جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 04:21 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الراحل المقيم الطيب صالح
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-18-2004, 12:33 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48799

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: bayan)

    العزيزة الدكتورة بيان،
    تحية طيبة
    أشكرك على التعليق..
    في الحقيقة أنا توهمت أنك قلت أن الطيب صالح قد قال أن أم مصطفى سعيد من الجنوب، بهذا التحديد.. في الحقيقة مصطفى سعيد أيضا لم يقل أن أمه من الجنوب.. أما ما تكرمت بإيراده من كلام المأمور السوداني، في ذلك القطار، للراوي فهو لا يعني أن تلك هي الحقيقة.. خاصة أن المأمور نفسه قد ختم قوله بـ "والله أعلم" مما يعني أن معلوماته كانت عبارة عن أقوال منقولة، قد تكون صحيحة وقد تكون غير صحيحة.. وأشكرك أنك قد كنت السبب في لفت نظري إلى ذلك الجزء من الكتاب فهو يعينني على توضيح ما أنا بصدده من تداعيات إرث ما قبل فترة الحكم الثنائي وشطرا من بدايته، خاصة مسألة الرق الموروثة، في تكوين شخصية مصطفى سعيد.. لا أدعي المعرفة بالنقد الأدبي، ولكن لدي شعور بأن الكاتب أراد من وراء تلك التلميحات على لسان مختلف أشخاص الرواية أن يقول بأن مصطفى سعيد كان ضحية ونتاجا طبيعيا لذلك المجتمع، وهو حال شماليين كثيرين مروا بتلك التجارب.. وقد سمعت الطيب صالح في مقابلة بقناة الإم بي سي قبل عدة سنوات يثني على نوع التعليم الذي كانوا يتلقونه بواسطة المدارس التي أنشأها المستعمر، وهذا لا يعني أنه لا يدرك أن غرض الاستعمار من ذلك كانت مصلحته هو في المقام الأول، ولكن تلك المصلحة جاءت بالفائدة لكثير من السودانيين، وجعلت السودان في مقدمة دول المنطقة في مستوى التعليم والمعرفة ليس فقط باللغة الانجليزية وإنما أيضا باللغة العربية بجانب العلوم التقنية، قبل أن تتمكن العقلية العروبية الإسلامية، الضيقة، التي كانت تسيطر على تفكير وسلوك الحكام الوطنيين، عسكرين ومدنيين، من نقض ما بناه الاستعمار، وقد تفاقمت مشكلة الجنوب نتيجة لهذه الذهنية التسلطية الاستعلائية لأبناء الشمال، حكاما وغير حكام، لشديد الأسف.. حتى بلغ الحال على عهد الحكم الحاضر ما بلغ من وصول السودان إلى حافة الانهيار وجعله مرشحا للتدخل الدولي بواسطة الأمم المتحدة..

    سأنقل هنا فقرات مطولة من كتاب الطيب صالح، أعتقد أنه يلقي بعض الضوء على ما أنا بصدده كما قلت:


    يقول الرواي:

    Quote: صحيح أنني درست الشعر، بيد أن هذا لا يعني شيئاً. كان من الممكن أن أدرس الهندسة أو الزراعة أو الطب. كلها وسائل لكسب العيش. الوجوه هناك، كنت أتخيلها، قمحية أو سوداء، فتبدو وجوهاً لقوم أعرفهم. هناك مثل هنا، ليس أحسن ولا أسوأ. ولكنني من هنا، كما أن النخلة القائمة في فناء دارنا، نبتت في دارنا ولم تنبت في دار غيرها. وكونهم جاؤوا إلى ديارنا، لا أدري لماذا، هل معنى ذلك أننا نسمم حاضرنا ومستقبلنا إنهم سيخرجون من بلادنا إن عاجلاً أو آجلاً، كما خرج قوم كثيرون عبر التاريخ من بلاد كثيرة. سكك الحديد، والبواخر، والمستشفيات والمصانع، والمدارس، ستكون لنا، وسنتحدث لغتهم، دون إحساس بالذنب ولا إحساس بالجميل. سنكون كما نحن، قوم عاديون، وإذا كنا أكاذيب، فنحن أكاذيب من صنع أنفسنا.

    مثل هذه الأفكار أوصلتني إلى فراشي، وصاحبتني بعد ذلك إلى الخرطوم حيث تسلمت عملي في مصلحة المعارف. مات مصطفى سعيد منذ عامين ولكنني ما أفتأ أقابله من حين لآخر. لقد عشت خمسة وعشرين عاماً، وأنا لم أسمع به ولم أره. ثم، هكذا فجأة أجده في مكان لا يوجد فيه أمثاله. وإذا بمصطفى سعيد، رغم إرادتي، جزء من عالمي، فكرة في ذهني، طيف لا يريد أن يمضي في حال سبيله. وإذا إحساس بعيد بالخوف، بأنه من الجائز ألا تكون البساطة هي كل شئ. مصطفى سعيد قال إن جدي يعرف السر. الشجرة تنمو ببساطة، وجدك عاش وسيموت ببساطة. هكذا. لكن هب أنه كان يسخر من بساطتي؟ في رحلة بالقطار بين الخرطوم والأبيض، كان معي في نفس القمرة موظف متقاعد. حين تحرك القطار من كوستي كان الحديث قد وصل بنا إلى أيام دراسته. ولعمت منه أن عدداً من رؤسائي في وزارة المعارف كانوا معاصريه في المدرسة، وبعضهم كان يزامله في نفس الفصل. ومضى الرجل يذكر أن فلاناً في وزارة الزراعة كان زميله، والمهندس فلاناً كان في الفصل الذي أمامه، وفلاناً التاجر الذي اغتنى أيام الحرب، كان من أبلد خلق الله في فصلهم، والجراح الشهير فلاناً كان أحسن جناح أيمن في المدرسة كلها أيامهم. وفجأة رأيت وجه الرجل يضيئ، وعينيه تلمعان، وقال في صوت متحمس منفعل: "غريبة. تصور أنني نسيت أنبغ تلميذ في فصلنا، ولم يخطر على بالي منذ ترك المدرسة. الآن فقط تذكرته. نعم، مصطفى سعيد".

    مرة أخرى ذلك الإحساس، بأن الأشياء العادية أمام عينيك تصبح غير عادية. رأيت نافذة القمرة وبابها يلتقيان، وخيل لي أن الضوء المنعكس على نظارة الرجل، في لحظة لا تزيد عن طرفة العين، يتوهج توهجاً خاطفاً كأنه شمس في رابعة النهار. ولا بد أن الدنيا في تلك اللحظة بدت مختلفة بالنسبة للمأمور المتقاعد أيضا، إذ أن تجربة كاملة كانت خارج وعيه أصبحت فجأة في متناول اليد. حين رأيت وجهه أول مرة، قدرت أنه في منتصف الستين. وأنظر إليه الآن وهو يستطرد في سرد ذكرياته البعيدة، فأرى رجلاً لا يزيد يوماً واحداً عن الأربعين.

    "نعم مصطفى سعيد كان أنبغ تلميذ في أيامنا. كنا في فصل واحد. كان يجلس في الصف الذي أمامنا مباشرة، ناحية اليسار. يا للغرابة، كيف لم يخطر على بالي قبل الآن مع أنه كان معجزة في ذلك الوقت؟ كان أشهر طالب في كلية غردون، أشهر من أعضاء التيم لكرة القدم، ورؤساء الداخليات، والخطباء في الليالي الأدبية، والكتاب في جرائد الحائط، والممثلين الذائعي الصيت في فرق الدراما. لم يكن له نشاط من هذا القبيل إطلاقاً. كان منعزلاً ومتعالياً، يقضي أوقات فراغه وحده، إما في القراءة أو في المشي مسافات طويلة. كنا جميعاً داخليين تلك الأيام، في كلية غردون حتى أبناء العاصمة المثلثة، كان نابغة في كل شئ، لم يوجد شئ يستعصي على ذهنه العجيب. كان المدرسون يكلموننا بلهجة ويكلمونه هو بلهجة أخرى. خصوصاً مدرسو اللغة الإنكليزية، كانوا كأنما يلقون الدرس له وحده دون بقية التلاميذ".

    وصمت الرجل برهة،. فأحسست برغبة شديدة أن أقول إنني أعرف مصطفى سعيد، وإن الظروف ألقت بي في طريقه، فقص علي، ذات ليلة مظلمة قائظة، قصة حياته، وأنه قضى آخر أيامه في قرية مغمورة الذكر عند منحنى النيل، وأنه مات غرقاً، وربما انتحاراً، وجعلني أنا دون سائر الناس وصياً على ولديه. لكنني لم أقل شيئاً، إنما المأمور المتقاعد هو الذي استطرد:

    قطع مصطفى سعيد مرحلة التعليم في السودان قفزاً ـ كان بالفعل كأنه يسابق الزمن. وبينما ظللنا نحن بعده في كلة غردون، أرسل هو في بعثة إلى القاهرة وبعدها إلى لندن. كان أول سوداني يرسل في بعثة إلى الخارج. كان ابن الانكليز المدلل. وكنا جميعاً نحسده، ونتوقع أن يصير له شأن عظيم. نحن كنا ننطق الكلمات الانكليزية كأنها كلمات عربية. لا نستطيع أن نسكن حرفين متتاليين. أما مصطفى سعيد فقد كان يعوج فمه، ويمط شفتيه، وتخرج الكلمات من فمه كما تخرج من أفواه أهلها. كان ذلك يملأنا غيظاً وإعجاباً في الوقت نفسه. وكنا نطله عليه، بخليط من الإعجاب والحقد "الإنكليزي الأسود". وعلى أيامنا، كانت اللغة الإنكليزية هي مفتاح المستقبل ـ لا تقوم لأحد قائمة بدونها. كلية غردون كانت مدرسة ابتدائية. كانوا يعطونها من العلم ما يكفي فقط لملء الوظائف الحكومية الصغرى ـ أول ما تخرجت، اشتغلت محاسباً في مركز الفاشر. وبعد جهد جهيد قبلوا أن أجلس لامتحان الإدارة. وقضيت ثلاثين عاما نائب مأمور. تصور. وقبل أن أحال على المعاش بعامين اثنين فقط رقيت مأموراً. كان مفتش المركز الإنكليزي إلهاً يتصرف في رقعة أكبر من الجزر البريطانية كلها، يسكن في قصر طويل عريض مملوء بالخدم ومحاط بالجند. وكانوا يتصرفون كالآلهة. يسخروننا نحن الموظفين الصغار أولاد البلد لجلب العوائد، ويتذمر الناس منا ويشكون إلى المفتش الإنكليزي. وكان المفتش الإنكليزي طبعاً هو الذي يغفر ويرحم. هكذا غرسوا في قلوب الناس بغضنا، نحن أبناء البلد، وحبهم هم المستعمرون الدخلاء. وتأكد من كلامي هذا يا بني. ألم تستقل البلد الآن؟ ألم نصبح أحراراً في بلادنا؟ تأكد أنهم احتضنوا أراذل الناس. أرذال الناس هم الذين تبوأوا المراكز الضخمة أيام الإنكليز. كنا واثقين أن مصطفى سعيد سيصير له شأن يذكر. كان أبوه من العبابدة، القبيلة التي تعيش بين مصر والسودان. إنهم الذين هربوا سلاطين باشا من أسر الخليفة عبد الله التعايشي، ثم بعد ذلك عملوا رواداً لجيش كتشنر حين استعاد فتح السودان. ويقال إن أمه كانت رقيقاً من الجنوب. من قبائل الزاندي أو الباريا، الله أعلم. الناس الذين ليس لهم أصل، هم الذين تبوأوا أعلى المراتب أيام الإنكليز".

    وكان المأمور المتقاعد يغط في نوم مريح، حين مر القطار على خزان سنار، الخزان الذي بناه الإنكليز عام 1926، متجهاً غرباً إلى الأبيض، على خط حديد وحيد، ممتد عبر الصحراء، كأنه جسر من الحبال بين جبلين شرسين، بينهما هوة سحيقة ليس لها قرار. مسكين مصطفى سعيد. كان مفروضاً أن يكون له شأن بمقاييس المفتشين والمآمير. ولكنه لم يجد حتى قبراً يريح جسده، في هذا القطر الممتد مليون ميل مربع. وتذكرت ما قاله إن القاضي قبل أن يصدر عليه الحكم في الأولد بيلي قال له: "إنك يا مستر مصطفى سعيد، رغم تفوقك العلمي، رجل غبي. إنك في تكوينك الروحي بقعة مظلمة، لذلك فإنك قد بددت أنبل طاقة يمنحها الله للناس: طاقة الحب". وتذكرت أيضاً أنني حين خرجت من بيت مصطفى سعيد تلك الليلة، كان القمر الماحق قد ارتفع مقدار قامة الرجل في الأفق الشرقي، وانني قلت في نفسي إن القمر مقلم الأظافر. لا أدري لماذا خيل لي أن القمر مقلم الأظافر؟

    وفي الخرطوم أيضا، عرض لي طيف مصطفى سعيد، بعد محادثتي مع المأمور المتقاعد بأقل من شهر، كأنه جن أطلق من سجنه، سيظل بعد ذلك يوسوس في آذان البشر، ليقول ماذا؟ لا أدري. كنت في بيت شاب سوداني يحاضر في الجامعة، كنا أنا وهو زملاء دراسة في إنكلترا. وكان بين الحاضرين رجل انكليزي يعمل في وزارة المالية. وصل بنا الحديث إلى موضوع الزواج المختلط. وتحول الحديث من نقاش عمومي إلى كلام عن حالات محددة. ثم من هم المتزوجون من أوروبيات؟ ثم من انكليزيات؟ من هو أول سوداني تزوج انكليزية؟ فلان؟ لا. فلان؟ لا. وفجأة... مصطفى سعيد. قالها الشاب المحاضر في الجامعة، وعلى وجهه إحساس الفرح ذاته الذي لمحته على وجه المأمور المتقاعد. ومضى الشاب يقول، تحت سماء الخرطوم المرصعة بالنجوم في أوائل فصل الشتاء: "مصطفى سعيد كان أول سوداني تزوج انكليزية، بل إنه أول سوداني تزوج أوروبية اطلاقاً. أظن أنكم لم تسمعوا به، فقد نزح من زمن. تزوج في إنكلترا وتجنس بالجنسية الانكليزية. غريب أن أحداً هنا لا يذكره، مع أنه قام بدور خطير في مؤامرات الإنكليز في السودان في أواخر الثلاثينات. إنه من أخلص أعوانهم. وقد استخدمته وزارة الخارجية البريطانية في سفرات مريبة في الشرق الأوسط. وكان سكرتيري المؤتمر الذي انعقد في لندن سنة 1936. إنه الآن مليونير، ويعيش كاللوردات في الريف الإنكليزي".

    "وسمعت نفسي أقول دون وعي، بصوت مسموع: مصطفى سعيد ترك، بعد موته، ستة أفدنة، وثلاث بقرات وثوراً، وحمارين، وإحدى عشرة عنزة، وخمس نعجات، وثلاثين مخلة، وثلاثاً وعشرين شجرة بين سنط وطلح وحراز، وخمساً وعشرين شجرة ليمون ومثلها برتقال، وتسعة أرادب قمح وتسعة ذرة، وبيتاً مكوناً من خمس غرف، وديوان، وغرفة واحدة من الطوب الأحمر، مستطيلة الشكل، ذات نوافذ خضراء، سقفها ليس مسطحاً كبقية الغرف ولكنه مثلث كظهر الثور، وتسعماية وسبعة وثلاثين جنيهاً وثلاثة قروش وخمسة ملاليم نقداً".

    في لحظة لا تزيد عن مقدار ما يشيل البرق ثم يختفي، رأيت في عيني الشاب الجالس قبالتي شعوراً واضحاً حياً ملموساً بالذعر، رأيته في اتساع حدقة العينين، وارتعاش الجفن وارتخاء الفك الأسفل. إذا لم يكن خائفاً فلماذا سألني هذا السؤال: "هل أنت إبنه؟".

    سألني هكذا دون أن يدري هو الآخر لماذا نطق بهذه الكلمات الثلاث، وهو يعلم تمام العلم من أنا. إنه لم يكن زميلي في الدراسة، لكننا كنا في انجلترا في وقت واحد، وقد جمعتنا مناسبات عدة وشربنا البيرة أكثر من مرة معاً، في حانات نايتسبردج. هكذا في لحظة خارج حدود الزمان والمكان، تبدو له الأشياء هو الآخر غير حقيقية. يبدو له كل شئ محتملاً. هو أيضاً قد يكون ابن مصطفى سعيد، أو أخاه أو ابن عمه. العالم في تلك اللحظة القصيرة، بمقدار ما يطرف جفن العين، احتمالات لا حصر لها، كأن آدم وحواء سقطا لتوهما من الجنة.

    كل تلك الاحتمالات استقرت على حال واحد حين ضحكت وعاد العالم كما كان، أشخاصا ذوي وجوه معروفة وأسماء معروفة ومهنٍ معروفة، تحت سماء الخرطوم المرصعة بالنجوم أوائل فصل الشتاء. ضحك هو الآخر وقال: "يا لي من مجنون! طبعا أنت لست ابن مصطفى سعيد ولا قريبه وأنت لم تسمع به من قبل في حياتك إنني نسيت أنكم معشر الشعراء، لكم سرحات وشطحات".

    وفكرت في شئ من المرارة، إنني في زعم الناس شاعر ـ سواء أردت أو لم أرد ـ لأنني قضيت ثلاثة أعوام أنقب في حياة شاعر مغمور من شعراء الإنكليز، وعدت لأدرّس الأدب الجاهلي في المدارس الثانوية قبل أن يرقوني مفتشاً للتعليم الابتدائي.

    وهنا تدخل الرجل الإنكليزي وقال إنه لا يدري صحة ما قيل عن الدور الذي لعبه مصطفى سعيد في مؤامرات السياسة الإنكليزية في السودان. الذي يعلمه أن مصطفى سعيد لم يكن اقتصاديا يركن إليه: "إنني قرأت بعض ما كتب عما أسماه اقتصاد الاستعمار". الصفة الغالبة على كتاباته أن إحصائياته لم يكن يوثق بها. كان ينتمي إلى مدرسة الاقتصاديين الفابيانيين الذين يختفون وراء ستار التعميم هروباً من مواجهة الحقائق المدعمة بالأرقام. العدالة، المساواة، الاشتراكية... مجرد كلمات. رجل الاقتصاد ليس كاتباً كتشارلز دكنز، ولا سياسيا كروزفلت. إنه أداة، آلة، لا قيمة لها بدون الحقائق والأرقام الإحصائيات. أقصى ما يستطيع أن يفعله هو أن يحدد العلاقة بين حقيقة وأخرى، بين رقم وآخر. أما أن تجعل الأرقام تقول شيئاً دون آخر، فذلك شأن الحكام ورجال السياسة. الدنيا ليست في حاجة إلى مزيد من رجال السياسة. لا. مصطفى سعيد هذا لم يكن اقتصاديا يوثق به".

    وسألته إن كان قد قابل مصطفى سعيد.

    "لا. لم أقابله. كان قد ترك اوكسفورد قبلي بمدة لكنني سمعت نتفاً هنا وهناك. يظهر أنه كان زير نساء. خلق لنفسه أسطورة من نوع ما. الرجل الأسود الوسيم، المدلل في الأوساط البوهيمية. كان كما يبدو واجهة يعرضها أفراد الطبقة الارستقراطية الذين كانوا في العشرينات وأوائل الثلاثينات يتظاهرون بالتحرر. ويقال إنه كان صديق للورد فلان ولورد علان. وكان أيضا من الأثيرين عند اليسار الإنكليزي. ذلك من سوء حظه، لأنه يقال إنه كان ذكياً. لا يوجد على وجه الأرض أسوأ من الاقتصاديين اليساريين، حتى منصبه الأكاديمي ـ لا أدري تماماً ماذا كان ـ يخيل إلي أنه حصل عليه لأسباب من هذا النوع. كأنهم أرادوا أن يقولوا: انظروا كم نحن متسامحون ومتحررون! هذا الرجل الافريقي كأنه واحد منا! إنه تزوج ابنتنا ويعمل معنا على قدم المساواة، هذا النوع من الأوروبيين لا يقل شراً، لو تدرون، عن المجانين الذين يؤمنون بتفوق الرجل الأبيض في جنوبي أفريقيا وفي الولايات الجنوبية في الولايات المتحدة. نفس الطاقة العاطفية المتطرفة، تتجه إلى أقصى اليمين أو أقصى اليسار، لو أنه فقط تفرغ للعلم لوجد أصدقاء حقيقيين من جميع الأجناس. ولكنتم قد سمعتم به هنا. كان قطعا سيعود وينفع بعلمه هذا البلد الذي تتحكم فيه الخرافات. ها أنتم الآن تؤمنون بخرافات من نوع جديد. خرافة التصنيع، خرافة التأميم، الوحدة العربية، خرافة الوحدة الأفريقية. إنكم كالأطفال تؤمنون أن في جوف الأرض كنزاً ستحصلون عليه بمعجزة، وستحلون جميع مشاكلكم، وتقيمون فردوساً. أوهام. أحلام يقظة. عن طريق الحقائق والأرقام والإحصائيات، يمكن أن تقبلوا واقعكم وتتعايشوا معه وتحاولوا التغيير في حدود طاقاتكم. وقد كان بوسع رجل مصطفى سعيد أن يلعب دورا لا بأس به في هذا السبيل، لو أنه لم يتحول إلى مهرج بين يدي حفنة من الإنكليز المعتوهين".

    وبينما انبرى منصور يفند آراء رتشارد، أخلدت أنا إلى أفكاري ما جدوى النقاش؟ هذا الرجل ـ رتشادر ـ هو الآخر متعصب. كل أحد متعصب بطريقة أو بأخرى. لعلنا نؤمن بالخرافات التي ذكرناها، ولكنه يؤمن بخرافة جديدة، خرافة عصرية، هي خرافة الإحصائيات. ما دمنا سنؤمن بإله، فليكن إلهاً قادراً على كل شئ. أما الإحصائيات! الرجل الأبيض، لمجرد أنه حكمنا في حقبة من تاريخنا، سيظل أمداً طويلاً يحس نحونا بإحساس الاحتقار الذي يحسه القوي تجاه الضعيف". مصطفى سعيد قال لهم: "إنني جئتكم غازياً. عبارة ميلودرامية ولا شك. ولكن مجيئهم، هم أيضاً، لم يكن مأساة كما نصور نحن، ولا نعمة كما يصورون هم. كان عملاً ميلودرامياً سيتحول مع مرور الزمن إلى خرافة عظمى. وسمعت منصور يقول لرتشارد: "لقد نقلتم إلينا مرض اقتصادكم الرأسمالي. واذا أعطيتمونا غير حفنة من الشركات الاستعمارية نزفت دماءنا وما تزال؟" وقال له رتشارد: "كل هذا يدل على أنكم لا تستطيعون الحياة بدوننا. كنتم تشكون من الاستعمار، ولما خرجنا خلقتم اسطورة الاستعمار المستتر. يبدو أن وجودنا، بشكل واضح أو مستتر، ضروري لكم كالماء والهواء". ولم يكونا غاضبين. كانا يقولان كلاماً مثل هذا ويضحكان على مرمى حجر من خط الاستواء، تفصل بينهما هوة تاريخية ليس لها قرار.


    سأترك الفرصة للنقاد وأعود..

    ولك السلام يا بيان، وأرجو ألا تكوني قد أخذتي كلمة المزاح "ظلاميين" على محمل الجد، فأنا أكن لك الكثير من الاحترام والتقدير، برغم اختلافي معك، ويا ريت كل الذين أختلف معهم يكونون مثلك..
    ياسر
                  

العنوان الكاتب Date
جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان.. Yasir Elsharif06-17-04, 07:25 PM
  مصطفى سعيد.. فاطمة عبد الصادق، وحسنة بت محمود Yasir Elsharif06-17-04, 09:52 PM
  Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. Yasir Elsharif06-17-04, 11:19 PM
    Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. bayan06-18-04, 04:48 AM
      Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. Yasir Elsharif06-18-04, 07:01 AM
        Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. bayan06-18-04, 07:26 AM
          Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. aymen06-18-04, 12:07 PM
            Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. bayan06-18-04, 12:42 PM
              Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. Yasir Elsharif06-18-04, 01:26 PM
                Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. bayan06-18-04, 01:47 PM
                  Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. bayan06-18-04, 01:50 PM
                    Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. bayan06-18-04, 01:55 PM
                      Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. bayan06-18-04, 02:04 PM
                Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. bayan06-18-04, 01:51 PM
                Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. bayan06-18-04, 01:53 PM
                Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. bayan06-18-04, 01:53 PM
            Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. Yasir Elsharif06-18-04, 01:04 PM
          Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. Yasir Elsharif06-18-04, 12:33 PM
  Concubine,Harim,agricultural slaves...... Mutwakil Mustafa06-18-04, 01:02 PM
    Re: Concubine,Harim,agricultural slaves...... Yasir Elsharif06-19-04, 11:55 AM
      Re: Concubines,Harim,agricultural slaves...... Mutwakil Mustafa06-22-04, 09:14 AM
  مصطفى سعيد شمالي عادي.. والدليل شكل ولون كثير من الشماليين Yasir Elsharif06-20-04, 08:09 AM
    Re: مصطفى سعيد شمالي عادي.. والدليل شكل ولون كثير من الشماليين bayan06-20-04, 08:53 AM
      Re: مصطفى سعيد شمالي عادي.. والدليل شكل ولون كثير من الشماليين Yasir Elsharif06-20-04, 09:57 AM
  Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. osama elkhawad06-20-04, 10:10 AM
    Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. Yasir Elsharif06-20-04, 11:11 AM
  Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. ودقاسم06-20-04, 12:54 PM
    Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. Yasir Elsharif06-20-04, 03:32 PM
      Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. حبيب نورة06-20-04, 03:37 PM
        Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. Frankly06-20-04, 04:04 PM
          Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. Yasir Elsharif06-21-04, 10:25 AM
        Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. Yasir Elsharif06-21-04, 07:08 AM
  Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. أبو ساندرا06-20-04, 05:27 PM
    Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. Yasir Elsharif06-21-04, 07:17 AM
  Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. osama elkhawad06-20-04, 07:15 PM
    Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. bayan06-21-04, 03:08 AM
      Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. Yasir Elsharif06-21-04, 10:19 AM
        Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. bayan06-22-04, 03:46 AM
    Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. Yasir Elsharif06-21-04, 07:23 AM
      Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. degna06-21-04, 07:54 AM
  طلباتك اوامر اخي ياسر osama elkhawad06-21-04, 04:11 PM
  Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. ودقاسم06-22-04, 07:18 AM
    Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. Yasir Elsharif06-22-04, 08:04 AM
    Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. Yasir Elsharif06-23-04, 02:05 PM
  Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. osama elkhawad06-22-04, 08:14 AM
    Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. degna06-22-04, 09:30 AM
  Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. Yasir Elsharif06-22-04, 01:16 PM
  Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. Nagat Mohamed Ali06-22-04, 01:42 PM
    Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. Yasir Elsharif06-22-04, 05:18 PM
  Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. Elsuhaili Magzoub06-23-04, 03:14 AM
    Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. Outcast06-23-04, 03:41 AM
      Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. degna06-23-04, 04:29 AM
  Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. osama elkhawad06-23-04, 05:21 AM
  الطيب صالح اراء في السياسة والهجنة الثقافية osama elkhawad06-23-04, 12:29 PM
    Re: الطيب صالح اراء في السياسة والهجنة الثقافية aymen06-23-04, 03:14 PM
      Re: الطيب صالح اراء في السياسة والهجنة الثقافية bayan06-23-04, 04:38 PM
        Re: الطيب صالح اراء في السياسة والهجنة الثقافية برير اسماعيل يوسف07-04-04, 12:41 PM
  Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. Yasir Elsharif06-24-04, 08:28 AM
    Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. bayan06-24-04, 03:36 PM
      Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. Yasir Elsharif06-24-04, 06:35 PM
        Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. bayan06-25-04, 05:55 AM
          Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. Yasir Elsharif06-26-04, 03:35 PM
  Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. osama elkhawad06-26-04, 04:20 PM
    Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. aymen06-26-04, 05:08 PM
  Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. osama elkhawad06-26-04, 05:16 PM
    Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. aymen06-26-04, 07:49 PM
      Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. bayan06-27-04, 03:17 AM
        Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. bayan06-27-04, 06:31 AM
          Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. bayan06-27-04, 06:34 AM
            Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. bayan06-27-04, 06:37 AM
  Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. Bashasha06-26-04, 11:54 PM
    Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. Yasir Elsharif07-01-04, 06:45 PM
  Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. osama elkhawad06-27-04, 02:42 AM
  Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. osama elkhawad06-27-04, 05:45 AM
    Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. degna06-27-04, 06:45 AM
      Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. bayan06-27-04, 07:56 AM
        Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. bayan06-27-04, 08:39 AM
          Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. bayan06-28-04, 03:29 AM
  Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. Yasir Elsharif06-28-04, 10:53 AM
    Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. bayan06-29-04, 07:41 AM
  Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. WadalBalad06-30-04, 02:37 AM
  Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. jini07-01-04, 07:04 PM
    Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. aymen07-02-04, 09:57 PM
      Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. bayan07-03-04, 09:38 AM
  Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. osama elkhawad07-03-04, 04:11 AM
    Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. aymen07-03-04, 10:25 AM
      Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. aymen07-03-04, 10:08 PM
        Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. aymen07-03-04, 10:35 PM
  أحكام بيع العبيد.. نصوص ووثائق.. Yasir Elsharif07-04-04, 12:44 PM
  بوست يستحق الإضافة هنا Yasir Elsharif07-23-04, 04:46 AM
  Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. Yasir Elsharif08-10-04, 01:01 AM
  Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. Yasir Elsharif08-10-04, 02:19 AM
  Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. الجندرية08-26-04, 11:20 PM
  الرقيق في سلطنة دارفور.. وثائق Yasir Elsharif08-29-04, 10:19 AM
  الاغتصاب.. بوست شوقي بدري Yasir Elsharif09-01-04, 09:53 AM
  Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. Yasir Elsharif09-05-04, 03:29 AM
  Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. Yasir Elsharif11-01-04, 02:13 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de