رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 05:21 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-04-2004, 06:21 AM

عبد الله بولا
<aعبد الله بولا
تاريخ التسجيل: 03-30-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)

    عزيزي مصطفى، فواصلت سيري في ذات الطريق المؤدي إلى دار "عزة الأخرى". مررتُ بعمارة ناس عبد الحميد بلَّه. وكان فيما يبدو نائماً في ظل صحوة الزمان القديم. تعرفتُ على العمارة بصعوبة بين المنازل والمباني الأفرنجية الجديدة الشامخة "التغيانة". ثم اختلط على أمر الطريق إلى دار عزة الصغيرة، بالجواءِ، برهةً، فدلفت إلى دكانٍ لبيع المشروبات والجاتوه والألبان و"البستي كوليا" كما تقول جدتي "اللَلَّه بت الشريفية بت سّيَدَّي الحُسين". و"البستي كوليا" اسمٌ جامع عندها لكافة المشروبات الغازية. وإذا شاءت لك الأقدار أن يرتفع شأنك عندها إلى عنان السماء، وأن تُصبح قريناً للكوكب الدواره ("قادر الله في مُلكه عاد ياولدي تحلق في السما كدي ساكت") فسيُكتبُ لك أن تجيئها بقزازة "بستي كوليا": "أمانه مي حلوه. عاد في أحَلَى منها؟" وسينبغي عليك أن لا تنخدع بصيغة التساؤل في حديثها عن "حلاة البستي كوليا" المنقطعة النظير، فهو بابٌ في تمام التأكيد.
    سلمتُ على الشاب الذي يعمل مساعداً لصاحب الدكان، والغريبة إنني لم أرَ ملامح وجهه، كان إنساناً وحسب، وكان إنساناً بالفعل. حييتُه فرد على تحيتي بحرارةٍ أذهلتني. كأنه أدرك في تلك اللحظة الخاطفة إنه إزاء رجلٍ عائدٍ لتوِّه من مدائن الذكرى. سألته عن عمارةٍ يقيم فيها أستاذ سوداني في الجامعة اسمه مصطفى آدم... أستاذ لغة إنجليزية بارع "بُكُّل". "كان هنا قبل ثماني أو تسع سنوات". رد على سؤالي بأدبٍ شديدٍ، معبراً عن أسفه، وقال لي "قبل تسع سنوات كنت في العاشرة من عمري ولا أعرف أساتذة الجامعة، ربما كان من الأصوب أن تسأل صاحب الدكان". فانظر كيف أولج الماضي في الحاضر "قال "لا أعرف أساتذة الجامعة" ولم يقل "لم أكن أعرفهم". وقد أكد لي بعبارته تلك إنك كنتَ لا تزال موجوداً بسبها. توجهتُ إلى صاحب الدكان فنظر إلى نظرةً موضوعيةً بعينين من الفضة. نظر إلىَّ نظرةً كلبيةً لدى الدقة. خالية من التضامن. تسألك ماذا تريد أن تشتري في زمن الانفتاح.
    (هذا مع إنني قد استعدتُ مؤخراً ثقتي بالكلاب وتعاطفي القديم معها، ضد مذمة "الإنسان"، غير المبررة لها، بفضل نجاحي في كسب وُدَّ وصداقة "بينو" كلب صديقينا جان ميشيل وسوزي. بعد أن واظب على نبيحنا وإرهابنا لمدة ما يقارب العشر سنوات في كل مرةٍ نزورهم فيها. رشوته في أول الأمر بحلوى. ثم دَعمتُ رشوتي في الأسبوع الماضي بقطعتين شهيتين من الكفتة وشرائح الدجاج المقلية المغموسة في الدقيق والبيض. شاركنا بها في الاحتفال بسلامة صديقةٍ هزمت السرطان للمرة الخامسة خلال عشرين عاماً. أكلهما بنهمٍ ومتعةٍ وعِرفان حتى أنه وثب فرَقَدَ ونام على حِجري تعبيراً عن منتهى الإمتنان. وطلبتُ وده أيضاً وفاء لذكرى "أرسين" الرهيب. كلب علي. أخي الأصغر الذي كان مدللاً في الأيام الخوالي، ينام إلى جانب أمه حتى الرابعة عشر من عمره، أي قبيل وفاتها بسنواتٍ قليلة. وقد دخلتُ يوم وفاتها نفسه سينما حلفايا برفقة هاشم، الذي كان شديد الإعزاز لها، لأشاهد فيلم "من أجل أبنائي" الهندي الشهير. وهي ترجمةٌ مناسبة جداً لمشهدنا، وقعت للمترجم العربي لاسم الفيلم الأصلي (Mother India) بطولة نرجس. وهي كثيرة الشبه بفاطنه "ام بتاباً يتركب بليله" على حد تعبير صديقتها وشبيهتها في خُلُقها الفريد، زينبية بت المختار.
    كان "أرسين" جرواً لقيطاً، وجده علي ملقىً في قارعة الطريق. ولم يكن قد "فَتَّق" بعد كما نقول في بربر (و"الفتق" عندنا هو "الفِتيح" في كلام ناس الصعيد)، الذي يمكن للجرو بعده أن يتدبر أمره بصورةٍ ما.( والصعيد عندنا من الخرطوم ولي غادي. وجملة أهله أعاجم في إيديولوجية بربر اللغوية). أخذه عليٌّ إلى البيت ورباه، واعتنت به فاطنة بت حبيب الله عنايةً فائقةً كأنه ابنها. وعندما عدتُ في إجازتي السنوية في عام 1967 من حنتوب. وجدته قد استوى عملاقاً. عضلاته بارزةٌ مفتولة وقامته منتصبةٌ معتدة كأنه جواد سباقٍ "أصيل" و"أسداً مربعن". وأصبح أحد أعلام البلد ونجومها وأعيانها، يقف في صفٍ واحدٍ مع مشاهير المغنين والهمباته، وناس الكارَا، والعصاة الخارجين على العرف مما جميعو والذين يكن لهم أهل البلد في طوايا نفوسهم إعجاباً عميقاً يدارونه خلف أستار السخرية والممازحة، والعرَّاضين ناس السوط والبُطان الذين لا يشق لهم غبار في لَمة البوش. وقال الصادق ود ضحوية، أو لعله ادريس ود جريو(فيما أتصور)، يمدح جمله على مجاز فخامة العرضة عند مبدعيها المجودين، كأنه يمدح أرسين:
    ياهجلوب سواكليب الجُمال الحَرَّنْ
    وصدرك نيل ودَنَاي للحِدُوبو اتعَرَّن
    عَرَّاض لمة البوش القزازو مْقَرَّن
    وفارس قُود واقرع ليل بعد مِن درَّنْ

    أتوقف هنا، فسيرة أرسين عصيةٌ مضنية تُرهق القلب. وأواصل غداً في الغالب
    مع عظيم مودتي
    بــــولا

    وربما لا أتوقف.
    وسوف تدرك فخامة وبهاء وعلو مشهد "عرَّاض لمَّة البوش القزازو مَقَرن" إذا شهدتَ ميدوب ودعطيه، وعزََّّام ود الطاهر، ود بت أم سُر، وابليس ود الريسين(واسمه الحقيقي عبد الله ودعوض الكريم)،ومحمود ودعبدالله حمَّده (ومحمود ود ريفااشقر ضُمَّتُه) وهم يتبارون في ساحة العرضه، في البوش القزازو مقرَّن)، وود العطية يتهَبَّع ويتجدع ويلاعب في الشَتَم وهو يغني "يا غزلية تعود الرايقه فنانية"، على إيقاع على هنجير(البربراوي البجاوي اب عيوناً خدًر) وهو يهَبِّك ويخنِّق في الدكلوكة حتى تكاد أن تنطق. (وهي من كلمات الطاهر ود عيسى، ود "الشُرَّام" رئيس شعراء الدلوكة ومغنيها في ذلك الزمانٍ(عقد الخمسينات ونيفٍ من الستينيات). وود عيسى رفيق دربٍ حميم لبابكُر ود السافل، مو بابكر بابكُر. ما سمعت ود السافل وكت يقول لك "قال ود عيسى راويها كهارب المينا عينيها"؟ وهذا عند بابكُر ورفاقه الميامين من مغني الدلوكة في بربر وضواحييها شهادةٌ في تناهي الجمال مابعدها شهادة."قال ود عيس" تاني شنو عاد؟ والشٌّرام حي التُرُك في بربر القديمة بعد أن غالته غوائل الدهر، فآل إلى "خرائب": وهي التسمية المحقرة التي "ابتدعناها" للآثار. وهذا مما يطول الحديث فيه على "مسند" "الهوية" كما يُعبر الحسن ود آمنه، ود موسى ود الخير، عاصي القيد نعلة الله عليه).
    سماه الناس "حجر الدرب". إذ لم يكن في البلد من يجرؤ على عبور شارعنا والشوارع المجاورة له قط، إلا بإذنٍ منه. فقد كان أرسين إلى جانب شراسته وضخامة هيكله، عداءً رهيباً، يفوز بجميع مسابقات العدو الأولمبية التي تنظمها كلاب المدينة، بلا منازع. وكان فوق ذلك بطلاً مطلقاً في القفز العالي لا يوجد حائطٌ أو سياجٌ في البلد يستعصي على قدرته الرهيبة على القفز. وفي هذا كان يكمن هلاكه. وقد كان مع ذلك خلوقاً (في معنى أعراف الفروسية) يقبل الشفاعة. وشروطها أن تسير في الشارع بثقةٍ واطمئنان وأن لا ينطوي قلبك على بلبلةٍ واضطراب من أنه قد يهاجمك. أو أن تكون طفلاً أو عجوزاً. وأن لا تكون سارق ليل. ألا تبدي استهتاراً واستهانةً به. وكان إذا لا قى عجوزاً أو طفلاً في وقتٍ متأخرٍ من الليل، رافقه وحماه من كلاب الليل البربراوية المريعة، وأوصله حتى باب داره ومع ذلك لم يكن أرسين ينجو من حماقةٍ وسوء تقديرٍ في بعض الأحيان. والخطأ رفيق الصواب في جدل المعرفة. وفي هذا كان يكمن هلاكه التراجيدي.
    وقد انقسم سكان الحي، وربما قلتُ البلد، إلى مؤيدين متعصبين لهذا "المستبد العادل"، وأعداء كارهين له أشد الكراهية يتمنون موته وهم صادقون. لكنهم كثيراً ما كانوا يتملقونه عندما تضطرهم الظروف للمرور عبر شارعنا، أو أحد شوارع الحي الأساسية المحروسة في وقتٍ متأخرٍ من الليل.
    كان كلباً شديد الذكاء والتمييز. ذهنه كأنه مديةٌ حادة. وحدْسُهُ شديد المراس. أذكر عندما جئتٌ في إجازتي التي أشرتُ إليها آنفاً، وكان أهلي على علمٍ غير دقيق بموعد مجيئي، وكانوا لذلك قلقين جداً من أن أجئ على حين غرةٍ وأنا على غير علم بسياسات أرسين وأعرافه وقوانينه، فأدخل البيت غير مبالٍ به، فتكون كارثةٌ. وقد شاءت الظروف أن أصل على حين غرةٍ بالفعل. فتحتُ الباب. كان أرسين راقداً أمام البرنده الوسطانية، في الحوش الكبير. لم يكن قد رآني من قبل، إلا أنني كنتُ شديد الشبه بأخي عمر (توفي في عام 1975 عن ثلاثة وعشرين عاماً، وقد كان هو الكاتب الناقد المبدع الموهوب بالفعل، لا أنا). وكان عمر هو الذي أشرف على تدريب أرسين وثقافته. رفع رأسه وزمجر زمجرةً أذابت عصب ساقي. ثم أخذت الزمجرة الرهيبة تتلاشى رويداً رويدا. ثم صمت واستمر في نومته. في صباح اليوم التالي صحوت من نومي. فوجدته واقفاً عند رأسي. جاء يزورني. وكان تعبير عينيه يفصح عن دهشةٍ شديدةٍ من شبهي لعمر، ومن اختلافي عنه أيضاً، وربما كان ذلك أول درسٍ في التشابه والاختلاف، وفي التواصل والقطع، يتلقاه أرسين. وظل على دهشته لمدة يومين في ما أذكر. إلى أن استقر رأيه على أنني لست عمراً ممسوخاً. فقد كان عمر وسيماً رغم تشابهنا الشديد، وكان أقصر مني قليلاً. (وقد قالت زينب بت دار السلام بت فاطنة بيت الشريفية بت سَيَّدي الحسين يوماً، في شرح مفارقات الشبه، وكانت زينب من كوكبة بنات ونساء جيلها اللاتي غنى فيهن امحُمَّد ودكلمون، غناي البلد وشاعرها "ذو الشِرَّة الغّزِلُ"، أعذب قصائده. قالت زينب في بيان تعقيد إشكالية التشابه والاختلاف: "حسِّع أنا ماني سمحة كدي، لكين برضي بشبه حسن أخوي شَبَه الخِلاف"، والخلاف التوائم في لهجة بربر وضواحيها. وقد كانت زينب بالفعل جميله "جمالاً فَرْضَهْ"، بالمعايير العربية الهندو/أوروبية السائدة، و مع ذلك كانت تشبه أخيه حسن، خشم العجول، "شبه الخِلاف". وقد كان حسن في مطلع شبابه ونيفٍ من كهولته، فارساً همباتاً، يقطع الطريق "الضحا اعلى"، ويرصد للقوافل من خلا بربر لي خلا سواكن، إلا أنه "أصيب" في بداية العقد السادس من عمره بمرضٍ غريبٍ أنهكه حتى "جلس". "مرضاً غلب الطيب والطبيب يا ولدي"، هكذا قالت لي زوجته سكينة خِدِر. فقد استقر عنده اعتقادٌ بأنه فقد مصارينه وكبده، وأن بطنه أصبحت جوفاء تماماً. وقد شكى لي ذات مرةٍ من ظاهر "هذا المرض الغريب" قائلا: "الشي اللنا محتار فيهُ اللكل الباكلو دَه بيروح وين؟". وظل على هذه العقيدة إلى أن توفي بعد عشر سنواتٍ من فقدانه لمصارينه وكبده. وكان حسن، الذي لُقِّب ب"خشم العجول" كناية عن "غلظة" ملامحه، وضخامة جسده، وكبُر قوايْمُه، شديد الشبه بزينب. وربما كان هذا أحد مصادر دهشة أرسين من شبهي لعمر.
    وفي أحد الأيام عبرت من خلال شارعنا سعيده بت مَحَمود. وكانت تغيانه ومِتْشَقْدِمَه، على مقربةٍ من نهاية الشباب. فبرز لها أرسين وكان راقداً على أحدى دعامتي الباب الكبير. ولم يكن يحبها. إلا أنها كانت من سكان أطراف الحي. الذين ربما كان يعتبرهم من رعاياه فلا يمسهم إلا بعد إنذاره لهم بأنهم قد تجاوزوا الحدود المرعية، وربما كان يعلن بذلك عن حضوره، وعن ضرورة احترام أعراف العبور، التي منها إسال إشارة دعابة وتحية له. زمجر منذراً. إلا أن سعيده ما سألت فيه ولم تُعنَ باحترام شفرة المرور الأرسينية. ثم أطلقت عليه وابلٍاً من اللعنات. معتبرةً زمجرته فيها إساءةً و"فوتان حد". ودنقرت فرفعت حجراً وقذفته به في وجهه. وقد شاء سوء حظها أن يصادف الحجر أنف أرسين الذي لم يكن يتوقع منها ذلك التصرفـ ودميه. فقفز عليها من شاهق ركيزة الباب الكبير وألقاها أرضاً وعضها في عجيزتها إمعاناً في الإزراء والنكاية. ثم تركها وعاد إلى موقعه فوق ركيزة البوابة الكبيرة.
    وقامت القيامة. أشتكى أهل سعيده في مركز البوليس. وفشلت كل المساعي والاستراتيجيات في الوصول إلى تسويةٍ عادلة. علماً بأن سعيده هي المعتدية. إلا أن أرسين، على الرغم من شهرته وكثرة أنصاره لم يكن يملك من حقوق المواطنة شيئاً في "الجمهورية الظالم أهلها". فصدر الحكم بإعدامه، من دون محاكمة، مع التنفيذ الفوري.
    في صباح اليوم التالي جاء ثلاثة عساكر مزودين ب"بنادق رش" فتاكة. كان أرسين يرقد في أحد مواقع رصده الأثيرة: سقف الديوان الشاهق. ودواوين بربر شاهقة جداً. فديوان حبيب الله ود الشريفية بت فاطنة، في ضاحية القدواب، يعادل ارتفاعه عمارةً ذات أربع طوابق من عمارات اليوم. وهو تحفةٌ أثرية نادرة من القرن التاسع عشر. إلا أنه ظل يعاني سكرات الموت منذ ما يتجاوز الثلاثين عاماً في "أرض الشعر والممكن" و"لا أحدَ يُغني". نظر أسين من علوه العتيد فاستشعر شراً مستطيراً. ولم يكن مخطئاً. ففضل بغريزة المقاتل أن يبدأ بالهجوم. فقز من ذلك الشاهق على أحد العساكر الثلاثة فألقاه أرضاً. وهرب الإثنان الآخران فزعاً من ذلك "الوحش" الذي غطت شهرته الآفاق. ثم استدار بخفةٍ وقوةٍ يطارد الهاربَين. وبينما هو يهاجمهما في براعةٍ استراتيجيةٍ وتاكتيكيةٍ منقطعة، كان ثالثهما قد استفاق من ذهوله وعمر "بُندِقو"، كما تروي حوض العاشم، وأطلق مجموعةً من القذائف الرصاصية أصابت إحداها أرسين "في وركو" إصابة عميقة. "لكين هو عاد يا ولدي بي يِنْقَدِر؟ بي حالته ديك نط حيطة الحوش، ومرقا في ديوان ناس هلال". وكان العساكر يحسبونه قد هرب هروب هراطٍ جبُن أمام الألأم والموت. ويعتقدون أن أمره قد انتهى. وما هي إلا دقائق ويكون في جهنم. علماً بأن الكلاب من سلالةٍ بشرية نالها غضب الله من سوء فعلها وولوغها في المنكرات، فسختها في هيئة أزل خلقه: الكلاب. وليس لحسين ود بهانا، وهو من أعداء الكلاب على وجه العموم، ورئيس معسكر أعداء أرسين المتطرفين على صفة الخصوص، مجال للشكٌ في صحة هذه الواقعة التاريخية. قالت حوض العاشم "عاد الجماعة اطامنوا وقلعوا برانيطُن، وجابولُن مويه، وقعدوا في الضل يضحكوا ويتفَشَّروا. بس أكان لا يحروا لا يدروا جاهن ناطي بي حيطة المدرسة (التي كانوا يجلسون في ظلها)، برقاً عبادي".

    أتوقف هنا، بجد هذه المرة، ثم أواصل خاتمة مصرع أرسين. "الشهيد أرسين" في عرف كلاب البلد التي كانت تعتبره مثلها الأعلى في الفروسية والكرم والشهامة ومعرفة الأصول.

    مع كل محبتي. بــولا

    (عدل بواسطة عبد الله بولا on 08-10-2004, 01:33 AM)





















                  

العنوان الكاتب Date
رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Dr.Elnour Hamad04-08-04, 06:59 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا سارة منصور04-08-04, 07:06 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا elsharief04-08-04, 07:08 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا فرح04-08-04, 07:21 AM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا ismat.abdelrahman06-30-04, 10:54 PM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا kh_abboud04-08-04, 07:28 AM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا garjah04-08-04, 07:53 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا TahaElham04-08-04, 07:54 AM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Dr.Elnour Hamad04-08-04, 08:07 AM
      Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا yumna guta04-08-04, 08:12 AM
        Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا kh_abboud04-08-04, 08:28 AM
      Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Shinteer04-08-04, 08:24 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Yasir Elsharif04-08-04, 08:25 AM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Saifeldin Gibreel04-08-04, 08:51 AM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Alia awadelkareem04-08-04, 08:53 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا ودقاسم04-08-04, 08:53 AM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا kh_abboud04-08-04, 09:18 AM
      Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Dr.Elnour Hamad04-08-04, 09:45 AM
        Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا aymen04-08-04, 09:57 AM
        Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا عصام عبد الحفيظ10-11-04, 11:00 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا osama elkhawad04-08-04, 10:03 AM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا عشة بت فاطنة04-08-04, 10:39 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Nagat Mohamed Ali04-08-04, 10:23 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا الجندرية04-08-04, 10:29 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Elwaid Osman04-08-04, 11:29 AM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Osman Hamid04-08-04, 12:06 PM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا almohndis04-08-04, 12:01 PM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا esam gabralla04-08-04, 12:23 PM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا khider04-08-04, 12:36 PM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Elmosley04-08-04, 12:36 PM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا خالد العبيد04-08-04, 12:58 PM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا unixo04-08-04, 01:59 PM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا zumrawi04-08-04, 02:47 PM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا سجيمان04-08-04, 02:52 PM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا صديق الموج04-08-04, 03:13 PM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا عبد الله بولا04-08-04, 03:21 PM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Dr.Elnour Hamad04-08-04, 04:49 PM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Hussein Mallasi04-08-04, 04:50 PM
      Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا خالد عويس04-08-04, 05:11 PM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا kamalabas04-08-04, 04:59 PM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Abdel Aati04-08-04, 05:50 PM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Tanash04-08-04, 06:51 PM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا فجراوى04-08-04, 06:18 PM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا قصي مجدي سليم04-08-04, 07:06 PM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا ahmed haneen04-08-04, 07:56 PM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Dr.Elnour Hamad04-08-04, 09:02 PM
      Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Adil Ali04-08-04, 09:20 PM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Imad El amin04-08-04, 09:53 PM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Giwey04-08-04, 10:19 PM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا bayan04-08-04, 10:53 PM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Abu Mariam04-09-04, 00:29 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Abu Mariam04-09-04, 00:36 AM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Yahya Fadlalla04-09-04, 01:31 AM
      Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Dr.Elnour Hamad04-09-04, 02:43 AM
        Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Tomader Habiballa04-09-04, 04:00 AM
          Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا إيمان أحمد04-09-04, 04:15 AM
        Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا mustafa mudathir04-09-04, 04:05 AM
          Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Ahmed Elmardi04-09-04, 05:39 AM
        Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا بكرى ابوبكر04-10-04, 01:41 AM
          Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا محمد حسن العمدة08-12-04, 06:36 AM
  رحبوا معى mohmmed said ahmed04-09-04, 05:45 AM
    Re: رحبوا معى mutwakil toum04-09-04, 06:23 AM
      Re: رحبوا معى Dr.Elnour Hamad04-09-04, 06:54 AM
  Re: حب الناس من اعظم النعم Agab Alfaya04-09-04, 08:45 AM
    Re: حب الناس من اعظم النعم Bushra Elfadil04-09-04, 10:47 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا osama elkhawad04-09-04, 10:10 AM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Dr.Elnour Hamad04-09-04, 10:43 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا osama elkhawad04-09-04, 11:21 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا مراويد04-09-04, 11:34 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا osama elkhawad04-09-04, 11:45 AM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا فضيلي جماع04-09-04, 02:49 PM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا بابكر كنديو12-02-04, 01:22 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Abu Mariam04-09-04, 01:32 PM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا farda04-09-04, 01:39 PM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا nadus200004-10-04, 03:25 PM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا خالد فضل06-21-04, 05:31 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Abu Mariam04-09-04, 01:54 PM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا abdelrahim abayazid04-09-04, 02:48 PM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Mandela04-09-04, 11:43 PM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Nada Amin04-09-04, 02:51 PM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا بارعة04-09-04, 03:43 PM
      Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Dr.Elnour Hamad04-09-04, 08:04 PM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا osama elkhawad04-09-04, 08:26 PM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا mustafa mudathir04-09-04, 08:59 PM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Kostawi04-09-04, 09:54 PM
      Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Haydar Badawi Sadig04-09-04, 10:54 PM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Omer Abdalla04-09-04, 10:31 PM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا معتصم دفع الله04-09-04, 10:46 PM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Faisal Salih04-10-04, 01:03 AM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا بكرى ابوبكر04-10-04, 01:30 AM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Ahmed Elmardi04-10-04, 04:11 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Mamoun Zain04-10-04, 02:59 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Bashasha04-10-04, 03:54 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا عبد الله بولا04-10-04, 04:06 AM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا bayan04-10-04, 04:41 AM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Sidgi Kaballo04-10-04, 04:52 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا hala guta04-10-04, 04:33 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا osama elkhawad04-10-04, 04:58 AM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Dr.Elnour Hamad04-10-04, 10:05 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا السمندل04-10-04, 11:49 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Ibrahim Algrefwi04-10-04, 04:47 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de