أى بـشــر هـذا الـشــعـب لــيـقـبـل بـهـذا الإنـحــطـاط وتـفـاهـة الـنــخــبـه؟؟؟

فــى عــهـد الـحـضـارة الـتـقــنـيـة الــرفــيــعــة والـقــرن الـواحـد والـعـشــريـن،

والــوطــن يــتـمـزق نـتـيـجـة للأنـانــيـة، والإســـفـاف، والإســـتـغـلال،

والـضــيـم الإجــتـمـاعـى، والــظلـم الإقــتـصــادى، والـقـهـر الـســـيـاســى،

والإنـحــدار الأخــلاقـى فـى دولـة "الـمـشـروع الـحــضــارى"

نــصـدم كـل يــوم بــمـثــال آخــر بــشـــع لــتـعــالى الـمـتـعـلـمـيــن

وإحــتـقـارهــم لــهـذا الـشـــعـب وأبــنـاءه وبــنـاتــه الـمـهــمـشــــيـن.

فــلـك الله يــاوطــــنـى.

فــى كـل الـشــعـوب الـتـى تـــحـــتـرم نــفـســـهـا

وتـــفــخـر بــمـاضــيــهـا؛

يــســتـنـــهــض مــثــقــفــوهــا الــمـضـئ مــن تــراثــهــا

والـخـــيـّر مـن تـاريــخــهـا لــيــكـون حــافـزا لــلـنـهـوض

ومــدعـاة للـنــمـاء والـتــقــدم والســـعـادة.

ولــكـن وللأســــف: نــرى الـمـتــعـلــمـيـن فـى الـســـودان؛

ولا أقــول الـمـثــقــفـيـن -- لأن الـثــقـافــة مـدعـاة لـتـنـمـيـيـة الـروح

وتــهـذيــب الـنـفــس وتــضــخــيـم ا لـخـــيـر،

نــرى مــن يـجـب أن يــكـونـو ا الـقــدوة والـمـثـال

يــبـالــغـون فـى تـحـقــيـر هــذا الـشـــعـب

وإســـتـنـهــاض أقــبــح مــافـى تــاريـخــه الـمــظــلــم

لأرضــاء خــيـلاء جــوفــاء تــدل عــلـى جــهــل فـاضـــح

وإنــحــطـاط أخــلاقـى ردئ.

فــى الـوقــت الـذى تــنـاضــل فــيـه إخــواتـنـا الــكـريــمـات

مــن أمــثـال نــجـلاء ســــيـد أحــمـد ومــريـم الـصــادق؛

الــلــواتـى يـضــربـن الـمـثـال للـتـفـانـى ونــكـران الـذات مـع زمـيـلاتـهــن،

والـنــمــوذج للإبــاء وعــزة الـنـفـس -- رغــم تــعــرضــهـن للـقــمـع والـتـنـكـيــل،

ويـجـدن بــالـدمـاء الـغــالــيـة مـن إجــل الإرتــقـاء بـقـيـم الــوفـاء لــهـذا الـشـــعـب

ورفـع الـظــلـم عــن الـمــرأة لــتـلــعـب دورهـــا الــطـلـيـعـى

فـى دفــع الـقــهـر والـتــســـلـط.

نــجــد مــثـل هـذه الـمـأفــونــة -- الـمـســكـونـة بـأشـــبـاح الـمــاضــى

مــن عــهــود الــرق وعــصــور الـعـبــوديـــة؛

تــســتـحــلـب أقــبــح مــافــى تــاريــخــنـا؛ والـمــخــزى مــن

ســـجـلات تــجـاوزات أجـدادنــا فــى حــق أبـنـاء وبـنـات الـوطـن

والـعـشـــيـرة. لــتـكــون مــســخـا كـاريــكـتـيريــا

فـى مـســرحــيـة عـبــثــيـة تــدل عــلـى

غــثـاثــة نـفـس ونــتـانـة عــقـل.

يــفــتـرض فـى الإعــلامــيــيـن أن يــكـونــوا

مــن مــشــكلـى الـوعـى لـدى الـشـــعـوب

ونـاشـــرى الـعـلـم والـثــقــافــة بــيــن الــنـاس.

وســـواء رضــيـنـا أم أبــيــنـا فــإن الـمـذيـعـيـيـن

فـى كـثـيـر مـن الـمـجـتـمـعـات يــمـثــلـون الـنـخـبـة الـتـى يـعـتـد بـرأيــهـا؛

ويــتـمــثـل الـنـاس بـتـصــرفـاتـهـا ويـحـاكــون أمـزجـتـهـمــا ومـيـولـهـا.

فــإذا مـاســلـمـنـا جــدلا بـأن مــذيـعـيــنـا فـى الـســودان، رغـم غـثـاثـة بــعـضـهـم،

يــمـثـلـون شــريـحـة يـجـب أن تــكـون الـنـمـوذج الـمـتـزن

الـذى يـحـتـذى، نــصـاب بـالـدوار والـغـثـيــان لــتـصـرفـات

بـعــضـهـم وســقـم مـثـالـهــم وحـقــارة أفــعــالـهــم.

الأخ عبد الرحمن

مرات الواحد بيحس بتفاهة البشر

لكن تاني بستغفر ويقول دي الفئة التي علي السطح

وغالبا الذي علي السطح بيكون سطحي

ولم يكونوا نخبة في يوم من الايام

مجرد مظاهر والمظاهر خداعة

فلا تاسى علي الجاهلين
صحتك بالدنيا

Quote: لـك الله يــاوطــــنـى.

فــمـثــلا: ســـواء أن قـصـدت هــذه أو عـن جـهـل

فــإنــهـا صــــرحـت بـأفـعــالـهـا أنـهـا تـريـد أن تــكـون

مـلـكـة وســيـدة يــوم زواجــهـا.

ومــادرت، أو لــربـمـا أرادت وقـصـدت، أن

تــسـتــنـهـض الـســـقـيـم مــن تـاريــخ الـذل والـعـبـوديــة

فــى ماضــى هــذا الـوطــن الـجــريــح؛ لــتـرضـى غــرورهـا.



مــا مــعـنـى أن يــحـلـمـهـا هــؤلا الـمـســتـضــعـفـون

الــذيـن فـرضـت عــلـيـهـم قـســوة الـحـيـاة

أن يــرضــوا بـإســتـغــلال الـمـغـتـنـيـن مـن عــرقــهـم وذلـهــم؟

بالله قــولـى لـى مـامــعـنــى هــذا؟



يـــالــدونـــيــتـــنــا إن رضـــيــنـا بــمـثـل هـــذا الـغــثــاء.



ولــك الله يــاوطــــــنـى!!!

يحياتي يا عبدالرحمن,

الأرجح أن تكون قد فعلت ذلك عن جهل
وعي المذيعين و المذيعات ليس من هموم الإعلام المرئي و القائمين على أمر الثقافة و الإعلام هناك في زمن المسخ هذا كما نشاهد كل يوم! بعدين ما تنسى أن فكرة "الإستثمار" هذا هي فكرة "ذكورية" في المقام الأول لذلك "يجب" أن تتجه سهام النقد نحوه/هم بدءا, من الخليج و حتى لوس أنجلس, لذلك فالمأفونين إنما هم بعض منا نحن معشر الرجال في زمن "الرجولة تطير" هذا مع سهم آخر حتى و لو كان طائشا قبالة أعضاء الفرقة من "ذكور أهل الكهف" هؤلاء في لحظة "الإستفتاء" الماثلة!
العروس دي ما نحمل عليها شديد في يومها "ضل الفيل" لأن أصحاب المال و الأفكار و الأعمال هم خبثاء المستثمرين من الرجاااااال !!

نرجع للإستفتاء!

Quote: فــى كـل الـشــعـوب الـتـى تـــحـــتـرم نــفـســـهـا وتـــفــخـر بــمـاضــيــهـا؛ يــســتـنـــهــض مــثــقــفــوهــا الــمـضـئ مــن تــراثــهــا والـخـــيـّر مـن تـاريــخــهـا لــيــكـون حــافـزا لــلـنـهـوض

نحن يا بروف كل مشاكلنا وللاسف من مثقفينا

هم الذين يكرسون النظم الشمولية ويزينون لسلطانها الحكم

لك الله يا وطني

ولا تعجب اخي المحترم ان جاء ك احدهم او جاءتك احداهن لتقول ان العبيد راضون او ان فلانا او علانا قد حمل كما حملت
فلما تبخسون الناس اشيائهم ؟؟!!!
فلنبك انحطاط الفكر وتقهقر الوعي في ذاك الوطن المرزوء

بعتقد عموماً انه بالدعوة دي ممكن عيش الناس دي ينقطع

مُش هم كونوا فرقتهم دي عشان ياكلوا عيش والا كيف؟

طالما انه الفهم قايم على انه لونم كدة ومهمشين كدة والكلام دا يبقي اي شغلة يشتغلوها ويكون
مديرهم لونو فاتح ممكن تتنمط انه استغلال ليهم

خلو الناس تاكل عيش

Quote: خلو الناس تاكل عيش

طيب يا حيدر لما لا يدعون الناس ياكلون عيش من الدعاره؟؟؟؟!!
اليست هي نفس الاتخطاط ؟؟
كلاهما امتهان لكرامه الانسان لقاء الاجر

Quote: طيب يا حيدر لما لا يدعون الناس ياكلون عيش من الدعاره؟؟؟؟!!

يا خالة دوما مافي اي مقارنة هنا ..

الدعارة شئ .. وكون انه ناس تعمل فرقة بتاع زفاف عرسان بتقلد بيها فرق في دولة تانية
وحتي لابسين زي ملابسهم التراثية وبيشيلو ويدللوا الناس شئ تاني ..

في بعض مناطق مصر العروس بيشيلوها
في المغرب بيشيلوها
وهسع في السودان برضو عاوزين يشيلوها..

قلنا رائنا يا حيدر فليحملها اهلها واهوانها وعشيرتها ولكن لا
لاحياء احط ما مارسته الانسانيه وهو استعباد الانسان لاخيه الانسان .

Quote: لا لاحياء احط ما مارسته الانسانيه وهو استعباد الانسان لاخيه الانسان .

يا خالة دوما انا بشوف انه فد شبهة استعباد هنا مافي .. وكمان لا مجال بمقارنتك ليهو بالدعارة بعد قريت تعديلك ...
الموضوع باختصار بعيدو تاني .. - فرقة اتكونت لتعمل زفة في الافراح - لديهم نماذج مختلفة من الزفات وهم بيعرضو نفسهم في سوق الله اكبر .. انت بتجي اها يا ناس عندكم شنو من الزفات .. عندنا كيت وكيت وكيت .. طيب عاوزة النموذج دا .. أوكي يازولة دا تمنو كدة .. يفتح الله .. يستر الله .. وتمت

واحد عندو زراعة . وعاوزين مزارعين يفلحوها ليهو .. اتقدمو ليهو ناس .. اها يازول بناخد في الساعة كدة .. يفتح الله انا لاقي ارخص .. اوكي بنخفضها لكدة .. يستر الله .. وكيت ..
عامل بناء .. حفار ابيار .. راعي بقر ..

الاستعباد هو شنو ؟؟ مش زول ياهو العبد الكان بيعمل عند سيد مقابل اكتر وشراب ولبس وما عندو خيار في انه يختار ما يعمل ..!!

ديل عندهم الخيار انه يرفضو او يوافقو بالمقابل المادي .. لكن لو ما بقي عندهم خيار يبقي معليش كلامك صااح ..

اما هي نفسها ترضي يشيلوها او ما يشيلوها ما اظن انه الامر اكتر من بريستيج لكن اطلاقاص ما بيكون زي نظرة الاخ كاتب البوست دا او انه العملية مقصودة حتي ولو في العقل الباطني
بعتقد انه عقلنا الباطني نحن اللسع ماطلع من حتة سادة وعبيد دا هو البيطلع القصة دي من كون انها مظهر بتاع فرح عادي مستجلب ومستلب بيجي يضعها في حتة انها اجترار لماضي سحيق من العبودية

تحياتي

الأخــــت دومــا

والأخ حــيــدر الــزيــن

لــكـمـا الـتــحــيـة والــتــقــديــر:

فـى مـطـلـع الـثـمـانـيـنـات قـدمــت مـحـاضـرة فـى بـوســـطـن

بــعـنـوان عــقـدة الـمـهـرج (Clown Syndrome)

فـى مـمـارســات الأفـروأمـيـركـنـز ( الأمـيـركـان الـســود).

وأشــرت إلـى حـقـيـقـة أن كـل الـبـارزيـن وســط الإفـارقـة الأمـيـركـان

يـمـارســون ضــروبـا مـن الـتـهـريـج كـل فـى مـجـالـه وذلـك لـلـفـت الـنـظـر الـيـهـم؛

وإســتحـســان الـذيـن يـســعــون لإرضـائــهـم أو إســتـفــزازهــم

وأؤلـئـك كانـوا فـى الـمـاضـى الـسـادة الـبـيـض.

وفـى مـطـلـع الـنـدوة تــعـرضـت لـمـسـاءلات وإســتـفـزازات حــول إخـتـيـارى

لـلـمـوضـوع والـعـنـوان. ولـكـن بـعـد أن إنـتـهـت الـنـدوة أمـن الـكـثـيـرون

عــلـى وجـهـة نـظـرى. إذ أشــرت إلـى أن الـتــهـريـج يـبـدأ

عـنـد مـحـاولـة الـمـقـهـور أو الـذى يـشــعـر بـدونـيـة لـلـفـت إنـتـبـاه مـن هــو

أقــوى مـنـه أو يـفـتـرض ذلك. وبـمـا أن فـرص الـبـروز مـحـدودة فـى

إطـار الـواقـع فـى مـجـتـمـعـات الـتـســلـط والـعـبـوديـة، يـلـجـأ الـمـقـهـورون

إلـى الـبـروز فـيـمـا يـسـمـح لـهـم بـه الـمـجـتـمـع خـاصـة الـغـنـاء والـمـوســيـقـى

والـريـاضـة كـمـجـالات تـرفـيـهـيـة لإسـتـمـتـاع الـمـتـسـيـديـن.

وأشــرت إلـى الـفـرص فـى الإذاعـة والـتـلـفـزيـون الـتى تـعـمـق تـنـمـيـط دور الـســود

فـى الـتـرفـيـه كأوبـرا ونـفـرى وبـيـل كـوســبـى. وخـيـر مـثـال أن الـجـامـعـات تـمـنـح

الـســود مـنـحـا دراســيـة للـعـب كـرة الـقـدم الأمـيـريـكـيـة وكـرة الـســلـة.

وقـل أن يـجـدوا فـرصـا فـى الـعـلـوم أو الـمـهـن الـطـبـيـة و الـهـنـدســيـة.

فـيـضـحـى نـمـط مـحـاولـة الـبروز تـرفـيـهـيـا حـتى فـى الـوسـط الأكاديـمـى

كـبـروفـيـســور قــيـتـس وكـورنـيـل وســت وأسـلـوبـهـمـا فـى الـكـلام والأداء

رغــم ســمـوق عـلـمـهـمـا وشـمـوخ درجـاتـهـمـا، وفـى الـسـياسـة كـجـسـى جـاكـسـون

والـقـس شــاربـتـون وحـتـى الـقـسـاوســة فـى الـكـنـائـس والأئـمـة فـى الـمـسـاجـد.

وفـيـلـم عـودى يـا أفـريـقـيـا يـعـطـيـنـا نـمـوذجـا مـن ذلـك الـدور الـتـرفـيـهـى للـمـهـرج

وكـأنـى بـهـؤلا الـشــبـاب مـن جـنـوب أفـريـقـيـا فـى

نـيـوأورلــيـز أو نـيـويـورك بـأمـيـركـا أو حـوارى لـنـدن.



أرجــو مــراجـعـة الـبــوســـت

ميريام ماكيبا Miriam Makeba الذكرى الثانية للرحيل

لـــذا فـالـتـنـمــيــط هــو الـمـشــكـلـة.

وإضــطـرار للـنـاس لـكـســب الـعـيــش بــمـا يــهـيـن إنــســانـيـتـهـم

مــرفــوض، مــرفــوض، مــهـمـا كـانــت الأعــذار!

وكــما قـــلــت وقــال أخــى طــارق مــيــرغــنــى


لـك الله يــاوطــــنـى!!!

شكرا للعلامه بروفسير عبد الرحمن ابراهيم محمد
يا اخي احييك واحي هذا الوعي المتقدم والتحليل الرصين .
في انتظار المزيد من تحليلك العلمي لهذه الظاهره المشينه.

حيدر الزين انا عارفاك اصلك ما بتتغالت
لكين اقول ليك شئ
شفت منظر المراه القاعده فوق عرشها دي شايلنها الرجال ديل بطريقه لبسهم دي وطريقه حملها دي ما عندها اي تفسير غير انها تمثيل لملكه وعبيد الموضوع هنا ما موضوع انهم عايزين ياكلو عيش وانهم ما عبيد بل احرار وقابضين السعر او انه هي ما ملكه بل مجرد امراه من غمار الناس الموضوع هنا الفكره ذاتها
the notion itself. You know what struck me was not her naked arms but the throne being carried by those men dressed like slaves and her highness seated as a queen

Quote: حيدر الزين انا عارفاك اصلك ما بتتغالت لكين اقول ليك شئ

الله ما يجيب يوم الغلات يا خالة دوما هي اختلاف وجهات نظر بس ...

يعني انتي ليك وجهة نظرك وانا لي وجهة نظري ووجهة نظرك بتختلف عن وجهة نظري باعتبار انه كل واحد فينا بينظر للمنظر دا من موقع ناظر بيشوف منظر غير المنظر البيشوفو الزول التاني من حيث هو بينظر للمنظر فاكيد هنا نظرات الناس ما بتكون بنفس المنظور البنظر بيهو التاني .. لوووول

تحياتي ليك واحترامي لكلامك اعلاه

الاخ عبد الرحمن .. تحية وتقدير ..

كويس انك قلت المحاضرة كانت في منتصف الثمانينات عشان ما اقول بتتكلم عن الحاضر ..

لكن مستغرب انك تضع القس جيسي جاكسون واوبرا وينفري كمهرجين .. ولميت ليهم الرياضيين ايضاً..

طيب بالنسبة للبيض البيمارسوا نفس الدور دا هل هم مهرجين ايضاً ام بيرفهو علي نفسهم

مع اتفاقي التام معاك في

Quote: إذ أشــرت إلـى أن الـتــهـريـج يـبـدأ عـنـد مـحـاولـة الـمـقـهـور أو الـذى يـشــعـر بـدونـيـة لـلـفـت إنـتـبـاه مـن هــو أقــوى مـنـه أو يـفـتـرض ذلك

تحياتي

أخـى الـكـريـم حـيـدر الــزيــن

تــحــيـاتـى وشـــكـرا عـلـى الـمـداخـلـة.

جــيـســى جـاكــســون مــهـرج كـبــيـر ويـحـب الـظـهــور

وأنـتـقـد عـلـى ذلـك بـشــدة عــنـدمـا مـارس ذلـك

ســاعـة مــقــتـل مـارتـن لــوثـر كــنـج. ويــقـال أنـه هــو

وإبــنــه عــمـلاء لـمـكـتـب الـتــحـقــيـق الـفـيـدرالـى الــFBI وإعــتـرف إبــنـه.

أمــا عــن أوبـــرا فــقـلـت أن الـفـرص تــمـنـح فـى مــجـال الـتـرفـيـه

وفـى بـدايـاتــهـا كانـت مـهــرجــة كــبــيـرة.

ولاتـمـنـح الـفـرص فـى الـمـجـالات الـهـامـة فى الـعـلـوم والـتـكـنـلــوجــيـا.

ومــثـال عــلـى الـتـنــمــيـط أرجــو مـلاحــظـة الأدوار الـمـبـدعـة الـتى أداهــا

كـل مــن ديــنـزل واشـــنـطــن وهــالـى بـارى.

ولــكـن رغــمـا عـن ذلـك لـم يــنـالا جــائــزة الأوســـكـار إلا عــلـى أتـفـه دوريـن أديــاهــمـا

ديــنـزل عـن فــيـلـم يـوم الـتـدريــب الـذى مـثـل فـيـه دور الـمـجــرم الــتـافـه

رغــم أنـه كـان رجــل شـــرطـة ومـات مــقـتـولا مــثــلـه مــثـل

الـمـئـات مـن الــســود الـذيـن يــقـتـلـون كـل يــوم فـى إطار الـجـريـمـة.

وهــيـلـى بارى عـن دور الـعــاهــرة الـتى تــضــاجـع الـرجـل الأبـيـض

بــإبـاحــيـة قــذرة وهـــو قـاتـل زوجــهـا الـذى شــارك فــى إعـدامــه.

هــذا هــو مــعـنـى الـتـنــمـيــط.

فـــهـل تــعــلـم أن مـكـتـشــف عــمـلـيـة نــقـل الـدم طـبـيـب أســـود

مـات لأن الـمـسـتـشــفـى ا لـذى نــقـل إلـيـه بـعــد حـادث حــركـه

رفـض نــقــل الـدم إلــيـه لإعــتـقـادهـم بـانـه لافـائـدة مـنـه كـأســـود.

يــا أخــى حــيـدر، لاعــبـى الـكـرة يــمـنـحــون الـمـلايــيــن لأن الـمـجـتـمـع يـفـصـلـهـا

عــلـيــهـم. فــلـمـاذا لايــمـنـحــون الــفـرص فـى الـطـب والـتـكـنـولـوجــيـا وإدارة الأعــمـال؟

(ســـأروى فـى الـمـستـقـبــل تـجــاربـى مـع الـطـلـبـة الـســود فـى جــامـعـة بــوســطــن

والـتـنـمـيـط الـمـنـهـجـى الـذى كـانـوا يـتـعـرضـون لــه).

الأخ الـكـريــم حـيـدر الـزيـن:

هــذ أحـد الـنـمـاذج الـتــى أقـصــد بالــتـهـريــج فـى الـكـنـيــســـة



وحــتـى الـنـاقـــد مــمــثــل

عزيزي البروف عبد الرحمن

Quote: وســـواء رضــيـنـا أم أبــيــنـا فــإن الـمـذيـعـيـيـن فـى كـثـيـر مـن الـمـجـتـمـعـات يــمـثــلـون الـنـخـبـة الـتـى يـعـتـد بـرأيــهـا؛ ويــتـمــثـل الـنـاس بـتـصــرفـاتـهـا ويـحـاكــون أمـزجـتـهـمــا ومـيـولـهـا. فــإذا مـاســلـمـنـا جــدلا بـأن مــذيـعـيــنـا فـى الـســودان، رغـم غـثـاثـة بــعـضـهـم، يــمـثـلـون شــريـحـة يـجـب أن تــكـون الـنـمـوذج الـمـتـزن الـذى يـحـتـذى، نــصـاب بـالـدوار والـغـثـيــان لــتـصـرفـات بـعــضـهـم وســقـم مـثـالـهــم وحـقــارة أفــعــالـهــم.

لا تنسى سياسة الولاء قبل الاداء يا بروف فقد طالت كل الوظائف حتى القضاء نفسه .


اطيب امنياتي

للجميع

مع التحية اقول

" لك الله يا وطني "

دمتم بروف

تعظيم سلام ياسعادة البروف .... وكل سنة وانت طيب

سلامات يابروف وكل سنة وانت طيب ..
والله يابروف كدة حتتلف اعصابك ساكت ياخى العروسة دى بتكون على احسن الفروض خريجة جامعات السليقة واكاد احلف انها غير ملمة بالخلفية التاريخية او الايحاء اللى ممكن يكون موجود فى المنظر دا ودا طبعا غير مظاهر الجهل البادية عليها.. غايتو الله يكون فى عون العريس

هسِع قصة "الـشَـيلان" دي لو جيت أشرحا لولدي، حأيكون ردي شنو على سؤالو:
- يابا دي شني؟
- دي صورة زفه عروس
- العروس وينا؟
- (الود ده مُتْخلِف ولا شنو) هدي العروس، الشايْلِنها دي
- وشايْلِنها لِشنو؟
- يعني ملِكة، والعروس يوم عِرْسها مِتْل الملِكة
- والشايْلِنها ديل منو؟

أها قدٌر ما أزوغ بِجاي وبِجاي، إجابتي ما حتمرِق مِن دي:
- الشيْالين ديل "عبيد" والعروس دي مِن "الأسياد" و"العبيد" أكانو مِن السود(ان) و"الأسْياد" مِن البيضـ(ان)

- يابا نِحنا بلدنا مو السودان؟
- بِالحيل
- يعني نحنا عبيد
- (بِالله شوف إبن الكَـ)

ولو شايف الصورة دي أي خليجي، طوالي حيكون تعليقو:
- بِالله إنتو لسه عِندكُم "عبيد"؟!

هسِع في ذُمْتك الشيالين ديل لو كانو مَشلَخين تلاتة (ااا) ولا مَشلخين لِورا (شايقي) ولا سُلُمْ (H) ولا مطارِق (T)، أكان الحِكاية بِتَلْتِق! تَيِب ده ما "التنميط" الإتْكلم عليهو البُروفْ بِفوق

.

عفوا خارج النص

تأمل يا بروف في عزتنا وكبريائنا ايام زمان

أخــى الـكـريــم أحــمــد خـلـيـل

لـك الـتـحـايـا.

نــعـم أتـفــق مــعــك تــمـامـا

Quote: مرات الواحد بيحس بتفاهة البشر لكن تاني بستغفر ويقول دي الفئة التي علي السطح وغالبا الذي علي السطح بيكون سطحي ولم يكونوا نخبة في يوم من الايام مجرد مظاهر والمظاهر خداعة فلا تاسى علي الجاهلين صحتك بالدنيا

ولــكـن مـســئولـيـة الـمـواطـنـة تـحـتـم عــلـيـنـا أن

نـتـصــدى لـلـخــطـأ ولـلـقـبـيـح مـن الأفــعـال والـمـمـارســـات.

لأنــنـا إن أردنــا مـجـتـمـعـا ســـويـا نـعـيـش فــيـه جـمـيــعـا

فـى أمـان أخــلاقـى وعــدل إجـتـمـاعـى وإســتـقـامـة ســيـاســيـة

يـجـب أن نـبــيـن مـواطــن الـخـطـأ حـتى لايــتـجـذر الـفـعـل الـشــائـن فـى مـجـتـمـعـنـا

ويــصـيـر تـقـلـيـدا ذمــيــمـا. فـبـقـدر تـصـديـنـا لـكل أخـطـاء الـنـظـام الـســيـاســى

يــجـب أن نـحــدد مــوقــفـنـا مـن الـشــائـة فـى الـمـمـارســات الإجـتـمـاعــيـة.

لــو فــعـلـنـا هــذا لــمـا قـبـض عــلـى زمـام أمــورنــا شـــرذمــة مـن الـلـصــوص

والـدجـالــيـن فــاقــدى الـضــمـيـر والأخـــلاق.

فــكـمـا قـال الـمـصـطــفـى صــلـوات الله وسـلامـه عــلــيـه:

"كـيـفــما تـكـونـوا يـولى عــلـيـكــم"

ولـك الــود أبــدا.

ولــك الله يــاوطــنـى!!!

أخــى الـكـريــم الـمـعـــز إدريــس:

لــقـد قــلــت

Quote: وعي المذيعين و المذيعات ليس من هموم الإعلام المرئي و القائمين على أمر الثقافة و الإعلام هناك في زمن المسخ هذا كما نشاهد كل يوم! بعدين ما تنسى أن فكرة "الإستثمار" هذا هي فكرة "ذكورية" في المقام الأول لذلك "يجب" أن تتجه سهام النقد نحوه/هم بدءا, من الخليج و حتى لوس أنجلس, لذلك فالمأفونين إنما هم بعض منا نحن معشر الرجال في زمن "الرجولة تطير" هذا مع سهم آخر حتى و لو كان طائشا قبالة أعضاء الفرقة من "ذكور أهل الكهف" هؤلاء في لحظة "الإستفتاء" الماثلة! العروس دي ما نحمل عليها شديد في يومها "ضل الفيل" لأن أصحاب المال و الأفكار و الأعمال هم خبثاء المستثمرين من الرجاااااال !!

أتــفــق مــعـك فــى مـنـطــق الإســـتـغـلال.

ولــكـن لــوكـانـت حــقـا مـســـتـنـيـرة لــمـا رضيـــت بــذلـك.

بــل عــلـى الـعـكـس يــبـدو أنــهـا مـســـتـمـتـعـة غـايـة الإســـتـمـتـاع بــذلـك الـقــبـح الإجــتـمـاعــى.

ولــو أخـضــعـنـا الأمــر للـتـحـلـيـل الــنـفــســى لأتـــضـح لــنـا

أنــهـا مـحـاولـة نـســائــيـة لــفـرض الـكـيـان وإمــلاء الـشـــروط فـى لــعـبـة

الـــســيــطـرة الـنـفـســـيـة عــلـى بـيـت الـزوجـيــة خـاصـة

مـن جـانـب أهـلـهـا مـن الـنـســاء. وهــى مـحـاولات لــتـقــلـيـم

أظـافــر "الـذكــوريـة" فـى الـســـيـطـرة عــلـى ا لـمـســار الآنـى بـالـظـهـور والـمـفـاخــرة؛

والـمـســتـقــبـلـى للأســـرة بـالإســـتـيـعـاب الـتـدريـجـى للـســيـطـرة الـكـامـلـة.

وهــذا مــوضـوع طــويـل ســـنـوفــيـه حــقـه لاحـــقـا.

ولــك كـل الـشـــكـر عــلـى تـأكــيـد أمــر الإســـتـغـلال الإســـتـثــمـارى.

فــأنـت مـحــق فـى ذلـك.

ولــك الــود والأمـنـيـات الـطـيـبـات.


ولــك الله يـــاوطـــنـى

تحية يا بروف وكل عام وانتم بخير ....وسودان يخرج من كبوته متصالحا مع تاريخه الصادح بالبطولات وقهر الديكتاتوريات...

الظواهر التي تطفح في وجه المجتمع هي تعبير عن النمط الاجتماعي المبهم الذي لا يعبر عن او لا يشبه ملامحنا السمحة في التعاطي مع الفرح....

المثال مثار التساؤل يدل علي سذاجة القائمين به وعدم تعقلهم....حاولوا ان ياتوا بمثال يتميزون به عن غيرهم فوقعوا في حفرة خطا الاستدلال....وفداحة المثال...

اشاركك الاسي في جيل يفقد ملامحه النضيرة يوما اثر اخر....

أخـــى الـكـريـم، البــحــراوى الأصــيـل طـارق مــيـرغـنـى:

لــقـد قــلـت صـادقـا يــا أخــى

Quote: نحن يا بروف كل مشاكلنا وللاسف من مثقفينا هم الذين يكرسون النظم الشمولية ويزينون لسلطانها الحكم

ورغـم إتــفـاقـى مــعـك فـى التــحـلــيـل إلا أنـنـى أعـارض

وصــف أمـثـال هــؤلاء الـقـصـر فـى الـفــكـر والـمـمـارســـة بـالـمـثـقــفـيـن.

فأقــول مـاقــلـتـه أعــلاه:

ولــكـن وللأســــف: نــرى الـمـتــعـلــمـيـن فـى الـســـودان؛
ولا أقــول الـمـثــقــفـيـن -- لأن الـثــقـافــة مـدعـاة لـتـنـمـيـيـة الـروح
وتــهـذيــب الـنـفــس وتــضــخــيـم ا لـخـــيـر،
نــرى مــن يـجـب أن يــكـونـو ا الـقــدوة والـمـثـال
يــبـالــغـون فـى تـحـقــيـر هــذا الـشـــعـب
وإســـتـنـهــاض أقــبــح مــافـى تــاريـخــه الـمــظــلــم
لأرضــاء خــيـلاء جــوفــاء تــدل عــلـى جــهــل فـاضـــح
وإنــحــطـاط أخــلاقـى ردئ.


ولـك كـل الــود والإعــزاز أبــدا.

أخــى الـكـريــم ود شـــيــقــوق:

لــك الـتــحـــيـا يــامـولانـا.

وصــدقـت فــقـد فــقـدت الـكـفـاءة مــعــنـاهــا

فـى زمــن صـار الـحـكـم عــلـى الــغـث بــأنـه

هــو الـمــراد والـمـبــتــغـى.

Quote: لا تنسى سياسة الولاء قبل الاداء يا بروف فقد طالت كل الوظائف حتى القضاء نفسه .

وأصــبـح الــولاء كــمـا قــلـت شـــيــمـة يــعـتـز بــهــا.

فــمـلأ الـمـأفــونــون أجــهـزة الإعـلام صــخـبـا وضــجـيـجـا

أجــوف -- والـبـرامـيـل الـفـارغـة والـطـبـل أجـهـر صـــوتــا

كـمـا عـلــمـت -- أمـد الله فـى أيــامـك.

وصــار كـل مـتـنـطـع ومـتـنـطــعـة بـيـن لــيـلـة وضــحـاهــا

أســـتـاذا وأســــتـاذة ونـــجـمـا لامــعـا مـن نـجـوم الـســـمـاء!

وصــاروا رمــوزا تــحـتــذى ونــمـاذج تــقــلـد!

وصــار الـحـكـم بـالـقــشــور والـمـظـهـر ديــدن الـمـجــتـمـع.

وهـــذى أمــور لايــجـب أن نــدعــهـا تـمـر عـابـرة دون مـعـارضــتـهـا

وتــعـريـتــهـا وكـشـــفـهـا. أمــا غــيـر ذلــك فــخـيـانـة لـلـعـلـم الـذى تـعـلـمـنـاه

والـتـجـارب الـتى حـصــدنـاهـا؛ وتــنــكـر لـســـواد هــذا الشــعـب الـطـيـب

الـذى ظـل يــعـيـش عــلى الأمــل مــع مـشــرق كـل فــجـر ومــغـيـب كل مـغـرب.

يــكـد ويـكـدح ويــبـذل الـعـطـاء مــن أجــلـنـا؛ عــســانـا نـحـمـل أنـفـســـنـا و نـحـمـلـهـم عــنـد حـاجـتـهــم.


فــلــك الله يـاوطــنـى!!!

يــاســعـادة الـمـســـتـشـــار حـسـن طــه مـحـمـد

لــك الـتـحـايـا الــبــحــراويــة الـطــراوة الـطــيــبـة!

ومــنـاهـــل بـحـرى الأمــيـريـــة، الــتى ســــمـاهــا صــديــقــنـا

الـبـاشــــمــهـنـدس طـارق مــيـــرغــنـى بـالـشـــعـلـة الـتى لاتــنــطـفــى!

فـــعـــلا "لــك الله يــاوطــنـى!" ؛

لـــقــد ضــاع ذلـك الـوطــن الــجــمـيـل الـذى عــرفـنـاه

وحــمـلــنـاه فـى الــفــؤاد وفــى الـمـآقــى.

وتــرعــعــنـا فــى رحــابـه. ومـاشـــهــدنـا فــيـه مــا نـشــهـد الـيــوم

مــن الـمـباهــاة الــفـارغــة، والـصــرف الـبــذخــى، والـتـعـالـى الأجــوف،

وإســــتـنـــهـاض الــقــمـئ الـمـشــــيـن مـن تــاريــخــنـا.

وهــنـاك مـلايــيـن الـجـوعـى والـمـرضـى والـمـســـحـوقـيـن الـذيــن لايـجـدون

مــتـطـلـبـات الـحـيـاة حـــتـى لــيــوم واحـــد.

ولــكـن كــمـا قــيـل:
"إن كان رب الـبـيـت للـدفــع قـارعــا فـشــيـمـة أهــل الـبــيــت كــلــهـم ا لــرقـص."

فــنـحـن نــرى دولــة الــنـفـاق تــحـتـفـل بــعـيـد الـعـلـم.

وتــصــرف الــمـلايــيــن فـى ا لـدورات الـمـدرســـيـة والإحــتـفـالات الـبـاذخــة؛

والـطـلاب لايــجـدون مـا يـجــلـســـون فــوقــه، ولا مــايــكــتـبـون بــه أو عــلــيـه

ولا مـايــقــرأوون مــنــه؛ ولايــتـعـلـمـون إلا أســاطـيـر مـصــطـنـعـة

لا عــلاقــة لــهـا بـديـن الله الـحـنـيــف أو هـــدى نــبـى الـرحـمـة.

فــكـيـف يــكـون لــنـا أجــيـال تــفـرق بــيـن الـغـث والـثــمـيــن؟؟؟


ولـك الله يــاوطــــنـى!!!

سلامات يا بروف

انتهى عهد الوسامة وبدا عهد القبح

هذه العروسة العبيطة تريد ان تقوم بعمل تقليعة كمن رغبت يوما بان يشحن لها فيل
من ماليزيا لتزف به.
كل اسرة عايزة تظهر ..

امثال هذه المذيعة تكرس للهيافة والعباطة والتسطيح
واجزم انها لا تدري رمزية ان يحملها هؤلاء فأمخاخ العصافير لا تفكر في الابعاد

ما عارفة ليه اذكرت مسرحية سالومي..

مع التحية لك وكامل الاعجاب

Quote: ولــكـن مـســئولـيـة الـمـواطـنـة تـحـتـم عــلـيـنـا أن نـتـصــدى لـلـخــطـأ ولـلـقـبـيـح مـن الأفــعـال والـمـمـارســـات. لأنــنـا إن أردنــا مـجـتـمـعـا ســـويـا نـعـيـش فــيـه جـمـيــعـا فـى أمـان أخــلاقـى وعــدل إجـتـمـاعـى وإســتـقـامـة ســيـاســيـة يـجـب أن نـبــيـن مـواطــن الـخـطـأ حـتى لايــتـجـذر الـفـعـل الـشــائـن فـى مـجـتـمـعـنـا ويــصـيـر تـقـلـيـدا ذمــيــمـا. فـبـقـدر تـصـديـنـا لـكل أخـطـاء الـنـظـام الـســيـاســى يــجـب أن نـحــدد مــوقــفـنـا مـن الـشــائـة فـى الـمـمـارســات الإجـتـمـاعــيـة

زادك الله علمايابروف، ونفع بك مجتمعك
بوست عميق جدا، وليتك أتحفتنا بتجربتك مع طلابك
وأي نماذج أخرى تعكس وتشرح ظواهر التنميط الشائهة التى لا ينتبه لها الجميع
رغم وضوحها في كل مناحي الحياة تقريبا، ولكن تتجلى بشكل ملفت في (الحياة الثقافية )
وكذلك شدت إتباهتي في هذا البوست قصة الطبيب مكتشف نقل الدم ونهايته المأسوية، ليتك أسهبت
ولك الود والتقدير


................
اقترح للأخ بكري رفع هذا البوست وتثبيته

ياقريبي واخي وصديقي عبدالرحمن ... انشغلت او انشغل البال بمآلات القادم ولم اشاهد كتابك هذا ولم اشاهد صور العروس الحمولة علي المحفة ... قرءت ما كتبت وما كتب في بوست اخر عن ذات الموضوع وشعرت بحسرة فقبل اسابيع افردت صفحات لصور معاناة الكنداكات السودانيات في دارفور واطراف موجوعة من بلادنا وحينها كان الكل منفعل بما حدث للمجلودة قهرا...انا اري كثير من امل في التغيير في نساء السودان (المتحد او المجزء) ولذا ساءني جدا ما فعلته المحمولة علي محفة في هذا الزمن الاغبر ...وفي البال ومضة من عرس لكنداكة صغيرة كان مهرها لوحة فنية لزوجها التشكيلي الصغير ... ولكن لن تشوه صور كنداكات بلادنا وهن بالملايين صورة "المحمولة علي محفة" رغم انها بواقع اعلاميتها في زمن الاعلام السوداني المقعد تنشر بفعلها بعض من ثقافة كسيحة اكتسبتها من اعلام مقعد ...

أستاذي الجليل / عبدالرحمن

لقد بح صوتنا وظللنا نعزف على هذا الوتر منذ أكثر من عشرين عاما دون جدوى
والمأساة لا تكمن فقط في (النخبة التي أدمنت الفشل !!) ولكن العلة
الكبرى في من أنجب هذه النخبة !!!..

حينما أشاهد - كصحفي متابع - لأحداث تونس والجزائر وغدا موريتانيا والأردن وما يجري
من غليان شعبي في الجارة مصر أكاد أزرف الدموع حزنا على ما آل اليه حالنا - نحن معشر
السودانيين- من ترد ليس فقط في الأخلاق والقيم فحسب ولكن في النخوة التي كانت تشكل لدينا
شعلة لا تنظفئ لا بل وشرارة تحرق كل من يقف بوجه أحلامنا الصغيرة في العيش الكريم ..
أليس كذلك ؟؟.

عموما رجاءا الاطلاع على هذا البوست ذي الصلة بما تفضلت به هنا ..
مع خالص المودة وعاطر التحية لك أستاذي الكريم :

خضر

ألسنا شعبا مريضا .. يحتاج علاجا جماعيا .. ومن مختصين حذقين ؟؟ .]

أخـــى الـكـابــتـن ولــيـد:

لــك الـشـــكـر وكـل عـام وأنـت بـخــيـر.

هــل تــذكــر أبــدا مــثـل هــذه الـــتـرهـات فـى

بــحـرى بــوتـقـة الإنـصـهـار الـقـومـى؟

بــحـرى مــديـنـة الـعـمـال والـمــزارعـيـن والـحـركـة الـوطـنـيـة،

والـفـكـريـة والـســـيـاســـيــة، بـشــقـيــهـا رجـالا ونـســـاءا؛

ظــلـت مـتـقـدمـة فـى كـل شــئ. لـــم أر فـيـهـا طـوال حـيـاتـى

أى نــوع مـن أنــواع الإبـتــذال هــذا ولا الـبـذخ أو"الــفــوجـاج"

لا فـى أيــامـنـا ولافـى أيـامـكـم.

فــهـل يــاتــرى مـازال ذلـك الـوعــى الـذى كـان يــتــم فــيـه الـزواج بــفـاتــحـة

وحـفـنـات مـن الـتـمـر وأكـواب مـن عـصـيـر الليــمـون والـشــاى والـقـــهــوة؟

وكـل نـاس الـحـى "أهــل الــعـرس" يـتـشــاركـون الـطـعـام.

ويـبـيـت مـعـهــم مـن قـدم مـن الأقـالـيــم؛ وكـأنــمـا الـدار واحـــدة.

كــنـا شـــعــبـا جـمـيـلا يــحـمـل بـعـضــنـا بـعــضــا.

نــفـرح مــن و بــقـلـوبــنـا. لا بـمــبـاهـاة فـارغــة أو إحـتـفـالات جــوفــاء!

ونـحــزن كـمـن مـات هــو أخ أو قــريــب.

وعــلـم الله كـانـت تــتـحـول بـيـوت الأفــراح والـمـآتــم

إلـى لــيـال ســـيـاســـة تـخـاطـب الــوجـدان بــهــمـوم الـوطـن.

فــقـدم عــلــيــنـا قــوم لــم يــضـع الله فـى قــلـوبــهـم شــفـقـة ولا رحــمـة!!!

فــإذا بــالـمـجــتـمـع فــســاد وإفـســاد وظـلـم وتــعـد ونــهــب!!!


أمــنـيــتـى مـن الله أن تـكـون بـحـرى وتـظـل عــلـى تـلك الـحـال يـوم أن كـانت

رمــزا لــعـزة الـمـرأة وإعــزازهــا، وبــنـاء أســـرة تـســارع فـيــهـا

الـفـتـاة لــزجـر خـالاتــهـا ونـســاء الأهــل مـذكــرة أيـاهـن بـأن مـاســيـصـرفـه

الـعـريـس هــو مـالـهـا مـعـه لـمـســتـقـبـل أيـامـهـمـا وأولادهــمـا.

كـانـت مــواقـف جـمـيــلـة ووعــى مـتـقــدم مـن الإتـحـاد الـنـســائـى

وحــمـلات الـتــوعــيـة الـتـى لاتــكـل.

فــيـا أخــيـاتـى -- تــمـلـكـن زمــام الـمـبـادرة، وقــدن هــذا الـمـجـتـمـع

نـحــو الـوعـى والـنــور. فـالـتـخـلــف الـذى فـرض عــلـيـكـن أفــرخ

مــظـاهــر هــدامــة لايــرضــاهــا الـضـمـيـر ولا الـعــقــل ولا الـرب.

وأنــتـن وحــدكـن أقــدر عــلـى تــغـيــيـر كل هــذا الـمـرض والـغـثـــاء

فــالـتـخـلـف يــبـدأ بــكـن ويــنــتـهـى إلــيــكـن ظــلـمـا وإجــحـافـا.


ولــك الله يـاوطــــنــى!!!

Quote: [Bوأشــرت إلـى حـقـيـقـة أن كـل الـبـارزيـن وســط الإفـارقـة الأمـيـركـان يـمـارســون ضــروبـا مـن الـتـهـريـج كـل فـى مـجـالـه وذلـك لـلـفـت الـنـظـر الـيـهـم؛ وإســتحـســان الـذيـن يـســعــون لإرضـائــهـم أو إســتـفــزازهــم ]

سلام يا دكتور
هي فعلا عقدة النقص

والأسوا هنا ان التتويج حسب فههما السطحي نابع من شعورها أنها جميلة ..

يالهذا الغثاء

هذا المعيار يا سيدي

تضخمه القنوات الفضائية

العربية على وجه الخصوص


ليكون هو معيار هذا الزمن الخائب

ولتكون النخاسة هي سمة لهذا الإعلام

وقناة النيل الازرق تحاول اللحاق بالركب
فهذا هو مستوى إعلاميها

وهذه هي بشائر المشروع الحضاري

أخـــى عــابـدون

لــك الـتـحـايـا الـطـيـبـات والـســـلام

لــقـد قـلـت يـا أخــى:

Quote: ..والله يابروف كدة حتتلف اعصابك ساكت ياخى العروسة دى بتكون على احسن الفروض خريجة جامعات السليقة واكاد احلف انها غير ملمة بالخلفية التاريخية او الايحاء اللى ممكن يكون موجود فى المنظر دا ودا طبعا غير مظاهر الجهل البادية عليها.. غايتو الله يكون فى عون العريس

مـن أعــظـم هــبـات الله للـفـكـر الإجـتـمـاعـى-الـســياسـى الـتــقـدمـى

فـى الـقـرن الـعـشـــريـن، كـانـت أفـكـار الـشــاب الـعـالـم الـنـفـســى

الـطـبـيـب الـمـارتــيــنــيــكـى الأصــل، فــرانـس فـانــون، الـذى إنـضـم

إلـى الـثـورة الـجـزائـريـة، وأطـر لــفــكـر الــتـحـرر والـنـهــضــة

لـلـمـهـضـومـيـن والـمـهـمـشـــيــن بأربـعـة أســـفـار فـى غـايـة

الـعـمـق؛ صــارت مــرجـع كـل ثـورى ومـصـلـح إجـتـمـاعــى.

وفـارق الـدنـيـا وعـمـره لـم يــتـجـاوز الـثـامـنـة والـعــشـــريــن.

كـتـب فـانــون أن الـقــهـر الإجـتـمـاعـى والـســـيـاســى وحـالات

الإســـتـلاب الـنـفـســى والـعـقــلـى تـدفــع الـنـاس إلـى تـلـمـس

الـمـاضـى لإســتـنـهـاض رمــوز قــد تــكـون أقــبـح مـافـى

مـاض الأمــة مـن تــقـالـيـد؛ كـعـمـل مــقـاوم يـائــس

مــن أجــل إثـبـات الـذات والـتـشـــبـث بـالـكـيـان وتــأكــيـد الـهـويـة.

وضــرب لـذلـك مــثـلا بـعـودة الـجـزائــريـات -- حـتـى

الـمـســتـنـيـرات -- مـنـهـن إلـى الـحجـاب فـى تـحـد واضـح

لـلإســـتـعـمـار الـفـرنـســى الـذى فــرض مـنـع إرتــداء الـحـجـاب.

أمــا هــذه الـمـســكـيـنـة الـجـاهــلـة الـمـأفــونــة فــتــتـداخــل فـى

نـفـســيـتـهـا وتــركـيــبــهـا الـعــقــلـى عــوامــل كـثـيـرة مـتـضـاربــة؛

إبـتـداء مــن فـشــل الـتـعــلـيـم فـى تــوفــيـر الـوعــى، وفــشــل الـمـجــتـمـع

فـى تــقـديـم الـمـفـيـد مـن الـمـعـلـومـات وإســتـقـبـاح الـمـشـــيـن مـن الـتـقـالـيــد،

ونــزوع الـمـجـتـمـع إلـى الـمـبـاهـاة الـفـارغــة و الـصــرف الـبـذخــى

الـذى لا لاجــم لــه، ووفــرة الـمـال الـذى كــدس بـطــرق يــتــطــرق لــهـا

الـشــك فـى الـوقـت الـذى فــيـه مــلايــيـن الـغـلابـة

يــمـوتـون مـن الـعـوز والــجـوع والـمـرض.

فــبـئــس الــتـربــيــة وقــبـح الله الـجـهــل والــثـروة الـبـاطـلـة.

فــقـد قــيـل:

أَنَّ الشَـبـابَ وَالــفَـراغَ وَالـجِــدَه *** مَـفــسَــدَةٌ لِـلـمَــرءِ أَيُّ مَـفـسَــدَة


ولــك الله يــاوطـــنـى!!!

إبــنــنـا عــزام

أبــهـجـتـنـا بـالـطـلـة. قــلـت

Quote: هسِع في ذُمْتك الشيالين ديل لو كانو مَشلَخين تلاتة (ااا) ولا مَشلخين لِورا (شايقي) ولا سُلُمْ (H) ولا مطارِق (T)، أكان الحِكاية بِتَلْتِق! تَيِب ده ما "التنميط" الإتْكلم عليهو البُروفْ بِفوق

الـتـنــمـيـط مــشــكـلـة خــطـيـرة يــعـانـى مـنـهـا مـجـتـمـعـنـا

الـســودانـى كـمـا عـدد مـن بـلاد الأرض، حــيـثـمـا وجـد الـبـشــر.

يــمـكـن ان تــوظـف للـخــيـر كـمـا يـمـكـن أن تـســـتغـل للـشــر والـجـهـالـة.

لأن الـتـنـمــيـط فــى الأصــل عــمـلـيـة ســـيـكـوتـواصـلـيـة بـيـن

الـمـرء ونـفـســه فـى الـتـفــكـيـر، وبــيـن الـفـرد ومـحـيـطـه كــمـحـاولـة لإخـتـزال

كــم كـبـيـر مـن الـمـعـلـومـات وتـعـلـيــبـهـا فـى مـراجـع عــقـيـلـة

تـيـســر عـمـلـيـة الـفـهـم والـتـواصـل والـمـشــاركـة فـى مــفـاهـيـم

تـربـط الــفـرد بـالـجـمـاعـة الـتى يـنـتــمـى إلـيـهـا وتيـسـر الـفـهـم

الإجـتـمـاعـى الـمـشــتـرك. ومــن هــنـا تـنـبــع خــطـورتـهــا.

إذ أن الـتـنـمـيــط إذا مــا أســتـعـمـل بـرويــة وتـعـقــل يــمـكـن

أن يــعـمـق الخــيـر ويــدفــع لـلـتــآخــى. أمـا إذا مـا إســـتـعـمــل

بــجـهــل فـإنــه يــقــود إلــى ردود أفــعـال كــريـهـة لــدى الـمـنـمـط.

وخــيـر مـثـال لــلـتـنـمـيـط مـثـلا إعــتـبـار أن كـل الـشــيـوعـيـيـن مــلاحـدة؛

حــتى ولــو كـانـت جــلـســات اللـجـنــة الـمـركــزيـة للـحـزب الـشــيـوعـى الـســودانـى

تــرفـع لـيـؤدى مـن يــريـد صـلاة الـمـغـرب.

أو أن كـل الإســـلامـيـيـن رجــعـيــيـن وعــمـلاء للـســلـطـة وســلـفـيـيـن،

حــتـى ولــو كـان أنـصـار الـســنـة مـثـلا أقــوى مـجـمـوعـات الـنـضـال ضـد

الإســتـعـمـار فـى تـاريـخ الـســودان وإفـريـقـيـا وآســيـا والـشــرق الأوســط

وشــعـارهـم الـديــن يــســـر. ولـكـن الـجـاهــل أو الـمـغــروض

لايــنـظـر لـهـذه الـحـقـائــق عــنـد اللـجـوء لـلـتـنـمـيـط ا لـســلـبـى.

أذكـــر جـيـدا حــتـى هــنـا فـى هــذا الـبــورد إتــهـام الـنـوبـيـيـن

بـالـجـهـل الـفـاضـح فـى أمــور الـديــن واللغـة الـعـربــيـة

رغــمـا عــن أن غـالـبـيـة أســاتـذة الـديــن واللغـة الـعـربـيـة

فـى الـمـدارس الأولــيـة والـوســطـى والـثـانــويـة ودول الـخـلـيـج

وإفــريـقـيـا كـانـوا مــن ا لـنــوبــيـيــن. وحــتـى قـيـادات الـتـبـشــيـر

الإســلامـى فـى أوربــا وأمــريــكـا وآســـيـا، كـانـوا فـى الـغـالـب

نــوبــيـيــن كشــيـخ الإســلام فـى أمــريـكا، الـشــيـخ ســـاتـى،

وأجــل مـشـايـخ إنــدونـيــســـيـا الـشــيـخ ســوركــتى

وأعــلـم أهــل الإســـلام بـأمــور الـحـج كالـعــطـاء بـن ربــاح

الـذى مـنـع بــنـو أمـيــة إفــتـاء غـــيـره فـى الـحـج وخــضــعـوا لـه

تــذللا لــعـلـمـه حــتـى أن خـلـيـفـتـهـم الـذى، لـم يمـنـعـه ذلـك مـن

تـنـمـيــطـه كــعــبـد، أســـر لــعـشــيـرتـه

حــيـنـمـا جـمـع صـغــيـرهــم و كـبـيـرهــم لــيـقــول لــهـم:

والله مـاذلــنـى فــى حــيـاتـى غـيــر هــذا الـعـبـد الأعــور
الأكـتـع والأحــدب الـقـبـيـح الـقـمـئ الأعـرج.
فــعـلـيـكم بـالـعـلـم حـتـى تـســـودوا.

وهـــكـذا الأمــر يـاصــديــقـى.


ولــك الله يــاوطــنـى!!!

أخــى الـكـريــم هـشــام كـمـال

لــك الـشــكـر عــلـى الـمـرور.

ولــكـنـى تـمـنـيـت أن تـفـيـدنــا بـرأيـــك حـــورا.

فـأنــتــم أهـــل الــفــن لــكم أفــكـار خــلاقــة. وتســـبـرون أغــوارا

تـســتـعــصـى عـلـى أغــلـب الـنـاس مــن أهــل الـفـكـر والـحــجــى.

وأســـتـشـــهـد هــنـا مــثـالا بــالـدور الــرائــد لــمـريــام مــاكــيـبـا

فـى صــيـاغـة أجــنـدة الـنــضــال فـى أفــريــقــيـا عــلـى كـل الـمـســـتـويـات:

الــســيـاســية والإجـتـمـاعـيــة والــثـقــافـيـة والــفــنــيـة:

ميريام ماكيبا Miriam Makeba الذكرى الثانية للرحيل


ولــك الله يــاوطــــنــى!!!

مــــولانـا ود شـــيــقــوق:

ســـلامــى وتــحــيـاتـى وشـــكـرا لــتـذكــيـرنـا بالأيــام الـخــوالـى

Quote: تأمل يا بروف في عزتنا وكبريائنا ايام زمان

الـسـامـق مـحـمـد أحـمـد مـحـجــوب يـتـحـدث إلـيـهـم مــن عــل والـكـل يــصــغـى

لـه بـإحــترام ووقــار رافــعــيـن روســهــم لــه مــن مــوقــع أدنـى مــنـه.

فــدعــنـى أحــدثـك يـاصــديــقــى بــمـاكـتـبـت فـى بــوســـت مــيـريـام مـاكــيـبــا:

عــن ســـودان غــيـر مـانـرى مـن تـردى وأنــهــيـار وتــمـزق.

كان الــســـودان يــومــهــا مــحــجـة لأســاطـيـن الأكـاديـمــيــيـن.

ومــقـصــدا لقــمـم الـمـفــكـريــن، ومـرتــعـا للـمـبـدعــيـن؛

مــن عـمـالـقـة الـفـن والأدب والـفـكـر والـسـيـاســة -- مـن كـل أصــقـاع الـعـالـم.

كـان مــلاذا أومـضــيـفـا لـقـادة الـتــحــرر فـى إفــريــقــيـا وآســـيـا والـعـالـم الــعــربـى.

كـان رمــزا للـشــمـوخ، يـاصــديــقـىّ.

قـال فــيـه أبـوالـثـورة الـمـصـريـة الـمـعـاصـرة جــمـال عـبـدالـنـاصـر:

حــيـنـمـا جـئت إلـى الـســودان فـى عـام 1967 كـتـبت الـصـحـف الـغــربـيـة والـصـحـف الـعـالمـيـة
تــقــول: لأول مــرة فـى الـتـاريـخ يـخـرج شــعـب لـتـحـيـة قـائـد مـنـهـزم
كـانـوا يــعـنـونـنـى أنـا بـهـذا الـكـلام، كـانـوا يـقـصـدونـنـى أنـا..
ولـكـن شـــعـب الـســودان أثـبـت لـهـم ان الأمــة الــعـربـيـة قـادرة عــلـى أن
تــصـمـد وأن تــقـاتـل وأن تــنــتـصــر بـعـون الله.
الــســودان عــلـمـنـا مــعـنـى الأمــل ومـعـنى الـصـمـود ومــعـنـى الـكـرامـة والـعــزة
(لا أحـفـظ كل مـاقـال ولــكـنـه كـرر ذلك كـثـيـرا).

وهــو يــتـذكــر يــوم أن كـان فـى مـعـيـة قـائـد الـمســلمـيـن يـومـهـا، مـلك الـسـعـودية فـيـصـل.

ويـــجــئ مـارد الـثـورة الأفــريـقــيـة قـائــد الـنـضـال فـى أنـجـولا، أوقــســتـيـنـو نــيــتـو،

زعـيـم الـحـركـة الـشــعـبـيـة لـتـحــرير أنــقــولا MPLA لــيـقــول:

أنــتــم أمــل أفــريــقــيـا فـى الـنـضـال وفـى الـوحــدة وفــى الـتـقـدم.
أنــتـم شـــعــب ثـائـر أبـى كــريــم. لــن تـنـسـى لـكـم أنـجـولا ومـنـاضـلـى
الـحــريـة فــى كـل أفــريــقـيـا أفــضـالـكـم.
فــحــتـى عــلـماءكــم عــلـمـونـا كــيـف يـســخـر الـعــلـم مـن أجــل الـحـريـة:
فـلـولا أن نــزع بـيـطـريـوكـم الـحـبـال الـصــوتــيـة للـبــغـال لـمــا
أمــكــن للـثـوار نــقـل كل ذلك الـعـتـاد بـكـل هــدوء.

مــاذا أقــول ومــاذا أحــكـى وأســاطـيـن عــلــمـاء الـطـب والـهـنـدسـة والـتـاريـخ والآثـار

مـن كـل أرجــاء الـعـالــم

يــتـراكــضـون لــيـنـالــوا شـــرف الـتــدريـس أو الـبـحــث فـى الـســودان.

ومــفــكــرو أفــريــقـيـا والـعـرب يـتـحـاورون حــول الأمــل والـمـســتـقـبـل والـنـهـضـة:

مــن الـمــلـتـقـى الـفـكـرى الـعــربـى الـذى جـمـع كـل أطـيـاف الـكـتـاب والأدبـاء والـمـفـكـريـن والـفـنـانيـن؛

لـيـكـتـمـل عــقـدهـم فـى لــقـاء عــمـلاق مــع نــظــرائـهـم مــن أفــريـقـيـا

فـى باحــة "الـحـوار الـعــربـى الأفــريــقـى".

يـاصــديــقـىّ، حــتـى الـريـاضـة كـان لــنـا فــيــهـا بـاع وشـــأو:

فــمـن لاعــب ريـال مـدريـد بــوشــكـاش المبدع

ألـى أعــظـم مـن لـعــب كــرة الـقـدم، الـبـرازيــلـى بــيـلــيـه

كـلـهـم زاروا الـخـرطـوم ولــعــبـوا فـى تـرابـه ومـيـاديـنـه الـخـضـراء.

وجــاءت فــرق الـفـن الأفـريـقـى والـعـربـى والـصـيـنـى والأمــريــكـى والـروســى

ورفـع أروع الـمـغـنـيـن عــقـيـرتـهـم بـالـشــدو

وتــهـادت أصــوات الأبـواق ورجـع الأوتـار

بـالـنـغـم الـفـريـد وصــلـيـل الـمـوســيـقــى فـى الـمـســرح الـقـومـى

مــن أرفــع عـازفـى الأت الـطـرب فـى الـعـالـم.

وكأنـى بـالـشــعـراء ومـمـارســى الـتـشــكـيـل هـابـوا أن تــفـوتــهـم

فــرصـة الـفـخــر بالـعـرض فـى الـســودان.

وجـاراهـم فـى ذلـك أعـظـم الـمـمـثـلـيـن والـسـيـنـمـائـيـيـن.

وكـيـف لـى أن لاأذكـــر دهـاقـنـة عـلـمـاء الإســلام والـقـرآن والـحـديـث.

كــنـا أمـة عــظـيـمـة جــمـيـلـة.

لــم أقــلـهـا أنــا ولــكـن أجــمـع عــلـيـهـا لــفـيـف مــن الـصــحــفــيـيـن

فـى جــلـسـة عـشــاء بـدار أســتـاذة جــامــعـة الـخــرطــوم فـى الـسـبـعـيـنـيـات:

فــيـهـم مــقـــاقـا ألـوت الـكـيـنـى وكــريس لابـانـى الـتــنـزانـى (صـار ســفـيـرا فـيـما بـعـد)

وفــنـانـى روزاليــوســـف وصـبـاح الـخــيـر: جــمــال كـامــل وهــبـة عــنـايـة

ومــراســلة الـبـى بـى ســـى كــريـســتـيـن والـتـلـفـزيـون الألـمـانـى تــنـكـى ديـاز.

قـالـوا مـاقـالــوا ونـحـن نــغـالـب حــيـاءنـا مـمـا أســهـبـوا فــيـه مـن وصــف

ذلـك الــســودان الـجــمـيــل.

يـاصــديــقـىّ، مـاكـنـت أذهـب إلـى مـحـفـل أو مــؤتـمـر حـتـى أنـال شــرف

الإخـتـيـار مـن قـبـل الإخــوة والأخـوات الأفـارقـة والآســيـويــيـن

والأمـريـكـيـيـن الـلاتـيـنـيـن والـمـســتـنـيـريـن والـتـقـدمـيـيـن مـن

أرض الله، والـنـادرون مـن الـعـرب فـى تلـك الـمـحـافـل
( إذ كـانـوا فـى الـغـالـب لاحـضـور لـهـم).

ولـم يـكـن إخـتـيـارى لأى مـيـزة فـىّ غــيـر أنـى ســـودانـى.

لــكـم كـنـت أتـشــرف حــيـن أقـف وأقـدم نــفـسـى بـأنـنـى مـن

الـسـودان وتـضـج الـقـاعـات بـالـتـصـفــيــق.

أمـا الـيـوم فـلا أدرى مـاذا أقــول وكـل مـذمـة تــكـال لــنـا

فـى كل مـحــفـل؛ حــتـى مـن إخــوة وأخــوات لايـدرون

كــيـف يــفـرقــون بـيـن الـعـداء للـنـظـام وبـيـن تـحــقــيـر الــوطـن!!!

صــديــقـىّ وبــنــو جــلـدتـى:

مــاذا دهــانـا؟ ولــم الــتـردى والـســـقـوط؟


ولـك الله يــاوطــــنــى!!!

لله درك يا أستاذي الفاضل بروف عبدالرحمن...

ولك عظيم إمتناني لإفتراعك لهذة النافذة والتي أمتعتنا غاية المتعة بها وأفدتنا منها بعلمك الغزير
وحقاً لا يخاف اللهَ إلا عباده العلماء... وهو الخوف من عدم البلاغ والإبلاغ، وأنت بلغت ونحن نشهد

ولك الله يا بلدي... ولك شعبك الذي عانى ويعاني بطش فئة من الدهماء
سرقوا خيراتك.. وسبوا بناتك، وإستباحوا فيضك، ومزقوا أرضك وهتكوا عرضك
لك الله يا بلدي... يا أعز بلد!

فعفواً سيدي إن أطللت عليك متأخراً ومتسائلاً عن الفرق بين التنميط والتعميم والـ Profiling والـ Stereotyping؟
ولكثرة إستخدامهما في أفواه الشعب الامريكي تجدني أقف عندهما محتاراً.. فرجائي المساعدة بالشرح والتوضيح؟


مع خالص شكري وتقديري...


...............

بي. إس. لا تحرن سيدي من جاهل لا يعرف الفرق بين العبودية والإستعباد
فكم منا يعيش على جهالته... وكم منا لا يعرف طريق الإنعتاق!

وإليك مني هذة الصورة من بوست مجاور لأخي وصديقي عصام الزين

الإمبراطور الدكتاتور الهالك عيدي أمين

أخــى الـكـريــم محمد الكامل عبد الحليم

لـك الـتـحــايــا الــعـطـرات والـســـلام.

لـــقـد قـلـت يـاصـديــقــى:

Quote: تحية يا بروف وكل عام وانتم بخير ....وسودان يخرج من كبوته متصالحا مع تاريخه الصادح بالبطولات وقهر الديكتاتوريات... الظواهر التي تطفح في وجه المجتمع هي تعبير عن النمط الاجتماعي المبهم الذي لا يعبر عن او لا يشبه ملامحنا السمحة في التعاطي مع الفرح.... المثال مثار التساؤل يدل علي سذاجة القائمين به وعدم تعقلهم....حاولوا ان ياتوا بمثال يتميزون به عن غيرهم فوقعوا في حفرة خطا الاستدلال....وفداحة المثال... اشاركك الاسي في جيل يفقد ملامحه النضيرة يوما اثر اخر....

أخــى لــقـد صــدقــت فـالـفـجـاجــة يــولـدهــا الــواقــع الـفــج.

الـذى لايــتـيــح الـفــرص للــتـعـبــيـر عــن الـجـمـيــل؛ فــهـو إمـا حــرام أو مـحــرم

أو نــشــاط هــدام أو إلــحـادى! فــلا يــكـون هــنـاك مــجــال للـوعــى؛

خـشــيـة الـوقـوع فـى الـمـحـظـــور. فــيـبـدا الـنـاس فـى الـبــحـث عــن

الأصــالـة والـجــذور. ولـجـهــلـم الـفـاضـح بـالــتأريـخ والــثـقـافــة

تــســتـهـويــهـم الـمـمـارســات ا لـتى تـشــابـه روح زمـانـهـم مـن بـطـر

وخــيـلاء وصــرف تــفـاخــرى كـمـا هــو ديـدن الـنــظــام الــســائــد.

ونــحـن نــرى الـمــواكــب والـصـرف والـبـذخ فـى إحــتـفـالات

لاتــعــكـس إلا ســقـوط الـســطـة فـى مـســتـنــقــع الـخـداع الـنـفـســى.

فـالـجـمـاهـيـر جــائـعـة ومـريــضـة يــمـوت أفــرادهــا كـالـجــرذان والـجـراد.

وهــولاء يـتـحـدثــون عـن طـفـرة الـتـنــمـيـة والـطـائرات بـلا طـيـار.

فــهـم ومــعـهــم الـنـخــبـة فـى واد وســـواد الـجـمـاهـيـر فـى أخــدود.

وكــمـا قال عــبـقـرى الـثـورة الإفــريــقــيـة، أمــيـلـكـار كـابــرال:

تــلـك الـدعــوة الـشــائـهـة لــلــعـودة إلـى الـجـذور

لاتــعــنـى شــيــئــا لــعـامــة الــشــعـب

الـذيــن لــم يــغــادروا جــذورهــم وأصــولـهـم حــتى يــعـودوا إلــيـهـا؛

كــمـاهــو حــال الــنــخــبـة الـتى أرادت واقــع الـســيـادة

ولاتــدرى كــيـف تـســتـمـيــل وتــعـبـى الـجـمـاهــيـر.

فــتــبـدوا مــحـاولاتــهـم شــائــهـة مـشـــيــنـة ومـســـيــئــة للـجـمـاهــيـر.



ولـــك الله يــاوطـــنــى!!!

الأخــت الـكـريــمـة دكــتـورة نـجـاة:

لــك الـتـحـايــا والـشــكـر مـوصــول.

لــقـد عــبـرت عــن حــقــيـقــه أمــثـال هــؤلاء الـذيــن

يـنـطــبـق عـلــيـهـم الـمـثــل "الـجـاهــل عــدو نـفــســه."

Quote: سلامات يا بروف انتهى عهد الوسامة وبدا عهد القبح هذه العروسة العبيطة تريد ان تقوم بعمل تقليعة كمن رغبت يوما بان يشحن لها فيل من ماليزيا لتزف به. كل اسرة عايزة تظهر .. امثال هذه المذيعة تكرس للهيافة والعباطة والتسطيح واجزم انها لا تدري رمزية ان يحملها هؤلاء فأمخاخ العصافير لا تفكر في الابعاد ما عارفة ليه اذكرت مسرحية سالومي.. مع التحية لك وكامل الاعجاب

والله دى أول مــرة أســـمـع فيــهـا أنــو الـترف بــلـغ هــذه الـحــدود.

فــيــل مــرة واحـــدة. لاحـــول ولاقــوة إلا بـالله.

ونـــقــول نــحـن مـالــنـا مـاشـــيـيـن لـى ورا.

وكــمـا قـال الـمـولـى جـل وعــلا فـى ســـورة الإســـراء:

"واذا اردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا"
الآيــة 16. (صـدق الله الـعـظيم)

لــذا يــتـحـتـم عــلــيــنـا قـبـل أن نـستــحـق الـتــدمــيـر

أن نــرفــع عــقــيـرتـنـا مـعـتـرضــيـن عــلـى كــل مـاهـو

قــبــيـح وشـــائــن. حــتـى نـصلــح حــال مـجـتـمـعــنـا.

وأعــود وأكـــرر أنــكـن أنـتـن الأخــوات مــن يــقــع عــلـى

عــاتــقــهــن أمــر الــتـصــدى لــمـثـل هــذه ا لـتـرهــات.

فــالـريـادة تــكـون أســمـى وأجـل حــيــنـمـا تـكـون

مــن أجــل صــلاح الـمـجــتـمـــع.


ولــك الله يــاوطــــنـى!!!

الأخــت الـكـريـمـة د.نجاة محمود

تــعـقــيــبـــا عــلـى كـلامــك أدنــاه:

Quote: امثال هذه المذيعة تكرس للهيافة والعباطة والتسطيح واجزم انها لا تدري رمزية ان يحملها هؤلاء فأمخاخ العصافير لا تفكر في الابعاد

وجــدت فــى مــكــتـبـتـى الإلــكـتـرونــيــة هــذه اللـوحــة الـمـعــبـرة

عــن حــمـل الــعــبــيــد لــلأســــيــاد الأوربــيــيــن فـى إفـــريــقـــيــا.



لاحـــظـى أنــهــم مـســـلـــمــون. وســـابـحــث عــن صــور مــمـاثــلـة

مــن الـمـلايـــو وبــانــدى آشـــى بـإنــدونـيـــســــيـا والـهـنـد والــولايـات ا لـمــتـحـــدة.

ومــمـا تــجـــدر الإشـــارة إلــيـه أن كـل الـحــمـالــيــيــن

فــى كـل الــصــور الــتــى أشـــرت إلــيـهـا ســــود الـبــشــــرة.


ولـك الله يــاوطـــنــى!!!

الأخ الـكـــريـم الطاهر ساتي:

لـك الـتـحـايـا والـشــكـر عــلـى الـدعــوات.

لــقـد عـالـجـت جــزءا مـن مـشـاكـل الـتـنـمـيـط أعـلاه

فـى مـداخــلـتـى للأخ عزام حسن فرح.

Quote: وكذلك شدت إتباهتي في هذا البوست قصة الطبيب مكتشف نقل الدم ونهايته المأسوية، ليتك أسهبت ولك الود والتقدير

وإلــيـك قـصــة مـخـتـرع عـمـلـيـات مـراكـز نــقـل الـدم:

وهـــى قــصـة مـأســـاويــة حــدثـت للـدكــتـور الــنـابـغـة

شـــارلـس ديـــو مـخــتـرع بـنـوك نــقـل الـدم؛ الـذى نـال مـيـدالـيـات

وشـهـادات تـقـديـريـة ودرجـات فـخـريـة وشــرفـيـة كـثـيـرة

بـمـا فـيـهـا زمـالـة كـلـيـة الجـراحـيـن الـعـالـمـيـة

ودكـتـوراه فـى الـعـلـوم الـطبـيـة (قـمـة الإنـجـاز الـعـلـمـى)

وإضـافـة إلـى درجـة دكـتـوراه أخــرى فـى الـطـب.

وهــى قـصـة تـحـكـى أبــعــادا إنـســانـيـة عـمـيـقـة فـى

إشــكالـيـة الـتنـمـيـط ومـحــاولـة الإنـعـتـاق مـنـه ثــم الـســقـوط الـمـأســاوى بـســبـبـه.



وتـعـود بـدايـات مـايـعـنــيـنـا مـن قـصـة هــذا الـعـالـم الـعـبـقـرى

الـدكـتـور شــارلـس إلـى الـزمـن الـذى أراد فــيـه الإلـتـحـاق بـالـجـامـعـة

لـدراســة الـطـب. ولـكـنـه قـنـع بـدراسـة عـلـوم الأحـيـاء حـيـنـمـا لـم

يـجـد مـنـحــة دراســيـة إلا بـالـقـبـول بـالإنـخـراط فـى الـدراســة

بـمـنـحـة ريـاضـيـا، رغـم طـمـوحـاتـه الـعـلـمـيـة ومـقـدراتـه الـعـقـلـيـة.

فــقـنـع بـالـمـنـحـة الـريـاضــيـة إذ كـان شــخـصـيـة ريـاضـيـة فـذة جـمـع

قـدرات خـارقـة فـى ألـعـاب الـمـضـمـار وكـرة الـسـلـة والـبيـســبـول

وكـرة الـقـدم الأمـيـريـكـيـة. وفـاز فـى كـل ضــروب الـريـاضـة بـجـوائـز

قـل أن يـنـالـهـا ريـاضـى غـيـره. وأنـتـهـى بـه الـمـطـاف بـعد الـتـخـرج

مـشــرفـا ريـاضـيـا بـجـامـعة بـالـتـيـمـور حـيـث قـام بـتـدرس عـلـوم الأحـيـاء أيـضـا.

ولـكـن طـمـوحـاتـه الـعـالـيـة دفـعـتـه لـمـواصـلـة الـدراســة فـى الـطـب الـذى أحـبـه.

فــأضطر للســفـر إلـى كـنـدا ونـال درجـة الـماجـسـتـيـر فـى الـجـراحـة

والـدكـتـوراة فـى الـطب. وبـدأت إهـتـمـامـاتـه بـنـقـل الـدم وهـو طـالـب

بـكـلـيـة الـطــب حـيـث أنـقـذ حـيـاة أحـد الـمـرضـى بـعـملـية نـقـل دم.

وعـاد إلـى الـولايـات الـمـتـحـدة بـعـد عـمـلـه كـطـبـيـب فـى مـونـتـريـال

لـيـعـمـل أســتـاذا لـعـلـم الأمـراض بـجـامـعـة هـاورد الـسـوداء بـواشــنـطـن.

وأثـنـاء تـفـرغـه ا لـبـحـثـى بـجـامـعـة كـولـومـبـيـا بـنـيـويـورك

طـور طـريـقـة مـبـتـدعـة لـحـفـظ الـدم بـفـصـلـه وتـبـريـده حـتـى

يتـقـبـلـه أى مـريـض يـنـقـل لـه. وأبـتـكـر بـذلـك فـكـرة بـنـوك الـدم

وطبـقـهـا بـنـجـاح فـى جـامـعة كـولـومـبـيـا وكـان أول مـن أنـشـأ

بـنـك دم فـى إنـجـلـتـرا والـصـلـيـب الأحـمــر وللـجـيـش الأمـيـريـكـى

الــذى تـركـه إحـتـجـاجـا عـلـى قـرار الإدارة

بـعـزل دمـاء الـسـود وعـدم نـقـل دمـاء الـبـيـض للـسـود والعـكـس.

وفـى عـام1950 إنـقـلـبـت عـربـتـه وأصــيـب بـنـزيـف

حـاد نـقـل عـلـى أثـره للـمـسـتـشــفـى.

وهــنـا تـخـتـلـف الـروايـات حــول ســبـب مــوتـه

مــن تـأخــر الإســعـاف فــى نـقــلـه، إلــى رفــض الـمـســتـشــفـى

الـذى يــؤمـه الـبـيـض قــبـولـه؛ إلـى رفـض نـقـل الـدم إلــيـه.

حــتـى تـبـيـن لـلـمـســتـشــفـى شــخـصـيـتـه الـطـبـيـة.

الــمـهـم أنـه حـيـنـمـا تـم نـقـل الـدم إلـيـه كـان الـزمـن قـد تــأخـــر

وطــال عــلـى نـزيــفـه لـكـمـيـات كــبـيـرة مــن الـدم.

وهــذه هـى قـصــتـه.


ولـك الـود أبــدا.

أخـــى الـكـريــم الطاهر ساتي:

لــك الــتـحــايـا الـطـيـبـات والـســـلام.

رأيــت أن أســـرد عــلـيـك قـصـة أخــرى مـن مـآســى ا لـتـنـمـيـط.

فــمــمــا يــقـوم بـه الإعــلام هـــو تـنـمـيـط الـنـاس فـى إطـار الـواقــع الإجـتـمـاعــى.

وهــنـا فـى أمــريــكـا يــقــتـرن الـســواد بــالـفــقـر والـجـريــمـة والـســـفـاح

والـمـوســيـقـى والـغـنـاء والألــعـاب ا لـريــاضـيـة.

وقــلـمـا يــعـكـس لــنـا الإعــلام الإنـجـازات الـعـلـمـيـة والـفـكـريـة لــلــســود

وإســهـامـاتـهـم فـى الــتـكـنـولـوجـيـا وتــطـويـر الـولايـات الـمـتـحــدة.

وهـــذا مــوضــوع ســأفــرد لـه حــيـزه فـى الـمـســـتـقـبـل الــقــريــب بإذن الله.

والــيـوم أريــد أن أعـطـيـك مـثــالا لإبـن نـجـار إضــطـر لـيـعـمـل فــراشـــا

يــنـفـظ مـعـمـل أبــحــاث فـى إحـدى الـجـامــعـات حــيـنـمـا لـم يـتـمــكـن مــن دراســة الـطـب

الـذى إســـتـهـواه ومــلـك تــفـكـيـره ولــكـن لـم يـتـم قــبـولـه فـى أى جـامـعـة.

وكان بـعـد نـظـافــة الـمـعـمـل يـقــرأ فـى كـتـب وأبــحــاث الـبـروفـيـســور الـذى

كـان يــعـمـل فـى مـعـمـلـه. وإذا بـه يــبـذ مـخـدمـه ويـخـتـرع عــددا كـبـيـرا مـن مـعـدات

جــراحـة الـقـلـب والأوعــيـة الـدمــويــة ويــنـقــذ بـذلـك مــلايــيــن الــنـاس الـذيـن

أجــريـت لــهـم عــمـلـيـات إعــادة تـوجـيـه الأوعـيـة الـدمــويــة.

وحــيـنـمـا أراد الـبـروفـيــســور بـيـلـيــلــوك إجــراء أخــطــر عـمـلـيـة

فــى تـاريــخ جــراحــة الـقـلـب لـلأطـفــال لــم يــجـد بـدا مـن الإســتـعـانـة بـه

فـى حـجـرة الـعـمـلـيـات رغــم إعــتـراضـات إدارة الــمـســـتـشـــفـى

والأطــبـاء الــبــيـــض. وبـــعــد كـل ذلـك ســــلـطـت الأضـــواء عــلـى

الـبـروفـيــســـور بــيـلـيـلــوك عــلــى أنــه صــاحــب الإنـجـاز الــعــلــمـى.

وهـــناك فــيــلــم أرى مــن الـضــرورة مـشــاهــدتــه تــحــكـى قـصــة

الــفــراش الــعـبــقــرى الـذى تــديــن لـه الـبـشـــريــة بــحـــل أكــثـر

مــعــضــلات الـجــراحــة تــعـقــيـدا وخـــطـورة؛

الـعــبــقــرى الـمـبـدع فــيــفـيـان تــومــاس.

هـــذه مــقــتـطـفـات مــن فــيــلــم

Something The Lord Made شــــئ صــنـعــه الــرب

بــطـولـة مـــغــنـى الــراب الـمـســلـم مـــوز ديـــف

يــحــكـى قـصـة الـمـخــتـرع الأســــود فــيـفــيـان تــومـاس:



ســـأبــدأ قــريــبـا فـى إنــزال الــفــيـلــم كـامــلا بــإذن الله

بروف عبد الرحمن كل التحايا والاحترامات

بوست عاقل وموضوعى ومن امييز ما قراءت فى سودانيز اون لاين على الاطلاق واعتبرة مفيد جدا رغم تحفظى على بعض النقاط الواردة فية والتى يمكن ان تدخل فى حق الغير وحريتهم فى اختيار ما يناسبهم ويناسب حياتهم الشخصية وهذا فى الشأن السودانى الذى يمكن ان نتفرد فية وندلف الى تحليل كامل للشخصية السودانية ومكوناتهاالعضوية وكيفية تحورها وتقزمها بعد ان كانت متميزة ّ! اما تحفظى الاخر فيتعلق بحياة السود الامريكان وثقافتهم ومحاولة تفسيرها من وجة نظر لم تعايش الاحداث التاريخية الاليمة التى اتت بمارتن لوثر كنج ومالك شباز وروزا باركس وديبويس ومن ثم القوانين المدنية.

فى انتظار المزيد



كل التحايا

.. تمر بلادنا بحالة (مُسببة Man-Made) اسمها موات الحس العام Death Of The Common Sense

* واحدة من مهام التغيير المنشود، و مهام علم التربية و تطبيقات المايكروسوسيولجي :
هو إعادة صياغة الحس الإنساني السوداني على نحو عقلاني سليم، و تتضافر هنا جهود
التربية و التعليم و قيم و تعاليم الدين، و دور الحركة السياسية و منظمات المجتمع المدني و مناهج الميديا و التثقيف و الإعلام

.. صورة البنت السودانية المحمولة على اريكة موت الحس الإنساني ، هي الوجه الآخر لعملة ( الحسوا كوعكم ، و ارتال فجاجة العمل السياسي العام )

شكرا ايها الرجل الفاضل الكريم كونك تكرس جهدك و إنتباهك لقضايا أمتنا الحساسة
امتنا السودانية التى مثلما قال محمود درويش: جواد اصيل ضل طريقه في درب المطار

أخــى وقــريـبـى وصـديـقـى الـبـاشـمـهـنـدس أبــوبــكــر ســـيـد أحـمــد

لــك الـتـحـايـا الـطـيـبـات والـســـلام والـشــكـر عـلـى الـمـداخــلـة.

Quote: وشعرت بحسرة فقبل اسابيع افردت صفحات لصور معاناة الكنداكات السودانيات في دارفور واطراف موجوعة من بلادنا وحينها كان الكل منفعل بما حدث للمجلودة قهرا... انا اري كثير من امل في التغيير في نساء السودان (المتحد او المجزء) ولذا ساءني جدا ما فعلته المحمولة علي محفة في هذا الزمن الاغبر ...وفي البال ومضة من عرس لكنداكة صغيرة كان مهرها لوحة فنية لزوجها التشكيلي الصغير ... ولكن لن تشوه صور كنداكات بلادنا وهن بالملايين صورة "المحمولة علي محفة"

وأنـا كــنـت قـد قـلـت أعــلاه:

فــى الـوقــت الـذى تــنـاضــل فــيـه إخــواتـنـا الــكـريــمـات
مــن أمــثـال نــجـلاء ســــيـد أحــمـد ومــريـم الـصــادق؛
الــلــواتـى يـضــربـن الـمـثـال للـتـفـانـى ونــكـران الـذات مـع زمـيـلاتـهــن،
والـنــمــوذج للإبــاء وعــزة الـنـفـس -- رغــم تــعــرضــهـن للـقــمـع والـتـنـكـيــل،
ويـجـدن بــالـدمـاء الـغــالــيـة مـن إجــل الإرتــقـاء بـقـيـم الــوفـاء لــهـذا الـشـــعـب
ورفـع الـظــلـم عــن الـمــرأة لــتـلــعـب دورهـــا الــطـلـيـعـى
فـى دفــع الـقــهـر والـتــســـلـط.
نــجــد مــثـل هـذه الـمـأفــونــة -- الـمـســكـونـة بـأشـــبـاح الـمــاضــى
مــن عــهــود الــرق وعــصــور الـعـبــوديـــة؛
تــســتـحــلـب أقــبــح مــافــى تــاريــخــنـا؛ والـمــخــزى مــن
ســـجـلات تــجـاوزات أجـدادنــا فــى حــق أبـنـاء وبـنـات الـوطـن
والـعـشـــيـرة. لــتـكــون مــســخـا كـاريــكـتـيريــا
فـى مـســرحــيـة عـبــثــيـة تــدل عــلـى
غــثـاثــة نـفـس ونــتـانـة عــقـل.

وعــلـيـه فـإنــنـى أرى أن يـحـتـد الـنـقـد ويــشــتـد عـلـى مـثـل هـذه الـظـواهــر

حــتـى تـصـبـح عـمـلا شــائـنـا بـدلا مـن أن تـكــون مـصـدرا للــتــبـاهـى والـمـفـاخــرة.

وهــنا نـتـوقــع مـن إخـــواتــنـا ربــيــبـات الـوعـى وحــاديـات الـتـحـرر

أن يـجــعــلـن مـحـاربـة الـبـائـس الـمـشــيـن مـن مــثـل هـذه الـمـمـارسـات الإجـتـمـاعـيـة

هــدفـا لــلـنــقـد والإصــلاح ويــرفـعـن رايــة الـمـطـالـبـة بــالـعـدالـة للـمـهـمـشــيـن

الـجــوعــى وأمــهـات وبــنـات الـمـعـانـاة والـظــلـم والـقــهـر و الـتـســلـط

وإرمــلات ويــتـيـمـات الـقـتـل الـجـمـاعــى والـمـجـاعــات.

فــكـيـف لــنـســائـنـا أن يــســـعـدن وأخــواتــهـن يـنـزفــن الـدمـع والـدم؟.


ولــك الله يــاوطــنــى!!!

Quote: مـســئولـيـة الـمـواطـنـة تـحـتـم عــلـيـنـا أن نـتـصــدى لـلـخــطـأ ولـلـقـبـيـح مـن الأفــعـال والـمـمـارســـات. لأنــنـا إن أردنــا مـجـتـمـعـا ســـويـا نـعـيـش فــيـه جـمـيــعـا فـى أمـان أخــلاقـى وعــدل إجـتـمـاعـى وإســتـقـامـة ســيـاســيـة يـجـب أن نـبــيـن مـواطــن الـخـطـأ حـتى لايــتـجـذر الـفـعـل الـشــائـن فـى مـجـتـمـعـنـا ويــصـيـر تـقـلـيـدا ذمــيــمـا. فـبـقـدر تـصـديـنـا لـكل أخـطـاء الـنـظـام الـســيـاســى يــجـب أن نـحــدد مــوقــفـنـا مـن الـشــائـة فـى الـمـمـارســات الإجـتـمـاعــيـة

سهير الرشيد كمثال لا حصر تحياتي

لك الشكر يا بروف

على الاضاءة الناصعة

والتناول الموضوعي

المصقول

ما تناوله قلمك الرصين

هنا من موضوع

هواحد اسقاطات واقع

في اساسه يمثل توجه سياسي

صاغه هؤلاء الاقزام (من رواسب جهل كادت ان تُزال)

الاقزام الذين يقودون (لسخرية قدرنا) هذه الامة العملاقة

وكان الناتج بطبيعة الحال

كل هذا الانحطاط في كل اوجه الحياة وقيمها,

في الثقافة والتعليم,كما في السياسة والفن

وكل الاوجه الاخرى(التي كنّا نفاخر بها الامم)

وهي -هذه المحمولة جهلا-نموذج

لنتاج ما ذكرت كما تعلم

وكما قال الاخ ابو بكر

Quote: بفعلها بعض من ثقافة كسيحة اكتسبتها من اعلام مقعد

ومجمل القول

نعم نحن شعب (ولا اقول امة,لاننا كنا في طور تشكّل الامة,ونتشبث الآن في هلام خيال ,لنظل شعبا واحدا)

مختصر القول :نحن شعب فيه من قدم زمان ,جاهلية ثقافية,,,وجثم على صدره من كرّس قيم الانحطاط.....

ولك الشكر مرة أخرى على النتاول المفيد



د.محمد تيراب
_______________
الحق يعلوا ولا يُعلى عليه

أخـــى الـكــريــم الأســتـاذ خضر عطا المنان:

Quote: لقد بح صوتنا وظللنا نعزف على هذا الوتر منذ أكثر من عشرين عاما دون جدوى والمأساة لا تكمن فقط في (النخبة التي أدمنت الفشل !!) ولكن العلة الكبرى في من أنجب هذه النخبة !!!..

لابـأس عــلـيـك يــا أخـــى فــأنــت حـامــل رســالـة

أثــقـل مـن صــخـرة ســـيـزيــف وقـدرك صــنـو لــقـدره:

لافــكـاك لـك مــن إلــتـزام وقــعــت عــلـيـه يــوم أعــلـنـت بـأنـك صــحـفـى.

فــالـصـحـافـة أمـانـة وعــهـد بـيـن الـصـحـفـى وجـمـهـوره.

والـصـحـفـى فـى الـدول الـنـامـيـة مـعـلـم مـجــبـر

عــلـى نـشـــر الـوعـى وتـحـفـيـذ الـضـمـائــر وإســتـنـهـاض الـهـمـم.

فــالـمـعـلـم كـمـا قـال الـفـارابـى يـجـب:

"أن يــكـون كـذبـابـة الـحـصـان"

تــظـل تـطـن بـالـرســالـة حــتـى يــســمـعـهـا مـن

قــد لايــعـيـهـا فـى وقـتـهـا ولـكـن لاشـــك ســيـجـئ

الـيــوم الــذى تـثــمـر فـيـه تـلـك الـكـلـمـات وعــيـا.

فــمـن الـطـريـف أن أول حـصـة كـنـت أدرســهـا فـى

نــظــريــات عــلـوم الإتــصـال الإدراكـى هــى أن الـمـعــلـومـة

لـيــســت رصـاصـة ذهــبـيـة أو ســحـريـة تـصـيـب بـهـا

الـمـتـلـقـى فـيـنـصــاع. فــهـنـاك عـوامــل كـثـيـرة تــتـداخــل

فـى الإطـار الـزمــانـى والـمـكـانـى والـعــقـلـى لــتـوثـر عــلـى أثــر

الــرســالـة عــلـى ا لـمـتـلـقـى نـاهــيـك عـن تـركـيـبـة الـنـص وســيـاقـه

وذلـك بــخــلاف عــوامـل أخــرى تـشــتـت الإنـتـبـاه

و تــوثــر عــلـى الـوعـى والـتـركـيـز والإنـتـبـاه.

أخــى لــقـد قــرأت بـتـمـعـن مـاســقــتـه فـى مـداخـلـتـك مــن رابـط.

وأنــا أرى عــمـق مــواجـــعــك وســأعـود إلــى ذلك لاحــقـا.

وهــنـا أتـمـنـى أن يــتـاح لـك الـوقــت لــلـمـشــاركـة فـى بــوســـت:

دعــوة شـــعـريـة لـلـجـمـيــع مـن أجــل وطـن يــمـوت!!!

الــذى أقــول فــيـه:

وهــو فـى الأســـاس مــن أجـل ســودان شــاركـنـا فـى قـتـلـه جـمـيـعـا:

إمـا بـالـســطـحـيـة فـى الـتـنــاول؛ أو بـالـصـلـف والـتـســلـط؛

أو الـتـعـصــب الأعــمـى؛ أو بـالـخـصـومـة الـفـاجــرة؛ أو بــعـدم الـمـبـالاة.


ولـــك الله يــاوطـــنــى!!!

أخــتـى الـــكـريــمـة محاسن زين العابدين:

لــك الـتـجــلـة و الـســـلام؛

والـشـــكـر عــلـى الـتـنـبـيـه عــلـى غـثـاثـة الـمـحـتـوى

وتــرويــج الـقـبـيـح فـى الـفـضـائــيـات عــلـى أنـه الـمـعـيـار:

Quote: سلام يا دكتور هي فعلا عقدة النقص والأسوا هنا ان التتويج حسب فههما السطحي نابع من شعورها أنها جميلة .. يالهذا الغثاء هذا المعيار يا سيدي تضخمه القنوات الفضائية العربية على وجه الخصوص ليكون هو معيار هذا الزمن الخائب ولتكون النخاسة هي سمة لهذا الإعلام وقناة النيل الازرق تحاول اللحاق بالركب فهذا هو مستوى إعلاميها وهذه هي بشائر المشروع الحضاري

قـبــل أيــام قــلـيـلـة ونــحـن نـشــاهـد بـرنـامـج الــفـضـائـيـة الـســـودانـيـة

شــاهـدنـا مــقـتـطـفــا مـن بـرنـامـج يــســمـى بــيــتـــنـا -- عــلـى مـاأعــتـقـد --

يـعـكــس صــورا مـن الـفـحـش الــمـبـالـغ فيــه مـن الـبـذخ والـغــثـاثــة.

حـجــرة نـوم مـســتـوردة، عــلـى مـاأظـن، مـن إيــطالـيـا! وحـجـرة جــلـوس

ســـتائــرهـا نسـجـت خـصــيـصـا لـتـناســـب الـمــفـروشــات الـمـجـلـوبـة مـن تــركــيـا!ّ

وحــمـام أتـى بـرخــامـه مــن الـيـــونــان!

وحــديـقـة زيــنـت بـزهـور وأشـــجـار مـســتـجــلـبـة!

فـــضـربـنـا وزوجــتى يــدا بــيــد وقــلـنـافـى وقـت واحـــد مـامـعـنـاه:

"بـالله شــوف الـفـراغ دا، والـنـاس بـتـمـوت مـن الـجـوع والـعـطـش
والـلاجـئين لايــجــدون مــا يـحـمـى رؤوســـهـم مـن ســقـف أو يــســتـر
عـوراتــهـم مـن مـلـبـس. أطـفـالـهـم جـيـاع يـمـوتــون قــبـلـهـم مـن
الـهــوام والآفـات والـمـرض. والـتـلـفـزيــون يــعـرض عـلـى الـعـامـة
خـاصـة الـخــصـائــص فـى حـيـاة نســبـه لاتــتـجـاوز
الأصــبـع الـواحد مــن فـاحــشــى الـثــراء!!"

مـاذا تـســتـفــيـد الـمـلايــيـن مـن بـنـات وأبــنـاء الـســودان

الـمـحـرومـيـن الـغـــلابـة مــن ذلـك "الـفـشـــر" و"الـبــطــر؟؛

غــيـر الـحـقـد الـطــبـقـى أو الـتـطــلـعـات الـزائــفـة

الـتى لايــمـكـن تــحــقـيـقــهـا؟ فــتـؤدى إلــى الـفـســاد والإفـسـاد

فـى كـل أوجـه الـحـيـاة والـمـمـارســات مــن أجــل الـحـصـول عــلـى الـمـال!

أو -- وهــذا هـو الأهــم -- الإحــبـاط الـنـفـســى مـن عـدم الـمـقـدرة عــلـى الـمـجـاراة,

فــتــتــرســـب فـى الـنـفــوس أحــقـاد عــلـى الأثــريــاء والــمـجـتـمــع.

وهـــذه قــد كـانــت عــبـر الـتـاريــخ شــــرارة الـثــورة الـمـخــبـوءة تــحـت الـرمـاد

حــتى لــحـظــة الإنــفــجــار الـذى يــحـــرق كـل شـــئ ويـهـدم كـل صــرح.

ولـــنـا فــى ثــورة زنــجـــبـار خــيـر مـثـال

نـاهــيـك عـن كــوبـا ورومـانـيـا وأفــغــانـســتـان.


ولـك الله يــاوطــــنــى!!!

أخــى الـكـريــم مـحـمـد يـس خــلـيـفــة

لـك الـتـحـايـا والـســـلام والــشــكـر عـلـى طـيـب الـكـلـم:

Quote: لله درك يا أستاذي الفاضل بروف عبدالرحمن... ولك عظيم إمتناني لإفتراعك لهذة النافذة والتي أمتعتنا غاية المتعة بها وأفدتنا منها بعلمك الغزير وحقاً لا يخاف اللهَ إلا عباده العلماء... وهو الخوف من عدم البلاغ والإبلاغ، وأنت بلغت ونحن نشهد ولك الله يا بلدي... ولك شعبك الذي عانى ويعاني بطش فئة من الدهماء سرقوا خيراتك.. وسبوا بناتك، وإستباحوا فيضك، ومزقوا أرضك وهتكوا عرضك لك الله يا بلدي... يا أعز بلد! فعفواً سيدي إن أطللت عليك متأخراً ومتسائلاً عن الفرق بين التنميط والتعميم والـ Profiling والـ Stereotyping؟ ولكثرة إستخدامهما في أفواه الشعب الامريكي تجدني أقف عندهما محتاراً.. فرجائي المساعدة بالشرح والتوضيح؟ مع خالص شكري وتقديري...

لــقـد ســـألـت ســـؤالا واســـع الاطـراف مـتـعـدد الـجــوانـب.

ولــكـنـى ســأســعـى فـى إخـتـصـار ردى؛ عـَـلـىّ أجـيـب عـلـى

ســـؤالـك وســـؤال الأخ الطاهر ساتي أيــضــا:

وأبـدأ بـقـضــيـة الـــ Streotyping

والــذى هــو الــتـنـمـيـط. وأصــل الـكـلـمـة مـشــتـق مـن عـالـم الـطـبـاعــة
حـيـث كان يـعـمــل الـنـمـوذج الـطـابـع لـيـطـبـع بـه عــلـى الـورق نـســـخـا مـتـطـابـقـة.
وهـو مـايـشــيـر الـيـه الـطـابـعـون بـالـكـلـمـة الـفـرنـســيـة أكلـشــيـه (كـلـيـشــيـه).
وحــيـنـمـا أصـدر الـصـحـفـى الأمـريـكــى والـتـر لــيـبــمـان كـتـابـه عــن الـرأى الـعـام
إســتـعـار الـمـصـطـلـح لـيـســتـخــدمـه إســتـخـدامـا ســيـكـولـوجــيـا لـيـرمــز بــه إلـى
الإنـطـبـاع الـنـمـطــى الـذى يــرســخ فـى الـذهــن.
وقــد تـطـور هـذا الـبـاب ليـشــمـل عــلـوم الـســيـاســة والإجـتـمـاع والـتـسـويـق والإعــلان والـتـواصـل.

وتــضـحـى تـلـك الـصـورة الـنـمـطـيـة هـى الـمـرجـع الـفـورى بـمـجـرد ذكــر الـكلمـة مـرتـبـطـة بــشــخـص أو مـجـمـوعـة.
وهــى صــورة ثــابـتــة لاتــتـغــيــر كـثـيـرا. وبـمـرور ا لـزمـن تـتـجـذر تـلـك الـصــورة حــتـى فـى الـلاوعــى.
فــتـجـد أكـثـر الـنـاس تــقـدمـا فـكـريـا مــثـلا يـســتـخـدمـونـهـا بـلاوعــى مـنـهـم.

وقــد إشــتـركـت فـى مـنـتـصـف الـثـمـانـيـات فـى دراســة عـن الـشـخـصـيـة الـنـمـطـيـة كـمـرجـع عـقــلـى-إجـتـمـاعـى فـورى
فـى مـكان الـعـمـل الأمـيـركـى. وإخـتـصـارا للـزمـن والـحـيـز أشــيـر إلـى سـؤال واحـد مـن ضـمـن أسـئـلـة طـرحـت عــلـى
عـدد كـبـيـر مـن الـنـسـاء الـمـهـنـيـات وفـى مـواقـع إداريـة مـتـقـدمـة. فـالـسـؤال عـن مـاهـى -- فـى رأيــك –
صـفـات الـمـديـر(ة) الـعـام [فـى اللغـة الإنـجـلـيزيـة لـيـس هـنـاك تــأنـيـث أو تـذكـيـر لـلمـهـنـة]؟
فــكـانـت الإجـابـة عــلـيـه 83% رســمـا لـصـورة رجـل و7% فـقــط لـصـورة إمــرأة
و10% إســتـعـمـلـوا كـلـمـة شــخـص بـدون تـحـديـد الـجـنـس. رغـم أنـهـن كـلـهـن نـسـاء مـهـنـيـات.

ونــواصــل.....

أمــا Profiling

فــهــو عـمـلـيـة الـتـشــخـيـص الــتـى تــؤدى إلـى "الـشــخـصـنـة الـتـعـمـيـمـيـة".
وتــبـدأ فى الأســـاس بــجـمـع مـعــلـومـات عــن طبـيـعـة نـفـســيـات وتـفـاصـيـل
حــيـاة وطـريـقـة تـصــرف بــعـض الأشــخـاص مــن مـجـمـوعـة مـعـيـنـة
وجـمـعـهـا كـلـهـا فـى شــخـص إفـتـراضـى نــمـوذجــى يـمــثـل تــلـك الـمـجــمـوعـة.
فـتـصــيـر تـلـك الـشــخـصــيـة الإفــتـراضــيـة الـنـمـوذجـيـة هــى الـمـعـيـار والـمقـيـاس
الـذى يـنــظـر مـن خـلالـه إلـى أى فـرد يـنـتـمـى لـتـلك الـمـجـمـوعـة ويـحـكـم عـلـيـه بالـتـالـى مـســبـقـا.
وعــلـى عـكـس الـصـورة الـنـمـطـيـة فـهــى شــخـصـيـة تــراكـمـيـة يــضـاف إلـيـهـا كـل
مـاجــد مــن مـلاحـظـات حـول أشــخـاص مـن نـفـس ذلـك الـقـطـاع أو الـنـوع مـن الـنـاس.
وقــد كـانـت بـدايـات الـدراسـات ا لـمـعـمـقـة فـى هـذا الـمـجـال فـى فـرع مـن فـروع عـلـم الـتـســويـق
يـســمـى بــعـلـم الـنـفـس الإســتـهـلاكــى Consumer Psychology لـتـحـديـد نـوع الـمـســتـهـلـك
الـذى يــمـكـن أن يـشــتـرى مـنـتـجـا مـحـددا. فــتــتــم صــيـاغـة الإعــلانات وأدوات الـتـرويــج
بـمـا يـلائــم ذلـك الـمـزاج وتـلـك الـشــخـصـيـة الإفــتـراضــيـة الـنـمـوذجـيـة
لـذلـك الـقـطـاع مـن الـمـســتـهـلـكـيـن الـمـســتـهـدفــيـن Target Market و Target Segment
ثــم تـم الـتـوســع فـى إســتـخـدامـاتـه فـى عـمـل الـبـولـيـس لـكـشـف الـجـرائـم
و أجـهـزة الأمـن والإســتـخـبـارات ورصـد إتـجــاهـات الــرأى والأهـواء.
وخــير مـثـال لـذلـك مـايـتـم مـن رصـد الـرغـبـات والـمـواقـع الـتى يـزورهـا
الـفـرد والـفـيـس بــوك والتــويـتـر، إلــخ....


ونــواصــل

فـمـثـلا الـشـخـصـنـة الـتـعـمـيـمـيـة للـمـســلـم والــعـربــى،
فـى وسـائـل الإعـلام والأجـزة الأمـنـيـة الـغـربـيـة،
هـو ذلك الـعـامـل الـبـســيـط الـغـاضـب الـحـاقـد عـلـى الـمـجـتـمـع أو ســائــق الـتـاكـسـى الـذى
لايـجــيـد الـحـديـث بـلـغـة الـبـلـد الـذى هـو فـيـه. ويـقـضـى كل وقـتـه فـى الـعـمـل
ويـذهـب لـلـمسـجـد لـيـتـآمـر ثـم يـعـود للـمـنـزل فـيســئ مـعـامـلـة زوجته وأولاده؛
أو يـضـربـهـم ويـتـزمـت مـعـهـم. ويـكـذب فـى أقـوالـه وأوراقـه والإسـتـمـارات الـرســمـيـة.
وعــلـيـه فـكـل مـســلـم يـمـر بـمـطـار مـثـلا يـنـظـر إلـيـه مـن خـلال
تـلـك الـشــخـصـيـة الـنـمـوذجـيـة الإفـتـراضـيـة حــتى ولـوكـان
عـالـمـا أو أســتـاذا جـامـعـيـا أو جـراحـا عـظـيـمـا.
وبـالـتـالـى وبالـتـدريـج تــنـقـلـب الشــخـصــنـة الـتـعـمـيمـيـة إلـى تــنـمـيـط.
وهــى مــرحــلـة مـتـقــدمـة يـصـعــب فـيـهـا تــغــيـيـر الـصـورة الـنـمـطـيـة.




ونــواصــل

وأخــطـر مـراحـل الـتنـمـيـط هـى الإســتـبـطـان الـنـفـسـى Internalization
لـلـشــخـص الـمـنـمـط بـحـيـث يـرى نـفـســه مـن خـلال مـنـظار الـمُـنـمِّـط
وصــورتـه الـنـمـطـيـة لـه. فــيبـدأ فـى الـتـصـرف عــلـى ذلك الأســاس والــدور الـمـتـوقـع مـنـه
فــيــعـمـل بـكل جـهــده عــلـى إرضــاء الـسـيـد أو صـاحـب الـمـقـام أو مـن يـراه أهـم مـنـه.
ويــؤدى ذلـك إلـى أمـراض نـفـســـيـة خـطـيـرة مـنـهـا كـراهـة الـنـفـس وإحـتـقـار الـذات والإحـسـاس بـالـدونـيـة
فـيـفـشــل فـى تـحـقـيـق أى إنـجــاز أو أى تــقـدم جـمـاعـى أو ســيـاسـى نـاهـيـك عــن نِـفـسـى.

وحــيـنـمـا يـســيـطـر الإســتـبـطان الـنـفـســى وكـراهـة الـنـفـس وإحـتـقـار الـذات والإحـسـاس بـالـدونـيـة
يــبـدأ الإنـسـان فـى إســـقـاط تلـك الأبـعـاد الـســيـكـولـوجــيـة Self Projection عـلـى الآخــريـن فـى مـحــيـطـه .
وذلـك لأنـه فـى لاوعـيــه يــكـره نـفـســه فـيـســقـط ذلـك عــلـى كــل مـن حـولـه مـن أهـل بـيـتـه
بـنـظـرة دونـيـة عـلـى أنـهـم مـتـخـلـفـيـن مــثـلا؛ وعـــلـى زمـلائـه وأقـرانـه وحـتـى عـلـى وطـنـه.
وهــنـا يـحـضـرنـى نـقـاش طـريـف مـع الأخ الـشــاعـر ســيـد أحـمـد الـحـاردلــو، كـاتـب "مـلـعـون أبـوكـى بـلـد"
فــقـد قــلـت لــه وقــتــهـا أن ذلـك الـعـنـوان إن قــصـد وإن لـم يـقـصـد يــعـمـق إحـتـقـار الـذات والــوطـن
ويـؤدى إلـى فـقـدان الأمــل أى تـقـدم. وقـس عــلـى ذلـك كـثـرة ا لـتـعـابـيـر الـمـحـقـرة لـلـوطـن: .
"بــلـد حــفـرة" و "شـــعب تـافـه" و "أمـة مـنـحـطـة" و"حـلـة وســخــة" و "شــعـب مـتـخـلـف".
فـيـمـوت بـذلـك فــى الـنـفـس أى أمـل فـى إصــلاحــهـا.

وأنـا أعــزى فـشــلـنـا كــســودانـيـيـن فـى الـعـمـل الـجـمـاعـى
أو تـكـويـن أحـزاب أو جـبـهـات ســيـاســيـة نـاجـحـة أو حـتـى
جـالـيـات فـى أى مــكـان فـى الـعـالـم، إلـى كـراهـة الآخــريـن
كأســقـاط لـكـراهـة الـنـفـس وإحـتـقـار الـذات والإحـسـاس بـالـدونـيـة.
فـكـل شــخـص لـديـنـا "مـشــكـوك فـى أمـره" أو "تـافــه" أو
"هــو قـايـل نـفـســو مــنـو؟" أو "يـاخـى دا زول دوره مـيـت"
أو "يـاخـى دا راجـل حـرامـى وبـس" ويـتـواصـل تـبـخـيـس الآخــريـن
حــتى نـصـل إلـى الـنـتـيـجـة الـحـتـمـيـة فـى تــقـريـر حـاســم
"يـاخـى الـســودانـيـيـن ديـل أصـلـه مـامـكـن يـتـفـقــوا"
أو فـى الـمـقـولـة الـمـنـســوبـة إلـى شــيـخ أبـو ســن
"والله الســودان دا زى بـول الـجـمـل لايــمـكـن يـمـشــى لـى قــدام!!!

وقــس عـلـى ذلـك الإنـقـسـامـات فـى الأحـزاب والـمـنـظـمـات
والـتـجـمـعـات الـســيـاســيـة وجـبـهـات الـتـحـالــف والـجـالـيـات
وحـتـى إتـحـادات الـكـرة والأنـديـة الـريـاضــيـة. فــهـى عـمـلـيـة
إســتـقـطـاب مـســتـمـرة لانـهـائــيـة مـن عـدم الـرضـا بــا الآخـــر.

وخــيـر مـن كـتـب فـى هـذا الـمـجـال الـعـالـم الـنـفـســى الـشــاب
الـطـبـيـب الـمـارتــيــنــيــكـى الأصــل، فــرانـس فـانــون، الـذى ذكـرنـا أعـلاه
فـى كـتـابـيـه بـشــرة ســوداء أقـنـعــة بـيـضـــاءBlack Skin, White Masks
والـمـنبـوذون فـى الأرضWretched of the Earth
وأيــضـا الـفـيـلـســوف الـمـاركـســى الــتـونـســى الـيـهـودى الأصــل ألـبـيـر مـيـمـى
فـى كـتـابـيـه الـمـســتـعـمِـر والمـســتـعـمَـر The Colonizer and the Colonized
والــرجــل الـمـســتـعـبــد Dominated man .
وفـيـلـســوف الـثـورة الأفــريـقـيـة الـمـهـنـدس الـزراعـى وقـائــد حــركـة الـتـحــرر فـى
غـيـنـيـا بــيــســاو والـرأس الأخـضـر (PAIGC) أمـيـلـكـار كـابـرال
وقـد لـخـص كـل ذلـك فـى شــعـره الـعــبـقـرى الـمارتـنـيـكـى الأصـل
إمـى ســيـزار خــاصـة فى قـصـيـدتـه التى يـقـول فـيـهــا:

لـقـد كـان عـبـدا زنـجـيـا جــيـدا

يصـفـعـه الـبـؤس مـن بـيـن يـديـه ومـن خــلـفـه

فــقــد غــرســوا فـى عـقـلـه الـمـســكيـن

فــكـرة أنـه لـيـس فى إمـكانـه أن

يــغـير مـصـيره القاهـر الـمـذل

فــلأن يــكـون عـبـدا جـيـدا

يـجـب أن يـؤمـن إيــمانـا صـادقا

بــتـــفـاهــتـه

الدكتور لك التحية والتجلة
ألا ترى أنك تتعب نفسك بكل هذا الجهد المبذل؟
هل تتوقع أن يكون هنالك آذان صاغية لمثل هذه الدروس والعبر المستفيضة؟
نحن قد وصلنا إلى مراحل أبعد من هذا بكثير، وخير مثال لذلك ما نحن فيه الآن، ومن الأفضل أن تترك كل على حاله .....
ونتمنى من الله العلي القدير أن يعمل كل واحد ما يراه مناسبا له.... وأنا تيقنت تماما بالمثل العربي ، ولا أود ذكر المثل حتى لا أكون مثلهم، ولكن يجب أن نعمل ونترك الآخرين يفعلون ما يشاءون، وعلى ما أظن هذا هو الحل الأمثل لنخطو إلى الأمام..
فلتحيا الشرفاء أين ما حلوا....

كــنت قـد كـتـبـت فـى ردى عـلـى الأخـت محاسن زين العابدين

Quote: مـاذا تـســتـفــيـد الـمـلايــيـن مـن بـنـات وأبــنـاء الـســودان الـمـحـرومـيـن الـغـــلابـة مــن ذلـك "الـفـشـــر" و"الـبــطــر؟؛ غــيـر الـحـقـد الـطــبـقـى أو الـتـطــلـعـات الـزائــفـة الـتى لايــمـكـن تــحــقـيـقــهـا؟ فــتـؤدى إلــى الـفـســاد والإفـسـاد فـى كـل أوجـه الـحـيـاة والـمـمـارســات مــن أجــل الـحـصـول عــلـى الـمـال! أو -- وهــذا هـو الأهــم -- الإحــبـاط الـنـفـســى مـن عـدم الـمـقـدرة عــلـى الـمـجـاراة, فــتــتــرســـب فـى الـنـفــوس أحــقـاد عــلـى الأثــريــاء والــمـجـتـمــع. وهـــذه قــد كـانــت عــبـر الـتـاريــخ شــــرارة الـثــورة الـمـخــبـوءة تــحـت الـرمـاد حــتى لــحـظــة الإنــفــجــار الـذى يــحـــرق كـل شـــئ ويـهـدم كـل صــرح. ولـــنـا فــى ثــورة زنــجـــبـار خــيـر مـثـال نـاهــيـك عـن كــوبـا ورومـانـيـا وأفــغــانـســتـان.

وأضـــيـف الآن مـصــر وتــونـس

ولــيـبـيـا والـيـمـن والـبـقـيـة تـأتـى



والآن



وهــكـذ الـدنــيـا لــو يـتـعـظــون.

my thoughts dear Abdulrahman have been change when i read your nice topics, you reinforce our thoughts with controversial topics, we hope to continue the nice flow, waitnig for u. your son.... saif

أوباما يلبس حذاءه بنفسه

شاه ايران كان له رجل يلبسه الحذاء

Ahmed Ezz

King Faroug

Quote: أحمد عز الشخصية التي ارتبط اسمها بالفساد في مصر.الفتى المدلل لدى الرئيس المخلوع حسني لامبارك،عاش حياة غنى فاحش.وكان يأبى على نفسه أن يلبس حذاءه بنفسه فقد نصب نفسه سيداً على الناس بفضل ثروته المشوهة.لقد نسي هذا المعتوه أن الله يعز من يشاء ويذل من يشاء. والعاقبة للمتقين

http://www.youtube.com/watch?v=XBqY6cJD3CE

http://www.youtube.com/watch?v=gPQ0zZIxDQ4

http://www.youtube.com/watch?v=5xgxLmnzURc&feature=related

Quote: Q: What is Racial Profiling? A: According to Professor David Harris of the University of Toledo College of Law, a leading expert on racial profiling, criminal profiles are a set of personal and behavioral characteristics associated with particular offenses that police use to predict who may commit crimes in the future, or identify what type of person may have committed a particular crime for which no credible suspect has been identified or eye-witness description provided. Criminal profiling becomes racial profiling when these characteristics include race, ethnicity, nationality, or religion.

Quote: [أى بـشــر هـذا الـشــعـب لــيـقـبـل بـهـذا الإنـحــطـاط وتـفـاهـة الـنــخــبـه؟؟؟

شكرا استاذنا فالاصرار على أن يكون النقاش مفتوحا في مثل هذه الغثاثات والتنويه لها ورفضها هو جزء من الرسالة لاستكمال مقاصدهذه الثورات ....


ولكن كنت اتمنى لو تم حذف الجملة الأخيرة من العنوان (تفاهة النخبة )...

النخبة بروفسير تجد مكانها في كتاب د. النور حمد مهارب المبدعين

وتجدها قد ولت بنفسها من هذا الغثاء


ولكن هذه هي الطفيليات التي تتغذي على هروب النخبة

وهو نظام متكامل قائم على التباهي والسطحية والعيش في وهم التميز

إتـصـل بـى عـدد مـن الأخـوة الـكـرام
وطـلـبـوا مـنـى أن أواصـل فـى هـذا الـبـوســت الـهـام.

وإكـرامـا لـهـم -- ورغــم مـشـاغــلـى الـعـديـدة الـتـى
لاتـتـرك لـى فـرصـة للـمـواصـلـة الـدؤوبـة --
إلا أن أهـمـيـة المـوضـوع، وهـذه الـظـواهـر الإجـتـمـاعـيـة
وضـرورة تـحـلـيـلـهـا أو حـتى مـجـرد الـتـنـبـيـه لـهـا،
دفـعـانـى لأن أبـذل جـهـدى لأواصـل.

فـأعـذرونـى إذا مـاغـلبـت عـلـى العـوارض أو نـاشــتـى عـواجــل الأمـور.

ولــكـم الـمـودة أبــدا

ولــك الله يــاوطــــنـى!!!

وقـفـنـا آخـر مـا تـوقــفـنـا عـنـد مـعـالـجـة أمـور الـتـنـمـيـط
والـشـخـصـنـة الـتـعـمـيـمـيـه وأثـرهـا فـى الـمـرض الإجـتـمـاعـى الـخـطـيـر
"الإســتـبـطـان الـنـفـسـى" الـذى يـدفـع الـفـرد لا إراديــا إلـى
الـتـصـرف عــلـى ذلك الأســاس والــدور الـمـتـوقـع مـنـه وكـراهـة الـذات.

وأســـوق فـى هـذا الـمـجــال دور الإعـلام فـى تـعـمـيـق هـذه الأمـراض
وتـأصـيـلـيـهـا والـمـواظـبـة عـلـى نـشـــرهـا.
فـفـى الـوقـت الـذى تـعـانـى مـنـه الـمـدارس فــى أمـريـكـا
مــن الإغـلاق الـنـهـائـى و إنـهـاء خـدمـات الـمـدرســيـن؛
وإرتـفـاع مـعـدلات الـسـقـوط والـفـصـل وتـرك الـدراسـة فـى
أوســاط الـســود، وأمـتـلاء الـسـجـون بالأطـفال والـشـبـاب الـسـود،
نــرى كل أجـهـزة الإعـلام تـركـز
عـلـى طـالـب بـالـسـنـة الـثـانـيـة بـالمـدرسـة الـثـانـويـة
يـتـلـقـى عـرضـا لـيـلـعـب فـى إتـحـاد الـسـلـة الإيـطـالـى
مـع إمـكـانـيـة تـرك الـدراســة لـبـراعـتـه مـنـقـطـعـة الـنـظـيـر فـى اللعـب.

مـعـنى ذلـك: "أيـهـا الأطـفـال الـســود خـيـر لـكم الـتـركـيـز عـلى مـجـالات الـترفـيـه
الـذى تـبـدعـون فـيـه وأتـركـوا أمـور الـفـكـر والـعـلـم لـنـا".
وهــذا مـجـرد مـثـال يـتـكـرر يـومـيـا فى مـجـالات الـريـاضـة والـغـنـاء.



لاحـظ الـرسـالة الأيـدولـوجـيـة الـمـدســوســة فـى هـذه الـمـقـابـلـة:

"رغــم تـمـيـزك فـأنـت لاتـسـتـحـق أن تـعـامـل مـعـامـلـة الـبـشــر
الـعـاديـيـن. فـأنـت لـسـت جـديـرا بالإحـتـرام لـنـجـرى مـعـك
هـذه الـمـقـابـلـة فـى إســتـوديـو أو حـتـى مـكـتـب
نـاظـر الـمـدرسـة أو الـمـشــرف الـريـاضـى.

بــل فـى الـمـراحـيـض الـتى هـى مـســـتـواكم...

يـا الله ... ويـا ألله ...ويـا الله!

بروفسير عبد الرحمن لعلك تذكر الممثل (السميح) رحمه الله وكيف انه استخدم لسنوات بغرض اضحاك الاخرين.. ما اريده هو ان الموضوع متاصل فى ثقافتنا واننا حتى فى عصرنا هذا وبعد ان وضع الاخرون اسس للتعامل مع الاعاقه ووضعت ضوابط للتعامل مع التمايز العرقى تجدنا استاذى العزيز نتعامل ودونما حساسيه فيما يلى قضايا تتطلب قدرا عاليا من الحيطه ففى مجتمع ينقسم الى افارقه وادعياء عروبه ارى انه ينبغى ان نتعامل مع كل القضايا الحساسه كمن يمشى على حد السيف فمشهد رشا لم استحسنه بل ذكرنى اول ماذكرنى بعيدى امين حينما مارس عنصريته المضاده ..فى الختام ارى استاذى العزيز ان يتقدم ذوى الاختصاص ليسبروا غور هذه الظواهر لانها ليست مسالة اكل عيش كما تفضل البعض بل ارى انها اعمق من ذلك وفى الختام لك تقديرى وقلبى على وطنى..

مــمـا لاشـــك فـيـه أن عـقـيـل كار يـعـتبـر قــزمـا
مـقـارنـة بـلاعـبـى كـرة الـســلـة،
ولــكـنـه لا عــب فـريـد يـجــيـد بـإمـتـيـاز كـل الـمهـارات
الأســاســيـة للاعـب كـرة الســـلـة الـنـاجـح.
ويـضـيـف إلـى ذلـك ســـرعـة بـديـهـة فـائـقـة
ومـقـدرة عـلـى الـتـصـرف الـبـديـل بـســرعـة خــارقـة

شـــاهـد بــراعـتـه هــنـا



فــمـا الـمـشـكـلـة إذا؟

الـمـشــكـلـة أن هـذا الـشـاب ركـز كـل إهـتـمـامـاتـه عـلـى تـطـويـر
تـلـك الـقـدرات. مـثـلـه فـى ذلـك مـثـل مـلايـيـن مـن الشــبـاب الـسـود:
يـحـلـمـون بالـشـهـرة و الـعـقـود الـمـلـيـونـيـة فـيـقـضـوا كـل أوقـاتـهـم وجـهـدهـم
فـى الـتـمـاريـن الـصـرفـة. فـلا واجـبـات مـدرسـيـة؛ ولا مـذاكـرة ولا إهـتـمـام بالـدراســة.
والـمـحـزن أنـه مـن كـل تـلـك ا لـمـلايـيـن لا يـحـالـف الـحـظ ألا قـلائــل عـلـى عـدد الأصــابـع فـقـط.

فـــتـكـون الـنتـيـجـة أنــهـم لايـحـصـدون ســوى فـقـدان فـرص الـتـعـلـيـم
وحـســرة تـقـتـل كـل أمـل فـى الـمـســتـقـبـل. فـيـكـون الـضـيـاع وفـسـاد الـحـيـاة.

لاحـظ الـتـركـيـز الإعـلامـى عـلـى هـذا الـشـاب الـصـغـيـر.

هـل تـعـتـقـد أنـه كـان سـيـجـد هـذا الإهـتـمـام لـو أســتـغـل كـل ذلك الـذكـاء
والـصـبـر والـمـمـارسـة الـمـســتـمـرة فـى دراســتـه؟
هــل كـان ســيـجـد إهـتـمـام الإعـلام مـثـل الـعـبـاقـرة مـن أطـفـال الـبـيـض
والــذيــن يـكـمـل بـعـضـهـم دراسـتـه الـجـامـعـيـة قـبـل ســن الـبـلـوغ؟



وهــذا يـقـودنـى إلـى مـواصـلـة الـســرد لـلأخ الـطـاهـر ســاتـى الـذى كـتـب

Quote: زادك الله علمايابروف، ونفع بك مجتمعك بوست عميق جدا، وليتك أتحفتنا بتجربتك مع طلابك وأي نماذج أخرى تعكس وتشرح ظواهر التنميط الشائهة التى لا ينتبه لها الجميع رغم وضوحها في كل مناحي الحياة تقريبا، ولكن تتجلى بشكل ملفت في (الحياة الثقافية )

ونـــواصــل!

تــرددت كـثـيـرا فـى مـواصـلـة الـحـديـث
و الأســتـرسـال فـى الإجـابـة عـلـى طـلـب
الأخ الـطـاهـر ســاتـى فـى إيـراد تـجـربـتـى
الـشـخـصـيـة وتـلـك الـتـى مـع طـلـبـتـى حـول
قــضـايـا الـتـنـمـيـط وإنـعـكـاســاتـهـا.
وقــد كـان خـوفـى ومـازال أن يـســاء فـهـمـى
لإيــراد مـاقـد يـبـدو تـزكـيـة للـدور والإنـجـاز.

وأريــد أن أؤكــد لـقـرائـى الـكـرام أن
غــرضــى مــاكان فـى يـوم مـن الأيـام
ولـن يــكـون دعـايـة لـلـنفـس أو تـفـاخـرا
وخــيـلاء، أو تـطـبـيـلا دعــائـيـا.

ولـكـنـى رأيـت لأهـمـيـة تـلـك التـجـارب وعـمـق
آثــارهـا وكـونـهـا حـقـائـق تـاريـخـيـة يـجـب
الـتـوثـيــق لـهـا، أن أواصـل مـع تـنـبـيـه الـقـارئ
إلـى أنـنـى أســـعـى فــى الـمـقـام الأول لـبـدل
تـجـارب قـد تـفــيـد آخـريـن أو تـضـئ
جـوانـب مـن وقـائــع الـمـمـارسـات الـيـومـيـة
ومـدلـولاتـهـا فـى واقــع الـحـيـاة الـيـومـيـة
وآثـارهـا الإجـتـمـاعـيـة.

أى بـشــر هـذا الـشــعـب لــيـقـبـل بـهـذا الإنـحــطـاط وتـفـاهـة الـنــخــبـه؟؟؟


بروفيسور عبد الرحمن إبراهيم

تحية طيبة وود كثير ،،
أرى الموضوع ثريا في داخله وفق ما قرأت ورأيت ، ولكن لم أتفق مع ما تفضلتم به من عنوان
عام شامل ( انحطاط وتفاهة النخبة ) ، الذي يشمل كل النخب ، ويأتي المقال في صلبه لتمييز البعض .
( فشل النخبة ) ( انحطاط النخبة ) ( ......... ) .
مثل هذه اللغة التي تشمل كل النخب ، تستدعي أن نعود إلى البدء لتعريف : ما النُخب ؟!

لقد اعتدنا من السياسيين مثل الذي فشل برنامج تنظيمهم ، وسعوا حثيثاً لهدم وطنهم ، وسرقة كنوزه ،
وإشاعة الفساد ، هم نخب ، لا يعقل أن يكونوا نخباً بجانب الشرفاء الذين لم يسرقوا ولم يسهموا في هذا الدمار ،
ليشملهم ذات المصطلح!
أما إذا قمنا بتعريف جديد غير الذي نعرف ، فيتعين إعادة صياغة كلمة أخرى غير " النخب "
لأنها تعبير سهل ضبابي ومُضلل .

أرجوا إلا يكون الاختلاف إلا إثراء للسرد المضيء والنماذج التي تفضلتم بها وشارككم الأضياف

تحية واحتراماً

Quote: ــجـب أن نـحــدد مــوقــفـنـا مـن الـشــائـة فـى الـمـمـارســات الإجـتـمـاعــيـة. لــو فــعـلـنـا هــذا لــمـا قـبـض عــلـى زمـام أمــورنــا شـــرذمــة مـن الـلـصــوص والـدجـالــيـن فــاقــدى الـضــمـيـر والأخـــلاق.

بروفيسير عبد الرحمن

التحية والتجلة

لك الشكر على هذا البوست القيم والذى لم أطلع عليه قبلاً لغيابى فترة

عن هذا الموقع نتيجة للإحباط الذى لازمنى بسبب ما يدور فى السودان من أمور

تفضى إلى الأسى والحزن!

وفقك الله وأعانك على هذه الكتابة التى نواجه بها الأباطيل .

تحياتي يا بروف، وبما أن بوستك هذا عن صورة، فاسمح لي أن أسألك عن الصورة التي قمت أنت بوضعها في بوست يتناول النيل أبو قرون وهي في هذا الرابط:

Re: يوسف أبوقرون: النيل يسب الصحابة ويزعم عروجه للسماء وأنه عيسى بن مر

رغم اختلافي مع النيل أبو قرون في كثير مما يطرحه، لكنني أود أن أستوضحك حيث أنك لم تعلق على الصورة أو علاقتها بالبوست:

من هو الولد الذي في الصورة، هل هو النيل أبو قرون؟ وماذا تريد قوله بالضبط من إيرادك لتلك الصورة؟

ولك شكري.

أخــواتـى وإخــوتـى

كنت قد وعـدت بمواصـلة الـرد عـلى كل الـمداخـلات
ولـكن شـاءت الأقـدار ألا أفـى بهـذا الوعـد لـسـفـر
طال. وكان الـموقـع قـد تهـكـر فى أثـناء ذلك السـفـر
وبعده. وحـتى بـعد عـودة الموقع فشـلت فى الدخول إليه
لإعتراض برامـج الحماية. وأخيرا وجدت الحل فى كمبيوترى
الماكنتوش وبرنامج ســفارى.

وبدأت فـى الكتأبـة وأبـتـدرت مـوضـوعـا حـول
الـمراغـنـه مـمـا جـذب مـداخلات حـيـة. وتطلب
ذلك مـنى الرد

السـيد عـلـى فى أول صحـيـفـة إسـلاميـة عالـمـيـة لـمقـاومة الإسـتعـمار

إلا أننى عـدت إلى ترحـالى وسـافرت مـرة أخـرى. وبـعـد
لغـط الآراء العـجـيـبة لحسـين خـوجـلى رأيـت أن أنشـر
مـلحمة شـعـرية تتـتبع تاريـخ الـنوبـيـيـن ومعاناتهـم
وآلامـهـم وآمالهم فـلتـقاهـا الـنوبـيـون وغير النوبيين
بترحـاب وتم نشـرهـا وإعادة نشـرها ونقلهاالى مازاد عـن
الـثلاثة عـشـر موقـعـا. وكـما تدرون كـم هـو مـكلـف
عـناء متابعة المداخلات فى كل هـذه الـمواقـع ومايتـطلبه
الرد. هـذا بخلاف الرسـائـل الإيمـيليـة مـن النوبيـيـن
وكـثيـر مـن غير الـنوبـيـيـن. فأسـتـنزف ذلك جـزءا
كـبـيـرا من وقـت فـراغـى الـشـحـيـح أصـلا.

عــلـمـهـم مـعـنـى الـحـب الـنـوبـى: مـلـحـمـة شــعـريـة

ولـكـنى آمـل مـنذ الـيـوم فـى مـتابـعـة ما تـبـقـى
مـن ردود عـلى المداخـلات والإسـتـفـسأرات والـنـقـد.

فأقـدم إعـتذارى وأعـبر عـن أسـفى ولـكم الـعـتـبـى
حـتى ترضـون وحتى إن لـم تـرضـون.

مـعـزتـى لـكم جـمـيـعا.

شكرا يا بروف على هذا البوست الثري.
ادناه ما كتب على موقع الويكبيديا في الصفحة الخاصة بالدكتور تشارلس ديو
متعلقا بملابسات موته.و فيها أن الراجح أن الدكتور و رفاقه و ذلك بشهادة واحدا
منهم قد تلقوا الاهتمام الطبي الكافي لدى وصولهم للمستشفى و أن السبب الذي
بموجبه لم تجرى عملية نقل دم للدكتور تشارلس هو سبب طبي في المقام الأول و ليس
سببا يتعلق بلونه أو اصله العرقي.

Quote: A persistent urban legend (even recounted in an episode of the TV show M*A*S*H and Philip Roth's The Human Stain) holds that Drew was denied care — ironically, a blood transfusion — at a nearby hospital because of his race and bled to death. In fact, Drew was well treated by the hospital. Claims that he was not treated because of his skin color are unfounded.[7] As Dr. John Ford, one of the doctors traveling with Drew, later explained, "We all received the very best of care. The doctors started treating us immediately. He had a superior vena caval syndrome—blood was blocked getting back to his heart from his brain and upper extremities. To give him a transfusion would have killed him sooner. Even the most heroic efforts couldn't have saved him. I can truthfully say that no efforts were spared in the treatment of Drew, and, contrary to popular myth, the fact that he was a Negro did not in any way limit the care that was given to him."[8]

الأعـزاء

مـازلـت عـنـد وعـدى بالـرد عـلى
كل مـن تـداخـل .

ثم أواصـل حديثـى حـول التنـمـيط
والظـلـم الإجـتماعـى والإسـتـغلال
الإقتصادى والتسـلـط الـسـيـاسـى.

فـإلى لـقاء بـعـد الأرشــفـة.

ولـكم كل الـود والإحـتـرام.

قـبـل أن أواصـل رأيـت نـقـل هـذا
الخـبر القـديـم الذى مـررت عـليـه

Quote: في حفل زواج المذيعة رشا الرشيد..سيدة تفقد ذهب بقيمة 53 مليون ومستندات..شاهد صور الزفاف فقدت سيدة مصوغات ذهبية بقيمة 53 ألف جنيه سوداني في حفل زفاف مذيعة قناة النيل الأزرق رشا الرشيد مساء الأحد الماضي بصالة سبارك سيتي بمنطقة بري الخرطوم. وكانت السيدة سماح محمد الطيب والتي أكملت مراسم زواجها مؤخراً من ضمن المدعوين لحفل المذيعة، وكانت تضع مصوغات ذهبية داخل عربتها الأسكودا التي أوقفتها قبالة الصالة. وبعد خروجها تفاجأت بزجاج عربتها الخلفي مسكورا وعندما تفقدتها وجدت أن لصوصاً سطوا على محتويات سيارتها التي كانت تحتوي على أوراق رسمية وثبوتية مهمة جدا بالإضافة للمصوغات الذهبية التي كانت تخبئها أسفل المقعد الأمامي لسيارتها. وكانت تتأهب للذهاب بهم إلى الصائغ لتغييرها ولكن ضيق الزمن وقف دون ذلك فقررت الذهاب للحفل مباشرة. وناشدت السيدة سماح عبر صحيفة فنون اللص بأن يتكرم ويرجع لها أوراقها الثبوتية وأن يضعها في أي مكان متاح أمامه فيما أكدت أنها (اتعوضت الله في دهبها) حسب قولها. صحيفة فنون

http://sudaneseonline.com/news.php?action=show&id=12824

ولـك الله يـاوطـنى!!!

تـحـيـة الـود والإعـزاز

وإعـتـذار مـزدوج لإنـشـغـالـى بأمـور كـثيرة شـتى
وفـشـلـى فـى مـتابـعـة هـذا الـمـوضـوع الـهـام
وشـكـرى لأخـى الـهـمـيـم سيف اليزل برعي لـتنبيهى
بضـرورة مـواصـلة هـذه الخـيـوط لأهـمـيـتـهـا.

وهـناك واجـب أهـم فى نـظـرى وهـو إحـترام وتقدير
كل مـن تـداخـل؛ بـالـرد عـلى مأأثـاروه مـن نقـاط.
وذاك ديـدنـى. لأنـى أتعـلـم الـكـثـير من المداخـلات
المدعـومـة بالآراء وتزداد مـعارفى بالـرد العميق الـذى
يـرتـب أفـكارى. لـذا تـرانـى لا أتـسـرع فـى الـرد
دون أيفاء الموضـوع حـقه والإتيان بـمتطلبات الـنقاش
السـليـم فـى ردودى. وقـد يكـون ذلـك عـاملا هـاما
فى تـأخـرى فـى الـرد عـلـى كل الـمـداخـلات فـى
وقـتـهـا مـع تـشـعـب إهـتـمامـاتـى بـمـقالات
أخر ومـشـاغـل الحـياة التى لـو كانـت تـنـتـهـى
لأعـطـيت لـمـقاول، كمـا كان يقـول عـمـنا أحـمد
الـخـضـر المدير المالى لـدار جـامعـة الـخـرطـوم
لـلنـشـر، رحـمه الله.

فـأرجـو الـمـعـذرة. وتـرقـبـوا ردودى عـلى الـمداخـلات
فى إطـار إسـتـطـرادى فيـما أثـرتـه مـن قـضـايا ونقـاط
أؤمـن بأهـمـيـتـهـا فى تـصـحـيـح مـسـار حـياتـنـا.

ولـكم كل الـود والإعـزاز.

أخــى الـكـريـم هـشـأم أمـيـن

الـمعـذرة مـطـلـوبـة مـنـك للتأخـر فـى الـرد

فـقـد كـتـب الأخ Hisham Amin الآتـى:

Quote: رغم تحفظى على بعض النقاط الواردة فية والتى يمكن ان تدخل فى حق الغير وحريتهم فى اختيار ما يناسبهم ويناسب حياتهم الشخصية وهذا فى الشأن السودانى الذى يمكن ان نتفرد فية وندلف الى تحليل كامل للشخصية السودانية ومكوناتهاالعضوية وكيفية تحورها وتقزمها بعد ان كانت متميزة ّ!

أخـى الـكـريـم

لـك الـشـكـر والـتحـايـا.

لم أقـصـد أبدا تجـاهـل مـداخـلاتـك. ولكـنـهـا الـمـشـاغـل وتـعـدد الـمـسـؤلـيـات والـواجـبـات. ومـا أردت أن أرد عـلـيـك لمـجـرد الـرد؛ فـمداخـلـتـك حـبـلـى بـالـكـثـيـر مـن الـقـضـايـا الـهـامـة. وأنـا مـن طـبـعـى أن أوفـى كـل مـداخـلـة حـقـهـا لـنـصـل ســويـا إلـى فـهـم نـوعـى. لـذا فـسـوف أرد عـلـى مـداخـلـتـك فـى قـسـمـيـن مـجـزئـيـن إلـى أجـزاء.

كـنا قـد ذكـرنا من قـبـل أن هـنـاك قيـودا أخـلاقـيـة فـى أى مـجـتـمـع لـحـمايـة الـذوق الـعـام والـشــعـور والـسـلـم الإجـتـماعـى وعـدم الـحـط مـن أقـدار الآخـريـن. فـفـى أمـريـكا مـثـلا والـتـى يـتـبـاهـى أهـلـهـا بـمـنـتـهـى الـحـريـة الـشـخـصـيـة هـنـاك قـيـود عـلى الـتـصـرفـات الـشـخـصـيـة والـمـمارسـات الإجـتـمـاعـيـة وحـتى الـتـلـفـظ بـتـعـابـيـر. حـتى فى الـتـصـرف الـشـخـصـى مـثلا لا يـمـكـن إطـلاقـا لأى إنـسـان حـافـى الـقـدمـيـن أو لا يلـبـس قـمـيـصـا يغـطـى الـصـدر أن يـدخـل فـى أى مـؤسـسـة عـامـة ولا حـتـى مـطـعـم. وقبـل فـترة قصـيرى إقـتـادت ا لـشـرطـة أمـرأة مـن القـطـار وأنـزلـتـهـا لأنـهـا كـانت تـتـحـدث بـصـوت مـرتـفـع فـى هـاتـفـهـا الـجـوال.

لـكـنـنـى لا أدعـو إلـى إجـراءآت قـانـونـيـة أو إداريـة. وإنـمـا إلـى وازع إجـتـمـاعـى يسـتـهـجـن و يـقـبـح كـل عـمـل-- مـهـمـا كـان فـرديـا— يـحـط مـن قـدر الآخـريـن أو يـنـمـطـهـم بـمـا يـوغـر صـدورهـم بـالـحـقـد الـمـبـرر ضـد الـمـجـتـمـع.

أخــى الـكـريـم هـشـأم أمـيـن

نـتابـع فـنـقـول أن الـسـلام الـسـيـاسـى لايـنـفـصـل عـن الـسـلـم الإجـتـمـاعـى. نـاهـيـك عـن مـاذكـرنـا أعـلاه مـن الـمـحـاكـاة الـخـاطـئـة أو الـتطـلـع إلـى بـلـوغ ذلـك الـســلـوك والـتـبـاهـى حـتـى يـبـلـغ الـنـاس فـيـه درجـة مـن الـسـقـوط يـبـيـع الـنـاس فـيـه شـرفـهـم حـتـى صـاروا ســلـعـا مـن أجـل إرضـاء نـزعـات الـتـقـلـيـد والـظـهـور الـفـارغ. فـلـو كـان الـتـقـلـيـد مـفـيـدا للـفـرد والـمـجـتـمـع لـوجـب عـلـيـنـا تـقـريـظـه. أمـا الـشـائـن فـيـجـب شـجـبـه ومـحـاربـتـه.

لـذلـك نـجـد فـى كـل الـقـوانـيـن الإشــتـراكـيـة والـرأسـمـالـيـه حـدودا للـحـريـة الـشـخـصـيـة. والإســلام لـيـس بـأقـل مـن ذلـك، فـهـنـاك الـكـثـيـر مـن الـنـهـى عـن الـبـطـر وإســتفـزاز الـنـاس. حـيـث يـقـول الله سـبـحـانـه وتـعـالـى فـى الآيـة الـثـامـنـة عـشـر مـن ســورة لـقـمـان "يسم الله الرحمن الرحيم "وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ويـقـول فـى سـوره الإســراء: "وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا 26 إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا 27 وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً 37 "

أمـا الـرسـول صـلـى الله عـلـيـه وسـلـم كـمـا أخرج أبو داود عن ابـن عـمـر أنـه قـال: "مـن لـبـس ثـوب شـهـرة فـي الـدنيا ألـبـسـه الله ثـوب مـذلـة يـوم الـقـيـامـة ثـم ألـهـب فـيـه نــارا " وروى أنـس أنه صـلـى االله عـليـه وسـلـم قـال: "من لـبـس رداء شـهـرة أو ركـب ذا شـهـرة أعـرض اللَّه عـنه وإن كـان لـه ولــيا" وقـد أورد الـبـخـاري ومـسـلـم في الـصحـيحـيـن عـن ابـن عـمـر رضـي الله عـنهـما أن رسـول الله صلى الله عـلـيه وسـلم قـال: "مـن جـرَّ ثـوبه خـيـلاء لـم يَـنْـظـر الله إلـيه يـوم الـقـيـامــة" وفـى مـثـل ذلـك قـال أنـس أن رسـول الله صـلى الله عليه وسـلـم قـال: "مـن لـبـس الـصـوف لـيـعـرفه الـنـاس كـان حـقـا عـلى اللَّه أن يـكـسـوه ثـوبـيـن مـن جـرب حـتى تــتسـاقـط عــروقـه" .


ولـك الله يــاوطـــنـى!!!

عزيزي القارئ،

ختيت بالك لي ابتذال واختذال خضر دمن الجلابة قضية القهر للاغلبية، بواسطة ذات هؤلاء، بتصويرو كسلوك فردي منعزل خاص بافراد بعينهم؟

اولا الصراخ ده شغل تمثيل محض، تجيدو ايضا دومة، اللي المواضيع الزي دي، بتعقدا شوية!

شغل تغطية دومة دايما تصرخ او تقول كلام مضحك عشان تبعد الانظار، شغل الحرامي في راسو ريشة، او بطحة في حالة دومة بتتحسسا علي الدوام!

ابدا، الموضوع ما موضوع مذيعة ولاغيرو، بقدرما موضوع بناء اجتماعي اقتصادي سياسي باكملو علي مستوي الدولة ذات نفسها، او مافي ابلغ من كده قط!

محاولة ابتسار واختزال القضية من منطلق اخلاقي استعلائي، ضار بالقضية ضرر بليغ، لانو بغبش الوعي تماما، بتحويلو الي مجرد ترف فكري اخلاقي، مش قضية قهر او حقوق مهضومة بواسطة جهاز الدولة ولمصلحة صاحب البوست، الجلابي المستهبل!

بالذات انو الزول ده اسلاموي حتي النخاع لايختلف عن رموز نظام القتلة في شئ اطلاقا من حيث طريقة التفكير الجلابية المحضة.

في امريكا امثال هؤلاء هم المسؤولين من تدمير حركة التحرر السوداء، بشقهم للصف، بحشرهم للاسلام السياسي حشر، وكنتيجة تضررت افريقيا كلها، او بالذات السودان، حيث نجد عدد مقدر من افارقة امريكا المسلمين، يناصرون دون وعي نظام القتلة في الخرطوم، بفضل امثال هذا الاسلاموي صاحب البوست.

الأخ الـكـريـم هـشـام أمـيـن

نـواصـل مـن حـيـث وقـفـنا؛ وكان ذلـك فـى قـولك:

Quote: اما تحفظى الاخر فيتعلق بحياة السود الامريكان وثقافتهم ومحاولة تفسيرها من وجة نظر لم تعايش الاحداث التاريخية الاليمة التى اتت بمارتن لوثر كنج ومالك شباز وروزا باركس وديبويس ومن ثم القوانين المدنية.

هــذا مـوضـوع دســم لا أدرى أيـن أبـدأ.

ولـكـن لـونـظـرنـا إلـى رأى دى بـويـس مـثـلا فـى بـوكـرتـى واشــنـطـن. والـنـقـد الـذى واجـهـه كـلاهـمـا. ثــم نـعـت بـوكـر تـى واشـنـطـن بـأنـه الـعـم تـوم لـمـا كـتـبـه مـن إسـتسـلام فـى كـتـابه "الـنـهـوض مـن الــعـبـوديـة" Up From Slavery ثـم مـن بـروجـوازيـة دى بـويـس الإسـتـعـلائـيـة وإن تـدثـر بـالإشـتراكـيـة، يـمـكـنـنا أن نـرى تـداخـل الـوعـى مـع مـوقـع الـقـيادة الـفـكريـة أو الإجـتـماعـيـة مـن الـعـلاقـات الإقـتصـاديـة والـتوجـهـات الـسـيـاسـيـة الـنـظـريـة والـمـمارسـيـة. ونـرى ذلك جـليا فيمـاأبـانـه دى بـويـس عـن نـفـسيـه الـسـود ومـشـاكـلـهـم فـى كـتـابه الـذى نـشـره عـام 1903 The Souls of Black Folk "روح الـبـشـر الـسـود"

ثـم نـرى نـقـد الـشـخـصـيـة الـسوداء الـتى تـعـرضـت للمـذلـة والإســتـرقـاق والـتـنـمـيـط فـى كـتـابـات الـمـاركـسى ريـتـشـارد رايـت وروايـاتـه الـمـبـدعـة. ونـرى مـثـل ذلـك الـتوجـه فـى أشــعار لانقـسـتـون هـيـوز الـذى كـان يـتـخـفـى مـن خـلـف بـشــرتـه البـيـضـاء ويـجـد القـبـول البـرجـوازى فـى مـحـافـل الـبـيـض، مـثـله فـى ذلك مـثـل الـمـغــنـيـة لـيـزا هـورن رغــم تقـدمـيتهـا ووعـيـها الإجـتـماعـى ويـسـاريـتـهـا الـفـكـريـة. ونـفـس الـشـئ كان فـى مـأسـاة الـمـغـنـيـة بـيـلـى هـولـيـدى صـاحـبـة أغنـيـة "أشـجـار الـجـنـوب تـحـمـل ثـمارا غـريـبـة" فـى إشـارة إلـى الـسـود المـسـحـولـيـن والمـشـنـوقـيـن والـمـعـلـقـيـن فـى الأشـجـار. فـقـد مـاتـت فـى مـصـحـة عـقـلـيـة بـعـد إدمـانـهـا للـمـخـدرات نـتـيـجـة لـخـيـارهـا الـعـلاقـة مـع رجـل أبـيـض قـادهـا إلـى ذلـك الإدمـان.

ونـرى الـصـراع بـيـن الـخـيارات فـى كـتـابـات جـيـمـس بـولـدويـن الـتـى يـسـبـر فـيـهـا عـمـق الـتـنـاقـض فـى نـفـس الـمـواطـن الأســود، خـاصـة الـمـثـقـفـيـن، مـثـالا لـذلـك روايـتـه "لا أحـد يـعـرف إســمـى" أو "الـنار فى الـمـرة الـقادمـة" ومـن ثم لـجـوءه إلـى فـرنـسـا. أما لـى روى جـونـز الـذى نـصـب أمـيـرا للـشـعـراء فـقـد أســلم كـما قال وتـسـمـى بـ "امـيـرو باراكة" ليعـود إلى أصـولـه ويشـحـن نـفـسـه بعـزة تـحـرريـة لاتحـوجـه إلى إعـتـراف الآخـريـن. وإنمـا يـصـدمـهـم بـحـقـيـقـتهـم وتفـوقـه بالـحـق عـلـيـهـم: تمـامـا كمـا يوم بـدأ مـسـرح الشـارع الـجـمـاهـيـرى لـبـث الـوعـى فـى أوسـاط السـود فـى الأحـيـاء الـفـقـيـرة والأزقـة والـحــوارى فى الـسـتـيـنـيات.

Quote: لــكـن وللأســــف: نــرى الـمـتــعـلــمـيـن فـى الـســـودان؛ ولا أقــول الـمـثــقــفـيـن -- لأن الـثــقـافــة مـدعـاة لـتـنـمـيـيـة الـروح وتــهـذيــب الـنـفــس وتــضــخــيـم ا لـخـــيـر، نــرى مــن يـجـب أن يــكـونـو ا الـقــدوة والـمـثـال يــبـالــغـون فـى تـحـقــيـر هــذا الـشـــعـب وإســـتـنـهــاض أقــبــح مــافـى تــاريـخــه الـمــظــلــم لأرضــاء خــيـلاء جــوفــاء تــدل عــلـى جــهــل فـاضـــح وإنــحــطـاط أخــلاقـى ردئ.

صدقت ، هذا من أجمل البوستات التي اطلعت عليها في الفترة الأخيرة إذ أنه يرفع درجة الوعي عند المجتمع وينبه لما فيه نحن من الإنحطاط وكيفية تدريب النفس على الإرتقاء لمصافي الإنسانية الراقية .

شكرا على هذه الجهود المبذولة .

ونـواصـل أخـى الـكـريـم هـشـام أمـيـن

أمـا جـيـل قـيادات الـستيـنـات مـن أمـثـال مـارتـن لـوثـر كـنـج والـحاج مـالـك الـشـبـاز (مـالــكـلـوم إكـس) وســتـوكـلـى كـارمـايـكـل ودعـوة الـقـوة الـسـوداء فـقـد شـكـلـوا تـحـولا نـوعـيا فـى الـعـمـل الـسـيـاسـى قـاد إلـى إنـديـاح الـوعـى لـيـتـخـذ عـزة نـفـس تـجـلـت فـى مـشـاريـع الـتـنـمـيـة والـدفـاع الإجـتــمـاعـى والـتى تـطـورت إلـى حـركات كالـفـهـود الـسـود والـتى جـمـعـت بـيـن الإشـتراكـيـة الـثـوريـة والـتـحـول الإجـتـماعـى كـما أبان بـوبـى سـيـل حـيـنـما أشـار إلـى أن إكـتـشـافـه لـكـتاب فـرانـس فـانـون "مـنـبـوذى الأرض" (وقـد كان مـن الـكـتـب الـقـلـيـلـة الـمـحـظـورة فى أمـريـكا) كان حـافـزه لـيـركـض إلـى هـيـويـى نـيـوتـن لـيـطـلـعـه "عـلـى إنـجـيـل الـثـورة الـسـوداء" وكـما روى فـقـد ظلا يـقـرآن الـكـتاب ويـناقـشـاه فـصـلا فـصـلا ومـوضـوعـا مـوضـوعـا حـتى قـرآه سـتة مـرات وكاد أن يـحـفـظـه عـن ظـهـر قـلـب، مـمـا قـاد إلى تبـلـور أفـكارهـما وتـكـويـن حـركة الـفـهـود الـسـود. ورغـم أعـمال الـحـركـة الـجـلـيـلـة فى تـوفـير الـغـذاء والـمأوى للـمـحـتاجـيـن ورفـع الـوعـى وسـط الـمـهـمـشـيـن إلا أنـهـم سـقـطـوا فـى فـخ "عـقـدة الـمـهـرج" الـتى أشـرت إلـيـهـا مـن قـبـل . فـقـد أدت إسـتـعـراضـهـم فـى مـظاهـراتـهـم الـمـسـلـحـة إلـى تـصـفـيـة أغـلـب قـيـاداتـهـم أو سـجـنـهـم. وهـنـا نـرى تـغـلـب الـنـزعـة الإســتـعـراضـيـة التى لاداعـى لـهـا خـاصـة فـى مـجـال الـعـمـل الإجـتـماعـى-الـسـيـاسـى. وهـى شـمة نـراهـا فـى كـثـيـر مـن الـحـركات الـمـعارضـة فـى الدول النامـيـة؛ والـسـودان جـزء مـنـهـا. إذ يـجـنـحـون للإسـتـعـراض والتـهـويـش قـبـل أن يـقـوى عـودهـم ويكـتـمل إســتعـدادهـم مـع تـهـيئـة الأرضـيـة الـتى تـتـحـرك عـلـيـهـا الـثـورة وتـعـبـئـة الـعـمـق الـجـماهـيـرى الـهـام جـدا فـى الـمـسـانـدة والـدعـم وإكـمال الـمـهام. وهـما أمـران نـجـحـت فـيـهما إلـى درجـة كـبـيـرة الـثـورة فـى غـيـنيـا بـيـسـاو وأريـتـريـا.

ومـمـا يـلاحـظ فـقـد أسـلـم أغـلـب أعـضـاء الـفـهـود الـسـوداء وقـيـاداتـهـم والـمـنـظـمات الـنـاشـطـة الأخـرى: كـبـوبـى سـيـل أحـد مـؤسـسـى حـركـة الفـهـود الـسـوداء مـع هـيـوى نـيـوتـن. ثـم تـخـبـط إلـدرج كـلـيـفـر بـيـن الإشـتـراكـيـة والإسـلام والماويـة وكانـت أكـبـر إحـبـاطـاتـه فـى عـنـصـريـة الـعـرب بـالـجـزائـر إذ بـعـدهـا تـحـول إلـى العـقـيـدة الـمـونـيـة الـمـسـيـحـيـة الـكـوريـة. وهـو كـاتب "روح عـلـى الـثـلـج". ثـم نـرى إسـلام راب بـراون كاتـب "مـت أيـها الأسـود الـذلـيـل مـت" والـذى كـتب بعـد ذلـك "ثـورة بالـكـتـاب" أو بـالـنـص بـعـد أن أسـلـم وتـسمى بـجـمـيل عـبدالله الأمـيـن. وهـو يقـبع الآن فى أحـد السـجـون الفـدرالية بـتـهـمـة يـقـول أنـصـاره أنـهـا مـلـفـقـه. مـثـلـه فـى ذلـك مـثـل الأديـب والـمـذيـع مـومـيـا أبـوجـمـال الـمـحـكـوم عـلـيـه بـالإعـدام. وهـو أشــهـر سـجـيـن فـى العـالـم، وأكـثرهـم إسـتـقـطابـا للـتـعـاضـد مـن الـجـمـاعـات الـشـعـبـيـة فـى كل أرجـاء الـعـالـم.

ونـواصـل أخـى الـكـريـم هـشـام أمـيـن

وأنـا أنـصح بقـراءة كـتـابـات الصـديـق بـروفـيـسـور أحـمـد عـبـدالـرحـمن مـن جـامـعـة مـيـتـشــيـقـان والـذى أســلـم بالـسـجـن حـيـث قـضـى كل شـبابـه بـنـفـس الـطـريـقـة أعـلاه إذ كان أيـضـا عـضـوا نشـطا بـحـركـة الـفـهـود الـسـوداء وكان إسـمـه رونـالد إيـرون فـغـيـره إلـى أحـمـد عـبـدالـرحـمن. وأكـمـل دراسـتـه بـالـسـجـن ونـال درجـة الـمـاجـسـتـيـر والـدكـتـوراه.

وتـجـربـة الـمـسـلـمـيـن الـسـود جـديـرة بالـدراســة إذ تـوضـح كـيـف إســتـطـاع هـؤلاء الـنـفـر مـن إعـادة صـيـاغـة الـعـمـل الإجـتـمـاعـى والـســياسـى بـلا ضـجـيـج ولا إســتـعـراض ولا تـهـريـج. ويـخـتـلـف عـن هـذه الـغـالـبـيـة الـعـظـمـى إتـباع لـويـس فـرحـان ( لـويـس فـركان) مـن بـقـايـا أمـة الإســلام الـذيـن يـلـجـاؤون إلـى الإثـارة وتـأيـيـد كـل مـايـخـالـف أى تـوجـه لأمـريـكا كـدعـم الـقـذافـى مـثـلا وتـأيـيـد نـظـام الألـغـاز فـى الـسـودان. ثـم هـناك مـجـمـوعـة صـغـيـرة مـن الـسـلـفـييـن لاتـتـعـدى أصـابـع الـيـد ولا يـجـدون الـقـبـول وسـط غـالـبـيـة الـمـسـلـمـيـن الـسـود لأنـهـم يـشـتـطـون فـى خـلافـهـم. ويـغـلـب عـلـى كل الـمـجـمـوعـات ا لأسـلامـيـة الـســوداء بأخـتـلاف إنـتـمـاءآتـهـم الـتـواضـع و عـدم الـبـذخ ومـراعـاة حـقـوق الـوالـديـن والأهـل والـحـى. ولـكـن، وهـذا هـو الـمـهـم، عــزة نـفـس لاتـجـدهـا وسـط غـيـر الـمـسـلـميـن ويـكـسـبـون الإحـترام مـن الـسـلـطات وحـتى أعـتـى عـتاة الـمـجـرمـيـن.

وتـشـهـد لـهـم إنـجـازاتـهـم بـمـا يـمـكـن أن نـسـمـيـه بـ "الـثـورة الـصـامـتـة". فـقـد إســـتـطاعـوا تـنـظـيـف إحـيـاء بأكـمـلهـا مـن الدعـارة والـقــوادة وتـجـارة الـمـخـدرات والإدمـان. وأعـادوا صـيـاغـة الأفـراد بـمـا فـيـهـم الـعـاهـرات لـيـصـبـحـوا أفـرادا فـاعـلـيـن فـى الـمـجـتـمـع؛ حـتى أن إحـدى الـعـاهـرات الـسـابـقـات عـلـيـهـا رحـمـة الله إســـتـقـامـت وأكـمـلـت تـعـلـيـمـهـا ونـالـت درجـة الماجـسـتـير فى التـربـية والعـمـل الإجـتـماعـى وإخـتـيـرت لعـامـيـن مـتـتـالـيـيـن كالأسـتـاذة الـنـمـوذجـيـة فـى بـوســطـن بـإجـماع الـطـلاب وزمـلائـهـا وزمـيـلاتـهـا. وقـس عـلـى ذلـك عـدد كـبـيـر مـن أولـئـك الـذيـن أعـادوا صـيـاغـة أنـفـســهـم وأسـتـقـامـوا وأكـمـلـوا تـعـلـيـمـهـم وصـاروا أطـباء وأخـصـائـيـن وصـيادلـة ومـهـنـدسـيـن وأســاتـذة جـامـعـيـيـن ومـحـامـيـن ومـديـرى شـركات ورجـال ونـسـاء أعـمال وصـار لـهـم مـمـثــلـيـيـن فـى الـكـونـقـرس. وفـوق ذلـك كـونـوا مـنـظمـات تـخـدم الـمـحـتاجـيـن والـعـجـزة والأرامـل.

وتجـدر الإشـارة إلى أن الـروح الثوريـة لم تـخـبـوا فـى كثـيـر مـنهـم؛ غـير أنـهـم حـولـوهـا لإعـادة صـياغـة الأفـراد والمجـتـمع. وخـير مـثـال لـلـدور الإيـجـابـى هـو دور الأصـدقـاء ســراج وهـاج إمـام مـسـجـد الـتـقـوى بـنـيـويـورك والـمـرحـوم إمـام خـيـرى إمام أتـلانـتـك سـيـتـى إمـام داؤود الـذى تـوفـى بـبـوسـطـن يـوم 23 أكـتـوبـر الـماضـى،عـلـيـه رحـمـة الله. وكان خـطـيـبا نـاريـا إذ كان حـارسـا شـخـصـيـا لـمالـكـلـوم إكـس وكان يـحـب الـسـودانـيـن وزار الـسـودان قـبـل قـدومـى إلـى بـوســطـن والـتـعـرف عـلـيـه، وقـد غـيـر حـياة كـثـيـريـن وبـادلـوه الـحـب وبـكـوه بـدمـع سـخـيـن يـوم وفـاتـه.



الراحـل الثـورى إمام عـبدالظاهـر داوؤد أحمـد، رحمه الله


ونـواصــل

أخـى الـكـريـم هـشـام أمـيـن

نـواصـل مـا أنـقـطـع مـن حـديـث حـول ظـاهـرة الـمـهـرج وســط الأمـيـركـيـيـن الـســود.

فـبـخـلاف حـال الـمـجـمـوعـات الـمـسـلـمـة الـسـوداء فـى أمـيـريـكا والـتى لـديـهـا كـثـيـر مـن مـشـاكلـهـا الإجــتـماعـيـة خـاصـة فـيـما يـتـعـلـق بالـحـياة الـزوجـيـة، إلا أنـهـا لا تـعـانـى مـن ظـواهـر الـبـذخ وعـقـدة الـمـهـرج بالـحـدة الـتـى عـنـد بـقـيـة أفـراد الأقـلـيـة الـســوداء أو ذات الأصـول اللاتـيـنـيـة.

وكـمـا يـجـمـع أغـلـب الـمـثـقـفـيـن الـســود الـيـوم أن إنـعـزال الـطـبـقـة الـمتـعـلـمـة وهـجـرهـم لأحـيـاءهـم الـفـقـيـرة بـعـد تـخـرجـهـم وتـوظـفـهـم فـى وظـائـف مـريـحـة أو إكـتـسـابـهـم الـشـهـرة كاللاعـبـيـن والـمـغـنـيـن، هـى فـى الـواقـع هـروب مـن إلـتـزامـاتـهـم تـجـاه مـجـتـمـعـهـم الأســود، وحـبـهـم فـى الـعـيـش تـحـت الأضـواء والــسـعــى لـرضـى الـمـجـتـع الأبـيـض عـنـهـم، خـاصـة فـى الإكـثـار مـن تـخـيـرهـم لـزوجـات أو صـديـقات بـيـض، مـثـلا.

إذا لا إخـتـلاف بـيـن تـهـافـت الـيـوم وإسـتـغـلال إدانـة صـاحـب الـشـهـرة فـى سـعـيـه لـرضـاء الـمـجـتـمـع الأبـيـض عـنـه قـبـلا كالـقس جـيـمـس مـانـنـق فـى هـارلـم بـنـيـويـورك وهـجـومـه الـشـرس عـلـى أوبـامـا لأن الـسـود فـى رأيـه لايـصـلـحـوا أن يـكـونـوا رؤوسـاء وأنـهـم ناكـرو جـمـيـل للـبيـض الذيـن يـحاولـون مـسـاعـدتـهـم كـكـلنـتـون وزوجـتـه.



تـمامـا كـمـثـل أول لاعـب بـيـسـبـول أســود فـى تـاريـخ إتـحـاد الـبـيـسـبـول، جـاكـى روبـنـسـون الـذى قـام مـدفـوعـا فـى تـصـريـح للـجـنة بالـكـونـقـرس تـنـاقـلـتـه وسـائـل الإعـلام بـإدانـة وتـتـفـيـهـه أعـظـم عـقـل خـلـفـتـه أمـريـكا، بـول روبـيـســون، لأنـه كـان يســـاريـا إشــتـراكـيــا. وأنـنـى لأعـتـقـد جـازمـا أنـه لـوكـان بـول روبـيـســون أبـيـضـا لـكـان أعـظـم شــهـرة واكـبـر قـدرا مـن أشـهـر مـشـاهـيـر الـقـرن الـعـشـريـن أجـمـعـيـن. فـهـو قـد كان طالـبا نـابـغـة ومـحـامـيا ذكـيا وكان مـن أعـظـم الـشـعـراء والـكـتـاب والأدبـاء والـمـفـكـريـن والـســيـاسـيـيـن وكان مـمـثـلا مـبـدعـا ومـغـنـيا مـتـفـردا وريـاضـيـا فـى الـمـضـمار وكـرة الـسـلـة والـقـدم والـبـيـسـبـول والـملاكـمـة. وفـوق كل ذلـك كان نـاشـطا سـياسـيا إجـتـماعـيـا مـدافـعـا ذو ضـمـيـر عـن قـضـايـا الـمـسـحـوقـين والـمـسـتـضـعـفـيـن فـى أمـريـكـا وأفـريـقـيـا وكـل أرجـاء الـعـالـم؛ إضـــافـة إلـى كـونـه خـطـيـبا لايـشـق لـه غـبـار، يـشـحـن مـسـتـمـعـيـه بـطاقـة الـفـعـل والـرغـبـة الـعـارمـة فى الـعـمل عـلـى تـغـيـيـر الـواقـع الـمـنـتـقـد؛ أى بـمـعـنـى آخـر "إنـســان كامـل مـتـكامـل".














وكـنـت أحـزن كـثـيـرا حـيـن أجـد أن أغـلـب طـلـبـتـى الـسـود مـن الـنـابـغـيـن وأولـى الـحــس والـضـمـيـر الإجـتـمـاعـى والـســياسـى، وهـم صـفـوة الـدراسـات الـعـلـيـا فـى مـركـز الـدراسـات الأفـروأمـيـركـيـه، لايـعــرفـون شــيـئـا عـن بـول روبـيـســـون.

فـلـك شــكـرى أخـى لإثـارة هـذا الـمـوضـوع الـهـام وآسـف للإطـالـة.

الإخ الـكريـم الـدكـتـور أحمد طراوة

شـكـرا لـك أيـها الـرجـل الـعـمـيـق وأنـت تـذكرنا بالبـعد النفـسـى لـما نـعيـشـه مـن سـقـم إجتماعـى وإحـباط حـياتـى وإنـهـيار إقـتصـادى وفـشـل سـياسـى حـتى صـرنا مـسـخـا مـشـوهـا لأنـفـسـنا وفـقـدنا الـقـدرة حـتى عـلـى تـحـديـد أبعاد مـشـاكـلـنا ناهـيـك عـن إيـجـاد الـحـلـول لـهـا. ومـاتـسـميـه أنت بالـحالـة المُـسـبَبـَة مـن مـوات الـحـس الـعام يـدافـع عـنه الـبـعـض بأنـه خـيار شـخـصـى و"أكل عـيـش". وهـنا تـكـمـن الـمـشـكلـة والـتى فـى إعـتـقادى أنـها أيـدولـوجـيـة الـمـرجـع. لـذا فـإن مـاتـقـترحـه أنـت يـحـتاج إلـى تـحلـيـل عـمـيـق يـشـرح الـقـضـيـة ويـبـتـكـر الـحـلـول عـبر مـفـهـوم الأيـدولـوجـيـة.

Quote: .. تمر بلادنا بحالة (مُسببة Man-Made) اسمها موات الحس العام Death Of The Common Sense * واحدة من مهام التغيير المنشود، و مهام علم التربية و تطبيقات المايكروسوسيولجي : هو إعادة صياغة الحس الإنساني السوداني على نحو عقلاني سليم، و تتضافر هنا جهود التربية و التعليم و قيم و تعاليم الدين، و دور الحركة السياسية و منظمات المجتمع المدني و مناهج الميديا و التثقيف و الإعلام

وسـندى فـى هـذا الـمـنـطـق الإسـهام الـفـكرى الـرائـع الـذى قـدمـه فـيلـسـوف الـثـورة الإفـريـقـيـة فـرانـس فـانـون نـظـريـا ومـهـندس الـثـورة الإفـريـقـية تـطـبـيـقـيـا فـى غـيـنيـا بـيـسـاو والـرأس الأخـضـر، أمـيـلكار كابـرال. خـاصـة فى تـناولـه لـمـوضـوع الـعـاهـرات وكـيـفـيـة إعـادة صـياغـة تـوجـهـاتـهـن لـخـدمـة قـضـيـة الـثـورة بـعـد أن كـن أحـد أمـراض الـمـجـتـع ومـنـفـذ الإحـباط والـتعـاون مـع الـعـدو لإجـهـاض وضـرب الـثـورة وهـو أمـر نـرى شـبـيـهـه فى الـثـورتـيـن الـجـزائـريـة والأريـتـريـة، إلا أن إسـهـام كـبرال كان أنـه صـاغـه فـكرا ومارسـه تـطـبـيـقـا.

وعـليـه فـإنـه يـتـوجـب عـلـيـنا أن نـقـر مـبـدئـيـا أن ذلك عـمل شـاق سـواء فـى الـتـحـلـيـل وتـحـديـد الـمسـبـبـات أو فـى مـمـارسـة الـعـلاج. ولـذا فـسـوف أبـدأ بـطـرق باب مـفـهـوم الأيـدولـوجـيـة مـن أجـل إعـادة الـنـظـر فـى الـمـسـخ الـمـشـوه للـمـفـهـوم وإبـتـذال دلالاتـه. وهـو أمـر كـنت قـد قـمت بإعـادة صـياغـة أبـعـاده ومـدلـولاتـه قـبل مـايـزيـد عـن الـخـمـسـة عـشـر عـامـا. أرجـو أن تـسـعـفـنى ذاكـرتـى بإسـتـنـهـاض أجـزائـه.

ونــواصــل

الإخ الـكريـم الـدكـتـور أحمد طراوة

نـواصـل فـأقـول بـان

الأيـدولـوجـيـة عـنـدى تـتـمـركـز فى ثلاث مسـتـويات فـى أى مـجـتـمـع. فـإن كانت الـثـقافـة-الـحضـاريـة (Culture of a Society) هـى الـوعـاء والإطـار والمـحـتوى الـحـياتى المـمارس للـحـياة الإجـتـماعـيـة، فـإن الايـدولـوجـيـة هـى الـمـنـطـق والمـبرر والمـحـفـز الـذى يـحـكـمـهـا عـلى ثلاث مـستويـات لـسـيادتـهـا إو الـعـمل من أجـل إصـلاحـهـا أو تـغـيـيـرهـا بـثـقافـة-حـضـاريـة بـديـلـة. وتـأتـى الـتـقالـيـد كـمـمارسـات مـلـمـوسـة لـتـجـسيـد الـثـقافـة الحـضاريـة. فـلو شـبـهـنا المـجـتـمع بـجـسـد فـإن الثـقافة-الحـضارية هـى تجـسـيد ذلك الجسـد وملامحه وسـماتـه ومـظهـرة وحـركـته. والأيـدولـوجية هـى روحـه وعـقـله وفـكـره الـواعـى واللاواعـى الـذى يـحـكم تـصـرفاتـه. أمـا الـتـقالـيـد فـهـى عـملـيات أداء ذلك الجـسـد ومـمارسـاتـه فـى إتـسـاق مـع تلك الـثـقافـة-الـحـضـاريـة.

لـذا فـالأيـدولـوجـيـة عـندى هـى أيـدولـوجـيـة لاواعـيـة، وأيـدولـوجـيـة مـقـررة بـوعى تـبرز فى ثلاثة أوجـه بـوضـوح، وأيـدولـوجـيـة عـقائـديـة تـتـمـحـور فـى ثلاثة أوجـه مـن أجـل إحـكام السـلـطـة السـياسـية عـلى الـواقـع. فـهـذا الـتـوضـيـح يـزيـل التـناقـض بـيـن مـفـهـوم الأيـدولـوجـيـة فـى الـفـكـر الأكاديـمـى أو ماسـاقـة مانـهـايـم، والـفـكـر الـماركـسـى الـذى يـعـد بـديـلا لـذلك الـفـكـر الـغـربـى الـرأسـمالـى الـجـذور (وهـو فى واقـع الأمـر نـقـيـضـه الـذى نـشـأ فى إطاره)، وفـكـر الـتـغـيـيـر الإجـتـماعـى والـتـبـعـيـة، وفـكـر الـفـلـسـفـة الـوجـوديـة، والـفـكـر الإسـلامـى. وبالـتالـى يـسـاعـدنا هـذا الإيـضـاح عـلـى تـحـلـيـل أى مـجـتـمـع مـهـمـا كانت حـالـتـه الـحـضاريـة؛ مـن حـركة أو خـمـود، أوبـسـاطـة أو تـعـقـيـد. وتـلـغـى بالـتـالـى الـحـاجـة إلـى تـخـصـيـص مـاقـبل وبـعـد الـحـداثـة، أو الـنـظـرة الإسـتـعـلائيـة فـيـما يـصـف الـمـجـتـمات بالـمـتـقـدمـة والـمـتـخـلـفـة.


ونـواصـل.

Quote: الاقزام الذين يقودون (لسخرية قدرنا) هذه الامة العملاقة

لو كانت الأمة عملاقة كما نظن لما سمحت للأقزام بقيادتها أكثر من 20 عاماً
وفي رأيي الشخصي أن الأقزام ظلوا يقودوننا أكثر من 55 عاماً

إذ لم تستطع هذه الأمة مدعية العملقة إنجاب من يقود سفينتها لبر الأمان

لم تنجب مثل مهاتير محمد او غاندي او غيرهم من بناة الشعوب

هؤلاء الأقزام الذين يقودوننا ليسوا من دول الجوار ولا من كوكب المريخ
وليسوا مجهولو المنبت كما تساءل اديبنا الطيب صالح (من أين اتى هؤلاء)
بل هم سودانيون أبناء سودانيين
هؤلاء هم نحن إذا اتيحت لنا فرصة ان نكون مكانهم
فكما تكونوا يول عليكم

الفشل السوداني فشل عام وليس فشل نخبة


عذراً يا بروف إن كنت قد عرجت بهذا البوست الدسم
جميل المبنى والمعنى

مشكلتنا كبيرة ومتجذرة

لماذا أصابنا هذا الانحدار ؟
ولماذا تساقط الناس في اول امتحانات الإنقاذ؟؟
بات الناس (أكرر الناس عامة وليس الحكام فقط) لا يبالون بالشبهات التي تحوم حول رزقهم
ولا يتحرون النزاهة في أكل عيشهم ...صارت الذمم واسعة ومطاطة وطال النصب والغش والخداع
جميع مناحي الحياة وعلى كافة المستويات..

هل السبب هو هشاشة مبادئنا التي كانت وكنا نباهي بها الأمم؟؟
هل السبب هو عدم امتحاننا من قبل وعدم تعرضنا لشظف العيش وضيقه قبل الإنقاذ؟
ام هو صعوبة وعسر الامتحان الذي أدخلت فيه الإنفاذ الشعب الفضل؟؟

الإخ الـكريـم الـدكـتـور أحمد طراوة

كـما تـدرى، أنـنى أحـاول أن أبـسـط الأمـور حـتى لا أقـع فـى شـراك الـصـفـويـة والـنـخـبـويـة الـتى تـدمـن الـشـعـارات والـتـبـارى فـى تـنـمـيـق الـمـصـطـلـحـات مـمـا يـزيـدهـم صـلـفـا وإســتـعـلاءا عـلـى الـجـماهـيـر والـغـالـبـيـة الـسـاحـقـة مـن الـمـتـعـلـمـيـن. ونـحـن نـناقش هـنا أمـورا تـهـم الـجـمـيـع. لـذا فـإنـنـى أحـاول تـبـسـيـط الـمـفـاهـيـم وتـقـريـبـهـا حـتى تـكـون مـتاحــة للـجـمـيـع بـلا غـمـوض أو مـدعـاة للـتـهـيـب أو الإحـباط. وحـتى الأمـثـلـة الـتى أوردهـا أريـدهـا سـهـلـة يـسـتـوعـبـها ا لـجـمـيـع.

أمـا الـمـسـتـوى الأول، أى الأيـدولـوجـيـة الـمتـرسـبـة فى اللاوعـى، فـهـى تـلك الـتى تـحـكـم الـتـصـرفات والعـادات الـيـومـيـة بدون أى تـفـكـيـر فـيـهـا أو الـتـردد فـى عـملـها. وهـى كـحالـة السـمكـة الـتى تـعـيـش فى الـماء ولاتـعـرف بأنـها تـعـيـش فـى مـاء حـتى تـخـرج مـنـه.

ولـنـضـرب مـثالا لـذلك نـقـول بأن إفـشـاء السـلام فـى أى قـريـة سـودانـيـة أمـر جـبل الـناس عـلـيـه رجالا ونـسـاءا دون الـتـفـكـير فـى الـمـنـطـق الـذى يـحـكـمه؛ وهـو تـبادل الإحـسـاس بالـمـودة والأمان. فـلـو إفــترضـنا أن أحـد أبـناء تـلك الـقـريـة سـافـر إلـى الـسـعـوديـة وألـقـى الـسـلام عـلـى جـاراتـه فـقـد يـجـد نـفـسـه وجـهـا لـوجـه مـع جـماعـة الأمـر بالـمـعـروف والـنـهـى عـن الـمـنـكـر. فـمـنـطق الـثـقـافـة-الـحـضـاريـة هـنـا مـخـتـلـف جـدا عـن ذاك الـذى بـتـلـك الـقـريـة.




ونــواصـل

الـتـعـديـل لـتـصـحـيـح الأكـواد

الإخ الـكريـم الـدكـتـور أحمد طراوة

أمـا الـمـسـتـوى الـثانـى أو الأيـدولـوجـيـة الـمـقـررة الـمعـلـنة تـصـريـحـا بـوعـى؛ فـهـى تـلك الـتى تـحـض عـلـى فـعـل أو عـدم فـعـل مـمـارسـات مـعـيـنـة بـمـوجـبـهـا؛ وهـى تـظـهـر لـنا تـصـريـحـا أو تـضـمـيـنا فى ثـلاثـة أوجـه:

أولـهـا (أ) ضـوابـط الـتـصـرف والأخـلاق والـمـثـل حسب التـقالـيد أو الـقانـون بـتـوضـيـح الـصـحـيـح مـن الـخـطأ فـى الـممارسـات. فـمثـلا مـن الـطـفـوله يـشـجـع الطـفل عـلى قـول الـصـدق كممارسـة حـميـدة. والـبـعد الأيـدولـوجـى هـنا هـو مـن مـنطـلـق ضـرورة إشـاعـة الثـقـة فى الـمـجـتـمـع. أمـا الـنـهـى عـن أخـذ مـمتلـكات الآخـريـن فـإن ذلك بـالمـنـطـق الأيـدولـوجـى يـعـنى بـحـمايـة المـلكـية الـفـرديـة والـتى يـؤكـد الـقانـون عـلـيـها بـعـقـاب الـمـتـعـدى عـلـيـهـا.

وثانـى تـلك الأوجـه لهـذا المـسـتـوى مـن الأيـدولـوجـيـة (ب) فــيـنـدرج تـحـت إطار الـتـعبـير الـرفـيـع مـما يـتـخـلل مـناهـج الـتـعـلـيـم وخـطابات الـسـياسـيـن أو نـدوات المصـلـحـيـن الإجـتماعـيـيـن أو كـتابات الـمـثـقـفـين والأدباء أو أبـيات الـشـعـراء وأغـانـى الـمـطـربـيـن والأفـلام والـمـسـرحـيات والـبرامج الإذاعـيـة والـتـلـفـزيـونـيـة. وأجـهـزة الإعـلام ووسـائـطـه. وهـذه فـى الـغـالـب يـتـم الـتـصـريـح بـهـا أو تـدوالـهـا لـتـثـبـيـت أركان الـثـقـافـة-الـحـضـاريـة الـسـائـدة وعـلاقـاتـهـا السـياسـيـة والإجـتـماعـيـة والإقـتـصـاديـة؛ ولـمـنـع الـتـغـيـيـر وذلـك بالـحـض عـلى أشـياء مـعـيـنـة وتـبـخـيـس مـمارسـات أخـرى. ويـنـدرج فى هـذا افـتـتـاحـيات ا لـصـحـف أو حـتى الـتقـارير الإخـباريـة. فـمثلا فى إطار الـترهـيب الـمـبـطـن لـحمايـة الـمـلـكية الـفـرديـة تـقـريـر صـحـيـفة بالـصـادر مـن حـكم بالسـجـن لـسـبـع سـنـوات عـلى مـن سـرق كـمـبـيـوتـر مـثلا أو قـطـع يـد سـارق فى الـسـعـوديـة. فـكلهـا زواجـر تـتـخـلـلـهـا قـواعـد الأيـدولـوجـيـة الـسـائـدة وهـى حـمايـة الـمـلكـيـة الـفـرديـة. فـلـنأخـذ مـثـلا الـحـض عـلى الـزواج مـن الـوجـهـيـن ( أ) و (ب)، دون الـدخـول فى الـدوافـع الـديـنيـة، إذ قـد سـبـقـت مـؤسـسـة الـزواج الـضـوابـط الـتى أتـت بـهـا الأديـان فـى الـكـتب السـماويـة. وحـيـنـما نـحـلـل الـدوافـع الأيـدولـوجـيـة للـزواج فـى الـثـقـافـة الـحـضـاريـة، خـاصـة كـما عـنـدنـا فى الـسـودان مـثـلا مـن ضـرورة زواج بـنت الـعـم والـخـال والـعـمة والـخـالـة (أكـفـى قـدحـك، أو غـطـى قـدحـك، إلـخ)، يـتـضـح لـنا الـبـعـد الأيـدولـوجـى الأسـاسـى، والـذى قـد لايـتـبادر إلـى الـذهـن مـباشــرة، وهـو الـحـفـاظ عـلى الـمال والـمـقـتنـيات فـى إطار الأسـرة، بـدلا مـن تـداولـهـا مـع الـغـرباء. وكل ماذكـرت أعـلاه مـجـرد أمـثـلـة لتـقـريـب الـمـقـصـود بالـنـماذج الـقـياسـيـة.

وثـالـث الأوجـه لـهذا الـمـسـتـوى الـمعـلـن (ج) هـو الأيـدولـوجـيـة الـعـلـمـيـة الـتى تـدعـى بأن هـذا أو ذاك يـحـكـمه الـعـلـم كـحـكـم فـيـصـل قـاطـع لايـقـبل الـشـك ولا الـخلاف. فـالـغـريـب أن الـعـلـوم نـشـأت لـتـنـهـى قـطعـيـة الـيـقـيـن الـتى تـبـنـتـهـا الـكـنـيـسـة فى الـعـصـور الـوسـطـى فى أوربـا؛ وذلك بـإمـكانـيـة إثـبات عـدم ديـمـومـة الـنـظـريـة وخـطأئـهـا. إلا أنـنا نـرى أن الـعـلـم نـفـسـه قـد تـحـول إلـى عـقـيـدة تـسـتـغـل كـباقـى الـعـقائـد الـمـلـتـويـة. وهـنا نـرى كـثـيـرا مـن الـمـبررات لإسـتـعمال مـنـتـج مـثلا تـثبت سـمـيـتـه أو أضـراره بـعـد قـلـيل مـن الـزمـن. أو مـمارسـات إجتماعـيـة أو إقـتـصـاديـة تـتـدثـر بالـعـلـمـيـة فـإذا بـأضـرارهـا تـفـوق الـتـصـور. وكل تـلك الـمـبررات الـتى تـسـاق إنـما تـحـكـمهـا أيـدولـوجـيـة تـكـرس الأمـر الـواقـع. فـمثـلا الإصـرار عـلـى بـناء سـدود لأنـهـا ضـروريـة للتـنـمـيـة وزيادة الإنـتـاج بـناءا عـلى دراسـات جـدوى عـلـمـيـة؛ هـى فى الـحـقـيـقـة عـملـيـة تـضـلـيـل أيـدولـوجـى لـضـمان قـبـض الـمـروجـيـن لـهـا لـعـمـولات تم إسـتـلام جـزء مـنهـا للـتـصـديـق بـبـناء تـلـك الـســدود مـقـدمـا.

أمــا الـمســتـوى الـثالـث مـن الأيـدولـوجـيات فـهـو الأيـدولـوجـيـة الـعـقـائـديـة وهـى بالضـرورة نـظـريـة كامـلـة مـتـكامـلـة للـتـحـكـم فـى الـمـجـتـمـع وتـحـديـد مـسـاره وذلك إمـا لـضـمان إسـتـمـراريـة الـعلاقات السياسـيـة والإقتصاديـة والثـقافيـة والإجـتـماعـيـة فـيـه، أو إصـلاحهـا لـضـمـان إسـتـمـراريـتـهـا أو مـن أجـل تـغـيـرهـا. والـتـفـريـق بـيـن هـذه الأوجـه الـثـلاثـة ضـرورى لـتـحـديـد الـمـوقـف مـن كل مـايـدور فـى الـمـجـتـمـع مـن رضـاء او تـذمـر ونـقـد أو دعـوة وعـمل مـن أجـل الـتـغـير.

فـالأيـدولـوجـيـة الـعـقـائـديـة الـتـى تـعـمل عـلـى تـعـلـيـل أو تـبـريـر أو تـزكـيـة والـدفـاع عـن الـواقـع الـسـائـد بـعـلاقـاتـه الإقـتـصـاديـة والـسـياسـيـة والإجـتـماعـيـة يـمـكن أن نـسـمـيـها بالأيـدولـوجـية الـسـائـدة أو الـمـتـسـيـدة أو الـمـهـيـمـنـة (DOMINANT IDEOLOGY). ويـظـل الـتـبـشـير بـمـفاهـيـمـهـا فـى الـتـعـلـيـم وأجـهـزة الإعـلام وكل الـمـنابر السـياسـيـة والـديـنـيـة والإجـتـماعـيـة والـفـكريـة والـثـقافـيـة والـفـنـيـة، داعـيـا إلـى قـبـول الأمـر الـواقـع كـمـثال رائـع ومـاغـيره خـراب وانـهـيـار وخـطـورة. فـتـتـأصـل الـقـناعـات بالأمـر الـواقـع حـتى يـغـيـب الـوعـى ولا يـرى أغـلـب الـناس غـضـاضـة أو مـصـدرا لـلـتـذمـر مـن الأمـر الـواقـع. وبـغـيـاب الـوعـى يـسـهـل تـمـريـر الـسـياسـات أو فـرضـهـا.

ومـن خـطـورة مـثـل هـذه الأيـدولـوجـيـة أنـهـا تـجـعـل تـفـكيـر الـناس حـتى فـى وعـيـهـم يـدور فـى فـلـك تـلـك الـمـفـاهـيـم وأجـنـدتـهـا الـمـطـروحـة بـلا أدراك لأبـعـادهـا. وحـتـى إذا مـاظـن الـبـعـض أنـهـم أحـرار فـى تـبـنى أفـكار أو مـمـارسـات مـعيـنة، فـإنـهـا تـتـجـه إلـى تـقـويـة الأمـر الـواقـع بـحـرف الوعـى عـن الـمـهـم مـن قـضـايـا الـمـجـتـمع بـمـا لا يـمـس حـياة الـمـواطـنـيـن مـباشـرة؛ وهـو مـا يـعـتـقـد مـن يـنـتـقـدون الأمـر الـواقـع بأنـهـا "إنـصـرافـيـة". وفـى الـمقـابـل تـظـهـر مـمارسـات تـشـغـل الـناس بخـرافـات لأمـور خـارقـة للـعادة؛ أو بأوهـام وأحـلام ورؤى لقـلة تعـيـش فى الترف فـتـشـكل بالـتالـى تـطـلـعـات الأفـراد وحـفـزهـم إلـى تـقـلـيـد أولئـك المـمـيزيـن إقـتـصاديا وإجـتـماعـيا وسـياسـيا، بـدون تـفـكـيـر. فـيــتـحـور مـنـطـق مـثـل هـذه الـمـمارسـات بالـتـدريـج إلـى أن يـصـبـح جـزءا مـن ذلك المـسـتـوى الأول للأيـدولـوجـيـة أى الأيـدولـوجـيـة اللاشــعـوريـة. والـتى تـصـبـح جـزءا مـن الإطار الـعـام للـتـقـالـيـد؛ فـتـمارس بلا تـردد أو حـرج أو حـتى أدنـى تـفـكـيـر فـيـها وفـى مـدلـولاتـهـا؛ لإنـهـا صـارت جـزءا مـنـدغـما فـى الـثـقافـة-الـحـضاريـة للـمـجـتـمـع.

ولأضـرب مثـلا للنـوع الأول، وبدون أن ندخـل فى جـدال، وبـكل الإحـترام لمـفـتـرعـى نماذج الـمـواضـيـع الـتى تـقـود إلـى لـغـط وهـجـوم مـتـبادل فى غـير وقـته؛ دون أن تـمـس حـياة الـغـالـبـيـة الـعـظـمـى مـن الـجـماهـيـر الـمـسـحـوقـة ناهـيـك عـن أغـلب أفـراد الـمـجـتـمـع. فـبـيـنـما الـناس تـمـوت جـوعـا وقـتـلا وتـشـريـدا وبالأوبـئـة؛ واوجـه الـحـياة تــتـداعـى وتـنـعـدم الـخـدمات الـصـحـيـة حـتى فـى الـعـاصـمة، يـدور الـنـقاش فـى الـبـورد هـذه الأيـام حـول الامير شيكندر السودانى اول حالة تلبس بالعمالة للاجنبــى و معاوية بن ابي سفيان ( لا اشبع الله بطنه) و آمنة بنت وهب ... وهند بنت عتبة . ومـثل هـذه الـمـواجـهات الـحادة تـقـود إلـى الإسـتـقـطاب الـحـاد والـذى يـؤدى إلـى الـتشـرذم إلـجانـبى الإضـافـى فـى الـمـجـتـمـع ويـتـطـور إلى درجـة الـمـواجـهـة الـعـنيـفـة فـتـنـصـرف الـقـوة الـفاعـلـة إلـى مـعـارك جانـبـيـة تـاركـة الـقـضـايا الأسـاسـيـة عام 2012 هو عام القضاء على جيوب الشيعة الرافضة بالمنبر بإذن واحد أحد . وتـكـون الـنـتـيـجـة الـحـتـمـيـة تـفـتـيـت الـمجـتـمـع إلى كتـل صـغـيرة تـقاتـل بـعـضـهـا الـبـعـض، والـنـظام السياسـى فى مـأمـن، فالأعـداء مـنـشـغـلون بأنـفسـهم. وقـس عـلى ذلك الـخـلافات الـطائـفـيـة والإقـتـتال الـقـبـلـى، وكلـها مـظاهـر للعـجـز فـى مـواجـهـة الـدولـة الـظالـمـة.

ولـو نـظـرنا إلـى الـنوع الـثـانـى مـن المـمارسـات الإنـصـرافـية نـرى الإهـتمام المبالـغ فـيه بالشـيـوخ الـذيـن مـاتـوا قـبل مـئات الـسـنـيـن ومازال الـناس يـقـصـدونـهم لـحـل مـشـاكـلـهـم. وكل ذلـك دلـيـل عـلى الـعـجـز الـتام والـشـلل الـعـقـلـى والـضـياع فى مـواجـهـة الـواقـع فـيـكـون الـهـروب إلـى الـغـيـبـيـات والـدجاليـن الـذيـن يـدعـون علاج الحالات الـمسـتـعـصـيـة وحـل الـمـشـاكل. وفـى الـمقـابـل نـرى الـبـذخ الإنـصـرافـى فـى حـفلات الـزفـاف كـمـوضـوعـنا هـنا أو مـاتـنـقـلـه الـفـضـائـيـات مـن حـفلات الأعـراس و الـناس تـمـوت جـوعـا وقـتـلا وتـشـريـدا وبالأوبـئـة. ويـظـل مـثـل هـذه الـمـمارسـات هـو القـياس والـمـرجـع الإجـتـماعـى ويـنـتـشـر تـقـلـيـدهـا كأنـتـشـار الـنار فـى الهـشـيـم، بـل يـتـبارى الـناس فى الـتفـوق عـليـها بـمـظاهـر أخـرى أكـثـر بـذخـا وإنـصـرافـيـة .

ويـظـل الـحاكـم والـنـظام الـسـياسـى فـى مأمـن بإنـصراف الأنـظار عـنـهـم. ولأن هـاتـيـن الـحالـتـيـن أعـلاه تـخـص الأولـى منـهـما أمـر الـعـقـيـدة والـفـكـر، ولاعـلاقـة لـهـا بالـوضـع الـسـائـد؛ وتـخـص الـثانـيـة الـهـروب إلـى الـغـيـبـيـات بـنـفـس مـسـتوى الـهـرب إلـى الـحـسـيات كـما فـى أهـميـة الـفـرح وبـهـجـة الـزواج والـهـروب مـن الـواقـع وخـداع الـنـفـس والآخـريـن بـأن "كل شـئ تـمام ونـحـن فى نـعـمـة". وهـذا ماعـناه الحـق عـز وعـلا فـى الآيـة الـسـادسـة عـشـر من سـورة الإسـراء (السورة 17) بسـم الله الرحمن الرحيم"واذا اردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا" صـدق الله الـعـظيـم. أمـا الـحاكـم فـلا يـتـم ربـطـه بأى مـن هـاتـيـن الـحـالـتـيـن، ولامـجال لـذلـك "لأن الـنـظام السـائـد نـظام إسـلامـى تـجـب فـيـه طـاعـة الـحـاكـم وتـفـادى الـفـتـنـة بـعـصـيانـه" كـما كـتب أحـدهـم!!

وأظـن أن هـذا مـاعـناه الدكـتور طـراوة

Quote: .. صورة البنت السودانية المحمولة على اريكة موت الحس الإنساني ، هي الوجه الآخر لعملة ( الحسوا كوعكم ، و ارتال فجاجة العمل السياسي العام )

ولـك الله يـاوطــنــى!!!

أمـا الـنـوع الـثـانـى مـن الإيـدولـوجـيـة الـعـقائـديـة فـهـو مايـمـكـن أن نـسـمـيـه بالأيـدولـوجـيـة الإصـلاحـيـة. إذ أنـهـا تـدور فـى نـفـس فـلـك الأيـدولـوجـيـة المـهـيـمـنة. ولـكـنـهـا تـعـتـقـد أن هـناك أخـطاءا وخـروقـات يـجـب تـقـومـيـهـا وتـصـحـيـحـهـا وإصـلاحـهـا حـتى تـسـتـقـيـم الأمـور ولاتـدهـور لـدرجـة الأنـفـجار الـذى يـهـدد الـمـجـتـمـع -- وبالـتالـى الـوضـع السـائـد. ويـلاحـظ أن الـغـالـبـيـة الـعـظـمـى مـن، إن لـم تـكـن كـل، مـتـبـنـى هـذه الأيـدولـوجـيـة، تـتـقـاطـع مـصـالـحـهـم مـع أربـاب الأيـدولـوجـيـة الـمـهـيـمـنـة. وعـلـيه بـوعـيـهـم أو بلا وعـيـهـم فـإنـهـم يـسـعـون إلـى ضـمـان ديـمـومـة أوضاعـهـم الإقـتصـاديـة والإجـتـماعـيـة ولـكـنـهـم يـســعـون أيـضـا لـلـوثـوب إلـى الـسـلـطة والـهـيـمـنـة عـلـى الـدولـة مـن إجـل إكـمال الثـالـوث بالـوضـع الـسـياسـى. إذ أن كلا الأيـدولـوجـتـيـن الـعـقائـدتـيـن تــريـان أن إطـار الـدولـة ونـظـمـها يـجـب الـحـفاظ عـلـيـها مـع ضمـان الـهـيـمـنة الـكامـلـة عـلـى مـقالـيـد الـسـلطـة فـيـهـا. وبـمـجـرد شـعـورهـما بـالـخـطـر الـمـحـدق بالـدولـة تـتـقـارب مـواقـفـهـمـا وتـتـشـابـك جـهـودهـما. وقـد رأيـنـا ذلـك جـلـيا فـى الـسـودان فـى الأيـام الـماضـيـة، حـيـث تـوحـدت تـوجـهـات حـزب الـمـيرغـنى وبـعـض عـناصـر حـزب الـمـهـدى. وحـتى الـصـادق الـمـهـدى، ومـع إظـهـار مـعـارضـتـه للـنـظـام، ظـل يـدعـو إلـى تـغـلـيـب الـعـقـل وحـل الخـلافـات بالـسـلـم لـمـنـع إنـهـيار الـدولـة. فـتـصـير الـدعـوة "إصـلاح أو تـعـديـل أو تـبـديـل الـنـظام" ولـيـس "إسـقاط الـنـظام".

إذا فـى كـثـيـر مـن الأحـيان تـعـمل الأيـدولـوجـيـة الإصـلاحـيـة كـواقـى إمـتـصـاص، حـمايـة ً للايـدولـوجـيـة الـمـتـسـيـدة أو الـمـهـيـمـنـة. فـبـدعـواتـهـا للإصـلاح وتـعـديـل الـمـسـار، تـمـتـص غـضـب الـجـماهـيـر وتـمـنـح الـجـماهـيـر أمـلا فـى الإصـلاح والـتـغـيـيـر. ولــكـن يـظـل الـحـال كـما هـو. ولـو نـظـرنا إلـى أى مـجـتـمـع، بـما فـيـه الأمـيـريـكـى، نـرى أن لا إخـتـلاف يـذكـر فـى الـسـياسـات والـتـوجـهـات لأى مـن الـحـزبـيـن حـيـنما يـتـقـلـدان الـسـلـطـة. ويـكـون الأمـر أوضـح فـى حـالـة الـدول الـنامـيـة فـى إفـريـقـيـا وآســيا والـشــرق الأوســط. فـنـرى جـلـيا عـمـلـيـة تـبادل الـمـقـاعـد، والـمـصالـحـات الـمـتـكـررة وتـدويـر السـلـطـة بـيـن أشـخـاص مـحـدديـن، وكانـما غـيـرهـم لايـصـلـح للإضـطلاع بـأى دور؛ وإنـما الـضـمان فـى ديـمـومـة هـؤلاء حـتى يشـيـخ الـواحـد فـيـهـم. والـغـريـب أن الـناس يـلـتـفـون حـولـهـم ويـمـنـحـونـهـم الـشـرعـيـة. فـخـذ مـثلا الـتـرابـى: فـرغـم تـقـدم ســنـه، ومـســؤلـيـتـه الـمباشــرة عـن أنـتـزاع السـلـطـة قـهـرا وبـقـوة الـسـلاح فـى إنـقـلاب غـيـر شــرعـى، وتـنـكـيـلـه بالـمعـارضـة، صـار الآن مـناضـلا يـصـبـوا إلـيـه وإلـى قـيادتـه رهـط كـثـيـر فـيـهـم مـن أهـل الـيـسـار عـدد كـبـيـر.


ولــك الله يـاوطــنـى!!!

وفـى الـواقـع الإقـتـصـادى والإجـتـماعـى لانـرى إلا دعـوات خـجـولـة للإصـلاح، مـن طـرف دعـاة هـذه الأيـدولـوجـيـة الإصـلاحـيـة. فـإذا نـظـرنـا إلـى مـجـال الأقـتـصـاد مـثلا نـرى أن دعـاة الأصـلاح لـهـم وضـعـهـم الـمـريـح كـمـجـمـوعـة. وحـتى يـقـومـوا بـدورهـم الأيـدولـوجـى فـى إمـتـصـاص غــضـب الـمـعـدمـيـن، يـسـارعـون فـى تـكـويـن مـنـظـمات الـمـجـتـمـع الـمـدنـى الـتى تـمـد بـعـضـا مـن يـد الـمـسـاعـدة للـمـحـتاجـيـن، أو التـصـدق عـلـيـهـم ومـد يـد الـخـيـر مـن "ذوى الـقـلـوب الـرحـيـمة". فـبـدلا مـن الـمـطالبـة بالـعـدالـة الإقـتـصـاديـة يـظـل الـمـعـدومـون والـمـحـرومـون يـنـتـظـرون الـصـدقـات والـمـنـن. فـتـجـهـض الـمطالـب الـفـئـويـة وتـضـيـع الـحـقـوق، والـكل يـلـهـج بـكـرم فـلان وأولاد عـلان. وبـنـفـس الـقـدر تـدور الـمعـارك الـمـفـتـعـلـة فـى الـسـيـطـرة عـلـى أنـديـة فـرق كـرة الـقـدم أو الإتـحـادات الـريـاضـيـة، وكانـما تـغـيـير وجـوه الـقيادات سـيـصـلـح كل شـئ. وكـذا أمـر الـتـعـديـل الـسـطـحـى فـى الـمـناهـج الـتـعـلـيـمـيـة والـمـؤسـسـات، أو صـرف حـوافـز للـعـامـلـيـن. فـكل تـلـك أوجـه لأسـالـيب عـمل الأيـدولـوجـيـة الإصـلاحـية فى المـجـتـمع.

ولـو نـظـرنا إلـى السـودان نـرى أن كل الأحـزاب السـياســيـة و إن إدعـت الإصـلاح، فـإنـهـا تـتـأرجـح بـيـن الأيـدولـوجـيـة الـمـهـيـمـنة والأيـدولـوجـيـة الإصلاحـية، فـى تـنـسـيـق مـحـيـر فـيـما بـيـنـهـمـا. حـتى أنـك لاتـسـتـطـيـع الـتـفـريـق بـيـن حـزب وآخـر، أو بـرامـجـهـم أو سـياسـاتـهـم حـيـنـما يـتـقـلـدون زمـام الأمـور، إلا فى الـولاء لـهـذا الـبيـت أو تـلك الـطائـفـة.

فـالأيـدولـوجـيـة الإصـلاحـيـة تـقـر مـســبـقـا أن الـوضـع الـقـائـم جـيـد أســاسـا ولـكـن يـحتاج إلـى بـعـض الإصـلاح. ولـو نـظـرنا مـثـلا إلـى الـصـوت الـنـشـاز فـى الـحـزب الـجـمـهـورى الأمـيـريـكـى، ومـرشـح الـرئاسـة، رون بـول، نـراه يـقـول أن الإصـلاحـات الـتى يقـتـرحـهـا إذا مـاتـمـت فـسـيـكـون كل شــئ رائـعـا فـى أمـيـريـكا.

وهـكـذا تـقـريـبا حـديـث الـصـادق الـمـهـدى وكـثـير مـن جـماعـات الـمعـارضـة دون أدنـى تـخـطـيـط أو بـرنامـج لـخـللـة نـظام الـدولـة الـمـركـزيـة وأجـهـزتـهـا، والـتى مـازالـت فـى صـمـيـمـهـا إمـتدادا للأدارة الإسـتـعماريـة للـهـيـمـنـة وبـسـط سـلـطـة الـدولـة (وهـو أمـر سـنـوفـيـه حـقـه فـيـما ســيـأتـى). فـالـكل واهـم بأنـه بـمـجـرد ســقـوط الـبشـير سـتـكـون الأحـوال ورديـة!!! وهـو تـمادى فـى إيـهـام الـذات والـجـماهـيـر، رغـما عـن الـقـناعـة الـمطـلـقة بـضـرورة ذهـاب هـذا الـنـظأم الـفـاقـد للـشـرعـيـة أسـاسـا ولـيـس كـما يـقـول بـعـض رجـال الـمـعارضـة أن "الـنـظام قـد فـقـد شـرعـيـتـه" . فـالـنـظام-- أحـبـتى -- فـاقـد للـشـرعـيـة مـن يـوم قـفـز عـلى الـسـلـطة سـالـبا أيـاها كأى قـاطـع طـريـق مـسـلـح. ولـو تـم الـتـعـامـل مـع هـذا الـنـظام عـلى هـذا الأسـاس مـنذ البـدايـة لـما طال أجـلـه. ولـكـنـها الأيـدولـوجـيـة الإصـلاحـيـة الـتى تـركـز عـلى شـغـلها الـشاغـل الـدولـة وتـهـدف إلـى إنـتـزاع الـدولـة أو غـزوهـا مـع الـحـفاط عـلى هـيـكلـهـا ودورهـا، دون الـتـفـكيـر فى إعـادة صـياغـتهـا-- رغـما عـن أنـهـا قـد أثـبـتـت فـشـلـها الـتام فى كل مـرحـلة وتـحـت أى نـظـام.


ولـك الله يـاوطــنى!!!

والـنـوع الـثالـث مـن الأيـدولـوجـيـة الـعـقـائـديـة هـى الأيـدولـوجـيـة الـمـضـادة Counter Ideology وهـى الـتى تـعـمـل بـوعـى وتـخـطـيـط مـن أجـل إســتبدال الأيـدولـوجـيـة الـسـائـدة الـمـسـيـطـرة أو الـمـهـيـمـنة وتـحـطـيـم تـجـسـداتـهـا مـن مـؤسـسـات وأطـر وعلاقـات إقتـصـاديـة وإجـتـماعـية وسـياسـية وكل مـجالات الإنتـاج الفـكـرى من ثـقافـة وفـنـون وآداب بـحـيـث تـضـحـى مـعـبـرة عـن تـطـلـعـات الـجـماهـيـر الـمـحـرومـة مـن الـسـلـطـة والـمنافـع والـمـكـتسـبات الإقـتـصـاديـة. ويــنـقـسـم هـذا الـنـوع مـن الأيـدولـوجـيـة الـعـقائـديـة الـمـضـادة عـلى أسـاس منـهـجـيـن إسـتراتـيجـيـيـن مـحـدديـن نـقـيـضـين؛ يـصـر أنـصـار كل مـنـهـما عـلـى المـوقـف المـبـدئى مـن أسـلـوب وإسـترايـجـيـة تـغـيـر الأيدولـوجـيـة الـسـائـدة: إمـا بالـتـدرج والـنـماء والـتـغـيـير الـتدريـجـى المـسـتـمـر أو بالـثـورة الـشامـلـة.

وكـلاهـما يـتـبـع وسـائـل وإسـتراتـيـجـيات الـتـوعـيـة والـتـعـبـئـة وشــحـن الـمـواطـنـيـن بـكـراهـة الأيـدولـوجـيـة الـسـائـدة وتـحـبيـب البـديل لهـا، وبناء العـمـق والـسـنـد الـشــعـبى بالإكثار مـن أعـداد الأنـصـار والـمـؤيـديـن مـع تـقـلـيـص عـدد أنـصـار الأيدولوجـية السـائـدة أو عـلى الأقـل تـحـيـيـد أعـداد كـبـيرة مـن الـمـواطـنـيـن تـجاهـهـا. ورغـمـا عـن إتفـاقهـما مـع الأيـدولـوجـية الإصـلاحـيـة فـى ضـرورة الـنـقـد الـمـسـتـمر للـوضـع الـسـائـد ، إلا أنـهـما يـخـتـلـفان عـنـهـا فـى الـهـدف. فهـدفـهـما لـيـس إصـلاح الأيـدولـوجـيـة الـسـائـدة الـمـسـيـطـرة أو الـوضـع الـسـائـد؛ وإنـما تـحـطـيـم أسـســهـما وإعـادة بـناءهـمـا عـلـى أســس جـديـدة. ومـثالا عـلى ذلـك الأحـزاب الإشـتـراكـيـة الـديـمـقـراطـية فى الـدول الـنامـيـة والأحـزاب الـشـيـوعـيـة قـبـل إعـادة الـنـظـر فى إسـتراتـجـيـاتـهـا خـاصـة بـعـد إنـهـيـار عـدد مـن الـدول الشـيـوعـيـة فى أوربـا وفـشـلـها فى آسـيا وبـعـض دول أفـريـقـيا كإثـيـوبـيا وفى أمـريـكا اللاتـيـنـيـة. ونـرى مـثـل هـذا الإنـقـسـام أيـضـا وسـط الأحـزاب والـمـنـظـمات الإسـلامـيـة فـى الإلـتزام بـاحـد الـخـياريـيـن أو مـجـرد تـبـنيـة كإسـتراتيـجـية مـرحـليـة أو تـكتـيـك( وهـذا مـوضـوع سـنـطـرقه فى وقـتـه).

وخـير مـثـال لـهـذ يـن الـمـنـطـلـقـيـن، أى الــتـغـيـيـر الأيـدولـوجـى بـالـثـورة أو بـالـتـدرج، نـجـده أكـثر وضـوحـا فـى عـدد مـن تـجـارب أميـريـكا اللاتـيـنـيـة. والـتى تـقـدم فى نـفـس الـوقـت مـدخـلا نـظـريـا فـريـدا لـدراسـة هـذه الـتـجارب. فـقـد بـدأت الأيـدولـوجـيـة الـمـضـادة فـى إقـتـلاع الأيـدولـوجـيـة الـمـهـيـمـنـة عـبر عـدد مـن الـثـورات الـمـسـلـحـة. كانـت بـدايـتـهـا فى كـوبـا حـيـث نـجـحـت فـى إنـتـزاع الـسـلـطـة وأخـذت فـى إعـادة صـياغـة الـمـؤسـسـات والـعلائـق الإقـتـصـاديـة والإجـتـماعـيـة والـفـكـريـة مـسـتـخـدمـة جـهـاز الـدولـة. وفـى هـذا تـتـطابـق تـمامـا مـع المـفـهـوم اللـيـنـيـنى فـى إنـتزاع الـدولـة أو مـا أسـمـيـه أنـا "غـزو الـدولـة" ثـم تـسـخـيرهـا كـما فـى مـفـهـوم سـتالـيـن الـتـطـبـيـقـى والـذى يــشـابـه مـنـحـى ماوتـسـى تـونـج، رغـم إخـتـلاف بـيـئـتـيـهـما؛ مـما زاد لاحـقـا مـن حـدة الـصـراع الـعـقـائـدى بـيـن مـوســكـو وبـكـيـن.

وبـعـد كـوبـا إنـداحـت الـثـورات إلـى شـيـلـى وفـنزويـلا ونـيـكـراقـوا وبـولـيـفـيا والـسـلفادور والبـيـرو وكـولـومـبـيا، إلـخ. ولـكـنهـا مـنيـت بـفـشـل ذريـع وتـعـرضـت لـتـصـفـيات دمـويـة، كـما فـى مـصرع جـيـفارا وسـحـق الـحـركة الـثـوريـة بـبـولـيـفـيا وشـيـلـى والـسـلـفادور وكـولـومـبـيا والـبـيـرو، إلـخ. وقـد تـشـكلـت هـذه الـهـجـمـات الـشـرسـة مـن أجـهـزة الـقـمـع الـنـظامـيـة للدولـة وغـير الـنـظامـيـة مثل مـجـموعات الـيـمـين المـتـطـرفة الـتـصـفـويـة الـمـسـلـحـة كـفـرق الـمـوت، والـهـجـوم الـضـارى للـمـؤسـسـة الـديـنـيـة الـتى وصـفت الأيـدولـوجـية الـماركـسيـة بالإلـحاديـة الـتـدمـيـريـة الإنـحلالـيـة. وكان مـن نـتـائـج هـذه الـهـجـمات عـلـى كل الأصـعـدة فـشـل تــام فـى إنـتـصـار الـثـورة و فـشـل الأيـدولـوجـيـة الـمـضـادة فـى الـهـيـمــنة الـكامـلـة عـلى الـواقـع الـسـلـطـوى. وبـدأنـا نـرى الـتـحـول الـمـلـحـوظ إلـى إسـتـراتـيـجـيـة كـان أكـثـرهـم يـنـتـقـدون فـيـه قـوى الـيـسـار الأخـرى – أو التـغـيـيـر بالـتـدرج.

Quote: نــصـدم كـل يــوم بــمـثــال آخــر بــشـــع لــتـعــالى الـمـتـعـلـمـيــن وإحــتـقـارهــم لــهـذا الـشـــعـب وأبــنـاءه وبــنـاتــه الـمـهــمـشــــيـن.

Quote: ولــكـن وللأســــف: نــرى الـمـتــعـلــمـيـن فـى الـســـودان؛ ولا أقــول الـمـثــقــفـيـن -- لأن الـثــقـافــة مـدعـاة لـتـنـمـيـيـة الـروح وتــهـذيــب الـنـفــس وتــضــخــيـم ا لـخـــيـر، نــرى مــن يـجـب أن يــكـونـو ا الـقــدوة والـمـثـال يــبـالــغـون فـى تـحـقــيـر هــذا الـشـــعـب

عزيزي الأستاذ/ عبدالرحمن

طيب التحايا
لا يخفى عليكم أن سبب الاحتقار الرئيس في فقرتكم أعلاه هو رجحان كفة القوة لصالح الخريجين الذين كونوا طبقة سوبر في وسط من البؤس والشقاء علماً أن الأخير هو الأمة التي ولدت ربّتها وقد قرر الدكتور منصور خالد أن الشهادة الجامعية ليست شهادة في المعرفة وإنما شهادة ميلاد طبقي ، وكان للأستاذ محمود قصب السبق في التنبيه لخطورة هذا الأمر قبل حدوثه لأنه مفسدة بلا أدنى ريب وتأكدت عدم جدوى ذلك التعليم بما عليه بلادنا اليوم من تخلف في جميع المجالات التعليمية التربوية، الزراعية ،البيطرية ، الأقتصادية ،السياسية ، الاعلامية ، الهندسية ، .....................الخ وهذه دعوته بعد عامين فقط من الاستقلال 12/1958 م :-

Quote: إن التعليم الجامعى الحاضر باهظ التكاليف جدا.. وهو غير كبير الجدوى للبلاد.. بل إن الخريجين والجامعيين يكونون طبقة جديدة لا تأبه كثيرا بحالة البؤس التي يعاني منها الشعب، وهم على التحقيق، غير قادرين على السكن في القرى، والأرياف، حتى يستطيعوا أن يتفهموا حالة مواطنيهم، ويعينوا على تطوير حياة الريف.. ولو أوقف هذا التعليم الجامعي الحاضر، وأستعين بما ينفق عليه، في الوقت الحاضر، لتوسيع قاعدة التعليم، وتركيز مراحله، على النحو الذي إقترحت أعلاه، لكان ذلك أفيد للبلاد.. 2) عندما يتركز التعليم، ويرتفع مستوى المواطنين، العقلى والصحى، والإجتماعى، والإقتصادى، بفضل ما يبذله خريجو معاهدنا التى ذكرت آنفا، يمكن أن نرتقي الى تعليم جامعي ينبت من طبيعة أرضنا، وتفكيرنا، وشخصية قومنا، ثم يتلقى ما يتلقى من أفكار غربية شرقية، فيهضمها، ويجعلها سودانية أصيلة. أي يستطيع أن ينظر إلى العالم الشرقي، والغربي، من وجهة نظر سودانية، وبذلك يكون تعليمنا أصيلا، لا دخيلا.. ويكون خريجونا إنسانيين، سودانيين، أصلاء يسعون لإسعاد قومهم، ولإسعاد البشرية عامة، كعمل طبيعى، في غير تكلف ولا رياء..

انتهي كلام الأستاذ .

Quote: وتــرعــعــنـا فــى رحــابـه. ومـاشـــهــدنـا فــيـه مــا نـشــهـد الـيــوم مــن الـمـباهــاة الــفـارغــة، والـصــرف الـبــذخــى، والـتـعـالـى الأجــوف، لـــم أر فـيـهـا طـوال حـيـاتـى أى نــوع مـن أنــواع الإبـتــذال هــذا ولا الـبـذخ أو"الــفــوجـاج"

أما في هذه لا أملك الا أن أتحسر على ذلك الرأي الحصيف الذي دعا إليه الجمهوريون في كتاب لهم بتوجيه من الأستاذ محمود أيضاً يحمل عنوان : ( ساووا بين السودانيين في الفقر الى أن يتساووا في الغني ) غير أن السيف كان قد سبق العزل بفقد تلك الآليّة الناجعة في الدعوة الى توسيع قاعدة التعليم العام حتى تكون موازين القوة محققة ويكون ناتجها نقص في الفساد والاحتقار الذي أشرت اليه انت ،ومع ذلك لم يلق الأستاذ محمود سلاحه بل ظل يناضل ليقلص ذلك الرجحان بضخ المزيد من الوعي في كفة الشعب ،ففي لقاء له مع الأستاذ بابكر حسن مكي اورده الأخير في كتابه ( نميري الإمام والروليت ) قال مسائلاً الأستاذ محمود بعد حديث عن جبهة الترابي ( الأخوان سابقا ) ماذا تريدون أنتم ؟ فردّ الأستاذ قائلاً : ( نحن نريد إشاعة الوعي بين الناس !) .

أبو حمـــــــــــــــــــد

وقـبل أن نـدلـف إلـى الـحـديـث عـن الـتـحـول الإسـتراتـيـجـى فى تـحـرك الـيـسـار بـإيـدولـوجـيـتـه الـمـضـادة فـى أمـريـكا اللاتـيـنـيـة وتبـنـيه لإسـتراتـيـجـيـة الإشـتراكـيـيـن الديـمـوقـراطـيـيـن فى إمـكانـيـة الـتـغـيـيـر بالـتـطـور الـتـدريـجـى بـديـلا عـن الـثـورة الـمـسـلـحـة، نريد أن نـتـفـهـم نـقـطـة مـهـمـة فـى إسـتغـلال الأيـدولـوجـيـة اللاشـعـوريـة مـن أجـل خـدمـة أهـداف الأيـدولـوجـيـة الـمـضـادة.

ولإرتـباط الأيـدولـوجـيـة اللاشــعـوريـة إرتـباطـا إنـدغـامـيا فى الـثـقـافـة-الـحـضـاريـة وبـالـتـالـى بالـعـاطـفـة الـديـنـيـة، يـمـكـن إسـتـعـمال أو الإشـارة إلـى رمـوز أو تـعـابـيـر ثـقافـيـة-ديـنـيـة تـؤدى إلـى شـحـن الـعـواطـف والإنـسـياق وراء الـمـراجـع والـمـرتـكـزات فـى الـثـقافـة-الـحـضـاريـة الـتى تـشـكل الـمـعـتـرك وأسـلـحـة الـمـعـركـة فى نـفـس الـوقـت. وذلك لـعـوامـل سـايـكـولـوجـيـة دفـيـنة فى اللاوعـى يـتـم إسـتـنـهاضـهـا وإسـتـحـضارهـا بـمـجـردالإشـارة إلـى مـاتـواجـهـه تـلك الـثـقـافـة-الـحـضـاريـة مـن أخـطار أو ضـرورات عـمـل فـى إتـجـاه مـعـيـن. لـذلـك نـرى فـى مـجـتـمـع إسـلامـى مـثـلا أو حـتى مـسـيـحـى كاثـولـيـكـى أو إنـجـيـلـى، يـتـم الـتـخـويـف مـن إلـحاد الـحـركات الـيـسـاريـة أو الـتى تـسـعـى لـتـغـيـيـر الـواقـع أو تـلك التى تـتـسـامح فى الإجـهاض. فـيـكـون رد فـعـل الـجـماهـير عـارمـا ومـؤديـا إلـى تـعـبـئـة فـوريـة.

وهـذا مـاظـلـت تـقـوم بـه الـقـوى الـمـحافـظـة فى الـمـجـتـمـعـات الإسـلامـيـة والمـسـيـحـيـة عـلـى الـسـواء. إذ بـمـجـرد نـقـد الـمـؤسـسـات الـديـنـيـة أو الـمـمارسـات لـلـقيـادات الـطائـفـيـة، يـسـتثـيـر سـدنـة الأيـدولـوجـية الـمهـيـمـنـة الـجماهـير فـيـزداد الـتـزمـت والإصـرار عـلـى مـناصـرة أولـئـك الـذيـن يـسـتـغـلـون الـجـماهـير مـن قـبل تـلك الـجـماهـير الـمـسـتـغـلـة نـفـسـهـا. وهـذه "نـظـريـة ردة فـعـل الـتـحـصـيـن أو الـتـطـعـيـم" الـتـى بـحـث فـيـهـا عـالـمان لـوزارتـى الـدفـاع والـخـارجـيـة الأمـيريـكـيـة أبـان الـحـرب الـعـالـمـيـة، مـن أجـل تـحـصـيـن الـجـواسـيـس وطلائـع الـجـيـش لـيـصـمدوا إذا مـاتـم الـقـبـض عـلـيـهم بـواسـطـة الـعـدو أو مـخـابـراتــه. وفـى بـحــوث وتـجـارب مـسـتـفـيـضـة خـلـص مـاقـوايـر وبـابـا جـورجـس إلـى أن خـيـر وسـيـلـة لـضـمان عـدم تـغـيـيـر الأنـسـان لـتـوجـهـاتـه وقـناعـاتـه هـو مـهـاجـمـتـهـا. فـفـورا يـسـتـدعـى الإنـسـان دفـاعـاتـه الـنـفـسـيـة لـحـمايـة تـلـك الـقـناعـات والـتـوجـهـات الـتى يـؤمـن بـهـا. إذ أن تـغـيـرهـا يـؤدى إلـى إنـشـطار نـفـسـى وكـيانـى لـهـويـتـه وتـحـطم إطاره الـحـياتـى فـى عـقـله. فـيـسـتـميـت دفـاعـا عـن تـلك القـناعـات والـتوجـهـات.

وهـو الـخـطأ الـذى ظـلـت الـقـوى الـعـلـمانيـة والـيـسـاريـة تـرتـكـبـه فى الـدول الإسـلامـيـة واللاتـيـن أمـيـريـكـيـة والإفـريـقـيـة، وهـو إسـتـمـراء نـقـد الـرمـوز والـقـيادات الـديـنـيـة والـطائـفـيـة فـيـقـوى بـل يـتـصـلـب وضـع تـلـك الـقـيادات وتـقـوى شـوكـتـهـم بـتـصـلـب أراء أتـبـاعـهـم وتـقـويـة إيـمان أولـئـك الأتـباع بـهـم. ونـحـن نـذكـر مـاحـدث إثـر حـادثـة مـعـهـد الـمـعـلـميـن الـعالـى بالـسـودان الـتى أدت إلـى حـل الـحـزب الـشـيـوعـى. ومـجـاز إنـدونـيـسـيا الـتى ذبـح فـيـهـا عـشـرات الآلاف مـن الـماركـسـيـين والـيـسـاريـيـن. أو فى أفـغـانـسـتان أبان الـنـظام الـمـدعـوم مـن الإتـحاد الـسـوفـياتـى. وحـروب إبادة الـيـسـار فى الـسـلـفادور وشـيـلـى وبـولـيـفـيـا والـبـيـرو ونـيـكاراجـوا، إلـخ.

وعـلى ضـوء عـلـم الـرأى الـعـام والـدعـايـة السـياسـيـة نـرى أن إخـتزال الـمـواقـف فـى إشـارات إلـى رموز أو تـعابـيـر ثـقافـية-دينية أو ثقافـية-حـضارية حـسـاسـة تـؤدى إلى شـحـن العـواطـف وتجـييـش الـتوجـهات لـمواجـهة ذلك الـمـوقـف. وقـد رأيـنا فـى الـتاريـخ – قـديـما وحـديـثا -- كـيف أن قـوى غـير ديـنـيـة إسـتـطاعـت تـسـخـير الـثـقافـة-الـحـضـاريـة أو مـكـونات ثـقافـيـة-ديـنـيـة فـى تـدعـيـم مـوقـف الأيـدولـوجـيـة الـمضـادة. ويـحـضـر فى هـذا الـمقـام إسـتـقـطاب بـعض الـكـهـنـة الـبـوذيـن فى فـيـتـنام لـجانـب الـثـورة الـماركـسـيـة الـتى كانـت تـعـبـرعـن مـطالـب الـجـماهـيـر. حـتى أن بـعـض أولـئـك الـكـنـهة حـرقـوا أنـفـسـهـم فى مياديـن عـامـة؛ مـما شـحـن عـواطـف الـمــتدييـن بـإنـحـياز عـاطـفى فـورى وشـكل تـحـولا كامـلا فى الـمـوقـف.

وهـو ما نعـنـية بإسـتغـلال المستوى الأول للأيدولـوجـية، أى الأيـدولـوجـية اللاشـعـوريـة الـمتـجـذرة فى الثـقافـة-الـحـضاريـة لـتـثـبيـت أركان الـمـسـتـوى الـثالـث للأيـدولـوجـيـة أو الأيـدولـوجـيـة الـعـقائـديـة الـمـضـادة، وذلـك بالإشـارة إلى أو إسـتـحـلاب مـجـرد مـؤشـرات فى الـثـقافـة-الـحـضاريـة مـن ديـنـيـة أو عـاطـفـيـة. أو مايـسـمـيـه أمـيـلكار كابـرال بـ "الـتحـدث بـلـغـة الـجـماهـير" لإسـتـنهـاض عـواطـفـها لـتـتـطابـق مـع مايـشـعـرون بـه حـقـا لازيـفـا، كـما فى خـيال الـبرجـوازيـيـن أدعـياء الـثـوريـة، أو كما قـال. وقـد طـبق كابرال مـانـظـر لـه وهـو الـذى نـجـح فى ذلـك نـجاحـا مـلـحـوظا فى ثـورة غـيـنيـا بيـسـاو والـرأس الأخـضـر. وفـى هـذا كان قـد تـرسـم، وهـو الـماركـسـى، خـطـوات الإشـتراكـى خـريـج الأزهـر، الـنـقابـى أحـمـد سـيكـوتورى فـى غـيـنـيـا الـذى أكـتـسـح الإنـتـخـابات بـعـد طـرد الأسـتـعـمار الـفـرنسـى.

ولـكـنـنـا فـى الـسـودان ، وللأســف، لانـتـعـلـم لا مـن تـجـارب الآخـريـن ولا حـتى مـن تـجـاربـنا.


ولـك الله يـاوطـنـى!!!

وقـد نـجـحت بـعـض الـحـركات الإسـلامـية فـى إسـتـغـلال هـذه الـرمـزيات الـثـقافـيـة-الـحـضـاريـة والأيـدولـوجـية اللاشـعـوريـة فى تـدعـيـم مـواقـفـها والـحـصـول عـلى مـكاسـب أكـبر مـن حـجـمـها كما حـدث فى غـزة؛ ومـؤخـرا فـى مـصـر وتـونـس ومـن قـبل فى أفـغـانـسـتان، ونـرى الآن نـفـس الإرهـاصـات فى بـاكـسـتان. وقـد نـجـحـت أغـلـب الأحـزاب والـمنـظـمات اليـسـاريـة بـما فـيـها الـماركـسـيـة فـى أمـريـكا الـلاتيـنـيـة فـى الـقـيام بـتـبـنـى نـفـس الإسـتـراتيجية خـاصـة بـعـد إنـحـياز عـدد مـن الـقامات فى الـكـنيـسـة الـكاثـولـولـيـكـيـة لـما يـعـرف بـحـركـة الـتـحـرر الـديـنى Liberation Theology أو مـا سـماهـا الـبـعـض: الـثـورية الـدينـيـة أو الـحـركة الـتـحـرريـة الـديـنيـة. وقـد أدى ذلـك إلـى طـردعـدد من الـقـسـأوسـة مـن الـكـنيـسـة ومـن "الـرحـمة الأزلـيـة"أوExcommunication بـواسـطـة الـفاتـيـكان .

وقـد لـمـع فى هـذه الـحـركـة، الـتى تـبـنت الـدعـوة لـلـعـدالـة الإقـتـصـاديـة والـسـياسـيـة والإجـتـماعـيـة، الـقـساوسـة لـيـوناردو بـوف مـن البرازيـل، وقـوسـتافـو قـوتـوريـز مـن الـبـيـرو، وجـون سـوبـيـنـو مـن الـسـلـفادور، وكامـيـلـو تـوريـز أسـتاذ الـعـلـوم الإجـتـماعـيـة بـجامـعـة كـولـمـبـيا، والـذى صـار أسـطـور شـعـبـيـة تـبارى الـفـنـانـون فـى الـغـناء لـه بـعـد إسـتـشـهـاده وكان قـد تـرك الـكنيـسـة وحـمل الـسـلاح مـع الـثـوار. ومـن الـقـامـات أيـضـا الـشـاعـر الـمـبـدع والـمـفـكـر الـقـس أرنسـتـو كارديـنال، والـذى صـار وزيـرا للـثـقافـة فـى حـكـومـة السـانـدانـيـسـتا بـنـيـكـراقـاوا؛ ثـم إسـتـقـال لإنــحـراف الـثـورة بـعـد الإسـتيـلاء عـلـى الـسـلـطـة.

وقـد مـهـدت الـحـركة الـتـحـرريـة الـديـنـيـة فى أمـريـكا اللاتـيـنـيـة لـعـودة قـويـة للأحـزاب اليـسـاريـة والـماركـسـيـة إلـى الـسـلـطـة حـيث أضـافـت تلـك الـحـركـة شــرعـيـة إسـتـطاعـت أن تـحـجـب عـن كـثـيـر مـن الـجـماهـيـر إعـتراضـات الـكـنـيـسـة الـتقـليـديـة عـلـيـهـا. وقـد إقـتـنـصـتـها تـلـك الأحـزاب وأسـتـحـوذت عـلـيهـا وسـخـرتـهـا لـخـدمـة أهـدافـها كـتـعـبـيـر شـعـبـى عـن الأيـدولـوجـيـة اللاشـعـوريـة ودعـم ذلك الـتـوجـه بـإسـتـعـارة مـراجـع مـن الـثـقـافـة-الـحـضـاريـة. ويـلاحـظ أن هـذه الأسـتراتـيـجـيـة جـمـعـت الـمـسـتـويـات الـثلاث للأيـدولــوجـيـة: إذ لـعـب تـحـفـيـز الـقـسـاوســة دورا هـامـا فـى ربـط الأيـدولـوجـيـة اللاشــعـوريـة مـع الأيـدولـوجـيـة الـتــوجـيـهـيـة الـمـقـررة، والــمـصـرح بـهـا بـوعـى، والـتى تـحـض عـلـى الـفـعـل؛ ومـبـررة ذلـك مـن وجـهـة نـظـر الأيـدولـوجـيـة الـعـقائـديـة. وهـذه حـالـة تـطابـق أيـديـولـوجـى نـادر للـمسـتويات الثـلاث -- وهـذا مايـمـنـحـهـا قـوة نادرة أيـضـا.

وخـير مـثال لـهـذا الـربـط بـيـن الـمـسـتـويـات الـثـلاث للأيـدولـوجـيـة، تـجـربـة فـنـزويـلا حـيث كان مـن نـتائـج الـتـعـبـئـة الـدؤوبـة أن قـويـت الـجـماهـيـر حـتى إسـتـطاعـت لأول مـرة فى الـتاريـخ أعـادة رئـيـس أزيـح وأسـقـط بـإنـقـلاب. حـيـث عـاد شـافـيـز إلـى السـلـطـة بـواسـطـة الـمـلايـيـن الـذيـن آمـنـوا بـالأيـدولـوجـيـة الـتى كان يـمـثـلـهـا والـسـياسـات الـتى إخـتـطـهـا.

ومـن الـمـجتمـعـات الـتى نجـحـت فـيـهـا إسـتراتـيـجـيـة ربـط الأيـدولـوجـيـة الـعـقـائـديـة بالـثـقـافـة-الـحـضـاريـة والأيـدولـوجـيـة اللاشــعـوريـة، ولايـة كـيـرالا بالـهـنـد حـيـث ظـلـت الأحـزاب الـماركـسـيـة والإشـتـراكـيـة قـابـضـة عـلـى الـسـلـطـة بـقـبـول كامـل ورضــاء تـام مـن الـجـماهـير، الـتى ظـلـت تـعـيـد إنـتـخـابـهـم وإعـادتـهـم إلى الـسـلـطـة عـاما بـعـد عـام. حـتى صـارت الـولايـة أعـلـى ولايـات الـهـنـد نـسـبـة فى الـتـعـلـيـم ومـعـدل الـنـماء وتـضـاءل نـسـب الـمـحـرومـيـن.

وأذكـر أنه دار جـدال طـويل فى أواخـر السـتـيـنيات وأوائل السـبـعـيـنات فـى الـسـودان حـول إسـتعـارة الرموز الثـقـافـيـة-الحضاريـة الـسـودانـيـة مـن قـبل اليسـار. وبـذل مـجـهـود فـكـرى فى إسـتـعـارة رمـوز الـثـقافـة-الـحـضـاريـة والفـولـكلـور والـتـقالـيـد والـمـؤشـرات الـثـقافـيـة كـحـركة أبادامـاك مـثلا وبـرامـج الـفـلـكور والـتراث فى الإذاعـة والـتـلـفاز. فـكان إنـتاج أشـكال مـتـقـدمـة للـقـصـيـدة والأغـنـيـة بالـعامـيـة والـدارجـة وإعـادة صـياغـة أغـانـى الـتـراث والـمـسـرح.

ولـكن حـتى بـعـد إنـقـلاب مايـو ثـم بـطـشـه بـقـوى الـيـسـار فـشـل الـيـسـار فى إسـتـخـدام هـذه الأدوات فـى الـتـعـبـئـة الـسـياسـة لأسـباب عـدة أهـمـها الـفـوقـيـة الـبرجـوازيـة الـتى أسـتـخـدمـت فـيـهـا تـلك الأدوات. حتى عـده البعـض تـرفا فـكـريـا. ورأى فـيـه البـعـض إنـفصـاما للـمـثـقـفـيـن الـذيـن تـباروا فـى تـقـديـم ذلك الإنـتـاج لأشــباهـهـم المـثـقـفين الآخـريـن بـدلا عـن صـياغـتـه بـما يـتـوافـق مـع مـزاج الـجـماهـيـر وتـقـبـلـها لـذلك الـجـهـد والإنـتاج. فـظـل كل ذلـك الإنـتاج الـمـبـدع حـبـيـس جـدران قـاعـات وبرامـج لا يـؤمـهـا الإ مـثـقـفـو ذلك الـزمـان.

والفـشـل الآخـر الـذى مـنـيـت بـه تلـك الإبـداعـات الـخـلاقـة أنـها كانت إجـتـهادات عـشـوائـيـة متـفـرقـة ولـم يـتـم تـضـمـيـنـهـا فى أى بـرنامـج مـتـكامـل مـن أجـل الـتـعـبـئـة والـتوعـية الـجـماهـيريـة. فـظـلـت وحـدات مـبـتـورة لارابـط بـيـنـها. وهـذا بالـضـبـط مـاعـنـاه أمـيـلكار كابـرال حـيـنـما أشـار إلـى خـطاب الـمـتـعـلـمـيـن والـمـثـقـفـين الـذيـن يـعـيـشـون فـى عـزلـة إغـترابـهـم الـفـكـرى ويـنادون بــ "ضـرورة الـعـودة إلـى الـجـذور؛ مـن دون أن يـعـوا أن الـجـماهـير لـم تـغـادر جـذورهـا إطـلاقـا حـتى تـعـود إلـيـهـا. إنـما هـى حـاجـتـهـم هـم أنـفـسـهـم إلـى تـلـمس طـريـقـهـم إلـى تـلك الـجـذور بـديـلا لـلـغـربـة الـتى يـعـيشـونـهـا، ومـحاولـة للـتـقـرب للـجـماهـير لـتـسـنـدهـم فى صـراعـهـم ضـد الـمـسـتـعـمر الـذى يـسـتـاثـر بالـوظائـف الـعـلـيا."

ولا شـك أن كابرال كان صـادقـا فـيـما ذكـر والـدلـيـل عـلى ذلـك إنـفـضـاض الـجـماهـير عـن بـرامـج أولـئـك الـمـثـقـفـيـن ورسـائلــهـم الـتى لـم تـمـثل الـجماهـير ولا تـطـلـعـاتـهـا فى شـئ ولا جـذبـتـها. ولـم تـكـن سـوى أحـلام يـقـظـة صـادقـة فى خـيال أغـلـب أولـئـك الـمـثـقـفـيـن وإيـهـامـا للـنـفـس بأن ذلـك ماكانـت الـجـماهـير تـريـد. وهـذا يـمـثـل قـمـة الـغـرور الإسـتـعـلائـى الـذيـن يـبـيـح لـهـم الـتـفـكيـر نـيابـة عـن الـجـماهـير. لـذا تـقـلـصـت مـسـاحـات الـفـكـر الـتقـدمـى ومـسـتوعـبـيـه وسـط الـجـماهـير، وأسـتـعـيـض عـنـه بالـخـرافـة والـدجـل والـمـمارسـات الـمـمـعـنـة فى الـترف والإبـتـذال والإنـحـطاط. إذ لـم تـصـل إلـى الـجماهـير تـلك الإعـمال الـقـيـمـة والتـى كانت فى مـحـتواهـا تـدعـو إلـى الـتـفانـى والإخـلاص الإجـتـماعـى والإقـتصـاد فى أوجـه الـحـياة الـمـخـتلـفـة، وتـنـميـةالـنفـس والـمـجـتمـع وإشـاعـة الـحـريـة. فـقـد كانـت بـعـيـدة عـن إدراك الـجـماهـير وفـشـلـت فى جـذبـهـم وتـعـبـئـتهـم. وهـنا أذكـر للـمـقـارنـة تـلك الأعـمال الـمسـرحـية والـفـنيـة والأدبـيـة الـتى شـحـنت الـجـماهـير بإرادة الـفـعـل فـى الـخـمسـيـنات ومـطالـع السـتيـنات والـتى كانت تـقـدمـهـا أنديـة الـعـمال والإتـحـاد الـنسـائـى وإتـحادات الـشـباب وأنـديـة الـصـبيان. وكان لـها دور فـعال فى مـحاربـة العادات الـضـارة والـبـذخ، والـتـشـجـيـع عـلى الـتـعاونـيات ومـحـوالأمـية وتـنـميـة الـقدرات المـهـنيـة، إلـخ. وأهـم مافـى الأمـر أن الـجـماهـير كانـت تـتـقـبـلـها وتـتـوق إلـيـها وتـبـحـث عـنـهـا وتـطالـب بـها.

ولـك الله يـاوطــنـى!!!

بـقـيـت نـقـطـتان هـامـتان فـى هـذا الــمـجـال قـبل أن نـخـتـتـم هـذه الـسـياحـة الـنـظـريـة الـتـى رأيـت أهـمـيـتـهـا فـيـما يـتـعـلـق بالأيـدولـوجـيـة ومـســتـويـاتـهـا وتـجـسـدهـا. وقـد إخـتـرت هـذا الـمـنـحـى لـعـدة أسـبـاب. إهـمـهـا رغـبـتى الـجـامـحـة فـى كـسـر إحـتـكار "الـصـفـوة" و"الـنـخـبـة" مـن جـماعـات الـمـثـقـفـيـن للـمـفاهـيـم الأسـاسـيـة للـمـجـتـمـعـات الإنـسـانـيـة. وثـانـيـهـما -- وإن تـعـلـق بالـســبـب الأول إلا أنـه -- يـخـتـلـف عـنـه طـبـيــعـة، وهـو كـسـر إحـتـكار الأكاديـمـيـيـن لـلـمـفاهـيـم الـفـلـسـفـيـة لـيــتـدثـروا وراءهـا أبـتـغـاء الـتـمـيـز عـلـى عـامـة الـجـماهـيـر والإسـتـعـلاء عـلـيـهـا. لـذا كان خـيارى هـذا الـنـهـج. وقـد كان هـذا ديـدنـى مـنـذ الـعـام 1983 حـيـنـما أســسـت مـشـروع الـثـقافـة والـمـعـرفـة الـجـماهـيريـة عـنـدما كـنـت مـديـرا للقـسـم الـتـجارى لـدار جـامـعـة الـخـرطـوم للـنـشـر.

وكـنـت أرى ومـازلـت أن تـمـلـيـك غـير الأكاديمـيـيـن وعـامـة الـناس الـقـدرة عـلـى إسـتـيـعـاب مـايـبـدو مـعـقـدا مـن مـفـاهـيـم ونـظـريـات والـتـمـكـن مـن تـحـلـيـل الـواقـع الـمـعـاش أو حـتى قـبـول أو رفـض الـحـلـول الـمـقـتـرحـة، يـسـهـم فـى إشـاعـة الـعـدالـة والـمـسـاواة فى إتـخـاذ الـقـرار. فـمـا هـذه الـتـعـقيـدات الـتى تـحـيـط بالـمـفـاهـيـم إلا حـيـلا لـضـمان وضـع مـمـيـز للـمـتـعـلـميـن فـى الـمـجـتـمـع، لـيـصـيروا هـم الـخـبراء وأصـحـاب الـحـل والـعـقـد. وهـم فـى أبراجـهـم الـعـاجـيـة تـلـك يـعـيـشـون بـطـرا وخـيـلاء. وتـظـل الـجـماهـيـر مـحـرومـة مـن نـسـمات الـحـريـة؛ نـاهـيـك عـن الإســتـمـتاع بـهـا مـعـيـشــة كـبـشــر.

فـالـحـريـة عـنـدى تـعـتـمـد عـلـى مـقـدرتـيـن الأولـى الـقـدرة عـلـى مـعـرفـة الـخـيـارات الـمتاحـة. والـثـانـيـة: الـقـدرة عـلـى الإخـتـيـار الـحـر مـن تـلـك الـخـيارات. وبـغـيـاب أحـدهـمـا تـنـتـفـى الـحـريـة. فـإن كـنـت أعـرف الـخـيارات ولا أســتـطـيـع الإخـتـيار مـن بـيـنـهـا فـأنـا عـاجـز مـكبـل. أمـا إذا كانـت لـدى الـقـدرة لأقـرر وأخـتـار ولـكـنـنـى لا أدرى مـاذا أخـتـار ومـاهـى الـخـيارات الـمـمـكـنـة، لـم تـكـن هـناك أى جـدوى مـن تـلـك الـقـدرة عـلى الإخـتـيار الـتى أمـتـلكـها ولـكـنهـا تـظـل مـعـطـلـة!

يا زعيم قبائل المحبة عملنا اللازم ومشكور دائما وابدا
محبتي ـ
ــــــــــــــــــ
التنميط ملعون في الفنون والصورة التي تم عرضها هنا لم توجد في اي جدارية من جداريات حضارة النوبة وانما اوجدها العقل الفني الاوربي والامريكي من خلال اعمال الفنانيين في مجلات الكوميكس وافلام سيسيل دي ميل خاصة في فيلم كليوباترا حكاية حمل الملوك مرسومة في كتاب ( كنج سلوماان )وعند رسم قبائل الامازون
لاتوجد صور او رسومات لعبيد تحمل الملوك في حضارة كوش ربما في الحضاراتالاسيوية يوجد رسومات للتنميط وجاءت مع فيلم انا والملك وملك سيام
ـــــــــــــــــــ
اما بخصوص الصورة الذاتية للروح السودانية وادمان الدونية عالجتها في شخصية فنية سميتها ( قرضا مصاص العرديب ) وكان ان وضعتها فنيا قبل سنتين حينما رجعت للسودان في اجازة ووجدت كل الناس او معظمهم اصبحو يبخسوا الاشياء وحينما تسالهم عن انسان طوالي الواحد فيهم يمص ليك العرديب ويعلن رايه في الشخص بصورة سلبية
لك المودة والمحبة

قـلت فـى مـداخـلـتى الـسـابـقـة أنـه بـقـيـت هـناك نـقـطـتان هـامـتان يـجـب الـتـعـرض لـهـما قـبل أن نـنـهـى حـديـثـنا عـن الأيـدولـوجـيـة.

أولـى الـنـقـطـتـيـن تـتـعـلـق بـتـعـريـفـنا للأيـدولـوجـيـة.

فـقـد أشـرت إلـى أن الأيـدولـوجـيـة هـى الـمـنـطـق والمـبرر والمـحـفـز الـذى يـحـكـم الـثـقافـة-الـحضـاريـة والـتى هـى الـوعـاء والإطـار والمـحـتوى الـحـياتى المـمارس للـحـياة الإجـتـماعـيـة (Culture of a Society). فـقـد يـبـرز الـسـؤال عـن كـيـف يـكـون للـنـوع الـثـالـث فى الـمـسـتـوى الـثالـث مـن الأيـدولـوجـيـة الـعـقـائـديـة ، أو الأيـدولـوجـيـة الـمـضـادة (Counter Ideology) ثـقـافـة-حـضـاريـة -- وهـى ماتـزال مجـرد أفـكار وبرامـج وعـقائـد لاواقـع لهـا. والإجـابـة سـهـلـة وهـى أن الأيـدولـوجـيـة الـمـضـادة تـســعـى إلـى تـبـديـل الـواقـع وبالـتالـى الـثـقـافـة-الـحـضـاريـة الـمـهـيـمـنـة وإســتبـدالـهـا بـواقـع جـديـد لـه ثـقـافــتة-الحـضـاريـة الـبـديلـة والـتى يـحـكـمـهـا مـنـطـق تـلـك الأيـدولـوجـيـة الـمـضـادة.

وهـذا مافـشـل كارل مانـهـايـم ومدارس الفـكـر الغـربـى فـى إدراك أبـعـاده. وفـى الـمـنـظـور الـماركـسـى حـاول لويـس ألـثـوزيـر الـفـرنـسـى ونـيـكـوس بـولانــزس الإغـريـقـى تـرســم خـطـى أنـتـونـيـو قـرامـشـى الإيـطالـى وإبـانـة الـبـدائـل عـلـى الأسـاس الأيـدولـوجـى. ولـكـن مـالـم يـسـعـفـهـما تـضـمـيـنـه هـو ضـرورة تـسـمـيـة بـديـل الـثـقـافـة-الـحـضـاريـة كـواقـع مـعاش أو مـصـبـو إلـيـه. وفى رأيـى أن ذلك كان مـصـدر الخـلاف فـى الـنـظـرة إلـى الـواقـع بـيـن بـولانـزس والـبريـطانـى رالـف مـيـلـيـبانـد والأرجـنـتـيـنى إرنـســتو لاكـلاو، ولـنـفـس الـسـبب وهـو عـدم نـظـرتـهـمـا للعـلاقـة الـوطـيـدة والـمـتـداخـلـة بـيـن الأيـدولـوجـيـة والـثـقافـة-الـحـضـاريـة. وهـذا نـاتـج عـن أن مـفـهـوم الـثـقافـة-الـحـضـاريـة يـكاد أن يـكـون غـائـبـا فـى أدوات الـتـحـلـيـل والـنـقـد الـماركـسـى، وإن كان قـرامـشـى ألـمـح ألـى أبـعـاده ولـكـن لـيـس تـصـريـحـا أو تـحـديـدا.

ونـخـلـص إلـى أنـه فـى أى حـالـة مـن حـالات الـثـقافـة-الـحـضـاريـة سـواء كانـت أمـرا واقـعـا أو هـدفـا مـنـشـودا لاوجـود لـه فى أرض الـواقـع، فـإن الـتـصـور الأيـدولـوجـى الـعـقائـدى يـحـكـم كل تـفـاصـيـلـهـا وأدائـهـا وإسـتـمـراريـتـهـا.

ونـخـتـتـم حـديثـنا عـن الأيـدولـوجـيـة بمـا أســمـيـه أنا بالأيـدولـوجـيـة الـفـوقـيـة العـظـمى Super Ideology أو أيدولـوجـيـة الـدولـة. وهـى أيـدولـوجـيـة عـقـائـديـة مستـجـلـبـة لـيـس لـهـا أسـس قـواعـديـة فـى الـواقـع الـمـعـاش للـثـقـافـة-الـحـضـاريـة الأصـيـلـة للـدول الـتى جـلـبـت إلـيـهـا. ولـكـنـهـا تـسـعـى لإحـتـكار تـلـك الـثـقـافـة-الـحـضـاريـة وتـحـويـرهـا وإسـتـبـدالـهـا بـبـنـاء ثـقـافـة-حـضـاريـة بـمـواصـفـاتهـا الأيـدولـوجـيـة الـعـقائـديـة الـدخـيـلـة عـلى نـمـط الـواقـع الـغـربـى. وفـى إعـتـقـادى أن الـفـشـل فـى تـحـلـيـل وتـشـخـصـيـص مـشـاكل التـقهـقـر فى الـدول النامـيـة والفـشـل الـسـياسـى يرجـع إلى الفـشـل فى النـظـر إلى الدولـة كأيدولـوجـيـة عـقـائـديـة فى الأسـاس (كما سـنـرى لاحـقـا).

وهـذه الأيـدولـوجـيـة الـعـقـائـديـة الـعـظـمـى أو أيـدولـوجـيـة الـدولـة، نـشـأت وتـطـورت فـى كل تجـلـياتـهـا وتـطـبيـقـاتـها وأجـهـزتـهـا وتـقـالـيـدهـا فـى الـمـجـتـمـعات الـغـربـيـة وفـى أطـار ثـقـافـتـهـا-الـحـضـاريـة الـرأسـمالـيـة؛ والـتى تـجـعـل مـن الدولـة الفـاعـل الـشـرعـى الأوحـد الذى يتخـلل كل جـوانـب الحـياة فتـصـيـر بذلك "المـنـظـم الأسـاس لـكل أوجـه الـحـياة فى كل الـمـجـتـمعات." وقـد صـارت الـدولـة بـتراكـم الـفـكـر الـغـربـى خـاصـة هـيـجـل الألـمانـى و هـوبـس البريـطانـى ومـاكـس فـيـبر الألـمانـى إلاهـا يـحـدد كل صـغـيرة وكـبـيـرة فـى الـمـجـتـمـع والـواقـع الـمعـاش؛ مـمـا حـدا بالـفـيـلـسـوف الـفـرنـسـى الـمـعاصـر ميـشـيـل فـوكـو إلـى الـقـول بأنـهـا تـمـددت حـتى دخـلـت مـخـادع الـزوجـيـة وحـجـرات الـنـوم.

وبـما أنـهـا أيـدولـوجـيـة وافـدة مـع الـنـظـم الإسـتـعـماريـة وكان هـدفـهـا الأول الـسـيـطـرة عـلى الـشـعـوب وبـنـفـس الـنـهـج الـفلـسـفـى حيـث نـشـأت فى الـغـرب الـرأسـمالـى، فـإنـها تـصـطـدم دوامـا بالأسـس الأصـيـلـة للـثـقافـة الـحـضـاريـة للمـجـتـمعات التى تـجـلـب إليـها. وبما أنهـا جـلبت فـى الأسـاس بـواسـطـة الإسـتـعـمار ثـم أسـتـمـرت عـلـى أيـدى ورثـة الـنـظام الأسـتـعـمارى الإسـتغـلالى مـن مـتعـلـمى الدول النامـيـة الذيـن شـكـلـهـم الإسـتـعـمار، فـإن الـصـراع بـيـنـهـا وبـيـن أيدولـوجـيات الـثـقـافـة-الـحـضاريـة الاصـيـلـة لايـنـتـهـى.

لــذا فـإن عـدم رؤيـة الـدولـة عـلـى حـقـيـقـتـهـا؛ أى عـلـى أسـاس أنـهـا تـجـسـيـد لأيـدولـوجـيـة عـقـائـديـة، والـنـظـر إلـيـهـا كـمـجـرد أداة أو جـهـاز (مـركب مـن عـدة أجـهـزة) قـد غـبـش الـرؤيـة وقـاد إلـى كـثـيـر مـن الـويـلات التى تـعـانـى مـنـهـا الـدول الـنامـيـة بـلا إســتـثـناء. لـذا فـإن هـذا الطـرح بـإعـتـبار أن الأسـاس فى فـكرة الـدولـة عـلـى أنـهـا مسـتـوى رابـع للأيـدولـوجـيـة قد يـفاجـئ الكـثـيـريـن. ولكـن بـعـد أمـعـان الـنـظـر فـى واقـع أغـلـب الـدول الـنامـيـة فـى إفريـقـيا وآســيا وأمـريـكا اللاتـيـنـيـة نـجـد أن أغـلـب مـشـاكل هـذه الـدول وعـدم إســتـقـرار الـحـكـم فـيـهـا نـابـع مـن هـذه الأيـدولـوجـيـة الـعـقائـديـة الـتى تتـدثـر بـعـباءة الـكـفـاءة والأيـدولـوجـيـة الـعـلـمـيـة والـحـياد.

فـبـما أن الـدولـة تـجـسـيـد لأيـدولـوجـيـة عـقـائـديـة فهـذا يعـنى نجـاحـهـا الـمـحـدود فـى خـلـق واقـع ثـقـافـى-حـضـارى يـفارق الواقـع الـثـقافـى-الحضـارى الأصـل لـكل تـلك الـمـجـتـمعـات الـتى قـامـت فـيـها الـدولـة الـغـربيـة أبان حـقـبـة الأســتـعـمار وأسـتمـرت عـلى أيدى إمـتـداد الإســتـعـمار مـن مـتـعـلـمـى الـدول الـنامـيـة. وعـلـيه بـنـجاحـهـا فى خـلـق تـلك الـثـقـافـة-الـحـضاريـة والـتى نـجـحـت فـى تـجـسـيـدهـا وجـذرتـها عـبر مـمارسـة تـقـالـيـد تـسـمى أحـيانـا إجـراءآت، ومبـادى ونـظـم وبـرامـج، تـكـون تـلك الأيـدولـوجـيـة الـعـقـائـديـة قـد أكـمـلـت خـلـق ثـقـافـة-حـضـاريـة مـوازيـة للـحـضـارة الأصـل وفـى تـضـاد دائـم مـعـهـا. فـلا غـرو أذا أن نـرى إزدواجـيـة مـتـناقـضـة فـى كل الـمـجـتـمـعات الـنامـيـة تـؤدى إلـى مـسـخ وتـشـويـه كلا الـثـقـافـتـيـن-الـحـضـاريـتـيـن وإفـشـالـهـمـا.

وكـنـتـيـجـة حـتـمـيـة لـذلك الإزدواج الـمتـناقـض يـتـعـقــد واقـع الأيـدولـوجـية السـائدة أو الـمـهـيـمـنـة. فـهـى تـارة تـنـاصـب الـدولـة الـعـداء، وتـارة تـهـادنـهـا وتـارة تـتـطابـق مـعـهـا مـن أجـل مـصـالـح الـطـبـقات الـمـهـيـمـنـة – ولا أقـول طـبـقـة – فـرأس الـمال والإقـطاع والـبرجـوازيـة الـصـغـيـرة والـكـمـبـرادوريـة كلـهـا تـتـقـاسـم الـسـيـطـرة عـلـى مـقـدرات الـبـلاد وتـتـطابـق مـصـالـحـهـم مـع الـدولـة الـتى يـمـسـكـون عـلـى أزرارهـا ويـسـخـرونـهـا مـن أجـل مـصـالـحـهـم، خـاصـة الإقـتـصـاديـة والـسـلـطوية. فـكل قـطاع الـمـوظـفـيـن والـعـمال والـمـعـلـميـن والـمقاولـيـن مـثـلا يـقـوم وجـودهـم عـلـى وجـود الـدولـة، الـتى هـى فـى نـفـس الـوقـت عـدو لأيـدولـوجـيـاتـهـم الـعـقائـديـة مـن مـهـيـمـنـة إلـى إصـلاحـيـة إلـى مـضـادة ثـوريـة أو تـدرجـيـة. وذلـك نـاجـم مـن الـزخـم الـسـلـطـوى الـذى تـمـلـكـه الـدولـة أو مـايـسـمـيـه مـاكـس فـيـبـر هـيـمـنـتـهـا عـلـى حـق إسـتـخـدام الـقـهـر الـشـرعـى والـفـرض، مـع مـنـحـهـم فـرصـا للـكـسـب عـلـى أسـاس شـروطـهـا. ومـاكـس فـيـبـر هـو أهـم مـنـظـر لـمـنـطـق وأيـدولـوجـيـة نـمـط الـدولـة الـغـربـيـة والـتى يـتـبـناهـا كل مـتـعـلـمـى الـدول الـنامـيـة -- رغـم تـعـارضـهـا مـع واقـع ثـقـافـاتـهـم-الـحـضـاريـة وفـشـلـهـا الـدائـم فـى إكـتسـاب الـشـرعـيـة الـجـماهـيريـة لـتـبـنـيـهـا الـشـرعـيـة الـقـانـونـيـة الـتى تـسـود فـى دول الـغـرب.

ومـن أسـباب الفـشـل أيضـا الـبـعـد الأيـدولـوجـى الـعـقائـدى للـدولـة والـذى يـتـضـارب مـع الأيدولـوجـيات الـعـقـائـديـة الأخـرى. ولـكـن أهـل تـلـك الأيـدولـوجـيات جـمـيـعـا يـحـتاجـون للـدولـة فـى نـفـس الـوقـت لتـسـخـير أجهـزتـهـا لتـحـقـيـق أهـدافهـم. فـيـصـيـر بـذلـك الـصـراع حـول الـهـيـمـنـة عـلـى الـدولـة بـيـنـهـم. فـتـضـحـى بـذلـك الـدولـة هـى الـهـدف والـغايـة ولـيـسـت الـوسـيـلـة. ولـكـن الـدولـة فـى حـقـيـقـتـهـا تـجـسـيـد لأيـدولـوجـيـة عـقـائـديـة مـصـدرهـا الـغـرب الـذى لاصـلـة لـه بـواقـع الـثـقـافـة الحـضـاريـة الأصـل. فتـصـطـدم البرامج والسـياسـات بالواقـع وتـتـعـثر وتـرفـض وتـقـاوم وتـفـشـل، فـى حـركـة دائـريـة لانـهائيـة، مـهـما وكلـمـا تـغـيرت الـنـظـم الـحاكـمـة. فـيـمـكـنـنا الآن أن نـرى لـمـاذا يـفـشــل نـمـوذج الـدولـة الـغـربـيـة فـى كل الـدول الـنامـيـة مـن تـقـلـيـديـة إلـى رجـعـيـة إلـى تـقـدمـيـة إلـى يـسـاريـة إلـى يـمـيـنـيـة.

ولـناخـذ كـمـثال الأيـدولـوجـيـة الـماركـسيـة الـمـضـادة وهـى فـى أصـلـهـا أيـدولـوجـيـة نـقـيـضـة لأيـدولـوجـيـة الـدولـة الأوربـيـة إذ نـشـأت كـنـقـيـض لـهـا فـى نـفـس ثـقافـتـهـا-الـحـضاريِـة. لذا نـراهـا فى الـدول النامـيـة؛ حـتى بعـد مـرحـلة النـضـال الـتـحـررى ثـم الإسـتـقـلال، تـظـل تـتـأرجـح بـيـن الـعـقائـديـة الـنـظـريـة الـصـرفـة وضـرورة الـتـنـاغـم مـع واقـع الثـقـافـة-الـحـضـارية الأصـل، والـتى تـسـعـى جـاهـدة لإســتـبـدالـهـا. ولـكـنـهـا لـفـشـلـها فى إسـتـقـطاب الـجـماهـير تـسـتـعـيـن بـالـدولـة وأجـهـزتـهـا مـن أجـل إحـداث ذلـك الـتـغـيير. فـتـكـون الـدوامـة. إذ تـطـغـى أيـدولـوجـيـة الـدولـة بـمـكانـيـكـيـة أدائهـا ومـتـطـلباتهـا عـلى بـرامـج الأيِدولـوجـيـة العـقائـديـة الـمـاركـسـيـة الـمـضـادة. فـتـقـع بالتـالـى فى شــرك البـيروقـراطـيـة الـتى تـضـحـى أسـيرة لـها لإسـتـعانـتـها بأحـد أذرع الـدولـة كالجـيـش. فـتـحـدث مـغـامـرات لـغـزو الـدولـة، كـما حـدث فـى إنـقلاب يـوليـو 1971 بـدلا عـن تـعـبـئـة الـجـماهـيـر لإحـداث الـثـورة التـغـيـيـريـة حـسـب المـنطوق الأيدولوجـى الماركسـى. وهـذا فـشـل ذريع نـاجـم عـن الـمـحـاولـة للـقـفـز فـوق الـمـراحـل وإخـتـزالـهـا فـى تـناقـض واضـح مـع النـظـريـة، وأنـصـياع لـمـنـطـق أيـدولـوجـيـة الـدولـة الـفـوقـيـة الـعـظـمـى.

وهـذا الـفـشـل يـحـسـب عـلى كل القوى الثـورية والتـقـدمـية فـى الـدول الـنامـية بـما فـيـها الماركـسـيـة. فإذا بالأيدولوجـية الـمـضـادة تـتـحـول إلـى أيـدولـوجية إصـلاحـية. فـيـصـبح الرتـق فـى أجـهـزة الـدولـة وإعـادة هـيـكـلـتـهـا فـى إطار أيـدولـوجـيـة الـدولـة الـعـظـمـى بـدلا عـن إسـتـبدالـهـا. وخـير مـثال وثـوب الأحـزاب الـماركـسـيـة واليـسـاريـة إلـى السـلـطـة فى دول أمـيريـكا اللاتـيـنـة؛ ثـم الإنقلاب عـليها بـواسـطة الـقـوى الـيـميـنـية فى الـجـيـش، مـما يـعـنى الـفـشـل فـى إعـادة صـياغـة الـدولـة لـمـنع ذلـك.

ولأيـخـتـلـف عـن هـذا الـمـنـحـى حـتى الـجـماعات الـتى تـتـبـنـى أيـدولـوجـيات مـضـادة تنـبـنى عـلـى الـديـن. فـيـتـم الـقـفـز إلـى سـلـطـة الـدولـة بإنـقـلاب مـسـلـح يـتـعارض مـع الـمـبدأ الـديـنـى الـرئـيـس وهـو شــرط الـوصـول إلـى السـلـطـة عـبر بـيـعـة مـبـنـيـة عـلـى قـناعـات الـجـماهـير. وذلـك لـفـشـل هـذه الـجـماعـات فـى إقـناع الـجـماهـير وتـعـبـئــتـهـا وإكـتـساب الـشـرعـيـة الـضـروريـة مـنـهـا. ولـذا تـســتـغـل أحـد أجـهـزة الـدولـة لـغـزوهـا كالـقـوات الـمـسـلـحـة مـثـلا.

وبـما أنـهـا تـفـتـقـد الشـرعيـة فـإنـهـا مـن أجـل الـحـفاظ عـلـى الـسـلـطـة تـخـلـق أجـهـزة قـمـع ومـخابرات تــلـغـى حـتى الـحـدود والـمـوانـع الـشـرعـيـة فـى مـمارسـة الـسـلـطـة: مـن عـدم الـتجـسـس وإقـتـحـام مـنازل الـناس وإخـتـطافـهـم كـما حـدث مـؤخـرا لـمـحـمد حـسن عـالـم بـوشـى الـذى داهـمت أجـهـزة الأمـن مـنـزلـه وإخـتـطـفـتـه مـنه. وكل ذلـك مـمالـم يـفـعـلـه الـرسـول الـكـريـم (صـلـى الله عـلـيه وسـلـم) يـوم فـتـح مـكة حـتى مـع أعـداءه الـذيـن آذوه وصـحـبـه وعـذبـوهـم وقـتلـوهـم وطردوهـم مـن ديارهـم، إذ قـال لـهـم "مـن أغـلـق عـلـيـه داره فـهـو آمـن." وكـذا جـلـد عـمـربن الـخـطاب أبا بـكـرة وصـحـبه حـيـنـما شـهـدوا عـلـى الـمغـيرة بن شـعـبـة بـجـريـمـة الـزنا لانـهـم تـجـسـسـوا عـلـيـة فـى بـيـتـه. ولـم تـكـن لبوشـى جـريـمـة إلا أنه أثـبت حـقائـق وأوجـه من الـظـلـم يـعـرفـهـا كل أهـل الـسـودان. فـأيـن إسـلامـهـم هـذا مـن قـصـة عـمـربـن الـخـطاب (رضـى الله عـنه) حـيـن قال: (يا معـشـر المسـلـمـين، مـاذا تـقـولـون لـو مـلت بـرأسـي إلى الـدنـيا؟ إني لأخـاف أن أخـطـئ فـلا يـردني أحـد مـنكـم تعـظـيـما لـي. إن أحسـنت فأعـينـوني وإن أسـأت فـقـومـوني). فـإذ يــرجل يـقـول لـه: (والله يا أمـير الـمؤمـنـين، لو رأيناك معـوجـا، لقومـناك بسـيوفـنا). فـأجـابه عـمـر طـربا: (رحـمـكـم الله، والحـمـد لله الـذي جـعـل فـيكـم مـن يـقـوم عـمر بســيـفه).

وكـيـف بالـتـفـنـن فـى الـعـذاب والـرسـول الـكـريـم (صـلـى الله عـلـيه وسـلـم) يـنـهـى حـتى عـن تـعــذيـب الـحـيوان فـيـقـول " لعـن مـن اتخـذ شــيئاً فـيه الـروح غــرضـاً" ويـندرج فـى ذلـك حـرمـة تـعـذيـب الـحـيوان وحبـسـه كـما أدخـلـت الـقـطـة الـمرأة الـتى ربـطـتـهـا الـنار. وكـما قـال الـمـصـطـفـى (صـلـى الله عـلـيه وسـلـم) للشـاب الأنـصـارى فـى جـملـه "أمـا تـتـقي الله في هـذه الـبهـيـمة التي ملكـكـها الله! إنه اشــتـكى إلي أنـك تجـيعـه وتدئـبـه (أي تـتعـبه)". فــكـيـف بـعـذاب الـناس الـذى قـال فـيـه الـرسول الـكـريـم "«إِنَّ اللَّهَ يُـعَـذِّبُ الَّـذِينَ يُعَـذِّبُـونَ الـنَّاسَ فِـي الـدُّنْـيَا».

نـاهـيـك عـن الـبـطـش والـقـتل وسـفـك الـدمـاء والإغـتـصاب والـذى عـقـوبـتـه بـحـكـم الـشـرع حـد الـزنا ، رجـمـا إن كان مـحـصـناً ، وجـلـدا مـائة جـلـدة وتـغــريـبا لـعـام كامـل إن كان غـيـر مـحـصـن. ولـكـن جـهـاز الأمـن كـكـل أجــهـزة الـقـمـع فـى الـدول الإســتبـداديـة لا تـحـكـمـه قـوانـيـن الإسـلام، بـل قـوانـيـن ايـدولـوجـيـة الـدولـة كـما أبـنـا أعــلاه فـى أســبـاب إنـشـائـهـا لأجـهـزة الأمـن.

ورغـم إدعـائـهـم الأسـلامـيـة، يـتـفـنـون فـى اكل أمـوال الدولة وتـقاضـى الرشاوى والـهـبات فـى مـخـالـفـة واضـحـة لأوامـر الله سـبـحـانـه وتـعـالـى كـما نـص الـمـولـى عـز وعـلا فـى الآيـة 188 مـن سـورة الـبـقـرة (2): بـسـم الله الـرحـمـن الـرحـيـم "ولا تاكلوا اموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها الى الحكام لتاكلوا فريقا من اموال الناس بالاثم وانتم تعلمون"

حـتى أنـهـم لـيـســتـصـدرون الـفـتـاوى لـتـحـلـيـل أو إباحـة الـربـا كـمـا فـعـل شـيـخ واحـد مـن جـماعـاتـهـم، يـوسـف الـقـرضاوى. ثـم يـلجـأوون إلى قـطـع أرزاق الناس لـفـسـح الـمـجال لـكـوادرهـم بـدعـوى التـطهـيـر. فـيـقـومـون بتـدمـيـر كـفاءة نـفـس الـدولـة الـتى يحـتاجـونـها لـتـثـبـيـت دعـائـم حـكـمـهـم. ومـاهـمـهـم كـم مـن الألـوف صـرفـت الـبـلاد فـى تـعـلـيـم وتـأهـيـل كـل واحـد مـن أولـئـك الـمـئات الـذيـن طـردوا؛ وهـم الـذيـن إكـتـسـبـوا سـنـيـنـا طـويـلـة مـن الـخـبرة تـضـمـن حـسـن الأداء. ولـكـنـه مـثـال يــتـجـلـى فـيـه تــناقـض ألايـدولـوجـتـيـن: الـعـقائـديـة الـديـنـيـة الـمـضـادة وأيـدولـوجـيـة الـدولـة.

فـيـنـهـار بـذلـك الأقـتـصـاد وتـتـدنـى الـخـدمات أو تـنـعـدم وتـنـهـار الـعـنايـة الـصـحـيـة وتـتـفـشـى الأمـراض وتـنـمـحل الأرض مـن ا لـزرع والـغـرس. فـيـمـوت الـناس مـجـاعـة ومـرضـا. وكـما رأيـنا مـؤخـرا مـوتـا بالـجـمـلـة حـتى فـى الـمـسـتـشـفـيات الـتى يـفـتـرض فـيـهـا الأسـتـشـفـاء. فـإذا بـهـا أدنـى نـظافـة مـن حـظائـر الـحـيـوانـات تـنـتـشـر فـيـها الإصـابـة بأخـطـر أنـواع الأوبـئـة وإنـعـدام الـدواء. والـخـزيـنـة قـد إسـتـنـزفـت وأمـوالـهـا هـربـت وصـرفـت عـلـى إحـتـفالات فـارغـة تـمـجـد أنـجـازات زائـفـة والـشـعـب يـتـضـور جـوعـا ويـمـوت مـرضـا ويـزداد فـقـرا. والـمـوسـريـن يـزدادون غـنى وبـطـرا وصـرفـا باذخـا. فـالـدولـة ضـامـنة لـمصـادر غـناهـم؛ فـهـى الـمـؤسـسـة الـراسـمالـيـة الـتى تـدار كـشـركـة ربـحـيـة، ديـدنـهـا الـفـسـاد والإفـسـاد وإســـتـغـلال الـمـنصـب كـرشـوة مـن أجـل ضـمان الـولاء.

ومـن شــدة الـولاء لأيـدولـوجـيـة الـدولـة، يـسـتـغـلـون تـلـك الـدولـة وتـمـلـكـهـا لأجـهــزة الـقـمـع والـقـتل فـيـقـومـون بـتـصـفـيـة خـصـومـهـم بإسـم الـدولـة. وكـمـثال نـورد شـهـداء رمـضـان الـذيـن قـتـلـوا فـيـهـم مـن قـتــلـوا وأعـدمـوا مـن أعـدمـوا مـن جـنـود وضـباط صـف وضـباط بـعد أن وهـبـوهـم الأمـان وهـم صـيام وفـى يـوم الــوقـفـة. فـأصـبـحـت أسـرهـم فـى مـآتـم وأحـزان يـوم عـيـد الـفـرحـتيـن الـذيـن ذكـرهـما الـرسـول الـكـريـم (صـلـى الله عـلـيه وسـلـم). ولـم؟ لأنـهـم أعـلـنـوا الـحـرب عـلى الإسـلام أو تـحـديا لأوامـر الله؟ كـلا أبـدا: فـقـد أعـدمـوهـم بـتـهـمـة "إعـلان الـحـرب عـلـى الـدولـة". ألـم أقـل لـكـم أن الـدولـة بـأيـدولـوجـيـتـهـا أهـم وأعـلـى عـنـدهـم مـن شـرع الله وأوامـره ونـواهـيـه؟

فـى أى شـرع وأى أحـكام إسـلاميـة هـذا الـ "إعـلان الـحـرب عـلـى ا لـدولـة"؟

وكـيـف بإعـدام مـجـدى فـى مـال أبـيـه الـذى ورثـه والـرسـول الـكـريـم (صـلـى الله عـلـيه وسـلـم) يـقـول "كل الـمـسـلم عـلى الـمـسـلم حـرام دمـه ومـاله وعـرضــه". فـكـيـف يـقـتـل هــو و الـكابـتـن طـيـار جـرجـس؟ فـيـجـيـبـنا صـلاح كـرار أن ذلـك كان مـن أجـل "الحـفـاظ عـلـى هـيـبـة الـدولـة." وأيـن "هـيـبة الـدولة" فـى أحـكـام الله؟ وأيـن هـى فـى الأيـدولـوجـيـة الـعـقائـديـة الـتى تـدعـى إشـاعـة حـكـم الله؟

ولـكـنـهـا الأيـدولـوجـيـة الـعـظـمى – أيـدولـوجـيـة الـدولـة!!

أما الأحـزاب والـقوى التـقـليـدية والتى تمـثل فى الأسـاس مـصالح مـلاك المـشاريـع الـزراعـيـة وكـبار التـجار وزعـماء العـشـائر والطـوائـف الـديـنـيـة، فـمـن مـصـلـحـتـها عـدم تـغـيـر الثـقافـة-الحـضـاريـة أو واقع العـلاقـات السـائـد فى المجتـمـع. فهـم المكـرس الأول للأيـدولوجـيـة المـهـيـمـنـة. فأيـدولـوجـيـتـهـم الـتى يعـتـمـدون عـليـهـا حـيـنـمـا يـكـونـون فـى الـسـلـطـة أو قـربـهـا، هـى تـجـسـيـد كـامـل للأيدولـوجـية العـقائـديـة المـهـيـمـنة. أمـا إذا ماهـمشـوا فتـضـحـى أيدولوجـيـة إصـلاحـية تـبـتـغـى تـرمـيـم أجـهـزة الـســلـطـة حـتى لا تـضـار مـصـالـحـهـم ويـتـغـيـر الـوضـع الـمـلائـم لـهـم.

وهـذا المـنحـى لا يتـغـيـر ســواء كان النـظـام بـرلمانـيـا أو دكـتاتـوريا. ورأيـنا ذلـك فـى تـحـالـفات حـزب الـشـعـب والأمـة والـوطـنى الإتـحـادى فـيـما قـبل عـهـد نـمـيـرى. ورغـم مـعـارضتـهـم لـنـظام الـنـمـيـرى أولا بـما فـى ذلـك الـعـمل الـمسـلـح فـيـما عـرف يـومـهـا بالـغـزو الليـبـى. والـذى ضـم الأمة والإتـحـادى الإصـلاحـيـيـن وخـصـيـمـهـمـا ذو الأيـدولـوجـيـة الـمضـادة تـنـظـيـم الأخـوان الـمسـلـميـن. وبعـدهـا لفـظـوا الإخـوان المسـلـمين؛ والذيـن إسـتـطاعـوا فى إنقـلاب تـكـتـتـكـى سـلمـى مـن الـتـغـلـغـل فـى نـظام الـنـمـيرى وفـرض الـشـريـعة كأولـى أهـداف أيـدولوجـيـتهـم نحـو التغـيـير الـشـامل للمـجـتـمع. وفـى هـذا إنتـهـجـوا الـنـهـج الإصـلاحـى لـتـمـكـيـن الأيـدولوجـيـة الـمـضـادة. فالـمـلاحـظ إن الأحـزاب الـتـقـليـديـة تـحـفـزهـا أيدولـوجـيـتـها الإصـلاحـية للتـقـرب لمـواقـع القـرار فـى الـدولـة وشـغـل المـنـاصــب مــن الـداخــل لـتــأميـن مـصـالـحـهـا، كـما رأيـنا مـؤخـرا فى إنـضـمام أبـنـى مـحـمد عـثمان المـيرغـنى والـصادق المهـدى.

ولا تـتـردد تلك الـقـوى الـتـقـلـيـديـة فـى أن تـلـعـب عـلـى الـحـبـلـيـن. فـتسـعى للتـقـرب مـن الـسـلـطـة وتـسـتـغـل الـمعارضـة لإرهـاب الـسلـطة، لـتـقـع الـسـلـطة فى أحـضـانـها. كـما حـدث إبان مـاعـرف بالـغـزو اللـيـبـى الـذى ذكـرنا آنـفا. ثـم تـصالـحـهم مـع النـميـرى ومـاحـدث مـن ضـرب للأخـوان المسـلـمين أولا ثـم إنـعـكاس الآيـة. وتـكـرر إسـتـغـلال المـعـارضـة أثـناء مـقاومـة الحـكومة الإنـقلابيـة للإخـوان المسـلـميـن بـقيادة الترابـى والـبـشـيـر. ومـن عـجائـب الأمـور أن سـلـم التـجـمـع الـوطـنى زمام الأمـور لمـحـمـد عـثـمان الـمـيرغـنى وتـحت رئاسـتـه. وكان ذلك الـحـد الفاصـل الـذى بـلـغـتـه شـخـصـيا فـكان طــلاقـى للعـمل السـياسـى طـلاقـا باءنـا لارجـعـة فـيـه.

وحـدث ماتوقعت فـراوغ محـمد عـثمان الميرغـنى وبقيـة القـوى التـقلـيدية لفرض الأمر الواقـع بإتـفاقـات مـن خـلف الـكوالـيس، إنـتـهـت بـمصالـحة الـنـظام عـام 2005. فـدفـعـت الـقـوى الـتـقـدمـية والـوطنـية ثـمـنا باهـظا لـهـا وأجـهـضـت وحـدتـهـا فـتـشـرذمـت وتـفـتـت. ولـم يـسـلـم مـن ذلك حـزب ولاجـبـهـة. فـطبـيـعـة الـقـوى التـقـلـيـديـة التـصالحـيـة – والـتى يـبـدو أن التـقدمـيين لا يـعـونـها لـقـصـر فـى تـحـلـيـلاتـهـم النـظـرية مـما يـجـعـلـهـم مـطـيـة سـهـلـة لإسـتـغلالـهم فى تـحالـفات المـعارضة، فـتـتـرجـح كـفـة الـقـوى الـتـقـلـيـديـة فى كل مـرة، كـما حـدث فـى ثـورة أكـتـوبـر، وإنـتـفاضـة أبريـل، والـتجـمع وقـوى التـحالـف، والـتعيـينات الأخـيرة وتـحول جيـش الـفـتح مـن كتائـب لإسـقاط النـظام إلـى جـيـش لـحـمايـة الـنـظام.أو كمثال آخـر أن واحـدا من أهـم القادة العـسـكريـيـن لجـبـهـة الـشـرق كـقائـد لجيش الامة، صـار مـؤخـرا نائـبا لـرئـيـس الـجـمهوريـة.

ومـن مـفارقـات الـقـدر أن تـتـطـوع حـركـة حـق فـى هـذه الـمـرحـلـة الـحـرجـة لـتـجـمـيـع تـلك الـقـوى الـتى لـن تـسـمـح لـحـق حـتى بـطـرح لـرؤياهـا، نـاهـيـك عـن بـقـيـة الـقـوى الـتى فـى حـسـاباتـهـم تـعـد خـطا أحـمـر. فـقـبل يـومـين فـقـط فى نواكشـوط فـى مـؤتـمـر الـوسـطيـة الاسـلاميـة حـذر الـصـادق المهدى "الحكومة السودانية بين الإسراع في تحقيق الإصلاحات الجادة، وبين مواجهة شعبها"

وكأنـمـا إسـقاط الـنـظام لـم يـكـن مطـلـبا عـلى الإطلاق!!!

ومـن الـمـفارقـات الـمـتـوقـعـة والـمـحـفـوزة بالأيـدولـوجـيـة الـمـهـيـمـنـة نـرى أن الـقـوى الـتـقـلـيـديـة، وإن إتـخـذوا مـواقـف تـعـتـمـد عـلى الايدولـوجـيـة الإصـلاحـية، فإنـهـم فـى واقـع الأمـر يسـعـون لـدوام تلـك الأيدولوجـية المهـيـمـنة مـع إصـلاحـهـا لهـدفـيـن أسـاسـيين. أولهـما ضـمان عـدم إنـهـيار الـدولـة مـما يـؤدى إلـى تـغـيـر الواقـع الـسـائـد. وثانيـهـما أن يـجـدوا لأنـفـسـهـم وضـعـا فى أو قـريـبا مـن مـوقـع الـقـرار والـسـلـطة. لـذا نـجـدهـم يـكثرون مـن الإشـارة للتـقاليـد والمثل الأصـيلة مسـتـنهـضـين فى أيدولوجـيـتهـم العـقائـدية المهـيمـنة هـذه مـسـتوى الأيدولـوجـية اللاشـعـوريـة والمـسـتـوى الثانـى أو الأيدولوجـية المصـرح بهـا والـمـدعـو لأتباعـهـا والـتى تتـوافـق مـع الثـقـافـة-الـحـضـاريـة الأصـل للـمـجـتـمـع المـعـنى، ولـكـنهـا فـى نـفس الـوقـت تـسـعـى لمـصالـحـهـا الإقـتـصاديـة والـسـياسـيـة الـتى تـتـيـحـهـا الـدولـة.

ويـظـهـر ذلك جـلـيا فـى مـاخـلـص إلية الـمـنـتدى الـذى عـقـد بالـرباط الأسـبـوع الـماضـى تـحت عـنوان "الربيع الديمقراطي العربي.. الحال والمآل" برعـايـة "وفد المنتدى العالمي للوسطية...الإمام الصادق المهدي من السودان والمهندس مروان الفاعوري والدكتور محمد الخطيب من الأردن والمحامي منتصر الزيات من مصر ومحمد طلابي من المغرب." وتـجـلى ذلك الـموقـف مـرة أخـرى فـى الدعـوة الـى الإحـتـواء الـتـى أوصى بـهـا المـؤتمر الـذي إنـعـقد فى مـوريـتانيا الأسـبوع الـماضـى "تحت شعار "الفكر الإصلاحي وسقوط خطاب العنف"؛ فـدعـى إلـى "توثيق العلاقة بين العلماء والحكام، وبتعزيز الحوار مع الشباب من قبل الأنظمة والعلماء". وهـو الـمـؤتـمـر الـذى قال فـيـة رئـيـس الـمـنـتـدى العـالـمي للـوسـطـية الـصـادق الـمـهـدي يـوم 24 يـناير "أن المؤتمر سعى أيضا لتشجيع الأنظمة على التوجه الجاد نحو خيار الإصلاح باعتباره البديل الوحيد عن خيار الثورة." كـما نـشـر فـى الـجـزيرة نـت.

إذا فـعـلـى مـسـتـوى الأيـدولـوجـية اللاشـعـوريـة والـمـسـتـوى الـثانـى أو الأيـدولـوجـيـة الـمصـرح بـهـا والـمـدعـو لأتـباعـهـا والـتى تـتـوافـق مـع الـثـقـافـة-الـحـضـاريـة الأصـل للـمـجـتـمـع الـمـعـنى يـظل الـسـجال بـيـنـهـما وبـيـن أيـدولـوجـيـة الدولـة مسـتـمـرا ومـحـتـدا؛ وإن قـلـت أو إحـتـدت درجـة الـخـلاف ، تـبـعا للـمـطـروح مـن المـسـتـوى الثـالـث، أى المسـتـوى الأيدولـوجـى الـعـقائـدى بأنـواعـة الثـلاث: إسـتمـرارية الهـيـمـنـة، الإصـلاح أو التـغـيـير إمابالـتدرج أو الثـورة.

ولـتـقـريـب الـمـثال نـنـظـر إلـى الـتـخـبـط الـذى تـعـيـشـه الـنـخـبة الـمتـعـلـمـة فـى الـسـودان وتـأرجـحـا مـن أقـصـى الـيـمـيـن إلـى أقـصـى الـيـسـار، وعـقـد تـحالـفـات لا تـثـمـر ولاتـجـدى فـتـيـلا. وإنـما تـزيـد مـن تـعـقـيـد الأمـور وتـوسـيـع الـشـعـور بالإحـباط والـفـشـل، فـتـقـضـى بـذلـك عـلـى الأمـل فـى إسـقاط الـنـظـام. وتـظـل المـعارضـة تـلـوك فـى شـعـارات لا تـمـكـنـهـا مـن تـعـبـئـة الـجـماهـير لـتـأخـذ مـصـيـرهـا بـيـدهـا وتـحـدث الـتـغـيـيـر اللازم. وتـتـجـلـى قـمـة الـفـشـل فـى التـرويـج المـكثـف لإجـتـماعات تعـقـد فى قـاعـات مـكـيـفـة تـدور فيـها المـشـروبات المـثـلـجـة ومالـذ وطاب مـن الأطعـمة والمـقبلات والـحـلويات! وتـتابـع فـيـهـا وبـعـدهـا الـبـيانـات والتـصـريـحــات والأحـلام الـتى لا تشـاركـهـم فـيـهـا جـمـوع الـشـعـب الـجائـع الـظامـئ الـمـقـهـور والـمـكـتـوى بـهـجـير قـائـظ مـناخـا وإقـتـصـادا ومـعـيـشـة.


ولـك الله يـاوطـنـى!!!

رأيـت أن هـذا الإيـضـاح الـنـظـرى أو الـفـكـرى بـكل الـصـراحـة والـتـجـرد، ضـرورى لـلـتـمـكـن مـن الـتـحـلـيـل الـسـلـيـم وتـشـخـيـص الـداء وإمـكانـيـة الإسـتـشـفاء والـتـعـافى الإجـتـماعـى مـنـه. إذ بـذلك فـقـط يـمـكـنـنا أن نـرى أن مـن يـسـمـون النـخـبـة أو الصـفـوة، هـم فى واقـع الأمـر أنانـيون نرجـسـيون، لايفكـرون فى الجـماهـير -- وإن إدعـوا السـعـى لمصـلـحـتـهـا. فــهـم لايـسـتـطـيـعـون الـوفـاء بـذلـك حـتى لـو أرادو! والـسـبب بـسـيـط: هـو أنـهـم يـعـيـشـون أزمـات نـفـسـيـة نـاجـمـة عـن تـأرجـحـهـم بـيـن مـسـتـويات للأيـدولـوجـيـة ثـلاث ورابـعـتـهم الأيـدولـوجـية الـعـظـمى للدولـة. وهـذه الأخـيرة تـفـتـح لـهـم أبـوابـا مـن الـثراء والـجـاه لم تـكـن لـتـتـأتـى لـهـم لـولا إنـتـفـاعـهـم مـن تـلـك الـدولـة.

فـمـثـلا، مـن الـغـباء أن نـظـن أن الشـعـار الذى أطـلـقـه مـغـتـصـبـوا الدولـة فـى السـودان مـمـن يـسـمـون أنـفـسـهـم بالإسـلامـيـن صـادق. لأنـه إنـما هـو فـى واقـع الأمـر إســقاط لـدواخـلـهـم وأهـدافـهـم الـمـبـيـتـه. لـذا قامـوا بـنـفـيـهـا إســتـباقـيـا بـشــعـار: "هـى لله... هـى لله...لا للسـلـطـة لا للـجـاه." ومـاهـو إلا شـعار لـخـداع الـنـفـس وتـضـلـيـل لـلـجـماهـيـر. وقـس عـلى ذلـك تـجـسـيـد الـرغـبـة فـى الـوصـول إلـى الـسـلـطـة بـدعـوى الإنـتـصـار لإرادة الـجـماهـيـر.

وبـذا يكـون ماأشـيـر به أمـر ينـدرج فى الخـيار بيٍـن إعـتـماد أيـدولـوجـية عـقائـدية إصـلاحـية أو بـديـلـة وهـل تـكـون بالـتـدريـج أو بالـثـورة الـتى تـعـيـد صـياغـة كل شــئ – بـمـا فـيـهـا الأسـس الـتـى تـنـبـنـى عـلـيـهــا الـدولـة وطـبـيـعـتـهـا ودورهــا. ولـكن لـيس مـن الضرورى أن تـكـون الـثـورة دمـويـة حـتى تـنـجـح فـى تـحـقـيـق أغـراضـهـا. فـتـاريـخ الـعـالم يـعـلـمـنا أن مـامـن ثـورة دمـويـة إلا وخـلـفـت خـرابـا وتـحـولات إجـتـماعـيـة ونـفـسـيـة أدت إلـى صـعـوبـة إعـادة الـبـناء. وعـقـدت بالـتالـى مـسـتـقـبـل أمـم وقـعـدت بـهـم فـى أدنـى درجـات الـتـخـلـف والـتـشـرذم والـتـمـزق.

وعـليـه فإن قـيام تجـمـع مـن الشـباب الصـادق مـع نـفـسـه المـتـجـرد مـن الرغـبة فـى التـمـرغ فى نعـيـم الدولـة، أن يـخـط طـريـقـا يـنـبـنى عـلـى الـتـعـبـير الـصـادق لإرادة الـجـماهـيـر والإلـتـصـاق بـهـا والـعـمل معـهـا مـن أجـل تـغـيـيـر ذا مـعـنـى تـكـون لـه الـغـلـبة وتـكـتـب لـه الـديـمـومـة.

وشـكـرا مـرة أخـرى يـادكـتـور أحمد طراوة عـلـى إسـتـنـفار هـذا المـنـحـى.

الأخ الـكـريـم أسـتاذنـا عبدالرحمن الحلاوي

لك التـحـيـة والـشـكر علـى الـطـلـة، وإن تـأخـر ردى.

كـنت قـد كـتبـت

Quote: سهير الرشيد كمثال لا حصر تحياتي

تـمـنـيـت لـو أكـرمـتـنا بـنـماذج مـن مـاتـراه فـى سـهـيـر الـرشـيـد كـمـثـال.

ولـك مـودتـى أبـدا

أخـى الـكريـم الـدكـتور مـحـمد تـيراب
Mohammed Tirab

لـك التـحـايـا.

قـلـت مـشـكـورا:

Quote: ما تناوله قلمك الرصين هنا من موضوع هواحد اسقاطات واقع في اساسه يمثل توجه سياسي صاغه هؤلاء الاقزام (من رواسب جهل كادت ان تُزال) الاقزام الذين يقودون (لسخرية قدرنا) هذه الامة العملاقة وكان الناتج بطبيعة الحال كل هذا الانحطاط في كل اوجه الحياة وقيمها, في الثقافة والتعليم,كما في السياسة والفن وكل الاوجه الاخرى(التي كنّا نفاخر بها الامم) وهي -هذه المحمولة جهلا-نموذج لنتاج ما ذكرت كما تعلم

هـذا كلام صـحـيـح. ولـنـأخـذ بـدايـة أحـد جـوانـبـه عـلـى ضـوء عـلـم الـنفـس الإجـتـماعـى. فـمن أعـظم إنـجازات الـطبيب الـنـفـسـى المارتـيـنـيـكـى فـرانـس فـانـون الـذى عـمل بمـسـتـشـفـيات فـرنـسـا قـبل نـقـلـه إلـى الـجـزائـر ثـم إلـتـحاقـه بالـثـورة الـجـزائـريـة، أنـه قـام بـتـشـريـح نـفـسـية الـمضـطـهـديـن. وخـلـص فـيـما خـلـص إلـيـه بأنـه مـن أحـد أسـالـيـب الـمقـاومـة للـقـهـر هـو مـحاولـة الـرجـوع إلـى الـجـذور وإسـتـنهـاض رمـوز مـن الـتراث تـوحـد الـمشـاعـر مـن أجـل الـخـلاص مـن القـهـر. وقـد يـبـلـغ ذلك إسـتـنـهاض أشـكال مـمـعـنة فى الـرجـعـيـة والـتـخـلف. تـماما كـما حـدث فى لـجـوء الـنسـاء الـجـزائـريات بـمـن فـيـهـن أكـثرهـن تـعـلـما وتـقـديـمة وعـلمانـية إلـى إرتـداء الـحـجـاب فى مـقاومـة المسـتـعـمـر الـفـرنـسـى وتـأكـيـد الـذات والـهـويـة.

ونـرى فى أعـمال أرمـانـد مـيـتـيـلارت ومـجـموعـته أشـارات إلـى أسـالـيـب مـشـابـهـة فـى إسـتنـهاض الـتراث فى أحـراش وأرياف أمـريـكا الـجـنوبـية فى مـقاومـة الإسـبان والـبرتـغـالـيـيـن. ولـكـن الـفـرق أن غـالـبيـة الـشـعب الـمـقـهوريـن يـلـجـأوون إلـى رمـوز تـزيـد الـعـزة والتـرابـط كـما رأيـنا فى الـثـورة الأريـتـريـة وثـورة غـيـنـيا بيـسـاو والـرأس الأخـضـر. أمـا الـمـترفـون فـيـسـتـغـلـون أوضـاعـهم الإقـتصـاديـة المـمـيـزة للـهـروب التـفاخـرى والـصـرف الـبذخـى فـى عـوالم حالـمـة لاتؤثـر مـعارضـة فى النـظام الـقائـم. بـل عـلـى الـعـكـس تـغـيـب الـوعـى بإظـهار الـواقـع فى شـكل زائـف رخـى، وكـأنـه نعـيم.

فـيزيـد ذلك مـن إحـباطـات الـمـقـهـوريـن الـمعـدمـيـن ولايـكـون لـهـم بـديـل سـوى الـثـورات الـدامـيـة، كـما حـدث فى زنـجـبار وفـى إثـيوبـيا والـصـومال.

ولـك الله يـاوطـنى!!!

أخـى سيد إبراهيم علي

Quote: الدكتور لك التحية والتجلة ألا ترى أنك تتعب نفسك بكل هذا الجهد المبذل؟ هل تتوقع أن يكون هنالك آذان صاغية لمثل هذه الدروس والعبر المستفيضة؟ نحن قد وصلنا إلى مراحل أبعد من هذا بكثير، وخير مثال لذلك ما نحن فيه الآن، ومن الأفضل أن تترك كل على حاله .....

لاتـيـأس يـاصـديـقـى

الـمهـم أن نـفـعـل مايـتوجـب عـلـيـنامـن بـذل مانـعـرف لـيـسـتـفـيد مـن يـريـد.

فـالرسـول الـكـريـم صـلـى الله عـليـة وسـلم يـقـول فـى روايـة أبى هـريـرة: "مـثل الـذي يـتعـلم العـلم ثـم لا يحـدث بـه كـمثـل الـذي يـكـنز الكـنـز فلا يـنفـق مـنه"، أجـارنا الله مـن ذلـك.

أخـى الـكـريـم سيف اليزل برعي البدوي

لـك الـتـحـايا والـشـكـر عـلـى إيـراد كل تـلـك الـروابـط الـمـفـيـده والتـى تـؤكـد مـارمـيـت أنـا إلـيـه فى عـدة مـجـالات. فأولا فـيـديـو بيـل كـوسـبى يـعـطـيـك مـثالا قـويـا لما قـصـدتـه بعـقـدة المهـرج. فـهـذا الـرجـل يـحـمل دكـتوراه فى الـتربـيـة مـن جـامـعة مـحـترمـة هـى جـامـعـة مـاسـاشـوسـتـس فـى بـوسـطـن. فـلـماذا "يـهـبـل" بـنـفـسـه هـكـذا؟ كـل ذلك مـحـاولـة مـنـه لأسـتـدرار ضـحـك المشـاهـديـن؛ الـذيـن هـم فى غـالـبـيـتـهم مـن البـيض. والـغـريـب فى الـمـوضـوع هـو هـجـومـه الـكاسـح المـسـتـمـر عـلـى الـسـود ونـقـدهـم بأنـهـم لايـقـدرون الـمـسـئولـيـة ويـجـعـلـون مـن أنـفـسـهم عـرضـة للـتـنـمـيـط!!!

ثانيا: تلبيـس الأحذيـة يريـك مايمكن أن ينـحـط إليه البشـر من درك فى محـاولة لإرضـاء الجاه والسـلطـة.

وثـالـثا فـلـم "زبـيـب تـحـت الـشـمـس" مـن عـيون الأفـلام الـتى قـام بـدور الـبـطـولـة فـيـه سـيـدنـى بـواتـيـه. وهـو فـلـم جـديـر بالـمشـاهـدة.

لـك كل الـشـكـر والـود.

الأخـت الـكـريـمة أم وضـاح
محاسن زين العابدين

أشــكـر لـك مـداخـلـتـك قـبل فـتـرة والـتـى أشــرت فـيـهـا إلـى الـتـوضـيـح الـمـشـروع

Quote: شكرا استاذنا فالاصرار على أن يكون النقاش مفتوحا في مثل هذه الغثاثات والتنويه لها ورفضها هو جزء من الرسالة لاستكمال مقاصدهذه الثورات .... ولكن كنت اتمنى لو تم حذف الجملة الأخيرة من العنوان (تفاهة النخبة )... النخبة بروفسير تجد مكانها في كتاب د. النور حمد مهارب المبدعين وتجدها قد ولت بنفسها من هذا الغثاء ولكن هذه هي الطفيليات التي تتغذي على هروب النخبة وهو نظام متكامل قائم على التباهي والسطحية والعيش في وهم التميز

وهـنا، ورغـم كـل الـتـقـديـر لـرأيـك الـمـنـطـقـى، أريـد أن أنـحـو مـنـحـى فـلـسـفـيـا، كـنت قـد أشـرت إلـيـه فـى مـداخـلاتـى فـى الـرد عـلـى دكـتـور طـراوة.

ويـتـلـخـص فـى رأيـى أن الـنـخـبة كلـمـة تـطـلـق عـلـى مـن يـحـتـلـون وضـعـا مـمـيـزا فى الـمـجـتـمـع بإسـتـحـقـاق أو غـيـره. وهـو مـفـهـوم أيدولـوجـى طـبـقـى بـرجـوازى يـعـلـل فـوقـيـة الـبـعـض ويـبـررهـا بـمـمـيـزات حـقـيـقـيـة أو وهـمـيـة تـفـضـلـهـم عـلى بـقـيـة الـطـبـقات والأفـراد بـهـدف الـمـحـافـظـة عـلـى وضـعـهـم المـعـيـن فـى مجـالهـم كالأدب والسـياسـة والإقتـصـاد والـفـن والإعـلام – إلخ. وذلـك مـن أجـل إسـتـمـراريـة الـعـلاقـات الـسـائـدة والـسـيـطـرة عـلـى بـاقـى الـمـجـتـمـع.

وهـو أيـضـا تـعـبـيـر إذا مـاشُــرِّح لـغـويـا يـدل عـلى الإخـتـيار لـهـذا الـوضـع الـمـمـيـز. وعـلـيـه فـإن الـسـؤال الـذى يـطـرح نـفـسـه هــو "مـن إخـتارهـم لـهـذا الـوضـع المـمـيز؟ أى مـن إنتـخـبـهـم؟ وبـأى مـعـيار؟ ولمـاذا؟ وما الغـرض مـن إنتـخـابـهـم؟ والإجـابـة أنهـم إخـتـيـروا فى إطار وبتـبـريـر من الأيدولوجـيـة السـائـدة الـمـسـيـطـرة، ليـضـمـن مـن وضـع معـايـيـر إخـتـيارهـم إسـتـمـراريـة الـوضـع الـراهـن وإسـتـغـلال مـن هـم أدنـى مـنـهـم.

لـذا أرانـى مـتـجـاوبـا مـع وصـيـة الـمـصـطـفـى صـلى الله عـلـيـه وسـلـم لأبـى ذر الـغـفـارى:
أمرني بحب المساكين والدنو منهم..
وأمرني أن أنظر إلى من هو دوني, ولا أنظر إلى من هو فوقي..

لانـهـم هـم مـن يـجـب ان تـسـتـمـد مـنـهـم الـشـرعـيـة ولـيـس مـن يـدعـون الـنـخـبـويـة والـصـفـويـة أو مـن يـحـمـلـون شـعـارات وأوهـام فى غـير إطارهـا وبلا فـهـمّ! كـثـيـر مـنـهـم يـتـشـدقـون باسـم الـمـهـمـشـيـن؛ وبـعـضـهـم بـالـزونـجـة أو الـعــروبـة. فـهـم كـما قـال كابـرال يـدعـون إلـى الـعـودة إلـى الـجـذور والـجـمـاهـيـر لـم تـفـارقـهـا قـط. ولـكـنـهـم هـم مـن إنـسـلـخ عـن تـلـك الـجـذور حـتى لـم يـعـودوا يـدركـون أبـعـادهـا وكـنـهـهـا. وهـذا مـاعـنـيـتـة فـى ردى عــلـى الـدكـتـور مـحـمد تـيـراب أعـلاه أمـا الـمـترفـون فـيـسـتـغـلـون أوضـاعـهم الإقـتصـاديـة المـمـيـزة للـهـروب التـفاخـرى والـصـرف الـبذخـى فـى عـوالم حالـمـة لاتؤثـر مـعارضـة فى النـظام الـقائـم. بـل عـلـى الـعـكـس تـغـيـب الـوعـى بإظـهار الـواقـع فى شـكل زائـف رخـى، وكـأنـه نعـيم. وكـما قـلـتـى أنـت:

Quote: هذه هي الطفيليات التي تتغذي على هروب النخبة وهو نظام متكامل قائم على التباهي والسطحية والعيش في وهم التميز

وعـلـيـه فـإنـنـى أعـمـل عـامـدا عـلـى خـلـخـلـة الـمـفـاهـيـم الـمـسـلـمـة وتـعـريـة الأيـدولـوجـيـة الـتى تـدعـمـهـا مـن أجـل إعـادة صـياغـة الـعـلاقـات فـى الـمـجـتـمـع مـن إقـتـصـاديـة وسـيـاسـيـة وإجـتـماعـيـة وفـكـريـة عـلـى أسـس سـلـيـمة.

ودمـت أخـتى أم وضـاح.

أخـى الـكـريـم د.محمد بابكر

لـك الـتـحايـا والـشـكـر وآســف للـتـأخـر فى الـرد لإسـتـطالـتى فـى الـرد عـلى بـعض الـمـداخـلات الأخـرى للـتـوضـيـح.

لا فـض فـوك يارجـل! فـهـذا أس الـمـشـكلة وقـد وضـعـت أصـبـعـك عـلـى عـمق الـجـرح الـمـتـقـيـح فـى مجـتـمعـنا.

Quote: هذه الظواهر ... ليست مسالة اكل عيش كما تفضل البعض بل ارى انها اعمق من ذلك وفى الختام لك تقديرى وقلبى على وطنى..

هـذه يـاأخـى كـماذكـرت فـى ردودى عـلـى دكـتور طـراوة تـبـريـرات للأيدولـوجـية المـهيـمنـة السـائـدة الـمتـسـيـدة؛ تـرمـى عـن وعـى أو لا وعـى الـقائلـيـن بـها-- كأيـدولوجـية متـرسـبـة فى اللاوعـى -- إلـى ضـمان إسـتـمـراريـة الـوضـع والـعلاقـات السـائـدة دون نـقـدهـا أو تـحـليـلـهـا، أو تـصـحـيـحـها. فـ"أكل الـعـيـش" الـمفـترى عـلـيه هـنا يـضـحـى فـى هـذا الـموقـف تـمامـا كـمـوقـف حـمار يـسـمـن بإعـطاءه التبـن الممتاز ليـحـمل الأثـقال ثم ليسـرع يـجـلد بـسـوط الـعـنـج (المصـنوع مـن جـلد الـقـرنـتى ومـشـبع بالـقـطران).

ولـكـن ياصـديـقـى مـا بالـخـبز وحـده يـحـيا الإنـسـان ومـا الإنـسـان بـحـيوان!

لـذا فـإن أول خـطـوات الحـل والتـغـيـير تـكـون بـنقـدنا المسـتـمـر وتـعـريـتـنا وإسـتـهـجاننا لـمثل هـذا السـلوك حـتى يـضـحـى مـسـبة فى وجـه مـن يمارسـه ومـذمـة لكل مـن يقـوم بـه. وبالـتالـى يخـشـى الـناس مـمارسـتـه كـعـمل قـبـيـح.


ولـك الله يـاوطــنـى !!!

أخـى الـمـهـنـدس الـفـنان عبدالله الشقليني

أنت تعرف مايحمل القلب لك من مودة وما يكن لك العقل من إعزاز وتقدير.

لقد كتبت وأنا أتفق معك ياصديقى فيما أشرت إليه

Quote: أرى الموضوع ثريا في داخله وفق ما قرأت ورأيت ، ولكن لم أتفق مع ما تفضلتم به من عنوان عام شامل ( انحطاط وتفاهة النخبة ) ، الذي يشمل كل النخب ، ويأتي المقال في صلبه لتمييز البعض . ( فشل النخبة ) ( انحطاط النخبة ) ( ......... ) مثل هذه اللغة التي تشمل كل النخب ، تستدعي أن نعود إلى البدء لتعريف : ما النُخب ؟! لقد اعتدنا من السياسيين مثل الذي فشل برنامج تنظيمهم ، وسعوا حثيثاً لهدم وطنهم ، وسرقة كنوزه ، وإشاعة الفساد ، هم نخب ، لا يعقل أن يكونوا نخباً بجانب الشرفاء الذين لم يسرقوا ولم يسهموا في هذا الدمار ، ليشملهم ذات المصطلح! أما إذا قمنا بتعريف جديد غير الذي نعرف ، فيتعين إعادة صياغة كلمة أخرى غير " النخب " لأنها تعبير سهل ضبابي ومُضلل . أرجوا إلا يكون الاختلاف إلا إثراء للسرد المضيء والنماذج التي تفضلتم بها وشارككم الأضياف

رجـائـى مـراجـعـة مـاكـتـبـتـة أعلاه تـعـقـيـبا عـلـى مـداخـلـة الأخـت محاسن زين العابدين. لذا يـظل سؤالى قائما: من الـذى يـنـتخـب النخب وينصـبهـم كنخـبة؟ مـن إنـتـخبـهم ؟ وبأى الـمعـايير؟ وهـنا أتـفـق مـعـك تـمـاما فـى ضـرورة "إعـادة صـيـاغـة كـلـمـة أخـرى غـير الـنـخـب"

لأن مـن عـدوا كـنـخـب طـوال سـنى الإسـتـقـلال، وماقبله من أيام نادى الخريجين وماسبقه من إجهاض لثورة 1924، هـم مـن أجهـضـوا تـطـلعات الـجماهـير وقـبروا أحـلامهـم بعد الإستقلال. وتحـضـرنى هـنا جلـسـة عـشاء أقامها أحـد الأصـدقـاء عـلى شـرفى؛ وكان فـيها عـدد كبـير مـن المناضليـن الذيـن كـنـت ومازلـت أكن لهـم كـثيـرا مـن الإحـترام لإسـهاماتهـم تجاه قـضايا الجماهـير. ولكـنـنى أحـبـطـت فـيهـم يـومها وزهدت فى العـمل السـياسى فى الشـأن السـودانى وخـاصة بعـد إخـتيار مـحـمد عـثمان المـيرغـنى رئيـسا للتـجمع ومحاولتهم تبرير ذلك.

وبـعـد أن لـعـبت الـخـمـر بالـرؤوس، بـدأوا يـنـاقـشــون قـضـايا الـوطن الـمـصيـرية وينـفـعلـون معها وترتفـع أصواتهم. وأنا صامـت لا أحير نطقا ولا أتـفوه حتى ولو بكلـمة. فالـتفـت إلى أحدهـم مـحتجا لأنى لا أشاركهم الـشـرب ولا النقاش. فـقلـت له وأنا أريـد التخـلص مـن الموقـف: أننى أسـتـمع لأننى غـبـت كثـيـرا عـن السـودان وهـم ألـصق بالأمر مـنى. ولم تـعـجـب تـلك الأجـابة أحدهـم وكان زمـيل دراسـة فوصفـنى بالإسـتعلاء وصار يـتحدث عن تبرجزى بعـد عـيـشى فـى أمريكا. ولم أتمالـك نـفـسى لحظـتها وأنـفـجرت فى حديـث طويـل حول إحـترام الوطن وضرورة الجـديـة فى نـقاش قـضاياه ومصيره، والعـقول متـقـده لأ تـشــوبها لوثات أو إنـفعالات كحولية؛ فـيـضحـى الامر" كلام سـكـر ساكت"! فأما كان الأحرى بهم حين نقاش مصائر البلاد والعباد أن يكون أفراد النخبة هـؤلا أكثر أمانة ووعـيا؟ فكيف يناقش أمر الوطن والعقول مغيبة أو ملحوسة بالخمر؟ وهـنا أذكر مقال الأخ عبدالله عـلى إبراهيم حول مصرع أو إنتحار شيبون:

هنا واحد من أجمل وأفضل مقالات د عبد الله على إبراهيم

ولى أن أتسـاءل ياصديقى لم يظل الكل يذكرنا بشهداء رمضان الثمانية وعشرين وينسون أو يتناسون وقود الموت ورجال العطاء من الجنود وضباط الصف الذين إسـتـشـهدوا والذين أعـدموا وبعضهم دفن حيا قبل أن يلفظ أنفاسه، برواية جندى، أو لم تصبه طلقات زملائهم الذين أمـرهم نخبة العسـكر بإطلاق النار عليهم!!

أليست الروح واحدة والناس سـواسية فى العطاء والبذل والشهادة؟ لـماذا ثمانية وعشرون ضابطا فقط هـم شهدا رمضان؟

لــماذا؟؟؟

وشهداء رمضان قد قتل العـشـرات مـنهم -- بل قيل المئات من ضـباط الصف والجنود الذيـن لايرد ذكرهم. فالصفوة والنخبة لا يهمها إلا أمر الصفوة والنخبة!!

فإن كان لهذا الوطن أن يتعافى يجب أن نعيد النظر فى أمر هذه الطبقية الإجتماعية الأنانية المدمرة والتى لا تقر بحق أكثر الناس عطاءا لأنهم من الشغيلة والمهمشين والمسحوقين ولأنهم ليسوا صفوة أو نخبة.

ولك ودى الذى تعرف أبدا.

أخى الكريم محمد أحمد الريح

لك التحايا والإعـتذار على تأخـرى فى الرد.

لقد كتبت أنت مـنذ فترة لم يسعنى الوقت للرد عليك. ولكن رغم طول الزمن ماكتبت أنا

Quote: يجـب أن نـحــدد مــوقــفـنـا مـن الـشــائـة فـى الـمـمـارســات الإجـتـمـاعــيـة. لـو فـعـلـنـا هــذا لــمـا قـبـض عــلـى زمـام أمــورنــا شـــرذمــة مـن الـلـصــوص والـدجـالــيـن فــاقــدى الـضــمـيـر والأخـــلاق.

وما عـقبت أنت مازال واردا:

Quote: بروفيسير عبد الرحمن التحية والتجلة لك الشكر على هذا البوست القيم والذى لم أطلع عليه قبلاً لغيابى فترة عن هذا الموقع نتيجة للإحباط الذى لازمنى بسبب ما يدور فى السودان من أمور تفضى إلى الأسى والحزن! وفقك الله وأعانك على هذه الكتابة التى نواجه بها الأباطيل .

ما أصابى الحزن و ما قتلنى الأسى من قبل بمثل ما أصابانى فى الأسابيع الماضية وأنا أقرأ بكل تمزق نفسى ما آلت إليه حالنا من تدهور وسقوط؛ حتى صرنا ننشـد بناء أهم أركان المجتمع ألا وهو الأسرة، بإستيراد حلول مهينة للنفس وللرجال من قبل النساء. بأن نقبل لأنفسنا أن نلفظ الثقة والمودة والإعـزاز لنسائنا ونكيل لهن الإهانة تلو الإهانة فيما سماه بعضهم بـ "أحـلى زواج" شمل كل نساء الأرض ماعدا عـزنا وشـرفنا وفخـرنا -- نساءنا اللأئى ولدننا وربيننا وأحببننا وفخرن بنا وغـنين لنا وتحـملن كل أوزارنا. ومادرى الكاتبون لتلك الترهات أن من أقسى مقاتل النساء أيا كن أن يقارن بنساء أخريات ناهـيك عن تفضيل كل النساء عـليهـن!

وعند مطالعتى لزواج المغربيات والمصريات والأثيوبيات والموريتانيات والفلبينيات وهلم جرا، أيقنت بأننا بلغـنا درجة من السقوط والإنحدار وفقدان الثقة فى الذات حتى عـمدنا أن نقطع أواصر الروابط الإجتماعية مع من يذكرننا بحقيقتنا التى رضين بها رغم كل ذلك. ولكن من كره الرجال لذواتهم وإسـتصغار نفوسهم خشوا أن يكون ذلك الإحساس بالدونية يملأ عـقول السودانيات رغم رضائهن بكل عـيوبهم. فأنقلب معيار موروثاتنا الإجتماعية حتى صارت النساء يغطين الطبق، وهـن القدح الذى يجب أن يغطى!

وفى تقديرى هـذه حالة نفسية مرضية خطيرة متقدمةّ! أم لم يع مروجوها ذلك. فالمرأة ركيزة الأسرة التى هى ركن المجتمع وهى حاملة إستمراريتها وضامنة نشئها ومربية فلذات أكبادها وصانعة رجال مستقبلها وحمال أسيتها من قادم أجيالها. وبدون ذلك فلا إسـتمرارية ولا بقاء للمجتمع. ألا يروا الآن مدى الأذى الذى سببوه للمجتمع وكيف أعملوا معاول الهدم فى آخر ماتبقى لنا فى بلد حطمه متعلموه وأمعنوا فى تدميره. ثم تهربوا منه مرة بوصمه بأنه "بلد حفرة" وهـم حافروها، ولعنوه وهم مصدر لعنته وآلو على أنفسهم أن يقطعوه ويقتلوا شبابه الذى عليه المعول للبناء وأمل المستقبل، فى حروب عبثية لانهاية لهاوقمع وحشى. ولكنه الحدب على الفشل الدائم النابع من كره الذات وإستصغار النفس مع أنانية متمكنة.


ولك الله ياوطـنى!!!

قلت فى مداخلتى أعلاه أن شـبابنا مـن درك إحباطه وفقدان الثقة فى نفسه يسعى لحل مشكل رباط الزوجية بإستيراد زوجة، موهما نفسه بأن زواج المغربية أو الأثيوبية أو الموريتانية أو الأوربية "أحلى زواج". وفى رأيى أن لو علم هؤلاء المتعلمون – ولا أقول المثقفون – حجم المشاكل التى تعانى منها الأسر التى تزوج رجالها من غير بنات جنسه، لأفاقوا من وهم مثل هذه الحلول المستوردة.

وقد شاءت الأقدار لأنظم وأشارك فى ورشة عمل عن مشاكل الأسرة فى الخليج العربى وهالنى ماهالنى من الأزمات النفسية التى يمر بها الرجال والنساء، وعدم فهم أو تقدير منطلقات الطرف الآخـر، وسوء المعاملة والظن المتبادلين مما يجعل الحياة جحيما لايطاق.

والأدهى أن أقسى ماينجم عن مثل تلك الزيجات هى التحطم النفسى للأبناء الذين تضيع هويتهم بين أم وأب لايدرون لأى ينتمون. ويعيشون صراعا بين أقرانهم. بل أن كثيرا منهم يتعرضون لسخرية وتجريح قاس من أقـرانهم ونعتهم بكلمات مثل "يا إبـن ..." فتترسب هـذه الجروح فى الكيان النفسى للأطفال إلى درجة يصلون معها مراحل متقدمة من حالات العصاب النفسية والإدمان، مما يؤدى إلى فشلهم الإجتماعى وأمراضهم العقلية والعاطفية، وفشل فى الزواج أو العزوف عـنه كلية.

فتصبح النزوة الوقتية مصدرا لأذى الأهـل والعشيرة والأسرة والأطفال والوطن. ويموت حب الوطن فى النفوس، فيزداد الهرب والهروب، وتتراكم الإحباطات والفشل. فتتراجع الآمال فى أى مستقبل للبلاد وأهـلها.

ألا رحـم الله عـملاقناالراحـل محـمد وردى:






ولك الله ياوطـنى!!!

أخـى الكريم الباشمهندس محمد عثمان الحاج

لك التحايا والسلام. آسف للتأخـير فى الرد على مداخلتك لإسـتطرادى فى بعض المواضيع الهامة الأخرى. وأيضا لأننى كنت قد أجبت فى بوست آخـر على نفس التساؤلات التى أثرتها فى ذلك البوست.

المهـم، أتمـنى أن نـكون قد تخطينا تلك النقاط، لأننى رغم إختلافى معك فى بعض المفاهيم والمعطيات، أكـن لك تـقديرا خاصا لإجتهادك فى البحث والـتقصى وذكاءا فى عرض الصعب بحيث يسهل فهمه وهـضمه. وهـذه والله منة من الخالق عـز وعلا. فلك الشـكر والتقدير، ولله الحمد.

أعـود هـنا لمـواصلة طـرحى لـفساد الصفوة أو النخـبة، أو سمها ماتشـاء مما يصف القابضين على القرارات بلا شرعية ولا وكالة ولا تفويض ولا مرجعية من الشعب. بل إسـتئثار بالقـرارات التى تعـود دوما بالأذى والمعاناة والدمار للشعب والوطن.

وما دمنا فى سـيرة تفضيل الحلول المستوردة، أسوق مثالا ظل يؤرقنى لزمان طال، وهـو إنهيار لعبة كرة القدم وإمـعاننا فى الفشل تلو الفشل. ومـن ضمن مالفت نظرى أن حالة الإحباط وإستصغار النفس وفقدان الثقة فى الذات قد كان له دور كبير فى تحطيم هذا الصرح الذى كان السودان من رواده الأوائل فى إفريقيا والعالم العربى.

فـقد بدأنا بالمدربين الأجانب الذين لا ولاء لهم لا للاعبين ولا للفرق ولا للبلد. وظل النخبة القابضين على زمام الإدارات يغيرون ويبدلون فى المدربين مما أحدث هـزة كبيرة فى نفوس اللاعبين؛ الذين إختلطت عليهم الأمور بإختلاف فلسفات وخلفيات وتكتيكات وإسـترايجات كل مـدرب أجنبى. ولـم يع الناس أن الكاس القارى الوحيد الذى أحرزناه فى تاريخنا الكروى كان يوم أوكلنا أمـر فريقنا القومى لمدرب وطنى غـيور على البلاد محب لإخوته المواطنين.

ألا رحم الله عبدالفتاح حمد الذى نفخر بأننا تدربنا على يده ولمسنا فنه وحزقه وحبه لهـذا الوطن وترابه ولاعبيه وشـعبه. ونشهد له بالتفانى والإخلاص، جـزاه الله عـنا وعن الوطن خيرا ووسع رقدته وطيب قبره وأسكنه فسيح جناته يوم الوقوف الأعظم. ونفس دعواتنا للرعيل الأول من المدربين الوطنين الأفذاذ الذين كانوا مثالا للتواضع والذكاء؛ وعلمونا معنى الإخلاص والولاء والتفانى والرجولة والأداء الجماعى: المرحومين الصبى والسد العالى وأطال الله عـمر الدكتور كمال شداد وأستاذنا المايسترو يوسـف مـرحوم. فـقد تـتـلمذنا على أياديهم بفريق الجامعة التى لم يقهر يومها وفريق التحـرير الذى أتى بالمعجزات فى ذلك الزمان. فـخير ما وهبونا هـو معرفة وإتقان فـن قـراءة الخصم وتحركه وحسن التصرف فى كل موقف، وهـو ما ينقص لاعبينا اليوم.

ألم يأت اليوم الذى يرد فيه الإعـتبار لهـؤلاء العمالقة إعـترافا بجمائلهم و ليكون ذلك حافزا على البذل والعطاء وتتبع خطاهم لمن يأتى بعدهم من المدربين الوطنيين؟

ولك الله ياوطـنى!!!

العزيز البروفسور عبد الرحمن ابراهيم

كل العام وانت والاسرة والوطن بالف خير

لقد كان لي عظيم شرف بالتعرف عليكم في تلكم المناسبة الوطنية المحضورة بالوطنيين الشرفاء امثالكم وقد استفدنا كثيرا من علمية و شفافية الحوار العام والخاص في حضرتكم وسأحاول ان اتواصل معك في هذا الخيط العميق والذي يتطرق بواقعية الي كثير من مشاكل الوطن التي تفضلت علينا في تلكم المحاضرة القيمة بالكثير المفيد حولها مع خالص امنياتي لكم بالصحة والعافية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لقد عدنا للمنبر بمعنوياتنا العالية بعد عودتنا من تلكم الديار الطيب اهلها وضيوفها امثالكم وها نحن بتلكم المعنويات نهزم جحافل ( السكري والضغط)
والزارعه الله في الحجر بتقوم.

ويستمر مسلل الحلول المستوردة. بإسـتجلاب لاعبين بملايين الدولارات، فى بلد يموت أهله بالجوع والمرض ونقص الغذاء والدواء. وهـذه جـريمة لا تغـتفـر!

وهى تأكيد لأنانية النخبة أو الصفوة التى تصطاد عصفورين بذاك الحجر الواحد. فمن جهة يستمتعون بلعب المستوردين، ويتباهون بأنهم محققو نصرهم أو مانعى هزيمتهم. وما دروا بأن سقوطهم ذاك بجلب هؤلا اللاعبين هو التردى الذى مابعدة سقوط والفشل الذى مابعدة هزيمة.

وغـرضهم الثانى هو إلهاء الجماهير بإنتصارات مضروبة وسياسة إنصرافية لإغراق الجماهير فى دوامة المباريات والإستعداد لها والرد والذهاب والإياب. فتنشغل أذهان الجماهير باللاعبين الجدد وإنجازاتهم وترقبهم وإستعداداتهم – وفى بعض الحالات زواجهم ووفياتهم. فـيتم الإلتهاء عـن التفكر فى مشاكل الحياة اليومية وشظف العيش ومرض الزوجة والأولاد. فبدلا من المطالبة بالعدل والحقوق، يضيع الوقت فى النقاش حول المباريات والإستعداد لها ومسارها وألإنتصارات فيها؛ أو الهزيمة التى سببها الحكم أو سـوء الطالع أو الإثين معـا!

فهل هناك سياسة إنصرافية خـير من ذلك؟


ولك الله ياوطـنى!!!




.

والأدهى فى ذلك الإستجلاب للاعبين الأجانب هو أنه تأكيد للفـشل النفسى وفقدان الثقة فى الذات وفى اللاعب السودانى والفرق السودانية. فإذا فشل الهلال فى هـزيمة المريخ سـعى لإستجلاب لاعبين نيجيرين، وإن أخفق المريخ فى الإنتصار على غريمه التاريخى إستجلب لاعبا مصريا هـرما يعاملهم وجماهيرهم بإحتقار!

وخير دليل على تجذر هذه الحالة المرضية النفسية هـى يأس الجماهير من إنتصار فريقها على الفرق الأخرى، فـتختفى وطنيتهم حين لقاء فريق غريمهم مع فريق أجنبى، فيبالغون فى تشـجيع الفريق الأجنبى ضد الفريق السودانى. ولسان حال لا وعيهم يقول: "إن إحنا ماقدرنا عليكم، بنجيب ليكم البغلبكم"

فبالله عليكم هل هناك إحباط نفسى وفقدان للثقة بالذات أكثر من هـذا؟ حتى أن هـزيمة الغريم يمكن حلها بالإسـتيراد – لأننا أفشل من أن ننتصر على عجزنا النفسى. وهـذا دليل آخر عـلى أحد أعـراض مرض خطير؛ ألا وهو الإستقطاب الحاد الذى أصاب مجتمعنا. وهو مرض لم يبدأ مع هذا النظام الظالم، والذى هو نفسه نتيجة له، وإنما هذا النظام القمعى القاهر لكل تطلع مشروع هو واحد من أهم أسباب تفاقم الإستقطاب وتجذره، حتى صرنا نحسم كل خلافاتنا بالعنف؛ سواء كان ذلك فى حروب الأقاليم أو مبارايات كرة القدم.

فقل لى بربك كيف يمكـن للاعب السودانى، بعد كل هذا، أن يشـعر بالثقة فى النفس أو القيمة الإنسانية والمادية وهـو يرى أن هـؤلاء اللاعبين المستوردين يـمنحون ملايين الدولارات وهو يعيش فى بيت إيجار تهدمت جدرانه وأنهار مرحاضه ولايستطيع إعالة أمه التى كبرت إو زوجته التى مرضت، إن كان فى إمكانه الزواج أصلا. وكيف حاله وهو يرى بنو جلدته وإخوته فى الوطن والمصير يسـاندون الأجنبى ضده ويسـتقون به عليه؟

ألم يـكن الأجدى إستثمار كل تلك الملايين التى تصرف على اللاعبين الأجانب فى التعليم أو العلاج أو محاربة سوء التغذية والمرض والفقر التى تفتك بملايين الأطفال والنساء فى أصقاع البلاد المختلفة. أو حتى إستخدامها فى بناء فرق للشباب لتفريخ نجوم جدد وزيادة كفاءة اللاعبيين السودانيين الحاليين ورفع ثقتهم بأنفسهم حتى يبدعوا ويزيلوا عـنا كل هـذه التراكمات من الهزائم المتوالية والفشل والإحباط فى كل مباراة لـفرق أنديتنا وفريقنا القومى فى كل منافسة إقليمية أو دولية. ومثل هذا المنحى فى تأهيل اللاعبين وزيادة كفاءتهم وبناء لاعبين جدد يوطد الثقة بالنفس والسعى إلى الإبداع والولاء للوطن وينهى للأبد كون فرقنا بلا إسـتثاء "ملطشـة" لكل غريم!

ألا تـرون أن هولاء الحفنة من "الصفوة" أو "النخبة" التى تتحكم فى إدارة هذه الأندية، كأقرانهم فى مواقع القيادة الأخرى، يـؤكدون كل يوم أنهم ينحدرون إلى درك سحيق ويجرون حاضرنا ومستقبلنا إلى هوات مابعدها إنحطاط فى كل مـرافق الحياة – حتى الرياضية؟

ولك الله ياوطـنى!!!

.

الشــكـر الجـزيل للشـاب الهـمـيم الـفـنان مـعـتصم أحمد صالح
الذى قام بـرفع الفيديو على اليوتيوب و فى سـودانيز أون لاين

البيان الختامي لمؤتمر ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية +الفيدوهات والصور

فى هـذا الفيديو بعضا مـما أثرت هـنا فى هذا البوست

الـهـوية الـتي هـوت بـنا وشـكل الـحـكم
بروفيسورعبدالرحمن إبراهيم - تعقيب الأستاذ/ هشام هباني

أعـود هـنا مـرة أخـرى لأواصل حـديثى عن الإحباط الكـروى فى بلادنا. وذلك قبل أن أعرض للنقـد الذى كنت قد تعرضت له حينما أشرت إلى خيانة الحضرى وإستهتاره. وأزاء ذلك التعنت عدت بذاكرتى إلى أيام تدريسى لأحد كورساتى فى جامعة بوسطن حول تغيير الرأى. وسـوف أحاول أن أختصر فى ذلك حتى تعم الفائدة فى فهم طريقة عمل عقول الكتاب والقراء وتعاملهم مع النصوص. وأبغى بذلك أن أمكن الإخوة والأخوات من صياغة مداخلات أكثر فعالية وإستراتيجيات تفـيد فى حياتهم اليومية والعملية وعلاقاتهم الإجتماعية والعاطفية. فيكون بذلك فى تداخلنا فى هذا الحيز ما يـفيد ويؤثر حتى على من لا يوافقوننا الرأى. وبذا أفى بوعدى لبعض الإخوة والأخوات الذى طلبوا منى مرارا أن أخصص بابا لتطبيقات علم التواصل الإدراكى.

ولكن قبل أن أفعل ذلك أريد أن أوضح أن النظام المسيطر اليوم يـستغل الرياضة والفنون كإستراتيجيات إنصرافية تلهى الجماهير عـن مايدور من إحباط وفساد وظلم. فبالله قولو لى: أى حكومة هـذا حال أطفالها تصرف الملايين فى السماح بإستيراد اللاعبين وتضيع وقت المسئولين فى أعلى قمة السـلطة للعمل كأجاويد لحل مشاكل داخلية فى الأندية الرياضية التى لا يعيرونها أى إهتمام حقيقى لاممارسة ولا هواية مشاهدة عبر تاريخهم منذ أيام الدراسة!!:


المصدر: الفيس بوك

فقارن بين ذاك وهـذا:

Quote: مكتب مساعد رئيس الجمهورية يتدخل لحل مشكلة هيثم مصطفى .. اجري مكتب مساعد رئيس الجمهوريه نافع على نافع اتصالات واسعه مساء امس الاربعاء بغرض حل مشكل الكابتن هيثم مصطفي مع رئيس نادي الهلال,,وقاد مساعد الرئيس مبادره لحل المشكل نهائيا بالاستماع الي كل الاطراف وتم اختيار فاطمه الصادق من جانب الكابتن هيثم مصطفي وعمار الزبير والرشيد علي عمر,,فيما تم اختيار معتصم محمود وحاتم عثمان ونزار عوض مالك من طرف البرير ومن المتوقع ان يجلس مساعد الرئيس مع كل الاطراف يوم السبت ,,ويختتم اللقاءات بلقاء بين البرنس والبرير بالقصر الجمهوري هذا وقد تم اخطار كل الاطراف بمافيها رئيس الهلال والكابتن والمجموعه التي تم اختيارها

فلك الله بـاوطـــنى !

tt

أعود اليوم وقد تمدد الحزن والأسى، والإحساس بالإحباط حتى عميت القلوب من الغضب وما صار فينا رجل حكيم. وصرنا نجاهر بالعداوة ونفرح بإراقة الدماء ونهلل لسقوط شبابنا قتلى فى حروب عبثية. وحتى فى نقاشاتنا المنبرية نظل نتوعد بعضنا البعض بالثبور وعظائم الأمور. حقيقة أن هذا الوضع قد أفرخه وفرضه النظام الدموى. ولكن لم يختلف عنه فى الفظاظة والجرم من يدعون الثورية ويعدون بمجتمع العدل والديمقراطية. ولأنهم لا يمارسونها حقا فى علائقهم ولا فى تنظيماتهم، فأنى لهم أن ينشروها فى المناطق التى يبشروننا بأنها محررة. وقد قاموا فيها للتو بذبح هذا العميل ممثل السلطة وقصف ذاك الحى لان فيه أعضاء فى التنظيم العدو. ولو سار الأمر على ذلك فإن حروب الإبادة المتبادلة لن تنتهى حتى يفنى الشعب السودانى بأسره.

أما النقاش فحدث ولا حرج فإن آخر مايمكن أن يوصف به أنه فكرى. فلا قبول بالرأى الآخر ولا إستعداد للتمعن فى منطق القول حتى ولو كان صوابا. فتفشت المكابرة وإستبدلت كلمات الحديث إلى تعابير كأنها رصاصات وقذائف موجهة إلى عقول كل من توهمنا أنه يخالفنا الرأى. وما علمنا أن ذلك أدعى للإقصاء والتخندق العدائى والرد بالمثل والقضاء على أى إمكانية للوصول إلى حلول.

وحزنى لم ينجم عن أننى أتكلم من منطلق نظرة جالس على مقعد وثير ينظر فى تهويم لا يمت للواقع بصلة. وأنما أتحدث عن تجارب مماثلة عشتها مع قيادات كثير من الثورات الإفريقية أبان حروب التحرر. ورأيت أصدقاء الأمس ورفقاء النضال يدفنون بعضهم البعض أحياءا ويقتلون كل من خالفهم الرأى ولو كان على صواب. وهذه ذكريات قد حفزنى على إسترجاعها الأستاذ أحمد الأمين أحمد فى بوسته عن مانديلا. وهى دروس قاسية قبلت طرقها عسى أن تنير وعى شبابنا وقيادات من يسمون أنفسهم بالحركات الثورية. وهذه أمور لن أطرقها هنا ولكننى سأستفيض فيها فى بوست الأستاذ أحمد الأمين رايت الرمح الأفريقى نيلسون مانديلا (1918-2013).. ليس للعزاء!

http://www.sudaneseonline.com/board/460/msg/1388199090.html

فالحق أقول لكم ما شعرت بالإحباط وظلمة المستقبل مثلما وحينما رأيت كيف يقرع الكل طبول الحرب والدمار ويعد العدة ويجاهر بالوعيد حتى تملك الرعب قلوب الجماهير، فلا هى سعيدة بنظام جائر ولا مطمئنة لمعارضة مسلحة تظل تعدها بالقسوة والإنتقام لمجرد كونها فى أو من مناطق العدو. ولو درس هؤلاء أساليب وإستراتيجيات الحركات الثورية لكان فى أمكانهم كسب الجماهير وتعبئتها لأسقاط أعتى الأنظمة بأقل عدد من الطلقات والقتلى ولما أوغرت صدور وزاد عدد طلاب الإنتقام يوما بعد يوم. ولو فكروا فى المستقبل بنظرة ثورية لما طال أمد هذه الحروب وخسائرها المادية والبشرية. ولكنها العشوائية والسبهللية والإنجاز بالتمنى الذى ظل يمارسه متعلمونا من قبل إستقلال البلاد: بلا دراسة معمقة للواقع ولا تخطيط ولا إستقراء ولا إستشراف. فلا غرابة أن يكون ويظل الفشل مصيرنا والإحباط لزيمنا.

لذا وبحكم تجاربى فى حروب التحرر الإفريقى لا أرى بشائر أمل بمستقبل يعيد لشعبنا الطيب إنسانيته. ففى الحروب التى قادها أدعياء الثورية فى إفريقيا أحرقت قرى وسممت أنهار وأستبيحت نساء وقتل شباب ويتم أطفال حتى تدخل الحكماء وأوقفوا بعضا من حمامات الدماء تلك. ولكنهم فشلوا فى إيقاف كل القتل والتدمير الذى لم يتوقف منذ منتصف الستينات ومطالع السبعينات من القرن الماضى إلى يومنا هذا. لأن بعضا ممن جعلوا الثأر محركا لمنطلقاتهم ومنظارا لتطلعاتهم ومصدرا لغناهم مازلوا يعيشون ذلك الحقد على بعضهم البعض، وعلى كل من يظنون أنه سهل لأعدائهم التمكن. فصاروا كما الحركات الجهادية الدموية التى تدعى الإسلام وتذبح الناس على الهوية يبررون قصف القرى الآمنة وتفجير لوارى ركابها المدنين الأبرياء بدعوى أنهم لم يقاوموا ذلك النظام أو أرسلوا أبناءهم إلى مدارسه أو تعالج نساؤهم وأطفالهم فى مستشفياته. فأضحت الديار نعيق بوم وبقايا خرائب. والشباب الذى كان يعول عليه للبناء والنماء يقتل ويذبح ويفجر. فما هنالك من فرق بين رينامو فى موزمبيق ولا يونيتا فى أنجولا ولا جيش الرب فى يوغندا ولا الشباب فى الصومال ولا داعش فى سوريا والعراق. كلهم قتلة جهلة؛ يحركهم أشباه المتعلمين بتنظير فارغ خواء لا فيه برامج لواقع بديل ولا تأهيل لمستقبل جميل. ظلام وإظلام على مدى البصر وإمتداد الأفق. .

وعلى قدر ما رأينا وسمعنا فى سوداننا عن تجهيز المقاتلين بأفتك الأسلحة وأقواها دكا وتدميرا؛ وإبادة ألوية وقرى؛ بل الترويج لتوفير السلاح لقتل المواطنين بعضهم البعض، لم نسمع عن تبشير بالسلام والأمان. فما سمعنا من أدعياء الإسلام قول الحق عز وعلا لنبيه الكريم صلى الله عليه وسلم وهو يهم بدخول مكة فى جيش قوامه عشرة آلاف مقاتل أن يلزم الحذر فقد يكون فى أهل مكة من هو مسلم وكاتم لإسلامه أو أنه من الممكن أن يصير مسلما كما فى الآية الخامسة والعشرين من سورة الفتح. بسم الله الرحمن الرحيم: " هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدي معكوفا ان يبلغ محله ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم ان تطؤوهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم ليدخل الله في رحمته من يشاء لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا اليما". وحتى تلك الفصائل التى تدعى الثورية ما علمنا أنها قد علمت مقاتليها القراءة والكتابة، أو ثقفتهم بأمور الحياة، أو أهلتهم لتولى الإعباء، ولا دربتهم على علاج الجرحى من المدنين، ولا جهزتهم لتخفيف الأسى والعذاب عن المنكوبين، أو وعتهم بأمور الصحة والغذاء، كما يجب أن تفعل طلائع الثورة حيثما أرادت تغيير حياة الناس للأفضل وكسب ود الناس بدل إرهابهم ونهبهم. ولم نعلم حتى لو أنهم علموا مقاتليهم أخلاقيات وتبعات حمل و إستعمال السلاح، قبل أن يوضع فى أيديهم. وكيف أنه يجب أن يكون وسيلة ضغط للتغيير وليس أسلوب حياة للتقتيل والترهيب وفرض القهر على المواطنين العزل الأبرياء.

ألم أقل لكم أن أشباه المتعلمين سواء أينما كانوا؟

ولك الله ياوطـــنى!

البروف عبدالرحمن السلام ورحمة الله عليك (الآن حصحص الحق)
حفظك الله ورعاك يا دكتور فقد هبشت عصب الحقيقه بمبضعك الماهر
وقلتها مشخصا والحزن يمور فى جوانحك الوفية المخلصه فيا أستاذى
لا ندرى ماذا حدث بنا وما الذى طرأ علينا وحلّ بنا فى هذه
السنين العجاف الجافه - ودى لك وكثير السلام

لك الشكر يا أخى منصور

Quote: البروف عبدالرحمن السلام ورحمة الله عليك (الآن حصحص الحق) حفظك الله ورعاك يا دكتور فقد هبشت عصب الحقيقه بمبضعك الماهر وقلتها مشخصا والحزن يمور فى جوانحك الوفية المخلصه فيا أستاذى لا ندرى ماذا حدث بنا وما الذى طرأ علينا وحلّ بنا فى هذه السنين العجاف الجافه - ودى لك وكثير السلام >

ما حدث لنا يا أخى هو أننا فئة المتعلمين إستمرأنا السبهليلة والعشوائية والإنجاز بالتمنى والقناعة بالأحلام بدلا عن التفكر والتفكير والتخطيط والمثابرة والإجتهاد والثقة بالذات إيجابيا إستشرافا للفعل والعمل. وقد آثر كثيرون منا بلوغ المرام سلبا أما بإلغاء الآخر أو تحطيمه. فأضحى الإنجاز لدينا سالبا على الدوام: كم شخصا حطمنا، وكم عدوا قتلنا، وكم فكرا قهرنا، وكم رأيا فندنا، دون بديل نبذل ولا عطاء نوصل. ودون أن نعى فى خضم هذه السلبية أننا لن نبلغ مراما لأن الآخر مبغاه هو نفس مبغانا وأهدافه تتطابق أهدافنا. فنحبط ويصيبنا الياس والقنوط ونظل نلعن فى "البلد الحفرة" و"الشعب التـافه" و"الوطن الكارثة" ومقولة شيخ ابو سن"السودان زى بول الجمل عمره مايمشى لى قدام" ومادرينا أننا نزرع القنوط ونقبر الأمل بذلك! فكيف لنا إذا أن نتخطى الصعاب ونجتاز المحن ونستشرف الإنجاز؟

هناك خطوط حمراء فى مصير الأمم. وأشدها خطورة هو فقدان الأمل فى الوطن والقنوط من الشعب والزهد فى الأمة. وتتضاعف فداحة الكارثة وكبر الجرم حينما يصل إلى هذه المرحلة الشباب الذين يفترض فيهم أن يكونو بذرة التغيير وأمل الإنجاز ومعاول إعادة بناء الأمة. ومما يحز فى النفس أننا ننتشى ونطرب ونحن نرى الشباب يكيلون السباب للوطن دون أن نفرق بين العداء للنظام والخيانة للوطن. هذا وطننا فلنعمل على أنتشاله من "الحفرة" التى دفناها فية وحكمنا علية بوعينا أنه سيظل خالدا فيها أبدا.

فمثلا بقدر ما سعدت بشاعرية الشاب محمد عبيد الفاضلابى وهو ينزف شعره بصدق، بقدر ما أوجعنى حتى النخاع تصريحه بكره الوطن فى قصيدته التى بترت من برنامج ريحة البن. وهو الشاب الذى يفترض فيه التغنى بالأمل وحتمية الإنعتاق الذى لابد منه. فكيف يمكن للوطن أن يخرج من وهدته وأن يتقدم إذا ماكان الكل بمن فيهم الشباب ينتظرون أن يتغير حال الوطن بدون جهد ولا عمل ولا عطاء ولا حتى بعقد النية الإيجابية فى العمل من أجل التغيير، بدلا عن السلبية التى تمكنت منا فى إنتظار المجهول الذى سيعيد للوطن أمجاده. فنحن وخاصة شبابنا هم الوحيدون الذين فى أمكانهم تغيير هذا الواقع المرير وبناء البديل المرتجى إن أردنا:



فوالله قد إهتزت روحى وتضخمت مواجعى لرفضى القاطع لنبرة اليأس تلك؛ فجرت أبياتى الفورية هذه تجاوبا روحيا مع عطاءه وتوجيها لما تجب أن تكون عليه روح الشباب:

فـَــتـِّـح طـاقـات الأمــل

عفيت منك أبوى شـعرك تمام وكل كلامك حق
فتيت مواجعنا رصيت الحقيقة البى حـروفا تبق
ذكرتنا للشرف الكان عزيز فينا نتباهابو نتشدق
لكننا إنذلـينا تـب من كل وضـيع ووطـنا إتفرتق
ساس الوطن هدوهو كليا ومرق الركيزة أنشـق
ماتت كُلُّ أحـلامنا والشـمس غابت والقمر خنق
بس ياوليد قلبى أيـاكَ تقـفل لى باب الأمـل تغلق
ما تكره للوطـن المن دونه لايمكن قليب بيخـفق
الوطن مامات أبوى ولا يمكن حتى إن عشـرق
وأكيد، بى قحـتكم يا شـبابنا كل المرض بيمرق
وينتـَفَّ المنافق السمسار اللى خير البلد بيسرق
وسيل الثورة يتحدر مطرهطال بى رعد وبرق
يغسل الأفاك والكتال وكل مريض عياهو شـبق
أجلخ أشعارك سيوف للعز جردها للنزال تبرق
أبنو البلد تخطيط سليم بالعلم وشـورة بى منطق
عشان تفرح آمالنا طنبورا يرن ووازتنا تتنطق
اللافـح العمة مكوية والليى طاقيته ميّيل وشـنق
أخوات عزه يتباهن فخُـر ويرفعن للوطن بيرق
تتلم أطرافه تتقدم، جنوب وشمال غرب وشرق
نموت نحنا ويعيش وطن لى عالى المقام يسمق

رمضان كريم أ عبد الرحمن ابراهيم

اتمنى ان يعود عليك وعلينا بالخير ووطن جميل معافى..

تقبل مودتي وامتناني لك وانا اقرأ واراجع هذا البوست الجميل بما يخطه قلمك به

الأخ الكريم حيدر الزين

لك التحايا والشكر على مداخلتك التى طال عليها الزمن وقصرت أنا فى الرد عليها لظروف صحية ومشاغل مهنية أبعدتنى عن الموقع والوسائط الإجتماعية. فلك العتبى!

من المفارقات، وأنا أهم بكاتبة تعليقات عن أخبار محزنة قرأتها، وجدت أمنيك الرائعة فى حق شعبنا المكلوم من كل طرف وجانب. فقد كتبت يا أخى:

Quote: اتمنى ان يعود عليك وعلينا بالخير ووطن جميل معافى..

فحزنت وأزداد غمى لأن أمنيتك مع شديد أسفى لم تتحقق بل تردينا إلى درك أسفل من ذى قبل. وأصدقك القول أننى أنا رجل متفائل بطبعى. ولكن بعد قراءة ما سأورد أدناه تأكد لى أن من يدعون أنهم نخبة البلد وقيادات مواقعها هم أكثر كارثية على الوطن من زبانية نظام نزق. فـأقرآ مثلا أن الأخ الأستاذ زهير عثمان حمد قد بشرنا بأن:

Quote: الكاردينال يفجر قنبلة الموسم ويقترب من التعاقد مع البرازيلي رونالدينهو...[وأيضا].. نجح رئيس نادي الهلال اشرف الكاردينال في إبرام أكبر صفقة في تاريخ الأندية السودانية عندما استطاع إقناع نجم الدوري البرازيلي ولاعب فلامنجو السابق (مانقو سانتوس) باللعب في صفوف الهلال . وبحسب ما نقلت صحيفة قوون الرياضية السودانية و التي تابعت الخبر من مدينة (باهيا) البرازيلية فان رئيس نادي الهلال الكاردينال اقد حسم صفقة إنتقال اللاعب بعد مفاوضات طويلة. حيث وافق اللاعب علي التعاقد مع النادي الازرق في صفقة تاريخية

وأضاف لنا الدكتور ياسر عبد القادر بأنه:

Quote: فعلا تم التعاقد مع كابتن منتخب مالي و كابتن منتخب إثيوبيا...و حارس الكاميرون و لاعب فرنسي الجنسية...وبشر بقدوم اللاعب البرازيلي عبر الخطوط القطرية ...وتعاقد مع المدرب البلجيكي و مع مدرب أحمال و مدرب لياقة فرنسيين

فأسقط فى يدى وغمت نفسى وتضعضت قواى العقلية والجسدية وأنا أسائل نفسى: كم من الملايين قد صرفت على هذا البذخ الفاجر؟ كم مدرسة كان يمكن لهذه الملايين أن تفتح وتؤسس وتوفر المعدوم من الكتب؟ كم من الأطفال كانوا سيسعدون بمستقبل باهر؟ ماذا سيستفيد الشعب السودانى أو الوطن من هذا الإبتذال؟ أى إستثمار للمستقبل هذا؟ أم هو تخدير مقصود لصرف الأنظار عن المآسى العدمية التى تعيشها الأمة ويعانى منها السواد الأعظم من الشعب؟

يا لوجعتك يا سودان!!! فالملايين من العملات الصعبة التى يكدح في إنتاجها الغلابة تبعثر فى ما لا ينفع؛ بأى زاوية نظرت. وأغلب النساء والأطفال والرجال من غالبية الشعب وفى أطراف البلاد المختلفة يئنون من الجوع ويتساقطون من العطش ويتلاشون من المرض ويبادون بالحروب والتدمير. حتى بلغت نسبة الفقر فى السودان أقصى مداها إلى درجة أن صنف السودان كأسوأ بلاد العالم فقرا وظلما ومرضا فى ذيل قائمة البلاد المنهارة.

فمتى يفيق أمثال هؤلاء الذين يهدرون أموال البلاد والعباد؟ متى تصحو ضمائرهم حتى يروا حقيقة الإنهيار فى كل جوانب الحياة فى سودان كان فى مقدمة الأمم؟

لا تظن أننى أعارض الرياضة أو كرة القدم. كلا؛ فقد لعبت لفريق من الدرجة الأولى وكنت كابتنا لفريق جامعة الخرطوم، ومازلت أستمتع بمشاهدة المباريات. ولكننى أعارض مبدأ تبذير الأموال فى الخارج فيما لا يعود على البلاد بأى خير. فمستوى كرة القدم السودانية فى تدنى وإنحطاط لم تشهد البلاد مثيله!

أليس من الأجدر إستثمار هذه الملايين فى لاعبين سودانين؟ أو قيام فريق الهلال بإنشاء أكاديمية رياضية لإعداد أبطال المستقبل منذ نوعمة أظفارهم مع حصولهم على درجة من العلم عالية؟ أليس من الممكن أن تخرج مثل هذه الأكاديمية فائضا من اللاعبين يمكن أن يتعاقد بعضهم عالميا؟ الا يكون مثل هذا النهج هو إستثمار مادى وعينى ومعنوى عظيم للبلاد؟

ولكنه عمى البصيرة وأنانية الماسكين على زمام الأمور فى أكثر المواقع والمرافق والأندية والتنظيمات وأوجه الحياة فى المجتمع. وحـقـا هـى تـفاهــة أدعياء الصفوية والنخبة

وبعد كل هذا يجيئك من يبشرنا بإمكانية فوز كاسح للهلال أو المريخ؛ وفريقنا القومى كسيح وسيظل كسيحا مكتسحا من كل فرق أفقر دول العالم وأكثرها تخلفا، فقد فقناهم فى التخلف والفقر والتدنى.

ولك الله ياوطــــنى...!

بشرنا أخ كريم بما حسبه قمة فى الإنجاز التنموى، الذى سينقل العاصمة الخرطوم إلى مصاف أرقى العواصم العالمية. وجاءنا بالخبر وهو فرح به جزل، يزف إلينا إنجازا جديدا لنظام البشير الذى لا يعلو على إنجازاته إنجاز:

Quote: يجري الان بناء اكبر نافورة في السودان بميدان ابوجنزير سابقا بوسط الخرطوم امام برج البركة..وتم عمل فرش الاسمنت الارضي.. وهذا جزء من المخطط الهيكلي لولاية الخرطوم.. وهو تجميل الميادين والساحات العامة .. وصرحت الاستاذة احسان مصطفى همت مديرة الوحدة الادارية .. ان عمل النافورة سيستمر.. لافتتاح المشروع ضمن مشروعات الولاية المفتتحة باعياد الاستقلال

وقلت فى نفسى يا له من برهان لما ظللت أسوقه فى هذا البوست بأن جل المتعلمين وأدعياء الثقافة والطبقة التى وهبها الله و أقتطع لها هذا الشعب من قوته وقوت عيالهم ما مكنهم من التعلم للإسهام فى رفع الغبن عن سواد الناس ومنح المحرومين منهم أدنى حقوق المواطنة والإنسانية؛ فإذا بهم أنانيون جاحدون "فى اللا شعور حياتهم فكأنهم صم الصخور."

فلنا أن نرى فى هذه الصورة عمق المأساة وكارثية الفاجعة وموت الضمير والإحساس لمن نصبوا أنفسهم حكاما لهذه الديار وأسرفوا فى وعودهم بأن الله سيغير واقع هذا الشعب على أياديهم. فحبط تدبيرهم وخاب فأل كل من عشم فيهم.



فهل أنا فى حاجة لأعلق على عظمة إنجاز النافورة ألضخمة التى ستضخ شاهق الأمتار من المياه الصاعدة إلى عنان سماء الخرطوم؟

فحسبنا الله ونعم الوكيل.

ولك الله يا وطــــنى!