ظهر الطاغية الجديد مرتدياً الجلابية كأنه تاجر أبل، بعد أن رمى بزته العسكرية كي يوحي للشعب السوداني والعالم، إنه رمز الدولة المدنية التي من أجلها إندلعت الثورة، قبل ثلاث أعوام.! البرهان ظهر كئيباً كالحاً، بائساً، شاحباً.. قدم خطاباً زائفاً، مريباً مغلفاً بالتمثيل.. لذلك خرجت الكلمات من فمه.. ميتة كموت مشاعره المتحجرة. البرهان سعى كبقية الجنرالات الذين سبقوه: إبراهيم عبود، وجعفر نميري، وعمر البشير، لتسويق الأكاذيب وخداع الرأي العام، بكلمات خاوية عجزت عن سد الفراغ بين الواقع المعاش وتطلعات الشعب السوداني بعد ٦٦ عاماً من الإستقلال لتحقيق العيش الكريم في وطن فيه مقومات الحياة. خطاب البرهان أكد أن بلادنا ما زالت تائهة.. ومياه النيل ستظل ساكنة، أو تتبخر عبثاً في الهواء.. والحقول عطشى.. والمصانع معطلة.. والأفق السياسي مسدود.. بفعل حماقاته وحماقات من سبقوه من الطغاة، الذين وقفوا حجر عثرة أمام أفق التغيير، وتحقيق أهداف الثورات التي شهدتها بلادنا لاسيما ثورة ديسمبر المجيدة. خطاب البرهان أكد أن الأزمة ستستمر وستتواصل النكبات.. ما دام الصدق غائباً. لو كان الصدق حاضراً، لأعترف البرهان بأنه هو الذي إفتعل الأزمة.
ما لم يتوارى العسكر من المشهد السياسي، ويتركوا الخبز للخباز، ستسمر الأزمة، ويتحول الوطن إلى ساحة مفتوحة لمفردات كريهة منها السطو والقتل والإغتصاب والقهر والبطش الذي رأيناه يوم ٢٠٢١/١٢/٣٠ يلاحق المشيعين وهم يحملون ضحاياهم فوق أكتاف الحزن والألم.!
لا قيمة ولا معنى لخطاب البرهان والوطن يمضي سريعاً نحو الغروب .. نحو الهاوية، نتيجة نرجسيته وأكاذيبه وحماقاته التي عصفت بآمال الشعب ومكاسب الثورة وأدت إلى سقوط الآلاف بين قتيل وجريح ومفقود .. وحتماً ستقود الوطن إلى المجهول إن ظل هو في صدارة المشهد السياسي.! أتمنى أن يكون العام الجديد، عام تفاؤل وخير ونصر وسلام شامل لتحقيق أهداف الثورة، ووضع حد للمعاناة العصية التي إستمرت ٦٦ عاماً منذ أن رفرفت رايات الإستقلال.
الطيب الزين..
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 12/31/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة