كان (تسقط بس) هو شعار الثوار عند اندلاع المظاهرات قبل سقوط حكومة عمر البشير وهو شعار ناقص يحمل كل عوامل الفناء والسقوط لمن يأتي بعدها لأنه لم يسبقه برنامج أو تخطيط سليم للحكم عقب السقوط، ذلك السقوط الذي أعقبه الويل والثبور والقتل والتقتيل والاغتصاب. هانت دماء الشهداء على قحت التي كان همها المناصب بعدم مطالبتها بلجنة تحقيق دولية مهما كلف ذلك من ثمن. ولكن بريق السلطة والمناصب سحر الألباب فرضخوا صاغرين لتوقيع وثيقة واتفاق جهيض ولد ميتاً stillborn . صدق فيهم قول الحريري: يشيع أحدكم نعش الميت وقلبه تلقاء البيت ويشهد مواراة نسيبه وفكره في استخلاص نصيبه، ويخلي بين ودوده ودوده ويخلو بمزماره وعوده. وتبختركم خلف الجنائز ولا تبختركم يوم قبض الجوائز أيا من يدعي الفهم إلى كم يا أخا الوهم تعبي الذم وتخطي الخطأ الجم فكم تسدر في السهو وتختال من الزهو طباعاً جمعت فيك عيوباً شملها أنضم وإن أخفقت مسعاك تلظيت من الهم. لماذا وقعوا، أما كان الأفضل المطالبة بتشكيل لجنة تحقيق دولية بعد فض الاعتصام والاغتصابات، أليست هذه جريمة من الجرائم ضد الإنسانية المحرمة دولياً، أم أن لسان
حالهم عند التوقيع كان يردد قول المتنبي: ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى عدواً له ما من صداقته بد. لما كان ميلاد الوثيقة الدستورية تحت الدخان والنار والقتل والاغتصاب، ولما كان توقيعها من قبل طرفين شريكين يستخفون العداء ويستظهرون الود، فلا غرو أن يكون هذا هو مصيرها. ولعل أم المهازل أن الوثيقة الدستورية هي اتفاق بين طرفين رهنا فيه البلد لإرادتهما وحدهما وكأنها عقد ايجار، أعقبه الاخلاء بالقوة الجبرية واسترداد العين المؤجرة عنوة لصالح المالك، (ومن قال حقي فقد غلب). كان الله في عون الوطن.
حسين إبراهيم علي جادين مستشار قانوني
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 11/08/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة