منذ إندلاع ثورتنا المجيدة تشاركنا جميعاً الرأي ، بعضنا عن طريق القنوات وبعضنا عن طريق الرسائل النصية وآخرين عن طريق الواتساب وعلي الأقل عن طريق الهاتف والجميع يشارك بما يري والكل يحمل الوطن في حدقات العيون ، غير أن ذلك للأسف لم يمنع إتخاذ التقديرات الخاطئة و لم يمنع الوقوع في إختيار القرارات المميته من دون مقاصد الضرر ولا تعمد الفشل ، ولكن لا المكان ولا الذمان يسمح بالملامة ولا العتاب ولا مسببات شق الصف ، غير ان ذلك لا يمنعنا من تتبع مواطن الخلل بقصد إصلاح مسيرتنا الحتمية . من الحقائق التي لا بد أن لا تغيب عن بالنا أننا نجلس فوق كنز نادر يسيل له لعاب كل طامع ، فلنا الأرض البكر الواسعة الخصبة والمياه العذبة الوفيرة في عالم تتناقص فيه موارد الغذاء ، ولدينا المعادن النادرة الكثيرة الغالية التي تجلس فوق سطح الأرض تنادي لمن يستثمرها بأرخص الأثمان ، وقد حبانا الله بالموقع المتفرد من مواني تتنافس عليها الشعوب وتتوسط بلدنا جيراناً يمثلون أفضل الاسواق المستهلكة ، وفوق كل ذلك لدينا إنساناً أميناً شجاعاً يحتاجه الآخرين للإستخدام الرخيص في الرعي والحراسة وللإستهلاك المشين في الإرتزاق ومحاربة الشعوب ، وكل هذا الكنز يسيطر عليه حفنة من قلة كيزانية تعوزها الوطنية ويتملكها الغباء فلا تعرف غير أن تزبح الدجاجة التي تبيض ذهباً ، إمتلكت السلاح ورأت أن خير ما تفعل هو أن تبيع هذا الوطن بالجملة والقطاعي وأن تخيف شعبه بالبطش والتنكيل الذي وصل حد الإغتصاب للنساء والرجال ، وللأسف الشديد أن الجيش الذي عليه حماية الأرض والعرض هو ذاته شريك يتوحل في مستنقع الخيانة والعمالة ، وذادت عليه مليشيات من دول الجوار مدفوعة الأجر تمادت بل إستهوت وتفننت في إزلال الكبير والصغير . إذاً المأساة الأولي أن بيننا خونة جهلة ملكوا زمام الأمور ، فخدعوا العامة بالدين وأغروا ضعاف النفوس بالرشا وإستقووا بالزبون الخارجي من الصين وروسيا والأمارات وإسرائيل ومصر ولكل من هؤلاء مآربه التي إستعد لحمايتها بدعم هؤلاء بالسلاح لقهر المواطنين وبالدبلوماسية لحمايتهم من التنديد العالمي وأهم من كل ذلك أصبحوا أبواباً مفتوحة لحمايتهم من العقوبات الإقتصادية ، وحتي الحركات المسلحة التي حملت السلاح وكانت تخدعنا بأنها تحارب من أجل الوطن والمواطن بانت علي حقيقتها وتكشف أمرها بأنهم أسوأ من الكيزان زاتهم بعد أن رهنوا أهلينا نازحين في دول الجوار في الخيام يفترشون الأرض ويلتحفون السماء عشرات السنين وباعوهم أمام القصر بوجبات اللحوم وفاكهة الموز وتصالحوا مع من قتلهم بالطائرات وحرق قراهم وأبنائهم. واهم من يظن أن القاتل حميدتي لا يستطيع تسويق الذهب ، فالأمارات تستقبل الطائرات المليئة بالذهب من مطار الخرطوم الدولي وتبيعها له وتفتح له حسابات وهمية يظن من جهله أنه سيطالها يوماً ، والصين وروسيا لقاء هذه الحماية تنقبان عن كل المعادن وتنقلها بحراً بالسفن من بورتسودان وجواً بالطائرات العمودية من مواقع المناجم في أمن وأمان وماذا يضير القاتل البرهان أو القاتل حميدتي أو جنرالات الجيش ما دامت الكروش قد إمتلأت وفتحت لهم الحسابات الوهمية ،أما إسرائيل والأمارات فعيناً علي المعادن وثلاثة عيون علي أرضنا البكر وخيراتنا بالفشقة وعلي المياه عن طريق الجار الغدار، والفراعنه تكفيهم من هذه الغنيمة الماء الوفير واللحوم الرخيصة والخضروات الطبيعية والسوق المكشوف للأواني المنزلية والبلاستيكية وموبيليا حفظات الأطفال القذرة . ولا ننسي أحبائنا بدول الخليج الأخري فيكفيهم الرعاة والخدم والمرتزقة ، فهل ياتري لنا في هذا الكون من بواكي ؟ وهل سوف يتأثر هؤلاء الكيزان بعقوبات دولية أو فردية ؟ هل نعتقد أننا سوف نضيق الخناق علي هذه الحفنة بالمظاهرات والإعتصامات والإضرابات ؟ يجب علينا أن نفكر بواقعية ولا نجنح للأماني فالمستقبل قاتم السواد والعلاج يحتاج لتفكير أعمق ومنطقية أكثر ، ولا يفوتني هنا أن أشير الي أنه برغم البطولات والتضحيات الجسام التي قام بها شعبنا معلم الشعوب والتي أزهلت العالم ، ولكننا يجب أن لا نخدع أنفسنا بأن إعتصام القيادة وحده هو الذي أسقط البشير ، إن علينا أن لا نعتقد أن إنحياز الجيش والدعم السريع كان إضافة صفرية في إزاحة الكيزان سواءاً كان ذلك خطة مرحلية يلعبها الكيزان أو حقيقة فعلية قام بها الجيش والدعم السريع ، وعلينا أن نعلم الآن أن الجيش كما يبدو هزيل متقاعس ومغلوب علي أمره وأن الدعم السريع مزهو بالإنتصار ليس علي الشعب وحده بل حتي علي الجيش ذاته وحتي القاتل البرهان الذي أصبح بهلواناً في يد القاتل حميدتي ، رحم الله امرئ عرف قدر نفسه من دون تقليل من بطولات ولا إنكار لتضحيات إستمعنا الي بعض الإقتراحات بتسمية السيد نور الدين ساتي سفيرنا بالولايات المتحدة وهو نعم الرجل الذي وقف مثل الطود الشامخ أمام الطغاة وأري أن تكون حكومة منفي مؤقته بها وزير خارجية ومحكمة دستورية ونيابه عامة وغيره ، من هؤلاء السفراء والمغتربين الأماجد القادرين ولكنني أظن أن أي شيئ أقل من دعم أممي بإقتلاع هؤلاء المجارمة بالقوة لن يحقق شيئاً وأري أن أي تأخير هو تمكين يُصعب المهمة ولكن فوق كل ذو علم عليم وليحفظ الله السودان وأهله من هذه الشرزمة النتنة يوسف علي النور حسن
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 11/14/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة