انقلاب البرهان حميدتي وقع منذ فض اعتصام القيادة العامة واغتيال المئات من الشباب الأعزل بدم بارد ورمي جثثهم في النيل. إستجابت قوى اعلان الحرية والتغيير آنذاك للوساطة الاثيوبية حقنا للدماء، وانحنى العسكر امام عاصفة رد فعل الشعب في 30 يونيو وضغوط المجتمع الدولي. لكنهم بدأوا في العودة الى مربع الانقلاب منذ لحظة توقيع الوثيقة الدستورية. بدأت خروقات الوثيقة بابتداع منصب نائب رئيس مجلس السيادة ليشغله قائد قوات الدعم السريع، ثم توالت الخروقات وتوالى التملص من الالتزامات المنصوص عليها في الوثيقة، ووضع مختلف العراقيل امام الحكومة المدنية، مثل تعطيل تعيين رئيس للقضاء ونائب عام من قوى الثورة وتجاهل التزامهم بهيكلة القوات الأمنية، ورفض تسليم الشركات التابعة للجيش والأمن والدعم السريع وانهاء سيطرة هذه القوات على الاقتصاد السوداني. واستغل فلول النظام البائد تواطؤ العسكر لشن الحرب جهارا نهارا على الحكومة المدنية، بإحداث ندرة مفتعلة في السلع الأساسية وتخريب الخدمات من كهرباء ومياه وسكك حديدية، وبالمضاربة في الدولار وافتعال انفلات أمني من خلال عصاباتهم وكتائبهم، وكل ذلك بحسب كثير من المراقبين بعلم ومباركة العسكر تحسبا للحظة المناسبة للانقضاض على السلطة. وستصبح ساعة الصفر هي استحقاق تسليم رئاسة السيادي للشق المدني، فرئيس مجلس السيادة لم يكن مستعدا للتنازل عن الكرسي، الذي جلس عليه بفضل نبوءة غير مؤكدة من والده، في ظل مستقبل مجهول بسبب مسئوليته هو ونائبه عن جريمة فض الاعتصام. مجرد ان اقترب موعد نقل السلطة الى المدنيين، تزايدت الضغوط عليهم وعلى الحكومة المدنية بإلقاء اللوم في كل شيء على الشق المدني، بدءا من الأزمة الاقتصادية التي يمسك العسكر بخيوطها وانتهاء بالانفلات الأمني واغلاق الطرق والميناء الذي تحول الى مشكلة سياسية رغم أنهم سبق لهم انتقاد الاعتصامات السلمية باعتبارها تقطع الطرق وتعطل مصالح المواطنين! حتى أوضاع العسكر المتردية القوا بمسئوليتها على المدنيين رغم المليارات التي تستثمرها شركات الجيش والدعم السريع الذي يتاجر في كل شيء، وبرغم ذلك تتحمل الدولة باقتصادها المنهك منصرفات جنوده! قام العسكر بحبك قصة انقلاب ربما كان الغرض منه جس نبض ردود فعل المجتمع الدولي على مغامرتهم الوشيكة، وافتعلوا مشادة مع الشق المدني بدون أسباب واضحة، أوقفوا على اثرها اجتماعات مجلس السيادة، ثم سعوا لإذكاء نيران تمرد قبلي في شرق السودان اُغلق الميناء والطريق القومي على اثره بأوامر مباشرة منهم، وتزايدت وتيرة الانفلات الأمني في عاصمة البلاد، ثم تم تجميع الفلول والانتهازيين ومنسوبي بعض الحركات الموقعة على اتفاق جوبا، في اعتصام برعاية مباشرة من عسكر السيادي، الغريب أنّ نفس من قاموا بفض الاعتصام أمام قيادة الجيش، قاموا بإنشاء اعتصام القصر وتولوا الصرف على واطعام المعتصمين! المؤامرة كانت كبيرة وشاركت فيها أطراف إقليمية لم تكن سعيدة بوجود عملية تحول ديمقراطي في بلادنا، وهدفهم حكومة ضعيفة بدون إرادة شعبية ، ليسهل السيطرة عليها وتمرير أجندتهم من خلالها. تبقى إرادة شعبنا العظيم أقوى من كل المؤامرات، أقوى من الفلول والجنجويد والعسكر الخونة.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 10/25/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة