والعنوان تحوير طفيف لمقدمة رواية الحب زمن الكوليرا لماركيز ..
بإحدى صدف التأريخ اللطيفة, اُهديت يو اس بي USP معبأ بالأغاني ... والأغاني في اعتقادي المفتاح الاساسي للشخصية السودانية والمجتمع السوداني .. والغناء السوداني هو مستودع كبير لاحزان وأشجان وتطلعات وأفراح اهل السودان .. وهو مرأة صادقة لابداع السودانيين وذائقتهم الفنية الرفيعة .. نستحضر الأغنيات في كل أوان .. نرددها سرا وجهرا في مختلف أحوالنا العاطفية والنفسية .. ولكل أغنية مزاجها الخاص, ولكل فنان حظ في تكويننا الوجداني ولو كان عبر تسلل الصوت في الليل من حفلة مجاورة او رادي منفلت, هذا ولكل ذلك مناسباته الحياتية المختلفة.
وكأن حظ انصاف مدني, لحسن حظي, كبيرا .. فادمنت الاستماع لهذا الصوت الفريد.. بدأ الامر دونما انتباه كبير .. مجرد ايقاع لطيف يتردد صداه في الروح ومنذ الطفولة.. ايقاع الدلوكة وغنا البنات.. شيء لطيف يعبق أجواء العربة حين الذهاب للعمل وحين العودة منه .. وهكذا ... وحتى انتبهت للحلاوة اللامتناهية والمتدفقة من اغنية الشيخ سيرو
انا زول عصي جدا على التجديد .. لا اتقبله على الاطلاق بأخوى واخوك .. فأغنية الشيخ سيرو هي أغنية الشيخ سيرو كما يغنيها كابلي .. وحتى لا أتهم بالتشدد قد اقبل الاستماع اليها بأداء سامي المغربي باعمال الكثير من فقه الضرورة ... بيد أن المزاج لا يكتمل الا بكابلي وكأن الاغنية التراثية لم تخلق لسواه.. كان كل ذلك وحتى استمعت لانصاف مدني تغني (الشيخ سيرو)
هذا صوت مختلف, وهذه طريقة اخرى لذات الاكتمال المزاجي (الاستمخاخ) بهذه الاغنية, هذا الايقاع .. وهي الى جانب ذلك, اعترف, طريقة اجمل وأكثر أصالة وكأنها تقودك ومباشرة للحظة ولادة هذه الكلمات في ذاكرتك الممتدة لالاف السنوات في هذه الارض الراسخة في عمق التأريخ .. يا النبي نووووح !!
انصاف مدني فنانة مهولة مكانها الصدر في الفن السوداني ..ولقد ارتقت بهذا الايقاع نحو مكانته الطبيعية في وجدان أهله ..
أعتذر عن جودة التسجيل من اليوتيوب
العنوان
الكاتب
Date
انصاف مدني .. هناك في ايقاعات الدلوكة, تمضي ربة متوجة ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة