قول للشهداء الختو الزاد بإسمنا هتفوا و بينهم و بين الموت خطوات الجايين من قلب الشارع و الجايين لي قلب الشارع من ثكنات سجل انحن برغم جرحنا اجتزنا المحنة و نحن الليلة أشد ثبات مليونية الوفاء للشهداء في الخامس و العشرين من نوفمبر ٢٠٢١م، جاءت كسابقاتها مؤكدة لصمود شباب الثورة و اصرارهم على القصاص لشهدائها و منعهم المجرمين من الإفلات من العقاب. لم تتخلف ام درمان و لا توانت الخرطوم و لا تراجعت مدني و ما توقفت بورتسودان عن ترديد الاهازيج و تأكيد المواقف، و خطت المؤسسة بحري خطوة أخرى، بوقوفها حدادا على شهداء دارفور أبناء القرى التي أحرقها الجنجويد أمس في جبل مون، و التي أتى حرقها تاكيدا لغياب السلام المزعوم، و ردا على مزاعم رئيس وزراء الانقلاب، الذي زعم بأنه وقع اتفاق الاستسلام مع رئيس سلطة الإنقلاب لحقن الدماء و إيقاف نزيف الدم. رسالة الجنجويد القديمة المستجدة، تؤكد للمذكور أن إيقاف نزيف الدم لا يمكن أن يتم عبر الاستسلام للقتلة، بل عبر اسقاطهم و جلبهم للعدالة، لأن الاستسلام يرسل رسالة خاطئة لهم ، هي أنهم كلما احتاجوا لاستسلامنا، عليهم الولوغ أكثر في دمائنا، مما يجعل الاستسلام مشجعا على استمرار نزيف الدم لا على حقنه. وفاء الثوار للشهداء و رفعهم لشعاراتهم المحببة التي تكرس هذا الوفاء و تعلي من شأنه، لم يمنعهم من ترديد شعاراتهم التي تؤكد إصرارهم على مدنية الدولة ، و ترفض مشاركة العسكر في السلطة، و مثال لها " يا برهان ثكناتك اولى، مافي مليشيا بتحكم دولة". و هذا يوضح مدى تجذر الوعي بضرورة مدنية الدولة، و يؤشر لمدى تقدم الشارع في اتجاه صناعة سلطته، و تقدم طلائعه لا لتنجز ثورتها فقط، بل لتحولها إلى دولة تكرس سلطة الشعب. فسلطة الشعب قادمة لاول مرة في تاريخ السودان الحديث، محفوفة بتضحيات الشهداء، و مضمخة برائحة دمائهم الزكية. فإصرار الثوار على التحدي و استمرار كسرهم لحاجز الخوف، يعكس إصرار الشوارع على صنع التاريخ، و يجد صدى و تأييداً من مشاركة ذوي الشهداء في المواكب و فاعليتهم المؤثرة و المثيرة للمشاعر. و مجددا يؤكد الشارع أنه الطرف الاصيل في معادلة السياسية السودانية في مقابل الجنرالات الانقلابيين، و يبين أن التناقض الرئيس في خارطة الصراع السياسي الماثلة هو بين القوى المتسيدة لشوارعها، و بين القوى المعادية للثورة التي قامت بالانقلاب الكاشف في ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١م ، و من التحق بها و من سيلتحق من القوى السياسية و الأفراد. و سلوك هذا الشارع يؤكد عدم صحة القراءة التي تعول على توازن قوى تراه ثابت غير متغير، و ترى أن المشروع الدولي هو العامل الحاسم في الصراع، و تقرا العوامل الفاعلة في الصراع بصورة ساكنة لا تفاعلية ديناميكية، و تتجاهل التطور في تنظيم المنظمات القاعدية و اتجاهها نحو الوحدة و خلق مركز جديد للشارع الثائر. فالمعادلة الأساسية ، طرفي صراعها ليس القوى السياسية و الأحزاب و التحالفات الفوقية و العسكر، بل الشارع الجذري و تنظيماته القاعدية و العسكر. و الصراع خارطته القادمة، هي مواجهة بين الشارع الثائر و منظماته(لجان مقاومة، تجمع مهنيين، لجان تسيير نقابات و أسر شهداء و منظمات مجتمع مدني نوعية كالمفصولين من الخدمة) التي تبحث عن مركز لها و قيادة موحدة و قطعت شوطا في هذا الاتجاه، و العسكريين الانقلابيين و من انحاز إليهم و تحالف معهم من جهة أخرى. موقف المجتمع الدولي سيتاثر بالتغير في توازن القوى داخل هذه العلاقة القائمة على صراع جذري، و التي ستؤثر على تحالفات الأحزاب السياسية الفوقية نفسها. فبعض القوى الحزبية سوف تلتحق بالانقلاب إذا رأت أنه من الممكن أن يستمر و يستقر، و قوى أخرى ستلتحق بالشارع الثائر و منظماته القاعدية التي تمثل الطرف الآخر في المعادلة، و ضمن ذلك تأتي الانقسامات الحزبية على الأرجح. لذلك اي قراءة تستهين بحراك الشارع و تراهن على تراجعه- و هو أمر محتمل لكنه غير مستدام حتماً، هي قراءة ستقع أسيرة للجمود و عدم القدرة على رؤية ديناميكية توازن القوى، و ديالكتيكية العلاقة داخل الصراع القائمة على التأثير المتبادل. لذلك الأمر اكبر من اي حزب أو فرد، بل اكبر من تحالفات الأحزاب السياسية الفوقية نفسها. فالطرف الفاعل في هذه المعادلة هو الشارع الذي يعيد تنظيم نفسه ليمسك بزمام المبادرة. و هذا الشارع وفي لشهدائه لهم المجد و الخلود، و لقتلتهم الخزي و العار و الهزيمة. التحية لهذي الشوارع التي لا تخون، و النصر الحتمي لشعبنا العظيم. و قوموا إلى ثورتكم يرحمكم الله!! ٢٥/١١/٢٠٢١
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 11/25/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة