اولا نترحم على شهدائنا الإبرار الذين اقتيلوا غيلة وغدرا، من قبل السفاحين، المنافقين الكذابين، القاتل البرهان والقاتل حميدتي. كما نسأل الله ان يمن على الجرحي بعاجل الشفاء ويعيد المفقودين الى زويهم سالمين، ويفك الله اسرجميع المعتقلين، وان يزرع الله الرعب في قلوب المجرمين ومن شايعهم من الكيزان والحركات والجنجويد والمرجفين. كما نسأل الله جلت قدرته ان ينصر الشعب على اعدائهم واعداء الله والوطن. ان سرقت القاتل البرهان والقاتل حميدتي للثورة السودانية ذكرتني بسرقة احد اللصوص لخروف احد اهلنا الفلاتة الأمبررو. وتفاصيل القصة تعود الى ان احد الحرامية بأحدى القرى متخصص في سرقة اغنام الحلة ولم يتمكن احد من القبض عليه. وفي ذات يوم احضر احد اهلنا الأمبررو بعض من الضأن لبيعها في السوق. وقد تبقى له بعض منها لم يتمكن من بيعها حتى نهاية السوق. ولما كان صاحب الضأن مرهقا، قرر ان ينام بأطراف القرية لبعض الوقت ومن ثم يتحرك لفريقه الذي يبعد عن القريةعدة كيلومترات. ويبدو ان الحرامي كان متتبعا للوضع. وفي منتصف الليل ذهب وسرق احد الخراف وحمله على كتفيه وذهب به الى حيث متعود ان يذبح مسروقاته. وعندما وصل الى وكر جريمته حاول انزال الخروف من رقبته ولكنه لم يتمكن حيث ان الخروف ظل ملتصقا برقبة الحرامي. وقد حاول اصحابه المجرمين انزال الخروف من رقبة زميلهم وكذلك لم يتمكنوا وظل الخروف في رقبة الحرامي كانه مثبت بأوتاد. وقد لبث الحرامي بتلك الحال والخروف على رقبته الى ان اصبح الصبح. وقد تيقن الحرامي ان الخروف محجب من قبل صاحبه. فذهب الحرامي الى شيخ القرية وقص عليه قصته وطلب من الشيخ الذهاب لصاحب الخروف لكي يترجاه ويفك الخروف من رقبتة. وعندما ذهاب الشيخ لصاحب الخروف (الأمبرراوي) وقص عليه قصة خروفه مع الحرامي، انكر صاحب الخروف ان له خروف قد سرق وانه لم يفقد اي من خرافه. فرجع الشيخ للحرامي واخبره بأن الخروف ليس للأمبرراوي، وعندها حلف الحرامي بأن الخروف يخص الأمبرراوي وهو مستعد لأداء القسم بذلك. ورجع الشيخ مرة اخرى لصاحب الخروف ونقل له اقرار الحرامي وانه مستعد لأداء القسم بأنه سرق الخروف من وسط قطيع الأمبرراوي. طبعا صاحب الخروف كان يعلم بأن الخروف يخصه ولكنه اراد ان يذل ويهين ويفضح الحرامي ويجعله عبرة وعظة لأمثاله. وتقديرا لتردد الشيخ عليه جيئة وذهابا، اقر الأمبرراوي بأن الخروف له ولكنه سوف لن يستلمه الا بعد ان يصل الى فريقه في مساء ذلك اليوم، وعلى الحرامي ان يحضر الخروف للفريق وينزله في وسط القطيع ثم يذهب الى حال سبيله. وقد ظل الخروف على رقبة الحرامي لمدة اربعة وعشرين ساعة لم يذق خلالها طعما للراحة ولم ينم لثانية واحدة، حتى ذهب الى الفريق مساء اليوم الثاني فأنزل الخروف حيث امره صاحبه. وبعدها تاب الحرامي توبة نصوحة واصبح ملتزم الجامع. فقصة هذا الحرامي مع الخروف تشبه تماما قصة حراميي الثورة (القاتل البرهان والقاتل حميدتي) مع الفارق الكبير بين اصحاب المسروقين. حيث ان صاحب الخروف المسروق شخص واحد وقد عفى بعد تلقين الحرامي درسا جعله يتوب. بينما اصحاب الثورة ملايين البشر فمن الذي بيده حق العفو، خاصة ان هناك نفوس بريئة قد ازهقت وهي في طريقها للفزع لأسترداد الثورة من سارقيها؟ ان القاتل البرهان والقاتل حميدتي الآن في وضع لايحسدا عليه، ويتمنيان ان لم يكونا قد اقدما على فعلتهما المشينة تلك والتي حرمتهما من النوم لساعة واحدة. فالثوار من امامهما والمجتمع الدولي بأسره من خلفهما، فهما بين الأخشبين، نسأل الله ان يطبقهما عليهما وعلى امثالهما ومن اعانهما على ذلك ومن ساعدهما في التخطيط وزين لهما سوء عملهما، انه سميع قريب مجيب. الآن الجنرالين يتمنيان ان يأتيهما اي كائن كان لإنزال الخروف المسروق، اقصد الثورة المسروقة من رقبتيهما ليتوبا الى الله متابا. ولكن الشعب قال قولته في لاءاته المشهورة "لا تفاوض ولا مساومة ولاشراكة". وانا اقول ولا عفى الله عما سلف. والقصاص القصاص من برهان الكيزان، والقاتل حميدتي الحالم الولهان، والكوز جبريل الوسخان، ومناوي السكران. ولا انسى ان اختم مقالي هذا بالتحية العطرة لجميع أهلنا الطيبين من قبيلة الفلاته بصفة عامة، وفخذها الأمبررو بصفة خاصة، هذه المجموعة الإثنية النبيلة الشريفة العفيفة.
بقلم اوهاج م صالح
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 11/19/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة