♧ شُعَراءُ الفُصْحى بِأَدَواتِ زَمانِ الحَداثَةِ £

* حتى لو نفض سامر البقية من حول سلول ثرثرتنا
ليهم حق لأنو فعلن طويل مال ليهو حد. بس كفاية علنا أنت
لو تصبر علينا . بس تعتبرنا قرداً يونسك و لا غزالاً جافل).
يلا من هنا و لي غادي ح نقلب الحصة حكي عن عمنا
الفـَـيْــــتــــــُــوْرِي، مملوكُ الهَوَى.. و سُلطانُ العاشقينَ !!
{{{1}}}
مأساة فرعون عاشق يتغنى
ب{معزوفة درويــش متجــول
مُحَمَّد مِفْتاح الفـَـيْــــتــــــُــوْرِي/
رحَّالةٌ عربيٌّ أم كاهِنٌ أفريقيٌّ سَمِّهِما شئتَ!!
فهو رجلٌ ياما تنازعتْهُ هُوِيَّاتٌ شتَى؟ ليَعِيشَ طائراً
كعصافير الجَنَّة.. راحِلاً بين مشارقِ الشَّـمــسِ و مغاربِ
القَمرِ فكلما امْتَطى صهوةً لبساطِ ريحٍ صرصرٍ عاتيةٍ و
سَرَتْ به ليلاً في جنح ظلامٍ ليلٍ تعسعسَ ، ليحطَّ رحله بسلامٍ
علي فنَنٍ صاحت به الأقدارُ يا هذا أنت ابن السبيل ما عرفتَ ما
السكن ؛ ثُمَّ متي لاح له صُبْحٌ و تَنَفس ، تكشفتْ أمام ناظريه
سوءاتُ الظلم والطغيان في أكناف اللئام .. و أعياه الكلام..
ليظل هائماً على وجهه.. كسلطانٍ عاشقٍ.. بيده صولجانٌ
و قيثارة .إذ يتغنَّى ب «معزوفةِ درويشٍ متجولٍ .
-----------------------------
* و نحن إذ نفرد هذه الصحافِ البيض للنبش في سيرته العطرة ،
في هذا المنعطف الخطير من عٌمر زماننا هذا ، في بلدنا الحبوب
هذا، إنما لأننا نرى الزمان قد استدارليعود بنا القَهْقَرَى إلى عهد
أكتوبرالأخضر.يوم أن تغنينا بنشيد (أصبح لصُّبْحُ..و لا السحنُ
و لا السَّان باقٍ..و إذا الفجرُ جناحانِ يُرُفَّانِ عليكا) !!!
* * وهنا تخريمة: اعتراضيةٌ لا بد في اللمية منها
- ففي آخر مرةٍ يتغنى بها الفرعون/ وردي ب" أصبح الصبحُ"
قبيل رحلية المُر بدأها بمقدمةٍ تساءل فيها مستنكراً سر الإحجام
عن احتفال البلاد بإحياء ذكري أكتوبر الأخضر؟!! على الرغم
من إنو كلُّ من هبَّ و دبَّ من أدنى اليمين إلى أقصى اليسار كان
يدَّعي أنه قد بإشعال جذوة الشرارة الأوللى لتلكالثورة المجيدة
و قدم لها أرواح الشهداء من أبنائه قرابين رخصية في سبيلها.
------------------------------------
* وها نحن نعود كذلك ، سيرتنا الأولى، بلا سيرةٍ ذاتيةٍ ؛ بل شبه بلا
هويةٍ ظللنا و سنظل منزلقين على حافةجدار الخاطرة ، فإن شُعُورِنا حيالَ
كل مَنْ يَهمُّ بِتَصَفُّحنا لقراءة بعضِ ما يجيشُ بخلجاتِ نثفوسنا الأمارة، أنه يظل
منَّا و نحنُ منه ، علىمقربةِ ما بين مِرْآتَيْ رهانٍ، بل هي مرآةٍواحدة ٍ .. قصت
ظهرها عصا الترحال نصفَينِ، لِتَعْكَسَ لنا، عن بعدٍ سحيقٍ ، تفاصيلَفسيفساء َبواطن
أمرنا گأقرب ما توهمنا ، فتوحيبه إلينا أضغاث أحلامِنا، وتهاويم بعض ظنونا بأنفسنا،
حد تلاقح بنات أفكارنا و تشابه أبقارنا، و تشابكحنابل أمطارنا و تلاطم أمواج بحارنا.
هذا، و لواعج الحنين إلى خواليأيامنا بأفراحها و أتراحها ، لو عجزتْ أن ترتق فتقاً
أحدثته صروف القر و نوائب دهر البعادما بين ضفتي نَهَرِ ، فحتماًسوف لن
تفشلَ أن تضعنا ضِمنَ مِزاجية أننسترق السمع لما يدور من همسِ بنفسَجٍ ٍ
حزينٍ على الضفة الأخرى. حيث:{بسمةبالسن.. و نظرة
بالعين، و البادئ أطعم} حيث الجنس: ذكر ؛و المهنة :
مَنْ شَغَلَ بَالَه بِمَا لَا يَعْنِيْهِ مَاتَ هَمَّاً.
--------------------
* ود ال ح ي ش ان ال ت ل ات ة
مؤذنٌ محجورٌ منزلياً بجزيرة مالطة،،

● و الله يا شيخي، و تراكا ماك طالبني حليفة ..
علا بالجد خايفك في يوم بس تخليني أصدق وهمة
إني فعلن كاتب نحرير و لا أديب أريب. و أنا عارف مقاس
لحافي و مادي كرعيني قدرو . فلا أعدو كوني ابن امرأةٍ تأكل
القديد و رويعياً للغنم على قراريطَ لأهل ضيعتي ناس كمل
نومك ديييك في ود المنسي الواقعة غادي من أم صفقن
عوراض تفتيش حشرو عباس .. و شلعوها الكيزان !!
● و إتا كما يا البقولوك/ عاطف ود عمر تعاللنا مارق جاي
و بطل جرسة با جنا ؛ برا داير أغرسا برا كلام فارغ معاك .
و تعال كدي إكشح لينا (كووز ) موية غليد و لَّا أدعك لينا
تومة مكادة و لا بصلة كلاب في نخرينا ديل خلينا أكان
نصحصح..و نجر النم مع الحردلَّو في الدووباااي.

(2)
مأساة فرعون عاشق يتغنى
ب{معزوفة درويــش متجــول

® و قبل أن نخوض عميقاً في ثنايا و منعطفات السيرة
الذاتيةهذا السلطانٍ العاشق الولهان ، و هو من ظله هائماً على
وجهه ، و بيده صولجانٌ و قيثارةٌ . إذ يتغنَّى ب «معزوفةِ درويشٍ
متجولٍ،أنوه إلى أنني شاهدت بأمسٍ ليس بالبعيد، برنامج" المشاء"
على شاشة قناة الجزيرة ، في مبادرةٍ توثيقيةٍ لافتةٍ منهم لإلقاء
شذرات منالضوء على ملامح من حياة ذلكم الطود العظيم
الذي هوى كماتموت أشجار الحراز واقفةً على سيقانها،
و قد جافاها هطل المطر.

® و لگن ، لا أخفي أنه آلمني گثيراً،ما جاء على لسان ذاگ
الإعلامي السودانيالمقيم بالمغرب، و الذي استطحبه برنامج تلفزيوني
للتعليق متحدثاً في حق عملاقٍ كالفيتوري ، بحگم قربه من أديبنا الراحل
المُقيم. في بلاد المهجر . و متل ما يقولون البلد المافي التمساح تراهو
ما في دبارة غير يقدل فيها الورل.فأشد ما آلمني گانت ضحالة إلمام ذلك
الدَّعي بعموميات شأن بلده الأم . تجلى ذلك في تنصيبه نفسه ناطقاً رسمياً
و شعبياًبلسان أمة ضاربة أطنابعراقتها في مجاهل التاريخ ، حينما أختزل
تعريف هويتناقاطبة بأننا بخيلنا و رَجِلنا لا نعدو كوننا شيئاً أكثر
من انتمائنا فقطإلى بلاد الفيتوري و الطيب صالح).

(((3)))
# و لگأن حواء بلادي قد عقرت عن الانجاب سوى من شاعرٍ
متعدد الانتماءات، وهو أشبه بطفل يتيمٍ فطيمٍ و قد انطلق هائم على
وجهه تتقازفه أثداء أفواج المرضعاتو يعاني من (حالة تضحم حاد في الذات )،
و قد عاش عمره متتازعاً بين الُهًنا و الهُناگ، إذ يرسله مطار الى مطار ، عبر
محطة ترانزيت في ميناء بري أو قاعةانتظار على رصيف للقطار ، گما طرود
مواد الإغاثة المعفاة من رسوم الجمارگ؛أو من گاتب روائي ، كان مغمورا ،
لولا أن حالفه الحظ للانطلاق عبر آفاق الشهرةالعالمية ، بعدما قرر الانحدار
بمنسوب أعماله ( اللاأدبية ) إلي ما دون ( الحبل السُّرِّي ) و راح يتخذ من
الإبداع سلعةً رائجةً لبيع المجون و من الإباحية زينة لترصيعالمتون .
و لما سألوه ذات مرة عن هويته، قالها على الهواء مباشرةً: مُعرفاً
نفسه على "أنه من دولة تافهة" ؛ ثم جاء ليتأولـــها لاحــــقاُ
بأنه إنما يعني حگومة اللنغازعلى يد أولئك الأوغاد.

(((4)))
© و الواقع أننا لا نريد أن نبخس الناس أشياءهم ؛ و لكن" أبدن
ما هنت يا سوداننا يوماً ع لينا ، و أنت يذخر ، بل و يحُق لك أن
يفخر ، و لله الحمد و المنة،بقاماتٍ أبداعيةٍ سمهريةٍ مشرقةٍ و هاماتٍ
وطنيةٍ سامقةٍ ، لا يگاد يبلغ ذانگ الاثنان ، و لو أدني من معشار ما
يستحقه الكثيرون سواهما من الحفاوةو القومة للتبجيل، في محافلَ شتى .

* فأين هما مثلاً من مقام العلامة / عبد الله الطيب،
و من ذلگ( النحات بإزميل فدياس و روح عبقريَّا) ، صلاح
أحمد إبراهيم و من(طاحونة أنين) عمر الطيب الدوش، و من
(منافي گل الأرض) لدى تجانيسعيد و من( بلدي يا الحبوب ) لسيد
أحمد الحردلو، و و (أسفاي) سوماعينود حد الزين؛ بل، و أين هما
قبل كل هؤلاء من الإمام محمد أحمد المهدي،و من بعانجي ولا تهراقا
وعبد القادر الحبوب و على عبد اللطيف و عبد الفضيل الماظ ؛
و گلٌّ هؤلاء و أولئك هم أغنى الأغنياء عن التعريف؟!

مأساة فرعون عاشق يتغنى
ب{معزوفة درويــش متجــول
(((5)))
* بالله ما قولك بتجليات عبقرية عاشقٍ ملتاعٍ
حتى النُّخاع ، كهذا الذيراح ينظمُ ، منذ نعومة أظفاره
الإبداعية ، مثل هذاالكلامِ الرصين قصيداً ، ليصدح به
قيثارة النغم النوبيالحزين و فرعون المغنَى الثائرالطروب/
محمدعثمان وردي ؛ و يتقدم به قربانا لدى محراب الحرية
و الإنعتاق و مناهضة قيود القهر و الظلم و الاستبداد ،
في عنادٍ تامٍّ و اعتزازاٍ بوطنيةٍ طاغيةٍ. إذ يقول:
أصبحَ الصبحُ فلا السجنُ
و لا السجنُ و لا السجانُ باقٍ
و إذا الفجرُ جناحانِ يرِفَّــــانِ عليكَ
و إذا الحُسْنُ الذي كحَّل هاتيك المآقي
التقى جِيـــــلُ البطولاتِ بجيل التضحياتْ
التقى كـــــل شهيدٍ قهـــــر الظــلمَ و مـــــاتْ
بشهيدٍ لم يَزَلْ يبذر في الأرضِ بذور الذكرياتْ
أبـــداً ما هنتَ يا ســـودانَنا و لا يوماً علينَا
بالـــذي أصــبح شمســـاً فــي يديــــنَا
وغناءً عاطراً تَعْدُو به الريحُ،
فتختـــــــالَ الهوينــــــــى.
***^^^****
فَمَنْزِلِيَ الفَضَاءً و سًقْفُ بًيْتِي** ‏سَمَاءُ الله أو كٌتًلُ السَّحَابِ
فأَنْـتَ إذا أردْتَ دخـلتَ بَيْتِي *** عَلَيَّ مُسَلِّمـاً من غَيْـرِ بـابِ
لأني لَمْ أجِدْ مصـراعَ بابٍ*** يَكُوْنُ من السَّحَـابِ إلى التراب

(((6)))
* أذكر ،كنَّا مدعويينَ على عَضَّة ِغداء في دار أخينا الدكتور
كمال عكود مع لفيفٍ مُقَدَّرٍ من زملائه في الشبكة الإسلامية.
و كان بين الحضور ضيفان غريبان كريمانِ، أحدهما أريتريٌّ توهمته
من أهلنا أبناء الشرق فاستملحت فيه سحنةً بجاويةً لا تخطِؤُها عين فاحصٍ ،
مالت إليها نفسي و اسمترأتها مُدخلاً لإلقاء التحية عليه (دبايوا) لتجاذبنا طرفَي
الحديث المباح، ريثما تلتئِم الوليمة، و مدافعةً لخصلة سيلان اللعاب ريثما يأتينا
طعام المأدبة و قد طافنا من بوخها طائفٌ يمتطي خيوطاً وهميةً من بوخ (الكشنة
مع الشواء) جاءت تدغدغ أرانب أنوفنا وتعبث بمشاعر عصافير بطوننا.. في ما
بدا مني على أنه انشغالٌ عن إستكمال تعارفي مع الضيف الآخر، ظناً مني أنه
فوراويٌ ابن بلدغنيٌّ عن التعريف ، فيما أخذه هو عليً على أنه تجاهلٌ متعمَّد.

# فلاحظت انتفاخ أوداجه شيئاً فشيئاً و جعل يبرطم بلهجةٍ حماسيةٍ مُتَكسرةٍ
عن عروبة أهل تشاد و النيجر و مالي، مدعياً أن ما نتشدق به هنا من شرف ذاك
الانتماء، لا يعدل قطرةً في محيط نقائهم عرقياً في هذا الاتجاه، على زعم أنهم طوارق
من المغرب العربي متحدرين من أصولٍ يمانيةٍ . و هناك عُرْبان مسيرية، بنو هلبة، محاميد،
قُرْعان و مساليت، و هذه الأخيرة قيل َإنها أبلت بلاءً حسناً في مقارعة الفرنجة عام 1911 م ،
حين تقدمت قواتهم من تشاد شرقا نحو (فشودة)، و قد تطرق شاعرنا/ الفيتوري لتمجيد مآثرهم
ضمنقصيدة مشهورة له يناجي فيها قائد هم و رمز مقاومتهم هناك . و لعله كان يقصد السلطان/
بحر الدين، و يباهي باقتحامه بسيفه دبابة قائدٍ جيوش الفرنجة . و من القبائل العربية الخالصة:
القرعان ، و أولاد علي و أولاد سليمان و القذاذفة ، و هم من أصول ليبية. و لا ننسى أن
نُذكّر بما كان للأزهر الشريف و الحركة السنوسية والطرق الصوفية كالتيجانية
والميرغنية من دورٍ في إدخال دم العروبة و بنت عدنانَ إلى غرب أفريقيا.
*********^^^^^^********

(((7)))
@ فلما علمت من صاحب الدار أن الرجل تشاديٌّ اعتذرت على
مضضٍ. ثم هممت بإطلاقي موجة استنكارٍ عاصفةٍ لمزاعمه تلك ، فُرِضت
على أسارير وجهي المتمعر،لكنني تمالكت نفسي على كظمها. ثم أطبقتْ موجة
صمت رهيبخيم على الحضور طوال الجلسة ، و منذ أن أفترقنا عدت أدراجي إلى أهلي
حاملاً تلك القضية على محمل الجد ؛ حيث هرعتُ إلى بحث قديم ألفه أ.د. يحيى جبر عن بلدة
في شرق تشاد تُدعى (كوزبيدا) و لعل البعض علل اسمها ب( الرمل الأبيض) و قالوا: إنه عربي
مركب من مقطعين هما: (قوز) ، و تعني الكثيب الصغير إذا كان حَسَن الاستدارة، و قد شبهوا به
أرداف النساء قديماً، و اللهجة العربيةالسائدة هناك تقلب القاف جيما قاهرية، وهي لهجة عربان البادية
في الخافقَين، فإذا بقوز تصبح (جوز) باللهجة المصرية. و المقطع الثاني بيضاء ، بإسقاط الهمزة تخفيفاً ،
و إخراج الضاد من مخرج الدال ، دون إطباق، وهذا بدوره ،ربما ذهب بتصور بعضهم ل(بيداء) على
أنها(صحراء) ، خاصةً و أن البلدةتقع فعلاً في بيداء قاحلةٍ طامسةٍ. هذا مركبٌ إضافيّ . فلا هو لا
إسناديٌّ و لامزجيٌّ، و أعتقد أن مقطعاً ثالثاً قد سقط منها سهواً، أظنه ( الرملة )، فكأنّ الأصل قوز
الرملة البيضاء) ،فاعتراه مع الزمن من عوامل التعرية اللفظية فضلاً عن شدة (ركاكة العجمة)
ما اعتراه ، فإذا به يتحرفإلى قولهم كوز بيدا)، و التي هي عينها:(قوز بيضاء). و من الرمال
ما هو أبيض، و أصفر، و أحمر،و مزركش و غير ذلك، و لعل في أكناف البلدة أو كان
في موقعها قوز رمالٍ مُتحركةٍ بيضاَ فعلاً.هـــــــــــــــــــــــــــــــــذا ،
و العِـــــــــــــــــــلْم اليقين عنـــــــــــــــــــــــد اللــــه وحده!!

صدقني يا شيخي قدرما لدي من شهية مشرعةٍ
على مصاريعها للاستطراد بهذا السرد الممل إنما يعود
الفضل فيه أولاً وأخيراًإليك و أنت أهله و أحق به ؛ لما
تبثه في روعي من وقودٍ حيوي ذي دفعٍ رباعيٍّ لنواصل
إذن كان الله في عونك و لنبدأ على بركة الله بنبذةٍ خاطفة
عن الراحل نشأته وأبرز سندات قطارعمره .يلا أرح.
**^^(8)^^**
مأساة فرعون عاشق يتغنى
ب{معزوفة درويــش متجــول
الراحل/ محمد مفتاح الفيتوري ، ولدفي24 نوفمبر/ 1936م
في مدينة الجنينة حاضرة ولاية غرب دارفور الحالية بالسودان.
والده هو/الشيخ مفتاح رجب الفيتوري الذي كان الخليفة الصوفي
في الطريقة الشاذلية العروسية و الأسمرية. نشأ بالسودان و تنقل
بين عدد من دول المنطقة ؛ حيث كانت تدريس بعض من أعماله
ضمن المناهج الدراسية في كليات الآداب و اللغة العربية منذ
سيتنيات القرن الماضي و قد صدح بألحان شعره له كوكبة
من المطربين في السودان كالفرعون النوبي/ محد وردي.

# و ترعرع الشاعر في مدينة الإسكندرية و تلقى فيها مراحل تعليمه
الأولى.ثم درس بالمعهد الديني و انتقل إلى القاهرة حيث تخرج في كلية
دار العلوم بالأزهر الشريف.عمل الفيتوري محرراً أدبياً لدى عدة صحفٍ
مصريةٍ و سودانيةٍ.و عُيّن خبيرًا للإعلام بجامعة الدول العربية في القاهرة
في الفترة ما بين العام 1968 و 1970 م .كما عمل الفيتوري أيضاً مستشاراً
ثقافياً لسفارة الجماهيرية الليبية لدى إيطاليا، و سفيراً لها لدى لبنان، ومن ثَم
مستشاراً للشؤون السياسية و الإعلامية بسفارة ليبيا في المملكة المغربية.

# في العام 1974 قامت حكومة مايو بإسقاط و سحب الجنسية السودانية
من الفيتوري لمعارضته للنظام آنذاك. لتتبنَّاه الجماهيرية و تمنحه جواز
سفرٍ ليبيٍّ، حيث كان ينعم بصلات قوية مع العقيد و بسقوط نظام القذافي
سحب منه ثوار فجر ليبيا جواز السفر الليبي فأقام بجنوب العاصمة
المغربية الرباط برفقة زوجته الأخيرة المواطنة / رجات
في ضاحية سيدي العابد هناك.

# أخيراً جدن ، في عام2014 عادت حكومة الكيزان القائمة لتمن
عليه بجواز سفرٍ دبلوماسيٍّ جديد،لكنه لم يتسلمه حتى و افتها لمنية بالمغرب.
يعد الفيتورى من أبرز دواليب الحركة الأدبية العربية المعاصرة، و من رواد
شعر الحداثة الحر. ففي قصيدة «تحت الأمطار»نجده يتحرر من الأغراض
القديمة للشعر كالوصف و الغزل، ويهجر الأوزان و القافية، ليعبر عن وجدان
وتجربة ذاتية يشعر بها وغالباً ما يركّز شعره على الجوانب التأملية ، ليعكس
رُآه الخاصة المجردة تجاه الأشياء من حوله متسلحاً بكل ملكاته الإبداعية
النادرة و كذلك بأدوات البلاغة و الفصاحة التقليدية. .

كامل محبتي و خالص تقدري لك شيخي. و حمدله
على سلامة العودة سالماً غانماً من تلك المعمعة حامية الوطيس.
و بصراحة، دا نوع السجالات البتخلي الواحد ينأى بنفسه من
دخولأية مماحكات و لو في لمة إخوانيات.مومن . فكدي تعال
بجاي برانا نعمل : ( فلاش باك من حياة عمنا الراحل/فتوري/ )
*******^^(((9)))^^********
و لكن نحن فعلن في بلد، بل و وحال دنيا مسروقة بأسرها
على رأي شاعرنا الراحل / محمد مفتاح الفيتوري ، و الذي نحن بصدد
النبش غريقاً في دفاتره ا لقديمة ، و هو طائر جريحً رحالة بين كلِّ الامكنة
و حمالٌ لأوجه كافة المجازات والكنايات الممكنة و اللا ممكنة، و درويش أمضى
عمره حى قضى نحبه سائحاً يتغنى ب{معزوفة درويــش متجــول) . فمنذ أن عاش
درويشاً إفريقياً ساحراً ظل يقرضلنا الشعر ليُلْقيه على عواهنه ، هكذا حراً طليقاً بلا قافيةٍ
و لا تفعليةٍ، حتى وهو يلفظ آخرزفرةٍ من أنفاسه و يغادرنا و قد أشعل لنا أصابعه شموعاً
في عتمات عالمٍ خَرِفٍ تعودنا منه أن لا يصون وداً أبداً لأي مبدعٍ مهما كانت له من صولات
و جولاتٍفي: دنيا ليست بدار قرارٍ ؛ و لا يملكها من يملكها؛ أغني أهليها سادتها الفقراء..الخاسر من
لم يأخذ منها شيئاً ، مما تعطيه علي استيحاء..و الغافل من ظنّ الأشياء كما تبدو لناظره هي الأشياء!
رحل ناظمُ تلك الطلاسم ، و هو ذلك البحر بالا شطآنٍ و نفائس الدر في قيعانه كامنةٌ، أديبنا القُرعاني
الكبير/ محمد مفتاح الفيتورى، رحل في المغرب بعد رحله مرضٍ مريرةٍ ، وقد اختتمها بسكتةٍ دماغية
لم تُمهٍلْهُ إلا قليلاً. و قد خلف برحيله حزناًد فيناً و أسَى عميقاً بنفوس محبيه في أوطانه وحول العـــالم
أجمع.. شاعر بلاد العربو مجاهل أفريقيا ، ظلت تتناكره مساقط رأسه و مراتع صباه في كل الأوطان.
فيما احتواه العاشقونيفردون له مصاريع الأحضان. ليعيش طِوَالَ عُمُرِهِ هائماً على وجهه ، مرتحلاً
بين مطالع و مغارب الشمس و منازل القمر، يتأبط وطناً كان وهماً كبيراً بلا خارطةَ لوجوده إلا
بين ثنايا جوانحه. و كلما حطَّ علي غصن لألفٍ ليلة أو ليلة ربيعيةٍ عربية من مدلهمات الليالي ،
راح يُحطِّمُ أصنام الجبابرة الطغاه ولا يُبالي. ثم يخرج منها مغاضباً، يهيم على وجه هو على
رأسه ريشُ غرابٍ و تويج كرامةٍ، و في يده صولجانٌ كما لو كان سلطاناً للعاشقين.

# لم تأتٍ ساعة فراقه بغتةً ، بعد عمرٍ طويلٍ ناهز الخمس و الثمانين خريفاً.
و لكنه رحيلٌ سوف يفتح الأبواب مشرعةً للتساؤل عن نهاية بطلٍ و عن هوية
عبقريٍّ تفرقتْ السبل فتمزقتْ به النزعات بين هوياتٍ شتَّي. نفاه نظام مايو بجريرة
(سوافيت) قرين شعره، ذاك النضالي الذي كان نشازاً مزعجاً في زمانٍ لم يكن متاحاً فيه
و لو خرم إبرة و لمجرد للتنفيس عن أية آهاتٍ، حتى و لو من وخذة شوكةٍ يشاكها درويش
حافيالقدمين حاسر الهامة. و لفظه تراب ليبيا مباشرةً عقب سقوط القذافي، و سحب منه
ثوارهاجوازات سفره للمهمات، و ظل يكرع مرارات حناظل الاغتراب حتي أناخ راحلته
و حط رحاله بالمغرب الذي تحت ثراه دفن . و لعله كان كان يسابق الأيام و غيره
فيتولى نعى روحه بنفسه و يرثي حاله باكراً حين نظم قصيداً جنائزياً قال فيه :
(بعض شعرك ما لم تعلقه تعويذه في الرقاب..
ليصحو في صوتك الميِّتُون..و ما لم تنقطه في قطرات السحاب
لينصهر النهر والسابحون.. وماهو معني حضورك عند الغياب
.. ومعناك في الغيب عند حضور السؤال؟)
******^^^^^******

سلام عليك شيخي. و لعَمْرُكَ أنتا اللي واحشني عبر أثير هذا الفضاء
الأسفيري الخَرِف. يحث بات يصح عليه قول أحدنا "الخلا و الرفيق الفسل"
دا لأنو الناس بقى عندها حالة خواء نفسي ناجم عن تناصلٍ لا-اجتماعيٍّ.
فقلنا حسن حاجة نفضل عايشين مع الطيبعة على رشوشة من دفنش نملة
مكشنة بيبصل كلاب .. و نطفحا بي كوزين موية غولاد من جدول أب
عشرين و يل عليها شاي مغرب مقنن بحليب لبن عُشَر.

**^^(10)^^**
يلا خلينا نوصل رحالنا مع واحدٍ من أشهر المطاريد في الأرض
حيث مأساة فرعون عاشق يتغنىب { معزوفة درويــش متجــول )
السيد/ محمد سعيد محمدية صاحب (دار العودة)للطباعة و النشر
ببيروت كانت له وقفات ُنْسٍ و فضفضةٍ مع شاعر(المهجر العربي)،
إن صح التعبير، الراحل المقيم/ محمد مفتاح الفيتوري. و يبدو أن هذا
الأخير أفضى إليه بأسرارٍ مشحونةبالمرارات، استهف لها محمدية كتابه
الصادر عام 2008م عن (أوتوبيوغرافي) صديقه الراحل و الذي أودع
فيه (تفاصيل و حاجات) كتيرة جدن عن خصوصيات محمد الفيتوري.

# فلقد حكى الفيتوري لصديقه عن مأساة زوجته الأولي الفلسطينيه
التي هضتْ نحبها أمام عينيه حرقاً حتى الموت. و هي التي عقد قرانه عليها
في القاهره وهو ما يزال طالباً آنذاك ، فأصابه جراء ذلك المشهد خرسٌ و وجومٌ،
إذ وقف عاجزاً و لم يستطع التدخل لأنقاذ حياتها إلا بعد أن نالت النيران من بدنها
و ضربها التشويه بوجهها و جسدها.وعلي أيه حالٍ فقد ترك القاهره لأسباب أخرى
مختلفةٍ و متعلقة بزوجته الثانيه (آسيا) و التي كانت لبوةً شديدة البأس غليظة
القلب غيورةً على عرينها، مما أضطرهللانفضاض من حولها و قفل عائداً
أدراجه إلى الخرطوم. و قبل خروجه طريداً من بلده شبه نهائياً و إلى
غير رجعة ، كان الفيتوري علي حافة الانكسار، و على شفا جُرْفٍ
هارٍ يوشك أن ينهار به فيودي به إلى غيابت مجهولٍ سحيقٍ.

♧ شُعَراءُ الفُصْحى بِأَدَواتِ زَمانِ الحداثة)
( دفع الله ود الأصيل)

الفـَـيْــــتــــــُــوْرِي، مملوكُ اله
(بقلن : دفع الله ود الأصيل )
(((11)))
♧إلا أنه و رغم كل ذلك كان شاعرنا الثائر ثابتاً علي عزمه ،
كالجرال الراسية صامداً ماضياً في نضاله كالأسود الضارية نحو
انتفاضةٍ ذاتيةٍ كبري لكي يُفرِّغ بها شحناته من كل يؤرق مضجعه
من رمضاء حاضره و من نيران ما قد تنذر به تصاريفالقدر و نوائب
الدهر ؛ ليشق طريقه أعزلَ تماماً، و بكنانةٍ سهامهخاليةٍ الوفاض من
أي قنا، سوي من مزعة قرطاسٍ و من سنانيراعٍ داميةٍ و من نطف
مدادٍ مِدرارٍ ، و من محاويةٍ و دوايةٍ .

● و بعد انضمام الفيتوري للثورة الليبية، واعتقاده واهماً نفسه
بأنه ربما وجد فيها ضالته كواحدةٍ من أصلب ثورات ربيع المناديل
للعربية المعطرة بعبير الفل و الياسمين و بخور العود و العنبر ،

● كان في تقربه من بلاط العقيد/ معمر القذافي ربما منحة .
لكنها انطوت محنٍ كقطع الليل الأسود ، حتى صار بعضها يضائل
بعضاً.و إن كان فيها من حظوةٍ و جاهٍ فليس أوسع من (ضل ضحى )
أو أقربإلى خرقة توبٍ مستعار (عارِيَّة) إذا سترت عقببه وساقيه انحسرت
لتكشفعن رأسه و منكبه ، و إذا احتوى فخذيه انحسر عن لحييه . و لكنه كان
راضياُ بل سعيداً جدن على أية حالٍ، بوضعه الجديد هناك، خاصةً بعد أن صار
دبلوماسياٌليبياً مرموقاً يشار إليه بالبنان في مدينة لندن ؛ حيث لا ينقشع الضباب
و لاتغيب عنها الشمس أبداً ، مبعوثاً لبلدٍ عربيٍّ، قد أغدق عليه بكل شيء، فيما
ضن عليه بأهم و أغلى شيء فلم يمنحه (أوراقاً ثبوتيةً) لتجنبه تيه المنافي .

● كان في ذلك تعويضٌ للفيتوري عن بضع لُقَيماتٍ كان أولى بهن أن يُقِمْنَ
صلبَه في مسقط رأسه. و بلاده التي مهما جارت عليه تزل عزيزةً و أهله اللي
منما ضنوا عليه هم الكرامُ أبناء الأكارم. وو رضابه التي ظلت راكبة طوطحانيةً
إلى يومناهذا ما بين (عسكر وحرامية) و مع ذلك ، لا ، بل ربما لذلك تحديداً ظل
يعدنفسه نصيراً بلا منازعٍ لقضايا البؤساء و الجنقو مسامير و ملح الأرض
و هو واحدٌ منهم حيثما كانوا في مشارق الأرض و مغاربها.

☆ ود ال ح ي ش ا ن ال ت لا ت ة
مؤذنٌ محجورٌ منزلياً بجزيرة مالطا؛

**^^(12)^^**
مأساة فرعون عاشق يتغنى
ب{معزوفة درويــش متجــوِّلٍ )

أخَذَتْ شاعرية الفيتوري تتبلور ثم تتوهج ولمعانٍ يكاد سنا برقه
يخطَفالابصار، لا ، بل يُضيئُ ول لم تمسسه نارٌ و أخذت ذاتيةُ
قرين شعره الإبداعية تتفتق ثم تتفاقم لتتفاخم ، حينما بدأ يتعرض بالقدح
و التقريع و الهجاءو والإزدراء حدَّ التجريح لعديدٍ من رفقاه في ساحة معترك
الأدب بسلاح القرطاس والقلم و المحايةو الدواية ، ناعتاً بعضاً منهم بالعملاء
و الأدعياء و ربائب ، بل و صنائع و خدام البلاط الملكي و طلاب الجاه السلطاني
فلم يسلم من لسانه أحدٌ سواءٌ أكان محمود درويش ، أو السوري عمر أبوريشه ، أو المبدع
الشاعر العراقي الجواهري الذي قال بحسبه القصيدة الواحدة في أكثر من زعيمٍ ، وجرد أحمد
شوقيمن إمارة شعره؛ و ذكر البياتي بما لم يذكره مالكٌ في الخمر . و قد تطرق الراحل/ الطيب
صالح في مقالةٍ له بمجلة المجلة إلى نوع التبرير لمسببات حدة الخصومة بين الفيتوري والبياتي
مدعياً أن دافعها كان حباً جارفاً و لم تكن خصومتهما سوى إحدى أعراضه و تجلياته. و أن أحدهما
سوف يرثي أخاه. و يروي صالح جذور الملمات التي عصفت بالفيتوري فقد استقر به الحال في
الجامعةالعربية مندوباٌ سامياً لبلاده له راتبً كبيرً إلى أن جاء نظامٌ شموليٌ غير وجه الحياة .
و بدأ بتصفية رفاق الفيتوري من اليسار كعبد الخالق محجوب و الشفيع أحمد الشيخ. ثم طاله
جعفر النميري و انتقم منه جزاء كتابته قصائدَ عن خصومه، فجرده من منصبه و طرده ليهيم
على وجهه مشرداً بلا عمل و لا هوية ، إلى أن جاءت الإنقاذ أخيراً لردَّ إليه روحه فتعرف
للرجل قدر اهيلته و لتمنحه جوازه الدبلوماسي المغصوب، مجدداً في اعتذار متأخر جداً.
# و ضمن قصيدته المرثية الشهيرة في نعي عبد الخالق محجوب كتب
الفيتوري يقول : لا تحفروا لي قبراً سارقد في كل شبرٍ من الأرضو أرقد
كالماء في جسد النيل أرقد كالشمس فوق حقول بلادي .. فمثلي أنا ليس
يسكن قبراً .. لقد وقفوا، و وقفت..لماذا يظن الطغاة الصغار و تشحُب
ألوانهم. إن موت المناضل موت القضية. أعلم سر احتكام الطغاة إلي
البندقية لا خائفاً أن صوتي مشنقةٌ للطغاة جميعاً و لا نادماً على أن
روحي مثقلةٌ بالغضب و كل طاغيةٍ صنمٌ..دميةٌ من خشب!
********^^^^^^*******

******** ضو البيت” *******
**^^(13)^^**
مأساة فرعون عاشق يتغنى
ب{معزوفة درويــش متجــول)

@ يستهل الطيب صالح ، أحد أعظم روائيي العامية بالسودان
و الوطن العربي ، روايته / “ضو البيت” ليدبجها بمقتطفات من أشهر
قصائد الفيتوري “معزوفة لدرويش متجول” و التي كتبها عام 1967 ،
و كانت آثار النكسة قد تركت كدماتٍ بارزةً في نفسية الشاعر حتى جرفته
تماماً مثل جسمان غريقٍ ، تتنازعه تيارات عشقٍ روحانيٍّ ، و أصابع هوىً
و هويةٍ متشاكساتٍ وأمواجٍ مدٍ و جزرٍ متلاطماتٍ ما بين ضفتي نهر ، حين
يقول : في حضرة من أهوي عبثت بي الأشواق حدَّقْتُ بلا وجهٍ و رقصتُ بلا
ساقٍ و زحمت براياتي و طبولي الآفاق ..عشقي يُفنِي عشقي! و فنائيَ استغراقٌ..
مملوك أنا،لكني سلطان العشاق !شحُبت روحي، صارت شفقاً.. شعّت غيماً وسناً
كالدرويش المتعلّق في قدمَيْ مولاه .. أنا أتمرغ في شجني .. أتوهج في بدني ..
غيري أعمي، مهما أُصغِي، لن يبصرني فأنا جسدٌ.. حجرٌ.. شيءٌ .. عبر
الشاعر جزر غرقي في قاع البحر..حريق ٌفي الزمن الضائع قنديلٌ
زيتي مبهوتٌ في أقصي بيتٍ،في بيروت ..
أتألق حيناً. ثم أرنق ثم أموت!!
------------------------
* فلترقد روحك أيها الثائر فينا ،على أكفِّ
الرحمة في مقعد صدق عند مليك ٍ مقتدر
******^^^^^^*******

ياقوت العرش)
**^^(14)^^**
مأساة عبقري مجنون و فرعون عاشق
يتغنى ب {معزوفة درويــش متجــول )
ففي رائعته (ياقوت العرش) و التي نسب الفيتوري
اسمها إلى زاهد من اصحاب “ المرسي أبي العباس”
يكتب الفيتوري و يقرض شعره بروحٍ متنازعة ما بين
ثورية جامحةٍ وثابة نحو التحرر و الفكاك من نير العبودية
لبلاط السلطان و بين صوفيةٍ كامنةٍ و متخلية عن كل طمعٍ في
أي جاهٍ لشرِّ غائبٍ ينتظ.. و في كل حلمٍ بأي يوتوبيا أفلاطونية
و متوهمة تماماً كإمارة أبيالطيب المتنبئ الذي هام بعشقها إلى
أن قضى نحبهبمصير كان أدهى و أمر ، و زاهدةٍ في التمرغٍ
في جوخ أي سلطانٍ. حين يقول :تاج سلطان الغاشم تفاحةٌ..
تتأرجح أعلي سارية في قلب الساحة تاج الصوفي يضيء
علي سجادة قشٍ..صدقني يا ياقوت العرش أن الموتي ليسوا
هم هاتيك الموتي و الراحة ليست هاتيك الراحة!!
*********^^^^*********
فَمَنْزِلِيَ الفَضَاءً و سًقْفُ بًيْتِي** ‏سَمَاءُ الله أو كٌتًلُ السَّحَابِ
فأَنْـتَ إذا أردْتَ دخـلتَ بَيْتِي *** عَلَيَّ مُسَلِّمـاً من غَيْـرِ بـابِ
لأني لَمْ أجِدْ مصـراعَ بابٍ*** يَكُوْنُ من السَّحَـابِ إلى الترابِ

**^^(15)^^**
مأساة فرعون عاشق يتغنى
ب{معزوفة درويــش متجــول )

@ و يظل الفيتوري نفس ذلك الصوفي الثائر
في قصيدته الشهيرة(يوميات حاج الي بيت الله الحرام):
يناجي مخاطباً رسول الله: يا سيدي تعلم اَنْ كان لنا مجدٌ
و ضيّعْناه بنيْته أنت, و هدّمناه واليوم ها نحنُ, أجل يا
سيدي نرفلُ في سقطتنا العظيمة كأننا شواهدُ قديمةٌ
تعيش عُمرها سرمداً لكيْ تُؤرّخ الهزيمة

# كذلك حافظ شاعرنا/ الفيتوري أيضا علي سياق نهجٍ راقٍ
بمجمل قصائده فكتب يقول : نهر فاغتسل أيها المغتسل أيها العاشق
الفرد أن يمتثل وقد يصل الماءُ أو لا يصل ..و المدينجمهُ في المدي
ترتحل فاسقهم منك في روحهم تشتعل وامش تحت حوائطهم تكتمل.

تطل مأساة الأقصى برأسها كثيراً من نافذة الفيتوري مع
المقاومة وأطفال الحجارة. حيثالتاريخ مسقوفاً بأزهارالجماجم .

ومع الثورة، يستنهض الفيتوري جذوه المقاومة في قومه
بقصيدته “هوانا” فيقول منها : الهوى كل هوًى دون هوانا نحن
من أشعلت الشمسَ يدانا و الخُطي مهما تناءت أو دنت فهي في
دورتها رجع خطانا و إذا التاريخُ أغني اُمَّةً بشهيدٍ ..فاُلوفُ أرتالٍ
شهدانا. و اذا الثوره كانت بطلاً يطاُ الموت و يحتلّث الزمانا ..
فلنا في كُلِّ جيلٍ بطل’’ مجدهُ يحتضن المجد احتضاناً

كان محمد الفيتوري مدافعاً شرساً عن الفقراء و التعساء و
البؤساء و سجناء الرأي .ففي معزوفته الثورية الخالدة و التي
تغنى بها الفرعون / محمد وردي كتب مناهضاً لحكم الطغاة:
أصيـــــــح الصبـــــــح
و لا السجن و لا السجان باقي
و إذا الفجر جناحان يرفان عليك
و إذا الحزن الذي كحل تلك المآقي
و الذي بعثرنا في كل وادي
فرحٌ نابعٌ من كل قلبٍ يا بلادي.
*******^^^^^*******

**^^(16)^^**

@ هما محمد مِفتاح الفيتوري و نزار قباني ديكان مبدعانلا بل هما طاؤوس
مغرورٌ و غرابٌ أجربُ(كانـــا يتصـــارعان على ورْكِ دجاجـــــٍة بيضاءَ )
هي /غادة السمان كاتبةٌ و أديبةٌ دمشقيةٌ برجوازية،و لها صلةُ رحمٍ و قُرْبى تربطها
بالشاعر/ نزارقباني. كانت لها وقفةُ تأملٍ حول سيرة شاعرنا / محمد الفيتوري في يوم
رحيله مؤخراً، و هي تقول :جمعتنا نزار قباني و أنا بمحمد مفتاح الفيتوري لأول مرةٍ
سهرةٌ أدبيةٌ لا تنسى بمنزل سفير السودان في بيروت يومها الأديب مصطفى مدني
و حرمه/ عايدة ، كريمة المفكر و الأديب جمال محمدأحمد (الذي كان يومها
سفيراً للسودان في لندن)؛ فالنهايات تعود بنا القهقرى لماضي الذكريات).

# و منذ ذاك اللقاء بين الرجيلن، شعرت غادة السمان بأنهما قطبان سالبان بحيثُ
لا يحتملان أية شحنة ودٍ موجبةٍ،بل كانا تيارين متضادين في الاتجاه متساويين في قوة
دفعٍ حصانيةٍ رباعيةٍ من النفور المتبادل. نزار كان سمهري القوام ممشوق القامة، أزرق
العينين، بالغ الوسامة. و معروفٌ بأنه زير نساءٍ فتانٌ.. و فنانً بارعٌ في استمالة و صيد
الغيد الحِسان، كما الطير يسقط حيث يلتقط الحُب؛ و كما الفراشات تسعى إلى حيث تلعَق
خلاصة الشهد من لعاب ملكة النحل ثم لتلقى حتفها ملسوعةً باالنار في أتون اللهب. كيف لا،
و هو ذاك (الطاؤوس الأجمل) الذي (فصَّل من ريشه المزركش للنساء عباءةً؛ و نسج لذاته
من جلودهن إزاراً و رداءً و جلباباً و عمامة؛ و بنى له من حلمات أثدائهن أهراماً) ،
كما يحلو له الزهو و التباهيبأناقة مظهره و يطيب له التغني به في عيون شعره.

بينما الفيتوري كان (غراباً متوحدٌاً) أجربَ. و لأن السيدة/غادة السمان كانت كأي
(طَفلةٍ عربيةٍ تعلق قلبها) بحماسة الشعر عند فتىً افريقيٍّ ثائرٍ من ذوات الدم الحار،
كانتكثيراً ما تسترق الخطى ل(تخون) قرابة دمها بنزار قباني لتأتي طوعاً لتتقرب زلفى
فتجلسخلسةً إلى جوار ذاك الزنجي الأمرد قصير القامة، غير آبهةٍ بخلقته \الأقرب إلى ا
لدمامةمنها إلى الوسامة ، و التي كثيراً ما تتبدل لديها إلى قوة جذبٍ روحيٍّ طاغيةٍ
خفيةٍ حينما يُشَنِّف لها أُذنيها بحفنةٍ منتقاةٍ بعنايةٍ من بيوتِ شعره . فيشع من
عينيه سحرٌكأنما يسرى في أوصال بدنها ليلاً من على جبين القمر.
*******^^^^*******

**^^(17)^^**
مأساة فرعون عاشق يتغنى
ب{معزوفة درويــش متجــول)
((لصداقةٌ لدودةٌ دائمةٌ تبدع أشعاراً
خيرٌ من حبٍّ عذريٍّ لا ينجبُ أطفالاً))
@ ذلك أن ديدن المبدعين المغترين بأنفسهم أن يمقت بعضهم بعضاً
حينما تصطدم شهب و نيازك (الأنا و أنت) بينهم في سماء الخلق و الإبداع .

# إذن، سهرةٌ تِلوَ أخرى، حتى صار محمد مفتاح الفيتوري و صديقته غادة السمان و قريبها/
نزار قبانيمن الندماء المرتادين أسبوعياً لتلك الحضرة الأدبية الراقية. و لقاء بعد آخر تبلورت
علاقة التنافرالمتبادلة بين الشاعرين الفحلين، لتبلغ حد النضج و التوهج أو لنقل أإننا صارت قاب
قوسين أو أدنى من وشك حافة التفجُّر ،و ليس الانفجار لاسمح الله، شعراً رصيناً وأدباً جماً رفيعاً .
لكنها كانت عداوةً ( أفلاطونيةً) فقط على وزن وغرار و شاكلة ( حبٍّ أفلاطونيٍّ) دونما إشهارٍ لها
أو ممارسةٍ لطقوسها و شعائرها بالأذى و لا حتى التقريع اللفظي . و أماالسيدة / غادة السمان ، فقد
وجدت نفسها، و بدون قصدٍ منها، و كأنها واقعةٌ في( منطقةٍ وسطى ما بين الجنة والنار).كانت تشعر
بأن لبَّ و جوهر تلك الشحناء المتبادلة بين الرجلين يحمو وطيسها شيئاً فشياً و تسري نيرانها فيه شيم
العلاقة بينهما بإخلاصٍ نادرٍ، إذ لا يجدان من وسيلة لإشهاره سوى بتعالي كلٍّ منها على أخيه .

# الفيتوري ذاك البلبل الصداح صاحب دواوين: أغاني أفريقيا عاشق من أفريقيا ـ اذكريني يا أفريقيا، أحزان
أفريقياو سواها، و الفخور بزنوجته لفظياً على أقل تقديرٍ ، كان في قرين شعره غمزٌ و لمزٌ إلى أن نزار قباني
ليس أكثر منشويعرٍ عادي لا بحيث لا تُنكس البيارق لغيبته ، و لا تقرع الطبول لقدومه في وادي عبقر و لكنه
ربما نجمٌ اجتماعيمما يجلب له الشهرة بصفته فتىً و سيمً له ملكات حسية أكثر منها إبداعية تجعله يخلب
ألباب النساء بفن التغزل بالمرأة.و لعل الفيتوري هنا يتعمد أن يحط كثيراً من قدر نزار الشاعر الكبير.

# و أما هذا الأخير، و هو أشبه بطاووسٍ مغتر ببياض سحنته و شَعر رأسه المسبسب ، فكان أيضاً
كثيراً ما يعرب عن غيرته من صديقه اللدود الودود قائلاً لقريبته / غادة السمان و هي تقود سيارتها
عائدةً به لإيصاله إلى بيته بعد انتهاء السهرة في طريقها إلى «وكرها» : إن هذا الغراب المًسمى/ فيتوري
شاعرٌ يعد من الصف الثاني ،معقد من شكله و لونه ، و يضيف:أما (أفرقانيَّته) فليست إلا تنفيسً قسريٌّ
عن عقدة نقصٍ تلازمه نفسياً ويحاولتلميعها بحزلقةالشعر و تنميق\ الألفاظ. و كانت تقول لنزار إن
الله وحده يعلم ما في الصدور،كما كانت تدافع عنه أيضاً أمام هجمات الفيتوري المرتدة.

**^^(18)^^**
مأساة فرعون عاشق يتغنى ب{معزوفة درويــش متجــول)

@ في لعبة تبادل الأدوار بين الرجلين، لا لشيء سوى لصُنع الجمال كان
إتقان الفيتوري و نزار لفن المساجلات الأدبية كثيراً ما يشعل لياليبيروت في
زمنها الجميل بسهرات كانت تشهد بينهما استعراضاً أبداعياً نادراًيشبه إلى حدٍّ
كبيرٍّ محفلاً مصغراً على غرار (سوق عكاظٍ) عصري، إذ يتبارىفيه هذه المرة
(طاؤوسٌ) مزهوٌ بنفسه و (غرابٌ) أجرب لا يعجبه العجب و لاصيام رمضان
ناهيك عن رجب . و على رأي المثـل(الجعران في عيني أمه فراشة).

# و هما يصدحان بتغريداتٍ كَرَوانية عالية المِزاج . لكنها لم تكن لتخرج في
سياقها العام عن إطار كونها حلبة نزاعٍٍ بشري متكررٍ بطبيعة حاله و متوارَثٍ
منذعهد ولدَىْ آدم ، إذ يختلط فيه حابل الأخوة اللدودة بنابل الغيرة الشديدة .

* هكذا كانا يتبارزان في السهرات بلا خيل ولا بيداء و لا قوسٍ ولا سيفٍ
لا رمحٍ ، و لكن بالقرطاس و القلم في ساحة معركةٍ حامية الوطيس، بيدَ أنها
بلا معتركٍ أصلاً ، و قضيةٍ لا حقَ فيها و لا باطلَ ، تماماً كفرسي رهانٍ
موثوقين من رقبتيهما خلف و ليس أمامَ عربةٍ واحدةٍ ، حيث لا فكاك
لأحدهما ليقفز من العربة ، فإما يكسيان معاً أو يخسران معاً.

((((19)))
# فعلى سبيل النكاية بنزار قباني ، كان محمد الفيتوري
يتعمد أن يترجل عن صهوة نضالياته المشهودة في عشق
أفريقيا السمراء، ليشنف مسامع ذواقته بين الحضور واحدةً
من بكائياته الغزلية الرائعة جداً، يلقيها بصوت كاهنٍ أفريقيٍّ
من ذوات الدمٍّ الحامي، كصوت عراف القبيلة . إذ يقول فيها:
في حضرة من أهوى ^^^عبثت بي الأشواق
حدقت بلا وجه ^^^^ و رقصت بلا ساق
و زحمت بطبولي ^^^^^ وراياتي الآفاق
عشقي يُفني عشقي^^^^ و فنائي استغراق
مملوكك أنا ^^^^^^ لكنني سيد العشاق

# كما يحلو له تكرار عبارة (لكنني سيد العشاق)
كمن يريد التنطع في أن يشق لنزار غبار النور في
مضماره ؛ أو كمن يريق له العسل على شفتيه ، ثم يتحداه
قائلاً: (القِ عصاك). و يقبل نزار ذاك التحدي في لعبة
(هذه بتلك) فيُدلي بأشطان دلوه بحماسية وطنية ثائرةٍ .
و الحضور في السهرة ثُمالى بعبقري رباب الشعر.
ثم يردف قول صاحبه مزايداً بواحدةٍ في المرأة ليقول :
ثقافتنا فقاقيع من الصابون و الوحل
فما زالت بداخلنا رواسب من أبي جهلٍ
نرجع آخر الليل، نمارس حقنا الزوجي كالثيران و الخيلِ
نمارسه خلال دقائقَ خَمْس ٍ بلا شبقٍ و لا ذوقٍ و لا ميلٍ
و نرقد بعدها موتى.و نتركهن وسط النار وسط الطين و الوحلِ
قتيلات بلا قتل بنصف الدرب نتركهن...قضينا العمر في المخدع
وجيش حريمنا معنا، وصك زواجنا معنا وقلنا الله قد شرّع
ليالينا موزعة على زوجاتنا الأربع!!!
* ثم يرد الفيتوري السجال بقصيدة مثنى فثُلاثَو رُباعَ
و يشتعل الليل بالإبداع بين توءمٍ سياميين بحيثُ يصعب،
إن لميتعذر فصلهما سوى بعملية تدخلٍ جراحيٍّ مضمونة
الفشل . فكانا بحقٍ مبدعين رائعين مهشين جداً يتقاذفان
بيوث القصيد بأبجديةٍ غزلها و نسيحها لحروف.
*****^^^^*****

**^^(20)^^**
مأساة فرعون عاشق يتغنى
ب{معزوفة درويــش متجــول)

@هكذا دوماً علاقات المبدعين تجدها ملتبسةً بين سَدَى صداقاتٍ لدودةٍ
و لُحمة وُدٍ دفينٍ خفي يشتعل إبداعاً كما تفعل جذوةٌ النار تحت دمنة رماد.

# و في حالة الفيتوري و قباني كانت الهجرة و المنفى قاسمين مشتركين
أعظمين بينهما (لكون المصائب يجمعنَ المصابين). كأنما كانا يتقاسمان الليل
يفترشان ملح أديم الأرض و يلتحفان قبة السماء (ملتصقين كجمرتين تقيدان
في حضن مسرجةٍ..تفوح بشذى العود و العنبر) .كانت تلك لياليَ بيروتة
وردية بلون أفراح الحزينة ( تلك اللي لمًّا جات تفرح ما لقتش مطرح) .

و كأنما كانت صحبتهما على متن زورق ألحانٍ يبحر على كف
عفريتٍ في عرض بحرٍ لجيٍّتحت زمجرة الرعود و تطاير الوعود
تتلاشى بين شد و جذب و مدافعة و قضم للأظافر.

(((21)))
# تماماً كما كان الحال في علاقة غوغان بصنْوِه الرسام فان غوخ،
و كعلاقة جبرانمن جهة ، و ميخائل نعيمة وسعيد عقل من جهة أخرى.
إذ كانا يغاران من رفيقهما جبرانو يزعمان أن مرد تألقه يعزى ليس
إلى عبقرية إبداعه ، بل إلى هجرته و كتابته بالإنكليزية.

و لعل التزاحم نفسه كان يشتد بين فرسي رهانٍ آخرين هما أمير الشعراء/ أحمد
شوقيو صديقه اللدود الودود شاعر النيل / حافظ إبراهيم، من ودٍ خفيً تغلفه غشاوة
جفوة مفتعلة و برودًثلجيٌ ظاهرٌ يعبر عنه حافظ شعراً ببيتٍ لاذعيقول فيه:(يقولون إن
الشوق نار ولوعة..فما بالشوقي أصبح اليوم بارداً). لكن أحمد شوقي رد عليه صاعه
صاعين بأبيات قارصة ختمها بقوله:(أودعت إنسانا و كلبا ُوديعة.. فضيعها الإنسان
والكلب حافظ)ثم عاد يرثوه يوم أن فُجِع بنبأ وفاته ببكائية عصماء استهلها بهذا
البيت:( قد كنت أوثر أن تقول رثائييا منصف الموتى من الأحياء)

((22))
# هنالك أيضاً صلة المبدع البريء موزارت مع موسيقار البلاط الرديء ءسالييري
الذي غار منه و حقد على إبداعه ، و كانت تلك الصلة وحياً لفيلم رائع هو «أماديوس»
حيث «المزمار المسحور» لموزارت و الغيرة السامة من صديقه المغرور سالييري .

# و الأمثلة تطول وبوسع ناقدٍ تأليفُ كتابٍ مشوِّقٍ عن العلاقات الملتبسة بين المبدعين
التيقد تبلغ حد الأذية أحياناً. و قلما تصفو سماء علاقةٌ بين مبدعٍ و آخر من غليلٍ كما حدث
بين شيللي وكيتس، و هما شاعران كبيران.و من تسوقه قدماه للتسكع في «ساحة إسبانيا»
في روما قد يصادف لوحة تقول :هنا عاش الشاعران شيللي و كيتس.(و كان أحدهما طريح
الفراش مريضاً والآخر يعتني به) كدليل على أنهما كانا يتمتعان بصحبة حميمة و إنسانية
استثنائية تفوق التصور.و لكن ذلك نادرٌ . كأنه الاستثناء الذي يؤكد القاعدة : و هي لعبة
صراع الديكة التي لا تخلو من أديبات نساء يقارعن بموهبتهن ذكور الأدب و قد يربحن
جولات. فالمبدع طفل معجزةٌ كبير، و البعض لا ينجح في إخفاء هذه الحقيقة!
************** ودا لحيشان التلاتة **************

**^^(23)^^**
مأساة فرعون عاشق يتغنى
ب{معزوفة درويــش متجــول)
و لعل من أطرف ما نقلت الأخبار من حكايات الغيرة الأدبية التي غالباً ما تشتعل
بين صنوين لدودين نجدهما متعاصرين في زمانٍ أو مكانٍ قريبٍ ، ما كان يحدث بين
الأديب/ يوسف إدريس و الروائي الشهير نجيب محفوظ من صدامات و ملاسنات و مراشقات
ذات قالب أدبي طابع أقرب إلى الشخصنة منه إلى النقد الأدبي. و بخاصةٍ حينما طار صيت
هذا لأخير عالمياً كأول روائي عربي حاز على جائزة نوبل في الأدب. حيث تدور أحداث أعماله
في بطن الحارة التي يختزل فيها العالم بأسره.نالها عن تفرده بأسلوب بديعٍ في فن السرد للروائي
باعتباره أدباً واقعياً، وإن كان لا يخلو من مسحةٍ وجوديةٍ. من قبيل ثلاثيته القصصية:بين القصرين+
قصر الشوق+السكرية ؛ ذلك فضلاً عن خان الخليليو زقاق المدق.و لأن يوسف دريس إنسان مصري
بسيط و بريء كطفل لم يُخْف مشاعره تجاه ذلك الحدث، فبدل أن يهنئصديقه نجيب ، فقد نهشته
غيرته وأشتاط غيظاً، معلناً احتجاجه على الملأ بأن جائزة نوبل ينبغي أنتكون من نصيبه.
و بعدها نال إدريس جائزة عربية مجزية مالياً و لكنه نالها مناصفة معكاتبٍ آخر
و مغمورٍ في نظره ، اشتعلت غيرته أيضاً و ثارت حفظيته ،يريد الانفراد
بها. فالمبدع طفل كبير فعلاً و لا يرضى ممن يدانيه ليشاركه لعبته.

********^^^^^*****
♧شاعر أفريقيا و العروبة معاً
**^^(24)^^**
مأساة فرعون عاشق يتغنى
ب{معزوفة درويــش متجــول )
♧ قف خشوعاً و اخفض الرأس
فقد أشعل الموتى القناديل وقاموا
والذى تبصره عيناك في ذلك الدرب الرمادي زحامُ
والذى يسقط من أقدامهم هيكل رث البقايا و حطامُ
عــــادت المعجـــزة الكبــــري
فإنه رغم الموت بدء و ختامُ
فتعلم كيف تحيي أمةٌ نسيت أن البطولات اقتحامُ
أن أرض الحر مهما..استلبت أرضه
فهي على الغير حرامُ
أن تاريخاً مشت في ظله قدم
الطغيان تاريخ مضامُ!!
*******^^^^^******
♧ يعتبر الفيتوري علماً بين رواد الشعر الحديث،
و يلقب بشاعر أفريقيا و العروبة معاً، إذ أنشد للقارة السمراء
و نضالها ضد المستعمر، و نظم فيها دواوين كثيرةً منها: أغاني أفريقيا 1955،
و عاشق من أفريقيا 1964 واذكريني يا أفريقيا 1956، وفي إحدى أشهر قصائده يقول:
لا تحفروا لي قبرًا سأرقد في كل شبر من الأرض أرقد كالماء في جسد النيل أرقد كالشمس
فوق حقول بلادي مثلي أنا ليس يسكن قبراً. كما واكب الراحل ثورات التحرر من الاستعمار في
أفريقيا في الخمسينيات و الستينيات من القرن الماضي و له قدحٌ معلى في كتابة المسرح الشعري العربي .
و قد واجهت الفيتوري عبر مسيرة عمره كثير من المصاعب لأسباب سياسية بحتة، منذ اختلف مع نظام
طاغية مايو في مسقط رأسه حيث جرده في عام 1974 من حق مواطنته. مما اضطره للخروج على وجهه
ك(درويشٍ متجولٍ) لينشد ضالته عند طاغية الجماهيرية لذي منحه جنسيةً و أاتخذه ممثلاً ثقافياً ل(ضيعته)
في عدة محافل دولية. بيد أن لكن الفيتوري الذي عاش في منفاه لم ينقطع تواصله مع بلده الأم . و عاد حين
سنحت له السوانج عقب الإطاحة بالنميري في انتفاضة أبريل 1985. و غنى له الفنان الراحل محمد وردي
أغنية(عرس السودان)التي مجد فيها انتفاضة الشعب السوداني ضد نظام نميري. و في السنوات الأخيرة
طالب كثيرٌ من الأصواتالثقافية برجوع جنسيته و جوازه السوداني بعدما سحبهما النميري، حتى تحقق
له ذلك أخيراً.و للفيتوري مدرسته الخاصة في كتابة القصيدة، و إضافة إلى تغنيه بأفريقيا كانت له
بصمات لا تخطؤها عين من أجل نصرة قضايا الأمة العربية.
********^^^^^^^**********
فَمَنْزِلِيَ الفَضَاءً و سًقْفُ بًيْتِي** ‏سَمَاءُ الله أو كٌتًلُ السَّحَابِ
فأَنْـتَ إذا أردْتَ دخـلتَ بَيْتِي *** عَلَيَّ مُسَلِّمـاً من غَيْـرِ بـابِ
لأني لَمْ أجِدْ مصـراعَ بابٍ*** يَكُوْنُ من السَّحَـابِ إلى الترابِ

《 شاعر أفريقيا و العروبة معاً》
♤ يا أخي فى الأرض ، فى كل وطنْ
**^^(25)^^**
مأساة فرعون عاشق يتغنى
ب{معزوفة درويــش متجــول )

♤ عاش الفيتوري حتى مات قلقاً،من أوضاع مذريوٍللغاية ظلت تضرب أطنابها
في أفريقيا و الوطن العربي من طغيانٍ و استبدادٍ و كبتٍ لأبسط اسقف الحريات،
و هضم الأنسان لأبسط حقوق أخيه الإنسان ، مما لا يؤدي إلا إلى مزيد من العزلة
و الفرقة و التجزئة و تكريسٍ لحدودٍ مُصطنعةٍ و تأجيجٍ لصراعاتٍ قبليةٍ طاحنةٍ .
أما عن الموت الذي هو حق اليقين الوحيد في خضم أكذوبة هذه الحياة الدنيا
و الفانية لا محالة فهو لا يخشاه لحد ذاته ، و نظراً لأيمانه الراسخ بأن الموت
ليس هو إلا غيبةٌ للروح عن حطام الجسد سواءٌ إن تطاولت أم تقاصرت
أمداء البرازخ ، فلا يتعارض ذلك أبداً مع خلودٍ سرمديٍّ للمبدع.
********^^^^^^*********
و بعض عمرك ما لم تعشه،
وما لم تمت هو ما لم تقله
وما لا يقال
وبعض حقائق عصرك،
أنك عصر من الكلمات
وأنك مستغرق في الخيال.
***
من قصيدته “من أغاني أفريقيا” نقرأ:
يا أخي في الشرق ، في كل سكنْ
يا أخي فى الأرض ، فى كل وطنْ
أنا أدعوك .. فهل تعرفنى ؟
يا أخاً أعرفه .. رغم المحنْ
إنني مزقت أكفان الدجى
إننى هدَّمت جدران الوهنْ
لم أعد مقبرةً تحكى البلى
لم أعد ساقيةً تبكى الدمنْ
لم أعد عبدَ قيودى
لم أعد عبد ماض هرم عبد وثنْ
أنا حىٌّ خالد رغم الردى
أنا حرٌّ رغم قضبان الزمنْ
فاستمع لى .. استمع لى
إنما أذن الجيفة صماء الأذن
إن نكن سرنا على
الشوك سنينا
ولقينا من أذاه ما لقينا
إن نكن بتنا ولقينا من أذاه ما لقينا
إن نكن بتنا عراة جائعينا
أو نكن عشنا حفاة بائيسنا
إن تكن قد أوهنت الفأس قوانا
فوقفنا نتحدى الساقطينا
إن يكن سخرنا جلادنا
فبنينا لأمانينا سجونا
ورفعناه على أعناقنا ولثمنا قدميه خاشعينا
وملأنا كأسه من دمنا
فتساقانا جراحاً وأنينا
وجعلنا حجر القصر رؤوسا ونقشناه جفونا وعيونا
فلقد ثُرنا على أنفسنا ومحونا وصمة الذلة فينا
الملايين أفاقت من كَراها ما تراها
ملأ الأفق صداها
خرجت تبحث عن تاريخها
بعد أن تاهت على الأرض وتاها
حملت فؤسها وانحدرت
من روابيها وأغوار قراها..!
فانظر الإصرار فى أعينها وصباح البعث
يجتاح الجباها
يا أخى فى كل أرض عُرِّيت من ضياها
وتغطت بدماها
يا اخى فى كل ارض وجمت شفتاها
واكفهرت مقلتاها
قم تحرر من توابيت الأسى
لست اعجوبتها
أو مومياها انطلق
فوق ضحاها ومساها!!
*******^^^*******
فَمَنْزِلِيَ الفَضَاءً و سًقْفُ بًيْتِي** ‏سَمَاءُ الله أو كٌتًلُ السَّحَابِ
فأَنْـتَ إذا أردْتَ دخـلتَ بَيْتِي *** عَلَيَّ مُسَلِّمـاً من غَيْـرِ بـابِ
لأني لَمْ أجِدْ مصـراعَ بابٍ

(**^^(26)^^**
مأساة فرعون عاشق يتغنى
ب{معزوفة درويــش متجــول)
"أنا زنجي..قلها لا تجبن
قلها في وجه البشرية
أنا زنجي وأبي زنجي الجد
و أمي زنجيةانــــــا أســــود
أسود لكني حرامتلك الحرية..."
منذ بدايته الشعرية أظهر محمد الفيتوري
إنتمائه الثقافي والعرقي و المصيري لإفريقيا السمراء ،
كما تعبر القصيدة أعلاه من ديوانه الأول "أغاني أفريقيا" بوضوح.
و لا غرو أن بشرته الداكنة كانت الدافع لبلورة الهوية الإفريقية كردة فعلٍ عفوي
على ما لقيه من مواقفَ عنصريةٍ تجاهه خاصًة في مدينة الإسكندرية، المدينة الساحلية
التي كان يعيش فيها ذوو سحنةٍ سمراءَ يشتغلون حواشيَ و خدماَ فقط ضمن بطانة باشواتٍ
بيضٍٍ في عِزبهم و قصورهم .يتحدر محمد الفيتوري من جدة زنجية عاشت في قرية الجنينة
بغرب السودان. و والده من ليبيا.أما أمه فتعود أصولها إلى تاجر إفريقي كان يتاجر في الرقيق
و العاج. وقد أثرت فيه هذه الجدة الزنجيةتأثيراً كبيراً إذ كانت تروي له القصص و الأساطير
الأفريقية. وانتقلت عائلته إلى الإسكندرية، التي نشأ وحفظ القرآن فيها، ثم انتقل إلى القاهرة
حيث تخرج من كلية دار العلوم بجامعة الأزهر. أفريقاحاضرةً بشكلٍ كبيرٍ في شعر
الفيتوري منذ نعومة أظفاره كان هاجس القلق يلازمه. و يوماً ما قال له والده:
"ستقضي حياتك غريباً عن وطنك الأم و مسقطِ حبلِ سرتك"، وهو ما
عايشه الفيتوري حتى وفاته. شغله الهم الأفريقيخاصة في ستينيات
القرن الماضي، بجلاء الإستعمار من قارتنا السمراء .

(27)
كان الفيتوري أول شاعر عربي يعالج في شعره قضية الصراع العرقي
ما بين الأبيض والأسود، متصدياً للفوارق العنصرية والإجتماعيةفي المجتمعات
العربية.ففي دواوينه االثلاثة الأولى"أغاني إفريقيا" 1956 و"عاشق من أفريقيا"
1964، “اذكريني يا أفريقيا"، 1965، و مسرحيته الشعرية و"أحزان أفريقيا" 1966
التي أثارت اهتماماً واسعاً في الوسط الأدبي والثقافي العربي، خاصة مواضيعها الجديدة ،
كانت القارة السوداء شاخصةٌ في ملكته الشعرية. عندما بدأ الفيتوري النشر كان الهم القومي
العربيهو السائد في الأدب العربي والمهيمن على الوعي الجماعي. لكن قصائده كانت خارجة عن
المألوف كونه أراد فضح "واقعنا اللاانساني الأسود". و بالطبع وجهت له سهام النقد من قبل قشوى
اليسار والقومية، لأنه، وفِق رأيهم، أهمل الصراع الطبقي الذي يجمع كل المسحوقين ، فلا فرقَ
بين عربيٍّ و لا أعجميٍّ و لا بين أبيضَ و لا أسودَ ، إلا بثالوث التخلف فقرا جهلاً و مرضاً
حشفاً وسوء كيلةٍو لأن العنصرية في العالم العربي كانت و ما زالت من التابوهات المحرم
مساسُها للنبش فيها، و التي لا أحدَ يجرؤ على تسميتها بمسماها، أو إثارة نقاشٍ عامٍّ
حولها. فكان الفيتوري كقردٍ مشاكسٍ تشابى لقضم تلك الثمار الحامضة ؛ فجاءت
قصائده نشازاً غريبة الوجه و اليد و اللسان على الأدب العربي. في سياق
القبض على أهداب الجذور مع جنوحٍ إلى براحات الانعتاق.
*******^^^^^^^*******
فَمَنْزِلِيَ الفَضَاءً و سًقْفُ بًيْتِي** ‏سَمَاءُ الله أو كٌتًلُ السَّحَابِ
فأَنْـتَ إذا أردْتَ دخـلتَ بَيْتِي *** عَلَيَّ مُسَلِّمـاً من غَيْـرِ بـابِ
لأني لَمْ أجِدْ مصـراعَ بابٍ*** يَكُوْنُ من السَّحَـابِ إلى الترابِ

**^^(28)^^**
مأساة فرعون عاشق يتغنى
ب{معزوفة درويــش متجــول)
• بين مدِّ الإحباط و جزرِ الأمل ، و كذلك بين تنازعات القبض
• على أهداب الجذور مع الجنوح إلى براحات الانعتاق،خاض فيتوري
• تجربةً حياتيةً ظلت تراوح ما مكانها بين خيبات آمالٍ عِراضٍ و بين
• إحساس مغصوبٍ بالرضا. عاش كطائرٍ خــرافــيٍّ سمندليِّ الأهاب
• جريحاً و كلما كل متنُه و تعبتْ جناحاه راح يغرِّدخارج سربه. هو
حال شعبه المتأرجح بين الشعارات الهابطة إلى مستوى الخطابة
النارية و نواح روحٍ شفافةٍ متلبسة بالوجد و الحزن القديم.
*****^^^^^^^*****
• من رحم الاضطراب صرخ الفيتوري صرخته الأولى من أبوين
• يرتبك الرواة في الإجماع على تحديد هويتهما.إذن، هو اللا-نتماء
بعينه الذي طبع سيرة الفيتوري في الأرومة و اللامكان.

• الفيتوري شاعرٌ مطبوعٌ ، غير أنه استهدف توظيف عبقريته
الشاعرية لنصرة قضايا سياسية أكثر منها إنسانية . فخيم على بيت
قصيده الانفعال مع لهيب مشهدٍ سياسيٍّ لم يكن و لم يعُد لا يسرُّ عدواً
و لا صليحاً و بين اضطراب مزاجيٍّ نفسي لا يقل قلقاً و تململُاً .
• تقارب الفيتوري تارةً و تباعد تارةً أخرى مع أنظمةٍ شمولية ٍعربيةٍ
• و أعجميةً. فيما ظلت رياح السياسية تنفخ في أوداج أشرعته هباءً منثوراً
•عبر عواصم ظلت تتقازكطفلٍ يتيم فطيم تائهظس بين أثداء أسراب الأمهاتِ.
• و اللا- أمكنة ؛ مستثمراً شاعريته في تأمين مرافئ الدفء الحياتي. لهذا ظلت
•الإقامة فيها مرهونةً بإرضاء غرور الآخرين . و هي الرياح الهوج ذاتها
• التيظلت تتحكم في دفة وجاديف زورق ألحان شعره و حتى الممات ؛
يوم أن رحل وحيدياً خالي الوفاض من عرض هذه الحياة الدنيا ؛
تمامن كمن قيل له انزل البحر ، تثم إياكَ أيك أن يُصِبكَ بلَلٌ.

• يعني بلهيجنا السُّكري اللبدي الفسيخ كدا لم يكن حال الفيتوري بأمثلً
• من حال شعب بلاده ضمن مصفوفة ، تدعي أم رخم الله، وهي طائرُ
• يشبه النسر و لكنه خاملٌ ، يقال له العُقاب تدعت تفوقها عليهم حضارياً.
• بل و رفعت في مواجهنهم دوععى حقوق حيقوق حيوان إلى السيد / أمين
• عام العِمَم العمركانية الملتحفة ، السابق بان غييي مووون ، و لا تزال تلك
• الدعوى مرمية في سلة مهملات خلفٍ لأسوأ سلفٍ هو الحالي اغو طير إيش.
• إذ تُعرِب ضمن فحوى العريضة عن امتعاضها من خكملة رهطٍ من ثلاث
• كأئناتٍ حيةٍ و محسوبةً جُزافاً على البشرية، الا وهم جاء وصفهم كالتالي:
• 1/ النزل إتدلى البحر و جانا راجع بي جبنابتو ؛
• 2/ و الباني بيتو و متنح ساكن مضايق نسابتو ؛
• 3/ والهو مصنقر في وسط ا للمة و بيسأل شن قالت رفاقتو!!

• ثم لعل شهريار ( أم رخمو في هذه الحاله ) قد سكتت ،
• أو ألجِم حسُّها عنوةً و اقتداراً عن ذكر شبيه رابع لهولاء النفر
• الخامل الكريم ربما خوفاً عليه أكثر مما هو خوفاً منه ؛ ألا وهو
• شعب بلدي الحبوب يابو جلابية و توب وجرجار و مركوب..
• وجبـة و سديري و سيف سكين..يا بلد يا زين ..يا بلد يازين .
•و لكن لسة زمام أمره بيد (عسكر و حرامية) معفنين!

.(29)
* و لكن، حتي لا نبدو و كأننا نبالغ في الحفاوة بهذا الفيتوري الثائر،
برفعه إلى مصاف ا فارسٍ بلا جواد؛ بينما نغمط حق صنوه اللدود
نزار قباني بحشره في ريش طاووسٍ مغرورٍو زير نساء مهووسٌ قرين
شعره و ذائبٌ لدباديب شوشتته فقط خلف مؤخرات الغيد الحسان و (ساقِطٍ)
أرضاً سلاح تحت كعوبهن العالية فصانع ٍلنفسه جلباباً من جلودهن العارية.
فصلت من جلد النساء عباءة
وبنيت اهراما من الحلمات
وكتبت شعرا لا يشابه سحره
الا كلامة الله في التوراة
جربت الف عبادة وعبادة
فوجدت افظلها عبادة داتي
هدا بالنسبة للنساء اما ما كتبه عن نفسه نجده يقول
في قصيدته استراحة المحاربي الشعر لا يوجد سيء
اسمهاستراحة المحاربولا يوجد اجازات صيفية ولا يوجد
اجازات مرضية ولا اجازات اداريةفاما ان تكون متورطا
حتى اخر قطرة من دمك واما ان تخرج من اللعبة

* بل كتب قصائد سياسية ووطنية متميزة تركت صدى واسعاً
وإعجابا ً منقطع النظير، تداولتها ملايين الألسن المصادرة في الوطن
العربي ، لأنها لامست فيها التعبير الحقيقي عن واقعها المؤلم المعاش،
وكانت تلك القصائد كالسياط اللاهبة على ظهور الطغاة الجلادين الذين
وجدوا فيها تحريضا للجماهير المضطهدة في أوطانها للتخلص من ظلمها
وقهرها، فإتهموه بـ"ضلال رُشد بوصلة وافتقاد صاحبها إلى الوجدان
الوطني أو القومي السليم ". فهل كانت قصائده فعلاً مُؤْدِية في
دلالتها أم مؤَدِّية للغرض الإصلاحي المنشود؟ و كيف تلقى
القارئ العدي والناقد موجة الثورة الدلالية في قصائده؟

* و إذ ذلك يقول: "العروبة عندي ليست ديكورا ثقافيا أو عقائديا أو رداء تقليديا،
فهذه عروبة كاريكاتورية تصلح لحفلات عرض الأزياء، هذه العروبة هي التي قررت
منذ زمن بعيد أن أطلق الرصاص عليها، ومن له شكوى فليتقدم بها إلى البوليس".

* إن القاسم المشترك بين هذه القصائد هو الوصف الدقيق للصورة التي
يستلطفها القارىء ويجري وراءها بحكم مازوخية الشاعر، هي صورة الشعب
العربي الخامل الذي يتمدد كفقمة أمام بوابة التاريخ، يشاهد الداخلين الى حرمه
يبنون مآثرهم وهو قابع مكانه مخدرا يبيع الشعارات، وينفق عمره باللهو الغيبي،
وصورة الحكام العرب الذين تسلطوا على شعوبهم دون وجه حق وعضوا
على كراسيهم بالنواجذ إلى النفس، يقول في "السمفونية الجنوبية":
* إياك أن تقرأ حرفا من كتابات العرب
فحربهم إشاعة وسيفهم خشب
وعشقهم خيانة ووعدهم كذب
إياك أن تسمع حرفا من خطابات العرب،
فكلها نحو وصرف وأدب
* لقد فتح نوافذ الحرية، وكان في تعبيره عن "أطفال الحجارة"
رؤية تنبض بالأمل والفرج وتحقيق النصر بآلة الكفاح المسلّح ،
والتخلص من الضعف، فهو دائماً ينتظر ذلك العربي المنقذ الوافد
من رحم الزمن، من اليرموك، من حطين، من بدر، من القادسية:
آه يا جيل الخيانات…
ويا جيل العمولات…
ويا جيل النفايات…
ويا جيل الدعارة…
* فسوف يجتاحك-مهما أبطأ التاريـخُ-
أطفــــــــــــــــــــال الحجـــــــــــــارة!!!

(30)
(مدْرسَةُ مشاغبي الحَدَاثَةِ و ما بَعْدَهَا)
و إذا كان للفيتوري باعٌ طويلٌ و قدحٌ معلَّى بين
أقرانه من شعراء الحداثة أو (اللاتفعيلة) أمثال نزار
قباني و قبله السياب و من حذى حذوهم أمثال عمر الدوش،
كما سبق و نوهنا إلى ذلك حين أدلينا بدلونا في معرض
توثيقنا أيضاً لذاك العبقري الثائر من باب جهد المقل.
*******^^^^^*******
* نقول إذا كانت الحداثة في أشعار أولئك المشاكسة الفطاحلة
تعني مجردَ الخروج بنيوياً على النص التقليدي (التفعيلي ) في نظْم
بيوت القصيد فإن قصيدةَ ما بعد الحداثة ، قد باتت تتفاعل مع تِقَنياتٍ
حديثةٍ قد لا تمُت إلى قرين الشعر من أساسه بأية صلةٍ ، و هي من نتاج
ثورة المعلوماتية، التي جاءت متسللة ٍ مع خيطٍ واهنٍ من خويط الفجر للشبكة
العنكبويتة ، ذلك لأننا بِتنا نعيش عصرا لصُّورة عبر قضائات الأقمار،بعد
ما اندثر عصر الصوت و من قبله عصر الترماي و انطمرت سكك حديد
القطار ، و كانمن قبلهما عصر الحنطور تجراالبغالث و الحمير لتركبوها
و زينةٌ . هذا بعد أن مضت سُنة الأولين والآخرينو طغى أثير الأسافير
على أصوات (الصفافير) و زقزقة العصافير؛ و ذلك بانتظار أن تهدأ
هُتافات الجماهير ،وبعد أن يخمد َمرةً و إلى أبد الآبدين زعيق الزعماء
الشموليين ، و تخر جباه الجبارة الطغاة المهووسيين بكارزما
البقاء سرمداً ، سُجداً و سيراً حفاةً عراةً غـرْلاً على
تلال من جماجم رعياهم المطحونة أرضاً.

فَمَنْزِلِيَ الفَضَاءً و سًقْفُ بًيْتِي** ‏سَمَاءُ الله أو كٌتًلُ السَّحَابِ
فأَنْـتَ إذا أردْتَ دخـلتَ بَيْتِي *** عَلَيَّ مُسَلِّمـاً من غَيْـرِ بـابِ
لأني لَمْ أجِدْ مصـراعَ بابٍ*** يَكُوْنُ من السَّحَـابِ إلى الترابِ

(بورنوغرافيا مجففةٌ)
(31)
* ففي قصيدةِ (بورنوغرافيا مجففةٌ )، تكون البداية مع
لقطة الصورة و تنتهي معها ، لأن ثقافة ما بعد الحداثة تؤسس
لوجودها بتركيز بؤبؤ عين (الفوكس) على الصورة أولاً و أخيراً،
بوصفهاأداةَ هيمنةٍ ثقافية ضاغطةً بشدَّةٍ و حتى نخاع قصب السبق
السابع لوجدانصانع الترياق و حامِله و من حُمِلَ إليه و شاربه كلهم
في اقتراف الإثم على حدٍّ سواءٍ بسواءٍ . أو أنها هيمنةٌ مكانيةٌ تشتغل
على الفضاءالمفتوح واسعاً على مصراعيه في المنظور الجسدي.

* ذلك أن نظرية: مؤامرة (ما بعد الحداثة) تُعَدُّأكثر إمعاناً في الإباحية
وهي ذات مخالبَ حِسية غرائزية بالدرجة الأولى، بحيث تعمل على مبدأ
فرد عضلات نهود جحافل نِديتها (الذكو- أنثوية) على حساب تفكيك قواعد
سلطتها التربوية(الأبوية ). إن لديها مراكز قيادة و سيطرة و تحكم تقبعُ
في مكان ما من كوكبنا ، و قد تزودت بأسلحة دمارٍ شاملٍ حديثة فتاكة ،
بعدَ إذ وضعت اسلحتها التلقيدية لعدم جدواها.و بات لديها قاموس
مفرداتٍ مستحدثةٌ للغلتها الجنسية الخشبية المتهتكة ، و التي
تشكل خطابها و هي تنطلقلتشكل جزءٍ من الاستغلال
الفائق لعالمنا الثالث فما دون،كأبشع مما تُستغل
فتُغتصب عُذريةُ حقوق عالم الحيْوان .

(32)
و من الأمثلة الشائعة
* في قواميس لغة ال(Porno)
• الإباحية المبطنة عباراتٌ و ألفاظٌ سوقيةٌ نابيةٌ موجهةٍ من قبيل قول
• بعضهم مثالاً، لا حصراً :(فقدان الاربة و ضعف انتصاب ترتيب البناء
• الهرمي) في العلاقات الدولية ما بين أمم و شعوب الكوكب و البالغ
• تعدادها ما يناهز قرابة ال8 بلايين نسمةً كلهم متجاورون تقريباًالهيتة
• بالهيتة بفضل منصات التناصُل اللا- اجتماعي و هم يأكلون و يشربون
• و يطلعون (زي الناس) تماماً كما تفعل الانعام ، لا بل هم أضل.

• أو كقولهم: ( اختراق جداربويضات سوق العمالة السائبة لدى د
• ولٍ ، قدر الله و ما شاء الله فعل أن يذيقها لبُعبع ثالوث ( لباس
• الجوع و الخوف و الجهل و المرض و نقصٍ في الأموال و
• الانفس و الثمرات؛ وبشر الصابرين) حتى لم تعد تملك قوت
• يومهاو ليست آمنةً في سربها ، و لا حيزت لها فتفوتة
• خذفورة من حذافير الدنيا الفانية بهاية المطاف.

• إذن، فهي لا تملك ناصية أمرها و لا زمام قرارها؛ مما يهدد
• ( بانتهاك غشاوة البكارة لعذرية سيادتها الوطنيةٍ هذا، فيما قد
• تنجو من كل ذلك دويلاتٌ ومشايخُ بتور دلاريةٌ غنية مادياً، إذ
• حباها الخلاق الرزَّاق ذو القوة المتين بثرَواتٍ و طاقاتٍ نفطيةٍ أو
• مواردَ و ركازاتٍ معدنيةٍ أخرى مهولةٌ تُحْسَدُ عليها ، رغم أنها قد تكون
• فقيرة ًمن حيث كم و نوع مكون عنصر المورد البشري و هلم جرا أي:بعبارة
• أخرى ، فأن البلاغة لجنسية صارت كشهادة وفاةٍ لشاهدٍ من أهلها علي وجود
• موجاتٍمدٍّ عتية و طفراتٍ جامحةٍ لصراعٍ دمويٍّ و له قواعدُ اشتباكٍ محتدممةٍ
• بلا هوادةٍ من أجل ( البقاء للأقوى) ما بين الذكور و الإناث ، في مسعى كلِّ معسكرٍ
• متطرفٍ لإخضاع غُرَمائه لسطوة لجبروته، و من ثمة حيازة فتسخير كل ما جادت
• به (عذرية دايناميكا منطق طبيعة طبية الأشياءمن موارد و موادٍّ خامٍّ لحظيرة ملكه.

• إذ لم يعد هنالك قيدَموطء قدمٍ لذاك الزخمٌ الهلامي المتفاخم لتلك الصورة النمطية ،
• و التي اقترنت تاريخياً بصُلب و تراقي الوالد ، و الذي أهدى ابنه كلمة سر (ا لفحولة )
• أي (Password) لســرداب سلالة العائلة الممتدة و العشيرة النافذة. و كأنما يقول له :
• شد أوتار الحديد جيداً قبل أن تدق برأسه ساخناً ذامرة.. ثم كرَّتين، و على مدار 6 ثوانٍٍ
• و عشرين جزء اً من الثانية...إلخ ، و لا تيأس حتى يتحقق لكعبور (خط بارليف) من حيث
• كان و ياما كان على حدِّ زعم أبي الطيب المتنبئ حينما تباهى بنفسهو مجد إمارته المتوهمة
• حتى قال :(لا يَسلَمُ الشّرَفُ الرّفيعُ منَ الأذى, حتى يُرَاقَ عَلى جَوَانِبِهِ الدّمُ)..حتى إذا ما
• اغروقت عيناه ؛ و تدلت من أنفه رائحة العصور البالية، و استل من قمقمة رأسهعهد
• الحداثة، تمخض دبره عن (ما بعد الحداثة)؛ ثم على هذه الوضعية و هذاالمنوال،
• أُخذت له آخر لقطةٍ سلفي نادرةٍ للصورة الراهنة لمؤخرته.
*******ود ال ح ي ش ان ال ت لا ت *******
فَمَنْزِلِيَ الفَضَاءً و سًقْفُ بًيْتِي** ‏سَمَاءُ الله أو كٌتًلُ السَّحَاب
فأَنْـتَ إذا أردْتَ دخـلتَ بَيْتِي *** عَلَيَّ مُسَلِّمـاً من غَيْـرِ بـابِ
لأني لَمْ أجِدْ مصـراعَ بابٍ*** يَكُوْنُ من السَّحَـابِ إلى الترابِ.


(33)

(33)
• (كلمةٌ أخيرة وليست آخِرةً ، بمشيئة الله)
• و نحن إذ نُهِمُّ بوضع إزميلنا جانباً عن حجر الأساس
• عن هذا السرد التحليلي الأدبي العقيمإنما نخشى أن نكون قد
• أجحفنا كثيراً بحق شاعرٍ قامةٍ من عيار حِمَّيد ؛ حينما مررنا
• عليه كراماً دو أن نلقي بالاً لكي نأتي على ذكر واحدةٍ من منحوتاه
• االذهنية التي ولا أبدع ول ا أمتع و التي استمعت إليها بالأمس القريب
• من حُنجُرة ذهبية بالجد لأبي بكر سيد أحمد ، في ميلوديةٍ حزائنيةِ
• جنائزية ؛وهي كفيلةٍ لتُدمع القلب الحجر دماً سخينا قبل العين.
• و قد تصدح بغنائها الراحل المقيم فينا/ مصطفى سيد أحمد:
• ألا و هي : " مصابيـــــــــــــــــــحُ الطريــــــــــــــــــقِ":

☆شهقة و تكية خط مع حِمَّيد:
ﻳﺎ ﻣﻄﺮ ﻋﺰ ﺍﻟﺤﺮﻳﻖ
ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺳﻮﻕ ﺍﺑﺖ ﺗﻄﻠﻊ
ﻣﻦ ﺍﻻﺑﺮﻭﻝ ﺍﺑﺖ ﺗﻄﻠﻊ
ﻣـﻦ ﺍﻷﻗﻼﻡ ﺍﺑﺖ ﺗﻄﻠﻊ
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻓﻊ ﻃﻠﻊ ﺧﺎﺯﻭﻕ
ﺧﻮﺍﺯﻳﻖ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺯﺍﺩﺕ
ﻳﻔﻴﺾ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻧﺤﻴﺾ ﻧﺤﻨﺎ
ﻳﻈﻞ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻭﺍﻗﻒ ﺗﻘﻊ ﻣﺤﻨﻪ
ﻭﻻ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻳﺎﻫﻮ ﻭﻻ ﻳﺎﻧﺎ
ﻧﻌﺎﻳﻦ ﻓﻰ ﺍﻟﺠﺮﻭﻑ ﺗﻨﻬﺪ ﻭﻻ ﻳﺎﻧﺎ
ﺭﻗﺎﺏ ﺗﻤﺮ ﺍﻟﺠﺪﻭﺩ ﺗﻨﻘﺺ ﻭﻻ ﻳﺎﻧﺎ
ﻣﺘﻴﻦ ﺍﻳﺪ ﺍﻟﻐﺒﺶ ﺗﺘﻤﺪ
ﻻ ﻗﺪﺍﻡ ... ﻭﻻ ﻗﺪﺍﻡ
ﺗﺘﺶ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﻀﻼﻡ ﺑﺎﻟﻀﻮ
ﺗﻔﺮﻫﺪ ﺷﺘﻠﻪ ﻻ ﻫﺪﺍﻡ
ﻭﻻ ﻓﻴﻀﺎ ﻳﻔﻮﺕ ﺍﻟﺤﺪ
ﻋﻘﺐ ﻳﺎ ﻧﻴﻞ ﺗﻜﻮﻥ ﻳﺎﻛﺎ
ﻭﻧﻜﻮﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺑﺎﻟﺠﺪ
ﻳﺎ ﻣﻄﺮ ﻋﺰ ﺍﻟﺤﺮﻳﻖ
ﻳﺎ ﻣﺼﺎﺑﻴﺢ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ
ﻳﺎ ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺒﻴﻪ ﺍﻟﺒﺘﺠﺒﺪ ﻣﻦ ﻓﻚ
ﺍﻟﻤﻮﺝ ﺍﻟﻐﺮﻳﻖ
ﺟﻴﻨﺎ ﻟﻴﻚ ﻭﺍﻟﺸﻮﻕ ﺩﻓﺮﻧﺎ
ﻳﺎ ﻧﺸﻮﻕ ﺭﻭﺣﻨﺎ ﻭﺩﻣﺮﻧﺎ
ﻳﺎ ﺍﻟﻤﺤﻄﺎﺕ ﺍﻟﺤﻨﻴﻨﻪ
ﺍﻟﻘﺼﺮﺕ ﻣﺸﻮﺍﺭ ﺳﻔﺮﻧﺎ
ﻳﺎﻣﺎ ﺷﺎﻳﻠﻚ ﺑﻴﻨﻲ ﺣﺎﻳﻢ
ﻻ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﺍﻟﻤﺨﻤﻠﻴة
ﻻ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻮﺍﻣﻖ
ﻻ ﺍﻻﺳﺎﻣﻲ ﺍﻻﺟﻨﺒﻴﺔ
ﺗﻤﺤﻰ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻲ ﻣﻼﻣﺤﻚ
ﺍﻧﺖ ﺟﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﻪ
ﺩﺍﻗﺴﻪ ﺩﺍﻳﺸﻪ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴة
ﻭﺷﻚ ﺍﻟﻤﻜﺒﻮﺕ ﻣﻜﻨﺪﻙ
ﺳﻤﺴﻤﻮﻧﺎﻳﺘﻚ ﺯﻣﺰﻣﻴة
ﻛﻮﻥ ﺷﺒﺮ ﻃﻮﺭﻳﻪ ﻣﻨﺠﻞ
ﺳﺒﺤﻪ,ﻓﺎﻧﻮﺳﺎ ﻣﺪﺭﺩﺡ
ﻗﻠﺘﻰ ﺑﻴﻬﻦ ﻟﻲ ﺯﻣﺎﻧﻚ
ﻳﺎ ﺯﻣﺎﻥ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﻋﻨﺪﻙ
ﻳﺎ ﺯﻣﺎﻥ ﺍﻵﻫﺔ ﺣﺪﻙ
ﻻ ﺗﻄﺄ ﺍﻟﻮﺭﺩﺓ ﺍﻟﺼﺒﻴـﺔ
و د ال ح ي ش ان ال ت ل ا ت ة
مؤذنٌ محجورٌ منزلياً بجيزة مالطة

عاوزين ندلف من هنا إلى لونيةٍ أخرى من الأدب
ذات طابعٍ مخلتفٍ، إذ تشدُّ على أوتارٍ أخرى من عاطفة
المد الروحاني؛ ألا و هو ما يُعرف "أدب المدائح" و رغم
أن ناظميه تغلب عليهم الأمية بعيداً عن صفوف التعليم
النظامي، إلا و أنه لا تنقصهم براعةٌ في نظم القوافي و لا
عمقٌ في رمزية سكب المعاني في قالبٍ باطني صوفيٍّ ماله
من جذب المريدين و عليه ما عليه من شد المؤاخذين.

▪ أمامنا الآن نظم مدائحي لقصيدة "السُّراي"
المنسوبة إلى أبونا الشيخ الطريفي العركي القادري
الجيلاني؛ لنضعها كشريحة مخبرية احت مجهر البحث
و النقد و التحليل ؛ و ذلك بطبيعة الحال، من زوايا و ألعادٍ
ليس معنية بتاتاً بما ذهب إليه الناظم من شطحات عقائدية
لو أننا خضنا فيها برأينا الشخصي المجرد لقلنا ما فيها مالم
يُفتٍ به أبو نواس ، الحسن بن هانئ في شأن الخمر أم
الكبائر و الغلمان، و الإمام مالك حايمٌ في قاع المدينة.

● إذن، فلسنا معنيين بمنطلقات و مقاصد المؤلف
من وراء نظمه لبيوت القصيد؛ بقدر عنايتنا بعلو همة
رمزيته للتعبير عما هو قانعٌ برسوخه كنوعٍ من تابوهات
دونها الخطوط الحُمر . و لنأخذ من مدحة "السُّراي"هذه
الجزئية التي يصفهم فيها بأن فيهم "واحدين أقطاب..
واحدين أحباب .. و احدين بُدلاء ما بيعرفو ختاب"

● من هنا تأتي براعة الفزلكة البلاغية البديعية بإعمال عنصر
التورية بإطلاق اللفظ مع إرادة لازم معناه البعيد، مع حشر قرائنَ
جامعةٍ مانعةٍ من لزوم المعني المتبادر لذهن المتلقي لأول وهلةٍ؛
خاصةً من نوعيتنا هذه كحُطَّاب ليلٍ ولسنا ممن"للرؤيا يعبرون"

● حيث إن "بدلاء" و مفردها (مبَدَّل) في عرفنا السائد
تعني من درج الناس على إطلاقه على من يعتقدون أنه قد
تم دفنه مباشرةً و الاحتفاظ عِوضاً عنه بتببعته أي غشاء
المشيمة الذي كان واقياً للجنين في بطن أمه. و في البهائم
يسمونها السلا أو الفقاية؛و دي طبعن لغة رواعية و غنَّامة.

● الشاهد أن المبدَّل( بتبيعته) يُعَد متخلفاً عقلياً أو ما يُعرَف.
بحالات التوحد( Autism) أي: أنه مولودٌ فاقداَ لمهاراته الأربع
الضرورية للتفاهم مع أية بيئةٍ محيطة :The 4SkillsSuch Like
Reading,writing, speaking, and listening are basic
communication skills necessary for effective
communication in any environment,
particularly the workplace ).
●مما يضع المصاب في خانة أقرب إلى البهائم من حيث التعامل
مع الأشياء بالفطرة أكثر منه بالعقل لقضاء حوائجه الطبيعية فهو
مثلاً يجوع و بأكل و يعطش فيشرب و يسمع و يرى ؛ و لكن لا يضحكه
ما يضحك الأصحاء و لا يبكيه ما يُبكيهم. و كل ذلك في سياق المعني
القريب للبُدلاء و لكن هل هو ما كان يرمي إليه ناظم "السُّراي"؟

● حيث إن "بدلاء" و مفردها (مبَدَّل) في عرفنا السائد
تعني من درج الناس على إطلاقه على من يعتقدون أنه قد
تم دفنه مباشرةً و الاحتفاظ عِوضاً عنه بتببعته أي غشاء
المشيمة الذي كان واقياً للجنين في بطن أمه. و في البهائم
يسمونها السلا أو الفقاية؛و دي طبعن لغة رواعية و غنَّامة.

● الشاهد أن المبدَّل( بتبيعته) يُعَد متخلفاً عقلياً أو ما يُعرَف.
بحالات التوحد( Autism) أي: أنه مولودٌ فاقداَ لمهاراته الأربع
الضرورية للتفاهم مع أية بيئةٍ محيطة :The 4SkillsSuch Like
Reading,writing, speaking, and listening are basic
communication skills necessary for effective
communication in any environment,
particularly the workplace ).
●مما يضع المصاب في خانة أقرب إلى البهائم من حيث التعامل
مع الأشياء بالفطرة أكثر منه بالعقل لقضاء حوائجه الطبيعية فهو
مثلاً يجوع و بأكل و يعطش فيشرب و يسمع و يرى ؛ و لكن لا يضحكه
ما يضحك الأصحاء و لا يبكيه ما يُبكيهم. و كل ذلك في سياق المعني
القريب للبُدلاء و لكن هل هو ما كان يرمي إليه ناظم "السُّراي"؟

● الجواب: أبدن لا و طبعن كلا. إذا لا يستقيم عقلاً،نسبة ذلك بحق
أناسٍ وصفوا بأ تتجافى جنوبهم عن المضاجع (جافو النوم و عقدوا الرأي)؛
فهم أقطاب من أهل الحل و القعد في (قونهم) و هم ممن يقومون آناء الليل
و يسعون أطراف النهار للتفكر في ملكوت الله "ربنا ما خلقت هذا باطلاً فقنا عذاب
النار"؛ و ذلك مما يُزهِّدهم فيأمر هذه الحياة الدنيا فلا يقيمون لها و وزناً و ينظرون
إليها نظر المغشي عليه من الموت؛ و هي درجة من اللابالاة و الزُّهد تكون أقرب
إلى حالة التوحد و هو ما يرمز إليه الراوي بالقول:" واحدين عُبَّاد و احدين
زُهَّاد و احدين صايمين تاركين الزَّاد" هءا و الله من وراء كل المقاصد

معتوقة ومعتقة ومنعتقة
نوافير إنتشاء وحشمة
وحَـمار العين ..
تضحك كلما وقعت مصيبة
تمشى على العجين وتلخبطو
وترطن إذا جاها الحنين
************
يا بت بيوت الهجعة كيف ؟
غبار شوارعك ماشى وين
زقاق يفتش فى زقاق
كتمة وضلمة وإنعتاق
أنا فيك لامونى المساجين
سكاتك منازل حلال الحرام
سكاتك على حين أهش الحمام
سكاتك عليك لما تصحى المسام
سكاتك عليهم سكوت و السلام
***************
صوتك وكت قطع البحر
قبال مراكب العمدة
ضهر النيل عرق ..
والشمس فوق حبل الغيوم
شرت جلاليب النعاس
ناشف غرب مبلول شرق
والمطرة زى شفع العيد
تدخل غرف كل البيوت
حكمة الجوع الشرح للأرضة
كيف تقرأ المرق قبال يقع
فوقـك سقف
إتنحنح الجالوص
أمرق على مهلك ..
مروق الحنة من ضفر العروس
واصعد على مهلك ..
صعود البذرة والروح والشموس
☆ عاطف خيري.
● إلامَ تظل تتمدد يا ضلنا المرسوم على رمل المسافة
و يفيض بينا الحزن النبيل كلما طافنا طائف مت ذكراك
عم عبد الرحيم، يا مصطفي يامستطاب يامشتهى!!

●عندما كنت تسرظ لين في قصه غناك" طال الليل للمساهر"
و بعدين سرحت بعيد تغةص في مقطع تاني من غنوة نورا
أنت ياحضن الصحاري
شفع العرب الفتاري
البفنو الشيلا إيدم
ويجرو كايسين القطاري

●قال مصطفي: في سكة مشترك
كسلا هيا بورتسودان؛ الشفع لما يجي
القطر بجرو وراهو و يجدعوه بالحجار
عشان يجدعو ليهم كيس رغيف أو سبيطة
موز ؛ و مرات يختفوها من يدين الركاب.
يرحمك الله

جاءنا من طرف abdellatif
《بين مريم الأخرى والمجدلية》
♧ مدخل أول:
♤ تحدث شاعرنا الكبير محمد عبد الحي
عن المسيح عيسى ابن مريم في قصيدته العظمى
معلقة الإشارات يقول تحت عنوان جانبي (إشارة عيسوية).
هذا رنينُ قدمَ الفجر عَلى التّلال وَالأشجارْ
يخبرُ كَيفَ مرَّت الرِّياحُ علَى القيثارْ
واعتنقَ الملاكُ والعذراءْ
تحتَ سُقوف النّارْ
وضَجَّةِ الشارعِ والغبَارْ –
وافْتَرقا
إلى سمائِهِ ، وَهىَ إلى جَسَدِهَا المقهُورْ
وبَدَأتْ أغنيةُ الدمِ التى تُضِىءُ فى حنجرِة العُصْفورْ

♧ مدخل ثانٍ :
يقول الشاعر محمد عبد الحي:
♤رفرف التنين في ليل المدينة أخضر الجلدة وهاج الشعل
فأضاء النهر ، فالأصداف في الماء أزهار غريبة
إلى أن يقول.....
رآه الجميع في إندهاش ووجل.
♤ فنحن لم نندهش لتنين محمد عبد الحي،
بقدر ما اندهشنا للقصيدة وبالإمكانية الفنية العالية
والبنية القوية والشعر الأصيل، فقصيدة التنين هي
من ضمن الشعر الرمزي الذي استخدم فيه الرمز،
واستخدام الرمز يكثر في زمن الدكتاتوريات لغياب
حريات التعبير المباشرة فيندفع الشاعر نحو الرمز
وقد ظهر الرمز منذ القدم، فمثلاً قصيدة عمرو
بن أبي ربيعة (ليت هنداً) والكثير من قصائد
الشاعر الإنجليزي وليم بليك.
♤ فقصيدة (بين مريم الأخرى والمجدلية)
لا تنفصل عن الشعر الرمزي، لذا يجب دراسة
الرمزيات المذكورة جيداً قبل التناول النقدي للقصيدة.
في حقيقة الأمر لا زلت أبحث في أعماق مريم المجدلية،
ليست مريم المجدلية الأغنية هذه المرة وإنما مريم المجدلية
الإنجيلية، التي عاصرت المسيح ولأنها هي التي ألهمت محمد
عبدالله شمو في قصيدة من أروع ما غني في الغناء السوداني
على الإطلاق:ضيعتني مريم الأخرى سنينا في انتظار المجدلية
آه لو تأتين أهمن عميق الموج من صلب المياه
♤ و سؤال لا زار يحيرنا، ما هي مريم المجدلية ولا نعني تلك التي
وردت في الأغنية بقدر ما أعني مريم المجدلية الأصلية والتي استوحاها
عبد الله شمو في أغنية مصطفى المعروفة، بين مريم الأخرى ومريم المجدلية،
فالشعر والغناء هو وحده القادر على توليد الدهشة، واستوقفتني قصة مريم
المجدلية وأسماء مريم كثرت في ذلك العصر العيسوي، أما مريم المجدلية
في عهد المسيح هي حسب ما وردت في إنجيل متى هي التي رأت السبد
مسيح في قبره صبيحة موته كما يزعم المسيحيون، وهي التي نراها
في تماثيل العذراء مع العذراء والغريب في الأمر ذكرت مريم
أخرى في إنجيل متى ، قيل (ذهبت مريم المجدلية
ومريم الأخرى لتنظرا القبر) (متى 28/1).
After the Sabbath, at dawn on the first day
of the week, Mary Magdalene and the other
Mary went to look at the tomb.(Whole Chapter:
Matthew 28 In context: Matthew

[مريم الاخرى و المجدلية ]
{وقَفات تأمل على مسارف مملكة عم عبد الرحيم}
《تحليل نقدي و تفكيكة في صواميل عمق النص 》

● صدح بها مصطفى سيد أحمد (بين مريم الأخرى والمجدلية ) لأول مرة
في عام تسمعمائة و سبع وثمانين و ألف في المجلس القومي للآداب والفنون.
و عندما أنهى من وصلته فإذا بالحاضرين وكأنما علي رؤوسهم الطير.يومذاك
تحدث مصطفى وقال أن هذه الأغنية لشاعر لم اذكر من اسمه سوى (شمو) حالياً،
طلبت منه هذه القصيدة قبل انتفاضة ابريل فقال لي يا أستاذ هذه القصيدة لا
تصلح للتلحين فقلت له دعني أحاول و منذ ذاك التاريخ لم أقابله بعد أن فرقتنا
أيادي سبأ. و لسنا بمنزلة أن نحلل هذه الأغنية بقدرما نضع مشرطنا
على بعض مكامن الإبداع فيها و النابع من رحم المعاناة
♤ها هي الأرضُ تغطت بالتعب
والبحار اتخذت شكل الفراغ
وأنا مقياس رسم
للتواصل و الرحيل
وأنا الآن الترقب
و انتظار المستحيل
أنجبتني مريم الأخرى
قطاراً وحقيبة
أرضعتني مريم الأخرى
قوافي ثم أهدتني المنافي
هكذا قد خبروني
ثم قالوا لي ترجـّل
●تختلف قصيدة " ما بين مريم الأخرى والمجدلية" عن نظيراتها
التي تحتوي علي مضمونٍ واحد (لوعة وحسرة – حنين - شوق ..الخ)
مثلما تتميز (مريم الأخرى والمجدلية) بأنها تدور رحاها في شتى المحاور
و تحمل الكثير المثير من المضامين الشعرية المتنوعة ، بل و تحتمل أوجه
كل الاستعارات المكنية الممكنة و اللاممكنة (أمل – خوف منمجهول
- رجاء و ترقب لمأمول –عاطفة – وطن – هوية -يوتوببا.. إلخ)

● فالقصيدة تبدأ بعنصر الدهشة والمفاجأة حيث يتبادر إلي ذهن المتلقي
بأن هناك حدث عظيم ( انفجار - كارثة ) ستحدث باهتزاز الأرض وفراغ
البحار من مياهها ويعضد من ذلك أداء مصطفى وٍتجريده لمفردة ( التعب )
ويتواصل عنصر المفاجأة واستمرار الدهشة والترقب عندما يخبرنا الشاعر بأنه
(مقياس رسم) و مقياس الرسم غيه إلماحةٌ لنظرية نسبية ما بين الأبعاد الكنتورية
علي أرض الواقع و الأبعاد علي مفاتيح خارطة الطريق ، لكن نتفاجأ بأنه مقياس
رسمٍ بيانيٍّ معنويٍّ نفسيٍّ بين نقيضين كشقَي رحى هما (التواصل و الرحيل)!!

●ويبقى السؤال كامناً في مخيلتنا ماذا بعد حدوث هذه المضامين التى تبشر
بحدوث تحول كونيٍّ عظيمٍّ..!! فيخبرنا الشاعر بأنه قد نزل إلى خضم عتامنا تاخرف
هذامن بين ثلب و تراقي ( مريم الأخرى ) ومريم تعنى باللغة العبرية ( العصيان) فيتحور
ليت القصيد إلى فلسفة إنجليكانية صاربةٍ أطنابها في عمقٍ سحيقٍ إذا ما وضعنا في حسباننا
أننا سنجد مقطع في نهاية القصيدة ( ضيعتني مريم الأخرى سنينا في انتظار المجدلية )
فمريم الأخرى ذكرت في كل الأناجيل ( متى – لوقا – مرقص – يوحنا ) وهى زوجة
( حلفى ) وأم ( يعقوب ) وقد ذكرت في انجيل متى ( وبعد السبت عند فجر أول
الأسبوع جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى لتنظرا القبر )

أنجبتني مريم الأخرى
قطاراً وحقيبة
أرضعتني مريم الأخرى
قوافي ثم أهدتني المنافي
هكذا قد خبروني
ثم قالوا لي ترجـّل
[} فالشاعر عند ولوجه الدنيا لا يحمل معه سوى حقيبةِ متاعٍ وفي انتظار
قطار (كناية عن كائن لا بكتد بضع عصا ترحاله عن كاهله ) وقد تكون مريم
الأخرى التي أنجبته هي الوطن وزاد الشاعر في هذا الترحال هنا القوافي وهي
دلالة نضج ورهافة حس وكلها معالم ايجابية إلي جانب النفي التي أهدت إليه
ليزيده صلابة وصقل إضافة إلى الوصايا ليظل رجل يحمل قيم المعافاة

ثم أنتِ .. أنت يا كل
المحاور .. والدوائر
يا حكايات الصبا
تحفظين السر والمجد الذي
مابين نهديك .. إختبا
ليس يعنيك الذي قد ضاع
من عمري هباء
وأنا .. لست أدرى ما الذي
يدفعني دفعاً .. إليك
ما الذي يجعلني أبدو حزيناً
حين أرتاد التسكع
في مرايا وجنتيك
لا عليك
فعلى هذى السفوح .. المطمئنة
نحن قاتلنا سنيناً .. واقتتلنا
نحن سجلنا التآلف
في انفعالات الأجنة
واحتوانا البحر ..
والمد اليقاوم .. والشراع
يا هذه البنت التي
تمتد في دنياي سهلاً
وربوعاً .. وبقاع
ما الذي قد صبّ في عينيك
شيئاً من تراجيديا الصراع
[} ينتقل بنا لمخاطبة أنثى قد تحمل في حنايا صدرها وطناً
طريح الفراش جريحاً يقاسي ألام الغرقرينة ، و أنثاه التي ساهمت
في تشكيل حياته فكانت محوراً وحكايات صباه وتمتلئ القصيدة
بالجدليات المثيرة للأسئلة الحوارية الحائرة؛ كاستفساره قائلاً:
ما الذي يدفعني دفعاً إليك .. ما الذي يجعلني أبدو حزيناً
ثم ينتقل لصيغة الجمع لمخاطبة الوجدان العام أو أنثاه
فعلى هذى السفوح .. المطمئنة
نحن قاتلنا سنيناً .. واقتتلنا
نحن سجلنا التآلف
في انفعالات الأجنة
واحتوانا البحر ..
والمد اليقاوم .. والشراع
يا هذه البنت التي
تمتد في دنياي سهلاً
وربوعاً .. وبقاع
ما الذي قد صبّ في عينيك
شيئاً من تراجيديا الصراع
[}إذ إنَّ التآلف و القتال لا يأتيان فراداً
ثم يعود الشاعر للأسئلة والاستفهام ويستخدم
الشاعر هنا مفردة ( تراجيديا ) والتي تعني (الحزن)
والمأساة ويوظفها في النص أي (صراعٌ مأساوي عبثيٍّ
لا يفضي إلى غايةٍ؛ كسان حبٍّ عذريٍّ لا يطرح بذوراً.
و المدى يمتد وجداً
عابراً هذى المدينة
خبرينى هل أنا أبدو حزينا؟
هل أنا القاتل .. والمقتول
حيناً .. والرهينة؟
هل أنا البحر الذى
لا يأمن الآن السفينة ؟
خبئينى بين جدران المسام
قبلينى مرةً فى كل عام
فأنا أشتاق أن أولد
فى عينيك..طفلاً من جديد
ارتدى اللون البنفسج
اعتلى شكل الهوية
ضيعتني مريم الاخري سنيناً
في انتظار المجدليه
آه لو تأتين
من عميق الموج
من صلب المياه
كالرحيل .. كالترقب
وإنتظار المستحيل
[}ويستطرد الشاعر في سيل
استفهاماته القلقلة حد التملمُل
خبرينى هل أنا أبدو حزينا؟
هل أنا القاتل .. والمقتول
حيناً .. والرهينة؟
[}ولكن ويدهشنا الشاعر بسؤال معكوس
هل أنا البحر الذي لا يأمن الآن السفينة ؟
فالسفينة غب العادة هي التي لا تأمن البحر بأمواجه
وتقلباته ولكن هل يقصد الشاعر بالسؤال المعكوس بأن
الوطن هو البحر والسفينة هو القائد فبذلك يصبح الوطن
لا يأتمن قواده الذين لم يجنى منهم سوى مرارات
وتدهور مريع ثم يعود الشاعر لفلسفة إنجيلية
ضيعتني مريم الأخرى سنيناً
في انتظار المجدلية
آه لو تأتين
من عميق الموج
من صلب المياه
كالرحيل .. كالترقب
وانتظار المستحيل
[}سبقتالإشارة إلى أن (مريم الأخرى) التي ذكرها شمو هنا أيضاً
ولكن أردف معها (المجدلية) التي يعني بها (مريم المجدلية)و تعتبر
مريم المجدلية من ألرز (حواريات) المسيح و قد نسبت لقرية مجدلفي
فلسطين وتقول كل الأناجيل أن المسيح انتشلها من خال امرأة في مستنقع
الفساد والعهر إلي امرأة في قمة الطهر و شفاها بأن أخرج من بدنها سبعة شياطين
(و بعض النساء كنّ قد شفين من أرواح شريرة وأمراض. مريم التي تدعى المجدلية
التي خرج منها سبعة شياطين) وتعتبر رمز للإنسان الخاطئ الذي يتطهر و يتوب .

[} وبقيت المجدلية إحدى النساء اللاتي يخدمن المسيح في قرية الجليل ولها مكانة
عالية فهي أول من ظهر لها المسيح بعد موتهحسب ما جاء في إنجيل يوحنا ( يَا امْرَأَةُ،
لِمَإذَا تَبْكِينَ؟ مَنْ تَطْلُبِينَ؟» فَظَنَّتْ تِلْكَ أَنَّهُ الْبُسْتَانِيُّ، فَقَالَتْ لَهُ:«يَا سَيِّدُ، إِنْ كُنْتَ أَنْتَ قَدْ
حَمَلْتَهُ فَقُلْ لِي أَيْنَ وَضَعْتَهُ، وَأَنَا آخُذُهُ». قَالَ لَهَا يَسُوعُ:«يَا مَرْيَمُ» فَالْتَفَتَتْ تِلْكَ وَقَالَتْ لَهُ:
«رَبُّونِي!» الَّذِي تَفْسِيرُهُ: يَا مُعَلِّمُ. قَالَ لَهَا يَسُوعُ:«لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي .
وَلكِنِ إذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ:إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى إِلهِي وَإِلهِكُمْ». فَجَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ
وَأَخْبَرَتِ التَّلاَمِيذَ أَنَّهَا رَأَتِ الرَّبَّ، وَأَنَّهُ قَالَ لَهَا هذَا.) واعترف بمريم المجدلية قديسة
و يحتفل بها في 22 يوليو من كل عام. و يبدو ان الشاعر يقصد انتشال الوطن
من حضيض الفساد الأخلاقي إلى وطن طاهر عفيف اليد و اللسان،
☆و تسوده: روح "حرية سلام وعدالة"

♡ حللت أهلاً و مرحباً و نزلت براحاً و مسهلاً
أخوي الأثير للنفس الراكز في سويداء الفؤاد شيخي
ود سيدي أحمد . و ها نحن نزولاً عند رغبتك و نلبيةً
لندائك ، نبعث هذا البوست من مرقده بعد أن تواري
تحت تراب قبره المندثر ، بعد أن نمى لدينا شعورٌ
بأنه قد استكحمت حلقاته و استنفد غرضه.