تحمي كيانه في كل وقت و زمان فنرى الكثير من المجتمعات البشرية تتمتع بحقوق تتماشى مع شرائعها الوضعية و في المقابل تعمل بما تملي عليها واجباتها الاخلاقية و الاجتماعية و وفق استيراتيجية ترسمها الطبيعة السيكولوجية للظروف و العوامل التي تهيمن على حيثيات مسار حياة المجتمع مما يجعل افراده لا يخرجون من دائرة منظوره الخاص فهل يا ترى هذه الحقائق نسمع لها صداً واسعاً في العراق ؟ و بتعبير آخر هل ينعم المواطن بحقوقه الكاملة و ينظم حياته طبقاً لطبيعة الواجبات الملقاة على عاتقه أم لا ؟ هل مقدمات العيش الكريم متحققة في ظل حكومتنا السياسية و زعيمها الروحي السيستاني أم أننا نعيش حياة البؤس و الفقر و التهجير القسري ؟ هل نحن في مجتمع يسوده الامن و الامان أم نحن وسط معترك شيطاني لا يؤمن سوى بشريعة الغاب ؟ وهل نحن في بلد قادته يرون المنكر سيئاً فيجتنبوه و المعروف حسناً فيعملوه ؟ وهل السيستاني صمام اماننا و كهفنا الحصين صار يرى قتل الابرياء و تهجير الفقراء حلالاً فيفتي لمليشياته بالتبرك به و يعدُّهُ من المقربات للفوز برضا السماء ؟ فالعراقيون هم أكثر الشعوب تعرضاً لضياع الحقوق و انعدامها في اغلب الاحيان وما يجري على النازحين و المهجرين من ظلم و حيف غير مسبوق من حكوماتهم السياسية الفاسدة التي سلبت حقوقهم و بددت احلامهم في مستقبل زاهر وفي المقابل اثقلت كاهلهم بواجبات و قيود صارمة جعلتهم يكابدون شتى انواع الازمات و يتجرعون كأس الويلات فهجرت الملايين و مارستْ بحقهم أبشع الجرائم و الوان التعذيب الذي وصل حد التغيب القسري وعلى مرأى و مسمع السيستاني الذي أصك سامعيه و اغمض عينيه فجعلهم كفريسة سهلة لكلاب مليشياته الاجرامية تقطع أوصالهم و تأكل قلوبهم و تمثل بجثثهم كيفما تشاء فصارت تلك الجرائم حلالاً عندهم ببركات فتوى السيستاني مما اثار استغراب المرجع الصرخي إذ يقول : ((الان كل انسان يسأل نفسه :- هل ان قتل الاخ من ابناء الوطن من ابناء الدين من ابناء الانسانية هل تراه حلالا ام حراما ؟ هل كان حلالا وصرت تراه حراما او كان حراما وصرت تراه حلالا ؟ هل تهجير الناس هل الفرح بما يصيب الابرياء هل قتل الابرياء هل تهجير الابرياء هل اثارة الطائفية هل هل الفساد والإفساد هل السكوت على الفساد والإفساد كل هذا تراه حلالا ؟ هل كنت تراه حراما وصرت تراه حلالا ؟ )) .مقتبس من المحاضرة الاولى لبحث ( الدولة المارقة في عصر الظهور ومنذ عهد الرسول ) 11/10/2016 .
فأي عاقل يفرح بقتل أخيه من الجسد الواحد ؟! فهل هذا من حلال أم حرام السماء ؟ الجواب طبعاً هو من لب الحرام ، فإذا كان حراماً فلماذا شرعن السيستاني قتل و تهجير الابرياء و ترويع و تغيب المساكين و الفقراء و دون أي جرم او جريرة ارتكبوها ؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة