ما لأ ريب فيها فإن الهجمات البربرية الجوية والبرية المتتالية التي ظل يشنها حكومة الخرطوم ومليشياتِها المتعددة على منطقة جبل مرة التي تتوسط إقليم دارفور والتي تقطنها ما يزيد عن المليون والنصف نسمة من المدنيّن العزّل والتي تصدت لها قوات حركة / جيش تحرير السودان قيادة الأستاذ / عبدالواحد النور بكل شجاعة وبسالة نادرة في الحاضر إبتداءً من 15/1/2016م إلى اليوم ؛ في إطار مرحلتِها الثانية لإبادة شعب الإقليم والتي بدأت بقرى جنوب الجنينة (ملي وقوكار وسندكرو) في مستهل هذا العام ؛ بعدد يزيد عن الخمسة محور براً وجواً ؛ إستخدمت نظام الخرطوم ومليشياتِها وحلفائها الداعميّن لها وفي نطاق واسع غازات جوية غيرسائله وسائله تشبه رائحة الثوم والسمك في أحيان أخرى ؛ حيث القصف المدفعي والجوي العنيفتان والعشوائيتان أدتا إلى جرح وموت المِئات من المدنيّن وتهجير الناجيّن مِنهم إلى كهوف جبل مرة ومقرات اليوناميد بالجبل ومعسكرات النزوح في المدن ؛ ظهور حالات عمى وإسهالات وصعوبات في التنفس وتقرحات جسدية وبثور وسعال وحكات شديدة في الجسم والشعور بالغثيان وسيلان الدموع وتخرش العينيّن ظلت متصاعدة وسط المدنيّن المهجورين بكهوف جبل مرة علاوة على حالات الفتور والإرتخاء والنعاس والتثاؤب غير الطبيعية وهي متصاعدة وفي نطاق واسع وعلى حسب عِلمي غير التخصصي فإن غاز الخردل هذا ككيماوي ومحظور دوليا يُمكِن الجِسم في أن يتشرب هذه المادة بجميع الطرق الممكنة سواء إن كان عن طريق الإستنشاق او اللمس او من خلال الطعام او الشراب الملوث بالغاز ومن المعلوم إن النظام إستخدمها بطرق عشوائية ووفقا لعلماء الكيمياء فإن للسلاح الكيماوي ابعاداً نفسية كبيرة جدا ويتآتي وفقاً لمستخدِمها فهي ترتبط بموت مؤلم حقا في الحال سواء إن كان بالإختناق والعجز عن التنفس وهو سلاح غير تميّزي لأنه يطال المدنيّن والعسكريّن على السواء وبالتالي لا تشكل ضربة محددة الأهداف فإنها تطال الكل ووفقا لمعاهدتي بروكسل 1874م ولاهاي 1899م فقد حظرتا إستخدام الأسلحة والقذائف المحملة بالغازات السامة والواضح إن الغازات السامة كالخردل يؤديان كذلك إلى سرطانات وإلتهابات رئوية يستمر بعضها إلى فترات طويلة ومنها تؤديان إلى الموت ؛ إذن الهدف الرئيسي من إستخدام تلك الغازات السامة من قبل حكومة الخرطوم هي لموت عموم سكان تلك المنطقة عاجلا كان ام اجلا اي إنكار وحرمان حق الوجود في الحياة للسكان المدنيّن بجبل مرة وهنا قد تحقق قصد جريمة الإبادة الجماعية وهي قصفهم بالغازات السامة والتي تؤدي في نهاية المطاف إلى الموت المحقق والمحتوم إحادياً كان ام جماعياً في الحال والمستقبل القريب وتثبت القصد هنا بالقتل والموت المستمران كنتيجة لتلك الغازات السامة والدمار الشامل لقراهم وممتلكاتهم والتهجير القسري التي أُلحق بهم كمدنيّن ؛ ما يحدث الآن بجبل مرة هي جريمة إبادة جماعية مضافة لجملة الجرائم التي ارتكبت من قِبل الطغمة الحاكمة في الخرطوم بحق شعب دارفور في إطار سياستِها المعلنه والتي تقضي بإبادة الجنس البشري الأسود وإستئصاله بدارفور ؛ وتعد جريمة الإبادة الجماعية من أخطر الجرائم في كل العصور بإعتبارها مهدداً للجنس البشري من الوجود وتكمن خطورتها في تعدد أفعالها التي تؤدي إلى القضاء النهائي لجنس او أجناس بعينها من الوجود ؛ والإبادة الجماعية هي تسمية يونانية الأصل تتكون من مقطعين (جِيّنوس) ويعني الجنس و(سايّد) ويعني القتل ليكون بذلك كلمة الجِيّنوسايّد وتعني إبادة الجنس وهذه الجريمة كأي جريمة أخرى يشترط لإرتكابها توفر الركنيّن المادي والمعنوي ؛ فالركن المادي في هذه الجريمة يشتمل في وقوع فعل القتل الممنهج أي قتل أفراد من الأجناس اوالجماعة ويقصد بها ضرورة وقوع القتل الجماعي المباشر وغير المباشر ولا يشترط ان يصل عدد القتلى إلى حد معين كما هي بجبل مرة ، كما لا يهم على من يقع عليه القتل أطفالا كانوا ام نساءً ورجال ؛ إما الركن المعنوي فيتمثل في نية الفاعل لتدمير هذه الأجناس او الجماعات كلياً او جزئياً بمعني أن ينصرف علم وتصريح إرادة الفاعل او الجاني مع أثناء إرتكابه الفعل إلى الإبادة وهنا ترتبط هذا مع الإستفتاء الإداري المزعوم لدارفور كإقليم وتفكيك معسكرات النزوح عنوة وتوجيهات نظام الخرطوم بإخلاء جبل مرة من سكانها والإحلال بمستوطني داعش والجماعات الاخرى الموالية لها ؛ هذا سواء أكان بالإرتكاب او الإشتراك فيها بالتحريض والتوجيه ام بالإتفاق والمساعدة والشروع فيها والحصانة والصفة الدبلماسية الإقليمية والدولية الأجنبية لأ يعفى من العقاب ؛ ووفقا للتصويبات التي عُممت في 25 أيلول / سبتمبر 1998 و8 أيار / مايو 1999م من نظام روما الأساسي التي انشأت بموجبها المحكمة الجنائية الدولية حيث جاءت في المادة 6 من النظام الأساسي كما يلي: لغرض هذ النظام الأساسي تعني الإبادة الجماعية أي فعل من الأفعال التالية ، يرتكب بقصد إهلاك جماعة قومية او إثنية او دينية او جغرافية بصفتها هذه ، إهلاكا كلياً او جزئياً ؛ أ) قتل أفراد الجماعة ب) إلحاق أذي جسدي أو عقلي جسيم بأفراد الجماعة ج) إخضاع الجماعة عمداً لأحوال معيشية يقصد بها إهلأكهم الفعلي جزئيا او كلياً د) فرض تدابير تستهدف منع الإنجاب داخل الجماعة وفرض تدابير من شأنها تهجيرهم ؛ علاوة على الجرائم ضد الإنسانية التي تشمل : ضمنها ؛ القتل العمد وإبعاد السكان او النقل القسري والإغتصاب والتعزيب والهجمات الموجهه ضدهم كمدنيّن وبطرق متكررة ومتعددة وفقا لسياسة السلطة التي هي هنا الخرطوم - وإجراء تجارب بيولوجية بشأن المدنيّن كالذي حصل لسكان قرية قولو بجبل مرة لإغراض التأكد من تحقيق الهدف وسريانها ام لأ وكانت ذلك بتاريخ 18/1/2016م ! بالإضافة لإستخدامها الإغتصاب كسلاح والتدمير واسع النطاق للممتلكات الخاصة بالمدنيّن والإستئلاء على بعضها دون ان تكون هناك ضرورة عسكرية وبطرق عمدية عبثية مما تخالف قواعد الأعراف والقوانيّن الدولية ؛ مِمّا تقدم وما لن تتقدم بعد ؛ من الهجمات المتتالية لصفوة الخرطوم ومليشياتِها وهذه المرة بإستخدامها للغاز المحرم دولياً لغرض تنفيذ سياساتها المعلنه التي من ضمنها تغيّر الديموغرافية السكانية بدارفور وفي ظل الصمت الرهيب من المجتمعان الإقليمي والدولي علاوة على القوى الوطنية الأخرى التي تدعي معارضة النظام ؛ فإن أركان الجرائم الثلاثة قد أكتملت من إبادة جماعية لضد الإنسانية وجريمة الحرب بإستخدام ذلك الغاز السام (الخردل) لتسهيل الإبادة الجماعية لشعب المنطقة والتي هي الهدف السامي لها ؛ لذلك ومن هنا وبكل عزيمة وإصرار وبكامل إرادتي وبقوة شعبي في عدالة قضيتِهم التي هي قضيتي وبعِلمنا ونضالنا المستمر نناشد وندعوا كافة مجموعات عامة الشعب السوداني في داخل البلاد وخارجها للإنضمام لحملة أوقفوا الإبادة الجماعية والإغتصاب بدارفور التي أنتظمت في البلاد والمهجر منذ أيام متتالية ومنها لإسقاط هؤلاء الصفوة ؛ وإما حياة تتحقق فيها الكرامة أو ممات يدّرس الأجيال أسبابها .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة