|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الى سبانا الشريف: سيروا الى الله عرج ومكاسي (Re: عبدالله عثمان)
|
دة موضع سجدة
نحن سوجو عروضن الأستاذ محمود معلقا على البيت عاليه
باب المرأة
هذا باب المرأة.. وهو باب نحب أن يدخله الداخلون سجداً، ذلك لأنه يعالج شأناً هو أخطر شئون الأرض على الإطلاق، وهو المرأة.. والمرأة فى الأرض كالقلب فى الجسد. إذا صلحت، صلح سائر الجسد، وإذا فسدت فسد سائره ..إن المرأة فى حقيقة النظام الإجتماعى المتمدين أولى بالعناية من الرجل إن صح أن هنالك أولية بينهما.. ذلك لأنه يتأثر بها أكثر مما يؤثر فيها، وإن خيل له غروره غير ذلك .. وحين تعرف المرأة سبل المكارم، تنشئ على سمتها الرجل طفلا، وتحمله على جادتها زوجاً، وتغريه بها فى جميع مسالك الحياة وهو أجنبى عنها .. إن حواء حين أغرت آدم، أغوته ثم لم يستعصم.. وهى لم تغره إلا وهى تبغى به سبل الخير، ولكن جهلها كان وبالا عليه وعليها . وهو لم يستعصم عن غوايتها لأنها رسولة حياة تدعو إليها فى إلحاح متصل حتى لكأن كل جارحة من جسدها لساناً يلهج بالدعوة .. آدم طالب حياة فى المكان الأول، وكل الناس طلاب حياة، فمن لم يستجب للحياة لايستجيب لشئ . ولو أن حواء عرفت سبيل الحياة، لكانت دعوتها لآدم دعوة صالحة لا غواية فيها، ولاعصيان .. ولو تعلمت حواءاتنا لرشد آدمونا.. فإنك إن تعلم إمرأة تعلم أمة، وإن تعلم رجلا تعلم فردا . أنصار المرأة وخصومها، إن صح ان للمراة خصوما بالمعنى الصحيح، مدعوون للكتابة في هذا الباب على أن تكون كتابتهم صادرة عن علم يقين، وعقل سديد وجد لا عبث فيه ولا فضول. الأستاذ محمود محمد طه.. جريدة الجمهورية.. إفتتاحية باب المرأة 15/1/1954م يامن خلق الجمال قبل الرحيل http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/ar1/exe...w.cgi/5/4472/printer
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الى سبانا الشريف: سيروا الى الله عرج ومكاسي (Re: عبدالله عثمان)
|
يا لقلبي عاد من بعد النوى يطوى الجراح .. بالهوى يبعث بالروح حنينا وأندفاعا .. مرحبا يا شوق أغمرني شجونا وألتياعا بنسب كلمات أى أغنية حماسة أو أصالة للأستاذ ... والله ما فى زول حقق قيم الاصالة دى والكرم والشهامة زي الاستاذ....أذكر انه فى زيارة لى لأهلى فى غرب النيل الابيض ...كنت منفعل جدا مع أغنية للكابلي ، واحد من أبناء عمي قال لى ...يازول انت مالك منفعل كدا ؟ قلت ليهو لاني شايف انو الكلام دا عن الاستاذ ...عليك الله الكلام دا مش فى الاستاذ؟ ...فنظر لى بحيرة ودهشة ....وقال لى، وهو رجل بسيط " والله فى الشيئ السمعناهو عن الاستاذ دا ...والله مافى زول أرجل منو ".....
كباس درايز ام حبر يا دابي الجبال قلبك صميم من حجر يا دود الوعر
زينب تجرالنم فوق تور العواصات الـبكرف الدم في محكر دواس حاشاهو ما بنزم ساطور الرجال جرعة عقود السم يادابي الجبال
من ذكريات الأستاذ محمد عبدالله بليلة - اقتصاد الخرطوم - لندن
(عدل بواسطة عبدالله عثمان on 08-06-2012, 07:14 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الى سبانا الشريف: سيروا الى الله عرج ومكاسي (Re: عبدالله عثمان)
|
جمعة حسن الي يمين الأستاذ في قضية بورتسودان الشهيرة
لكن اليقين الشفتو في عيون الاستاذ محمود، ما شوفتو في غيرو جمعة حسن
على يمين الأستاذ، الطالب بكوستي الصناعية وقتها، جمعة حسن، الى اليسار رجل الأعمال المرحوم حامد محمود "والد د. منى وأخوانها"
كلماتٌ عند ضريح وَلِيٍّ دائمِ الابتسام د. النور محمد حمد حسام عزمي نبا مهيضاً وغمد ذلي احتوى حسامي أعيش عطلا أموت عطلاً بلا صـفاتٍ ولا أسـامي عوض الكريم موسى هذا حديث في مناقب من عاش عطلا، ومات عطلا، بلا صفاتٍ، ولا أسامي. هذا حديث في ذكر جمعة حسن. بضع كلمات أحس بهن أمانة في عنقي، وعليّ تأديتهن. كلمات يتوجب عليّ قولهن، في ذكر ولي الله، وروحه، أخي، وصديقي، ورفيق دربي، جمعة حسن. كلمات ربما ولدن ميتات، ولا أحسبهن يسوين شيئا لحظة الوقوف عند ضريحه العامر، ولدى عتبات مقامه الرفيع. غير أني أقدمهن قربانا، وتوسلا إليه، وهو هانئ الروح ورائق البال، في حضرته البرزخية البهية. فلعله يذكرني بين المذكورين. فقد أحزنني رحيله، أيما حزن، وبرح بي تصور كوني لن أراه ثانية، في هذه الدار، إن قُدِّرَتْ لي العودة إلى السودان، بعد كل هذه السنين من الغياب ـ
تبوأ جمعة بين كل الجمهوريين منزلة خاصة جعلت منه مَلِكُ المحبة، الود، والتواضع، دون منازع. لا يخيف سمته أحدا. فجمعة ظل طيلة حياته عطلا من أي لبوس يخيف. لا هالة، ولا هيبة، يجللانه، فتبعثان في من يقترب منه التهيب واللجج. قال المعصوم: "هون عليك، فإني لست ملكا، وإنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد". تحقق جمعة حسن، بهذا الحديث الشريف، تحققا لا مجال لمجاراته. جمعة حسن، مفرد علم، لم يتحقق أي جمهوري غيره، بعيش شريف، وموت أشرف، مثل عيشه، وموته. فقد كان جمعة حسن، نسيج وحده، بين كل الجمهوريين. كان كذلك في كل شيء. كان فئة خاصة، غير قابلة للتبويب تحت أي مسمى، أو أي نمط عرفناه، من أنماط الشخصية الجمهورية ـ
لم يتفق لجمعة، في أي يوم من الأيام، الوقوع تحت مُسَمَّى ما عُرف بشيوخ الجمهوريين. كما لم يتفق له أيضا، الوقوع، تحت مُسَمَّى، ما عرف بشباب الجمهوريين. فهو قد كان حالة خاصة قائمة بذاتها. وبهذا التفرد، مثل جمعة حسن، خير مدخل للقادمين الجدد. كان واحة مخضلة النعيم بالأنس، في وحشة صحراء السلوك، وكلاح مناخ التشمير المتصل. حين ولجنا دنيا المجتمع الجمهوري، في مطلع السبعينات، كان الوقت، هو وقت ازدياد أعداد الشباب المقبلين على الأستاذ محمود محمد طه، من طلاب المعاهد العليا والجامعات. وكان أول بيت وضع للإخوان الجمهوريين، حينها، للذي بحي أبي روف، قريبا من دار الرجل الأخروي، "المحمودي"، حتى مشاش العظم، حسن مجذوب الحجاز. ولم يلبث أن انتقل ذلك البيت، إلى ما سمي لاحقا، ببيت الإخوان (أ) في الحارة الأولى بمدينة المهدية. كان جمعة واحدا من الأعضاء المؤسسين لذينيك البيتين. في بدايات تجربة بيوت الإخوان، حين لم يكن عدد ساكنيها، من الإخوان الجمهوريين، لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، مثلت روحه الرحبة العجيبة، مهبطا للأرواح التائهة المقبلة، فقد كانت واحة الأنس التي يحملها في أردانه، في متقلبه ومثواه، هي مهبط القادمين، ومثابتهم. فعالم جمعة الرحيب، الخصيب، عالم لا يعرف الوحشة، كما لا تعرف دنيا تدينه التشدد، وشظف التقشف الزائد عن الحد، أو رمق القادمين الجدد بعين حارة، خوف تنكب الجادة، وسواء السبيل. كانت تلك هي فطرته التي فطر عليها. كان قلبي المشهد، لا عقليَّهُ، ولذلك فقد كانت ثقته مودعة في القلوب المقبلة، وفي رب القلوب. كان جمالي المشهد في السلوك، أيضا، ولم تقف تنقطع به جمالية المشهد دون التحقيق. وذلك كمال، وتلك هبة إلهيه، لا يُلًقَّاها إلا ذوي الحظوظ العظيمة ـ
مثل جمعة بمشهده السلوكي الجمالي، خير بوابة للقادمين من الشباب والطلاب. كانت فيه جاذبية خاصة للفنانين الجمهوريين، وللطلاب. كان يتلقفهم بمغنطيس لا يملكه غيره، ويرسِّيهم بمقدرة لا يملكها غيره أيضا. كان يفعل ذلك، وكأني به قد علم، أو أُعلم، منذ البدء، أن وجود الفنانين الجمهوريين، والطلاب، في الحركة الجمهورية، سوف يكون امتدادا طبيعيا لوجوده هو، في مضمار تتكامل فيه الأدوار التي يلعبها الأفراد في مضمار الحركة. وهذا هو ما حدث لاحقا، بالفعل. كان جمعة الفن كله، نشرا، وتصويرا، وتسجيلا، وصحافة حائطية، وكل شيء. لا يمر يوم إلا ويأتي جمعة بفكرة جديدة، أو اختراع جديد. كان قابضا لعروتي الشريعة والحقيقة، بطبيعة مودعة فيه. ولذلك لم يكن يوما، مهوِّمَا، أو مجذوبا، أو ذاهل اللب. كان صاحيا على الدوام، لا يرجئ أفكار التحسين، والتطوير، تعلقا بوعود المستقبل، رغم إيمانه الراسخ بوعود المستقبل ـ
في تلكم الأيام، عند بدايات السبعينات، من القرن المنصرم، كان هناك تململ في وسط ثلة من التشكيلييين في كلية الفنون. أذكر منهم، على سبيل المثال، أستاذنا، عبدالله أحمد بشير "بولا"، وخلف الله عبود، وحسن موسى، ومحمود عمر، وآدم الصافي، وبدر الدين حامد، وشخصي، إضافة لآخرين. وقد كان صلة وصلنا بالحركة الجمهورية، عند تلك البداية، الأخ الفنان، الجمهوري، إبراهيم قرني. وقد كان قرني صديقا للأخ عمر صالح، ذكره الله بكل خير. ظللنا في بداياتنا الأولى، نختلف إلى بيت عمر صالح، في ضاحية "اللاماب بحر أبيض". كانت أمه، تحتفل بنا أيما احتفال، فنحن أصدقاء وحيدها الذي يلازمها في بر منقطع النظير. فبر عمر صالح بوالدته، يشبه كثيرا، البر المحكي عن أويس القرني، بأمه. زار الأستاذ تلك المرأة، ذات أصيل من تلك الأصائل المترعة بِعَرْفِ الروح. وقد تشرفت بصحبته، في تلك الزيارة. ركبنا سلسلة من البصات من المهدية، حتى وصلنا "اللاماب بحر أبيض". استقبلتنا أم عمر صالح، عند مدخل الدار حافية، وحين رأت وفدنا الزائر، المكون على ما أذكر، من الأستاذ، وعم فضل، وحسن حجاز، وربما شخص آخر، وشخصي، قالت أم عمر: والله رأيتكم، أنتم الواقفين أمامي الآن، بنفس صورتكم هذه، في رؤية ليلة البارحة، وأنتم تزورونني. وكانت تلك هي أول مرة ترى فيها، أم عمر، أولئك الزائرين، باستثناء شخصي، بالطبع. وحين انصرفنا، قال الأستاذ: "هذه المرأة صالحة" ـ
كنا حين نجيء إلى عمر صالح، في أيام الجمع، فنجد أمه قد أعدت لنا القراصة، والملاح، وما أن نفرغ من الأكل، حتى تدخل علينا بالشاي. كنا نمضي الوقت كله، في الاستماع إلى محاضرات الأستاذ محمود محمد طه، التي كان يلقيها في مدن السودان المختلفة، في نهايات عقد الستينات. في تلك المحاضرات الساخنة، التي ظل الأستاذ محمود، يشرح فيها فكرته للبعث الإسلامي، ويواجه فيها بقوة، المعترضين عليه، ممن يسمون برجال الدين، وسائر ألوان الطيف السلفي، أحسسنا بالوعد الروحي المنبعث من الفكرة الجمهورية، لأهل الأرض. كان في نبرات صوت الأستاذ، ما نقل إلينا تباشير عوالم الجمال القادمة. في تلكم البداية البعيدة، مثَّل عمر صالح، بالنسبة لنا، بوابة سابقة، لبوابة جمعة حسن. وقد كانت بوابته تلك، بوابة جمالية، أيضا. كانت بوابة أنيسة، سهلة الولوج، وجاذبة. ولا غرابة أن اكتشفنا، لاحقا، ما يربط بين جمعة حسن، وعمر صالح، من جاذبية الشخصية، ولين الجانب، وحسن المعشر. كما تبدى لنا رويدا، رويدا، ما ينطويان عليه من مواهب متعددة، ومن مغنطيسية خاصة بجذب الفنانين، إضافة إلى قدرات فنية، ومعرفة كبيرة، في ميادين التوثيق، بالتسجيل الصوتي، والتصوير الضوئي، وغيرها من الأنشطة المساعدة، التي لا غنى لأي حركة فكرية عنها ـ
التحق جمعة حسن، بالأستاذ محمود، بمدينة كوستي، كما بلغنا منه، وممن سبقونا. وقد كان، وقتها، طالبا بالمدرسة الصناعية. كان ناشطا مع الشيوعيين. وقد حكى العم، يونس الدسوقي، عن جمعة حسن، قائلا أن جمعة حسن، كان على صغر سنه، أحد أنشط كوادر الشيوعيين الشبابية، في مدينة كوستي. ويونس الدسوقي، كما هو معروف، واحد من قيادات الشيوعيين في كوستي، وقد كان صديقا للأستاذ محمود، في فترة إقامة الأستاذ محمود فيها. وقد حكى يونس الدسوقي، عن جمعة، أيضا، أنه حين قابل الأستاذ، قال للشيوعيين ما معناه، أنه وجد الرجل الذي يبحث عنه. ومن يومها، فارق الشيوعيين، ولازم الأستاذ محمود، حتى آخر يوم ـ
حين تعرفت على جمعة حسن، أول مرة، تذكرت أننا تقابلنا من قبل. فقد أمضيت، وأنا في المدرسة المتوسطة، بعض العطلات الصيفية، مع خالي، آدم على آدم، بمدينة تندلتي. وقد كان خالي آدم، يستقدمنا، أنا وشقيقي مضوي، إلى مدينة تندلتي، لنحرس له متجره، خاصة وأنه يذهب بالبضائع، في بعض الأحيان، إلى مدينة "أبو جبيهة"، وغيرها، من مدن جبال النوبة الشرقية. كنا نشتري الجرائد من كشك يقع في الركن الجنوبي الشرقي من زريبة المحصولات، بسوق تندلتي. وقد كانت تندلتي، وقتها، واحدة من أهم مراكز المحصولات، وأهم المراكز التجارية، أيضا. يقع كشك الصحف، قبالة دكان الأخ الراحل، محمد الحسن الطاهر، قبل أن ينقل تجارته من تندلتي، إلى كوستي. وكان جمعة حسن هو الذي يدير ذلك الكشك. ولست متأكدا الآن، ما إذا كان ذلك الكشك مملوكا للأخ محمد الحسن الطاهر، أم لتاجر آخر. الشاهد، أن علاقة جمعة بالكتب، والنشر، والمكتبات، بدأت مبكرة جدا ـ
وبما أن الشيء بالشيء يذكر، فإن علاقتي بتندلتي قد انقطعت، منذ العام 1965. وقد نسيت تلك الحقبة، هونا ما، في السنوات التي تلت، وانمحت كثير من معالم ذكرياتها من ذاكرتي. وحين قدمت إلى الأستاذ، ذات يوم، من كلية الفنون، وكنت أعاني شتاتا روحيا، وتشردا فكريا، وهموما وجودية ممضة، متلمسا طريق العودة إلى أحضان الدين، ولكن بلا بوصلة، لم يتردد الأستاذ في دعوتي، وبلا كثير مقدمات، للذهاب معهم إلى مدني، التي كانوا ذاهبين إليها، في اليوم التالي. كان ذلك في عام 1971، على ما أذكر، وكنت في بداية السنة الثانية بكلية الفنون. أحسست بأن الأستاذ أحس بجوعي الروحي، وحالة الضياع التي كنت أعانيها، فأراد أن يعطيني فرصة لعيش أطول نسبيا، في وسط جمهوري. وكان الأستاذ، ومن معه، ذاهبين إلى مدني، لتعزية الأخ الراحل، جلال الدين الهادي، في وفاة شقيقه حمّور. قال لي الأستاذ، بأنهم سوف يمضون ثلاثة أيام المأتم هناك. ثم سألني ما إذا كان في وسعي أن ألتقيهم في الصباح، في موقف البص السريع، بـ "الخرطوم ثلاثة". تم الأمر بهذه البساطة، وأجبته، بلا تردد، بأنني سوف ألتقيهم هناك. وقد حدث ذلك بالفعل. غادرت في اليوم التالي، داخليات كلية الفنون، ووصلت إلى موقف البصات، في الميعاد، كما طلب مني الأستاذ، ووجدتهم قد اشتروا لي تذكرة البص. كنت الوحيد الذي يرتدي بنطلون جينز، وقميصا مشجرا، ويعلو هامته شعر منكوش. صحبتهم في البص إلى مدني، وقد كان مرافقو الأستاذ قليلين، وأغلبهم من أسرة الأستاذ، أذكر من بين مرافقيه، بتول، وأسماء، وسمية، وأخريات لا أذكرهن الآن، مع بعض أخوان الخرطوم، الذين لم أكن قد تعرفت على أكثريتهم بعد. لدهشتي، وجدت في فراش العزاء بمدني، الأخ، محمد الحسن الطاهر، وقد قدم هو الآخر، من كوستي، لتقديم العزاء لجلال وسعيد. سلمت عليه، وعرفت نفسي قائلا بأنني الصبي الذي كان يرسله، آدم على آدم، إلى دكانه، لشراء بعض مستلزمات ماكينات الخياطة. تذكرني بوضوح، وسألني عن خالي، وعن أحواله. وأخبرته في ذلك المجلس، بأنني كنت صديق طفولة لأبنائه، صلاح، والطاهر. وعرفت منه أنه أنضم إلى حركة الجمهوريين ـ
في تندلتي، كان محمد الحسن الطاهر، وقتها، من رجالات الحزب الوطني الاتحادي، وكان خالي آدم على آدم، من رجالات جبهة الميثاق الإسلامي، وقد ترشح خالي آدم، عن جبهة الميثاق في الدائرة الانتخابية 65، كوستي الجنوبية، التي تشمل مدينة تندلتي. وكان ذلك، في أول انتخابات أعقبت ثورة أكتوبر 1964، غير أنه لم يفز. وقد جعل مني خالي آدم، حينها، قارئا لصحيفة "الميثاق"، وخاصة باب "من أجل الإنسان" الذي كان يكتبه، زين العابدين الركابي. غير أن ذلك لم يؤثر فيّ كثيرا. ذكرت تلك القصة، لأنني حين كنت في تندلتي، كنت معجبا بمحمد الحسن الطاهر، إعجابا طفوليا مبهم الملامح، وغامض الأسباب. كنت معجبا به كتاجر ناجح، وكأحد الوجوه المرموقة في المدينة. كما كنت أجد في موسيقى اسمه شيئا من الجاذبية الخاصة. ولا أستطيع أن أجزم الآن، بأنني ربما أحسست وقتها بأننا كنا نتقاسم شيئا مشتركا، لم أكن قادرا على استكناهه وتكييفه، وقتها. شيء من نوع ما، جعل شخص محمد الحسن الطاهر، حيا في داخلي. ولا أستطيع تكييف تلك المشاعر الآن، من الموقع البعدي الذي أقف عليه الآن. وقد كنت، حينها في سن الثالثة عشر، أو الرابعة عشر، على الأكثر، مجرد تلميذ يأتي إلى تندلتي ليقضي عطلات الصيف. الشاهد، أن الفكرة الجمهورية جمعتنا مرة ثانية، وعلى صعيد جديد. جمعة حسن، ومحمد الحسن الطاهر، وشخصي. جمعتنا على صعيد واحد، رغم تفاوت الأعمار، وجهات المقدم، واختلاف الاهتمامات، والانتماءات السابقة. وتلك واحدة من المصادفات الباعثة على التأمل في خيوط عالم الروح العجيبة، وتشابكاتها ـ
تلك كانت بداياتي الأولى، مع الولي المكين القدم، الدائم الابتسام، جمعة حسن. لم أكن أعرف أن المستقبل سوف يجمعنا، وأن أواصر الألفة والمحبة سوف تتوطد بيننا، على ذلك النحو الذي اتفق لنا لاحقا. أنا مدين لجمعة بما لا يقوى خاطر امرئ على حمله. فقد أظلني ظله الوريف، من هجيرٍ كثيرٍ، لم يكن في وسعي تحمله، لولاه. فلولا جمعة، وآخرين ممن هم على شاكلة جمعة، لربما ابتعدت عن الوسط الجمهوري، منذ السنوات الأولى، ولفاتني إذن، خير كثير. وهذا الوضع، الذي أحكي عنه هنا، لربما انطبق كذلك على كثيرين غيري. كان جمعة ممدودا بطاقة كامنة فيه، وأميز ما يميز تلك الطاقة، هو عدم الخوف من الجديد، والتحديات التي تأتي مع القادمين الجدد. جرى إرسال جمعة من النهايات، فأسهم بحاله المتقدم ذاك، في ترسية كثير من أهل البدايات، وكنت واحدا منهم. جاء جمعة يسعى من أقصى المدينة. جاء من وراء مشروع السلوك، غير أنه جاء متحققا بأينع ثمار السلوك. كان ينضح دينا بطبعه، ومع ذلك، فهو لا يخيفك بأي لبوس ديني يرتديه. كان شخصا طبيعيا بكل ما تعني الكلمة من معنى. كان قلبا يسعى على قدمين، وكان لا يكل من الابتسام. وابتسامته العريضة، التي رأيتها عليه يوم عرفته، أول مرة، ظلت مكانها، على وجهه الصبوح، سنين طويلة، وكأنها جزء من تقاطيع وجهه وملامحه. لم أر جمعة غاضبا قط، ولم أره متبرما. ولم أراه منزعجا لأن أمرا أراده لم يُقض. وأهم من كل ذلك كله، لم أره مشغولا بمنافسة أحد، أو منضويا تحت لواء أحد، أو متحيزا إلى معسكر أحد. لم يكن يوما مشغولا بما ظل يشغل به كثير من الإخوان الجمهوريين أنفسهم، من مساعي التأكد من مكانتهم لدى الأستاذ، أو لدى كبار الإخوان الجمهوريين. كان زاهدا، في الوجاهة، والمكانة الاجتماعية، وفي الألقاب، وفي كل وضعية يمكن أن يتميز بها ابن أنثى على آخر. مَلَكَ جمعة ثراءً وغنىً داخلياً، وتكاملاً نفسياً ذاتياً، جعلاه ينصرف بتلقائية، وبعفوية، عن كل معارك الأشرطة والنياشين، التي كانت رحاها دائرة. تشتد تلك المعارك، ما تشتد، ويخبو أوارها ما يخبو، ولكنه لا يمس جمعة حسن، لا من قريب، ولا من بعيد. فهو بمنأى دائم، وبحرز حريز منها، بحكم عفة نفسه، وسماحتها، وثقته الراسخة في دوره المتفرد ـ
جمعة لا يحب أن يشار إليه بميزة، أيا كانت. تقول العرب: "العمائم تيجان العرب" والتاج فيه رمزية للمكانة، والتاج أيضا، دلالة على الزهو، والفخار. يخرج جمعة إلى مهامه المختلفة، في مطابع، ومكتبات الخرطوم ـ وقد كنت كثيرا ما أصحبه في تلك المهام ـ فيأخذ عمامته معه، غير أنه، لا يضعها على رأسه، وإنما في جيبه, ولذلك فقد كان جيب جلبابه منتفخا على الدوام. وربما كان نزوع جمعة إلى الحرية هو الذي يجعله لا يضع العمامة على رأسه. غير أن للأمر رمزيته أيضا، فجمعة كان عازفا، عزوفا أصيلا، عن أي تاج كان، وعن أي شريط، وأي نيشان. وعلى الرغم من أن النزوع إلى الحرية يقترن لدى كثيرين آخرين، بشيء من الإهمال، والنقص في تقدير المسؤولية، إلا أن ذلك النزوع لم يؤثر أبدا على مقدرة جمعة الفذة في تصريف مسؤولياته الصعبة. ولا أخالني أبالغ، إن قلت، أنني لم أعرف بين كل من عرفت من الإخوان، شخصا مثل جمعة في التفاني في العمل، وفي تقدير المسؤولية. ولا عجب أن أوْلى الأستاذ محمود، جمعة حسن، ثقة لا تحدها الحدود. لقد كان من الجمهوريين القلائل الذين تركهم التنظيم وشأنهم، وفوض لهم الأمر، ثقة في قدراتهم، وفي ارتباطهم العضوي بما يقومون به. لم يكن جمعة قابلا لأي أغواء، أو فتنة تنكبه جادة الطرق. لقد كان ملكا كريما، وكلا متكاملا أفاض الله عليه فيوضا بإسمه "الغني". قال الأستاذ محمود: "جمعة حسن معجونٌ من مادة الدين"، وحسب جمعة، هذا الوصف الجامع المانع ـ
كان جمعة الرائد الأول لحركة التوثيق عن طريق التسجيل الصوتي، والتصوير الضوئي، وسط الجمهوريين. كما كان رائد الطباعة بالرونيو، التي صدرت بها كتيبات الإخوان الجمهوريين، بين منتصف السبعينات، ومنتصف الثمانينات. حوصرت الحركة الجمهورية بالإجراءات الإدارية الحكومية التي تكبل حرية أهل المطابع، فلجأت الحركة الجمهورية إلى أن تباشر طبع منشوراتها بنفسها. ولم يكن في وسع الحركة أن تستخدم شيئا غير "الرونيو". بدأت حركة الطبع بالرونيو، في مرحلتها الموسعة، بالمنزل "ب" بالحارة الرابعة. وبدأ العمل بماكينة رونيو ماركة "جستتنر" يدوية. يظل جمعة واقفا طوال الليل، ليدير تلك الماكينة بيده. كان يملك طاقة على الوقوف على رجليه، وعلى السهر، لا تضاهي. وقد تعلمنا منه السهر، وتعلمنا منه الصبر، والمثابرة، وإنجاز العمل في الموعد المحدد. ينجز جمعة العمل في الموعد المحدد، مهما كلف من جهد. يجعلك جمعة تعمل وفق مشيئته، وأنت راض، تمام الرضا. يحبب إليك صحبته في العمل، بما يخلق حول نفسه من جو مؤنس، لا يقوى أحد على مقاومته. كان يعمل في الغرفة الغربية من المنزل "ب" بالحارة الرابعة. وعلى الرغم من رائحة الورق، ورائحة الحبر النفاذة، فقد كان لتلك الغرفة، المناخ الروحي لصومعة الراهب. كما كانت لها، أيضا، نكهة الضريح الشذية. يمضي جمعة الليل ساهرا، قياما حول ماكينته، ونظل نحن من حوله نكتب على الشمع. تسقط رؤوسنا على الطاولات، حين يغلبنا النوم، ثم نصحو، بين ساعة وأخرى، لنواصل الكتابة. غير أن جمعة يظل واقفا مبتسما كالعهد به أبدا ـ
تعلمنا من جمعة، نحن الذين نزعم أننا تخرجنا من كلية الفنون، الكتابة على الشمع. وتعرفنا بواسطته على معدات ذلك النوع من الكتابة، مثل قلم "الإستنسل"، والشريحة الخشنة (استنسل شيت) التي يسند عليها الشمع حتى يتم تخريمه بإتقان. أكثر من ذلك، تعلمنا منه فن الطباعة، وعمل الملازم للكتاب، وترتيب الصفحات التي لا يستقيم ترتيبها إلا لاحقا، حين يبلغ العمل الطباعي مرحلة الجمع، والتدبيس. كما تدربنا على يده على تشغيل ماكينة الرونيو، وإقالة عثراتها الكثيرة، بشتى الحيل. يعلمك جمعة، ولكنه لا يشعرك بأنه يعلمك شيئا. كان حساسا بشكل لا يوصف، فيما يتعلق بمراعاة النفوس. أعنى مراعاة (صورة النفس عند صاحبها) والتي عادة ما تكون متضخمة، خاصة لدى من وصلوا إلى مقاعد معاهد التعليم العالي، والجامعات، ممن يظنون بأنفسهم، عادةً، العلم، والفهم، في كل شيء. وبالإضافة إلى معرفته الواسعة بتقنيات الطباعة، فقد كان جمعة حسن ناقدا حاذقا لتصميمات الأغلفة التي ننتجها. قال لي الأستاذ محمود مرة، وقد كنا نناقش تصميم غلاف في حضرته، وكان لجمعة فيه، وجهة نظر مغايرة، قال لي: "نحن نثق كثيرا في وجهة نظر جمعة". ومنذ ذلك اليوم أصبحت أعطي وجهات نظره الفنية، وزنا أكثر بكثير، مما كنت أفعل في السابق. وتلك واحدة من درر عيون المعرفة الثاقبة، التي أسهم بها الأستاذ محمود محمد طه، في تحريرنا، من وهم الإيمان الأعمى بالتخصص الأكاديمي ـ
كان جمعة حسن، من أوائل المتفرغين للعمل لفكرة الجمهورية. لم يعمل بشهادته التي حصل عليها من المدرسة الصناعية، وإنما أعطى كل وقته للعمل للفكرة الجمهورية. وقرار التفرغ للعمل لتنظيم ما، ليس قرارا سهلا، خاصة ما يتضمنه من ترك للوظيفة الحكومية، في وقت كانت فيه الوظيفة الحكومية متاحة، ومجزية أيضا. التفرغ يعني فيما يعني الاستقالة عن مشروع العائلة والمجتمع وتوقعاتهما للفرد في مجالات كسب العيش. فقرار التفرغ، ليس قرارا سهلا، لأن التفرغ، لتنظيم فقير مثل تنظيم الجمهوريين، لا يعطي المتفرغ، عادة، أكثر مما يقيم الأود. تفرغ جمعة في وقت مبكر، وبلا كثير تفكير، لأنه أيقن، مثلما يوقن المرسلون، والمصلحون، بحقيقة كونهم قد خلقوا لغير ما خلق له أترابهم. كان مؤمنا بالغيب إيمانا ملأ عليه لحظته، وأغناه عن كل أعراض المال، والجاه، والسلطة. لم يلجأ جمعة للتفرغ لأنه كان عاجزا عن الكسب، فقد أثبت جمعة، حين توقفت الحركة عقب 18 يناير 1985، قدرات فذة في تنمية المال، وإدارة الأعمال ـ
عاش الفنانون الجمهوريون أقمارا تلف حول شمس جمعة الساطعة. حين أتى بأهله من ود عشانا، إلى أمدرمان: أمه، وزوج أمه، وإخوانه، وأخواته، وخالاته، وأبنائهن، وبناتهن، ليسكنهم جميعا في داره، ويصرف شؤون تلك الدار الكبيرة، بقي الفنانون الجمهوريون جزءا من ذلك الفلك الدائر حول شمس جمعة. كان بيته الطيني المستأجر، البسيط النظيف، المقشوش المرشوش دوما، واحتنا من هجير بيوت الإخوان. فيه نرتاح، وفيه نأكل، ونشرب، ونستحم أيضا، ولا نحس بما يحس به الضيف، أو الغريب. كان يحتفل بقدوم الإخوان إلى بيته أيما احتفال. وكان أهله مثله، يأنسون بالضيف، ويسعدون بخدمته. لم تتح لي فرصة زيارة جمعة في داره التي امتلكها في الفتيحاب، ولكنني علمت أن تلك الدار قد جمعت أيضا، من أهل جمعة، وأقاربه، ومن أهل وأقارب زوجته، ما جمعت. هكذا عاش جمعة حسن للناس، وبالناس. وغادرها بعد أن ترك بصمة لا تمحى في كل قلب كل أخ وأخت دارا في فلكه العجيب ـ
الموت حق، وهو حق يأخذ الأخيار. ونحن، عادة، لا نصحو من غفلاتنا، لنعرف أن الكل باطل، وقبض الريح، إلا حينما يرحل عنا الأعزاء. نحن غارقون غرقا لا طفو فيه، إلا قليلا. أعني أننا غارقين في سكرة غفلة متصلة الحلقات. نصحو في الفينة بعد الفينة، حين يذهب عنا الخيرون. فالغفلة هي سر الحجاب المحرك للاستمرارية. وما الحياة الدنيا سوى حلم قصير جدا، في ليل الوجود الداجي، الممتد بين الأزل والسرمد. سمعت الأستاذ مرة يقول، طلب الشيخ عبد القادر الجيلاني، حين حضرته الوفاة، ممن كانوا حوله، أن ينزلوه من السرير على الأرض. قال الأستاذ: فعصر الشيخ عبد القادر الجيلاني خده على الأرض، ثم قال: "جاء الحق الذي ذهلنا عنه بالشطح" ـ متعنا الله بصحبة بعضنا بعضا، دنيا، وبرزخا، وآخرة، وهدانا إلى التصالح مع ما يختاره لنا، وإنا لله وإنا إليه راجعون ـ
النور حمد ـ الكويت ـ أكتوبر، 2002
لكن اليقين الشفتو في عيون الاستاذ محمود، ما شوفتو في غيرو جمعة حسن
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الى سبانا الشريف: سيروا الى الله عرج ومكاسي (Re: عبدالله عثمان)
|
وشوف النشيد دا: بعزى فى السجان ويواسيه بى بسمه ويحكيلو طول الليل عن باكر الاسمى يوم يرجف الجلاد ويضحك ابو اسماء محمود محمد طه مـا أعظم الأسماء *** *** *** يا أبوى صباح الخير من آخر الاعماق انا حالى غيرك غير فى منتهى الأشواق يا مستجير بالله من كل زيف ونفاق ومعصوم بِسر الله وحق اليقين ميثاق لله شئ لله باب الكريم ما ضاق الدم فداه الدم ودم الحقيقة يُراق أعصم رؤى الاطفال من لعبة الاوراق لسه الحبل ممدود ومشدود وثاق فى وثاق ومن تحتو واقف هو فى كامل الإشراق طائر خفيف الروح فى واسع الآفاق يغزل خيوط النور من بسمته الرقراق ويمرق عفيف الإيد من حافة الإملاق ينزع مشاعر الخوف من رعشة الشناق ويشهد صعود الروح بى نشوة العشاق من حيز المحدود لى مطلق الإطلاق عند إنتفاء الضد حيث البصر ما زاغ *** *** *** إنت بتروح وين يامستبد ياعاق من غضبة الطوفان ومن شعبنا العملاق يوم تشخص الابصار ويلتف ساق بى ساق وبيناتنا يبقى الحق ومكارم الأخلاق
التحية للشاعر أزهري محمد علي وليك إتً كمان يا المكسر في أبوك.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الى سبانا الشريف: سيروا الى الله عرج ومكاسي (Re: عبدالله عثمان)
|
يزلقونك بألسنتهم ما شفنا نبي مشلّخ المنتظر لخلاص هذه البشرية "مشلّخا" درج الأخوان المسلمين لتشويه أمر الأستاذ بكل الطرق الممكنة وغير الممكنة... يتذكر طلاب جامعة الخرطوم وقوف ابن عمر محمد أحمد في مقهى النشاط متهكما وساخرا: ما شفنا نبي مشلّخ ... يدل مثل ذلك القول على الكذب والإفتراء والكيد وكل أولئك الدين منه براء.. فالأستاذ لم يدّع نبوة، ثم أي خلق، وأي دين هذا الذي يجعل رجل يدّعي الإسلام أن يتهكم على آخر لأنه مشلّخ؟؟!! أليست هذه هي "النتانة" التي عناها النبي الكريم.. ويتذكر الطلاب كذلك استفزار محمد طه، لرجل عالم في حجم يوسف فضل، فلا أحترمه احترام التلميذ لمعلمه، ولا وقرّه توقير الصغير للكبير، كما تأمر تعاليم الدين السمحة، فطفق يكيل له السباب لكون أن كل اسهامه في المكتبة السودانية كتاب عن الشلوخ!! (مع العلم بأن البروفسير يوسف فضل مشلّخ ومحمد طه جنقال نفسه يتحّدر من أرومة جلها مشلّخ!!) هذا الصنيع يدل على أن الأخوان المسلمين لا دين لهم، بل وتعوزهم أدنى متطلبات الثقافة الدينية العادية.. وفي ذات الباب و"للتغريب" الكبير الذي يعانون ظلّوا ينكرون على الجمهوريين حديث (ولن تكتمل ثلتنا الا بالسودان من رعاة الأبل)
قلة الورع دلالة على رقة الدين للدلالة على ضعف ثقافة الأخوان المسلمين الدينية وهشاشة أمر الدين عندهم وقلة ورعهم، فلعل أدنى من له المام بأمر الدين قد يمسك من الخوض في تفاصيل أمر "الشلوخ" هذا، بله أن يخوض فيه متهكما اذا ما طالع الحديث أدناه، فالمنتظر لخلاص هذه البشرية "مشلّخا" عن عمر بن الخطاب: "يكون رجل من ولدي بوجهه شين، يلي فيملؤها عدلا".. رواه نعيم بن حماد بالرقم 288 – إسناده حسن في شرح كلمة "شين" ذهب ابن منظور صاحب لسان العرب إلى أنها تعني العيب أو الشيء الذي يشوه الشيء الزين. ثم أورد أدلة تذهب لأن المعنى "الخط" أو "الشلخ". أورد ابن منظور بيت الشعر التالي:
نَشِينُ صِحاحَ البِيد كلَّ عشيّةٍ بعوجِ السّراء، عند باب محجّب
فقال: يريد أنهم يتفاخرون ويخطون بقسيهم على الأرض فكأنهم شانوها بتلك الخطوط.
(عدل بواسطة عبدالله عثمان on 08-13-2012, 06:55 AM) (عدل بواسطة عبدالله عثمان on 08-13-2012, 06:58 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الى سبانا الشريف: سيروا الى الله عرج ومكاسي (Re: عبدالله عثمان)
|
Quote: جاء الأستاذ و سألنا جبتو التراب دا من وين؟ وريناه محل التراب .. قال تخموا كله و ترجعوا مكانو. خمينا التراب كله و رجعنا مكانو الجبنا منو .. |
ما كان بودي أن أرفع هذا الخيط الآن، الخيط المرفوع أصلا والمحضور، لكن.... رجيع التراب دا أجبرني وحيرني. تراب!!!!!! تخموا ليكم تراب، إرجعوكم بيه، والبخموا بلد بحاله أسووا ليهم شنو؟؟؟ البخموا بلد بحاله أسووا ليهم شنو؟؟؟ ناس بتسرق سفنجة وملاية وناس بتسرق خروف السماية تصدق في واحد بيسرق ولاية؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الى سبانا الشريف: سيروا الى الله عرج ومكاسي (Re: عبدالله عثمان)
|
يا أخت صلحة يا خناس ليت لي أزميل فدياس أبكتني رسالتك مثلما بكى التجاني الكارب في لندنا كنت فى دارى بلندن عشية إعدام الأستاذ أتابع ما يدور فى السودان برفقة الحبيب الراحل الدكتور خليل عثمان والذى تمت بينه وبين الأستاذ علاقة وارفة، وتداعى علينا كثر لا يصدقون ما يسمعون الأخ الراحل حسين بليل، الأستاذ التجانى الكارب الأخ الراحل أبوبكر البشير الوقيع. قضينا ليلة محلوكة نسعى فيها بكل ما فى وسعنا لحشد العالم لكى يقنع نميرى بالكف عن السير فى تنفيذ قراره ... فيما علمت أن رأس الرمح فى تلك الضغوط الأسرية – الدكتور عبدالسلام صالح – خرج غاضبا ومتوعدا أن لا يعود الى دار نميرى. وفى الصباح جاءنا الخبر الذى جعلنا جميعا نشرق بالدمع حتى تحولت دارى الى بيت بكاء، لا أدرى ما أصنع،أأهدى خليلا وهو يتشنج بالبكاء كالطفل أم أهدئ من روع أبى بكر صاحب القلب الذى قرضته الأمراض، أم أقول للتجانى حنانيك بعدما فجعنى بقوله " لم أكن أظن أنه سيأتى علي حين من الدهر أقول فيه لا يشرفنى أن أكون سودانيا الا هذا اليوم " أم أنصرف عنهم حميعا لأفعل ما أفعله دوما فى مثل هذه الحالات: أعتصر قلبى فى وريقة... د. منصور خالد للبيان الأماراتية وصلتني رسالة، جعلتني أشرق بالدمع وأنا أجلس لوحدي في مكتب شديد البرودة ... لروح صلحة السلام وأستأذن الخنساء في اشراككم في رسالتها فهؤلاء قوم بهم يشفى العليل ... شكرا خنساء ولا أزيد، فهل بعد "الدمع" مزيد لمستزيد؟؟!!
Salaam Ustaz Abdalla, Hope this mail will find you well and in good health. I am one 'addicited' follower of your 'sabaana alshareef' post. In fact I have followed much of your writings about Alustadh anywhere I find them, but this post has some special magic. I go on sudaneseonline BECAUSE of it. When I find it updated with new material it gives me soooo much joy, and when sometimes I dont find it on the first page, I almost feel depressed. Honestly. Today I read about your vision with Alsayed Ali's message, and I want to confirm it further for you: WE NEED YOUR WONDERFUL STORIES about Alustadh. Please do not stop. And salaam maousool to 'gareebi' Dr. Ismaeel Alam.
With many many many thanks and warm regards to you, your family and everyone around you. Sincerely,
Khansaa Al khaleel Abdalla Al Kaarib
(عدل بواسطة عبدالله عثمان on 08-16-2012, 10:47 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الى سبانا الشريف: سيروا الى الله عرج ومكاسي (Re: Huda AbdelMoniem)
|
Quote: لا يطربون لغير ذكر حبيبهم أبدا وكل زمانهم أفراح |
أبدا تحنّ إليكم الأرواح .... ووصالكم ريحانها والرّاح ... وقلوب أهل ودادكم تشتاقكم ... والى لذيذ لقائكم ترتاح ... وارحمتاه للعاشقين تكلّفوا .... ستر المحبّة والهوى فضّاح ... أهل الهوى قسمان قسم منهم : منهم كتموا ... وقسم بالمحبة باحوا .. فالبائحون بسّرهم شربوا الهوى .... صرفا فهزّهم الغرام فباحوا ... والكاتمون لسرهم شربوا الهوى .... ممزوجة فحمتهم الأقداح .... لا يطربون لغير ذكر حبيبهم ... أبدا فكل زمانهم أفراح .... عجيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــب والله عجيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الى سبانا الشريف: سيروا الى الله عرج ومكاسي (Re: عبد الحي علي موسى)
|
يا عبدو الحي، أيها العارف بالله، دة الخايفين منو... بحالتك دي يوم بتكتل ليك زول في البوست دة (وكلنا مكتول في حوش الجالوص*)
فالبائحون بسّرهم شربوا الهوى .... صرفا فهزّهم الغرام فباحوا أمس يا عبدو الحي، ايها العارف بالله، كنا في جلسة رائقة من شاكلة (والله عجيب!! والله عجيبة) ... قلت لهم شهدت يوما ركنا، والناس كأنما على رؤوسها الطير، منشدنا عمر ابراهيم علي يختم قصيدته بـ (شرب أكوابي مزق العشاق) رددها مرارا، فأرتفعت معها "حال الوجد"... صمت كان محيرا عندما سكت هزارنا عمر... العيون كلها شاخصة ترقب دالي بم سيبدأ؟؟!!... فاجأهم سائلا: (متل الشراب دة بتعرفوهو؟؟!!) تذكرته وما حكى لي يوما وشوق يسوقه الى الأردن ليرى صفيه د. أحمد المصطفى حسين، بعد غربات استطالت بكليهما، قال لي: التاكسي نزلني زي حداشر ضهر... صلينا ضهرنا واتغدينا في مجلسنا داك.. قمنا للعصر وجا المغرب وبعدو العشاء ونحن قاعدين (في بحر مي مي) ... وحاتك الصبح أذن لينا ونحنا في قعدتنا ديك لامن جاني التاكسي تاني في نفس المواعيد أخدني للمطار
بحر مي مي تلويحو عكس حجرو بيطفح وريشتو بتغتس عجيب والله!! والله عجيبة حوش الجالوص*: تقرأ بيت لحم
(عدل بواسطة عبدالله عثمان on 08-17-2012, 09:40 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الى سبانا الشريف: سيروا الى الله عرج ومكاسي (Re: Huda AbdelMoniem)
|
سلام كبير يا أستاذة هدى... سعداء بالمرور، بلا أدنى ريب... وتعرفي حالنا وحالك في هذا البوستدراويش لاقوا مدّاح لا يطربون لغير ذكر حبيبهم أبدا وكل زمانهم أفراح والله عجيب!! والله عجيبة!! ترا الوليدات ديل النهار كلو قاعدين في العتبة ديك يتكلموا عن الأستاذ وبس شوية شوية اسمعهم يقولوا
والله عجيب!! والله عجيبة!! طرفة تحكى عن العم الراحل محمد الحسن أفندينا من أعيان الديم برفاعة ... يحكي عن ابناءه د. خالد محمد الحسن أفندنيا وأحمد عبدالرحيم محمد بدري .. كانا طالبين بكلية الزراعة جامعة الخرطوم ويقضيا معظم وقتهما مع الأستاذ محمود ولما يعودا لرفاعة يحكيا لبعض "ذات الفيلم" الذي شاهداه معا ويظلا يرددان عقب كل آهة أو تنهيدة
والله عجيب!! والله عجيبة!! هذا يا ستي هدى حال الجمهوريين منذ ان عرفتهم، وفي أي مكان عرفتهم، ما أن يلتقون الا ويلهج لسان حالهم ومقالهم بذكر حبيبهم، منتقين من الكلم أطايبه، كما ينتقي آكل التمر التمر، حالهم يقول (نحن في لذة لو علمها الملوك لجالدونا عليها بالسيوف) سعيد، مرة وأخرى، وبلا عد بمروركم ونرجو الله ببركة هذا العيد أن يهل علينا بأنوار مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
لا يطربون لغير ذكر حبيبهم أبدا وكل زمانهم أفراح والله عجيب!! والله عجيبة!!
(عدل بواسطة عبدالله عثمان on 08-18-2012, 06:29 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
|