رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 05:31 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-25-2004, 08:55 PM

عبد الله بولا
<aعبد الله بولا
تاريخ التسجيل: 03-30-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)


    عووووك عثمان حامد؟ كان كدي عاد امانة ريكة الاختصار ما اتشنقلت! يا شيخ عثمان الرحمة. داير تصيبني باحتفاء أكتر من دا كمان؟ هل تريد لي، يا خِدْنَ روحي، أن أظل أمام الكمبيوتر بقية عمري القليلة، أرد على أفضالَ لا أستحقها؟ مثل هذا الاحتفاء الذي تستحقه أنت يا "ود حامد" نظير دفع الله حامد في تناهي الفضل، والرقة، والتضامن الإنساني "المفزع" لأمثالي من المقصرين. وسمِيُهٌ، أو لنقُل نصف سَمِيِهِ: في "الودحامدية". انتبهت فجأةً لأوجه الشبه بينكما. سوى أن دفع الله لم تسعفه أيامه القصيرة بنيل سعادة الدنيا التي نلتها أنت برفقة "البنت الحديقة" العامرة في الظاهر والباطن. لعلني لم أخرج على مقتضيات الوقار يا جماعة الخير؟ بيد أنني لا أقول إلا ما أعتقد وهذا عزائي عن فَوَتان الحد في مقتضيات الأصول أحياناً.
    كان أبي أحمد ود بشير (وما هو "البشير" بألف ولام العهد ياخوانَّا. جدي بشير وبس)، بشير ود أحمد ود الفكي حسن ود أحمد ود حسن ود أمحُمد ود احمد ود امحُمد ود خُتاري، وخشم بيتنا حَسناب، وقد فاز باسم الختاتير دوننا أولاد عمنا في قرية السدر، من أعمال مديرية بربر، كانت ولا تزال. واسمُها الكامل "سدِر ود حسن". وهو أحمد ود الفكي حسن ود امحُمَّد ودختاري وقد كان على سُنَة (ولا أقول عقيدة) جدِّه ود خُتاري في التصوف (والتصوف ليس عقيدة صماء، بل ساحة واسعة للمشاهدة في الحضرة الربانية)، (وأنا لستُ من المتصوفة ولا أنوي أن أتصوف ولا أتصور ذلك رغم كل احترامي لرؤية القوم الباسقة للإنسان)، وقد اتبع أحمد ود الفكي حسن قدراً من سيرة جده، ود ختاري راعي الوَحَش، في سعة النفس وهضم حظها وأخذها بالشِدَّةِ بقدر ما استطاع، حتى قالت غنايته فاطنة، بنت اخته آمنه بت الفكي حسن إلخ، في مدح سماحة خصاله، وقد كان رأس القوم وشيخهم، من البُطانة لغاية السِدر: "ما جَلَس يسِيسْ وْيعيق ـ للعدامى باقي رفيق". فتأمل هذا النظر النقدي، الشامل، النافذ، الفذ، للسياسة في مفهومها، التكنوقراطي "الرسمي"، مفهوم "سياسة السياسيين"، (la politique politicienne) كما يعبر الفرنسيون، وهي في ترجمتها "الصحيحة" السياسة المحترفة (يعني بالمفتشر، السياسة لما تبقى "أكل" عيش وأكل سُلْطة وأكل عقول وأكل حقوق). فقد برَّأت فاطنة بنت امحُمَد خالها من ممارسة السياسة كباب من أبواب الحظوة والجاه والتعالي، وبالتالي من أبواب الإعاقة لنهج التحرر والتضامن الإنسانيين؛ قُلت كان أحمد ود بشير الذي شهدتُ وجوهاً من سيرته شهود عيانٍ مكين، تجسيداً شاهقاً لهذا النمط من ممارسة السياسة الرشيدة العالية على سُنة جده أحمد ود الفكي حسن، رفيق "العدامى" والمحرومين الآخر، أحمد ود بشير، ابن رفيقة "العدامى" (وما هم بالعدامى بمعاييرٍ أخرى)، الحرم بت طلحة التي أبطلت كما أسلفت شرعة الرق في بيتها وأسرتها. وقد كان أحمد متديناً قوي العقيدة في العدل، شديد المراس إن رأى انتهاكاً للحق. ومن ذلك، بل من أعلى قمم ذلك، تلك الواقعة الفريدة في زمانها التي شهدتها منه في عام 1952. كان أحد أخوالي من جانب أهل جدتي أم أمي، وهم أهل أبيه أيضاً من جانب أبيه، "ولداً مطلوق وبطران" كما تسميه جداتنا وعماتنا. فقد نشأ يتيم الأب، وأبَى قلب عمه (...) افندي (وليس كل الأفندية أفندويين بالضرورة. ولم يكن (...) أفندوياً قط في حقيقة أمره. وإنما كان نسيج وحده في كل شييء : في صمته العتيد، وعبارته الوافية النافدة إذا تحدث، ولونه الأسود الفاحم، وعينيه الزرقاوين وملامحه الأنجلو ساكسونية مما جميعو، باختصار كان في لونه ومظهره العام دينكاوياً أصيلاً، وفي ملامحه ولون عينيه ساكسونياً، أو اسكندنافياً أو جيرمانياً قاطعاً، وكان في طبعه وسلوكه من عالمٍ آخر!!)، أقول أبىَ إلا أن يُفُرِط في الرفق به خشية غبن اليُتم. فنشأ خالي وهو يُخل أحياناً بتقاليد الأسرة المرعية. وكان في ذلك العام، جاء من رحلة عملٍ قضاها بالجنوب (...) بيافعٍ دينكاوي، أقدِّرُ أنه كان في العاشرة من عمره، بغرض أن يعمل خادماً عنده. وكان أحمد ود بشير قد عاد لتوِّهِ من رحلةٍ شاقة إلى أرض البطانة. وفي اليوم الثاني سمع خبر الوليد "الدينكاوي" الذي جاء به خالي. فناداني مع بداية الشروق، وقال لَي امشي نادي خالك". فذهبت إلى حوش جدي (بيت الأسرة الكبير في بربر ويقال إنه أول بيتٍ بُني على طراز بربر المعماري الفريد). وعدت بصحبة خالي. سلم خالي على أبي، الذي هو عمه أيضاً، بأدبٍ جم. لكن من غير حرارةٍ حقيقية. فما أن جلس حتى خاطبه أبي قائلاً :"أسمع يا فلان شنو حكاية الولد دي؟" رد خالي الولد ياتو؟" فقال أبي "الولد ياتو كيفن، مو الولد الجبتو معاك من رمبيك؟ داير اعرف جبته ليه؟" أجاب خالي بأنه أتى به "لمساعدة المَرَه والبنيات في شغل البيت". فقال أبي "خدام يعني؟ فصمت خالي وقد حَدَس ما يدور في نفس أبي (لا في ذهنه فحسب) من استنكارٍ وغضب. فاستطرد أبي قائلاً "إنت متين شفت في البيت دا زول مسترق؟" وهو يعني منذ أن حرَّمت أمُهُ الحرم بت طلحة شرعة الرق. وواصل "أسمع بطِّل الطرطشة والكلام الفاضي. تمشي هسِّع دي تسوق الولد تشتري له جلابيتين، وجزمة وخريتة كُتُب (وكذا كراس وكذا قلم واستيكة إلخ) وتجيبو لَي في المدرسة". لم يبدُ على وجه خالي، فيما أذكر، أنه كان راضياً عن ذلك. إلا أنه أُسقط في يده. فقد كان على الرغم من "بوجانو" (أي اِطلاقتو وإخلاله بأعراف الأسرة، والأعراف مما جميعو أحياناً، شديد التقدير لأبي، حتى لمبادئهِ (شوف عليك الله ابن آدم كيف دخيلته ممكن تكون مجوبكة!!). وفي اليوم التالي عاد خالي، وفي إحدى يديه الكسوة وأدوات المدرسة، وقد أمسك بيده الثانية يد "الوليد" كأنه ابنه. وهكذا أصبح (...) أخاً لنا وأصبح الشيخ أحمد بشير أباً ثانياً له وأصبحت فاطنة بت حبيب الله له أماً ثانيةً. أقول أباً ثانياً وأما ثانيةً لأن شيخ العرب أحمد ود بشير لم يرغب ولو للحظةٍ واحدةٍ، ولا حتى في خواطره الدفينة، في أن ينسخ نسب ابنه الدينكاوي، على الرغم أن أباه الحقيقي كان متوفياً. ولم ترغب شيخة العرب فاطمة بت حبيب الله، قط، أقول "قط" مغلَّظةً مكتفيةً عن أي نعوت أخرى، في أن تكون أما بديلةً أو منافسةً لأمه الحقيقية. وها هو أخي الدينكاوي الأصيل، اليوم أحد المناضلين الشواهق في سبيل الخيار النبيل العالي لوحدة السودان، وطناً لنا جميعاً بلا مواربة وبلا غش وبلا لجاج. وأنا أعني بهذا أن الخيار الثاني، خيار الإنفصال الممكن، يبدو في نظري وفي نظر أخي الأكبر من سلالة الدينكا المقاتلين والحُكماء الأشداء، (وفي نظر قطاع يعتدُّ به من أبناء السودان شمالاً وجنوباً، هو خيار الهزيمة لنا جميعاً، لأنه خيارٌ للدروب السهلة، وخيار الإقرارٌ ب "أننا" أقصر قامةً من خيار العيش سوياً، خيار العيش السوي، في موطنٍ للمحبة والإخاء والتضامن والاحترام المتبادل. خيارُ من لم يعرفوا بعد من هو "العدو الحقيقي". وأنا أقر مع ذلك، بأن هذا الخيار البائس لو وقع، فلن يكون خياراً بلا قرائن إثباتٍ وقرائن استحقاقٍ، تقوم على واقع ووقائع ظلمٍ مديد من "جانب حملة الثقافة المركزية المستعلية". للأسف. وأنا بالطبع لا أقترح نموذج سلوك الشيخ أحمد بشير والشيخة فاطنة بت حبيب الله نموذجاً للخلاص. ولم أمتدح سِيَّر ذلك النفرِ من النساء والرجال الذين أتيتُ على ذكرهم إلا لبيان أن السمو الإنساني ممكنٌ. وإن هذه السمو إذا كان ممكناً في مستوى المجاهدة وكتال النفس الفردي، فهو بلا ريب يكون أمكَنُ، وأنفذُ، وأقوى فعلاً ومفعولاً، إذا قيض له أن يقوم على مستوىً مؤسسي. وأنا أنشط وأساهم، بقدر ما أستطيع، في تأسيس الرؤية القائلة بأن الخلاص إنما هو في المؤسسية الدستورية كما أسلفت، وكما أوضحتُ مراراً. وقد رأيتُ مرأى العيان الأكيد عند عثمان ود حامد، مع، وضمن، نفرٍ جليلٍ من النساء والرجال المناضلين والمناضلات، الشوامخ السوامق البواسل، من مختلف المشارب والعقائد السياسية الدينية والمدنية، سعةً وسعياً أكيدين ومخلصَين، عززا ثقتي في إمكانية الخروج وشفياني من الحزن واليأس. إلا أنني لم أر، إلا نادراً، مثل تلك السعة العجيبة التي يدير بها عثمان حامد خلافاته حتى مع أشد "خصومه" قسوةً، وعنفاً، واجتراءً على واجب احترام المخالف. ولم أشهدْ كثيراً مثل المودة الشاهقة التي يعضد ويصون بها علاقاته مع أصدقائه ومعارفه (وصروح المودة يا أحبابي بحاجةٍ لصيانةٍ متصلة وإلا انهدمت وذهب ريحها الطيب). وقد قالت فاطنة بت آمنة بت احمد أيضاً، في امتداح خصال خالها أحمد، "جودْتهْ وافره مي شوية ـ وْبِرشُهْ بايضه في اْلحيَّة. كنايةً عن أن بِرْش ضيفانه من "العدامى" لا يُرفع قط، حتى أن الحية اطمأنت من أن يلحقها الأذى من رفعه فباضت تحته. ومع ذلك فإنني أيضاً لا أقترح "برش" أحمد ود الفكي حسن برنامجاً للخلاص. ولم أورده من باب الفخر بأسلافي. وإنما أوردته في باب الاعتراف بالفضل القديم وتمجيده. وتمجيد مساهمة أهله في إضاءة دروب التضامن، كعنصر في مشروع التحرر الإنساني الكبير من الإثرة والأنانية وحظوظ النفس، ومن مؤسسات حظوظ النفس التي هي أساس المجتمعات الطبقية المكين، مما لم يقف عنده رواد دعاوى ومبادئ الإشتراكية والشيوعية الأوروبيين "المُعتَمَدين"، والقِطاع الغالب من اتباعهم في كل أنحاء الدنيا، الوقفة المستحقة حتى الآن في زعمي. وهذا عندي مما يفسر "هجيمة" الأنظمة الدكتاتورية والدول البوليسية لأنصار المشروع الصادقين (على غفلتهم)، ومَحْقَها لهذا الحُلم الجليل باسمه، وباسم وحدانية امتلاك الحقيقة من أمره.
    يا شيخ عثمان أنا "سَرَح" دحين أرجوك تُلجمني إن رأيت أنني استطرد في غير طائل، و"من غير ما موضوع"، مسموح لك بذلك، وحبابك عشرة في أي لحظة. لكن خليني أزعم أن استطراداتي هذه حيلةٌ في التوحيد بين واجب الرد المستحق على ترحيب البورداب غير المستحق بشخصي غير المستحِق، وبين موضوعات الترحيب والحوار الأساسية وخط السرد الرئيسي. وليس من حقي أن أدعي لنفسي توفيقاً في ذلك، وإنما أحاول لا أكثر. ولذا فلتسمح لي بهذا الاستطراد : قالت فاطنة بنت آمنة بنت احمد ود الفكي حسن، أيضاً في "مديح" خالها أحمد:
    من نهارةْ اتغرَّب لي رَزالة ما اتْقرَّب
    وكم أن تقارنوا ذلك بحالنا مآلاتنا في الغربة. وقالت :
    "جُوْدْتُه وافُرَهْ مَعَروفَهْ
    وُكَيْتُهْ مابْيَقوم صوفَهْ
    وهذه الأخيرة هي التي سأقف عندها، في خصوص شاكلة مدحي لأهل السماحة والفضل في إرساء شٍرعة توقير المخالف وزجر مَنْ نحب ومَنْ نوقر، عن اجتراح الصغائر، وأنتَ عندي أكثر الناس اجتهاداً وبراعةً في ذلك. ولذا فإنني أجد في التعقيب على مداخلتك سانحةً طيبة في "إنِجاض" القول في المعنى الذي أشارت إليه فاطنة بت آمنة بت الفكي حسن بقولها "كَيْتُهْ ما بْيَقوم صوفَهْ" والتي هي في معنى "آخر العلاج الكي"، للذي لا يرتدع بالنصيحة السخية، عن الغي والظلم، فمثل هذا وهذه علاجهما "الكَيّة" التي لا تُنبت نفس الظالم المجحف الحقَّار المستبد، "صوفاً بعدها". وهذا أيضاً، في معنى أن "المسامح الكريم"، "مو اللضينه التَدُقو وتتعضر لُو". وهو في معنى أن هناك مقامٌ للندى ومقام للحزم، كما في قول المتنبي في التمييز بين موضع السيف وموضع الندى، والذي حرفتُه عامداً لحذري من حديث السيف "حذر الذئب من دم ابن يعقوب". فصيَّرته "ووضع الندى في موضع الحزم بالعُلا ـ مضرٌّ كوضع الحزم في موضع الندى". وقد رأيتك في موضع الحزم لا تلين لك قناة. بورك فيك يا ود حامد وفي منال ومازن وإلى لقاءٍ أتمنى أن يكون قريباً في دارنا أو داركم، أو على الهاتف (ثلاثة أرباع المشاهدة والمشافهة) أو في البورد (نصف المشاهدة الحقيقي كما سبق لي أن وصفته. وربنا يجعل البركة في بكري ود ابوبكر الذي وهبنا هذه النعمة الكبيرة الممتعة، هذا المنبر، الذي لولا وجع الضهر وسُلطان الكُبُر، لما خطر ببالي التفكير في اختصار ردودي المقبلة على من رحبوا بي من أعضائه. وبهذه المناسبة أنا لستُ من أنصار المنع، لأن المنع مما "ينبُتُ تحت عباءته الشر". بل من أنصار المراجعة الحازمة، و"المُرة" إذا اقتضى الأمر، للذين يفرِطون أو يفرِّطون في واجب احترام المحاور المخالف وفي مفهوم الحوار نفسه. أما مخاطبة المخالف، المهينة المُحِطة، فلا. وأما التسامح و"المداداة" للظالم المنتهك البيَّن الظلم والإنتهاك فلا، ثم لا ثم لا.
    ويا سِيدي السماح والعفو منك ومن النور، إن قلتُ لك "إنو النور كان طالبي في حنتوب"، فلا بد أن قولتي هذه كانت في لحظةٍ من لحظات الغفلة المفضية إلى التفريط في المعاني الكبيرة. فقد كان النور ولا يزال رفيق الدروب الموحشة الوعرة كما أسلفت في المقام والمعنى اللذين قال فيهما الإمام على ابن أبي طالب. وأنا شيعي في حضرة هذا "البطل التراجيدي" في التاريخ الإسلامي، الذي أنتصر فيه الظلمة على المظلومين جهاراً نهارا! (مِن الذي يملك مفاتيح اليقين بأن "الخير سينتصر في النهاية"؟ وياتو نهاية؟)، وفي التاريخ الإنساني على إطلاقه، وفي دروب مشروع التحرر الإنساني، المشتكلة الوعرة الذي أتمنى أن أكون قد "أفصحتُ" عن بعض وجوه رؤيتي لها في المقدمات المختصرة التي نثرتها هنا في مختلف مداخلاتي في سياق رد فضل المرحبين بي، وهيهات، وهل من إضاءةٍ تامةٍ لمثل هذه القضايا العصيَّة؟ قلت قال ابن أبي طالب، مما ظللت أمهد له فأستطرد، "آه من طول السفر وقلةِ الزاد ووحشة الطريق". وقد كان النور أحد رفقة و"حشة الطريق" الحقيقيين "القلائل الكُثْر" في تجربتي الحنتوبية، وفيما بعدها من تجارب. وقد صاروا اليومَ قبيلاً مؤزراً، ليس بدون فضلك. وقد أتاح لي فضل بكري والنور أن أكتشف الآن أنهم أمةٌ "من النيس" (وتقرأ بإمالة الياء) كما تُعبر حِليةِ معلماتي المجيدات وزينة مجالسهن، "التايه بت جاد الرب" (والنيس في هذا الموقع من لغتها تعني الجمع الكبير)، ("يا لتلك المرأة" يا بشرى، ويا حلاج : ولعلك يا صدِّيق تذكر تلك الليلة الأشدَّ وحشةً في أيامي وفي أيامك، التي قضيناها بدارها العامرة، بيت الطين الحَفِي التليد ذاك، بود مدني). لم تكن التاية تملك قوت يومها إلا بالكاد. ومع ذلك فقد شهد الحلاج وهاشم كيف احتفت بنا. وقد كنتُ لمحاسن الحظ، ولعله من محاسن التدبير التوثيقي، أحمل مسجلاً، وثقتُ فيه حديثاً طويلاً للتاية، قبيل تلك الليلة، حكت لي فيه نذرا من تاريخ ود مدني، وسيرة توَطُّن أولاد الريف بها (وهي منهم)، وتوطُّن إبداعاتهم العتيدة فيها، وعلى وجه الخصوص سيرة "أبراهيم ود الكاشف" كما تسميه. وجاءت في ذلك السياق عبارتها الطريفة "أمَّه من النيس"، واستطرادها البديع في وصف رحلات بنطون حنتوب التي لا تُراعى فيها ضمانات السلامة ومع ذلك، سلم ركاب البنطون من أية حادثة طوال ما يقارب الخمسين عاماً، (ولعلني سمعتُ بآخرةٍ، للأسف، عن حادثٍ ألمَّ به وبركابه، بعد أن أصبح عدم مراعاة السلامة شرعةً ومذهباً وثمرة للاعتداد المصحوب بقلة الدَبارة والحيلة) : قالت التاية في وصف زحمة البنطون "عاد يا ولدي ما بيجي شايل الناس ديل مشنكتين مشنكتين فيهُ كدي، زي الحِدَي، شُفت الرَخم؟، بس الجراد". عفواً يا عزيزي فقد حمَّلتك معي وزر هذه الاستطرادات اللعينة، التي لستُ على يقينٍ من حظها من السداد في التعبير عن المعاني التي أسعي إلى المساهمة في الكشف عن وجوهها المهملة، والمنسية، في تأسيس مفهوم احترام الآخر المختلف والمؤتلف، وفي إضاءة أوجهٍ مدغمسة من روافد مجرى التحرر الإنساني العام (على حد عبارة ماركس، لدهشة وعجب من قد يقول لكم، كما قيل لي، "هذه تهويمات لا علاقة لها بمشروع التغيير الاجتماعي العلمي "الماركسي"، وتدابيره الواقعية العلمية". وهي من عبارات ماركس الكثيرة التي غفل عنها أكثر "أتباعه" ادعاءاً للملكية المطلقة لتراثه!
    عذراً للإطالة في الاستشهاد بتجارب ذاتية وأسرية إلخ. ففي ظني إنني إنما استشهدت بها من واقع معرفتي المؤكدة بها. وهذا مذهبٌ في التوثيق ليس من أبتداعي وهو مستساغٌ مقبول عند أهل الإختصاص. وربما أكون واهماً في هذه أيضاً. وإن مللتم أو ضجرتُم فقوَّموني. فهذا أنفع لي ولكم بــــولا




















                  

العنوان الكاتب Date
رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Dr.Elnour Hamad04-08-04, 06:59 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا سارة منصور04-08-04, 07:06 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا elsharief04-08-04, 07:08 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا فرح04-08-04, 07:21 AM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا ismat.abdelrahman06-30-04, 10:54 PM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا kh_abboud04-08-04, 07:28 AM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا garjah04-08-04, 07:53 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا TahaElham04-08-04, 07:54 AM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Dr.Elnour Hamad04-08-04, 08:07 AM
      Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا yumna guta04-08-04, 08:12 AM
        Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا kh_abboud04-08-04, 08:28 AM
      Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Shinteer04-08-04, 08:24 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Yasir Elsharif04-08-04, 08:25 AM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Saifeldin Gibreel04-08-04, 08:51 AM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Alia awadelkareem04-08-04, 08:53 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا ودقاسم04-08-04, 08:53 AM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا kh_abboud04-08-04, 09:18 AM
      Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Dr.Elnour Hamad04-08-04, 09:45 AM
        Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا aymen04-08-04, 09:57 AM
        Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا عصام عبد الحفيظ10-11-04, 11:00 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا osama elkhawad04-08-04, 10:03 AM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا عشة بت فاطنة04-08-04, 10:39 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Nagat Mohamed Ali04-08-04, 10:23 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا الجندرية04-08-04, 10:29 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Elwaid Osman04-08-04, 11:29 AM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Osman Hamid04-08-04, 12:06 PM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا almohndis04-08-04, 12:01 PM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا esam gabralla04-08-04, 12:23 PM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا khider04-08-04, 12:36 PM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Elmosley04-08-04, 12:36 PM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا خالد العبيد04-08-04, 12:58 PM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا unixo04-08-04, 01:59 PM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا zumrawi04-08-04, 02:47 PM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا سجيمان04-08-04, 02:52 PM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا صديق الموج04-08-04, 03:13 PM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا عبد الله بولا04-08-04, 03:21 PM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Dr.Elnour Hamad04-08-04, 04:49 PM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Hussein Mallasi04-08-04, 04:50 PM
      Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا خالد عويس04-08-04, 05:11 PM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا kamalabas04-08-04, 04:59 PM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Abdel Aati04-08-04, 05:50 PM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Tanash04-08-04, 06:51 PM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا فجراوى04-08-04, 06:18 PM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا قصي مجدي سليم04-08-04, 07:06 PM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا ahmed haneen04-08-04, 07:56 PM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Dr.Elnour Hamad04-08-04, 09:02 PM
      Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Adil Ali04-08-04, 09:20 PM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Imad El amin04-08-04, 09:53 PM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Giwey04-08-04, 10:19 PM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا bayan04-08-04, 10:53 PM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Abu Mariam04-09-04, 00:29 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Abu Mariam04-09-04, 00:36 AM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Yahya Fadlalla04-09-04, 01:31 AM
      Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Dr.Elnour Hamad04-09-04, 02:43 AM
        Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Tomader Habiballa04-09-04, 04:00 AM
          Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا إيمان أحمد04-09-04, 04:15 AM
        Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا mustafa mudathir04-09-04, 04:05 AM
          Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Ahmed Elmardi04-09-04, 05:39 AM
        Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا بكرى ابوبكر04-10-04, 01:41 AM
          Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا محمد حسن العمدة08-12-04, 06:36 AM
  رحبوا معى mohmmed said ahmed04-09-04, 05:45 AM
    Re: رحبوا معى mutwakil toum04-09-04, 06:23 AM
      Re: رحبوا معى Dr.Elnour Hamad04-09-04, 06:54 AM
  Re: حب الناس من اعظم النعم Agab Alfaya04-09-04, 08:45 AM
    Re: حب الناس من اعظم النعم Bushra Elfadil04-09-04, 10:47 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا osama elkhawad04-09-04, 10:10 AM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Dr.Elnour Hamad04-09-04, 10:43 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا osama elkhawad04-09-04, 11:21 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا مراويد04-09-04, 11:34 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا osama elkhawad04-09-04, 11:45 AM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا فضيلي جماع04-09-04, 02:49 PM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا بابكر كنديو12-02-04, 01:22 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Abu Mariam04-09-04, 01:32 PM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا farda04-09-04, 01:39 PM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا nadus200004-10-04, 03:25 PM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا خالد فضل06-21-04, 05:31 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Abu Mariam04-09-04, 01:54 PM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا abdelrahim abayazid04-09-04, 02:48 PM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Mandela04-09-04, 11:43 PM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Nada Amin04-09-04, 02:51 PM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا بارعة04-09-04, 03:43 PM
      Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Dr.Elnour Hamad04-09-04, 08:04 PM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا osama elkhawad04-09-04, 08:26 PM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا mustafa mudathir04-09-04, 08:59 PM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Kostawi04-09-04, 09:54 PM
      Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Haydar Badawi Sadig04-09-04, 10:54 PM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Omer Abdalla04-09-04, 10:31 PM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا معتصم دفع الله04-09-04, 10:46 PM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Faisal Salih04-10-04, 01:03 AM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا بكرى ابوبكر04-10-04, 01:30 AM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Ahmed Elmardi04-10-04, 04:11 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Mamoun Zain04-10-04, 02:59 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Bashasha04-10-04, 03:54 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا عبد الله بولا04-10-04, 04:06 AM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا bayan04-10-04, 04:41 AM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Sidgi Kaballo04-10-04, 04:52 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا hala guta04-10-04, 04:33 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا osama elkhawad04-10-04, 04:58 AM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Dr.Elnour Hamad04-10-04, 10:05 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا السمندل04-10-04, 11:49 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Ibrahim Algrefwi04-10-04, 04:47 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de