كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: مقال الثلاثاء: الخطاب الذي لم تلقه الحركة الشعبية لتحرير السودان (Re: Khatim)
|
شكرا جزيلا عزيزتي تماضر، المشكلة أن هناك علاقة معكوسة بين الحلم والواقع. فماذكرته هنا هو الواقع نفسه، موثقا، ولكن الحلم هو الإعتراف به. أن يصبح الإعتراف بالواقع حلما، هذه هي المشكلة. ولكن هذا الإعتراف هو في حقيقة الأمر بطاقة المرور للسودان الجديد، ولا مرور بدونها. بمعنى أننا يمكن أن نسميه السودان الجديد، ولكنه سيكون أقدم من كوش. شكرا جزيلا لك.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقال الثلاثاء: الخطاب الذي لم تلقه الحركة الشعبية لتحرير السودان (Re: Marouf Sanad)
|
Dear Ustadh Elkhatim, Iam very deeply grateful, and as well, deeply touched, and humbled by the nature of the most incredible beautiful which you have given to Ustadh Mahmoud Mohamed Taha and to me.
As you have now clearly observed, I do, most sincerely, have the greatest respect towards your part in the on going struggle against such oppressors as we have been discussing, however I must clearly and unequivocally state, I do have such remaing and most serious disagreements iam now obliged to mention them as follows:
As regards to the specific audience with which seek to entreat of your particular viewpoints on these issues –my point here is specifically and very seriously asked for you- Exactly who is the specific audience you wish you the SPLA/SPLM would have addressed differently? The more specific reason for this question will be made clearby the required answers to the following questions :
Exactly who who , an were ,were these particular audience members during the many many years of fighting ,bloodshed ,turmoil ,torture ,persecution ,and genocide of the innocent >
.
Mutwakil Mustafa Elhussain Be back shortly
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقال الثلاثاء: الخطاب الذي لم تلقه الحركة الشعبية لتحرير السودان (Re: Khatim)
|
الأخوات والإخوة أريد لهذا الموضوع أن يثير جدلا حقيقيا وصريحا، وبعيدا عن الإنفعالات. فالقضية تتعلق بحاضر البلاد سلما أو حربا، وبمستقبلها، وحدة أو إنفصالا، وبمستقبل الحكم، دكتاتورية أو ديمقراطية، وبمستقبل ما يسمى بقوى السودان الجديد، ولادة متعسرة، إو إجهاضا كبيرا. وليس في الساحة حاليا قضايا أهم من هذه. هذا الوضع يمكن تقسيم الناس فيه إلى ثلاثة معسكرات: وهذا منهج تقريبي لا يستوعب كل المواقف، ولا يعبر عنها بعدالة. إذ أن الذي يقوم بالتصنيف سيرجح، أراد أم لم يرد، وهو غالبا ما يريد، كفة الفريق الذي ينتمي إليه. ومن هنا أهمية تدخل أصحاب المواقف الأخرى ليطرحوا موقفهم بقوة ترضيهم. هذه المواقف الثلاثة، وأنا أستخدمها، بأقل قدر من أحكام القيمة، هي الموقف المتشائم، والمتفائل والمتشائل. ( هناك موقف يمكن أن أسميه موقف الحسانية، دون أية حرفية قبلية، وبأقل قدر من أحكام القيمة أيضا، وهؤلاء لأسباب مختلفة يرون أن الموضوع لا يستحق حتى الوقوف عنده.) يقول المتشائمون أن ما حدث صفقة بين متشابهين، وأنها أنتجت بدلا عن حكم قوة دكتاتورية واحدة، حكم قوتين دكتاتوريتين. وهي بالتالي ستقود البلاد إلى الكارثة وتجعل النضال ضدهما أكثر صعوبة. وأنهما ربما يقودان البلاد، إما إلى الإنفصال، أو الحرب الأهلية، أو إستدامة الحكم الدكتاتوري بديكور من الإنتخابات وقناع من المؤسسات الشعبية. ويقف هؤلاء ضد الإتفاق بصورة مبدئية, ويستندون في موقفهم هذا إلى سوابق تاريخية، إذ تقل الأمثلة على جيش تحرير لم يقم دكتاتورية خانقة كلفت البلاد في بعض الأحيان، أكثر مما كلفها سادتها السابقون الذي حررها منهم الجيش المعني. حدث ذلك في آسيا وفي أميركا اللاتينية كما حدث في البلدان الإفريقية القريبة منا والبعيدة. ومع أننا نعتقد دائما أننا إستثناء في الشعوب، وإستثناءات في القوانين، إلا أن ذلك ليس إلا وهما, ثم يتحولون من التعميم إلى التخصيص فيقولون أن الجيش الشعبي لتحرير السودان، وهو الأخ الأكبر للحركة الشعبية لتحرير السودان، مما يعبر عن وضع مقلوب، لم يقدم أية أمثلة تشير إلى أنه سيخرج من هذه القاعدة العامة، بل هناك ما يشير إلى أنه، بحكم الظروف الجنوبية والعلاقات القبلية، وبحكم علاقاته الإقليمية القارية، وبحكم علاقات الجنوب والشمال، التي تحتاج دائما إلى القوة في إستعدال إعوجاجاتها، وبحكم غياب المؤسسية داخله، سيضرب مثلا أكثر سطوعا في تدهور حركات التحرير. وهناك الموقف المتفائل. الذي ينطلق أساسا من القيمة العالية للإتفاق في وقف الحرب ونزيف الدماء. ومن التفاصيل المتقنة في تحويل السلطة إلى الأقاليم المهمشة وخاصة جنوب السودان، وفي الإشارة بوضوح إلى ضرورة إجراء الإنتخابات بعد ثلاث سنوات، كحد ادنى وأربع سنوات كحد أقصى، مما يفتح الباب للتحول الديمقراطي، مهما أعترضته من صعاب. بمعنى أن الديمقراطية لن تولد كاملة، ولم تولد كاملة في اي بلد من البلدان، بل إنها لم تكتمل حتى الآن في أي بلد في العالم، مع وضوح قسماتها، وتلك من أهم نقاط قوتها لأنها تنمو على الدوام، مع نمو وتطور التجمعات البشرية. ولذلك فرغم التزوير الذي سيلجأ له الطرفان الحاكمان، ورغم شراء الذمم الذي تجيده على وجه التحديد السلطة القائمة، إلا أن هناك قاعدة متفق عليها هي أن الديمقراطية وليس الدكتاتورية هي التي ستكون أساسا الحكم، وأن التعددية السياسية السودانية لا يمكن إلغاؤها من الطرفين الحاكمين لأن خسارتهما إذا فعلا ذلك، وطنيا ودوليا، ستكون كبيرة. يضاف إلى ذلك تجارب السودان الديمقراطية السابقة، وتدخل المجتمع الدولي، الذي أصبح سمة واضحة في سياسات اليوم. وما دام الطرفان، و خاصة في الجنوب، يعتمدان على العون الدولي فإنهما سيفكران الف مرة قبل تحويل حكمهما إلى دكتاتورية سافرة. ويستبطن هذا الموقف قدرة الجماهير السودانية الريفية والمدينية على مسك مصائرها بأيديها بعد أن أعطتهم الإتفاقية الحق في إقامة مؤسساتهم المحلية في الحكم، وموازناتهم الخاصة. ينظر هذا الموقف إلى النصف المليئ من الكأس باعتباره كان فارغا فامتلا إلى النصف، اي كانت تحكمنا دولة دينية، إنهزم مشروعها وتراجع وأنحسر عن نصف البلاد على الأقل، ثم صار حساء رقيقا، وكذبة مكشوفة في بقية أجزاء البلاد. كما يستند إلى أن الحركة الشعبية ستتحلى بقدرات إستثنائية في تخطي ماضيها وفتح صفحة جديدة يسفر فيها وجهها الديمقراطي. ومع أن هذه مسيرة على صفحة جبل، إلا أنها ممكنة لو توفر منها العزم، ولو ساعدتها القوى الديمقراطية الشمالية بطرح تجربتها المتقدمة في الممارسة الديمقراطية، ولو أنها قدمت العناصر الجنوبية والشمالية ذات التجربة العميقة في حركة الديمقراطية في الشمال وفي الجنوب. حاولت أن أعامل الحركة الشعبية من هذا الموقع. واشترطت أن تقبل دخول ( منطقة الأعراف) فتتطهر من ماضيها، وتعترف بالتعددية في الجنوب، وتتحالف مع القوى الحية في الشمال، وتضع خطة طريق للوحدة... إلخ الموقف المتشائل يحمل عناصر من هذا وذاك، ويمكن صياغته على هذا الأساس. وهو ما يمكن ان أقوم به في مساهمة مقبلة. المهم في الأمر أن الموضوع مهم ومفتوح وقابل للنقاش بدون حساسيات، وخاصة من اهل الحركة الشعبية أنفسهم، دون أن يتوقف الأمر عليهم، وهذا ما آمل أن أكون قد أثرته وأشرت إليه.
| |
|
|
|
|
|
|
الخاتم (Re: Khatim)
|
الاستاذ الخاتم اتابع كل ما تكتبة من فكر نير وبلغة واضحة وباستقامة اخلاقية هام جدا الحث على المساءلة ليس من اجل الاتهام ولكن من اجل الاستبصار
الاسبوع الماضى دعونا السيد مبارك الفاضل فى الشارقة تحدث عن السياسة السودانية وقال منذ الاستقلال نحن فى دائرة شيطانية تحدث وكانه مراقب او باحث فى مركز ابحاث وهو الذى خاض فى كل تاريخ السياسة السودانية الحديثة كنت اتوقع ان يمارس النقد الذاتى فى موقفه من شق التجمع ثم شق حزب الامة ثم تحالفه مع الجبهة ثحدث وان كل ذلك حدث فى كوكب اخر ايضا استمعت امس لمهدى ابراهيم يقول ان حرب الجنوب اهدرت الامكانيات ولم يتحمل اى قدر من مسؤلية حزبه عن تلك الحرب اللعينه املنا كبير فى طليعة الاستنارة فى السياسة السودانية وانت فى مقدمتهم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقال الثلاثاء: الخطاب الذي لم تلقه الحركة الشعبية لتحرير السودان (Re: Khatim)
|
الاستاذ الخاتم كــل عــام وانتم بخير اشكرك على اطلاعنا وهو مجهود مقدر. لقد تحدثت عن المحاسبة كثير لكن الا ترى ان الاتقاقيات التى بين الاطراف بصورة او اخرى قد تترك امر المحاسبة وهى الاخرى تكتفى بى عفاء الله عن ما سلف ويستمر الحال.
Quote: وحتى إذا لم تسمح الظروف السياسية فإن من المفروض أن يعمل الناس جميعا على توفير هذه الظروف. من المهم كذلك إرساء أدب المحاسبة و المسؤولية |
كيف يكون توفير ظروف لمحاسبة نظام مثل الانقاذ؟
| |
|
|
|
|
|
|
الاستاذ الخاتم (Re: Khatim)
|
الاستاذ المفكر الخاتم
لا عاصم امام الحركة للنقد اتفق معك على ضرورة توجيه النقد للحركة من موقع الحرص على تجربة سياسية معافاة ناضجة واعتقد ان قادةالحركة من الحصافة بمكان لتفهم اهمية تشكيل لجان قضائية للمساءلة الان انتهت الشرعية الثورية او سلبيات حركات التحرر المسلحة ولابد ان تتحمل الحركة مسؤليتها السياسية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقال الثلاثاء: الخطاب الذي لم تلقه الحركة الشعبية لتحرير السودان (Re: Khatim)
|
الاستاذ الخاتم الكثيرون يحجمون عن نقد الحركة الشعبية اما خوفا او لان ما يحدث داخل الحركة الشعبية وخاصة انتهاكاتها في حق المواطنين السودانيين بالجنوب هو امر لا يعنيهم,,والبعض لا ينظر ممارسات الحركة الشعبية الا في حدود تاثيرها علي الشمال سلبا او ايجابا,,, يجب التاسيس لمثل هذا الخطاب في المرحلة القادمة فما يحدث في جنوب السودان ليس هو شان الحركة الشعبية وحدها,,, اطرح السؤال التالي علي الحركة الشعبية : هل يمكنهم التوقيع علي تلك الرسالة باعتبارها كتبت من قبل الحركة الشعبية ??
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقال الثلاثاء: الخطاب الذي لم تلقه الحركة الشعبية لتحرير السودان (Re: Khatim)
|
شكرا أخي ميرفي الوضع معقد حتى لو بقيت القوتان موحدتين فما بالك إذا أنقسمتا؟ وثمة أشياء يمكن قراءتها من صراعات الماضي وإنحيازاته. فهناك الفصائل التي إنضمت إلى الحكومة عام 1997، ثم رجعت إلى الحركة بعد ذلك. هذه الفئات لا تكن ولاء لأي طرف. ولذلك فإن موقفها من الإثنين سيكون إنتهازيا بحتا. تدفع أكثر نقف معك، على أن يكون الدفع مسبقا! بما نعلم عن براعة الجبهة الإسلامية في مثل هذه الممارسات، لإفتقارها الكلي إلى الكوابح الأخلاقية، فإن هذه ثغرة دفرسوار مفتوحة تدعوها دعاء لا يقاوم لممارسة أساليبها القديمة. الحركة الشعبية لا تملك مثل هذا الكرت إزاء الجبهة الإسلامية. إستمالة هؤلاء، فضلا عن التنسيق في القضايا السياسية المختلفة، يمكن أن تكون من أجل الوحدة، ويمكن أن تكون من أجل الإنفصال. وهذا يعتمد على عوامل كثيرة أخرى. هناك إحتمال قوي جدا ببروز تيار إنفصالي، لا يمكن الإستهانة به، كلما طرحت الأجندة الوحدوية للحركة بقوة ووضوح. سيكون هذا التيار بطبيعة الحال أكثر عداء للجبهة الإسلامية، بما هو معاد لكل القوى الشمالية. ولكن مع ذلك تبقى الإحتمالات مفتوحة حول موقف الجبهة الإسلامية من هذا التيار، أي هل تشجعه لإضعاف الحركة الشعبية، أو لأنه صار يخدم غرضهافي الإنفصال إذا مالت هي للإنفصال وإذا ترجحت هزيمتها في الإنتخابات مثلا؟هذه كلها إحتمالات مفتوحة, التيار الإنفصالي في الجبهة ضعيف. وقد أختبر قوته وانزوى لأنه ووجه بحزم من قبل قيادة التنظيم. ولا شك أن مسؤولية فصل الجنوب، أكبر من أن تتحملها الجبهة الإسلامية. ولذلك إذا رجعنا للإحتمالات السابقة فإن تشجيعها للإتجاهات الإنفصالية سيتميز بكثير من المكر والخفاء والإلتواء. فضلا عن تأمين الجبهة الإسلامية لمواقعها السلطوية في فترة غياب الحركة الشعبية وتركيزها على المواقع الأكثر حساسية في مفاصل السلطة، من خلال هذا الفراغ الخطير الذي لم تنتبه له الحركة، فإنها ستهجم هجمة إستثمارية شرسة على الجنوب، وستأتي بأوجه يصعب تمميزها، من شركات محلية واجنبية حتى تجد لها موطئ قدم إقتصاديا قويا في الجنوب. وهذه أيضا من أخطر مواقع الإختراق المحتملة. تحرك الحركة الشعبية ما يزال يتسم بالبطء الشديد، وبعدم المرونة، وذلك نتيجة لبنيتها المركزية الصارمة وإصرار قيادتها على التحكم في كل صغيرة وكبيرة. يقابل هذا حركة محمومة من قبل الجبهة، وخذ على سبيل المثال حركة عمر البشير في الجنوب. فمهما حدث بعد ذلك فإن عمر البشير هو الذي زف خبر السلام إلى جماهير جنوبية لا يستهان بها. وقد كان الأحرى أن تكون الحركة أسرع منه. وهو ما لم يحدث للأسف. وبالتالي فإن مقدرات الجبهة على المناورة والمبادرة والتحركات الذكية يبدو أنها أكبر، في الوقت الحالي على الأقل، من تلك التي تملكها الحركة، وذلك لأسباب هيكلية وأيديولوجية ومناهج في القيادة. إذا كان الجنوب لا يخص الحركة وحدها، كما أشار معروف، فإن قضية السلام ووحدة البلاد، وديمقراطية الحكم لا تخص الحركة وحدها بطبيعة الحال. هل ستنتبه الحركة إلى ذلك وتجري تغييرات حقيقية في مناهجها وأساليب عملها، أم لا؟ هذا أيضا سؤال مفتوح. ولكن الأصوب بالنسبة إلى الحركة هو أن تتوجه إلى القوى الحية في الشمال ولا تتردد في إنشاء تحالف شعبي واسع من أجل الديمقراطية والوحدة والتقدم. وهذا إمتحان حقيقي لها، لأن تحالفاتها حتى الآن خاطئة إن لم تكن إنتهازية. أخيرا أعتقد أن الطرفين سيكونان حريصين على السلام، لعدة عوامل وخاصة البعد الدولي فيي الصراع. فلا أعتقد أن أيا منهما يريد أن يتحمل مسؤولية ضرب هذه الإتفاقية التي صاغها ويراقبها كل المجتمع الدولي. ولكن الصراعات الداخلية بينهما ستكون مستمرة وشرسة. السؤال الكبير هو ما موقفنا نحن؟ هل نبقى متفرجين هكذا ولا نشارك بما يرجح الإحتمالات وفق ما نرى؟ هذا هو السؤال الأهم. لا أعتقد أنني أجبت على سؤالك بصورة شافية، وذلك لأنني لم أرد أن أتورط في النبوءاات. الوضع ينطوي على إحتمالات لا حصر لها. ولذلك يجب أن نكون حريصين جدا في تحليلاتنا وأن نتعامل مع الأوضاع حسب تطوراتها على الأرض. فإذا كان في هذه النقاط وقود للفكر فإن هذا هو كل ما أطمح إليه, دمت
| |
|
|
|
|
|
|
الحركة (Re: Khatim)
|
الاستاذ الخاتم هناك موضوع شديد الاهمية اتمنى ان تنتبه له الحركة فانتقالالحركة من القتال الىالسلطة يفرض واقع جديد وهو مغريات السلطة والانزلاق الى الفساد المالى والادارى فالمال والمواقع القيادية مغرية حتى للثوار والتجارب كثيرة الجبهة الاسلامية باموالها وخبراتها المقدرة فى التامر والرشوى وشراء الذمم ستكون متحفزة لاغراء اعضاء الحركة وسوف تغض النظر عن اى فساد مالى او ادارى بل سوف تشجع عليه الترياق المضاد للفساد هو الحرص والاجراءات الادارية والمالية التى يعرفها ابناء الخدمة المدنية المنضبطة فى السودان وبالشفافية والمحاسبة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقال الثلاثاء: الخطاب الذي لم تلقه الحركة الشعبية لتحرير السودان (Re: Khatim)
|
شكرا ميرفي نحن فشلنا حتى الآن في الإجتماع على مبادئ أساسية نتوحد على أساسها ونعمل من أجلها، وذلك بالرغم من وجود هذه المباديئ، كما هو واضح في الكتابات الكثيرة عن هذه القضايا. ولكن ثمة آفات تمنع مثل هذا العمل المشترك، منها تصور التنظيم السياسي وكأنه يعني إتفاق على كل شيئ، وليس فقط على قيم ومنطلقات أساسية، تسمح بالخلاف حول كثير من القضاياالأخرى كما هو حادث الآن في كل الأحزاب الأوروبية الحديثة، ومنها حجز المقاعد الأمامية، مرة وإلى الأبد، وإبطال كل محاولات المناقسة وضرب رموزها الحاليين أو المحتملين، وتجربة قوات التحالف خير شاهد على ذلك، ومنها تصور منافسة غير موجودة أصلا، والعمل على ضرب الحركة نفسها إبطالا لنتائج هذه المنافسة المتوهمة كما حدث في حركة حق، ومنها عدم الثقة في الدوافع الحقيقية لمن يتضدون لهذا العمل، وصدق الحس في حالات الكثيرين منهم ممن يتوخون أهدافا شخصية من التنظيمات التي يقيمونها، ومنها محاربة المجتمع القديم لكل تنظيم جديد واعد، حتى وإن إقتضت المحاربة وسائل غير شريفة، دكتاتورية أو دموية. والنتيجة أن الوسط السياسي السوداني خال حاليا من التمثيل. أقول ذلك لأن الأحزاب الطائفية أو ا لدينية لا يمكن أن تمثل الوسط بما يعنيه من الإستنارة والتقاليد العريقة في النضال الديمقراطي، ومنظمات المجتمع المدني والنهضة الثقافية والإبداع الطليق وغير ذلك. وقد تعمق هذا الخواء بعد أن ضربت الطائفية العاجزة، المجبوبة الإدراك والفاقدة الخيال، الحزب الإتحادي الديمقراطي وحولته إلى شذر مذر، لا يعرف رأسه من ذيله. هذه الأزمة السودانية في أعمق أوجهها، ولا بدمن مخرج لها من هذا الباب تحديدا. دمت
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقال الثلاثاء: الخطاب الذي لم تلقه الحركة الشعبية لتحرير السودان (Re: Khatim)
|
الاستاذ الخاتم كل عام وانت والاسره بالف خير الموقف من الحركه الشعبيه موقف معقد من جهه هي الحليف الموضوعي لقوي الاستناره بالشمال وقد قدمت الكثير لهذه القوي من حيث هزيمه السلطه واضعافها, ولكن الان الحركه جزء من السلطه وكل الدلائل تشير الي وقوف هذه القوي في معارضه السلطه القادمه والحركه جزء من هذه السلطه , صحيح ان التجمع قبل بدخول هذه السلطه وبالتالي فقد الحق في معارضتها واسقط كرته الاخلاقي في التصدي لهذه السلطه التي لم تتغير كثيرا, ففي الشمال الدوله الدينيه باقيه بموجب الاتفاقيه والجبهه حاكمه وكل شعاراتها ثابته . واضح نحن معارضين لحكومه الجبهه والحركه , لذلك سوف نتعامل مع الحركه كحكومه ومن واجبنا مراقبتها ونقدها اذا حادت عن طريق الجماهير التي وعدت كثيرا بالمحافظه علي مصالح هذه الجماهير, نحن ننتظر من الحركه الكثير ونامل ان تكون مشاركتها لمصلحه الجماهير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقال الثلاثاء: الخطاب الذي لم تلقه الحركة الشعبية لتحرير السودان (Re: Muna Khugali)
|
الاخ/ العزيز الخاتم عدلان
العيد مبارك و كل عام و انت بخير يا زول
لا نريد ان نمارس عليك مدحا في حضرة من نهوي و نحب, فنحن نحبك في الوطن, لاننا جيل مغبون, و ممكون و غير صابر الان, فقد صبر الناس, ما فيه الكفاية و لا حياة لصابر/ة في السودان.
نحن نتابع ما تكتب علي الدوام, لاننا نجد فيه, ما يشفي مرضنا السرمدي الخالد, فانت من ضمن قلة, لا تكتب الا ما تري و لا تجمل الواقع الكرية للناس, و خير دليل لي علي هذا الكلام, هو هذا المقال الذي امامنا, و المعنون بعنوان تم اختيارة بعناية العارف بالوطن.
لان المشهد السياسي السوداني الان, مليء بالهتيفة و المداحين, فلا احد يقول للحركة الشعبية, هذا خطأ و هذا غير خطأ , فالكل يمدح و منهم من يمدح الانقاذ و الحركة الشعبية معا, في سابقة تاريخية لم نعرف لها مثيل, وهو ما فعله الاخ غازي سليمان في اخر تجلياته في قناة الجزيزة في الايام الماضية... و كوننا نجد وسط هذا التهافت السياسي وراء الحركة الشعبية لقدامي اللاعبين السياسيين الذين فشلوا ورفضوا الاعتزال, فضلا عن هرولة اخرين جدد في العمل السياسي الي الحركة من غير بصر و لا بصيرة, كوننا نجد وسط كل هذا من يقول, بان هنالك خطاب لم تقله الحركة الشعبية, فهذا يعني ان هنالك عافية ما في تجربتنا السياسية الجديدة... وهو امر سنعض عليه بالحوار و المتابعة و الاهتمام.
عليه سنضم صوتنا الي صوتك و نطالب الجميع و بدون اي استثناءات ان يقولوا للناس خطاباتهم التي لم يقولوها بعد, تلك الخطابات التي اقعدتهم عن مواكبة المجتمع الانساني سنينا عددا و الي الان... و نريد من الجميع ان يعترفوا صراحة لا مواربة و دقمسة للتاريخ بحقيقة ما جري للناس من قبلهم و ما فعلوه بالناس و بانفسهم , فلا مكان الان, لخطاب من نوع شرف لا ندعيه و تهمة لا ننكرها... لان هذا الخطاب لا يحترم عقول الناس و لا يحترم حتي عقل من قال به... نريد من قدامي اللاعبين ان يقولوا كل شيء مهما كان مرا و نريد بالمقابل من اللعيبة الجدد ان يقولوا كل شيء , مهما كان مرا, فلا تنفع دقمسة التاريخ بالحديث فقط عن الشهداء في عصر الانقاذ مثلا , نعم لذكري الشهداء و نعم لمعرفتهم فردا فردا و لكن لا يكون في مقابل ذلك السكوت عن الجرائم و الفظائع التي ارتكبت باسم مصارعة الانقاذ او مايو او عبود...
نعم نضم صوتنا الي صوتك, بان يعرف الناس اسرار الاحزاب, لاننا نعتقد, بان في هذه الاسرار ترقد العوامل التي جعلت من هذه الاحزاب , احزاب قواعد و كسيحة , لا تدر خيرا للناس , لانها (غرظت )/ جفت اضرعها من الفكر و الابداع .
نعم نريد ان نعرف اسماء الناس الذين صفتهم هذه الاحزاب بدنيا او نفسيا او اي تصفية اخري, لم نتعرف عليها, لانها من (اسرار هذه الاحزاب) القواعد و الكسيحة.
نعم نريد ان نعرف كل ما لم نعرف, لعدم وجود الشفافية , فهل من مجيب/ة ؟ و هل سيتحمل هؤلاء اللعيبة القدامي و الجدد هذه المسئولية التي طرحتها انت , يا خاتم علي الناس في هذا المقال الرصين و المجود... و لك الود و التقدير, و نامل الا نكون قد شوهنا لك هذا المقال الكامل الدسم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقال الثلاثاء: الخطاب الذي لم تلقه الحركة الشعبية لتحرير السودان (Re: Khatim)
|
شكرا جزيلا الأخ برير ولا شك أن مطلبك بأن يكشف الجميع أوراقهم مطلب عادل ومشروع. ولكن نوع الخطابات التي أكتبها ناتجة عن أن القوى السياسية لا تريد أن تناقش تجاربها بأمانة، وأن تكشف أخطاءها وتنتقدها، وتشيع بذلك جوا من العافية والهواء النقي في الحياة السياسية كلها. ليس أمامنا في هذه الحالة سوى أن نقيم أهم التجارب في حياة هذه الأحزاب، وأهم المنعطفات في تاريخ السودان، ونخرج منها بالدروس المفيدة للحاضر والمضيئة للمستقبل. ومن أهم هذه التجارب والمنعطفات ما كتبت عنه كثيرا، وهو الظروف التي نجح فيها إنقلاب الجبهة الإسلامية ومسؤولية القوى المختلفة سواء في السلطة حينها أو في المعارضة. وهناك تجربة العمل المسلح في إرتريا وشرق السودان، وأعتقد أن هذه التجربة تحتاج إلى تقييم حقيقي وتحتاج إلى تحديد للمسؤوليات، خاصة وأن القضية وصلت إلى مراحل جديدة وإتهامات محددة، في المؤتمر الذي عقده الدكتور تيسير محمد أحمد في أسمرا. ولست أرمي هنا إلى تبرئة تيسير أو إدانة عبد العزيز، بل المقصود أن تظهر الحقيقة لأن بعض الناس فقدوا حياتهم، وآخرون فقدوا أطرافهم، وعذب آخرون تعذيبا ليس اقل مما كان يحدث في بيوت الأشباح. في هذا يجب أن يقف الجميع على الحياد، ويتركوا عدالة التحقيق الموضوعي، الذي تقوم به جهات محايدة، لا مصلحة لها إلا في كشف الحقيقة، لأن المسألة هنا لا تتعلق بالإنتماء السياسي لهذا أو ذاك من الناس، بل تتعلق بعمل إجرامي يجب أن يلقى العقاب. والتحقيق العادل من مصلحة الطرفين كليهما، لأن كلا منهما يرغب في تبرئة نفسه مما أتهمه به الطرف الآخر. فيما يتعلق بالحركة الشعبية، فنحن كما قلت للأخ بهاء، نذكر نقاطها الإيجابية، ولا نغمطها حقها، ولكنا لن نسكت على أخطائها، لا يلجمنا عن ذلك خوف أو طمع. كما أن المجال مفتوح لإنتقاد تجربتنا نحن أيضا، وهي تنهض من كبوتها من جديد، بعد أعتورتها الآفات من الداخل والخارج. عملية النقد هذه ليس القصد منها التشفي ولا نفث السموم، بل المقصود منها التعافي من أمراض النفس وإنحرافاتها، وإستعادة الحقوق لأهلها، لأنه بدون ذلك، سنكون كالمنبت لأ أرضا قطع ولا ظهرا أبقى، وسيكون السودان الجديد، خلاء تسكنه أشباح أجدادنا القدماء وجداتنا الشمطاوات، وليس فضاء للحرية والديمقراطية والعدالة. ودمت
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقال الثلاثاء: الخطاب الذي لم تلقه الحركة الشعبية لتحرير السودان (Re: Khatim)
|
الأخ الخانم، تحية طيبة..
مصباحك الكاشف يساعد كثيراً على الإهتداء إلى قويم السراط وسط كل هذه الُلجب.. أود أن أناقش ماإستشكل على عسى أن تزيل المناقشة بعضاً من جوانب اللبس، أو ما يتبدى لى كتناقض منطقى..
كتبت "المهم بالنسبة لي أن الحركة لا يمكن أن تمثل حاليا الوحدويين والإنفصاليين في نفس الوقت، وإلا صارت تنظيما منافقا يريد أن يشيع التشويش بدلا من الوضوح. " لم أفهم حقيقةً ماذا تعنى بالفقرة أعلاه.. هل تعنى بتمثيل الحركة "للوحدويين والإنفصاليين فى نفس الوقت"، التمثيل العضوى بمعنى وجود الأفراد المؤيدين للإنفصال، جنباً إلى جنب مع الأفراد المؤيدين للوحدة فى نفس التنظيم؟ إذا كان كذلك ماتعنيه، فالأمر صحيح، وقد تلمسته فى علاقاتى، ملامساتى، إستماعى، وقراءآتى لكثير من أعضاء الحركة الشعبية.. هذا الأمر ينطبق على حد بعيد على معظم التكوينات السياسية السودانية بدرجة أو أُخرى.. مايهمنا هنا هو الخطاب السياسى أو الخط العام للحركة، ويتبادر إلى ذهنى أنك إنما تعنى ذلك. لكن فى متابعاتى لخط الحركة الشعبية السياسى العام أرى فيه أنها تعنى بوحدة السودان ولاتدعوا للإنفصال.. وما تراجع طرحها وأصبح تركيزه على قضايا الجنوب إلا بضغط الإيقاد ووسطاؤها.
أُؤيد طرحك حول الدور "الذى كان" مأمؤلاً أن يلعبه التجمع، أو "كان ينبغى" عليه أن يلعبه بأن "أن يغير أساليبه في منازلة السلطة وينقل قواه كلها إلى داخل البلاد، ويحاول لم الناس من جديد على برنامج جديد، هو في الحقيقة في متناول يده، وهو ليس شيئا آخر غير مقررات أسمرا للقضايا المصيرية التي أقرتها الحركة الشعبية، ووجدت قبولا واسعا وسط الجماهير. في هذه الحالة كان يمكن للتجمع أن يعلن أنه يؤيد ما جاء في الإتفاقية، وخاصة ما جلبته من مكاسب للجنوب والمناطق المهمشة لأن هذا هو أساسا ما كان يناضل من أجله، ولكنه يزيد عليه بالعمل من أجل إلغاء المظاهر الباقية للدولة الدينية في الشمال، وينازل السلطة باعتبارها ا لمسؤولة عن كل الكوارث التي حلت بالبلاد، وينادي بمحاسبتها أفرادا وفكرا بعد سقوطها في الإنتخابات. " وأقترح أن تتم صياغة مذكرة بهذا الخصوص تتبناها مجموعات وأفراد داخل وخارج التجمع، تكون مساهمة فى نقل الصراع إلى رحاب أكثر إيجابية.. لكم توقيعى عليها، بجانب..
الود والتقدير.
عدلان.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقال الثلاثاء: الخطاب الذي لم تلقه الحركة الشعبية لتحرير السودان (Re: Khatim)
|
الأخ الخاتم والقراء الأعزاء..
أولاً، أعتذر عن الخطأ الإملائى الغير مقصود فى طريقة كتابة اسمك فى مداخلتى أعلاه. ثانياً، فكرت فى موضوع إقتراحى أعلاه فتبين لى لا عمليته.. اللهم إلا إذا أتبع التجمع وإقتفى آثار الحكومة والحركة الشعبية فى طريقة مصادقتهم على الإتفاقيات المبرمة، فقد تم عرضها على برلمان كلٍ منهما لإكسابها الشرعية –لا يهمنى فى هذا المقام وضع البرلمانين موضع التساؤل والمسائلة!- المهم أن هناك جهة يمكن، بل يجب على التجمع الرجوع لها للمصادقة على إتفاقه مع الحكومة، وتلكم الجهة هى جماهير التجمع ممثلة فى أحزابها وكياناتها فى مواعين أوسع من الطاقم الذى فاوض الحكومة ووقع على الإتفاق!!
لمعرفتى أن تصورى أعلاه.. نسبة تحقيقه ضئيلة للغاية، فإننى أدعو لفض السيرة مع التجمع الآن كوعاء لم يعد صالحاً ولا ملائماً لمتطلبات تطورات الأحداث، مع التأكيد على التمسك بزبدة العمل الجماعى الذى توج فى صياغة مقررات أسمرا.. قد يتبع تلك الخطوة إصطفاف جديد للقوى التى توقع على المذكرة الت أقترحتها فى مداخلتى السابقة. ولكم الود.
عدلان.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقال الثلاثاء: الخطاب الذي لم تلقه الحركة الشعبية لتحرير السودان (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)
|
الاخ الخاتم تحياتي لك وكل سنة وأنت والمتداخلون هنا وأهلهم وأصدقاؤهم بخير ستأتي الحركة الشعبية في شقها السياسي للحكم بحصتها المحدودة التي تقصر عن حصة المؤتمر الوطني (موت وطني) فضلاً عن قلة مراسها السياسي في ظروف الديمقراطية وستواجه جملة من المصاعب من بينها أن التنظيمات السياسية في الشمال تفوقها تجربة وتنظيماً مما يجعل تلك الحركة تتباطأ في ادائها وسيفاقم الامر الحالة النفسية للجماهير في الشمال التي إما ان تراقب أداء الحركة الشعبية مثل مراقبة الجماهير العراقية للجماعات والأحزاب السياسية القادمة من الخارج وإما ان تتصيد اخطاءها وهذا مما يربك اداء حزب الحركة الشعبية المستجد في الحكم. الجيش الشعبي اي الشق العسكري اكثر تجربة من الاحزاب الشمالية في القتال وربما يستعين حزب الحركة الشعبية بهذا الرصيد سعيا للتمكين باساليب بيروقراطية في شكل قرارات شبه عسكرية . لست من المتشائمين لكنني لا ارى مخرجا غير انتظار صناديق الإقتراع كي يتم إسقاط الشق الآخر من الحكومة الثنائية ومن ناحية اخرى فإن التجمع سيجدد دماءه واساليبه فإن التفت حزاب الشمال قاطبة حول برنامج يستند إلى مؤتمر القضايا المصيرية ويدقق فيه وهذا ممكن عن طريق إجراء مفاوضات بين القوى السياسية كافة في مؤتمر أشبه بالمؤتمر الدستوري او في مفاوضات جماعية ومنفردة فربما يشكل هذا مخرجا من الأزمة التي ستنشأ بمجرد تفعيل الإتفاقية .واعتقد أن الحركة الشعبية ستسعى كي تصبح الحزب السياسي رقم واحد من حيث الشعبية في السودان عن طريق التعامل مع التنظيمات التي تقاوم الحكومة في دارفور وفي الشرق ز لكن الاحزاب الشمالية لها مكرهاأيضاً الذي لا يسمح بمثل هذا الاختلال في موازين القوى ولذا ستشهد السنوات الثلاث المقبلة حركة سياسية غير مسبوقة في تاريخ السودان الحديث .الشعب السوداني نفسه تغير كثيرا في ظل المستجدات العاليمة الجديدة ويكفي ان نشير الى الاتصالات والتلفزة الحديثة التي أصبحت تلاخق الأحداث كبيرها وصغيرها في كل ساعة من اليوم في كل مكان في العالم. الحقيقة والمصالحة لا تشفي غليل منتظري العدالة في السودان الذين بودهم التشفي قبل إجراء المحاكمات . أن سلق شخص بتلك الصورة الماساوية في برميل هو فعل إجرامي أشبه بما تم لكائنات ماركيز الروائية المتخيلة ويجب التحقق منه وتقديم المسئولين عن ارتكابه للمحاكمة وإن طال السفر ومثله اطنان ما فعلته الإنقاذ .اي حقيقة ومصالحة على غرار لجنة القس توتو بجنوب افريقيامع اشخاص شيدوا الابراج العالية وأثروا ثراء لا مثيل له في تاريخنا المنظور باستخدام موارد الدولة والشعب والأرض جميعاً ؟سيكون الحال اشبه بفابيولا اوردها الروسي قريبايدوف قبل قرن عن قطة تسمع نصائح سيدها عن ضرورة عدم خيانة مربيهابسرقة اللحم تسمع وتقول نعم نعم ولكنها تأكل اللحم المسروق في آن . هي حكاية تتكرر في حكايات كل الشعوب ذلك لانها تصادف واقعا ماثلاً في كل حين. هذا من ناحية ومن ناحية اخرى اعتقد ان المخرج من الأزمة السودانية يتمثل في طرح جديد يعتمد مبدا اسميه الكثلة بدلا عن الرجوع لمربع حكومات الإئتلاف التي كانت دائماً تقود للازمات التي تؤدي للإنقلابات ويمكن تكوين الكتل على اساس مهني و على اساس المناطق وهذا موضوع يطول الخوض فيه في هذه المساحة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقال الثلاثاء: الخطاب الذي لم تلقه الحركة الشعبية لتحرير السودان (Re: Khatim)
|
شكرا عدلان على الإستدراك الحصيف والموقف جدا. كان الصادق المهدي قد دعا إلى تكوين برلمان للتجمع عام 1997، وكنت قد أيدت تلك الفكرة بعد أيام من التعبير عنها. ولكنها لم تحظ حتى بمجرد النقاش، ليس لذاتها بل فقط للشخص الذي نطق بها. وهذه واحدة من الإعوجاجات الفظيعة في حياتنا السياسية، والتي لا أبرئ الصادق المهدي نفسه منها. والكل يذكر الوقت الثمين الذي أهدر في (توضيحاتها) عندما كان الناس ينقاشون إتفاقية السلام، والتي سار السودان في إتجاه الجحيم بسبب المناورات التي دارت حولها. دمت
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقال الثلاثاء: الخطاب الذي لم تلقه الحركة الشعبية لتحرير السودان (Re: Khatim)
|
العزيز بشرى كل عام وأنت والأسرة الصغيرة والممتدة بخير وعافية. غبت منذ نشر قصيدتك التي رأيت فيها الخوف في حفنة من التراب، كما قال إليوت، وكما يريد دائما صديقنا مصطفى آدم. وقد كان التحديق في النهايات قاسيا ومخيفا. أوافقك على كل النقاط التي ذكرتها. والحقيقة ناقشت هذه النقاط تحديدا في مقال الثلاثاء الماضية عن التجمع الوطني الديمقراطي. وأرجو أن نتمكن من طرج مزيد من الآراء حول هذا الموضوع عندما انشر ذلك الموضوع بعد يومين أو ثلاثة. لك الود القديم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقال الثلاثاء: الخطاب الذي لم تلقه الحركة الشعبية لتحرير السودان (Re: Khatim)
|
عزيزي الخاتم تحياتي الطيبة لك والأسرة الكريمة
الا تتفق مع أخي في أن الحركة قد كانت أزكي بكثير من غيرها في توظيف جميع القوي السياسية والمدنية لخدمة أهدافها ؟ دون إلتزام برغبات هذه القوي التي أصبحت في أسوأ أوضاعها سوي أن كانت طائفية حسب المصطلح المحبب للكثيرين أو حديثة تقدمية حيث اختلط الحابل بالنابل
إليك ما أقول عبرهذه الصورة المحايدة نوعا
قال القيادي في الحزب الشيوعي السوداني فاروق كدودة إن مطلب المعارضة بضرورة عقد المؤتمر الجامع الذي يعطي إتفاق السلام زخما شعبيا أمرا لاتراجع عنه بل ذهبت المعارضة داخل التجمع الوطني وخارجه الي أبعد من ذلك بالإعلان عن عزمها جمع توقيعات مليونية لتأكيد مطالبتها بهذا الحق الشعبي الذي طالما أكد ت عليه أحزاب الأمة والإتحادي والشعبي وفصائل المجتمع المدني الأخري والذي يعتبره غالبية السودانيين مطلبا منطقيا كان من الأوجب أن تدعو له الحكومة وتسعي لتحقيقة بدلا عن إعاقته . ورغم رفض الحكومة لفكرة المؤتمر إلا أنها لم تقدم تفسيرا منطقيا ومقبولا لرفضها لمؤتمر يعتبر الصيغة الوحيدة التي تعصم إتفاقها مع الحركة من الفشل . ولعل مايثير الإستغراب أن المفاوض الحكومي قد قدم تنازلات كبيرة في المفاوضات دون ضوابط فعلية أو إعتبار لتحفظات هنا أو هناك لتوازن الإتفاق مع مطالب الأقاليم الأخري بسبب الضغوط الخارجية التي تركزت عليه في نفس الوقت الذي تجاهل فيه مطالب القوي السياسية التي تعتبر ركيزة أساسية للجبهة الداخلية لدي مجابهة أي تداعيات سلبية أو إيجابية للفترة الإنتقالية التي تثير مخاوف النظام من ناحية ومحاذير الشارع السوداني من ناحية أخري وذلك رغم أن الجميع يتطلعون الي سلام عادل و دائم واستقرار يفضي إلي تراتب وتداول سلمي يقوم علي أساس دستور ديمقراطي يجد الإحترام . لقد بدا واضحا أن الحركة قد وضعت أجندتها وطموحاتها كأساس لأولوياتها في التعامل السياسي مع الآخر السوداني في الشمال ونفضت يدها حتي عن حلفائها التقليديين في التجمع الذي بدا لاهثا بعد أن قبل (بحمص ) مولد الإتفاق في القاهرة راضيا بنسبة القسمة الضيزي . لكن هامش الحرية الذي يخلفه زخم الإتفاق سيكون هو المكسب الوحيد الذي يمكن أن توظفه القوي السياسية في ممارسة الضغط السياسي من أجل إحداث التحول السلمي الديمقراطي ولو حافظ التجمع الخارجي على وقاره السياسي مترفعا عن أي مشاركات هامشية تابعة وغير مؤثرة لكان دوره أكبر في حشد الشارع السوداني لمطالبه التي ناضل من أجلها الكثيرون وقضوا وتشردوا بسببها , ولكان صمام أمان ليس لوحدة السودان فحسب بل أيضا لضمان تسريح بإحسان إن إختارت الحركة الإنفصال بعد فترة الإنتقال . وليس من شك أن الأيام القادمة ستحمل تحديات كبيرة الي مسرح السياسة السودانية فالحركة ستسعي للإستفادة بكل طاقتها من أجل توظيف الفترة الإنتقالية لكلا الخيارين وقد طلب السيد باقان أموم قبل أن يجف حبر التوقيع النظر في تشكيل لجنة مشتركة للإستفتاء حول الوحدة أو الإنفصال . فإذا كانت الحركة بكل ماحققته من مكاسب تنظر بعقلانية وبراغماتية جافة بعيدا عن عواطف الفرح والرقص الشعبي الذي مارسه ببراعة قادة الحزب الحاكم بتوقيع الإتفاق في استكمال إستراتيجيتها إزاء الوحدة أو الإنفصال فمابال حكومتنا تنظر فقط تحت قدميها في أدق الأمور التي يتوقف عليها مصير وطن بأسره . كان حريا بحكومتنا الرشيدة مع رهانها غير المضمون على الوحدة أن تنظر بنفس الدرجة التي ينظر بها شريكها القادم وهو يحضر لإحتمال قيام دولته القادمة من خلال تفاوضه المنفرد مع كينيا مثلا حول بناء خطوط للسكك الحديدية لربط مناطق البترول في الجنوب بميناء ممبسا الكيني لتصدير النفط أوتدريب مائة طيار وبناء قواته المسلحة علي أسس نظامية بمساعدات خارجية والتفاوض المباشر مع البنك الدولي والمؤسسات الإقتصادية الدولية والتعامل الدبلوماسي المباشر مع المجتمع الدولي وهويحظي بتعاطف الغرب الأميركي والغرب الأوروبي كان حريا بها أن تنظر في مستقبل مناطق التماس وسكانها من الرعاة الذين يمكثون في الجنوب بأنعامهم اكثر ممايمكثون في الشمال طلبا للمرعي في حال اختار الجنوب الإنفصال ومايمكن طرحه من تساؤلات على سبيل المثال عن ماهية الدراسات التي قدمت للوسطاء أو للبنك الدولي والمؤسسات المانحة التي تمثل التعويض وتقدم البدائل والتي كان يمكن أن تكون جزءا من الضمانات الدولية التي انصبت فقط في التحفيز على توقيع الإتفاق بكل احتمالاته ؟ ماهي الدراسات والإتفاقات التي تعالج تداعيات الخيار الثاني بمنطق الدول التي تتعاطي مع مصالحها العليا وكيف سيكون عليه الحال في حال حدوث الخيار الثاني خيار قيام دولة في الجنوب ستكتمل كل مقوماتها خلال الفترة الإنتقالية . وذلك من حيث الحدود بين اقاليم التماس مع الجنوب ومن حيث الجوانب الإقتصادية والإجتماعية والقبلية ومن حيث تنظيم العلاقات وامكانيات التنسيق والتعويضات القانونية للأفراد بين الجانبين الخ . تساؤلات صعبة لابد من طرحها بذات منطق الحركة البراغماتي وهي ليست تساؤلات تشاؤمية بقدرما هي تساؤلات واقعية مسنودة بحيثيات الواقع والوقائع ومانصت عليه الإتفاقات التي ستقود في أحسن حالاتها الي دولة بنظامين وهي النظرية التي بني عليها إتفاق نيفاشا أو بدقة أكثر الإتفاق الذي ّنظر له في مراكز واشنطن السياسية والإستراتيجية . وهل تمتلك أحزابنا التي يراهن بعضها على تحقيق بعض المكاسب الهامشية في ظل إتفاق الحركة والحكومة رؤية واضحة لمثل هذه الإحتمالات بدلا من الإمعان في التفاؤل أو الإستياء فقط من تحجيم دورها الذي كان نتيجة حتمية لرهانات سياسية خاسرة مدفوعة الثمن في تحالفاتها السابقة مع الحركة كتحالف حزب الأمة والحركة بكل كلفته والذي إنتهي الي علاقات باردة وقت حصاده فضلا عن تحالف الإتحادي الحالي الذي تمخضت نهاياته عن ترقيعات ومجاملات شكلية تجري في القاهرة إن كان من أمل فهو في أن تدرك الحركة أن مستقبل الجنوب هو في ظل الوطن الواحد حتي يكون هذا الإتفاق رغم نواقصه بداية حقيقية بعيدا عن الرغبة في تمزيق جسد الوطن لبناء سودان ديمقراطي تقوم فيه الحقوق والواجبات بين المواطن على أسس المساواة والعدل دون تمييز . وأن تدرك الحكومة أن الرهان علي جماهير الشعب السوداني بكل أطيافه أفضل من الرهان علي ابتسامات البيت الأبيض . وأن تدرك أحزابنا أن بناء مؤسساتها الديمقراطية وحشد طاقاتها والتفافها حول مشروع وطني متكامل يستنهض شتاتها هو السبيل الوحيد لبناء وطن ديمقراطي مستقر ومعافي من فتنة العصبية والشعوبية والإقليمية تعلو فيه قيم التسامح والتحضر والسلام .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقال الثلاثاء: الخطاب الذي لم تلقه الحركة الشعبية لتحرير السودان (Re: Khatim)
|
نسبة لأن الحوار تشعب ليشمل موقف التجمع والقوى والأخرى، كما وضح من مساهمات عدلان عبد العزيز، بشرى الفاضل وحسن الحسن، فإنني سأنزل المقال الذي نشر بصحيفة الأضواء حول التجمع في نفس البوست لتوحيد النقاش. على أن أعود فيما بعد للتعليق على بعض المداخلات الأخيرة. فإلى المقال:
إتفاقية الخرطوم الثانية بين الميرغني والإنقاذ:
وقعت في القاهرة يوم 16 يناير الجاري، إتفاقية بين التجمع الوطني الديمقراطي والسلطة، يقبل بموجبها التجمع الوطني الديمقراطي، أو ما تبقى منه من فلول، إذا شئنا الدقة، حصته في السلطة التي خصصتها إتفاقيات نيفاشا، وتعود قياداته بناء عليها إلى الخرطوم منهية 16 عاما من المعارضة. إشتملت الإتفاقية على 12 بابا منها المباديئ العامة، المصالحة الوطنية، التحول الديمقراطي، القضايا الدستورية، الحكم اللامركزي، الخدمة المدنية، القوات المسلحة والنظامية، معالجة أوضاع تنظيمات التجمع، القضايا الإقتصادية، وآلية تنفيذ الإتفاق. وقد جاءت كل هذه الأبواب والمواد الفرعية، على درجة من العمومية بحيث يمكن للسلطة الحالية أن تقبلها، وأن تدعي في نفس الوقت أنها موجودة في دساتيرها وقوانينها، ربما بصورة حرفية في بعض الاحيان. بل حتى فيما يتعلق بجهاز الأمن الذي تحث نصوص الإتفاقية على ضرورة أن يكون جهازا قوميا، يمكن أن يقول ببساطة أنه قومي بالفعل ويستند في ذلك على قانونه الداخلي الذي يقول، في مادته الثالثة: الجهاز قوة نظامية قومية تحت الإشراف العام لرئيس الجمهورية. عمومية هذه الإتفاقية، ومناقشتها لقضايا كانت قد حسمت في مفاوضات نيفاشا، تعطيك الإنطباع، بأنك تجلس إلى مائدة لا تحتوي إلا على بقايا وجبة سابقة. وعليك وحدك إن تعالج ما يعتريك من أحاسيس في تلك الحالة. ونسبة لأني من الذين يمكن أن يتهموا بسهولة أن معالجاتهم لقضايا التجمع الوطني لا تتسم بالموضوعية الكافية، فإنني سألجأ للأمثلة المحددة، وللحجج التي لا يمكن لأحد أن يفلت منها لأنها تستند على النصوص وليس سواها. ونسبة لحجم المقال فإنني سأوضح الكيفية التي عالجت بها إتفاقية التجمع قضية المواثيق والإتفاقيات الدولية وعلاقتها بالتشريعات المحلية. فقد جاء بصدد هذه الإتفاقات والعهود، ما يلي في إتفاقية التجمع. "ب- كل المبادئ والمعايير المعنية بحقوق الإنسان والمضمنة في المواثيق والعهود الدولية لحقوق الإنسان تعتبر جزء لا يتجزأ من دستور السودان، وأي قانون يتعلق بالحقوق والحريات العامة ينظم ولا يحد أو يتغول على تلك الحقوق. ج- يكفل القانون المساواة الكاملة بين المواطنين تأسيسا على حق المواطنة واحترام المعتقدات والتقاليد وعدم التمييز بين المواطنين بسبب الدين أو المعتقد أو العرق أو الجنس أو الثقافة أو أي سبب آخر. د- ينص الدستور على تعدد الاديان وكريم المعتقدات والعمل على تحقيق التعايش والتعامل السلمي والمساواة والتسامح بين الأديان والمعتقدات ويسمح بحرية الدعوة السلمية للأديان ويمنع الإكراه أو أي فعل أو إجراء يحرض على إثارة النعرات الدينية أو الكراهية أو العنصرية في السودان. يتحدث المتفاوضون هنا، وكأنما يريدون أن يطبقوا مبادئهم هذه، التي لا خلاف عليها في عموميتها، في بلاد جديدة فتحوها لتوهم. أي أنهم لا يكشفون عن وعي أو نوايا، بإنهم يتعاملون مع دولة قائمة، تقبل هذه المباديئ، إما لأنها ابتدعت لها معان كافكوية مناقضة كليا لمعانيها المتعارف عليها من قبلهم هم، أو من قبل المجتمع الدولي، وإما لأنها تعتقد أن الإتفاقات اللفظية لا تعني شيئا في الواقع، وأنك يمكن أن تتفق مع الآخرين على كل شيء، ولا تنفذ مما إتفقت عليه حرفا واحدا. وأعتقد أنه في حالة التجمع الوطني فإن السلطة، قد وجدت بغيتها على هذين المستويين كليهما. عندما تتحدث عن المواثيق والعهود الدولية، فإنك ملزم بأن تحدد بدقة ماذا تقصد بهذا، لأنك تعلم أن السلطة قد وقعت بالفعل على هذه الإتفاقيات دون أن تلتزم بها، كما عليك أن تحدد بالضبط ما يتناقض مع هذه المعاهدات من قوانين السلطة وممارساتها على أرض الواقع، وأن تقول بمنتهى الوضوح أن هذه تجب تلك. بدون ذلك لا تكون حققت شيئا على الإطلاق، اللهم إلا الهروب غير الكريم من واجبات التحديد، بالحديث المعمم عن الإتفاقات والعهود الدولية. والواقع أن ما ذكرته هنا هو بالضبط ما قامت به إتفاقيات نيفاشا، والتي تقول عن نفس هذه العهود والإتفاقيات ما يلي: "حقوق الإنسان والحريات الأساسية: 1-6-1 تنص هذه المادة على أن تلتزم حكومة السودان، على كل مستويات الحكم في كل البلاد، إلتزاما كاملا بالتزاماتها بموجب الإتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان التي وقعتها أو ستوقعها في المستقبل. وتشمل هذه الإتفاقيات المعاهدة الدولية للحقوق المدنية والسياسية، والمعاهدة الدولية للحقوق الإقتصادية والإجتماعية والثقافية، والإتفاقية الدولية لمكافحة كل أشكال التمييز العنصري، المعاهدة الدولية لحقوق الطفل، ومعاهدة مكافحة الرق والتمييز العنصري وميثاق الإتحاد الإفريقي حول حقوق الإنسان. إضافة إلى إتفاقيات أخرى محددة لا نريد أن نفيض في ذكرها. ولا تتوقف الإتفاقية هنا، بل تخطو الخطوة الحاسمة في تحديد المحتوى القانوني الواضح للإلتزام بهذه الإتفاقيات والعهود وما تعنيه من حقوق ملموسة للمواطن السوداني. وتتعرض في ست صفحات للحقوق التالية: حق الحياة، الحرية الشخصية، تحريم الرق، تحريم التعذيب، المحاكمة العادلة، الخصوصية، حرية الفكر والضمير والدين، حرية التعبير، حرية الإجتماع والإنتماء، حريات الأسرة والتزاوج، حق التصويت، المساواة أمام القانون، التحرر من التمييز، حرية السفر، حقوق الأطفال، المصالحة الوطنية،الإنتخابات والتمثيل والتعداد السكاني. وقد نص في الإتفاقية على تضمين كل هذه المواد والأبواب، في الدستور الإنتقالي، على أن يحدث ذلك تحت مظلة المادة التأسيسية والتي تقول، أن الدستور القومي الإنتقالي سيكون هو القانون الأسمى للبلاد الذي يجب أن تتوافق معه دساتير جنوب السودان والولايات، والقوانين السودانية على كل مستويات الدولة. وعلى سبيل المثال فإذا نص الدستور على حرية الإعتقاد والدعوة السلمية لكل الأديان، فإن القانون لا يمكن أن يحوي أحكاما تجرم الردة، لأن ذلك ينافي حرية الإعتقاد، ويضيق حدود الدعوة السلمية لكل الأديان. نقول ذلك لأن الواقع المحدد للقوانين السودانية، المعبرة عن الإلتواء الشديد للجبهة الإسلامية القومية، هو أن الدستور يسمح بحرية الإعتقاد، بينما تهرب عقوبة الردة إلى القوانين لتكون بعيدة نسبيا عن عيون المجتمع الدولي. ونحن نتحدث عن عقوبة الردة لأننا نعرف من التجربة القاسية لإستشهاد الأستاذ محمود محمد طه، وعمليات التكفير اللاحقة، أن هذه العقوبة هي عقوبة سياسية، وليست دينية، الغرض منها الإرهاب وليس التقوى. ولذلك وقفنا ونقف ضدها، وقد جاءت الإتفاقية لتدعم هذا الموقف بصورة لا لبس فيها ولا غموض حق الخصوصية والحرية الشخصية يضفي الشرعية على تصرفات محددة تتعلق بالحرية الشخصية وإختيارات الشخص في حياته الخاصة، مثل اللبس والهوايات والإرتباطات الشخصية والإحتفالات والمراسيم العائلية... إلخ. وهذا كله يناقض بصورة واضحة الممارسات الهمجية الآتية من غياهب التاريخ، التي حاولت بها الجبهة الإسلامية نزع الشعور بالأمان من قلوب النساء والرجال، وتمريغ أنوفهم في الرغام، ونزع كرامتهم، بالتدخل في كل شؤون حياتهم الخاصة وأختراق مجالاتهم الحميمة. وتشتمل المواد الأخرى جميعا على تفاصيل مذهلة في دقتها، حول الحقوق التي تثبتها للناس. وكل من يطلع على هذه الإتفاقيات يتعرف على المعنى الكامل لضرورة أن يتملكها الناس، وأن يجعلوها حقوقا لهم بممارستها، وفرضها على السلطة فرضا، وهذه مهمة أعتقد أن إنجازها هو أهم واجب سياسي أمام القوى الحية في المجتمع وأمام كل منظمات المجتمع المدني. هذا كله يوضح أن الذين صاغوا تلك الإتفاقيات، على عكس رصفائهم في التجمع الوطني الديمقراطي، كانوا يعرفون أنهم بصدد تفكيك بنية سياسية وقانونية قائمة، وهم يضعون الأسس لهذا التفكيك، ولا يتجاهلونه كما يفعل العاجزون عن مواجهة خصومهم، والمندفعون بكل قواهم نحو الفوز بنصيب بخس من الأسلاب. والواقع أن إتفاقية التجمع من حيث عموميتها، يمكن مقارنتها، مع بعض الكرم، ببروتوكول مشاكوس. ويعرف الناس أن الحركة والحكومة إحتاجتا إلى ثلاثين شهرا لتحويل المباديئ العامة إلى مباديئ تفصيلية وآليات للتنفيذ، يساعدهما على ذلك دفع وضغوط عالمية لا مثيل لها، تضمنت إجتماعا نادرا لمجلس الأمن خارج نيويورك للمرة الثالثة في كل تاريخه. كم من الوقت يحتاجه التجمع، لو كان فعلا جادا حول المباديئ العامة التي يريد تفصيلها، وأين له بقوة الحركة الشعبية، وأين له بضغط المجتمع الدولي. ولذلك فإن تكوين اللجان كان عملا لا طائل من ورائه وحيلة مررتها سلطة ماكرة، على متهافتين سائلي اللعاب. ويتضح عبث الإتفاق إذا عرفنا أن عملية التنفيذ متروكة كلها للجان مشتركة. أقول أن التجمع الوطني الديمقراطي، كانت لديه خيارات كثيرة غير هذا النفق الذي حشر نفسه فيه. فمن المعروف للقاصي والداني، أن الحركة الشعبية لا تحكم ببرنامج الجبهة الإسلامية في الجنوب، أو على مستوى المؤسسات القومية التي تشارك فيها، بل تحكم ببرنامج نقيض هو الأقرب إلى ما أتفق عليه الجميع في مؤتمر القضايا المصيرية في أسمرا. كان يمكن للتجمع الوطني الديمقراطي، إذن، أن يضغط على السلطة ليحصل على تنازلات حقيقية، فيما يتعلق بالشريعة والعاصمة القومية، والمحاسبة، وإدانة الجرائم التي ارتكبتها أجهزة النظام وخاصة الأمن والنص على المحاسبة، والحصول على حقوق إنشاء الإذاعات والمحطات التلفزيونية وغير ذلك. وأن يشارك في الحكم من موقع يختلف عن ذلك الجزء من برنامج الجبهة الإسلامية الذي أستطاعت الإبقاء عليه من مفاوضات نيفاشا، حسب توازن القوى الذي كان متاحا لها. وإذا لم يتمكن التجمع، نسبة لضعفه الذي لا ينكره أحد، ولا يتجاهله إلا هو، فإن أمامه، أن يتفاوض حول تحوله من معارضة مسلحة إلى معارضة سلمية، بكل ما يعنيه ذلك من حقوق. بل حتى إذا لم يستطع الظفر بأي شيئ حتى على هذا المستوى، كان يمكن أن يطرح نفسه كمعارضة توحد كل القوى السياسية والمدنية، الإقليمية والمركزية، ويدعو إلى مؤتمر خاص به، يوحد فيه هذه القوى، على أساس جديد، هو قبول إتفاقيات نيفاشا والإلتزام بتنفيذها كاملة في حالة فوزه في الإنتخابات، والزيادة عليها بإدراج إلغاء الشريعة كواحد من الخطوات الأساسية التي تجعل الوحدة جاذبة وتدفع الجنوبيين إلى إختيارها على حساب الإنفصال. إن علينا ألا نخدع أنفسنا في هذا الشأن: فإذا أجري الإستفتاء على تقرير المصير والشريعة باقية ما تزال، فإن خيار الجنوبيين سيكون الإنفصال. وإذا كنا نعتقد أنهم رغم كل ما رأوه من شرور الدولة الدينية وجنونها وجهادها وإبادتها الجماعية، سيختارون الوحدة وهي قائمة ما تزال، فإننا إنما نخدع أنفسنا. كان يمكن للتجمع الوطني الديمقراطي إن يعود إلى تلك اللحظات عام 1995 عندما نص على فصل الدين عن السياسة. ولكنه عجز عن العودة إلى تلك اللحظة لأن وعوده لم تكن سوى وعود كاذبة، تضاف إلى سلسلة الوعود الكاذبة التي لا حصر لها التي تعود الجنوب أن يسمعها من الشمال. إختار التجمع الوطني الديمقراطي، فتات السلطة، على موقف وطني كان سيشرفه، ويوفر له ختاما مشرفا لمسيرته المخزية. ولكن من أين له أن يفعل ذلك؟ أمن قيادته التي لا ترى أبعد من أنفها؟ أمن أتباعها الطائفيين الجدد الذين ضاعت منهم البوصلة؟ أمن صفقات زعيمه الفردية التي تبرم بليل وبعيدا عن موائد التفاوض؟ إن التجمع الوطني الديمقراطي قد كتب نهايته بيده. هكذا إنتهت أوسع معارضة في التاريخ!! هكذا لم تخلف وراءها سوى ذكرى مؤسفة وريحا كريهة. وهكذا يعدم النعش حتى من يشيعه!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقال الثلاثاء: الخطاب الذي لم تلقه الحركة الشعبية لتحرير السودان (Re: Khatim)
|
Quote: إختار التجمع الوطني الديمقراطي، فتات السلطة، على موقف وطني كان سيشرفه، ويوفر له ختاما مشرفا لمسيرته المخزية. ولكن من أين له أن يفعل ذلك؟ أمن قيادته التي لا ترى أبعد من أنفها؟ أمن أتباعها الطائفيين الجدد الذين ضاعت منهم البوصلة؟ أمن صفقات زعيمه الفردية التي تبرم بليل وبعيدا عن موائد التفاوض؟ إن التجمع الوطني الديمقراطي قد كتب نهايته بيده. هكذا إنتهت أوسع معارضة في التاريخ!! هكذا لم تخلف وراءها سوى ذكرى مؤسفة وريحا كريهة. وهكذا يعدم النعش حتى من يشيعه! |
Quote: إختار التجمع الوطني الديمقراطي، فتات السلطة، على موقف وطني كان سيشرفه، ويوفر له ختاما مشرفا لمسيرته المخزية. ولكن من أين له أن يفعل ذلك؟ أمن قيادته التي لا ترى أبعد من أنفها؟ أمن أتباعها الطائفيين الجدد الذين ضاعت منهم البوصلة؟ أمن صفقات زعيمه الفردية التي تبرم بليل وبعيدا عن موائد التفاوض؟ إن التجمع الوطني الديمقراطي قد كتب نهايته بيده. هكذا إنتهت أوسع معارضة في التاريخ!! هكذا لم تخلف وراءها سوى ذكرى مؤسفة وريحا كريهة. وهكذا يعدم النعش حتى من يشيعه! |
الاستاذ الخاتم كان من الطبيعي ان يختار التجمع فتات السلطه , لانه بداءا قد اختار فتات المعارضة ,, فقد كان التجمع يعتقد ان الحركة الشعبية يمكن ان تخوض حربا بالوكالة نيابة عنه ,, ولكن الحركة خاضت حربها وحققت مكتسباتها,, وكان نصيب التجمع هو الفتات,, لان نصيبه في المعارضة كان فتاتا .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقال الثلاثاء: الخطاب الذي لم تلقه الحركة الشعبية لتحرير السودان (Re: Khatim)
|
الأخ حسن الحسن أثرت قضايا كثيرة، أرجو أن يكون في المقال الذي نشرته حول التجمع إضاءة على بعضها. ولا أعتقد أني أستطع الآن التعرض لها جميعا. وتجدني حريصا على تبيان إختلافي معك في زاوية النظر، أكثر من حرصي على الدخول في تفاصيل. مثلا أنت تقول أن الحكومة قدمت تنازلات أكثر مما يجب للحركة الشعبية تحت الضغط الدولي. وأعتقد أن الأدق هو أن الحكومة قدمت تنازلات أكثر مما كانت تود، وليس أكثر مما كان واجبا. فالواجب في نظري هو ألا يكون للحكومة نصيب مطلقا. يكفيها فقط ما ألحقته ببلادنا من دمار. أما أن يكون للحكومة 52% في السلطة، فهذا لا يمكن قبوله إلا نزولا على ضرورات توازن القوى الحالي، ليس فقط بين الحركة والسلطة، بل بين السلطة والمعارضة كلها. وقد كان موقفي وما يزال، هو أن تلزم المعارضة مواقعها المعارضة، وتعمل على إسترداد ما خسرته في المفاوضات، وكنتيجة لإختلال دورها في المقاومة العنيفة للسلطة، أن تكسب ذلك من خلال صناديق الإقتراع. وهو شيئ أرانا نتفق عليه، وقد أوضحت وجهة نظري في المقال المنشور حول هذه المسألة, إذا شئنا الدقة، فإن الحركة الشعبية، ليست حزباعلى غرار المؤتمر الوطني الذي يمثلها. فبينما تمثل الحركة، وحتى إشعار آخر، شعب الجنوب والمناطق المهمشة، وذلك من حيث المكاسب العائدة على جماهير هذه المناطق، فإن المؤتمر الوطني لا يمثل مصالح أهل شمال السودان، بل هو النقيض لتطلعاتهم وآمالهم. زاوية النظر هذه مهمة جدا، وتجعل المرء يستكثر نصيب الحكومة بينما يرى العدالة في نصيب الحركة الشعبية، والذي هو في حقيقة الامر، مكاسب لشعوب طال الأمد على المظالم الفادحة التي تعرضت لها. هذا ما أعنيه بالإختلاف في زاوية النظر. وهو إختلاف هام جدا. ويمكنك بالطبع أن تقول من فوض الحركة الشعبية لتكون ممثلة للجنوب والمهمشين؟ والرد هو أنها مفوضة بالدرجة التي يمكن فيها خلق آليات للتفويض في زمن الحرب والمواجهات الشاملة والارض المحروقة. هنا أيضا زاوية النظر هامة جدا. ربما تخطيئ الحركة الشعبية إذا اكتفت في ظروف السلام وإمكانيات التطور الديمقراطي، بالدرجات والصيغ الحالية للتفويض، ولكنها ستكون مفرطة تفريطا لا يغفره لها التاريخ، في حق هذه الشعوب، لو قالت دعوني أحسن صيغ التفويض أولا ثم أواصل معكم المفاوضات بعد ذلك. مانالته الحركة نالته من أجل هذه الشعوب ويبقى الرهان مفتوحاحول موقفها من الديمقراطية في المستقبل وحول موقف هذه الشعوب نفسها منها حينذاك. وفي كل الحالات فإن إنجازها تاريخي، لا يمكن أن يقلل منه حتى أعداؤها. ونحن نود لها أن تنجح في إمتحان الديمقراطية كما نجحت في إمتحان التحرير، على عكس الكثير من الحركات المشابهة لها، ومعولين على الذكاء الإنساني في إستقراء التجارب والخروج منها بالدروس الصحيحة. هل كان موقف الحركة خيانة لحلفائها؟ لا أعتقد ذلك. وزاوية النظر هنا مهمة أيضا. وتاريخ هذه القوى، وموقفها من الشعارات التي ترفعها معروف. ولو كانت هذه القوى جادة فيما توقع عليه من موائيق، ومنها مواثيق أسمرا، لما كانت اليوم تتعارك حول الفتات. كانت هناك فرصة لإسقاط السلطة، مدعومة إقليميا ودوليا، وكانت تملك فرص النجاح، ولكن هذه الأحزاب وقعت على تلك المواثيق في محاولة منها لغش الحركة الشعبية لتخرج لها طعامها من وسط النيران الملتهبة، فتأكله هي هانئة راضية مرضية. ولم يكن ذلك يمت للأخلاق بصلة، وكانت الحركة الشعبية ستكون غاية في الغباء، لو قبلت تلك الصيغة. ولكن لحسن الحظ فإنها كانت وما تزال أكثر ذكاء من حلفائها. وهو أمر لا يمكن أن تلام عليه بأية حال من الأحوال. ومع ذلك فإن الحركة خضعت لضغوط دولية ما كان بمقدورها مقاومتها. وكان المجتمع الدولي، مثله مثل ستالين، يتحدث عن عدد الفرق التي يملكهاالتجمع. وهي إشارة لمفاوضات ستالين مع الحلفاء في يالطا، عندما إقترحوا تمثيل البابا، في المحادثات. فقد سألهم الرجل الداهية: وكم عدد الفرق التي يملكها البابا؟ وسيتصايح أهل " الضمائر الحية" قائلين: ولكن قوة الجيوش يجب ألا تكون عاملا في تحديد الأنصبة السياسية. وسنحيلهم ففط إلى كارل فون كلاوزفيتس ليتزودوا ببعض الدورس الاولية في الحرب والسياسة. وسأواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقال الثلاثاء: الخطاب الذي لم تلقه الحركة الشعبية لتحرير السودان (Re: Khatim)
|
الاستاذ الخاتم .... السلام في يونيو 1995 , وفي مؤتمر اسمرا للقضايا المصيريه , اتفقت المعارضه علي برنامج سياسي متكامل يمثل البديل لمشروع السلطه الحضاري . ويقوم البرنامج علي : 1- الاتفاق علي الركائز الاساسية لبرنامج سياسي متكامل يستند علي الحكم الديمقراطي وتقرير المصير لشعوب جنوب السودان , وفصل الدين عن السياسة وحظر قيام الاحزاب علي اسس دينية , والتقسيم العادل للثروة واقامة سلطة انتقالية تنفذ هذا البرنامج , 2- اسقاط السلطة عن طريق العمل العسكري كاسلوب اساسي , وفتح جبهة شرق السودان لتتكامل مع الجبهات القتالية الاخري في الجنوب والغرب والنيل الازرق . واقامة حكومة التجمع الوطني الديمقراطي , وتصفية نظام الجبهة الاسلاميه واقتلاعه من الجذور , وتفكيك دولة الحزب واقامة دولة الوطن , ومحاسبة المسؤوليين عن الانقلاب وعن جرائم النظام واسترداد الاموال المنهوبة , والغاء القوانين القمعية ... الخ الخ . 3- تعبئة الشعب للمشاركة في هذا العمل , سواء في الداخل او الخارج , واشراكه بكل فئاته في عمل التجمع وهيئاته . 4- الاستفادة من الدعم الاقليمي والدولي الذي يمكن الحصول عليه استنادا الي المخاطر التي يمثلها علي كل هذه الصعد . السؤال المشروع تماما هو التالي : اين نحن الان من كل ذلك ؟ والجواب هو انه قد حدثت تراجعات جوهريه , عن البرنامج , وتراجعات كلية عن الهدف والاسلوب . هل يمكن قبول مثل هذه الانهيارات الكبيرة دون تفسيرها ؟ استبدل اهل التجمع كل ذلك بمشاركه رمزيه لاتتعدي اربعه وزارات هامشيه . الاخ محمد عبدالرحمن ........ السيد الصادق يعرف جيدا مع من يتحالف .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقال الثلاثاء: الخطاب الذي لم تلقه الحركة الشعبية لتحرير السودان (Re: Khatim)
|
الأخ محمد عبدالرحمن شكرا لك على المتابعة والكلمات الطيبة. نعم هناك نقاط مشتركة بين تحليلنا وتحليل حزب الأمة، وهناك إختلافات جوهرية أيضا. أما فيما يتعلق بالتحالفات، فقد كان منهج حزب الأمة تجاهنا، هو نفس منهج السلطة تجاه حزب الأمة. نفس المبدأ، نفس المنطلقات، ونفس العقلية. ونحن لا نستغرب ذلك في الأوضاع الحالية لحزب الأمة، الذي ينوء تحت عبء الطاعة الفادح، ويحمله كصخرة سيزيف كل عضو من أعضائه. ويهوم فوق الرؤوس كسيف ديمقليس. وعندما ترسمون أنتم سياسات حزب الأمة فإننا يمكن أن نتحدث عن التحالفات. دمت
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقال الثلاثاء: الخطاب الذي لم تلقه الحركة الشعبية لتحرير السودان (Re: Khatim)
|
الأخ الخاتم في تعليقك على مداخلة الأخ محمد عبد الرحمن
أشرت أن منهج وموقف حزب الأمة منكم أو بالأصح من حركتكم هو نفس منهج النظام من حزب الأمة نفس المبدأ نفس المنطلقات نفس العقلية على حد تعبيركم
وهذا يا أخي فيه شييء كبير من عدم الموضوعية وبخس الناس أشياؤهم فقد كنا شهودا على تبني حزب الأمة لإنضمام كل المجموعات السياسيةلاسيما تنظيمكم حق عبر سجالات بين القاهرة وأسمرا للتجمع بمافي ذلك بعض منظمات المجتمع المدني رغم رفض الحزب الشيوعي والحزب الإتحادي والحركة التي لاتريد أن ينفذ الي التجمع من انشق عنها أو انها لاتريد إرساء سابقة على هذا النحو
وقد دفع حزب الأمة ثمن مواقفه هذه بالتواطؤ الذي حدث بين أطراف التجمع والذي أفضي الي خروج حزب الأمة نفسه من التجمع غير آسف ضمن أسباب أخري تتعلق بمواقف الحزب ومبادراته. ما أورته كان يكون موضوعيا لو أنه عبر عن موقف الحزب الإتحادي أو الشيوعي او الحركة تجاهكم وليس الأمة. أما موقف السلطة من الأمة الآن فهو موقف السلطة من غالبية جماهير الشعب السوداني التي تم تغييبها عبر صفقة نيفاشا رغم أن الأمة يحاول الإرتفاع الي مستوي المسئولية بإيجاد المخارج الممكنة لإنجاح مشروع السلام والتحول الديمقراطي ولعلك تتفق معي بأنه واثق من تأييده الشعبي فيما أتيح له حتي الآن من اختبارات على مستوي الشارع .
ولعلك شاهد ياأخي الآن على أن حزبا يجتهد في كل الساحات للملمة القوي السياسية وتجييشها في خندق الديمقراطية وهو يفتح أزرعه وداره لكل صاحب رأي وفكر لايمكن أن يكون مانسبته إليه دقيقا متي ما أرتفعت بصيرة الباحث على زاتية السياسي .
لك الشكر والتقدير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقال الثلاثاء: الخطاب الذي لم تلقه الحركة الشعبية لتحرير السودان (Re: بهاء بكري)
|
الاستاذ الخاتم عدلان
تحياتي ...
اثرت نقطة مهمة جدا حفزتني علي العودة مرة اخري لبوستك العامر هذا ، وقد قلت في تعقيبك علي ماكتبت ا لآتي :
لااعتقد انني احتاج لجهد كبير لاعرف منهج النظام تجاه حزب الامة ، فالكل يعلم ان النظام سعي لزرع الفتنة وبذور الانشاق في تربة حزب الامة ، وقد اصاب بعض النجاح لحين ، ولكن قولك ان حزب الامة يلعب نفس ا لنهج تجاه حركة حق ، فيه اجحاف وانكار لما قدمه حزب الامة من ترحيب ودعم وسند لحركة حق ، وكان ذلك وهي مازالت علي المهد ، فقد سعي حزب الامة بكل السبل والوسائل من اجل ايجاد مقعد لحق في في منظومة التجمع الوطني الديمقراطي ، وقد قرات لك قبل هذا في هذا المنبر مايفيد ذلك ، وقد اتيح لي شخصيا ان اشهد بداية انطلاقة حركة حق في الجامعات السودانية وتحديدا في جامعة الخرطوم ، حيث كانت البداية صعبة جدا ومحفوفة بالمخاطر ، حيث وجد التنظيم الوليد نفسه بين سندان نظام الجبهة ومطرقة الجبهة الديمقراطية التي كانت تعتبر مولد حق خصما عليها ، حينها لم تجد الحركة الوليدة غير حزب الامة ليكون صديقا وحليفا لها ، وقاد حزب الامة معركة شرسة في سبيل ايجاد مقعد لحق في صفوف التجمع الوطني ، ويشهد علي ذلك الكثيرين من عضوية حق الذين قادوا التاسيس ونماذج لذلك مامون ومحمد حمودة وعصمت وغيرهم ، وعندما فشل حزب الامة في ذلك سعي للتنسيق مع الحركة الوليدة في كل القضايا السياسية ، لااذيع سرا اذا ذكرت ان حزب الامة كان يعقد اجتماعات للتنسيق بينه وبين الحركة قبل اجتماعات اللجنة السياسية للتجمع في ا لجامعة ، كل ذلك اتي بتوجيها من المكتب السياسي لحزب الامة لتنظيمات الحزب في الجامعات السودانية كلها وليس جامعة الخرطوم فقط ، وقد اتي متزامنا مع الحملة التي يقودها حزب الامة في الخارج من اجل ايجاد مكانة للحركة في التجمع الوطني الديمقراطي .....
اذكر كل ذلك ليس من باب (المن السياسي ) علي حركة حق بل من باب اثبات الحقائق ، هل بعد كل ذلك يتهم حزب الامة انه يؤدي نفس النهج الذي يقوم به النظام تجاهه مع حركة حق ؟؟
واتساءل ايضا ماهي مصلحة حزب الامة في اضعاف حركة حق ؟
الصراع الموجود بين اطراف الحركة حزب الامة غير معني به اطلاقا ولامصلحة له في استمراره ، اعتقد انكم محتاجون لاعادة قراة ملف الخلاف بينكم وبين ا لجناح الاخر مرة اخري وتحليل اسباب الخلاف ، وامكانية العودة ام عدمها ، وتتعاملوا مع الامر علي ضوء ماتتوصلوا له من نتائج ، حتي لاتصابوا (بوفبيا ) تجعلكم لاتميزون بين اصدقائكم واعدائكم ، وتضيع مجهوداتكم في صراع لاطائل منه . ........
اسف استاذنا انني كتبت خارج محاور البوست ، ولكن اعذرني
فكان لابد من ذلك ....
شكرا استاذ الخاتم وخالص محبتي .....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقال الثلاثاء: الخطاب الذي لم تلقه الحركة الشعبية لتحرير السودان (Re: Khatim)
|
الأخوان حسن الحسن ومحمد عبد الرحمن شكرا لكما للمواصلة والإهتمام. وأرجو أن يكون حوارنا هذا مهمازا للحقيقة يخرجها من مكامنها إلى الضوء. ولكن يبدو أننا نتحدث عن شيئين مختلفين، أو قل مرحلتين مختلفتين من موقف حزب الأمة تجاه حركة حق. فيما يتعلق بالموقف من التجمع، بادرت دون أن يدفعني أحد إلى إبراز الدور الذي لعبه حزب الأمة بكبار ممثليه، الأخوان الصادق المهدي والراحل المقيم عمر نورالدائم والأخ مبارك المهدي (رغم موقفه الخاطيئ في البداية) في الضغط على التجمع ورئيسه وفرقائه لقبول عضوية حق. أثبت هذا الدور وأشدت به، وقلت في هذا المنبر بالذات قبل عام بالضبط، أن حزب الأمة لم يقايضناعلى شيئ، لم يشترط علينا شرطا واحدا، ولم يكن يريد منا سوى الشكر. وربما لم يكن ذلك مفهوما للبعض ولكنها كانت الحقيقة. وقد دارت حوارات مطولة بيني وبين الراحل عمر نور الدائم الذي كان صديقا لحركتنا وتعامل معها بسماحة وعطف كبيرين. هذا شيئ أثبتناه، وموقف نحمده ولا ننساه. ثم حدث داخل حركتنا ما حدث، وصارت الخلافات داخلها معلومة. وكان أن أتصلت المجموعة الأخرى، بالسيد الصادق المهدي، طالبة منه تأييد خطوة كانت تقوم بها في الداخل، لجمع مليون توقيع وتقديمها في مسيرة إلى السلطة. وكان حريا بالسيد الصادق ونحن على صلة به، أن يسألنا وأن ينسق معنا. ولكنه لم يفعل ذلك بل كتب نص المذكرة وبعث به إلى تلك المجموعة، التي عرضتها بدورها على قوى أخرى، رفضتها، وكان أن تمخضت المسيرة المليونية عن 27 شخصا. بدلا من أن يعرف الصادق المهدي أن هناك خطأ ما، وبعد أن ظهرت الخلافات على رؤوس الأشهاد، لم يغير السيد الصادق موقفه، لم يسألنا عن سبب الخلافات، بل سار في درب التنسيق مع تلك المجموعة التي صارت تضمحل في الحياة السياسية حتى لم يعد لها أثر، لأنها تفتقر إلى الخط السياسي، كما عرفت قيادتها بالتذبذب الشديد والمواقف المشبوهة، وخاصة في موقفها من سلطة الجبهة الإسلامية. ولكن حزب الأمة لم يغير موقفه، لم يتصل بنا ونحن موجودون ولم يجاول حتى معرفة الحقيقة، وإنما حاول أن ينتصر للمجموعة التي ذكرت، ولذلك شبهت موقفه، في خطه اللاحق هذا بالذات، بموقف السلطة منه. وحتى عندما قام السيد الصادق بمبادرته الأخيرة لتجميع القوى المعارضة، لم يتصل بنا، لا في الداخل حيث يوجد ممثلو حركتنا بصورة واضحة لكل المجتمع السياسي، ويقومون بأعمال تنسيق على سمتويات مختلفة، ولا أتصل بنا نحن عندما وصل إلى لندن لهذا السبب بالذات. هذه وقائع محددة، استندت عليها عندما ذكرت ما ذكرت، وأرجو مراجعتها من جانبكم.وعلى كل حال نحن ليس لدينا أي تردد في التعاون مع كل القوى المعارضة للنظام، ما أتصفت بالإستقامة والتعامل المبدئي مع الآخرين. وهذا خيط يمكن أن يستمر فيه النقاش بيننا. ونحن نقول ذلك رغم إختلافاتنا الواضحة مع حزب الأمة، في المنطلقات وأساليب القيادة. ولكن تلك خلافات تقوم في إطار الخيار الديمقراطي الذي يقبل الآخر وينتقده في نفس الوقت. مع وجود الحق نفسه لدى هذا الآخر. أشكركما كثيرا على الإهتمام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقال الثلاثاء: الخطاب الذي لم تلقه الحركة الشعبية لتحرير السودان (Re: Khatim)
|
الختم ... الوقت ليس في صالحنا ... أمامنا 3-4 سنوات لتكوين حزب قوي يهزم كافة العقليات القديمة (الجبهة/الأمة/الإتحادي .... الخ) .. لماذا نضيع الوقت في شرح المشروح و كل يعرفه و الأهم يعرف ما هو المطلوب .. لماذا لا تستثمر كل ثانية من الآن لخطو خطوات عملية نحو تكوين هذا الحزب الموعود ؟؟؟ لنضم كافة القوة الحديثة ، التي نأمل أن تكون هذه المرة قد إستفادت من تجاربها الأليمة .. و دون هذا المنبر الفسيح يا الختم .. (بالمناسبة أنا أول المنضمين لهذا الحزب الوليد)..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقال الثلاثاء: الخطاب الذي لم تلقه الحركة الشعبية لتحرير السودان (Re: محمد ابراهيم قرض)
|
المعذرة اخى الاستاذ الخاتم
Quote: الجبهة/الأمة/الإتحادي .... الخ) .. |
الاخ محمد ابراهيم قرض تحيه طيبه اولا ياخى كون ما تشاء من احزاب ونافس فى انتخابات حرة لكن ليس لديك الحق فى ان تجمع حزب الحركة الوطنية مع من كان السبب الرئيسى فى مايحدث الان دعك يا رجل من الكيل للحزب الاتحادى الديمقراطى ويكفى فـــــقط انه سبت يوم فر من فر ويوم هرول ليجد الفتات كن منصف فى التقيم اراكم هنا شديد الكيل ولوم للحزب ولمولانه السيد محمدعثمان الميرغنى كفا الى هذا الحد والفيصل الفيصل انتخابات حرة حرة نزية .وقادمة قبلها كون حزبك وحزب غير ماتشاؤا وانزلوا اليها والمواطن يحدد وحده من يكون من لايصلح له
اكرر المعذرة الاستاذ الفاضل الخاتم مع تحياتى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقال الثلاثاء: الخطاب الذي لم تلقه الحركة الشعبية لتحرير السودان (Re: Khatim)
|
Ustadh Khatim Adlan
Salam, and my respect to your wit and strength that led you to take that untraveled road , and if you would let me , I will pray for you to be safe all the way and through.
Any way , as they say,here,we are. and that what we are.. Salam again
And let me just unrecite, or unmasck your favourite qoute, cause it is misleading . I do not think, that policy had ever been made by the few, in the history of man .Fewer had
manuplated the mass, and manufatored the system of disinformation ,
Shouldn't we discuss the rule of the' mass" instead of the chosen ones.?
Thanks agaian
Mutwakil Mustafa Elhussain
Salam again
Better than that, why don't we discuss the rule of 'disinformation" and how it affects our political analysises and our aplications. . Mutwakil mustafa Elhussain.
(عدل بواسطة Mutwakil Mustafa on 02-01-2005, 10:35 PM) (عدل بواسطة Mutwakil Mustafa on 02-01-2005, 10:41 PM) (عدل بواسطة Mutwakil Mustafa on 02-01-2005, 11:02 PM) (عدل بواسطة Mutwakil Mustafa on 02-03-2005, 05:58 PM) (عدل بواسطة Mutwakil Mustafa on 02-03-2005, 06:29 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقال الثلاثاء: الخطاب الذي لم تلقه الحركة الشعبية لتحرير السودان (Re: Khatim)
|
الأخ هشام مدني لك التحية معجب أنا دائما بتهذيبك وطريقتك الهادئة في النقاش وبحثك عن إطفاء الحرائق. إنتقاد الحزب الإتحادي الديمقراطي أو أي حزب آخر جديد أو قديم، هو، كما تعلم، يدخل في صلب الصراع الديمقراطي. بل ولا يمكن خوض أية إنتخابات دون إنتقاد البرامج الأخرى والقيادات والأحزاب المنافسة. فهذا لا بأس عليه، ويجب ألا يضايقك، ومن حقك بالطبع أن ترد عليه. المحظور حقا، والخارج على الديقراطية هو أن تطالب بطرد حزب ما أو حله أو تصفيته. وهي أشياء تورط فيها كثيرون، ومرحلة تخطاها الكثيرون كذلك. ودعني أذكر لك رايا ربما تختلف معه، ولكنه جدير بالتأمل: لا يمكن للإتحادي الديمقراطي أن يحافظ على لقبه القديم كحزب للحركة الوطنية، وبين حاضره كحزب واقع تحت قيادة طائفية. هذه الأشياء لا يمكن الجمع بينها، لأن الحزب لم يسم حزب الحركة الوطنية إلا في تلك المرحلة التي حارب فيها الزعامة الطائفية وخرج عليها خروجا صريحا. هل ترغبون أن تكونوا تحت قيادة الميرغني، أم ترغبون أن تكونوا حزب الحركة الوطنية؟ يمكن إختيار أية واحدة من الإثنين، ولكن ليس كليهما. وأرجو أن تتامل كلامي هذا بنفس طريقتك الهادئة، فلعنا نصل إلى إتفاق ما. وهذا كله في إطار الديمقراطية التي رضيناها جميعا. لك الود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقال الثلاثاء: الخطاب الذي لم تلقه الحركة الشعبية لتحرير السودان (Re: Khatim)
|
كتب هشام مدني:
Quote: كفا الى هذا الحد والفيصل الفيصل انتخابات حرة حرة نزية .وقادمة قبلها كون حزبك وحزب غير ماتشاؤا وانزلوا اليها والمواطن يحدد وحده من يكون من لايصلح له |
عزيزي و صديقي هشام: و هذا ما نريده بالتحديد ... لنجعل الصندوق حرا طليقا .. و لو فاز حزبكم أو الجبهة أو الأمة تعال قابلني سوف نهزمكم شر هزيمة ... و لحبي لك سوف أهديك من السلوى ما يخفف عنكم مرارة الهزيمة !!!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقال الثلاثاء: الخطاب الذي لم تلقه الحركة الشعبية لتحرير السودان (Re: Khatim)
|
الإخوات والإخوة الكرام أنزل ها هنا المقالة التي نشرتهايوم امس في صحيفة الأضواء عن أحداث الشرق، توخيا لإستمرار المناقشة، لإرتباط المواضيع، وتفاديا للسعي بين بوستين، وهو شيئ لا استطيعه في الوقت الحالي. أعد بمواصلة النقاش. ودمتم
My Column on the East
لم تكن الدماء قد جفت بعد في الجنوب، حينما أشعلت السلطة الحرب الشاملة في دارفور، والتي أدت إلى الإبادة الجماعية التي يتحدث عنها كل العالم حاليا، كما أثبتت حدوثها، أو ما يرقى إليها، لجنة تابعة للأمم المتحدة ستقدم تقريرها بعد أيام، وستترتب عليه أحداث جسام. ولم تكن الدماء قد جفت في دارفور حتى أشعلت السلطة مواجهة دموية أخرى في مدينة بورتسودان مع جماهير البجا خاصة وأهل الإقليم على وجه العموم. وكعادتها في كل المواجهات مع الجماهير العزلاء، كانت السلطة دموية ومجرمة، تتخطى في كل حين الأعراف الدولية والمحلية، والقيم الأخلاقية والمقاييس العقلانية. وتتحدث الصحف والإذاعات والقنوات الفضائية ووكالات الأنباء عن أكثر من ثلاثين قتيلا وأكثر من مائة جريح ومثلهم من المعتقلين، الذين لا بد أنهم يخضعون حاليا لتعذيب قاس في بيوت جديدة للأشباح. لم يحمل هؤلاء سلاحا، لم يلجأوا إلى تخريب مؤسسات، لم يهجموا على مصرف أو شركة مصاصة للدماء، بل طالبوا فقط بحقهم المشروع في السلطة والثروة، وحكم أنفسهم بأنفسهم، ورفع الحيوف الرهيبة التي عربدت في منطقتهم طوال الحقب، وإتخاذ القرارات التي تحدد مصائرهم بأنفسهم وعلى أقرب المستويات إليهم، وذلك من خلال التفاوض المباشر مع التنظيم الذي أختاروه ليعبر عن مصالحهم ويجسد إرادتهم الموحدة، وهو مؤتمر البجا. وتقع مطالبهم هذه كلها، ليس في إطار الحق والعدالة، فحسب، بل في إطار ما وقعت عليه السلطة نفسها في إتفاقيات نيفاشا، التي نصت على الوصول إلى حلول لمشاكل الأقاليم على هدي نفس المباديء التي حلت بها مشكلة الجنوب والمناطق الثلاث في جبال النوبة وأبيي وجنوب النيل الأزرق. مسيرة سلمية تنبي باستعداد شعبنا لتبني الأساليب السلمية كلما وجد إلى ذلك سبيلا، وكلما لاحت فرصة للعمل المدني الديمقراطي، ليس مجاراة فقط لتيار الديمقراطية الذي يكتسح العالم اليوم، وإنما كذلك تعميقا لنهج إبتدعه هذا الشعب نفسه طوال أكثر من خمسين عاما من النضال المدني، الباسل والمجيد. ولكن المسيرة أغرقت في الدماء، إذ تصدت قوات الأمن السودانية، المكونة أساسا من المأجورين ومحترفي الإجرام، لهؤلاء المتظاهرين العزل، وأطلقت عليهم النار، ليس في الهواء للإرهاب، ولكن على الرؤوس وفي الرقاب، للقتل والإبادة. وربما يكون الذين اشتركوا في القتل هنا، قد تلقوا تدريبهم من قبل في جامعات السودان التي قتلوا طلابها الخضر الأعواد، وتلقوا كورساتهم العليا في الإبادة في دارفور والجنوب. دلالة جديدة، وشهادة دامغة، على أن الإدمان الذي تعاني منه السلطة، أي القتل والإبادة وزراعة الجثث وشق نهر الدماء العظيم ليغطي كل البلاد، لا شفاء منه، ولا إقلاع عنه، منذ أول لحظة أستولت فيها جموع المهووسين الهمج، على ناصية الأمور في البلاد، وحتى اللحظة الأخيرة التي سيشيعهم فيها شعبنا إلى مثواهم الأخير في غياهب التاريخ. لنا الصدر دون العالمين أو القبر. هذه هي الصيغة الكلاسيكية المركزة لإدمان الطغيان، وتدمير الإرادة وتمريغ الأنوف وقصف الرقاب، ودوس الكرامة. صيغة يشترك فيها المهووس الديني، والمستعلي العرقي، والأيديولوجي الشمولي، والحكام الطغاة. والصدر عند هؤلا جميعا ليس علما نافعا تعم فائدته، ليس فكرة نيرة يستضاء بها، ليس عملا خيرا يجني ثماره الآخرون، وليس منافسة شريفة تظهر فيها المواهب، بل هو القهر العاري، والسلب المحض، والشر المنفلت والذات المنتفخة كمناطيد الهواء. ويقوى الإدمان بنفس الدرجة التي يشارك فيها حزب أو شخص أو جهة، في أكثر من صفة من هذه الصفات، كما هو شأن الحزب الحاكم. وكنا قد قلنا من قبل في أكثر من موقع ومقال، أن السلطة أجبرت إجبارا، من مواقع الحدب الدولي المبارك، والحرص العالمي المحمود على حقوق الإنسان، على تبني سياسة السلام في الجنوب. وأشرنا إلى أن برنامجها يقوم أساسا على الحرب وليس على السلام. وألمحنا في نفس الوقت أنها ستكون قاسية بصورة مطلقة في الشمال، في محاولة منها لجعل تنازلاتها في الجنوب هي التنازلات الأخيرة. وها هي السلطة تسير بسرعة خطرة وإجرامية على هذا الطريق الذي أشرنا إليه. ونقول أنه رغم فداحة الإبادة الجماعية في دارفور، ورغم دموية المواجهات في بورتسودان، فإن السلطة لن تتوقف عند هذه ا لحدود. وما دامت جماهير الشعب السوداني تشاهد بروش السلطة تنطوي من كل المواقع، فإنها ستتحرك في أماكن عديدة، وخاصة في الخرطوم والمدن الشمالية الكبرى. وفي كل الحالات فإن السلطة ستواجهها بالرصاص. لن يكف يد السلطة عن كل هذه الجرائم سوى عمل شعبي كبير ومتعدد الجبهات. هناك المجتمع الدولي والذي أتضح أن تدخله حاسم وجبار. فمن خلال وقوفه على الأبعاد المروعة للإجرام السلطوي في الجنوب والغرب اصبح المجتمع الدولي مهيئا لاتخاذ خطوات حاسمة ضد نظام الخرطوم. ما يحتاجه المجتمع الدولي هو البديل الشعبي الموجود في الميدان، والذي مثلته الحركة الشعبية في الجنوب، ومثلته حركة تحرير الشعب السوداني في دارفور، ويمثله مؤتمر البجا، وتنظيم الأسود الحرة، في شرق السودان. والمجتمع الدولي يستند في تحركه إلى المعلومات الدقيقة والموثقة، ولذلك فإن إحصاء عدد الشهداء والجرحى والمعتقلين والمشردين، من جانب، وإيراد أسماء القتلة الحقيقيين الذين أرتكبوا الجرائم، بأسمائهم كاملة، ورتبهم وتنقلاتهم اللاحقة، هو أمر بالغ الأهمية، على ثوار الشرق أن يقوموا به اليوم وليس غدا. ومن الجانب الآخر، فإن مجزرة بورتسودان التي حدثت اليوم، هي مجزرة الخرطوم التي ستحدث غدا، أي أن المعركة واحدة، ولا يصدقن أحد مزاعم السلطة بأن هذه مواجهة محدودة مع مشاغبين يسرقون الأسواق. ماهي الأشكال المحددة إذن التي يمكن أن توحد الشعب، ليخوض معركته المتعددة المسارح بإرادة واحدة، وتصور واحد، وقيادة مشتركة؟ هذا هو السؤال. التجمع الوطني الديمقراطي، الذي كان ينتمي إليه مؤتمر البجا وتنظيم الأسود الحرة، تعد قيادته العاجزة والقصيرة النظر، ترتيباته الأخيرة لإقتسام الفتات الذي تركته له إتفاقية نيفاشا. وإذا سار التجمع في خطواته حتى النهاية، وفي أعتقادي أنه سيسير، فإن ممثليه سيشاركون غدا في قمع مسيرات ومظاهرات تشهدها الخرطوم وبقية المدن. تأملوا فقط في موقف حاتم الوسيلة السماني، الذي كان ينتمي بالأمس إلى المعارضة وتلطخت أياديه اليوم بالدماء. اقول ذلك لأن التجمع، كما ذكرت من قبل، يحكم ببرنامج الجبهة الإسلامية القومية في الجزء الشمالي من البلاد الذي سيكون مجال مشاركته. وهو يختلف في ذلك عن الحركة الشعبية التي تحكم ببرنامجها هي في الجنوب، وتشارك بنصيبها من البرنامج في الشمال. وعندما تخلى التجمع عن إلغاء الشريعة، وعدم تكوين الأحزاب على أساس ديني، بل وقومية العاصمة، فإنه قد تخلى عن كل شيئ إلا الفتات. وبانسحاب مؤتمر البجا وتنظيم الاسود الحرة، من إتفاق نيفاشا، فإن التجمع لم يعد يمثل هذين التنظيمين وهذه الجماهير، بل إنه لم يعد يمثل حتى جماهير أحزابه التي ستنفض بقاياها منه، بمجرد إستيلاء رموزه الباهتة على حقائبهم الوزارية الثانوية القيمة والرديئة حتى كديكور. وفي الحقيقة فإن مطالبة أهل الشرق بحكم أنفسهم، ليس إنعتاقا فقط من السلطة الحاكمة، بل هو إنعتاق جوهري من حكم الكهنوت ا لذي ظل يزهق أنفاسهم طوال القرون، مدعيا أن الشرق يخصه أبا عن جد. وهذه حقيقة بعيدة الأهمية في تشكيل السودان كله على أسس جديدة. هل سيشهد المسرح السياسي إذن، ظهور تحالف جديد، مدرك للمعركة في أبعادها الحالية، معتمد أساسا على العمل الشعبي السلمي، والجريء والحازم في نفس الوقت، كلما كانت هناك فرصة لمثل ذلك العمل، وقادر في نفس الوقت على رد عنف السلطة وفق مبدأ الدفاع عن النفس؟ لا يمكن لأحزاب تقبل الإشتراك في السلطة أن تكون جزء من هذا التحالف. ولكن أحزاب الهامش وجماهيرها، وجماهير أحزاب التجمع المتمردة على قياداتها، وما درجنا على تسميته بالاغلبية الصامتة، والمجموعات المنظمة في تنظيمات جديدة مهما كان حجمها، والمثقفين والعلماء والمهنيين الأفراد داخل السودان وخارجه، والتي تعد من حيث أعدادها بالملايين، وهي مستودع ضخم للخبرات والمعارف، وأساليب العمل المتقدمة والحديثة، كما أن لها علاقات دولية وإقليمية هامة ومنتجة. ألا يمكن لكل هؤلاء أن يكونوا حركة جماهيرية موارة، قادرة على إزاحة هذه السلطة بالاساليب السلمية أساسا؟ هل يمكن لهذه القوى أن تأتي إلى صعيد واحد، وأن تجتمع على إرادة مشتركة، لتكتب صفحة جديدة في تاريخ هذه البلاد. وهل يمكن لبعض ممثلي هذه القوى أن يبحثوا هذه الفكرة، ليستبينوا إن كانت خطأ أم صوابا؟ ربما لا تنشأ مثل هذه الحركة مطلقا،إذا غلب التوجه السلبي الذي يقول أن التجارب الماضية كانت كلها فاشلة، ولذلك فإن كل تجربة جديدة سيكون نصيبها الفشل.. هذا منهج سائد وسط كثيرين. ولكن أليس ثمة إحتمال آخر؟ ألا يمكن عن طريق التحليل والفحص أن نتوصل إلى الأسباب التي قعدت بنا في الماضي، ونستطيع أن نتخطاها هذه المرة؟ وإذا كانت كل مجموعة تخشى من إختطاف تنظيماتها من قبل آخرين، وهذه هي الآفة الكبرى والصخرة الصماء، التي تتكسر عليها كل المحاولات، ألا يمكن أن نضع أسسا تمنع مثل هذا الإختطاف؟ وإذا كانت هذه الفكرة، تهزم في كل مرة، ولكنها تعود من جديد، ألا يعني هذا أن أساسها راسخ ومتين، وأننا نحن الذين نفتقر إلى مقاربتها مقاربة سليمة؟ أسئلة نطرحها، ونقر أننا لا نملك القدرة على الإجابة عليها وحدنا، لأنها بطبيعتها لا ترضى بإجابة منفردة. وقضية أخرى لا تقل أهمية: عندما تغرق السلطة مظاهرة سلمية في بورتسودان في الدماء، فإنها تتصرف في خرق واضح لاتفاقيات نيفاشا. ما هو موقف الحركة الشعبية إذن في مثل هذه الحالات؟ هذا تحد جديد يطرحه موقع الحركة الجديد في قمة السلطة، على قادتها، فماذا هم فاعلون؟ أعتقد أنه إذا تصرفت الجبهة الإسلامية، من طرف واحد، لقمع مظاهرات سلمية، فإن واجب الحركة تجاه الإتفاقية وتجاه الوطن، وتجاه مبادئها ورسالتها، هو أن تتصرف من طرف واحد أيضا لحماية الجماهير العزلاء. بحيث تجعل كل مواجهة فادحة الثمن على السلطة. وفي كثير من الحالات فإن التهديد بمثل هذا الموقف يمكن أن يكون كافيا في غل يد السلطة. الجماهير الشمالية ستحكم على الحركة من هذه الزاوية أكثر من أية زاوية أخرى. وإذا كانت الحركة الشعبية تفكر بالفعل في التحول إلى تنظيم قومي من حلفا الغاضبة والمقهورة، إلى نمولي المحاربة، ومن الجنينة الثائرة إلى بورتسودان المنتفضة، فإنه لا مناص لها من الوقوف هذا الموقف وإعلانه منذ هذه اللحظة. وإذا لعبت الحركة الشعبية هذا الدور واستطاعت بذلك أن تغل يد السلطة، فإن نصيبها من التأييد الشعبي سيفوق الوصف. أما إذا رضيت بنصيبها من السلطة وأدارت عينيها عن واجبها الوطني في دفع السودان نحو الديمقراطية والعلمانية والتقدم، فإن أحدا لن يغفر لها ولن ينسى لها خذلانها. ومع ذلك ومهما كانت التضحيات فإن الشعب قادر على خلق التنظيمات التي تدافع عنه وتمثل مصالحه، طال الزمن أم قصر. ولنا عودة لقضية سيكون لها ما بعدها.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقال الثلاثاء: الخطاب الذي لم تلقه الحركة الشعبية لتحرير السودان (Re: Khatim)
|
تحياتى
عفوا لحضورى متأخرا عن هذا الجدل الجميل
لدى ما أقوله بشأن ما ورد فى المقال المنشور اول هذا البوست
بدأ لى ان الأستاذ الخاتم يثق فى تمفصلات ما يتم طرحه هنا
أنا أعتمدت ما بدأ لى ...وأعود الى بدايات متشابكة
قبل أن أبدأ حديثى
أتذكر ان ميشيل فوكو كان يقول(لا تسألنى من أنت ....
ولا تطلب منى ان اكون نفس الشخص)
أصطحب معى العبارة...الغارقة فى الفلسفة...حين أقرأ موقف الحكومة والحركة
وشكل مربعات السياسة..وأتصور المزيد من الحراك...والمزيد من التشكل
قلت فى أكثر من مكان أن ما طمان الناس طيلة مداولات نيفاشا
هو خوض الطرفين فى التفاصيل بطريقة لم نعهدهافى ما سبق...
ثم هذا الوجود الدولى المترف
والذى أرغم العجلة على التدحرج فى الاتجاه الذى خطط له
أستحضر ان نيفاشا خلت مما يختص (بالمحاسبة)
أو حتى الأعتراف
وليس الأنتباه لهذا من الفطنة فى شيء...
ذلك لأن كلا الطرفين ذو يد طولى فى الشان السياسى
وذو موقف قوى ..لم ينتقصه ما يراودهما معا من أمر (التنازل)
الذى ظل محلقا فى رأس الطرفين معا
الذى قصدت قوله ...ان التفاصيل والأرقام اثناء التفاوض
كانت تحكم الأتفاق مانعة ترهل الاتفاقية
وأفتراضية خضوعها للأحتمالات التى قد تعصف بها
وهذا فى أعتقادى شكل أطارا جيدا لحراك قوى النقد ككل
بما فيها النقد الذى يفضحه نص الأستاذ الخاتم
والذى أشار لضرورة (المحاسبة)
أن الجريرة التى تقتضى المحاسبة هنا...يصعب تقديرها بمنهج علمى دقيق..وبمقاسات
منطقية تطبق فعليالتنتج مقابل( ردعى) أو محاسبى يوازيها ويغلق ملفها بعدل
أقول هذا وكلنا يعلم أن الطرفين لهما باع فى الجرائر...وحضور مترف فى الملفات السوداء
السؤال...
من يحاسب من... وعلى ماذا؟
من الصعب أن نجد مستويات عليا وأخرى دنيا...نحصر بينها أعلى وأدنى حد( للمحاسبة)
من الصعب أن نحسم تمامامن أى تاريخ نبدأ أمر المحاسبة...هل من 1989 وما يختص
بالحكومةأم من نقطة تتعلق بتاريخ وجود الحركة...؟
وماذا عن جنحات القوى السياسية الأخرى ...وانا لا أجد لك منطلقا غير الشفافية حيال
المواطن السودانى ايا كان؟
هل نحاسب المؤسسات..القانون..الأفراد؟
هل نحاسب القوى العالمية حين لم تجد فى الحرب ما يقاطع مصالحها فسكتت ألا من همهمات
هل فى نموذج جنوب أفريقيا من التفاصيل مايشبه النموذج هنا؟
السؤال بذكاء أكثر...كيف تضبط انت..أو اناأو أي كان أمر المحاسبة والاعتراف...؟ ثم
هل فى نيفاشا..ما يجعلنا نفهم...أن مبارحة المسار القديم ألى مسار جديد
فيه شيء من الأعتراف الضمنى؟
واضح من دارفور وكسلا..أن الحكومة لم تبارح بعد
واضح من سكوت الحركة الشعبية... أنهم لم يبارحوا ايضا
-أنت تفضلتم بذكر هذا-
لكن...هل نتفق أن تغيير السياسة بما يوافق الحريات والقوانين المعترف بها...
هو الممكن العملى الذى سنثنى عليه ؟
أنا الأن اسأل عن أفكار تطبق بوضوح
وبنتائج مضمونة...
واعتذر ان أطلت
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقال الثلاثاء: الخطاب الذي لم تلقه الحركة الشعبية لتحرير السودان (Re: Khatim)
|
Izabella
العزيزة إيزابيلا شكرا لك على الزيارة والمساهمة. أثرت أسئلة هامة وذكية، وبعبارات منتقاة ودقيقة. ولم تكتف بالعبارات الذكية، بل بحثت عن أخوات لها أكثر ذكاء. هنا صعوبة الحوار بين جيلنا وجيلكم وخصوبته في نفس الوقت. عدة ذلك الحوار الأهم في نظري، هي خلع الأقنعة: لا توقير زائد عن الحد، من جانبكم، ولا مجاملات وتربيت أبوي على الأكتاف من جانبنا. بل هي ندية ليست ظاهرة بصورة كاملة، لأن عمادها ينطوي على تناقض ليس خفيا: حكمة ما تجمعت لنا بتراكم السنين وكرور التجارب، وعنفوان وتوق، وحديث من أعلى سقوف الممكنات، يدفعكم للتجاوز وإجتراح المعجزات. أي أن الندية بها ميل داخلي لترجيح طرف على آخر. فثمة ضيق وتوتر، مشتركين: روماتزم الأفكار يجعلنا نتفلت من إندفاع نعرف أنه ربما يؤدي بنا إلى هاوية ما، وطاقة الإنطلاق تجعلكم تتفلتون من قيود يريد الماضي أن يفرض بها هيمنته وملامحه على المستقبل. أفكار في التجسد الإنساني للزمن، عنت لي من قراءتي لبعض نصوصك، ومن نصوص أخرى كتبتها أخريات، وسطرها آخرون، عن شتى المواضيع. وفتح لي كل ذلك بابا للتأمل سأبذل كل جهدي حتى لا يتحول إلى فجيعة. وهل هناك فجيعة أكبر من أن يعترف المرء، دون ضغوط خارجية أو تحقيقات قاسية، بأنه آخذ في الإنتماء إلى الماضي؟ وربما يكون في كل ذلك هترشة (عادتني) بها شيري التي زارت هذا البوست قبلك بأيام! ولاحظي كلمة (عادتني) هذه! كثيرا ما تدهشني الكلمات بانطوائها الماكر على معان لم نفكر فيها مطلقا، مع أنها أقرب إلينا من حبل الوريد! عادتني أي نقلت لي علة ما، وعادتني اي أعلنت عداءها لي أو أضمرته. نحن نستخدم الكلمة للمعنيين، ولكننا نعاملها وكانها كلمتان مستقلتان. لأن إبنك الذي يعاديك بنزلة البرد، لا يحمل لك عداء، صريحاأو مضمرا، أو هكذا نحب أن نتصور! أخلص للقول أن هناك فوائد مشتركة من مثل هذا الحوار، إسراع من هنا وأناة من هناك. حسنا، أنت تتحدثين عن المحاسبة وتحاولين إيجاد معني دقيق وعلمي لها. وأعتقد أن هذا المعنى موجود بالفعل، وخاصة في جانبه القانوني: هناك جرائم محددة: التعذيب، القتل، الحرب، الإبادة، النهب، خرق حقوق الإنسان، تقويض الدستور: هناك من أرتكبوها بأحزابهم، وأشخاصهم. وهناك المحاكم التي تقوم بالمحاكمة. هذه هي عملية القضاء المعروفة وفيها تعريف دقيق لكل شيئ، ولكن المسألة ليست بهذه البساطة بالطبع. فالمحاسبة أيضا ذات وجود سياقي يمكن أن يغير معانيها بصورة تجعل أسئلتك، وتحديداتك في محلها تماما. مثلا: المحاسبة التي تقوم بها حكومة التجمع الوطني الديمقراطي التي هزمت السلطة، وأسقطتها، وحملتها على الإستسلام، وقبضت على رموزها، ستتخذ معان مختلفة كليا عن المحاسبة التي يقصدها التجمع نفسه، وهو يوقع على نص يجعله شريكا ثانويا مع هذه السلطة نفسها. المحاسبة هناك شيئ وهنا شيئ آخر. وفي هذه الحالة بالذات فإن السلطة ربما تتمكن في مستقبل ليس بعيدا من "محاسبة" بعض قادة التجمع على أعمال قديمة أو جديدة تنسبها إليهم، حقيقة أو تلفيقا. وهناك المحاسبة التي لم تركز عليها إتفاقات نيفاشا: قال الدكتور منصور خالدأنه ليس معقولا أن يتفاوض قوم على وضع رؤوسهم في المشانق. أو شيئ من هذا القبيل. كلام جهم، ولكن صوابيته لا تقل عن جهامته. السياق هنا هو الذي يحدد. حاولت من جانبي الخروج على السياق بمنطق لا يتعلق بميزان القوى، بل يتعلق بأولية الحق، وعلوية الأخلاق. فطلبت من الحركة الشعبية أن تعترف بخروقها لحقوق الإنسان. وأشرت إلى فتح الأبواب أمام الأسر لتقدم القضايا ضد أولئك الذين قتلوا أو عذبوا ذويها، أو نهبوا أموالها، إلىا لقضاء المستقل.وثمة باب فتحته الآن الأمم المتحدة وهو محاكمة السؤولين عن الإبادة في دارفور أمام محاكم دولية. وطالبت بإحصاء القتلة في الشرق حتى يسهل تقديمهم لنفس المحاكم. هذه هي المحاكمة السياقية التي نستطيعها الآن. ونسبة لأن بعض الجرائم لا تسقط بالتقادم، فإن تغييرا في موازين القوى يمكن أن يسمح بأشكال أكثر حزما من المحاسبة. وثمة أحجام وسياقات للجرائم كذلك، وكل ذلك يحدده القانون. المهم ألا تغرق المسألة في جدل تغيب عنه الأولويات: السلطة هي المجرمة الاساسية، ولذلك يجب أن نفعل كل ما نستطيع من أجل محاسبتها. هذا هو الشيئ الأساسي، والذي يجب ألا يغيب لأن آخرين ربما إرتكبوا جرائم مشابهة: والقاعدة هنا أن إرتكاب الآخرين لاية جرائم حتى وإن كانت متشابهة، لا يعفي السلطة من المحاسبة على جرائمها. هذه هي القاعدة التي تود السلطة لو أشاعت حولها نوعا من التشويش: تحاسبونا كيف، ما كلكم مجرمين! هذا هو اللامنطق الذي يجب ان نقهره، فيهم وفي أنفسنا، دون هوادة. الحركة لم تسكت على أحداث بورتسودان مثلا: باقان أموم قال أننا لم نتفق مع السلطة على قتل المواطنين. وهذه نقطة هامة وتوجه نريد له أن يتطور، حتى يصل إلى ما طالبت به في مقال الأمس: وهو إذا حاولت السلطة أن تقمع الناس من جانب واحد، فإن على الحركة أن تدافع عنهم من الجانب الآخر. ولكن تطوير مثل هذا الموقف ليس أمرا سهلا، ولا يجدي معه الحكم المسبق على الحركة بأنها مساوية للسلطة. هذا فيه تجاهل لحقائق لا يفيدنا تجاهلها. وللاسف الشديد فإن الكثيرين يتصرفون على هذا الاساس، وربما تكونين قد إطلعت على كتابات بعضهم. يتجاهل هؤلاء أن تحقيق السلام في الجنوب لا يتناقض من حيث المبدأ مع تحقيق السلام في أي جزء آخر من البلاد، بل يقود إليه. الجرائم التي ترتكبها السلطة ليست نابعة من الإتفاقية، بل من خرقها، وعدم الأمانة لنصوصها. وهذا أيضا من مسؤوليات السلطة. أي أن السلطة لم تكن مسالمة جدا، وجاءت هذه الإتفاقية فاصابتها بالجنون. لا: السلطة كانت مصابة بهذا الجنون دائما، وبينما كانت تخوض الحرب في الجنوب، فإنها كانت تخوض الحرب كذلك في أنحاء اخرى من البلاد، وفي الخرطوم. الرقعة التي تمارس فيها السلطة حربها تقلصت، وهذا إيجابي. القوى الكفيلة بلجم السلطة على المستويين الوطني والعالمي تزايدت كذلك، وهذا شيئ إيجابي. وفي هذه الأجواء كلها لدينا أدوارنا ومسؤولياتنا، فلنمارسها ولا نلتفت إلى الوراء، ولنحاول جلاء موقف به كثير من الضباب الأصلي بحيث لا يحتاج إلى مزيد. قول دريدا حول الصيرورة لا أعتقد أنه يجلي الموقف هنا، بل يوحي، في هذا السياق تحديدا، بان تبادل الهويات بين الظالم والمظلوم، وبين الجلاد والضحية ممكن ومشروع. أنا لا اسألك من أنت لأنك في حالة صيرورة، بحيث لا أستطيع أن أدخل نهر هويتك مرتين، وإذا شئت ان أجعلك مسؤولا عن جريمة إرتكبتها في لحظة عابرة من لحظات تلك الصيرورة، فإنني لا استيطع ذلك، لأنك تكون قد تحولت إلى هوية جديدة لا علاقة لها بماضيك. لا اعتقد أن هناك قولا أحب للمتفلتين عن المسؤولية الفردية من مثل هذه الأقوال، التي تحاول أن تخرج بعض المقولات الفلسفية من سياقها وتحولها إلى مطلق لا يفيد غير التشويش. أرغب في مواصلة النقاش.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقال الثلاثاء: الخطاب الذي لم تلقه الحركة الشعبية لتحرير السودان (Re: Khatim)
|
Dear Mutwakil .Thank you so much for your kind words and generous compliments. I think that Pericle' words are not only correct, but dislay a rare stroke of genius, especially if they are taken within their historical context, almost four centuries before Christ. Pericles was delivering his funeral oration in commemoration of the dead of the war between Sparta and Athens. He was talking in the aftermath of the havoc wrought on Athenian society by the rule of the thirty tyrants, and was able to formulate, in this pertinent form, the basis of the first democratic society in history.His point of stress was not that a few could make policy, but the fact that the many can judge it. This was the first theoretical formulation of majority rule in history. Before that point in time the few didn't only make policy, but it was they who deedmed it judicious or otherwise. And you should take note of the exactitude of this man: he said a few can 'originate' policy, he didn't say make it, but originate it, indicating a process in which the origination is only the first phase after which comes the judement which is the sole prerogative of the many not the few.We know that policies are originated by the few, whoever they maybe, but they should be judged by the many, that is the whole essence of democracy.If you wait for the many to 'originate' something you will wait so long.To originate is to start something new,most probably in contradiction to the status quo and to the beliefs of the many, and you stat convinving others that what you had originated was the right thing, and you would be the happiest if you ever come around to convincing them. That is how I see it, that is why I defend Pericles and ask you to do the same. Thank you
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقال الثلاثاء: الخطاب الذي لم تلقه الحركة الشعبية لتحرير السودان (Re: ابو مهند)
|
Dear Ustadh Elkhatim
I must humbly acknowledge and compliment you deeply for your insightfulness on this issue, and in your use of Pericle’s role as deeply contributory in the formulation of the very foundations of democratic ideals within the history of human society at large since such times as those, during which he created these and many other highly insightful, impact, and significant assertions which have no doubt, had many centuries of far ranging impacts. He was indeed, one of the most original and inspiringly ingenious “fathers” of the democratic ideals, as addressed to the larger mass of humanity within the social, philosophical, and political framework of societies, as in the general context of all human political history since. (I was introduced to him s by Ustadh Mahmoud , and I guess that would be another factor for me to acknowledge his greatness)
I will continue right away
Salam again
Mutwakil
(عدل بواسطة Mutwakil Mustafa on 02-03-2005, 06:38 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقال الثلاثاء: الخطاب الذي لم تلقه الحركة الشعبية لتحرير السودان (Re: Mutwakil Mustafa)
|
You have studiously used his words and ideas to give me the appreciation and deeper awareness of an important distinction of a very important point, specifically as regards to your quote “he said a few can originate policy, he didn’t say make it, but originate “.
Again, your correction and careful distinction of this particular point is thankfully received and humbly accepted for the extremely and wonderfully beautiful exactitude with which you have presented it .I do not disagree at all with this understanding, and note that it is important to point out how strongly we agree in general context of how certain ideas have been “ originated by” and then disseminated to, the greater mass of society. Your point forces me to clarify further, and that although you are entirely correct in making this particular distinction, I’m trying to say that in the case of our country it is not the lack of leaders, thinkers, it is in fact, they are many of them, and most of them equal to nothing at the end of the day. (By the way, I do not consider you one of those; truly I believe you, and your company, assiduously working towards a better day for the Sudanese people).
The Sudanese people need to be informed and they need from their informers to be honest with them and that what Ustadh Mahoud had always used to say.
Thank you for your patient, and I hope I did not take you a way from the serious issue which concerns us all.
Salam again
Mutwakil Mustafa Elhussein
(عدل بواسطة Mutwakil Mustafa on 02-03-2005, 05:54 PM) (عدل بواسطة Mutwakil Mustafa on 02-03-2005, 06:46 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقال الثلاثاء: الخطاب الذي لم تلقه الحركة الشعبية لتحرير السودان (Re: Khatim)
|
Thank you so much Mutwakil.The intellectual products of Ustadh Mahmoud are in a class of their own. And dialgoue,as Socrates reminds us, is the midwife of truth. And those who embrace the truth when they see it are the blessed sons and daughters of the earth. When you meet them, or hear from them,the deep wounds in your soul, caused by falsifications and contrariety, start to heel. In you, brotheer Mutwakil, I have found this morning, one of the healers of the soul. Thank you khatim
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقال الثلاثاء: الخطاب الذي لم تلقه الحركة الشعبية لتحرير السودان (Re: merfi)
|
Dear Ustadh Elkhatim, Iam very deeply grateful, and as well, deeply touched, and humbled by the nature of the most incredible beautiful which you have given to Ustadh Mahmoud Mohamed Taha and to me.
As you have now clearly observed, I do, most sincerely, have the greatest respect towards your part in the on going struggle against such oppressors as we have been discussing, however I must clearly and unequivocally state, I do have such remaing and most serious disagreements iam now obliged to mention them as follows:
As regards to the specific audience with which seek to entreat of your particular viewpoints on these issues –my point here is specifically and very seriously asked for you- Exactly who is the specific audience you wish you the SPLA/SPLM would have addressed differently? The more specific reason for this question will be made clearby the required answers to the following questions :
Exactly who , an were ,were these particular audience members during the many many years of fighting , bloodshed , turmoil , orture , persecution , and genocide of the innocentf
.
(عدل بواسطة Mutwakil Mustafa on 02-06-2005, 05:20 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقال الثلاثاء: الخطاب الذي لم تلقه الحركة الشعبية لتحرير السودان (Re: Khatim)
|
Dear Ustadh Elkhatim, I’m very deeply grateful, and as well, deeply touched, and humbled by the nature of the most incredible beautiful which you have given to Ustadh Mahmoud Mohamed Taha and to me.
As you have now clearly observed, I do, most sincerely, have the greatest respect towards your part in the on going struggle against such oppressors as we have been discussing, however I must clearly and unequivocally state, I do have such remain and most serious disagreements iam now obliged to mention them as follows:
As regards to the specific audience with which seek to entreat of your particular viewpoints on these issues –my point here is specifically and very seriously asked for you- Exactly who is the specific audience you wish you the SPLA/SPLM would have addressed differently? The more specific reason for this question will be made clearly the required answers to the following questions:
Exactly who, an were, were these particular audience members during the many many years of fighting, bloodshed, turmoil, torture, persecution, and genocide of the innocent.
2/ More specifically, where were rightful parties of greatest potential social and political important in Sudan, during these times of bloodshed and violence, such as Umma Party, UDP, Communist Party, The Republican Movement ,Elbaath and other parties and most important, is the Party of the Silenced Majority of The Sudanese People?
3/ What were , and are now still , the specific demands of these parties (including the S.S.P ). ? And, have they (demands in context) been met to a satisfactory condition as to alleviate the totally egregious and brutally oppressive and untold suffering of millions of rightful citizen, such as, for specific example, the finding of a way to unravel the many threads of the Islamic Shria Laws, as interpreted and brutally enforced via thethe use of total oppression by the inhuman criminal fanatics, which have now been deeply sown into the fabric of our social and theological culture and subcultures ?
4/ Are the desired audience ,members of any of these parties ,per se ?
I must again ,acknowledge your great and truthful desire to advance positive changes and healing amongst the many were these issues are concerned , and therefore , I wish greatly to soon receive your most surely intelligent and deeply insightful resonsees to these most important questions ,at least to me and thank you again .
Mutwakil Mustafa Elhussein
.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقال الثلاثاء: الخطاب الذي لم تلقه الحركة الشعبية لتحرير السودان (Re: Khatim)
|
شكرا ميرفي على رفع البوست والمتابعة.
Dear Mutwakil When the SPLM addresses previous violations of human rights, it is basically addressing itself. In other words it is settling accounts with its past so as not to stain and jeopardize its futrue. It is promising itself and others, that it would not do that again. It is expressing its refusal to identify itself with its mistakes and wrong doings. It is basically a process of political and ehtical catharthis which the SPLM, togethre with all other decent political parties stand in dire need of. But again, it is addressing the people whom it had wronged. It is doing justice to their families, honouring their names and expressing a readiness for retribution and the restoration of dignity. It is also addressing the people in different parts of Sudan: it is telling them that if I ask you to join my ranks, I am asking you to join a new organization that has renounced so many wrong practices with transparency and in humility. It is also saying something very important: that the mistakes of others are no justification for mine. I hope I have shed some light on what I meant to say, Thank you
| |
|
|
|
|
|
|
|