Quote: .. تمر بلادنا بحالة (مُسببة Man-Made) اسمها موات الحس العام Death Of The Common Sense
* واحدة من مهام التغيير المنشود، و مهام علم التربية و تطبيقات المايكروسوسيولجي : هو إعادة صياغة الحس الإنساني السوداني على نحو عقلاني سليم، و تتضافر هنا جهود التربية و التعليم و قيم و تعاليم الدين، و دور الحركة السياسية و منظمات المجتمع المدني و مناهج الميديا و التثقيف و الإعلام
Quote: الاقزام الذين يقودون (لسخرية قدرنا) هذه الامة العملاقة
لو كانت الأمة عملاقة كما نظن لما سمحت للأقزام بقيادتها أكثر من 20 عاماً وفي رأيي الشخصي أن الأقزام ظلوا يقودوننا أكثر من 55 عاماً
إذ لم تستطع هذه الأمة مدعية العملقة إنجاب من يقود سفينتها لبر الأمان
لم تنجب مثل مهاتير محمد او غاندي او غيرهم من بناة الشعوب
هؤلاء الأقزام الذين يقودوننا ليسوا من دول الجوار ولا من كوكب المريخ وليسوا مجهولو المنبت كما تساءل اديبنا الطيب صالح (من أين اتى هؤلاء) بل هم سودانيون أبناء سودانيين هؤلاء هم نحن إذا اتيحت لنا فرصة ان نكون مكانهم فكما تكونوا يول عليكم
الفشل السوداني فشل عام وليس فشل نخبة
عذراً يا بروف إن كنت قد عرجت بهذا البوست الدسم جميل المبنى والمعنى
مشكلتنا كبيرة ومتجذرة
لماذا أصابنا هذا الانحدار ؟ ولماذا تساقط الناس في اول امتحانات الإنقاذ؟؟ بات الناس (أكرر الناس عامة وليس الحكام فقط) لا يبالون بالشبهات التي تحوم حول رزقهم ولا يتحرون النزاهة في أكل عيشهم ...صارت الذمم واسعة ومطاطة وطال النصب والغش والخداع جميع مناحي الحياة وعلى كافة المستويات..
هل السبب هو هشاشة مبادئنا التي كانت وكنا نباهي بها الأمم؟؟ هل السبب هو عدم امتحاننا من قبل وعدم تعرضنا لشظف العيش وضيقه قبل الإنقاذ؟ ام هو صعوبة وعسر الامتحان الذي أدخلت فيه الإنفاذ الشعب الفضل؟؟
01-03-2012, 06:53 PM
عبدالرحمن إبراهيم محمد
عبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591
طيب التحايا لا يخفى عليكم أن سبب الاحتقار الرئيس في فقرتكم أعلاه هو رجحان كفة القوة لصالح الخريجين الذين كونوا طبقة سوبر في وسط من البؤس والشقاء علماً أن الأخير هو الأمة التي ولدت ربّتها وقد قرر الدكتور منصور خالد أن الشهادة الجامعية ليست شهادة في المعرفة وإنما شهادة ميلاد طبقي ، وكان للأستاذ محمود قصب السبق في التنبيه لخطورة هذا الأمر قبل حدوثه لأنه مفسدة بلا أدنى ريب وتأكدت عدم جدوى ذلك التعليم بما عليه بلادنا اليوم من تخلف في جميع المجالات التعليمية التربوية، الزراعية ،البيطرية ، الأقتصادية ،السياسية ، الاعلامية ، الهندسية ، .....................الخ وهذه دعوته بعد عامين فقط من الاستقلال 12/1958 م :-
Quote: إن التعليم الجامعى الحاضر باهظ التكاليف جدا.. وهو غير كبير الجدوى للبلاد.. بل إن الخريجين والجامعيين يكونون طبقة جديدة لا تأبه كثيرا بحالة البؤس التي يعاني منها الشعب، وهم على التحقيق، غير قادرين على السكن في القرى، والأرياف، حتى يستطيعوا أن يتفهموا حالة مواطنيهم، ويعينوا على تطوير حياة الريف.. ولو أوقف هذا التعليم الجامعي الحاضر، وأستعين بما ينفق عليه، في الوقت الحاضر، لتوسيع قاعدة التعليم، وتركيز مراحله، على النحو الذي إقترحت أعلاه، لكان ذلك أفيد للبلاد.. 2) عندما يتركز التعليم، ويرتفع مستوى المواطنين، العقلى والصحى، والإجتماعى، والإقتصادى، بفضل ما يبذله خريجو معاهدنا التى ذكرت آنفا، يمكن أن نرتقي الى تعليم جامعي ينبت من طبيعة أرضنا، وتفكيرنا، وشخصية قومنا، ثم يتلقى ما يتلقى من أفكار غربية شرقية، فيهضمها، ويجعلها سودانية أصيلة. أي يستطيع أن ينظر إلى العالم الشرقي، والغربي، من وجهة نظر سودانية، وبذلك يكون تعليمنا أصيلا، لا دخيلا.. ويكون خريجونا إنسانيين، سودانيين، أصلاء يسعون لإسعاد قومهم، ولإسعاد البشرية عامة، كعمل طبيعى، في غير تكلف ولا رياء..
أما في هذه لا أملك الا أن أتحسر على ذلك الرأي الحصيف الذي دعا إليه الجمهوريون في كتاب لهم بتوجيه من الأستاذ محمود أيضاً يحمل عنوان : ( ساووا بين السودانيين في الفقر الى أن يتساووا في الغني ) غير أن السيف كان قد سبق العزل بفقد تلك الآليّة الناجعة في الدعوة الى توسيع قاعدة التعليم العام حتى تكون موازين القوة محققة ويكون ناتجها نقص في الفساد والاحتقار الذي أشرت اليه انت ،ومع ذلك لم يلق الأستاذ محمود سلاحه بل ظل يناضل ليقلص ذلك الرجحان بضخ المزيد من الوعي في كفة الشعب ،ففي لقاء له مع الأستاذ بابكر حسن مكي اورده الأخير في كتابه ( نميري الإمام والروليت ) قال مسائلاً الأستاذ محمود بعد حديث عن جبهة الترابي ( الأخوان سابقا ) ماذا تريدون أنتم ؟ فردّ الأستاذ قائلاً : ( نحن نريد إشاعة الوعي بين الناس !) .
أبو حمـــــــــــــــــــد
01-08-2012, 11:45 AM
عبدالرحمن إبراهيم محمد
عبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591
يا زعيم قبائل المحبة عملنا اللازم ومشكور دائما وابدا محبتي ـ ــــــــــــــــــ التنميط ملعون في الفنون والصورة التي تم عرضها هنا لم توجد في اي جدارية من جداريات حضارة النوبة وانما اوجدها العقل الفني الاوربي والامريكي من خلال اعمال الفنانيين في مجلات الكوميكس وافلام سيسيل دي ميل خاصة في فيلم كليوباترا حكاية حمل الملوك مرسومة في كتاب ( كنج سلوماان )وعند رسم قبائل الامازون لاتوجد صور او رسومات لعبيد تحمل الملوك في حضارة كوش ربما في الحضاراتالاسيوية يوجد رسومات للتنميط وجاءت مع فيلم انا والملك وملك سيام ـــــــــــــــــــ اما بخصوص الصورة الذاتية للروح السودانية وادمان الدونية عالجتها في شخصية فنية سميتها ( قرضا مصاص العرديب ) وكان ان وضعتها فنيا قبل سنتين حينما رجعت للسودان في اجازة ووجدت كل الناس او معظمهم اصبحو يبخسوا الاشياء وحينما تسالهم عن انسان طوالي الواحد فيهم يمص ليك العرديب ويعلن رايه في الشخص بصورة سلبية لك المودة والمحبة
01-12-2012, 01:07 AM
عبدالرحمن إبراهيم محمد
عبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591
ويـظـهـر ذلك جـلـيا فـى مـاخـلـص إلية الـمـنـتدى الـذى عـقـد بالـرباط الأسـبـوع الـماضـى تـحت عـنوان "الربيع الديمقراطي العربي.. الحال والمآل" برعـايـة "وفد المنتدى العالمي للوسطية...الإمام الصادق المهدي من السودان والمهندس مروان الفاعوري والدكتور محمد الخطيب من الأردن والمحامي منتصر الزيات من مصر ومحمد طلابي من المغرب." وتـجـلى ذلك الـموقـف مـرة أخـرى فـى الدعـوة الـى الإحـتـواء الـتـى أوصى بـهـا المـؤتمر الـذي إنـعـقد فى مـوريـتانيا الأسـبوع الـماضـى "تحت شعار "الفكر الإصلاحي وسقوط خطاب العنف"؛ فـدعـى إلـى "توثيق العلاقة بين العلماء والحكام، وبتعزيز الحوار مع الشباب من قبل الأنظمة والعلماء". وهـو الـمـؤتـمـر الـذى قال فـيـة رئـيـس الـمـنـتـدى العـالـمي للـوسـطـية الـصـادق الـمـهـدي يـوم 24 يـناير "أن المؤتمر سعى أيضا لتشجيع الأنظمة على التوجه الجاد نحو خيار الإصلاح باعتباره البديل الوحيد عن خيار الثورة." كـما نـشـر فـى الـجـزيرة نـت.
01-27-2012, 10:02 PM
عبدالرحمن إبراهيم محمد
عبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591
Quote: الدكتور لك التحية والتجلة ألا ترى أنك تتعب نفسك بكل هذا الجهد المبذل؟ هل تتوقع أن يكون هنالك آذان صاغية لمثل هذه الدروس والعبر المستفيضة؟ نحن قد وصلنا إلى مراحل أبعد من هذا بكثير، وخير مثال لذلك ما نحن فيه الآن، ومن الأفضل أن تترك كل على حاله .....
لاتـيـأس يـاصـديـقـى
الـمهـم أن نـفـعـل مايـتوجـب عـلـيـنامـن بـذل مانـعـرف لـيـسـتـفـيد مـن يـريـد.
فـالرسـول الـكـريـم صـلـى الله عـليـة وسـلم يـقـول فـى روايـة أبى هـريـرة: "مـثل الـذي يـتعـلم العـلم ثـم لا يحـدث بـه كـمثـل الـذي يـكـنز الكـنـز فلا يـنفـق مـنه"، أجـارنا الله مـن ذلـك.
02-01-2012, 08:46 PM
عبدالرحمن إبراهيم محمد
عبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591
لـذا أرانـى مـتـجـاوبـا مـع وصـيـة الـمـصـطـفـى صـلى الله عـلـيـه وسـلـم لأبـى ذر الـغـفـارى: أمرني بحب المساكين والدنو منهم.. وأمرني أن أنظر إلى من هو دوني, ولا أنظر إلى من هو فوقي..
أنت تعرف مايحمل القلب لك من مودة وما يكن لك العقل من إعزاز وتقدير.
لقد كتبت وأنا أتفق معك ياصديقى فيما أشرت إليه
Quote: أرى الموضوع ثريا في داخله وفق ما قرأت ورأيت ، ولكن لم أتفق مع ما تفضلتم به من عنوان عام شامل ( انحطاط وتفاهة النخبة ) ، الذي يشمل كل النخب ، ويأتي المقال في صلبه لتمييز البعض . ( فشل النخبة ) ( انحطاط النخبة ) ( ......... )
مثل هذه اللغة التي تشمل كل النخب ، تستدعي أن نعود إلى البدء لتعريف : ما النُخب ؟!
لقد اعتدنا من السياسيين مثل الذي فشل برنامج تنظيمهم ، وسعوا حثيثاً لهدم وطنهم ، وسرقة كنوزه ، وإشاعة الفساد ، هم نخب ، لا يعقل أن يكونوا نخباً بجانب الشرفاء الذين لم يسرقوا ولم يسهموا في هذا الدمار ، ليشملهم ذات المصطلح! أما إذا قمنا بتعريف جديد غير الذي نعرف ، فيتعين إعادة صياغة كلمة أخرى غير " النخب " لأنها تعبير سهل ضبابي ومُضلل .
أرجوا إلا يكون الاختلاف إلا إثراء للسرد المضيء والنماذج التي تفضلتم بها وشارككم الأضياف
لأن مـن عـدوا كـنـخـب طـوال سـنى الإسـتـقـلال، وماقبله من أيام نادى الخريجين وماسبقه من إجهاض لثورة 1924، هـم مـن أجهـضـوا تـطـلعات الـجماهـير وقـبروا أحـلامهـم بعد الإستقلال. وتحـضـرنى هـنا جلـسـة عـشاء أقامها أحـد الأصـدقـاء عـلى شـرفى؛ وكان فـيها عـدد كبـير مـن المناضليـن الذيـن كـنـت ومازلـت أكن لهـم كـثيـرا مـن الإحـترام لإسـهاماتهـم تجاه قـضايا الجماهـير. ولكـنـنى أحـبـطـت فـيهـم يـومها وزهدت فى العـمل السـياسى فى الشـأن السـودانى وخـاصة بعـد إخـتيار مـحـمد عـثمان المـيرغـنى رئيـسا للتـجمع ومحاولتهم تبرير ذلك.
وبـعـد أن لـعـبت الـخـمـر بالـرؤوس، بـدأوا يـنـاقـشــون قـضـايا الـوطن الـمـصيـرية وينـفـعلـون معها وترتفـع أصواتهم. وأنا صامـت لا أحير نطقا ولا أتـفوه حتى ولو بكلـمة. فالـتفـت إلى أحدهـم مـحتجا لأنى لا أشاركهم الـشـرب ولا النقاش. فـقلـت له وأنا أريـد التخـلص مـن الموقـف: أننى أسـتـمع لأننى غـبـت كثـيـرا عـن السـودان وهـم ألـصق بالأمر مـنى. ولم تـعـجـب تـلك الأجـابة أحدهـم وكان زمـيل دراسـة فوصفـنى بالإسـتعلاء وصار يـتحدث عن تبرجزى بعـد عـيـشى فـى أمريكا. ولم أتمالـك نـفـسى لحظـتها وأنـفـجرت فى حديـث طويـل حول إحـترام الوطن وضرورة الجـديـة فى نـقاش قـضاياه ومصيره، والعـقول متـقـده لأ تـشــوبها لوثات أو إنـفعالات كحولية؛ فـيـضحـى الامر" كلام سـكـر ساكت"! فأما كان الأحرى بهم حين نقاش مصائر البلاد والعباد أن يكون أفراد النخبة هـؤلا أكثر أمانة ووعـيا؟ فكيف يناقش أمر الوطن والعقول مغيبة أو ملحوسة بالخمر؟ وهـنا أذكر مقال الأخ عبدالله عـلى إبراهيم حول مصرع أو إنتحار شيبون:
ولى أن أتسـاءل ياصديقى لم يظل الكل يذكرنا بشهداء رمضان الثمانية وعشرين وينسون أو يتناسون وقود الموت ورجال العطاء من الجنود وضباط الصف الذين إسـتـشـهدوا والذين أعـدموا وبعضهم دفن حيا قبل أن يلفظ أنفاسه، برواية جندى، أو لم تصبه طلقات زملائهم الذين أمـرهم نخبة العسـكر بإطلاق النار عليهم!!
أليست الروح واحدة والناس سـواسية فى العطاء والبذل والشهادة؟ لـماذا ثمانية وعشرون ضابطا فقط هـم شهدا رمضان؟
لــماذا؟؟؟
وشهداء رمضان قد قتل العـشـرات مـنهم -- بل قيل المئات من ضـباط الصف والجنود الذيـن لايرد ذكرهم. فالصفوة والنخبة لا يهمها إلا أمر الصفوة والنخبة!!
فإن كان لهذا الوطن أن يتعافى يجب أن نعيد النظر فى أمر هذه الطبقية الإجتماعية الأنانية المدمرة والتى لا تقر بحق أكثر الناس عطاءا لأنهم من الشغيلة والمهمشين والمسحوقين ولأنهم ليسوا صفوة أو نخبة.
ولك ودى الذى تعرف أبدا.
10-28-2012, 05:16 AM
عبدالرحمن إبراهيم محمد
عبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591
لك الشكر على هذا البوست القيم والذى لم أطلع عليه قبلاً لغيابى فترة
عن هذا الموقع نتيجة للإحباط الذى لازمنى بسبب ما يدور فى السودان من أمور
تفضى إلى الأسى والحزن!
وفقك الله وأعانك على هذه الكتابة التى نواجه بها الأباطيل .
ما أصابى الحزن و ما قتلنى الأسى من قبل بمثل ما أصابانى فى الأسابيع الماضية وأنا أقرأ بكل تمزق نفسى ما آلت إليه حالنا من تدهور وسقوط؛ حتى صرنا ننشـد بناء أهم أركان المجتمع ألا وهو الأسرة، بإستيراد حلول مهينة للنفس وللرجال من قبل النساء. بأن نقبل لأنفسنا أن نلفظ الثقة والمودة والإعـزاز لنسائنا ونكيل لهن الإهانة تلو الإهانة فيما سماه بعضهم بـ "أحـلى زواج" شمل كل نساء الأرض ماعدا عـزنا وشـرفنا وفخـرنا -- نساءنا اللأئى ولدننا وربيننا وأحببننا وفخرن بنا وغـنين لنا وتحـملن كل أوزارنا. ومادرى الكاتبون لتلك الترهات أن من أقسى مقاتل النساء أيا كن أن يقارن بنساء أخريات ناهـيك عن تفضيل كل النساء عـليهـن!
وعند مطالعتى لزواج المغربيات والمصريات والأثيوبيات والموريتانيات والفلبينيات وهلم جرا، أيقنت بأننا بلغـنا درجة من السقوط والإنحدار وفقدان الثقة فى الذات حتى عـمدنا أن نقطع أواصر الروابط الإجتماعية مع من يذكرننا بحقيقتنا التى رضين بها رغم كل ذلك. ولكن من كره الرجال لذواتهم وإسـتصغار نفوسهم خشوا أن يكون ذلك الإحساس بالدونية يملأ عـقول السودانيات رغم رضائهن بكل عـيوبهم. فأنقلب معيار موروثاتنا الإجتماعية حتى صارت النساء يغطين الطبق، وهـن القدح الذى يجب أن يغطى!
وفى تقديرى هـذه حالة نفسية مرضية خطيرة متقدمةّ! أم لم يع مروجوها ذلك. فالمرأة ركيزة الأسرة التى هى ركن المجتمع وهى حاملة إستمراريتها وضامنة نشئها ومربية فلذات أكبادها وصانعة رجال مستقبلها وحمال أسيتها من قادم أجيالها. وبدون ذلك فلا إسـتمرارية ولا بقاء للمجتمع. ألا يروا الآن مدى الأذى الذى سببوه للمجتمع وكيف أعملوا معاول الهدم فى آخر ماتبقى لنا فى بلد حطمه متعلموه وأمعنوا فى تدميره. ثم تهربوا منه مرة بوصمه بأنه "بلد حفرة" وهـم حافروها، ولعنوه وهم مصدر لعنته وآلو على أنفسهم أن يقطعوه ويقتلوا شبابه الذى عليه المعول للبناء وأمل المستقبل، فى حروب عبثية لانهاية لهاوقمع وحشى. ولكنه الحدب على الفشل الدائم النابع من كره الذات وإستصغار النفس مع أنانية متمكنة.
ولك الله ياوطـنى!!!
10-30-2012, 08:03 AM
عبدالرحمن إبراهيم محمد
عبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591
قلت فى مداخلتى أعلاه أن شـبابنا مـن درك إحباطه وفقدان الثقة فى نفسه يسعى لحل مشكل رباط الزوجية بإستيراد زوجة، موهما نفسه بأن زواج المغربية أو الأثيوبية أو الموريتانية أو الأوربية "أحلى زواج". وفى رأيى أن لو علم هؤلاء المتعلمون – ولا أقول المثقفون – حجم المشاكل التى تعانى منها الأسر التى تزوج رجالها من غير بنات جنسه، لأفاقوا من وهم مثل هذه الحلول المستوردة.
وقد شاءت الأقدار لأنظم وأشارك فى ورشة عمل عن مشاكل الأسرة فى الخليج العربى وهالنى ماهالنى من الأزمات النفسية التى يمر بها الرجال والنساء، وعدم فهم أو تقدير منطلقات الطرف الآخـر، وسوء المعاملة والظن المتبادلين مما يجعل الحياة جحيما لايطاق.
والأدهى أن أقسى ماينجم عن مثل تلك الزيجات هى التحطم النفسى للأبناء الذين تضيع هويتهم بين أم وأب لايدرون لأى ينتمون. ويعيشون صراعا بين أقرانهم. بل أن كثيرا منهم يتعرضون لسخرية وتجريح قاس من أقـرانهم ونعتهم بكلمات مثل "يا إبـن ..." فتترسب هـذه الجروح فى الكيان النفسى للأطفال إلى درجة يصلون معها مراحل متقدمة من حالات العصاب النفسية والإدمان، مما يؤدى إلى فشلهم الإجتماعى وأمراضهم العقلية والعاطفية، وفشل فى الزواج أو العزوف عـنه كلية.
فتصبح النزوة الوقتية مصدرا لأذى الأهـل والعشيرة والأسرة والأطفال والوطن. ويموت حب الوطن فى النفوس، فيزداد الهرب والهروب، وتتراكم الإحباطات والفشل. فتتراجع الآمال فى أى مستقبل للبلاد وأهـلها.
ألا رحـم الله عـملاقناالراحـل محـمد وردى:
ولك الله ياوطـنى!!!
10-30-2012, 05:41 PM
عبدالرحمن إبراهيم محمد
عبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591
لك التحايا والسلام. آسف للتأخـير فى الرد على مداخلتك لإسـتطرادى فى بعض المواضيع الهامة الأخرى. وأيضا لأننى كنت قد أجبت فى بوست آخـر على نفس التساؤلات التى أثرتها فى ذلك البوست.
المهـم، أتمـنى أن نـكون قد تخطينا تلك النقاط، لأننى رغم إختلافى معك فى بعض المفاهيم والمعطيات، أكـن لك تـقديرا خاصا لإجتهادك فى البحث والـتقصى وذكاءا فى عرض الصعب بحيث يسهل فهمه وهـضمه. وهـذه والله منة من الخالق عـز وعلا. فلك الشـكر والتقدير، ولله الحمد.
أعـود هـنا لمـواصلة طـرحى لـفساد الصفوة أو النخـبة، أو سمها ماتشـاء مما يصف القابضين على القرارات بلا شرعية ولا وكالة ولا تفويض ولا مرجعية من الشعب. بل إسـتئثار بالقـرارات التى تعـود دوما بالأذى والمعاناة والدمار للشعب والوطن.
وما دمنا فى سـيرة تفضيل الحلول المستوردة، أسوق مثالا ظل يؤرقنى لزمان طال، وهـو إنهيار لعبة كرة القدم وإمـعاننا فى الفشل تلو الفشل. ومـن ضمن مالفت نظرى أن حالة الإحباط وإستصغار النفس وفقدان الثقة فى الذات قد كان له دور كبير فى تحطيم هذا الصرح الذى كان السودان من رواده الأوائل فى إفريقيا والعالم العربى.
فـقد بدأنا بالمدربين الأجانب الذين لا ولاء لهم لا للاعبين ولا للفرق ولا للبلد. وظل النخبة القابضين على زمام الإدارات يغيرون ويبدلون فى المدربين مما أحدث هـزة كبيرة فى نفوس اللاعبين؛ الذين إختلطت عليهم الأمور بإختلاف فلسفات وخلفيات وتكتيكات وإسـترايجات كل مـدرب أجنبى. ولـم يع الناس أن الكاس القارى الوحيد الذى أحرزناه فى تاريخنا الكروى كان يوم أوكلنا أمـر فريقنا القومى لمدرب وطنى غـيور على البلاد محب لإخوته المواطنين.
ألا رحم الله عبدالفتاح حمد الذى نفخر بأننا تدربنا على يده ولمسنا فنه وحزقه وحبه لهـذا الوطن وترابه ولاعبيه وشـعبه. ونشهد له بالتفانى والإخلاص، جـزاه الله عـنا وعن الوطن خيرا ووسع رقدته وطيب قبره وأسكنه فسيح جناته يوم الوقوف الأعظم. ونفس دعواتنا للرعيل الأول من المدربين الوطنين الأفذاذ الذين كانوا مثالا للتواضع والذكاء؛ وعلمونا معنى الإخلاص والولاء والتفانى والرجولة والأداء الجماعى: المرحومين الصبى والسد العالى وأطال الله عـمر الدكتور كمال شداد وأستاذنا المايسترو يوسـف مـرحوم. فـقد تـتـلمذنا على أياديهم بفريق الجامعة التى لم يقهر يومها وفريق التحـرير الذى أتى بالمعجزات فى ذلك الزمان. فـخير ما وهبونا هـو معرفة وإتقان فـن قـراءة الخصم وتحركه وحسن التصرف فى كل موقف، وهـو ما ينقص لاعبينا اليوم.
ألم يأت اليوم الذى يرد فيه الإعـتبار لهـؤلاء العمالقة إعـترافا بجمائلهم و ليكون ذلك حافزا على البذل والعطاء وتتبع خطاهم لمن يأتى بعدهم من المدربين الوطنيين؟
ولك الله ياوطـنى!!!
10-30-2012, 06:37 PM
هشام هباني
هشام هباني
تاريخ التسجيل: 10-31-2003
مجموع المشاركات: 51288
لقد كان لي عظيم شرف بالتعرف عليكم في تلكم المناسبة الوطنية المحضورة بالوطنيين الشرفاء امثالكم وقد استفدنا كثيرا من علمية و شفافية الحوار العام والخاص في حضرتكم وسأحاول ان اتواصل معك في هذا الخيط العميق والذي يتطرق بواقعية الي كثير من مشاكل الوطن التي تفضلت علينا في تلكم المحاضرة القيمة بالكثير المفيد حولها مع خالص امنياتي لكم بالصحة والعافية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لقد عدنا للمنبر بمعنوياتنا العالية بعد عودتنا من تلكم الديار الطيب اهلها وضيوفها امثالكم وها نحن بتلكم المعنويات نهزم جحافل ( السكري والضغط) والزارعه الله في الحجر بتقوم.
11-02-2012, 09:23 AM
عبدالرحمن إبراهيم محمد
عبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591
ويستمر مسلل الحلول المستوردة. بإسـتجلاب لاعبين بملايين الدولارات، فى بلد يموت أهله بالجوع والمرض ونقص الغذاء والدواء. وهـذه جـريمة لا تغـتفـر!
وهى تأكيد لأنانية النخبة أو الصفوة التى تصطاد عصفورين بذاك الحجر الواحد. فمن جهة يستمتعون بلعب المستوردين، ويتباهون بأنهم محققو نصرهم أو مانعى هزيمتهم. وما دروا بأن سقوطهم ذاك بجلب هؤلا اللاعبين هو التردى الذى مابعدة سقوط والفشل الذى مابعدة هزيمة.
وغـرضهم الثانى هو إلهاء الجماهير بإنتصارات مضروبة وسياسة إنصرافية لإغراق الجماهير فى دوامة المباريات والإستعداد لها والرد والذهاب والإياب. فتنشغل أذهان الجماهير باللاعبين الجدد وإنجازاتهم وترقبهم وإستعداداتهم – وفى بعض الحالات زواجهم ووفياتهم. فـيتم الإلتهاء عـن التفكر فى مشاكل الحياة اليومية وشظف العيش ومرض الزوجة والأولاد. فبدلا من المطالبة بالعدل والحقوق، يضيع الوقت فى النقاش حول المباريات والإستعداد لها ومسارها وألإنتصارات فيها؛ أو الهزيمة التى سببها الحكم أو سـوء الطالع أو الإثين معـا!
فهل هناك سياسة إنصرافية خـير من ذلك؟
ولك الله ياوطـنى!!!
.
11-02-2012, 04:27 PM
عبدالرحمن إبراهيم محمد
عبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591
والأدهى فى ذلك الإستجلاب للاعبين الأجانب هو أنه تأكيد للفـشل النفسى وفقدان الثقة فى الذات وفى اللاعب السودانى والفرق السودانية. فإذا فشل الهلال فى هـزيمة المريخ سـعى لإستجلاب لاعبين نيجيرين، وإن أخفق المريخ فى الإنتصار على غريمه التاريخى إستجلب لاعبا مصريا هـرما يعاملهم وجماهيرهم بإحتقار!
وخير دليل على تجذر هذه الحالة المرضية النفسية هـى يأس الجماهير من إنتصار فريقها على الفرق الأخرى، فـتختفى وطنيتهم حين لقاء فريق غريمهم مع فريق أجنبى، فيبالغون فى تشـجيع الفريق الأجنبى ضد الفريق السودانى. ولسان حال لا وعيهم يقول: "إن إحنا ماقدرنا عليكم، بنجيب ليكم البغلبكم"
فبالله عليكم هل هناك إحباط نفسى وفقدان للثقة بالذات أكثر من هـذا؟ حتى أن هـزيمة الغريم يمكن حلها بالإسـتيراد – لأننا أفشل من أن ننتصر على عجزنا النفسى. وهـذا دليل آخر عـلى أحد أعـراض مرض خطير؛ ألا وهو الإستقطاب الحاد الذى أصاب مجتمعنا. وهو مرض لم يبدأ مع هذا النظام الظالم، والذى هو نفسه نتيجة له، وإنما هذا النظام القمعى القاهر لكل تطلع مشروع هو واحد من أهم أسباب تفاقم الإستقطاب وتجذره، حتى صرنا نحسم كل خلافاتنا بالعنف؛ سواء كان ذلك فى حروب الأقاليم أو مبارايات كرة القدم.
فقل لى بربك كيف يمكـن للاعب السودانى، بعد كل هذا، أن يشـعر بالثقة فى النفس أو القيمة الإنسانية والمادية وهـو يرى أن هـؤلاء اللاعبين المستوردين يـمنحون ملايين الدولارات وهو يعيش فى بيت إيجار تهدمت جدرانه وأنهار مرحاضه ولايستطيع إعالة أمه التى كبرت إو زوجته التى مرضت، إن كان فى إمكانه الزواج أصلا. وكيف حاله وهو يرى بنو جلدته وإخوته فى الوطن والمصير يسـاندون الأجنبى ضده ويسـتقون به عليه؟
ألم يـكن الأجدى إستثمار كل تلك الملايين التى تصرف على اللاعبين الأجانب فى التعليم أو العلاج أو محاربة سوء التغذية والمرض والفقر التى تفتك بملايين الأطفال والنساء فى أصقاع البلاد المختلفة. أو حتى إستخدامها فى بناء فرق للشباب لتفريخ نجوم جدد وزيادة كفاءة اللاعبيين السودانيين الحاليين ورفع ثقتهم بأنفسهم حتى يبدعوا ويزيلوا عـنا كل هـذه التراكمات من الهزائم المتوالية والفشل والإحباط فى كل مباراة لـفرق أنديتنا وفريقنا القومى فى كل منافسة إقليمية أو دولية. ومثل هذا المنحى فى تأهيل اللاعبين وزيادة كفاءتهم وبناء لاعبين جدد يوطد الثقة بالنفس والسعى إلى الإبداع والولاء للوطن وينهى للأبد كون فرقنا بلا إسـتثاء "ملطشـة" لكل غريم!
ألا تـرون أن هولاء الحفنة من "الصفوة" أو "النخبة" التى تتحكم فى إدارة هذه الأندية، كأقرانهم فى مواقع القيادة الأخرى، يـؤكدون كل يوم أنهم ينحدرون إلى درك سحيق ويجرون حاضرنا ومستقبلنا إلى هوات مابعدها إنحطاط فى كل مـرافق الحياة – حتى الرياضية؟
ولك الله ياوطـنى!!!
.
11-03-2012, 03:36 PM
عبدالرحمن إبراهيم محمد
عبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591
أعـود هـنا مـرة أخـرى لأواصل حـديثى عن الإحباط الكـروى فى بلادنا. وذلك قبل أن أعرض للنقـد الذى كنت قد تعرضت له حينما أشرت إلى خيانة الحضرى وإستهتاره. وأزاء ذلك التعنت عدت بذاكرتى إلى أيام تدريسى لأحد كورساتى فى جامعة بوسطن حول تغيير الرأى. وسـوف أحاول أن أختصر فى ذلك حتى تعم الفائدة فى فهم طريقة عمل عقول الكتاب والقراء وتعاملهم مع النصوص. وأبغى بذلك أن أمكن الإخوة والأخوات من صياغة مداخلات أكثر فعالية وإستراتيجيات تفـيد فى حياتهم اليومية والعملية وعلاقاتهم الإجتماعية والعاطفية. فيكون بذلك فى تداخلنا فى هذا الحيز ما يـفيد ويؤثر حتى على من لا يوافقوننا الرأى. وبذا أفى بوعدى لبعض الإخوة والأخوات الذى طلبوا منى مرارا أن أخصص بابا لتطبيقات علم التواصل الإدراكى.
ولكن قبل أن أفعل ذلك أريد أن أوضح أن النظام المسيطر اليوم يـستغل الرياضة والفنون كإستراتيجيات إنصرافية تلهى الجماهير عـن مايدور من إحباط وفساد وظلم. فبالله قولو لى: أى حكومة هـذا حال أطفالها تصرف الملايين فى السماح بإستيراد اللاعبين وتضيع وقت المسئولين فى أعلى قمة السـلطة للعمل كأجاويد لحل مشاكل داخلية فى الأندية الرياضية التى لا يعيرونها أى إهتمام حقيقى لاممارسة ولا هواية مشاهدة عبر تاريخهم منذ أيام الدراسة!!:
المصدر: الفيس بوك
فقارن بين ذاك وهـذا:
Quote: مكتب مساعد رئيس الجمهورية يتدخل لحل مشكلة هيثم مصطفى .. اجري مكتب مساعد رئيس الجمهوريه نافع على نافع اتصالات واسعه مساء امس الاربعاء بغرض حل مشكل الكابتن هيثم مصطفي مع رئيس نادي الهلال,,وقاد مساعد الرئيس مبادره لحل المشكل نهائيا بالاستماع الي كل الاطراف وتم اختيار فاطمه الصادق من جانب الكابتن هيثم مصطفي وعمار الزبير والرشيد علي عمر,,فيما تم اختيار معتصم محمود وحاتم عثمان ونزار عوض مالك من طرف البرير ومن المتوقع ان يجلس مساعد الرئيس مع كل الاطراف يوم السبت ,,ويختتم اللقاءات بلقاء بين البرنس والبرير بالقصر الجمهوري هذا وقد تم اخطار كل الاطراف بمافيها رئيس الهلال والكابتن والمجموعه التي تم اختيارها
فلك الله بـاوطـــنى !
02-22-2014, 07:51 AM
بكرى ابوبكر
بكرى ابوبكر
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 18728
أعود اليوم وقد تمدد الحزن والأسى، والإحساس بالإحباط حتى عميت القلوب من الغضب وما صار فينا رجل حكيم. وصرنا نجاهر بالعداوة ونفرح بإراقة الدماء ونهلل لسقوط شبابنا قتلى فى حروب عبثية. وحتى فى نقاشاتنا المنبرية نظل نتوعد بعضنا البعض بالثبور وعظائم الأمور. حقيقة أن هذا الوضع قد أفرخه وفرضه النظام الدموى. ولكن لم يختلف عنه فى الفظاظة والجرم من يدعون الثورية ويعدون بمجتمع العدل والديمقراطية. ولأنهم لا يمارسونها حقا فى علائقهم ولا فى تنظيماتهم، فأنى لهم أن ينشروها فى المناطق التى يبشروننا بأنها محررة. وقد قاموا فيها للتو بذبح هذا العميل ممثل السلطة وقصف ذاك الحى لان فيه أعضاء فى التنظيم العدو. ولو سار الأمر على ذلك فإن حروب الإبادة المتبادلة لن تنتهى حتى يفنى الشعب السودانى بأسره.
أما النقاش فحدث ولا حرج فإن آخر مايمكن أن يوصف به أنه فكرى. فلا قبول بالرأى الآخر ولا إستعداد للتمعن فى منطق القول حتى ولو كان صوابا. فتفشت المكابرة وإستبدلت كلمات الحديث إلى تعابير كأنها رصاصات وقذائف موجهة إلى عقول كل من توهمنا أنه يخالفنا الرأى. وما علمنا أن ذلك أدعى للإقصاء والتخندق العدائى والرد بالمثل والقضاء على أى إمكانية للوصول إلى حلول.
وحزنى لم ينجم عن أننى أتكلم من منطلق نظرة جالس على مقعد وثير ينظر فى تهويم لا يمت للواقع بصلة. وأنما أتحدث عن تجارب مماثلة عشتها مع قيادات كثير من الثورات الإفريقية أبان حروب التحرر. ورأيت أصدقاء الأمس ورفقاء النضال يدفنون بعضهم البعض أحياءا ويقتلون كل من خالفهم الرأى ولو كان على صواب. وهذه ذكريات قد حفزنى على إسترجاعها الأستاذ أحمد الأمين أحمد فى بوسته عن مانديلا. وهى دروس قاسية قبلت طرقها عسى أن تنير وعى شبابنا وقيادات من يسمون أنفسهم بالحركات الثورية. وهذه أمور لن أطرقها هنا ولكننى سأستفيض فيها فى بوست الأستاذ أحمد الأمين رايت الرمح الأفريقى نيلسون مانديلا (1918-2013).. ليس للعزاء!
فالحق أقول لكم ما شعرت بالإحباط وظلمة المستقبل مثلما وحينما رأيت كيف يقرع الكل طبول الحرب والدمار ويعد العدة ويجاهر بالوعيد حتى تملك الرعب قلوب الجماهير، فلا هى سعيدة بنظام جائر ولا مطمئنة لمعارضة مسلحة تظل تعدها بالقسوة والإنتقام لمجرد كونها فى أو من مناطق العدو. ولو درس هؤلاء أساليب وإستراتيجيات الحركات الثورية لكان فى أمكانهم كسب الجماهير وتعبئتها لأسقاط أعتى الأنظمة بأقل عدد من الطلقات والقتلى ولما أوغرت صدور وزاد عدد طلاب الإنتقام يوما بعد يوم. ولو فكروا فى المستقبل بنظرة ثورية لما طال أمد هذه الحروب وخسائرها المادية والبشرية. ولكنها العشوائية والسبهللية والإنجاز بالتمنى الذى ظل يمارسه متعلمونا من قبل إستقلال البلاد: بلا دراسة معمقة للواقع ولا تخطيط ولا إستقراء ولا إستشراف. فلا غرابة أن يكون ويظل الفشل مصيرنا والإحباط لزيمنا.
لذا وبحكم تجاربى فى حروب التحرر الإفريقى لا أرى بشائر أمل بمستقبل يعيد لشعبنا الطيب إنسانيته. ففى الحروب التى قادها أدعياء الثورية فى إفريقيا أحرقت قرى وسممت أنهار وأستبيحت نساء وقتل شباب ويتم أطفال حتى تدخل الحكماء وأوقفوا بعضا من حمامات الدماء تلك. ولكنهم فشلوا فى إيقاف كل القتل والتدمير الذى لم يتوقف منذ منتصف الستينات ومطالع السبعينات من القرن الماضى إلى يومنا هذا. لأن بعضا ممن جعلوا الثأر محركا لمنطلقاتهم ومنظارا لتطلعاتهم ومصدرا لغناهم مازلوا يعيشون ذلك الحقد على بعضهم البعض، وعلى كل من يظنون أنه سهل لأعدائهم التمكن. فصاروا كما الحركات الجهادية الدموية التى تدعى الإسلام وتذبح الناس على الهوية يبررون قصف القرى الآمنة وتفجير لوارى ركابها المدنين الأبرياء بدعوى أنهم لم يقاوموا ذلك النظام أو أرسلوا أبناءهم إلى مدارسه أو تعالج نساؤهم وأطفالهم فى مستشفياته. فأضحت الديار نعيق بوم وبقايا خرائب. والشباب الذى كان يعول عليه للبناء والنماء يقتل ويذبح ويفجر. فما هنالك من فرق بين رينامو فى موزمبيق ولا يونيتا فى أنجولا ولا جيش الرب فى يوغندا ولا الشباب فى الصومال ولا داعش فى سوريا والعراق. كلهم قتلة جهلة؛ يحركهم أشباه المتعلمين بتنظير فارغ خواء لا فيه برامج لواقع بديل ولا تأهيل لمستقبل جميل. ظلام وإظلام على مدى البصر وإمتداد الأفق. .
وعلى قدر ما رأينا وسمعنا فى سوداننا عن تجهيز المقاتلين بأفتك الأسلحة وأقواها دكا وتدميرا؛ وإبادة ألوية وقرى؛ بل الترويج لتوفير السلاح لقتل المواطنين بعضهم البعض، لم نسمع عن تبشير بالسلام والأمان. فما سمعنا من أدعياء الإسلام قول الحق عز وعلا لنبيه الكريم صلى الله عليه وسلم وهو يهم بدخول مكة فى جيش قوامه عشرة آلاف مقاتل أن يلزم الحذر فقد يكون فى أهل مكة من هو مسلم وكاتم لإسلامه أو أنه من الممكن أن يصير مسلما كما فى الآية الخامسة والعشرين من سورة الفتح. بسم الله الرحمن الرحيم: " هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدي معكوفا ان يبلغ محله ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم ان تطؤوهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم ليدخل الله في رحمته من يشاء لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا اليما". وحتى تلك الفصائل التى تدعى الثورية ما علمنا أنها قد علمت مقاتليها القراءة والكتابة، أو ثقفتهم بأمور الحياة، أو أهلتهم لتولى الإعباء، ولا دربتهم على علاج الجرحى من المدنين، ولا جهزتهم لتخفيف الأسى والعذاب عن المنكوبين، أو وعتهم بأمور الصحة والغذاء، كما يجب أن تفعل طلائع الثورة حيثما أرادت تغيير حياة الناس للأفضل وكسب ود الناس بدل إرهابهم ونهبهم. ولم نعلم حتى لو أنهم علموا مقاتليهم أخلاقيات وتبعات حمل و إستعمال السلاح، قبل أن يوضع فى أيديهم. وكيف أنه يجب أن يكون وسيلة ضغط للتغيير وليس أسلوب حياة للتقتيل والترهيب وفرض القهر على المواطنين العزل الأبرياء.
ألم أقل لكم أن أشباه المتعلمين سواء أينما كانوا؟
ولك الله ياوطـــنى!
03-08-2014, 00:59 AM
munswor almophtah
munswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368
البروف عبدالرحمن السلام ورحمة الله عليك (الآن حصحص الحق) حفظك الله ورعاك يا دكتور فقد هبشت عصب الحقيقه بمبضعك الماهر وقلتها مشخصا والحزن يمور فى جوانحك الوفية المخلصه فيا أستاذى لا ندرى ماذا حدث بنا وما الذى طرأ علينا وحلّ بنا فى هذه السنين العجاف الجافه - ودى لك وكثير السلام
03-23-2014, 01:11 PM
عبدالرحمن إبراهيم محمد
عبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591
Quote: البروف عبدالرحمن السلام ورحمة الله عليك (الآن حصحص الحق) حفظك الله ورعاك يا دكتور فقد هبشت عصب الحقيقه بمبضعك الماهر وقلتها مشخصا والحزن يمور فى جوانحك الوفية المخلصه فيا أستاذى لا ندرى ماذا حدث بنا وما الذى طرأ علينا وحلّ بنا فى هذه السنين العجاف الجافه - ودى لك وكثير السلام >
ما حدث لنا يا أخى هو أننا فئة المتعلمين إستمرأنا السبهليلة والعشوائية والإنجاز بالتمنى والقناعة بالأحلام بدلا عن التفكر والتفكير والتخطيط والمثابرة والإجتهاد والثقة بالذات إيجابيا إستشرافا للفعل والعمل. وقد آثر كثيرون منا بلوغ المرام سلبا أما بإلغاء الآخر أو تحطيمه. فأضحى الإنجاز لدينا سالبا على الدوام: كم شخصا حطمنا، وكم عدوا قتلنا، وكم فكرا قهرنا، وكم رأيا فندنا، دون بديل نبذل ولا عطاء نوصل. ودون أن نعى فى خضم هذه السلبية أننا لن نبلغ مراما لأن الآخر مبغاه هو نفس مبغانا وأهدافه تتطابق أهدافنا. فنحبط ويصيبنا الياس والقنوط ونظل نلعن فى "البلد الحفرة" و"الشعب التـافه" و"الوطن الكارثة" ومقولة شيخ ابو سن"السودان زى بول الجمل عمره مايمشى لى قدام" ومادرينا أننا نزرع القنوط ونقبر الأمل بذلك! فكيف لنا إذا أن نتخطى الصعاب ونجتاز المحن ونستشرف الإنجاز؟
هناك خطوط حمراء فى مصير الأمم. وأشدها خطورة هو فقدان الأمل فى الوطن والقنوط من الشعب والزهد فى الأمة. وتتضاعف فداحة الكارثة وكبر الجرم حينما يصل إلى هذه المرحلة الشباب الذين يفترض فيهم أن يكونو بذرة التغيير وأمل الإنجاز ومعاول إعادة بناء الأمة. ومما يحز فى النفس أننا ننتشى ونطرب ونحن نرى الشباب يكيلون السباب للوطن دون أن نفرق بين العداء للنظام والخيانة للوطن. هذا وطننا فلنعمل على أنتشاله من "الحفرة" التى دفناها فية وحكمنا علية بوعينا أنه سيظل خالدا فيها أبدا.
فمثلا بقدر ما سعدت بشاعرية الشاب محمد عبيد الفاضلابى وهو ينزف شعره بصدق، بقدر ما أوجعنى حتى النخاع تصريحه بكره الوطن فى قصيدته التى بترت من برنامج ريحة البن. وهو الشاب الذى يفترض فيه التغنى بالأمل وحتمية الإنعتاق الذى لابد منه. فكيف يمكن للوطن أن يخرج من وهدته وأن يتقدم إذا ماكان الكل بمن فيهم الشباب ينتظرون أن يتغير حال الوطن بدون جهد ولا عمل ولا عطاء ولا حتى بعقد النية الإيجابية فى العمل من أجل التغيير، بدلا عن السلبية التى تمكنت منا فى إنتظار المجهول الذى سيعيد للوطن أمجاده. فنحن وخاصة شبابنا هم الوحيدون الذين فى أمكانهم تغيير هذا الواقع المرير وبناء البديل المرتجى إن أردنا:
فوالله قد إهتزت روحى وتضخمت مواجعى لرفضى القاطع لنبرة اليأس تلك؛ فجرت أبياتى الفورية هذه تجاوبا روحيا مع عطاءه وتوجيها لما تجب أن تكون عليه روح الشباب: فـَــتـِّـح طـاقـات الأمــل
عفيت منك أبوى شـعرك تمام وكل كلامك حق فتيت مواجعنا رصيت الحقيقة البى حـروفا تبق ذكرتنا للشرف الكان عزيز فينا نتباهابو نتشدق لكننا إنذلـينا تـب من كل وضـيع ووطـنا إتفرتق ساس الوطن هدوهو كليا ومرق الركيزة أنشـق ماتت كُلُّ أحـلامنا والشـمس غابت والقمر خنق بس ياوليد قلبى أيـاكَ تقـفل لى باب الأمـل تغلق ما تكره للوطـن المن دونه لايمكن قليب بيخـفق الوطن مامات أبوى ولا يمكن حتى إن عشـرق وأكيد، بى قحـتكم يا شـبابنا كل المرض بيمرق وينتـَفَّ المنافق السمسار اللى خير البلد بيسرق وسيل الثورة يتحدر مطرهطال بى رعد وبرق يغسل الأفاك والكتال وكل مريض عياهو شـبق أجلخ أشعارك سيوف للعز جردها للنزال تبرق أبنو البلد تخطيط سليم بالعلم وشـورة بى منطق عشان تفرح آمالنا طنبورا يرن ووازتنا تتنطق اللافـح العمة مكوية والليى طاقيته ميّيل وشـنق أخوات عزه يتباهن فخُـر ويرفعن للوطن بيرق تتلم أطرافه تتقدم، جنوب وشمال غرب وشرق نموت نحنا ويعيش وطن لى عالى المقام يسمق
07-05-2014, 01:14 PM
HAIDER ALZAIN
HAIDER ALZAIN
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 22434
لك التحايا والشكر على مداخلتك التى طال عليها الزمن وقصرت أنا فى الرد عليها لظروف صحية ومشاغل مهنية أبعدتنى عن الموقع والوسائط الإجتماعية. فلك العتبى!
من المفارقات، وأنا أهم بكاتبة تعليقات عن أخبار محزنة قرأتها، وجدت أمنيك الرائعة فى حق شعبنا المكلوم من كل طرف وجانب. فقد كتبت يا أخى:
Quote: اتمنى ان يعود عليك وعلينا بالخير ووطن جميل معافى..
فحزنت وأزداد غمى لأن أمنيتك مع شديد أسفى لم تتحقق بل تردينا إلى درك أسفل من ذى قبل. وأصدقك القول أننى أنا رجل متفائل بطبعى. ولكن بعد قراءة ما سأورد أدناه تأكد لى أن من يدعون أنهم نخبة البلد وقيادات مواقعها هم أكثر كارثية على الوطن من زبانية نظام نزق. فـأقرآ مثلا أن الأخ الأستاذ زهير عثمان حمد قد بشرنا بأن:
Quote: الكاردينال يفجر قنبلة الموسم ويقترب من التعاقد مع البرازيلي رونالدينهو...[وأيضا].. نجح رئيس نادي الهلال اشرف الكاردينال في إبرام أكبر صفقة في تاريخ الأندية السودانية عندما استطاع إقناع نجم الدوري البرازيلي ولاعب فلامنجو السابق (مانقو سانتوس) باللعب في صفوف الهلال . وبحسب ما نقلت صحيفة قوون الرياضية السودانية و التي تابعت الخبر من مدينة (باهيا) البرازيلية فان رئيس نادي الهلال الكاردينال اقد حسم صفقة إنتقال اللاعب بعد مفاوضات طويلة. حيث وافق اللاعب علي التعاقد مع النادي الازرق في صفقة تاريخية
وأضاف لنا الدكتور ياسر عبد القادر بأنه:
Quote: فعلا تم التعاقد مع كابتن منتخب مالي و كابتن منتخب إثيوبيا...و حارس الكاميرون و لاعب فرنسي الجنسية...وبشر بقدوم اللاعب البرازيلي عبر الخطوط القطرية ...وتعاقد مع المدرب البلجيكي و مع مدرب أحمال و مدرب لياقة فرنسيين
فأسقط فى يدى وغمت نفسى وتضعضت قواى العقلية والجسدية وأنا أسائل نفسى: كم من الملايين قد صرفت على هذا البذخ الفاجر؟ كم مدرسة كان يمكن لهذه الملايين أن تفتح وتؤسس وتوفر المعدوم من الكتب؟ كم من الأطفال كانوا سيسعدون بمستقبل باهر؟ ماذا سيستفيد الشعب السودانى أو الوطن من هذا الإبتذال؟ أى إستثمار للمستقبل هذا؟ أم هو تخدير مقصود لصرف الأنظار عن المآسى العدمية التى تعيشها الأمة ويعانى منها السواد الأعظم من الشعب؟
يا لوجعتك يا سودان!!! فالملايين من العملات الصعبة التى يكدح في إنتاجها الغلابة تبعثر فى ما لا ينفع؛ بأى زاوية نظرت. وأغلب النساء والأطفال والرجال من غالبية الشعب وفى أطراف البلاد المختلفة يئنون من الجوع ويتساقطون من العطش ويتلاشون من المرض ويبادون بالحروب والتدمير. حتى بلغت نسبة الفقر فى السودان أقصى مداها إلى درجة أن صنف السودان كأسوأ بلاد العالم فقرا وظلما ومرضا فى ذيل قائمة البلاد المنهارة.
فمتى يفيق أمثال هؤلاء الذين يهدرون أموال البلاد والعباد؟ متى تصحو ضمائرهم حتى يروا حقيقة الإنهيار فى كل جوانب الحياة فى سودان كان فى مقدمة الأمم؟
لا تظن أننى أعارض الرياضة أو كرة القدم. كلا؛ فقد لعبت لفريق من الدرجة الأولى وكنت كابتنا لفريق جامعة الخرطوم، ومازلت أستمتع بمشاهدة المباريات. ولكننى أعارض مبدأ تبذير الأموال فى الخارج فيما لا يعود على البلاد بأى خير. فمستوى كرة القدم السودانية فى تدنى وإنحطاط لم تشهد البلاد مثيله!
أليس من الأجدر إستثمار هذه الملايين فى لاعبين سودانين؟ أو قيام فريق الهلال بإنشاء أكاديمية رياضية لإعداد أبطال المستقبل منذ نوعمة أظفارهم مع حصولهم على درجة من العلم عالية؟ أليس من الممكن أن تخرج مثل هذه الأكاديمية فائضا من اللاعبين يمكن أن يتعاقد بعضهم عالميا؟ الا يكون مثل هذا النهج هو إستثمار مادى وعينى ومعنوى عظيم للبلاد؟
ولكنه عمى البصيرة وأنانية الماسكين على زمام الأمور فى أكثر المواقع والمرافق والأندية والتنظيمات وأوجه الحياة فى المجتمع. وحـقـا هـى تـفاهــة أدعياء الصفوية والنخبة
وبعد كل هذا يجيئك من يبشرنا بإمكانية فوز كاسح للهلال أو المريخ؛ وفريقنا القومى كسيح وسيظل كسيحا مكتسحا من كل فرق أفقر دول العالم وأكثرها تخلفا، فقد فقناهم فى التخلف والفقر والتدنى.
ولك الله ياوطــــنى...!
12-27-2014, 07:51 AM
عبدالرحمن إبراهيم محمد
عبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591
بشرنا أخ كريم بما حسبه قمة فى الإنجاز التنموى، الذى سينقل العاصمة الخرطوم إلى مصاف أرقى العواصم العالمية. وجاءنا بالخبر وهو فرح به جزل، يزف إلينا إنجازا جديدا لنظام البشير الذى لا يعلو على إنجازاته إنجاز:
Quote: يجري الان بناء اكبر نافورة في السودان بميدان ابوجنزير سابقا بوسط الخرطوم امام برج البركة..وتم عمل فرش الاسمنت الارضي.. وهذا جزء من المخطط الهيكلي لولاية الخرطوم.. وهو تجميل الميادين والساحات العامة .. وصرحت الاستاذة احسان مصطفى همت مديرة الوحدة الادارية .. ان عمل النافورة سيستمر.. لافتتاح المشروع ضمن مشروعات الولاية المفتتحة باعياد الاستقلال
وقلت فى نفسى يا له من برهان لما ظللت أسوقه فى هذا البوست بأن جل المتعلمين وأدعياء الثقافة والطبقة التى وهبها الله و أقتطع لها هذا الشعب من قوته وقوت عيالهم ما مكنهم من التعلم للإسهام فى رفع الغبن عن سواد الناس ومنح المحرومين منهم أدنى حقوق المواطنة والإنسانية؛ فإذا بهم أنانيون جاحدون "فى اللا شعور حياتهم فكأنهم صم الصخور."
فلنا أن نرى فى هذه الصورة عمق المأساة وكارثية الفاجعة وموت الضمير والإحساس لمن نصبوا أنفسهم حكاما لهذه الديار وأسرفوا فى وعودهم بأن الله سيغير واقع هذا الشعب على أياديهم. فحبط تدبيرهم وخاب فأل كل من عشم فيهم.
فهل أنا فى حاجة لأعلق على عظمة إنجاز النافورة ألضخمة التى ستضخ شاهق الأمتار من المياه الصاعدة إلى عنان سماء الخرطوم؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة