لأن ديموقراطية (الخواجات) وهي ليست شيئا مقدسا ومنزها من العيوب فقد نجحت في بلدانهم لاسباب موضوعية تتعلق بثقافاتهم وبيئاتهم الاجتماعية ولكنها لم تنجح في بلادنا لاسباب موضوعية واهمها التخلف فقد اجهضناها بعد عامين من تطبيقها رسميا ومن ثم اجهضناها مثنى وثلاث مرات لانها لم تشبع تطلعات المتأمرين بسبب اعتمادها لمعياركمي ظالم لا يعتد بمعايير الوعي والاخلاق والكفاءة وبالتالي يمنح الغلبة لصاحب القطيع الاكبر الذي يعبيء صناديق الانتخابات التي يتساوى فيها صوت العالم البروفسور مع صوت( حمبرة قباض الطير) وتغض الديموقراطية النظر عن كيفية الايتاء بالقطيع للانتخابات وهذا مما احدث احباطا للكثيرين اذ يمكن ان يحتكر السلطة طرف اوطرفان متحالفان يمتلكان القطيع وبالتالي سينقطع العشم لدى الاخرين الذين لديهم افكار وبرامج ولكنهم لايملكون القطيع ولذلك تم التامر علي الديموقراطية واما من لم يتامر بشكل مباشر فانه تحالف لاحقا مع الدكتاتورية والسبب الرئيس في عدم صلاحيتها انها تعتمد معيار الكم لبلوغ السلطة وفي بلادنا المتخلفة فان الكم سهل الحصول عليه ليس بالايديولوجيا المؤنقة والافكار العبقرية الخلاقة والبرامج العلمية الجذابة بل باثارة وتحفيز النعرات القبلية والجهوية والطائفية لصالح دعم الحزب راعي مصالح اصحاب هذه النعرات وبالتالي تظل الازمة قائمة اذا لم نوجد لها حلا في جذر ميكانزم الالية الديموقراطية كي تستوعب الجميع حزبيين وغير حزبيين بشكل نسبي يجسد الارادة الشعبية الوطنية لنخرج بلادنا لبر الامان عبر (توليفة) سودانية ينبغي ان ينتجها المفكرون والمثقفون الوطنيون في مؤتمر يعقد خصيصا لهذا الامر لينجز ديموقراطية (مسودنة )تمثل ماعونا وسيعا يسع الجميع بشكل نسبي ليشاركوا جميعا في صناعة القرر الوطني من مستوى مجلس القرية مرورا بمجلس المدينة والمديرية والاقليم حتى مجلس الشعب وهذه فرصة تاريخية لشباب لجان المقاومة الثورية كي يؤسسوا كيانهم الوطني العملاق و الذي يمكن ان يكتسح كل هذا المضمار الجديد ليس بالقطيع بل بالعزم والفكر الثوري السديد.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة