جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 02:12 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الراحل المقيم الطيب صالح
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-17-2004, 07:25 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48739

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان..
                  

06-17-2004, 09:52 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48739

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مصطفى سعيد.. فاطمة عبد الصادق، وحسنة بت محمود (Re: Yasir Elsharif)

    كثيرا ما يقفز إسم مصطفى سعيد، بطل رواية الأستاذ الطيب صالح، موسم الهجرة إلى الشمال، إلى ذهني عندما أفكر في سودان ما بعد المهدية مباشرة.. لقد تخيلته ابنا لإحدى السودانيات اللائي كن من المسترقات أو المستولدات من أرقاء ونلن حريتهن في بداية العهد الجديد.. وربما جاءني هذا الشعور مما ورد في الكتاب.

    جاء في الفصل الثاني كلام مصطفى سعيد عن نفسه وهو يحكي للراوي:


    Quote: إنها قصة طويلة. لكنني لن أقول لك كل شئ. وبعض التفاصيل لن تهمك كثيرا، وبعضها.. المهم أنني كما ترى ولدت في الخرطوم. نشأت يتيماًن فقد مات أبي قبل أن أولد ببضعة أشهر، لكنه ترك لنا ما يستر الحال. كان يعمل في تجارة الجمال. لم يكن لي إخوة، فلم تكن الحياة عسيرة عليّ وعلى أمي. حين أرجع الآن بذاكرتي، أراها بوضوح، شفتاها الرقيقتان مطبقتان في حزم، وعلى وجهها شئ مثل القناع. لا أدري. قناع كثيف، كأن وجهها صفحة بحر، هل تفهم؟ ليس له لون واحد بل ألوان متعددة، تظهر وتغيب وتتمازج. لم يكن لنا أهل. كنا، أنا وهي، أهلاً بعضنا لبعض. كانت كأنها شخص غريب جمعتني به الظروف صدفة في الطريق. لعلني كنت مخلوقا غريباً، أو لعل أمي كانت غريبة. لا أدري. لم نكن نتحدث كثيراً، وكنت، ولعلك تعجب، أحس إحساساً دافئاً بأنني حر، بانه ليس ثمة مخلوق أب أو أم، يربطني كالوتد إلى بقعة معينة ومحيط معين. كنت أقرأ وأنام، أخرج وأدخل، ألعب خارج البيت، أتسكع في الشوارع، ليس ثمة أحد يأمرني أو ينهاني. إلا أنني ومنذ صغري، كنت أحس بأنني .. أنني مختلف. أقصد أنني لست كبقية الأطفال في سني، لا أتأثر بشئ لا أبكي إذا ضربت، لا أفرح إذا أثنى علي المدرس في الفصل، لا أتألم لما يتألم له الباقون. كنت مثل شئ مكور من المطاط، تلقيه في الماء فلا يبتل، ترميه على الأرض فيقفز. كان ذلك الوقت أول عهدنا بالمدارس أذكر الآن الناس كانوا غير راغبين فيها. كانت الحكومة تبعث أعوانها يجوبون البلاد والأحياء، فيخفي الناس أبناءهم. كانوا يظنونها شراً عظيماً جاءهم مع جيوش الاحتلال. كنت ألعب مع الصبية خارج دارنا، فجاء رجل على فرس، في زي رسمي، ووقف فوقنا. جرى الصبية، وبقيت أنظر إلى الفرس وإلى الرجل فوقها. سألني عن اسمي فأخبرته. قال لي كم عمرك، فقلت له لا أري. قال لي: "هل تحب أن تتعلم في المدرسة؟" قلت له: "وما هي المدرسة؟" فقال لي: "بناء جميل من الحجر وسط حديقة كبيرة على شاطئ النيل. يدق الجرس وتدخل الفصل مع التلاميذ.. تتعلم القراءة والكتابة والحساب". قلت للرجل: "هل ألبس عمامة كهذه؟" وأشرت إلى شئ كالقبة فوق رأسه. فضحك الرجل وقال لي: "هذه ليست عمامة. هذه برنيطة. قبعة". وترجل من على فرسه ووضعها فوق رأسي فغاب وجهي كله فيها. ثم قال الرجل: "حين تكبر، وتخرج من المدرسة، وتصير موظفاً في الحكومة، تلبس قبعة كهذه" قلت للرجل: "أذهب للمدرسة". أردفني الرجل خلفه فوق الحصان، وحملني إلى مكان، كما وصفه من الحجر، على ضفة النيل، تحيط به أشجار وأزهار. ودخلنا على رجل ذي لحية، يلبس جبة، فقام وربت على رأسي، وقال لي: "لكن أين أبوك؟" فقلت له إن أبي ميت. فقال لي: "من ولي أمرك؟" قلت له: "أريد أن أدخل المدرسة". نظر إليَّ الرجل بعطف، ثم قيدوا اسمي في سجل، وسألوني كم عمري فقلت لهم لا أدري. وفجأة دق الجرس.. فررت منهم، ودخلت إحدى الحجرات فجاء الرجلان وساقاني إلى حجرة أخرى وأجلساني في مقعد بين صبية آخرين. عدت إلى أمي في الظهر فسألتني أين كنت، فحكيت لها القصة. نظرت إليّ برهة نظرة غامضة، كأنها أرادت أن تضمني إلى صدرها. فقد رأيت وجهها يصفو برهة، وعينيها تلمعان، وشفتيها تفتران كأنها تريد أن تبتسم، أو تقول شيئاً. لكنها لم تقل شيئاً. وكانت تلك نقطة تحول في حياتي. كان ذلك أول قرار اتخذته، بمحض إرادتي..


    ويمضي مصطفى سعيد في سرد قصته للراوي وحكى له تفوقه وإرساله للقاهرة لمدرسة ثانوية وهو لم يتجاوز الاثني عشر عاما من العمر :

    Quote: حين أخبرني ناظر المدرسة بأن كل شئ أُعد لسفري للقاهرة، ذهبت إلى أمي وحدثتها. نظرت إلي مرة أخرى، تلك النظرة الغريبة. افترت شفتاها لحظة كأنها تريد أن تبتسم، ثم أطبقتهما، وعاد وجهها كعهده، قناعاَ كثيفاَ، بل مجموعة أقنعة. ثم غابت قليلاً، وجاءت بصرَّة وضعتها في يدي وقالت لي:
    "لو أن أباك عاش، لما اختار لك غير ما اخترته لنفسك. افعل ما تشاء. سافر. أو ابقَ، أنت وشأنك. إنها حياتك، وأنت حر فيها. في هذه الصرة ما تستعين به". كان ذلك وداعنا. لا دموع لا قبل ولا ضوضاء. مخلوقان سارا شطراً من الطريق معاً، ثم سلك كل منهما سبيله. وكان ذلك في الواقع آخر ما قالته لي، فإنني لم أرها بعد ذلك. بعد سنوات طويلة، وتجارب عدة، تذكرت تلك اللحظة، وبكيت. [....]


    وقبل ذلك يخبرنا الراوي عن مصطفى سعيد:
    فدفع مصطفى إلي برزمة أوراق وأومأ لي أن أنظر فيها فتحت ورقة فإذا هي وثيقة ميلاده. مصطفى سعيد، من مواليد الخرطوم، 16 أغسطس عام 1898.. الأب متوفٍ، الأم فاطمة عبد الصادق، فتحت بعد ذلك جواز سفره، الاسم، المولد، البلد، كما في شهادة الميلاد. المهنة "طالب". تاريخ صدور الجواز عام 1916 في القاهرة وجدد في لندن عام 1926..

    وقبل ذلك يجري على لسان جد الراوي قوله عن قبيلة والد حسنة بت محمود التي تزوجها مصطفى سعيد ما يشي بأنه ما كان لهم أن يزوجوه وهم يجهلون أصله:
    Quote: "تلك القبيلة. لا يبالون لمن يزوجون بناتهم". لكنه أردف، وكأنه يعتذر، إن مصطفى طول إقامته في البلد، لم يبد منه شئ منفر، وإنه يحضر صلاة الجمعة في المسجد بانتظام، وإنه يسارع "بذراعه وقدحه في الأفراح والأتراح"..

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 06-18-2004, 06:30 AM)

                  

06-17-2004, 11:19 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48739

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: Yasir Elsharif)

    http://www.alfikra.org/forum/viewtopic.php?t=316
    في البوست أعلاه كتب الأخ محمد أحمد مداخلة يقول في أحد فقراتها:
    كلما اسمع تلاوة الاية (( كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد )) في سورة البقرة ادرك كم هو عاجل ان نتجاوز ظاهر القران ، الى دواخله ، وان نسرع في الانتقال للرسالة الثانية ، فاين العبيد الان ؟؟ !!

    وقد أعجبني وارده هذا فكتبت له التعليق التالي في هذه الوصلة:
    http://www.alfikra.org/forum/viewtopic.php?p=4077#4077




    أخي العزيز محمد أحمد

    تحية طيبة

    لقد أعجبني واردك التالي:


    كلما اسمع تلاوة الاية (( كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد )) في سورة البقرة ادرك كم هو عاجل ان نتجاوز ظاهر القران ، الى دواخله ، وان نسرع في الانتقال للرسالة الثانية ، فاين العبيد الان ؟؟ !!



    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (17


    جاء في تفسير الجلالين:
    "يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ" فُرِضَ "عَلَيْكُمْ الْقِصَاص" الْمُمَاثَلَة "فِي الْقَتْلَى" وَصْفًا وَفِعْلًا "الْحُرّ" يُقْتَل "بِالْحُرِّ" وَلَا يُقْتَل بِالْعَبْدِ "وَالْعَبْد بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى" وَبَيَّنَتْ السُّنَّة أَنَّ الذَّكَر يُقْتَل بِهَا وَأَنَّهُ تُعْتَبَر الْمُمَاثَلَة فِي الدِّين فَلَا يُقْتَل مُسْلِم وَلَوْ عَبْدًا بِكَافِرٍ وَلَوْ حُرًّا "فَمَنْ عُفِيَ لَهُ" مِنْ الْقَاتِلِينَ "مِنْ" دَم "أَخِيهِ" الْمَقْتُول "شَيْء" بِأَنْ تَرَكَ الْقِصَاص مِنْهُ وَتَنْكِير شَيْء يُفِيد سُقُوط الْقِصَاص بِالْعَفْوِ عَنْ بَعْضه وَمِنْ بَعْض الْوَرَثَة وَفِي ذِكْر أَخِيهِ تَعَطُّف دَاعٍ إلَى الْعَفْو وَإِيذَان بِأَنَّ الْقَتْل لَا يَقْطَع أُخُوَّة الْإِيمَان وَمَنْ مُبْتَدَأ شَرْطِيَّة أَوْ مَوْصُولَة وَالْخَبَر "فَاتِّبَاع" أَيْ فِعْل الْعَافِي اتِّبَاع لِلْقَاتِلِ "بِالْمَعْرُوفِ" بِأَنْ يُطَالِبهُ بِالدِّيَةِ بِلَا عُنْف وَتَرْتِيب الِاتِّبَاع عَلَى الْعَفْو يُفِيد أَنَّ الْوَاجِب أَحَدهمَا وَهُوَ أَحَد قَوْلَيْ الشَّافِعِيّ وَالثَّانِي الْوَاجِب الْقِصَاص وَالدِّيَة بَدَل عَنْهُ فَلَوْ عَفَا وَلَمْ يُسَمِّهَا فَلَا شَيْء وَرَجَحَ "و" عَلَى الْقَاتِل "أَدَاء" الدِّيَة "إلَيْهِ" أَيْ الْعَافِي وَهُوَ الْوَارِث "بِإِحْسَانٍ" بِلَا مَطْل وَلَا بَخْس "ذَلِكَ" الْحُكْم الْمَذْكُور مِنْ جَوَاز الْقِصَاص وَالْعَفْو عَنْهُ عَلَى الدِّيَة "تَخْفِيف" تَسْهِيل "مِنْ رَبّكُمْ" عَلَيْكُمْ "وَرَحْمَة" بِكُمْ حَيْثُ وَسَّعَ فِي ذَلِكَ وَلَمْ يُحَتِّم وَاحِدًا مِنْهُمَا كَمَا حَتَّمَ عَلَى الْيَهُود الْقِصَاص وَعَلَى النَّصَارَى الدِّيَة "فَمَنْ اعْتَدَى" ظَلَمَ الْقَاتِل بِأَنْ قَتَلَهُ "بَعْد ذَلِكَ" أَيْ الْعَفْو "فَلَهُ عَذَاب أَلِيم" مُؤْلِم فِي الْآخِرَة بِالنَّارِ أَوْ فِي الدُّنْيَا بِالْقَتْلِ


    ويبدو لي أنه لو كان الأمر بيد الفقهاء لما تمكنوا من إبطال الرق الذي أبطلته منظمات مناهضة الرق العالمية.. وفي مرة قادمة سأحضر بعض الوثائق التي تبين كيف أن فقهاء السودان وقضاته في أوائل الحكم الثنائي الإنجليزي المصري على السودان قاوموا مسألة تحرير الأرقاء.. أما في السعودية فلم يبطل الرق "بمعنى النخاسة" إلا في عام 1936، وفي موريتانيا نجده مستمرا حتى اليوم "وإن كان ليس في صورة نخاسة"ـ وقد أوردت قناة العربية قبل أيام برنامج في هذا الخصوص تجده هنا:
    http://www.alarabiya.net/Article.aspx?v=4244


    ياسر


    ثم أعقبت بمداخلة أخرى فيها الوثائق التي وعدت بإحضارها..


    الأخ محمد أحمد
    تحية وسلاما
    وفاء مني لما وعدت به في البوست أعلاه أكتب هذه المداخلة..
    كل هذه الوثائق منقولة من كتاب علاقات الرق في المجتمع السوداني لمؤلفه محمد إبراهيم نقد، الطبعة الأولى 1995
    الصفحات موضحة أسفل الوثيقة..

    ========
    Quote: وثيقة 17
    C.S. 60/1/3
    محكمة عموم السودان الشرعية
    نمرة تشريع ــ 17 ــ 1 ــ 1925 سري
    تحريراً بالخرطوم في 14 فبراير سنة 1925
    جناب سكرتير قضائي حكومة السودان المحترم

    بالإشارة إلى كتابكم نمرة ــ إدارة ــ 896 ــ 12 المؤرخ 8 فبراير الجاري أرى في هذه البلاد التي قد استحكمت فيها عادة الاسترقاق واستخدام الرقيق، أن الأنفع والمفيد في الأمر لتحقيق رغبة الحكومة في إلغاء الرق فيها أن يُسار إلى ذلك بالهوينا .. إلى ذلك فعليا، بالقدر الممكن حتى يأتي الوقت الذي يزول فيه الرق وآثاره.

    أنا أعرف من الناس من يألم لبعض التصرف الحكومي فيما بينه وبين رقيقه، فإصدار المنشور الآن يزيد هذه الآلام ويضاعفها ويجعلها أكثر شيوعاً..

    نحن نستطيع أن نبني كثيراً من أعمالنا على اعتبار الإنسان حراً في أعماله وتصرفاته، وهكذا جرينا في العهد الماضي، فأصدر المنشور الشرعي نمرة 7 غير معترف بالرق في الإرث، فصار يورث الزوجة والزوج والقريب ولو ادُّعي أنهم أرقاء.. مع أن الرق الشرعي مانع من الإرث، فلا يرث الرقيق ولا يورث. وهكذا في بعض القضايا التي تحمل فيها صاحباتها أوراق الحرية من الإدارة لا تجعل للسيد سبيلاً عليها بل وبدون أن تكون بيدها هذه الورقة إذا طلبها السيد لطاعته لا تقبل المحاكم الشرعية منه هذه الدعوى طبقا للمنشور الشرعي نمرة 2. [خارج النص: سأورد المنشور رقم 2 لاحقا].. لكن من الأمور ما قد يعتبر فيها حكم الحرية ضاراً.. ولنضرب مثلاً لذلك دعوى السيد نسب أولاد جاريته أنهم أبناؤه، تعترف الجارية أنها أمة لسيدها وتجحد أن الأولاد منه. وحكم الشرع في ذلك ثبوت نسب الأولاد من السيد بمجرد الدعوة منه، وبه يكونون أحراراً وورثة في السيد. هذا باعتباره أباً لهم وتصير أمهم بعد وفاة السيد حرة لا تُملّك لأحد بعده.. هذا حكم تفهمه الناس وهو في صالح الأولاد وفي صالح الأمة نفسها. فلو اعتبرناها حرة أصلية كالمطلوب الآن، لا تُقبل دعوى الرجل هذا أنه سيدها ولا تُقبل دعواه بنوة الأولاد منه حتى يبين أنه تزوجها واستولدها إياهم على فراش الزوجية وهو ما لم يكن وما قد يعتقد القاضي كذبه فإن رضيه لإثبات النسب فكأنما حملنا الناس على الكذب وقبلناه منهم وجاريناهم عليه وإن رفضنا دعوته هذه كلها أصبح الأولاد ضايعين لا أصل لهم يرجعون إليه. وبهذا تضيع أنساب كثيرة في البلد قد يترتب على ضياعها فساد كثير. فنحن نعلم مقدار ثمرات ثبوت النسب في المجتمع الإنساني، وبمقدار هذه الفوائد تكون مضار أفراد لا أنساب لهم. أنظر، كم يكون مقدار ألم السيد الذي في واقع أمره تسرى هذه الجارية واستولدها أولادها إذا لم تقبل منه دعوى النسب وأبعد منه أولاده وأبعدوا عنه وسُلموا لجارية لا يُدرى مقدار استقامتها في سيرها واستطاعتها القيام بتربية هؤلاء الأولاد، وقد تسير بهم في طريق الفساد.

    مثل هذا دعاوى الزوجية، فامرأة يزوجها سيدها فتقبل ذلك ويدخل بها الزوج ويستولدها أولاداً ـ ولغضب من زوجها تذهب فتحصل على ورقة الحرية، فهل يصح أن نعتبر أن حصولها على هذه الورقة دافع لهذا العقد الذي لما حصل حصل صحيحاً نافذاً لا شئ فيه؟ وكم يكون في هذا من الفساد والآثار السيئة إذا ذهبت امرأة كهذه ذات زوج شرعي فتزوجت آخر وعاشت بالفساد والآثار السيئة إذا ذهبت امرأة كهذه ذات زوج شرعي فتزوجت آخر وعاشت بالفساد ولا يستطيع زوجها كبح جماحها أو أخذها من زوجها الثاني الذي هو في نظر الناس وقد يكون في نظر الشرع أيضا ليس بزوج شرعي. ومن الأدهى أن يفهم الناس أن الحكومة أو القضاء الشرعي يساعدان على تمكين رجل ليس بزوج شرعي من امرأة ويمنع الزوج الشرعي.

    وعلى هذا النحو بعض أنواع المسائل التي للرق علاقة بها وهي من اختصاص المحاكم الشرعية، ولهذا أفضل تفادياً عن هذه النتائج الخطرة أن نسير في محو الرق وآثاره بالقدر الممكن الذي تسمح به الظروف والأحوال. وهكذا فعلنا في بعض قراراتنا وبعض إجاباتنا للمحاكم كما تجدونه في صورة المكاتبات طيه.

    قاضي قضاة السودان.

    صفحة 361ـ 362
    وبأسفله المنشور رقم 2 الذي ورد ذكره أعلاه:

    Quote: منشور من قاضي القضاة
    منشور رقم 2
    ترجمة عن النسخة الإنجليزية
    لاحظت أن العديد من المحاكم الشرعية، ليست دقيقة في سماع القضايا التي يدعي فيها رجل أن أمته زوجة له، أو أنه رُزق منها بولد.

    وكثيرا ما تصدر الأحكام قبل استكمال التحريات اللازمة، مما أدى إلى تكاثر مثل هذه القضايا وتكاثرا احتمال نقضها. وتفادياً للنقض أو الإلغاء بالنسبة لتلك الأحكام، يجب الاسترشاد بالموجهات التالية:

    أولا: على كل رجل يدعي أمته زوجة له، أن يبرز الدليل الذي يثبت أنها مُعتقة وأن الزواج تم بعقد شرعي، وعليه أن يثبت مقدار مقدم الصداق ومتأخره، وأن يقدم الوثائق التي تدعم دعواه. وفي حالة اقتناع المحكمة بصدق دعواه، تصدر حكمها بصحة زواجه، وتصدر أمرها بحقه في معايشتها، شريطة أن يحسن معاملتها. وتقدر المحكمة مقدار تكاليف المعيشة والكسوة وفق أحكام الشريعة.

    ثانيا: في حالة ادعاء الرجل طفلا من أمته، ذكراً أم أنثى، وتقدمه بطلب لحضانته، بحجة أن الأم خرجت عن طاعته، على المحكمة بعد التحريات الدقيقة والشاملة لإثبات صحة هذه الدعوى، أن تصدر أمرها بأخذ الطفل من أمه وتسليمه لوالده، إذا أصرت الأمة على خروجها عن طاعة سيدها.

    ويجب تسجيل هذه التحريات في محضر الجلسة تسجيلاً كاملاً شاملاً لمتابعتها إذا دعت الضرورة.

    إمضاء
    قاضي القضاة:
    سبتمبر 1902

    صفحة 319
    والآن للمقارنة مع ما كان يتم قبل هذا التاريخ بسنوات قليلة في عهد المهدية:

    Quote:
    من كتاب محمد عبد الرحيم : العروبة في السودان

    "2" فرخة تسمى الزين كله سداسية زرقاء اللون مشلخة الخدين بلدي بسلم وعلى أكتافها فصود والبطن والصدر والظهر وعلى صدقها [المقصود صدغها] الأيمن إشارة نار. مَرَبَّيَة.

    بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله الوالي الكريم والصلاة على سيدنا محمد وآله مع التسليم

    وبعد أقر الواضع اسمه وختمه فيه أدناه خليل خاطر وصي أيتام أنجال المرحوم إسماعيل خاطر أنه قد بعت الآدمية الواضح اسمها وأوصافها أعلاه وهي من ضمن تركة المرحوم إسماعيل خاطر أجريت مبيعها إلى محمد درويش ومحمد عالم ويونس محمد بمبلغ وقدره ثمانية ريال عملة بيت مال البقعة المشرفة وقبضت منهم الثمن وصارت تلك الآدمية ملكاً لهم ولأجل الاعتماد تحرر لهم هذا منا بيدهم بشهادة من يحضر أدناه والله تعالى خير الشاهدين والسلام.
    19 صفر سنة 1312
    المقر بما فيه
    "خليل خاطر سليم"
    شهد بذلك الأسطى علي العمري
    شهد بذلك عبد الرزاق إبراهيم
    شهد بذلك عبد السميع صالح
    شهد بذلك مراد هيبة
    شهد بذلك حسن خاطر

    يعتمد بيع الآدمية المذكورة أوصافها أعلاه وحسب إقرار المذكور وأشهد عليه المذكورين ولذلك صدقنا عليه.
    أمين بيت مال المسلمين
    "الخضر محمد داود"

    صفحة 312
    وسأواصل..
                  

06-18-2004, 04:48 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: Yasir Elsharif)

    العزيز دكتور ياسر
    وين الحى بيك.. سعدت برؤيتك سلامى للاسرة

    بوستك مليان ويفتح الشهية لداحس وغبراء


    نعمل اجتماع ظلامى وبجيك صادة


    دائما كنت بتمنى اسأل الطيب صاح ليه اختار ان يكون اب مصطفى سعيد عربى عبادى و امه تكون من الجنوب هل اتى ذلك بالصدفة؟
    لا أظن لو قرأنا هذه القصة على خلفية الاحداث الجسام والتيارات الفكرية التى حفلت بها سنوات الستين.. هل ترى ان هناك مآرب آخر لان يكون مصطفى سعيد هجين فى اول تكويناته؟
    وهل أثر هذا على مصطفى ومن يكون؟
    ولا رأيك شنو؟

    (عدل بواسطة bayan on 06-18-2004, 04:50 AM)

                  

06-18-2004, 07:01 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48739

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: bayan)

    يا هلا بيك يا دكتورة.. أنا الغائب أم أنتٍ؟؟

    أول مرة أعرف أن الطيب صالح قال أن أم مصطفى سعيد من الجنوب..

    أرجو أن تتابعي بقية البوست والوثائق، فهي تفتح الشهية للدراسة المتأنية..

    ولك الشكر على المرور والتعليقات الظريفة.. تسلمي يا ملكة.. يا ريت لو كل "الظلاميين" زيك كدا..
                  

06-18-2004, 07:26 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: Yasir Elsharif)

    Quote: أول مرة أعرف أن الطيب صالح قال أن أم مصطفى سعيد من الجنوب..

    Quote:
    (كان ابوه من العبابدة, القبيلة التىتعيش بين مصر والسودان. انهم الذين هربوا سلاطين باشا من اسر الخليفة عبدالله التعايشى, ثم بعد ذلك عملوا روادا لجيش كتشنر حين استعاد فتح السودان. يقال ان امه كانت رقيقا من الجنوب. من قبااائل الزاندى او الباريا, الله اعلم الناس الذين ليس لهم اصل, هم الذين تبوأوا اعلى المراتب
    عند الانجليز*)


    هذا من حوار دار بين الراوى ورجل القطار.. فهذه نقطة مهمة جدا لمعرفة مآلات مصطفى سعيد فيما بعد لم ارى اى كتابة نقدية عن هذا الكتاب مستها.. سوى فى كتابة دكتور ابراهيم محمد زين شكل التعبير الدينى فى ادب الطيب صالح.. ولكن على استحياء فى اشارة عابرة..
    مع ان هذه الحقيقة قد تغير فهم مفاتيح شخصية مصطفى سعيد.. أتمنى ان يكتب عنها يوما على خلفيات الغابة والصحراء وزخم الستينات..

    Quote: ولك الشكر على المرور والتعليقات الظريفة.. تسلمي يا ملكة.. يا ريت لو كل "الظلاميين" زيك كدا..


    الكلام دا بتاباه لما تشوف حأكتب شنو عن صاحبك محمد






    *ص57 ,موسم الهجرة الى الشمال,الطبعة الثانية 1969 دار العودة بيروت
                  

06-18-2004, 12:07 PM

aymen
<aaymen
تاريخ التسجيل: 11-25-2003
مجموع المشاركات: 708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: bayan)

    تشكر الاخ ياسر علي فتح هذا البوست

    الاخت د. بيان، مرحب بعودتك. كتبت

    Quote: دائما كنت بتمنى اسأل الطيب صاح ليه اختار ان يكون اب مصطفى سعيد عربى عبادى و امه تكون من الجنوب هل اتى ذلك بالصدفة؟


    قرأت موسم الهجرة للشمال منذ امد بعيد ولا املك نسخة الان

    من قراءتي تلك، توصلت الي اجابة لسوالك لم اجد لها داعما في دراسة نقدية. اعتقد ان ذاك التزاوج بين العربي الصرف ( علي الاقل الذي هو الي العربي الصرف، حيث ان قبيلة العبابدة هي من اقل القبائل اختلاطا ( مع البجة))، و افريقية صرفة، ذاك التزاوج هو الذي ادي الي مصطفي سعيد الذي يمثل في الرواية الفرد الشمالي العادي..حتي ان ياسر الشريف قال ( واعتقد ان الكثيرين معه)
    Quote: أول مرة أعرف أن الطيب صالح قال أن أم مصطفى سعيد من الجنوب..

    اذاً من سياق الرواية فمصطفي سعيد شمالي السايكلوجي..
    ولان مصطفي سعيد افريقي في نظر الخواجات، والشمالي عربي في نظر الطيب صالح، كان لا بد للطيب صالح ان يجد حلا لهذه الاشكالية.. ويبدو ان حكاية الاختلاط القديمة لم تكن مقنعة للطيب صالح، لذا كان لا بد من اختلاط (طازج)..
    (الخلطة) حلت مشكلة(عقدة) الطيب صالح في انجلترا، و لكنه لم يعد يحتاجها في السودان بعد عودة مصطفي سعيد، فنري الاخير يقدل في قرية محافظة في الشمال عند منحني النيل رغم
    Quote: الله اعلم الناس الذين ليس لهم اصل, هم الذين تبوأوا اعلى المراتب
    عند الانجليز

    رغم تحفظي علي الاقتباس الاخير

    ايمن بشري

    (عدل بواسطة aymen on 06-18-2004, 02:00 PM)

                  

06-18-2004, 12:42 PM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: aymen)

    الاخ العزيز ايمن
    فلماذا الهجين الطازج
    مصطفى سعيد لا يعد شمالي عادى
    لان به دماء افريقية طازجة
    فهل اراد الطيب أن يجعله رمزا للسودانى بمفهوم الغابة والصحراء؟

    الاقتباس من القصة من كلام رجل القطار ولا يعبر عن رأى
    لندلل ان هذه القصة تحتاج لقراءة مختلفة عما هو السائد


    من المستحيل ان يحدث من حدث فى تلك القرية على الرغم من واقعية(ليس اصطلاحا) القصة الا يبدو ان الكاتب قد جنح الى ما ينبغى ان يكون دون ما هو كائن
    كونى انتمى الى تلك القبائل ارى استحالة ان يتزوج رجل غريب مقطوع من شجرة..من اى امرأة فى تلك القبيلة فى ذلك الزمن..
    اذا لاحظنا غرابة كثير من الزيجات فى كتابات الطيب صالح
    زواج فاطمة بت جبرالدار من التركى ضو البيت الزين من النعمة وحسن هلا هلا(بلال) من بت العريبى.. كل هذه الزيجات ابدا ما كان لها ان تتم
    فى تلك القبائل وكلها ارتبطت بمستيك دينى.*.

    ولذلك لا ارى ابدا واقعية قصص الطيب على الرغم من انها تبدو واقعية
    وأن الشخصيات شخصيات نمطية ولكن سير الاحداث لا يمكن ان يكون واقعيا على الاطلاق.. لانه يتحدث عن حدوث مستحيلات بمفهوم القرية النمطى
    فظهرت هذه القرى كقرى طيبة و ناسها متبرئين من كل العقد ومحكومين
    بالدين.. على غير الحقيقة ..
    * سأنقل لك جزء من مقالات شكل التعبير الدينى عند الطيب صالح (الزواج)للدكتور ابراهيم زين اذا اذن لنا اخونا ياسر بذلك

    (عدل بواسطة bayan on 06-18-2004, 12:44 PM)

                  

06-18-2004, 01:26 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48739

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: bayan)

    Quote: * سأنقل لك جزء من مقالات شكل التعبير الدينى عند الطيب صالح (الزواج)للدكتور ابراهيم زين اذا اذن لنا اخونا ياسر بذلك



    أنت لا تحتاجين لإذن مني يا عزيزتي بيان.. إن في ذلك ما من شأنه أن يثري البوست.. وسأعود بعد حين للتعليق على مداخلتك هنا..
                  

06-18-2004, 01:47 PM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: Yasir Elsharif)





    مقدمة

    تتداخل في معنى الزواج قضايا متعددة تمثل أمورا أساسية في صلة الأنا بالآخر، على مستوى الحب أو مستوى الجنس. الأدب الذي يتحرك الطيب صالح من خلاله هو أدب له رؤيته لمعنى الجنس و الحب.
    ان الرؤية الدينية في الأساس تنطلق من عاطفة الحب، و هى ذات العاطفة التي تكتمل بها رؤيتنا للآخر. لكن للجنس دورا آخر هو تفريغ هذه الصلة من معنى العبودية إلى معنى الاستعباد، فالوله الذي يجده المحب يتحول في صلة الجنس إلى معنى للقهر والامتلاك. فكلاهما: الجنس والحب، معانى فيها من التطرف و الغلو الذي يجعل المحل الذي يشغله أى منهما عاجز عن احتمال أكثر من وجود في داخله، لذلك إما أن ينفى الآخر ـ في حالة الجنس ـ أو يفنى هو في ذات المحب، في حالة العشق.
    حاول الطيب صالح التعبير عن هذه المعانى من خلال فهم فرويدى للجنس، و فهم وجودى صوفى للحب. كل ذلك عبر عنه في مؤسسة في غاية الحساسية و التعقيد في ظل الثقافة العربية و الإسلامية، تلك هى مؤسسة الــزواج.
    نختار ـ من بين نماذج العرس التي ظهرت في أدب الطيب صالح ـ عرس الزين و نعمة بيت حاج ابراهيم، و عرس عشا البايتات و بنت الناظر، ليمثلا معا وجها من مؤسسة الزواج، و زواج مصطفى سعيد من جين موريس، وود الريس من حسنة بنت محمود لتمثيل وجه آخر لتلك المؤسسة، ثم زواج بلال من حواء بنت العريبى كوجه ثالث لنفس المؤسسة.
    كان حدث العرس (عرس الزين / عرس عشا البايتات) عند كليهما قبولا و تتويجا لهما في السياق الاجتماعى الذي عمل ردحا من الزمان على تجاهل المساحة الاجتماعية التي يحتلها أى منهما. لم يأخذ الناس الزين وكلامه مأخذ الجد، و انما هو مهرج يصلح فقط لإضحاك الآخرين واكتشاف الجمال في القرية والترويج له، لكن أن يكون له الحق في ان يُستمع إلى صوته كما يستمع لأقرانه فذاك امر بعيد المنال ولا يسعه الخيال الاجتماعى في القرية. كذا الحال بالنسبة لعشا البايتات، فهو على هامش الحياة يكد و يكدح طوال يومه، لكن لا أحد يعترف بوجوده الاجتماعى، خاصة اذا أراد أن يكون صهرا للناظر، الذي يمثل جزءا من ارستقراطية ود حامد، والتى بالطبع لا تحفل بوجود عشا البايتات الا اذا كان مؤديا لها فروض الولاء و رافعا عنها عنت و مشقة الحياة في ود حامد، أما كونه انسانا له مطالب و أشواق مثلما لبقية أهل ود حامد فذاك أمر لا يصبر عليه.
    كلاهما ـ الناظر وامام الجامع ـ يمثلان ذلك الوجود الاجتماعى الذي لا يرى في الآخرين الا درجات تستخدم ليرتفى بها إلى المجد. و أراد الطيب صالح بزواج الزين و عشا البايتات أن يبين ضعف تلك الاسطورة الاجتماعية، وانها ما نشأت الا بحبل من الناس، وان كليهما ـ الناظر والامام ـ أضعف في ميزان الحق في مواجهة القيم الانسانية التي يمثلها الزين و عشا البايتات. لم يكن أحد يتصور أن يفضل الزين على الناظر أو امام الجامع، و ان يكون الاعتراف الاجتماعى بالزين برغم أنف الناظر و امام الجامع. و ما من أحد يصدق أن الناظر سيرضخ ويكون البوابة التي من خلالها يدخل عشا البايتات إلى آفاق المجد الاجتماعى، و أن يكون أول من يعترف بوجود عشا البايتات اجتماعيا في ود حامد هو الناظر الذي سيصير عشا البايتات صهرا له.
    أما زواج مصطفى سعيد من جين موريس، وزواج ود الريس من حسنة بنت محمود فذلك يمثل معنى آخر للزواج، فيه تتجلى علاقات الصراع والقهر و محاولات استخدام الجنس للتعبير عن تلك المعانى، فيقع العنف و العنف المضاد في محاولة يائسة لامتلاك الآخر، هذه الأنانية الفائقة تستخدم رموز التراث و الصراع بين الشمال والجنوب أو المستعمِـر و المستعمَـرلاضفاء معانى وقيم نبيلة على ذلك الصراع لتبرير تلك الوحشية وذلك الاصرار.
    فمصطفى سعيد ما جره للزواج من جين موريس الا فشله و انكساره تجاهها: هى ذلك الوجه القبيح له، هى تلك النقاط المظلمة فيه، هى الرغبة المقيتة في قهر الآخر. لكن حين يعى ذلك الآخر بتلك الرغبة أو يكون هو تجسيدا لتلك الرغبة، حينئذ لن تنفع أى محاولة للخداع، و تكون مؤسسة الزوجية أخطر العلاقات التي يمكن أن يعبر فيها عن ذلك الصراع الدفين. صراع ليس فيه ضحية و معتدى، فالضحية مشارك في فعل الصراع ومثير للعدوان. و يتكرر هذا الأمر مرة أخرى في زواج ود الريس من حسنة بنت محمود، فود الريس قد حركه ذلك الشبق الغالب في احتواء الآخر، لكنه أفصح عنه بأنه: يريد الزواج من أرملة مصطفى سعيد، فهذا أمر تقبله تقاليد القرية و أعرافها، فهو ما طلب معصية ولا خروجا عن تلك التقاليد، بل يُرى النبل في فعلته تلك، ويُرى سوء الأدب في رده على أعقابه. لكن حسنة بنت محمود كانت تريد شيئا آخر لأنها رأت في طلب ود الريس ذلك الوجه القبيح من طلبه. هذا الصراع بلاشك لا تحتمله مؤسسة الزواج. فود الريس قد رأى انكساره و فشله في قهر الآخر في عينى حسنة بنت محمود، رأى ذلك مجسدا في رفضها له، وقد رأت فيه معانى قهر الآخر عن طريق استخدام أنبل القيم، كلاهما ضحية و قاتل، و الجنس هو المخرج للتعبير عن هذا السقوط الاسطورى.
    مصطفى سعيد رأى في زواجه من جين موريس خاتمة لغزواته الجنسية ضد الشمال، رأى في ذلك تتويجا خادعا لانتصاراته على الغرب. لكن ذلك الأمر لم يدم طويلا فسرعان ما اكتشف أكذوبة ما يمثله و أكذوبة ما يتعلل به في البقاء في ساحة المواجهة مع الغرب، فلا هى تمثل الشمال و لا هو يمثل الجنوب، كلاهما جنون شبق لتحطيم الآخر. كلاهما يسعى لصيغة قانونية لتبرير انحطاطه.
    أما ود الريس فقد عبر بلسان ذلق عن غزواته الجنسية شرقا و غربا و جنوبا و شمالا. و جمع بين أصناف النساء باسم مؤسسة الزوجية كان يبحث عن معنى قهر الآخر و اكتشاف الآخر لذلك القهر، لكنه لم يرَ ذلك الأمر في كل زيجاته على تعددها و اختلافها. فهو برغم تعوده على أفخاذ النساء الا ان بغيته كانت شيئا آخر، كانت حلما مريضا في قهر الآخر والتلذذ باكتشاف الآخر لذلك المعنى. كانت حسنة بنت محمود أقدر الناس على الوعى باختلال هذه العلاقة و بالبعد الدموى الذي تحتويه، كانت ضحية لعدوان ود الريس، ومثيرة لذلك العدوان بخروجها على أعراف و تقاليد القرية المرعية. و صارت مؤسسة الزوجية ساحة للصراع بين الماضى و الحاضر، و محلا لتوجيه ذلك العنف الاسطورى ضد الآخر.
    أما زواج بلال من حواء بنت العريبى فذلك معنى آخر لصلة الأنا بالآخر، فهى صلة من لا همة له بالنساء لانشغاله بحاله عمن سواه، ولا يقدر على لفت نظره إلى الحكمة من الشهوة الا من تجلت في نفسه لطائف القدرة الإلهية وصفاء الحكمة في جعل الصلة بالآخر مودة وسكنا، لا يُلزم النفس بالوقوع في حرب مفتعلة بين العشق و التوحيد، فان إرادة المحب تتجه بكليتها إلى الحبيب الأول، لكنها تطيعه في الانصياع لمحاسن الفطرة من التزوج دون الوقوع في آفة الزواج وهى الانشغال عن الحبيب الأول، والا يكون الزواج آلة للشيطان ومطية لتغير الوجهة، وانما هو أمر جُـعل حتى يفرغ القلب لما هو أهل له وهو كمال الذكر و دفع غائلة الشهوة و العنت بالترغيب في النكاح. تلك معانى دارت في خلد بلال حينما قبل الزواج بحواء بنت العريبى، بعد توجيه شيخه له على سبيل المقارنة بين حبها له و حبه لله، حتى يتضح معنى الحب في ذهنه، وتلك القيم وعتها حواء بنت العريبى بسبب خبرتها بعاطفة الحب الخلاق من خلال طول اختبارها لأنواع الرجال واحوال نزواتهم. فهى أفضل من وعى موقع الآخر في الحب، و كانت أقدر الناس في منح الحب لمن يلونها من ذوى المودة والسكن. لقد اختار الطيب صالح ذلك النموذج الغريب للتعبير عن هذه الصلة الفائقة لمؤسسة الزوجية التي لا تشغل الانسان عن قيمته الوجودية.
    أما زواج مريوم من مريود، فهو ذلك الاتصال بالآخر الذي لا ينفيه ولا يثبته و لا يتصل به و لا ينفصل عنه، هو ذلك التحقق الاسطورى لمعنى التوحد بالمتجذر دون فقدان الرغبة في المطلق، لأن المتجذر ليس الا معنى من معانى المطلق، لذلك تصير الصلة به وهم لا يتحقق في عالم الكون و الفساد، فهو قيمة تعبر عن معنى الزواج المطلق.
    من خلال هذه النماذج الثلاث حاول الطيب صالح التعبير عن مفاهيم الحب والجنس في الاجتماع البشرى المعاصرفى ضوء الحضارة العربية الإسلامية. فمؤسسة الزواج عنده أو " باب النكاح " عند الفقهاء تكتنفه أكثر الصيغ القانونية تفصيلا، لكن في ذات الوقت تنبه الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية وسير الصالحين على أهمية المعروف والاحسان لضمان نجاح المؤسسة في تحقيق أغراضها، و الناظر في " باب النكاح " عند الفقهاء يراع كثيرا حينما يجد أن من معانى عقد النكاح أنه نوع من الرق، حتى أن كتب التصوف لم تخلُ من هذا المعنى: (و القول الشافى فيه ان النكاح نوع رق. فهى رقيقة له. فعليها طاعة الزوج مطلقا في كل ما طلب منها في نفسها، مما لا معصية فيه.) (احياء علوم الدين: ج4ـ6، 164). فدخولها طائعة مختارة لعلاقة السيد / العبد يقلب ميزان تلك العلاقة و يحررها من كل سلبياتها لتصير علاقة فيها من المعروف و الاحسان ما لا تستطيع أى علاقة أخرى في صلة الأنا بالآخر التعبير عنه.
    تمتاز الحضارة العربية الإسلامية بالواقعية في معالجتها لقضية الجنس، فالفقهاء و المتصوفة و المؤرخون لم يدخروا وسعا في التعبير عن هذا النشاط الانسانى دون ربطه بالخطيئة الأولى كما في اللاهوت المسيحى، او الاسفاف و الذهاب إلى تشويه سير الأنبياء و الصالحين كما في الكتب المقدسة عند اليهود. هذه الواقعية و الوضوح تجدها في كتب السيرة و السنة و الفقه و الأخلاق و التصوف. ولعل أطرف ما يمكن الاستدلال به ما ذكره الغزالى: " وقال فياض بن نجيح: اذا قام ذكر الرجل ذهب ثلثا عقله، و بعضهم يقول ذهب ثلث دينه. وفى نوادر التفسير عن ابن عباس رضى الله عنهما: (ومن شر غاسق اذا وقب) قال: قيام الذكر. و هذه بلية غالبة، و اذا هاجت لا يقاومها عقل ولا دين. " (الاحياء: ج4ـ6، 109)، وقد ذكر الامام الغزالى هذا في مجال الترغيب في الزواج و الحض عليه.
    لقد استخدم الطيب صالح كل هذا التراث للتعبير عن مفاهيم الحب و الجنس و تشكلاتها في ظل الحضارة العربية الإسلامية المعاصرة. بالرغم من أن الطيب صالح قد أكد على استخدامه الجنس في رواياته بالمعنى الفرويدى الذي عبر عنه فانون في فهمة لظاهرة الاستعمار الا انا نجد ذلك الحضور للتراث العربى الإسلامى في رواياته، و ربما ذهب إلى تلك الدعوى العريضة لينفى عن نفسه تهمة استخدام الجنس بغرض الاثارة الرخيصة، لكن على أية حال يظل السؤال الأساسى هو هل من الممكن التعبير عن الجنس باعتباره واحدا من أوجه النشاط الانسانى في الأدب؟ كما عبر عنه الفقهاء والمؤرخون و أصحاب السير و السنن دون مواربة أم أن هناك موانع وضوابط حضارية ؟ و إلى أى مدى يمكن اعتبار تلك الموانع بأنها من باب لزوم ما لا يلزم؟ و هل يصلح الفقه لفهم الأدب أم اننا نحتاج إلى فقه جديد لفهم مآلات التدين في الأدب؟ و كيف يمكن الوعى بتلك المقتضيات لانتاج أدب يرتفع لمستوى الوعى الحضارى، و يعبر عن أشواق الانسان وتشوفاته؟ هل من الممكن ان نستدعى عوالم "ألف ليلة و ليلة" في التعبير عن موقع الجنس في الأدب، و نتجاوزها إلى آفاق أرحب و أنضج دون أن نتهم بالوقوع في حمأة الاستعباد للرغبات الرخيصة أو التبشير بقيم اخراج الناس من عبودية الله إلى عبودية شهواتهم؟
    كل هذه الاسئلة تعيننا على فهم معانى الحب و الجنس كما طرحها الطيب صالح في رواياته: هى أسئلة لا يسعنا أن نصدر فتوى بشأنها، لكن يسعنا أن نفهم الأسباب التي جعلتنا نطرحها بهذه الكيفية، حتى تعيننا على فهم التشكل الذي آلت اليه الحضارة العربية الإسلامية المعاصرة، و حينما ينقدح الوعى بتلك الآفاق في أنفسنا نكون أقدر على اصدار الفتاوى بشأنها، لكن لما يقع ذلك الأمر سنحتاج لأن نتعلم الكثير لفهم تشكلات الوعى الدينى المعاصر كما ينعكس في الأدب الذي يتيح لنا خبرة و دراية بقضايا تشكلات الشخصية المعاصرة والاجتماع البشرى الذي تتحرك فيه، حتى نمتلك فصل الخطاب.
    اذا هذه النماذج الثلاثة التي استخدمها الطيب صالح للتعبير عن مفاهيم الحب و الجنس في إطار مؤسسة الزوجية هى نماذج تسع كل امكانات التشكل المعاصر و تثير كثيرا من القضايا الحيوية حول معانى المعروف والاحسان على المستوى الأخلاقى و قضايا المودة و الرحمة و السكن، على المستوى النفسى. كيف يمكن أن تتحقق مقتضيات حفظ النوع الانسانى في ظل هذه النماذج الثلاثة؟ و هل يصح القول بأن مؤسسة الزوجية قصد بها حفظ النوع و أن المآلات الحقيقة لمعانى الحب و الجنس هى تحقيق ذلك المقصد؟ ام أننا نواجه بمسائل تقتضى وسائل و مناهج جديدة لفهم هذه المعانى في ظل هذه التشكلات الجديدة؟ بالطبع فهذه ليست دعوة لمراجعة كل شئ، وانما دعوة لفهم أصول هذه القضايا لفهم واحدة من أهم المؤسسات الاجتماعية التي أخرجتها الحضارة العربية الإسلامية، و قام الفقهاء بتعميق هذا الوعى عن طريق الأدب الثر و التراث الفقهى الذي يعكس تجارب اجتماعية عميقة في تدبر آيات النفس و الآفاق و الاجتماع البشرى. لكننا ازاء واقع مختلف أفصح عن بعض قضاياه من خلال تلك النماذج الثلاثة، فلذلك نحن أحوج ما نكون إلى تدبر لآيات النفس و الآفاق و الاجتماع البشرى، لفهم ومعالجة قضايا ذلك الأمر.
    الوصف الذي طرحه الطيب صالح لمؤسسة الزواج في الحضارة العربية الإسلامية من خلال هذه النماذج الثلاثة معبرا عن وعى معين بمفاهيم المعروف والاحسان و المودة والرحمة و السكن و قضايا الحب و الجنس ـ من خلال تلك المؤسسة الاجتماعية الهامة في الحضارة العربية الإسلامية ـ يثير كثيرا من المخاوف بل ينذر بأخطار تهدد تلك المؤسسة، حيث ان الخيال الاجتماعى الدينى قد حدثت فيه تغيرات خطيرة على مستوى فهم قضايا مؤسسة الزواج، وربما جعلنا ذلك نقول بأن كثيرا من قضايا مؤسسة الزواج التي تبنتها الحركة الإسلامية المعاصرة وليدة التحرشات الفكرية التي أصدرتها مؤسسة الاستشراق، و صارت مسألة المرأة في الإسلام هى في الغالب الأعم ردا على تلك التحرشات أو محاولة للخروج من مأزق التقاليد الدينية التي جعلت مؤسسة الأسرة أكثر المؤسسات قمعا و أضعفها في تحقيق معانى الحب و الجنس والمعروف والمودة و الرحمة و السكن، وهذا الأمر انعكس سلبا على الحركات الإسلامية و على وضع المرأة و إسهامها.
    لا شك في أن التحليل الذي قدمناه فيه كثير من التعميم، لكنه ليس تعميما
    مخلا، وواحدة من نقاط القوة فيه أنه يتخذ صور التشكل الاجتماعى المعاصر للحضارة العربية الإسلامية ـ كما انعكست في الأدب ـ مادة للتحليل و يشير إلى أهمية هذا المصدر في فهم القضايا المثارة بصورة أكثر واقعية والدعوة إلى عدم الانعزال في التراث او الركون إلى الرد على التحرشات الفكرية الغريبة، و انما التعويل على فهم منطق التطور الداخلى لمؤسسة الأسرة أو لقضايا الحب و الجنس في الحضارة العربية الإسلامية.

    2. عرس الزين/ عرس عشا البايتات
    لقد ربط الطيب صالح بين عرسيّ الزين وعشا البايتات برباط وثيق في بناء روايتي عرس الزين وبندر شاه (ضو البيت). صحيح أنه أشار إلى عرس عشا البايتات في رواية عرس الزين لتسويغ أمر وقوع عرس الزين "... لكن عبد الصمد ضاق ذرعاً بطلاوة لسان شيخ علي، فقاطعه بشيء من الحدة قائلاً: (أنت رايح بعيد ليه كثير عزة وقبيلة الابراهيمات؟ عند سعيد البوم.. ماك طاري حكاية عرسه). (عرس الزين: 94) لكن يبدوا لأول وهلة أنه لا يمكن إعتبار عرس سعيد الذي أشير إليه في رواية عرس الزين هو ذات العرس الذي أشار إليه الطيب صالح في رواية ضو البيت لجملة أسباب أهمها أنه في رواية عرس الزين أشير إلى أن عرس سعيد البوم قد وقع قبل عرس الزين وثانيهما أن الناظر في رواية عرس الزين قد شهد عرس سعيد وكان ذلك مفخرة يفاخر بها سعيد. بل أن عرس سعيد في رواية عرس الزين كان أمراً طيباً يخفف على الناظر صدمة وقع عرس الزين عليه إذ أنه قد خطب نعمة بنت حاج إبراهيم ولكنه رُدّ بصورة أحس فيها الناظر بإهانة بالغة "دخل الناظر في الموضوع وبسرعة طلب يد نعمة من أبيها. لم يفهم حاج إبراهيم شيئاً أول الأمر، أو لعله تغابى...” (عرس الزين: 92) ثم يمضي الحوار بين الناظر ووالد نعمة إلى نهايات جرّدت الناظر من كبريائه الزائف، صحيح أن والد نعمة لم يهن الناظر بكلامه لكن الناظر قد فهم لأول مرة موقعه الحقيقي في نظام القرية الاجتماعي وهو أنه ليس في استطاعته أن ينال كل شيء بسبب تربعه على قمة النظام الاجتماعي في القرية. والذي حزّ في نفسه أكثر هو كونها ستزف للزين “لكن الناظر في قرارة نفسه، على الرغم من اقتناعه بخطئه، لم يستطع أن يتخلص من الطعم المر في حلقه. ولما سمع بأنها ستزف للزين دون سائر الناس أحس الخنجر ينغرس أكثر في قلبه.” (عرس الزين: 92).
    أما في رواية ضو البيت فنجد أن عرس الزين كان سابقاً لعرس سعيد عشا البايتات "على الحرام أخوك عرس عرساً خلى الناس تنسى عرس الزين" (ضو البيت: 26) ثم يستطرد عشا البايتات في مكان آخر مقارنا بين عرسه وعرس الزين “عرس الزين بقى جنبه زي الطهورة” (ضو البيت: 32) والأمر الآخر هو أن سعيد عشا البايتات قد تزوج بنت الناظر بصورة فيها كثير من الإذلال الإجتماعي للناظر. “عرس الزين كان أعجوبة. أما أن سعيد البوم يصبح صهراً للناظر بجلالة قدره، فهذه هي المعجزة" (ضو البيت: 26) فقد كان رد الناظر على سعيد حينما طلب يد إبنته أن قال "... أنت سعيد الوسخان العفنان تتزوج بنتي أنا؟” (ضو البيت: 30) لكن سعيد البوم لم يكن غشيماً لا يعرف مآلات كلامه فقد أعد العدة لهذه اللحظة كان الناظر يستغله طوال تلك السنوات دون أن يدري ما أعد سعيد له لم يكن يعرف بأنه سيكون البوابة التي من خلالها سيحقق سعيد مجده الاجتماعي ليصير بدلاً من سعيد البوم سعيد عشا البايتات، بل أنه بعد ذلك قد صيّر الناظر طوع بنانه يحركه حيث يشاء كما قال عشا البياتات "الناظر بقي في أيدي زي العجين. أقول له يمين يقول يمين أقول شمال يقول شمال.. (ضو البيت: 32) بل أن سعيد عشا البايتات قد تجاوز أمر كونه صهراً للناظر إلى أفق اجتماعي أرحب من ذلك "فقال باختصار: "ناظر شنو؟ أنا فاضي في الناظر ولا حتى في العمدة أنا عندي القروش ـ على الحرام في اليوم العلينا إن درت بنت العمدة آخدها" (ضو البيت: 33) لقد صار المال هو الذي يحدد مساحة الوجود الاجتماعي في القرية في نظر سعيد عشا البايتات لعلّ الفرق بين سعيد والزين هو أن عرس الزين جاء تحقيقاً لنبؤة الحنين وقبله الناس ضمن قبولهم لكل ما حدث في عام البركة من أحداث تحيّر العقول أما عرس سعيد عشا البايتات من بنت الناظر فقد جاء تتويجا لمكر بالغ الإحكام من قبل سعيد تجاه الناظر فهو يمثل مكر الضعفاء قبالة غفلة الأقوياء. وكيف أن لعبة القوة والضعف متغيّرة و لا تستقر على حال. صحيح أن الزين وعشا البياتات قد احتلا مكانهما الاجتماعي الجديد بعد حدث العرس لكن الزين قد تحدد موضعه الجديد ضمن نسق الأشياء والأحياء في ود حامد بينما عشا البياتات شارك في إحداث زلزال في ود حامد أفضى إلى خلق نظام جديد.
    كان سعيد في رواية عرس الزين يحلم ببنت الناظر ولم يكن نسق الرواية يسع ذلك الحلم بسبب طغيان مغزى التصالح على الصراع والتغير ولما كانت رواية ضو البيت قد وسعت ذلك المعنى فقد بدا سعيد البوم فيها سعيد عشا البايتات فقد اشترى اللقب الجديد بماله كما اشترى أن يكون صهرا للناظر بماله ومكره ورغم تنكره لمجموعة محجوب وانحيازه إلى صف أولاد بكرى إلا أن مجموعة محجوب لم تر في ذلك من بأس ربما بسبب هامشية مكر عشا البايتات. وربما ـ كذلك ـ بسبب هامشيته في معسكر محجوب فهذه الهامشية المزدوجة هي التي جعلت محجوب يستنكف على الرد على دعاوى أولاد بكرى في ذلك الاجتماع المشهود تحت شجرة السيال حينما وقف عشا البايتات منتقدا محجوب وجماعته.
    لأمر ما أراد الطيب صالح الربط بين عرس الزين وعرس عشا البايتات في روايتي عرس الزين وضو البيت ولشأن آخر جعل عرس سعيد سابقا لعرس الزين في رواية عرس الزين وعرس الزين سابقا لعرس سعيد في رواية ضو البيت. وفي كليهما يكون العرس السابق مسوغا للعرس اللاحق ويكون العرس اللاحق أروع وأجل من سابقه. يبدو أن عرس سعيد في رواية عرس الزين لم يكن ذات العرس الذي تحدثت عنه رواية ضو البيت بسبب اختلاف المرأة واختلاف موقع الناظر من ذلك العرس. وأهم من ذلك كله هو بقاء سعيد على لقب سعيد البوم وظل يحلم ببنت الناظر حلما بعيد المنال.
    لعل الطيب صالح رأى في عرس الزين مثالية عبرت عن قيم مجتمع في طريقه إلى الزوال، زواج الزين من نعمة لم يكن أمرا غريبا فهي إبنة عمه، والشيخ الحنين مهد لذلك الأمر بقوله"باكر تعرس أحسن بت في البلد دي" (عرس الزين: 67) ونبوءات الشيخ الحنين لاتكذب. ونعمة نفسها كانت مؤهلة لذلك الأمر الغريب وتسعى لأن تنال شرف تضحية عظيمة، رغم أنها كانت رائعة الجمال وجليلة النسب وتمناها خيرة الشباب وبادروا لطلب يدها وراودت أحلام الشيب إلا أنها اختارت الزين. لم يكن في الزين شيئا يمكنه أن تتمناه أنثى في سنها ولم يصرح النص بأيِّ جاذبية جنسية بينهما بل على العكس من ذلك فهي قد أحبت فيه أمراً يتعلق بتحقيق معنى التضحية فهو ـ فقط ـ محل لتلك التضحية العظيمة التي كانت تتشوف إليها. لكن عرس سعيد عشا البايتات في رواية ضو البيت كان أكثر واقعية في التعبير عن قيم المجتمع الجديد المال والمكر يمثلان الأساس في قوانين النظام الجديد، فحينما اتصل سعيد بالقوى الماورائية بعد آذان الفجر في ذلك اليوم المشهود في رواية ضو البيت لم يوعد بالزواج من أحسن امرأة في البلد كما وعد الزين من قبل في تلك الليلة المشهودة وإنما أعطى كنزا من المال. لقد حقق سعيد حلمه في أن ينال بنت الناظر وينتمي لطبقتها ثم يتجاوز كل ذلك إلى أفق اجتماعي أرحب بسبب مكره وحسن تدبيره وسرعة تغييره لولاءاته الاجتماعية.
    كل هذه المعاني وسعتها رواية ضو البيت ولم يكن ذلك ممكنا في رواية عرس الزين، لكن رغم كل ذلك يظل سعيد عشا البايتات صورة أكثر واقعية للزين وتظل معاني الجنس ومؤسسة الأسرة التي يسعى أيِّ منهما لتحقيقها هي ذات المؤسسة التقليدية كما سنبين هذا الأمر لاحقا. إذن فالربط الذي أراده الطيب الصالح لعرس الزين وسعيد عشا البايتات ربطاً فيه محاولة لفهم مآلات معني الجنس والحب في إطار مؤسسة الأسرة كما فهمها الزين وسعيد عشا البايتات وكيف أن هذه المؤسسة هي جزء من كل اجتماعي يُعبر فيها عن قيم قبول الآخر المشوه خلقياً أو اجتماعياً ضمن غنائية وطقوس اجتماعية بالغة في التعقيد من خلالها يعبر عن معنى الجنس بلسان زلق في إطار مؤسسة الأسرة. بعد هذه المقدمة المطولة لنحاول التعرف على تراتيب القبول الاجتماعي والغنائية والطقوس الاجتماعية التي اتخذت للتعبير عن عرسي الزين وعرس سعيد عشا البايتات. ولنبدأ بعرس الزين ـ لاشك أن الزين كان خبيرا بمعرفة الجمال وكان يطرب للجمال ويستبد به فيصرح بذلك خلافا لتقاليد القرية وأعرافها. و الأهم من كل ذلك كانت القرية تشهد له سلامة ذوقه، كل ذلك والزين وما هو عليه من قبح ينسيك معنى القبح: فهذه المفارقة الطريفة المتمثلة في رهافة الحس والانصياع إلى الجمال قبالة القبح المبالغ فيه لدى الزين جعلت منه مجرد مكتشف لقيم الجمال في مجتمع تقليدي محافظ مثل مجتمع ود حامد لا يخشى من الزين على سمعة من يتشبب بها الزين وإنما يكون ذلك بمثابة إعلان عنها حتى ينتبه الناس إلى من تشبب بها الزين ويكثر خُطّابها وسرعان ما تزف لأحدهم، تلك كانت وظيفة الزين منذ أول مرة عرف فيها الحب " قتل الحب الزين أول مرة وهو حدث لم يبلغ مبلغ الرجال، كان في الثالثة عشرة أو الرابعة عشرة نحيلا هزيلا كأنه عود يابس" (عرس الزين: 25) ذلك القبح الظاهري الذي في الزين كان يغلف قلبا نابضا بمعاني إنسانية فائقة تجلت في صلاته الاجتماعية المختلفة وتجلت كذلك في قدرته على اكتشاف الجمال "ومهما قال الناس عن الزين فإنهم يعترفون بسلامة ذوقه، فهو لا يحب إلا أروع فتيات البلد جمالا وأحسنهن أدبا وأحلاهن كلاما" (عرس الزين: 25) تلك إذاً كانت مقاييس الجمال عند الزين والتي أسهمت بقدر وافر في تشكيل معنى الجمال لدى أهل القرية، لاشك أن هذا الآخر فيه مفارقة طريفة وهو أن الزين من دون سائر أهل القرية تثق القرية في فهمه لمعاني الجمال ويكون شباب القرية تبعاً له فأينما حطّ رحاله تسارعوا لخطبة تلك التي صاح الزين بحبها. صحيح أن الأمر لم يكن سهلا على القرية في أول أمرها خاصة وأن التي صاح بحبها الزين لأول مرة هي عزة بنت العمدة "كانت عزة إبنة العمدة في الخامسة عشرة من عمرها وقد تفتح جمالها فجأة كما تنتعش النخلة الصبية حين يأتيها الماء بعد الظمأ" (عرس الزين: 25) ثم يستفيض الطيب صالح في وصف جمالها والأهم من كل ذلك هوأن الزين هو الذي اكتشف ذلك الجمال الذي تفتح فجأة كأن عين الزين ذلك الرقيب الجمالي الذي لا يفوته شأن من شؤون تقلبات الجمال وتصاريفه في القرية " كان الزين أول من نبه شبان البلد إلى جمال عزة"(عرس الزين: 26)
    وكذلك فإن القرية لم تحتمل طريقة الزين في الإعلان عن حبه لأول مرة لكنها تصالحت مع هذا الأمر فيما بعد " ارتفع صوته المبحوح الحاد، كما يرتفع صوت الديك عند طلوع الفجر "...الزين مكتول في حوش العمدة" "(عرس الزين: 26) لعل الغضب الذي نشأ بسبب تشبب الزين ببنت العمدة كان بسبب التقاليد التي تمنع الناس من التصريح بعاطفة الحب علناً لكن الزين لم يكن يأبه لتلك التقاليد كان صادقا مع ما يحس به لم يكن من طبعه إخفاء هذه العاطفة النبيلة كان ذلك هو الفرق بينه وبين أهل القرية "فوجئ الناس بتلك الجرأة، والتفت العمدة ناحية الزين وقد تحرك غضب غريزي في صدره" (عرس الزين: 26) لم يكن من طبع الزين أن يكبت هذا النداء الطبيعي والفطري فيه تجاه الجمال ولم تكن البادية السودانية ـ مثلا في ذلك مثل البادية العربية عبر البحر الأحمر ـ تقبل هذا الإعلان عن الحب. كان لابد أن يجد الناس مبرراً لقبول هذا الصدق العاطفي دون التخلي عن تقاليد القرية المرعية "وفجأة كأنما الناس كلهم، في آن واحد، أدركوا التباين المضحك بين هيأة الزين، وهو واقف هنالك كأنه جلد معزة جاف، وبين عزة بنت العمدة، فانفجروا ضاحكين كلهم في آن واحد" (عرس الزين: 26) وبسبب ذلك مات الغضب في صدر العمدة ولم ير بأسا في ما قاله الزين بل حاول استغلال هذه العاطفة لدى الزين وسخّره لأداء الكثير من الأعمال الشاقة، وأدى الزين كل ذلك بصبر وجد بسبب وعد العمدة له " الزين... إن بقيت اشتغلت شديد الليله، نعرس لك عزة" (عرس الزين: 26) ومضى شهر إلى هذا الأمر والزين يؤدي ما عليه دون أن يعي بأن العمدة قد وعده بالزواج من إبنته مستخفا به ومحاولا تجاوز الحرج الذي وقع فيه تشبيب الزين بإبنته، فلئن ضحك الناس "فجأة" بسبب المفارقة بين حال الزين وبنت العمدة وكان ذلك مسوغ لقبول جرأة الزين وتطمين النفس بأن أعراف القرية لم تتجاوز بأي حال من الأحوال لأن الذي صدر منه ذلك الأمر هو الزين لقد أنقذه قبحه المفرط قبالة جمال عزة الصاعق الذي اكتشف "فجأة" بواسطة الزين والذي جعل الناس يدركون "فجأة" تلك المفارقة العجيبة بين الزين وعزة بنت العمدة وتحول الأمر كله إلى ضحك وضحك العمدة أيضا ولكنه لم ينسى أن يمارس سلطة الاستغلال التي يمثلها ليحوّل عاطفة الزين الصادقة التي لم يستطع أن يخونها بل عبّر عنها بمسئولية بالغة وظل عند موققه إزاء عزة باذلاً كل طاقته لأن ينال الوصل منها " كنت ترى الزين العاشق يحمل جوز الماء على ظهره في عز الظهر... يسقي جنينة العمدة " (عرس الزين: 27) وإذا ماضحكت له عزة ـ ربما ـ مرة في الأسبوع لا تكاد الدنيا تسعه من الفرح، ذلك موقف عاشق صادق صابر إزاء محبه لكن الأمر الغريب هو أنه بعد مضي شهر خطبت البنت لإبن خالها والذي له وضع اجتماعي راق " لم يثر الزين ولم يقل شيئا. ولكنه بدأ قصة جديدة" (عرس الزين: 27) إذاً لقد صدق ظن أهل القرية حينما ضحكوا من الزين حينما صاح بأنه "مكتول في حوش العمدة" كأن الزين قد فهم بفطرته معنى تلك الضحكة الجماعية وكيف أن العمدة نفسه قد تبدد غضبه حال سماعه لذلك الضحك الجماعي من أهل القرية وشاركهم في الضحك أيضا بل سعى لأكثر من ذلك بأن تبنى مشروع أن يَعِدْ الزين بالزواج من إبنته إن هو اجتهد في العمل على تنفيذ مطالبه حينما صاح الزين بأنه "مكتول في حوش العمدة" كان يُعبّر عن عاطفة حب خلاق صيرته قتيلا. لذلك لم يكن يعنى ذلك أكثر من كونه قتيل تلك الدار وصريع عزة بنت العمدة، وكما بيّنا من قبل في شأن سوسيولوجيا الضحك في شخصية الزين حال حديثنا عن ميلاده، نرى ـ مرة أخرى ـ يلعب الضحك دوراً اجتماعياً بالغ الأهمية، فعن طريق الضحك استطاعت ودحامد أن تقبل جرأة الزين وتجعل منها فعلاً تقبله القرية، ولقد ذهب العمدة أكثر من ذلك حيث حوّل عاطفه الزين لأمر تسعه مؤسسة الزواج، فبادر بعرض اقتراح الزواج على الزين، ولقد فهم الجميع ـ ربما سوى الزين ـ بأن العمدة يسعى لاستغلاله ويجعله قتيل السخرة لا قتيل العشق. لا يمكننا القول: بأن أولى مغامرات الزين الغرامية كانت صدفة في بيت العمدة، فالعمدة يمثل قمة السلطة في ودحامد، والحب تمرد واستجابة عفوية، خاصة إن كان المحب من هو في مقام الزين، لقد استهدف الحب بيت العمدة وكان المخرج هو الضحك، ثم من بعد ذلك تأطير العمدة لذلك الأمر بأنه رغبة عادية من جانب الزين في الزواج من إبنته عزة، فرق بين أشواق الزين وصيحته العارمة بالعشق إزاء الجمال الذي تفتح "فجأة" في بيت العمدة وأرداه قتيلا وبين ضحك أهل ودحامد وضحك العمدة وتأطيره لذلك العشق الوهاج في إطار الزواج. كان يكفي الزين ـ حسب مقامه الاجتماعي ـ أن يكون قتيل بيت العمدة، أن يصرّح بعشقه أما أن يجد الوصل في إطار مؤسسة الزواج فذاك أمر لم يكن يسعه خيال الزين الاجتماعي فلذلك لم يطالب به وحينما زفت عزة لغيره لم يثر، يكفيه أن ينل العشق وحسب.
    المحطة الثانية لغراميات الزين كانت واحدة من فتيات البدو. فعرب القوز كما يسميهم سكان ودحامد يقيمون على أطراف النيل ويفدون إليه من ديار الكبابيش ودار حمر ومضارب الهواوير والمريصاب في كردفان حينما يضرب الجفاف تلك البقاع بعضهم يرجع على حافرته حيثما تنقشع سنى القحط والبعض الآخر ألف حياة الاستقرار لكنه يبقى على هامش ودحامد ويتجرون مع أهل ودحامد ويؤدون بعض الأعمال الهامشية "لايتزاوجون مع السكان الأصليين، فهم يعتبرون أنفسهم عرباً خلصاً وأهل البلد يعتبرونهم بدواً أجلافاً" (عرس الزين: 27ـ2 رغم ذلك فقد تخطى الزين ذلك الحاجز العرقي المتوهم " ولكن الزين كسر هذا الحاجز" (عرس الزين: 2 وفي أحد جولاته الجمالية التي يتطلع فيها بحثاً عن شيء ضاع منه " فحام حول البيوت كأنه يبحث عن شيء ضاع منه. وخرجت فتاة راع الزين جمالها فتسمر في مكانه" (عرس الزين: 2 حقاً ضاع منه ذلك العشق الذي فقد بزواج عزة بنت العمدة فمقام العشق يحتاج إلى محل يشغله فكانت تلك البدوية رائعة الحسن " فضحكت له وقالت تعبث به: "الزين بتعرسني؟" وتبكم برهة" (عرس الزين: 2 كيف أجاب الزين على السؤال فقد كونه أداة للاستفهام لقد" صاح بأعلى صوته "واكتلتي ياناس" (عرس الزين: 2 لعل الزين كان يعرف أنها لم تكن جادة في طلبها لكن مقام العشق أوقل مقام الزين كان أميناً مع نفسه لا يستطيع أن يخون هذا الحسن الصاعق والحديث الحلو وقال قولته بأنه قتيل لتلك الفتاة وكان يعرف ضراوة أولئك الأعراب وغيرتهم على نسائهم "وهب اخوان الفتاة على الزين، ففرّ منهم ولكن حليمه، حسناء القوز، أصبحت فيما بعد هوسا عنده لم يفارقه إلى أن تزوجت الفتاة” (عرس الزين: 2 مرة أخرى كان إعلان الزين عنها دافعا لأن يتقدم لخطبتها أثرياء البلد وشبانها المرموقين، اكتشف ذلك الجمال ودعا إليه الزين لكن استقر ذلك الحسن في سلك الطبقة المرموقة. يكفي الزين مرة أخرى مقام العشق فمقام الوصل لأصحاب الجاه الإجتماعي. فكأن مقام الجمال للجاه ومقام العشق للفقراء. فالجمال من جملة أسباب الصعود الاجتماعي وقتلاه هم الفقراء، لم يكن الزين يحس بتلك الحسرة ولايعذبه العشق الذي يورث الحرمان وإنما مقام الزين في العشق هو حالة صدق نفسي وأمانة يؤديها اتجاه الجمال لا يخونه ولايتردد في بذل ماعنده لقاء أداء تلك الأمانة. ربما يورث العشق الحسرة والحرمان لدى بقية الفقراء بسبب رغبتهم في تملكه لكن مقام الزين هو سعي للإعلان عنه. والبون شاسع بين أداء واجب الإعلان عن الجمال والسعي لامتلاكه، لقد أدرك الزين استحالة امتلاك الجمال فالمقام لايسع إلا أن يصعقك الجمال ويرديك قتيلاً له وليس لك من الأمر إلا الإعلان عن ذلك. تلك إذاً خلاصة مقام الزين في العشق.
    بعد هاتين التجربتين تحول الزين إلى رمز داخل مجتمع ودحامد. إلى رمز مهم في علاقات الزواج بالقرية، كأن القرية كانت في أمس الحاجة إلى ذلك الرمز الذي يؤدي وظيفة الإعلان عن الجمال والترغيب في النكاح " فقد فطنت أمهات البنات إلى خطورته، كبوق يدعين به لبناتهن. في مجتمع محافظ، تحجب فيه البنات عن الفتيان، أصبح الزين رسولا للحب" (عرس الزين: 31) تلك وظيفة أسطورية لم يكن ليؤديها في مجتمع ودحامد سوى الزين أن ينفعل قلبه بالجمال ويعلن عنه على الملأ وترهف الآذان له تم تمتد يد الخطاب إلى تلك التي انفعل الزين بجمالها وحين يقام العرس تجد الزين مسخرا لإكمال مراسيم العرس "... وكان الزين يخرج من كل قصة حب كما دخل، لا يبدو عليه تغيير ما" (عرس الزين: 31) هذا المركز الجديد أو قل الوظيفة الأسطورية في الإعلان عن الجمال وحمل رسائل الحب وانجاز مهام مابعد الحب في إطار مؤسسة الأسرة جعل نساء ودحامد يستدرجنه إلى البيوت وينصبن له مجالس الطعام والشراب ويشجعن بناتهن في المجيء وإلقاء التحية عليه والسعيدة منهن من يلهج الزين بذكرها فما تلبث أن تضمن لها زوجا. ويبدو أن الزين قد أحب هذه الوظيفة التي يحقق بها مقام العشق " ووفدت على الزين بسنوات خصب مفعمة بالحب... ولعل الزين بفطرة فيه، أدرك خطورة مركزه الجديد فأصبح يتدلل على أمهات البنات ويتردد قبل أن يجيب دعوة إحداهن للإفطار أو الغذاء" (عرس الزين: 32) لعلّ مقام الزين في العشق صار وظيفة بالغة الخطورة في ودحامد فهو المدخل للتراتيب الاجتماعية في ودحامد ويبدو الفرق واضحا بين أول مرة أعلن فيها الزين عن ذلك المقام في بيت العمدة وعن المآل الذي انتهى إليه، فقد أحب الزين هذه الوظيفة وقد دفعت نساء ودحامد بسخاء للزين لأداء تلك الوظيفةالخطره.
                  

06-18-2004, 01:50 PM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: bayan)



    لكن لذلك الأمر استثناء واحد ـ فقط ـ هو أن الزين لم يكن يُدرج

    نعمة بنت حاج إبراهيم ضمن تلك الوظيفة ولقد كرر الطيب صالح هذا الاستثناء مرتين "لتأكيد كل هذا وفي الحي فتاة واحدة لايتحدث الزين عنها ولايعبث بها" (عرس الزين: 32) ثم يكرر الجملة الموحية والمهمة في فهم صلة الزين بالنساء "كل هذا وفي الحي صبية حلوة، وقورة المحيا، غاضبة العينين تراقب الزين في عبثه ومزاحه وهزاره" (عرس الزين: 3 مرة وجدته ـ كعادته ـ وسط مجموعة من النساء يعبث ويضاحكهن فما كان منها إلاّ أن انتهرته فسكت الزين عن الضحك "وطأطأ رأسه حياء ثم انسل بين النساء ومضى في سبيله" (عرس الزين: 3 كان لها ذلك الموقع في نفسه يترك لها الطريق وتأمر فيطيع فمقام الزين لم يتجلى بالكيفية المألوفة معها ووظيفته في القرية كف عن أدائها إزاء نعمة كانت هي تعرف ذلك وهو يرى استحالة تحقق مكان الزين فيها. فهي نشيد إنشاد آخر ومعزوفة جمال يقتضيها مقام آخر فيه كمال العشق والوصل ولذلك آثر الصمت على الصياح بالقتل، هي المحل الذي جعله ينتقل من مكان إلى مكان أرفع وأعلى وأجل هي التي وعده بها من قبل الحنين ووصفها بأنها أفضل النساء في البلد، وكان الزين يعرف ذلك ـ دون شك ـ فهو الذي يصنع مقياس الجمال في القرية ويكتشف ذلك الجمال بفطرة فائقة غلابة هي التي أورثته مقام العشق أو قل مقام الزين. لاشك أن الانتقال من مقام العشق إلى مقام كمال العشق والوصل قد اقتضى غنائية وطقوس بالغة في التعقيد. لقد كانت نعمة امرأة فريدة"ولما كبرت ولم تعد طفلة أصبحت رؤوس النساء والرجال على السواء تلتفت إليها حين تمر بهم في الطريق. لكنها لم تكن تأبه بجمالها" (عرس الزين: 52) وقد تفاعلت بعمق مع معاني القرآن التي حفظتها وفاقت أقرانها ومن هم أكبر منها سناً في سرعة الحفظ وإجادته، كان لما تحفظه من القرآن قيم ومعاني في نفسها "كانت تعجبها آيات معينة منه، تنزل على قلبها كالخبر السار، كانت تؤثر مما حفظته سورة الرحمن وسورة مريم وسورة القصص" (عرس الزين: 52) أي أنها قد تجاوزت مرحلة الحفظ والترديد الآلي إلى مرحلة الفهم والتفاعل مع القيم التي يحملها القرآن في وقت قياسي "وتشعر بقلبها يعتصره الحزن وهي تقرأ عن أيوب وتشعر بنشوة عظيمة حين تصل إلى الآية "وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا" (عرس الزين: 52) لاشك أن شخصية أيوب عليه السلام قد جسدت معاني الصبر ولكن نعمة بنت الحاج إبراهيم رأت في قصة أيوب شيئاً آخر حسب بعض التفسيرات التي تذهب إلى أن "رحمة" هذه هي امرأة أيوب، وعليه تكون زوجة أيوب هذه قد اقتضى حالها تضحية عظيمة حتى يكون لصبر أيوب معنى اجتماعياً وليس مسألة فردية مجردة "وتتخيل رحمة امرأة رائعة الحسن متفانية في خدمة زوجها وتتمنى لو أن أهلها أسموها رحمة." (عرس الزين: 52) كان ذلك ما وجدته نعمة في قصة أيوب وكانت تشعر لأن يحقق مشروع حياتها شيئا مماثلا لما قامت به رحمة من تضحية عظيمة وكان يداخلها شعور غريب وهي تقرأسورة مريم، كل ذلك جعلها تشعر بعظم معنى المسئولية وتعرف موقفها في البيت وتؤدي ماعليها من أعباء بهمة عالية وتعبر عن رأيها بنضج ووضوح شديدين مما أكسبها مكانة خاصة في البيت، كانت تدري معنى التعليم لكنها رأت بحس ثاقب فوضى في المعاني التي يحدثها التعليم الذي أتى به المستعمر حيث كان أخوها الذي يكبرها يحثها على التعليم في المدارس قائلا لها "(يمكن تبقى دكتورة أومحامية) ولكنها لم تكن تؤمن بذلك النوع من التعليم" (عرس الزين: 52) كانت سيدة رأيها لا يستطيع أحد أن يملي عليها موقفا أو رأياً ـ خاصة ـ في أمر في غاية الأهمية بالنسبة للأسرة مثل الزواج فالبنت لاتستشار وإنما يحدد لها أهلها مِن مَن تتزوج ولكن نعمة كانت نسيج وحدها في هذا الشأن ولم يكن أمام أسرتها إلا الرضوخ لرأيها ورفض من ترفضه. وحينما تقدم إليها إدريس وكانت أسرتها ترى فيه كل مواصفات الزوج المثالي لابنتهم "هزت كتفيها وقالت (ما بدوره) "(عرس الزين: 54) ويبدو أن والدها قد احتد معها ولأول مرة هم بصفعها لكنه لم يستطع لأسباب كثيرة أهمها ذلك الشعور الغريب الذي اعترى والدها وهو يرى ذلك التصميم الغريب في وجهها هذه الفتاة لاشك أن من ورائها سر عظيم يعلو عن أن يعبر عنه بكلمات لكنك تحسه وأنها مأمورة بقوى غير مرئية في مسألة زواجها لذلك لا بد للأسرة أن تتخلى عن هذا الأمر لها "ومن يومها لم يكلمها أحد في أمر الزواج” (عرس الزين: 54) هذا الاستسلام العجيب من قبل الأسرة إزاء ما تحمله الأقدار لنعمة في شأن زواجها أمر لا تقبله أعراف القرية فموضوع زواج البنت هو من مسؤوليات الأب والأسرة على وجه العموم أما وإن يترك ذلك لها فذلك يحتاج إلى قوى غلابة لا يستطيع أحد ردها. لا شك أن هناك فرق كبير بين الاستسلام الكامل لتلك الأقدار وبين التسليم بها واعتبار أن أمر الزواج هذا قسمة مسطرة في اللوح المحفوظ قبل أن يخلق الله الأرض ومن عليها. ففي الحالة الأولى تعبير عن إعطاء مطلق الحرية لها وفي الحالة الثانية الرضاء بمايقع بعد وقعه. ونعمة كان بيدها أن تستسلم لهذه الأقدار التي تحسن بأنها تدفعها إلى جهة ما وتلزم أهلها بالتخلي عن دورهم والسماع لصوتها دون معاندة أو إفتئات عليها وهي في قرارة نفسها كانت تشعر بعظم المسؤولية التي ستوضع على عاتقها في شأن زواجها.
    إذاً أول تمهيد اقتضاه عرس الزين من نعمة هو تلك الطلاقة والحرية المطلقة التي وفرتها الأسرة لنعمة لأن تختار من تراه زوجاً مناسباً لها ولعل في ذلك خروجاً على أعراف القرية ومفاهيم الولاية في نكاح البكر كما وعتها تقاليد القرية في شأن وضع المرأة وعبرت عنها من خلال تشكل للثقافة العربية الإسلامية في السودان. وكانت نعمة لا تحس بتلك الطلاقة والحرية في شأن زواجها ولكنها كانت تحس بعظم المسؤولية الملقاة عليها مثلما أحست مريم حينما تحققت فيها نبوءة "أن العذراء تلد ولداً" وحينما جاءها الملك يبشرها بعيسى عليه السلام لا شك أن ذلك إحساس بعظم مسؤولية القرار الإلهي وصبر على ثقل وقعه وكانت كذلك نعمة يراها الآخرون بأنها تعبر عن طاقة قاهرة لا تحدها حدود أعراف القرية وقوانينها وهم لا يدرون بوقع هذه الطاقة عليها وأنها يليها من كل هذا الأمر مسؤولية عظمية وأنها مدفوعة بأقدار أقوى منها. إن التعليم الديني الذي سعت نعمة للحصول عليه وفرضت وجودها فيه قد جعل منها كائناً آخر أنثى لا كبيقة النساء في القرية أنثى تعي دورها في الحياة، وتفهم معنى اختيارها وتحمُلِّها لمسؤولية ذلك الاختيار، وقد اتخذت لها نماذج قرآنية للتعبير عن اختيارها، والأهم من كل ذلك هو صحة تمثلها لتلك النماذج القرآنية الفريدة ورؤيتها الثاقبة في الربط بين طلاقة التحرر وعظم مسؤولية تلك الطلاقة لذلك كانت أحلامها خلافاً لأحلام نظيراتها في القرية، فكن يحلمن بذلك الفارس الذي يأتي من عوالم سحرية ويخطفها من أهلها لتلك العوالم حيث السعادة ورغد العيش، لعل هذه الأسطورة فيها كثير من الحلم المتبرِّم بالواقع دون فعل شيء لتغيير ذلك الواقع، حلم يعوض عن مرارة القهر واستلاب الصوت فيجد الصوت له منافذ وردية في التعبير في تزين الخروج واعتباره أفضل من الواقع، والبنت منهن تعرف أنها لن تتزوج فارساً يأتي من عوالم سحرية وإنما ستختار لها أسرتها الزوج المناسب ولن يقود ذلك إلى سعادة ورفاهية وربما قاد لنوع آخر من استلاب القرار فبين استلاب وآخر لا يبقى للأنثى سوى الحلم الجميل في عوالم سحرية "صاحباتها في الحي، كل فتاة تشب وفي ذهنها صورة معينة عن الفارس الذي يربط فرسه ذات مساء ساجي الضوء خارج الدار" لاشك أن هذا الفارس لن توافق عليه أسرتها وهو أيضاً لا يحتاج إلى موافقتهم يكفي أنها تنتظره وإن له القوة والعدة التي تمكنه من أخذها عنوة من أهلها ولذلك يستمر النص مفصحاً عن منطق الصراع والقوة "ويدخل ويختطفها من بين أهلها ويهرب بها بعيداً إلى عوالم سحرية من السعادة ورغد العيش" (عرس الزين: 54ـ55).
    لم تكن نعمة تحلم بذلك الخروج الذي يؤديه فارس نيابة عنها ولم يكن البيت سجناً كبيراً حتى تهرب منه وإنما كان مكاناً تمارس فيه مسؤولياتها وتشارك فيه برأيها: "ونشأت نعمة، طفلة وقورة، محور شخصيتها واضح في كل شيء وتتحدث إلى أبيها حديثاً ناضحاً جريئاً يذهله في بعض الأحيان" (عرس الزين: 52) إمراة مثل نعمة لن تحتاج لذلك الفارس "أما نعمة فلم ترتسم في ذهنها صورة محددة. كبرت وكبر معها حب فياض ستسبغة يوماً ما على رجل ما" (عرس الزين: 55)، وإنما ستقوم بصورة إيجابية بإسباغ ذلك الحب الفياض على رجل ما وبسبب رأيها الواضح في التعليم الذي أتى به المستعمر والذي يحمل قيم المستعمر في شأن مؤسسة الأسرة ويرفض مسألة التعدد ويرى تعدد الزوجات أمراً منافياً للقيم والأعراف لكن نعمة كانت في هذا الشأن تنتمي إلى قيم ودحامد رغم الحرية والطلاقة التي حازتها بسبب عمق فهمها للمناذج القرآنية من النساء ولذلك كانت ترى في أن ذلك الرجل الذي ستسبغ عليه حبها الفياض ربما “قد يكون الرجل متزوجاً وله أبناء، يتزوجها على زوجته الأولى قد يكون شاباً وسيماً متعلماً أو مزارعاً من عامة أهل البلد..." (عرس الزين: 55). تلك هي جملة الخيارات وأخطرها خيار قبول أن تكون زوجة ثانية، فهي لا ترى خطأ في ذلك وإنما تراه تدبيراً اجتماعياً مقبولاً وسعته القيم التي نادى بها القرآن الكريم، إذاً لا تعارض بين تلك الطلاقة والحرية وبين هذا التدبير الاجتماعي لمسألة الأسرة، حسب فهم نعمة لهذا الأمر.
    لقد كات نعمة نسيجاً اجتماعياً فريداً فهي تمثل قيم القرآن الكريم وتلك الشفافية الإنسانية لم تكن إمرأة عادية لم تعاني من قهر التقاليد في وودحامد لم يكن زمام أمرها بيد غيرها لقد تحررت من كل أساطير القهر الاجتماعي وألزمت نفسها بنماذج قرآنية فائقة تقتدي بها، لقد أوجدت تلك المعادلة الصعبة بين الطلاقة والحرية وعظم مسؤولية مقام التحرر، لذلك حينما تستعرض نماذج الرجال من حولها ويحط اختيارها على الزين "قد يكون الزين.." (عرس الزين: 55) لا تسعى لأن يحقق الزين مقام العشق فيها ولكنها تمنحه مقام كمال العشق والوصل "وحين يخطر الزين على بال نعمة تحس إحساساً دافئاً في قلبها، من فصيلة الشعور الذي تحسه الأم نحو أبناءها" (عرس الزين: 55)، حينما تتحول عاطفة الحب بين الرجل والمرأة إلى عاطفة أمومة من المرأة تجاه الرجل يتحول ذلك المجتمع الذي تسوده قيم الأبوة أصلاً إلى مجتمع تسوده قيم الأمومة لكن حينما يقع نوع من التوازن في هذه العاطفة لتصير أمومة مغلفة بشفقة ـ وبمعاني أخرى ـ للبعد على ذلك العشق الفوار بين النساء والرجال، والذي ليس من طبيعة نعمة ـ هنا فقط ـ تحدث الموازنة لم ترد نعمة أن تحل محل الزين في علاقتها به ولم ترد لنفسها أن تبتذل تلك العلاقة في إطار مجتمع محافظ للمرأة مكانها ودورها أرادت شيئاً يحقق لها معنى الطلاقة في صلتها بالزين وفي ذات الوقت لا يسلب الزين موقعه الرائد في مؤسسة الأسرة، لذلك تستمر الغنائية في التعبير عن شعورها إزاء الزين "ويمتزج بهذا الإحساس شعور آخر، بالشفقة يخطر الزين على بالها كطفل يتيم عديم الأهل، في حاجة إلى الرعاية، إنه إبن عمها على كل حال، وما في شفقهتا عليه شيء غريب" (عرس الزين: 55) يتداخل في هذا النص صوت نعمة مع صوت الراوي يجد لها الراوي مبرراً في ذلك الشعور الغامر تجاه الزين ذلك الحب الفياض الذي وصفه الراوي حال مقارنته بين نعمةوبقية الفتيات في القرية إزاء مسألة الزواج وحينما صار الزين واحداً من أولئك الذين يمكن أن يشملهم ذلك الحب الفياض كرجل بلحم ودم تعرفه نعمة، حينما انتقل الأمر من منطقة التعميم إلى شخص متعين، سعت نعمة والراوي كذلك لتدارك هذا الأمر ومحاولة التعبير عنه بصورة تسعها صورة نعمة إزاء نفسها وإزاء النص الذي حرره الراوي عنها في الصفحات المنصرمة فالكتابة عن نعمة بالصورة السابقة جعلت من الصعوبة النزول بها إلى التفكير في رجل بلحم ودم، فالأيسر لها أن تبقى أسيرة الحديث عن نماذج ولكن أن يخطر الزين دفعة واحدة هكذا دون مبررات اجتماعية، يشوش على نعمة صورتها عن نفسها إزاء التراتيب الاجتماعية، في ودحامد فكون الزين إبن عمها ذلك يعني أنه المقدّم من بين الآخرين في تحقيق كمال مقام العشق والوصل بالنسبة له لكن الزين لم يكن شخصاً عادياً فهو إبن عمٍ لا تقبله التراتيب الاجتماعية في القرية ويحتاج الأمر إلى تضحية عظيمة. ويحتاج كذلك إلى كل هذه العواطف المغلفة التي اجتاحت نعمة وهي تفكر فيه. تلك هي الغنائية التي انتقلت من خلالها نعمة لتحقق للزين مساحة اجتماعية منشودة في مجتمع ودحامد كأن الجنس والحب كما تصورهما مؤسسة الأسرة هما الدافع الخفي وراء ذلك.
    لعل موقع الزين قد اختلف كثيراً من موقع نعمة في الإعداد لحدث “عرس الزين”. فنعمة كانت تغالب التراتيب الاجتماعية بتبني أقدار أعلى من أعراف القرية وتراتيبها الاجتماعية، وهي المعبر عن تلك الأقدار الغلابة أما الزين فكان ينتظر وعد الحنين أن يتحقق في تلك التي كان يعرف أنها "أحسن بنت في البلد" كان الزين يغالب كل أعراف القرية في مسائل علاقة الأنا بالآخر إلا مسألة صلته بالنعمة فكان طوعاً لتكل الأقدار التي تعبر عنها النعمة يسوقه إليها الحنين بتلك البشارة في تلك الليلة المشهورة التي بُعث فيها الزين من جديد ومُنح ميلاداً اجتماعياً جديداً جعل من زواجه بالنعمة أمراً ممكناً فالزين لم يعد الزين الذي كان يضحك دونما فرح ويضحك الآخرين لكن لا تتسرب إلى نفسه ذرة من المرح والسعادة، ذلك هوالزين الذي كانت تسعه التراتيب الاجتماعية في القرية والذي لا يحق له أن يسعد بالحب ويحقق مقام العشق والوصل معاً.
    لقد كان حدث زواج أخت سيف الدين أول تلك المبادرات التي اتخذها الزين لتغيير وضعه والاحتجاج على أهل ودحامد لقد أحب الزين أخت سيف الدين وكان يرى أنه أحق بها ممن تزوجها لأمر بسيط هو أنه أكثر فحولة من ذلك الذي تزوج بها أو قل لم ير في ذلك الزوج الحد الأدنى من الفحولة التي تؤهله لذلك، وقد قاد ذلك الأمر إلى اعتداء سيف الدين عليه بسبب تجاوز الزين لأعراف القرية في شأن صلته بأخته التي تزوجت رجلاً لم يرض عنه الزين. لقد كان سيف الدين أبعد الناس في الحفاظ على تقاليد القرية بل كان أكثرهم هتكاً لها على كل المستويات وخاصة على المستوى الاجتماعي فهو الذي أتى لأبيه ذات ليلة ووالده على سجادته بعد صلاة العشاء ليقول له إنه يحب إمرأة ساقطة ويريد أن يتزوج بها، لقد أسودت الدنيا في تلك اللية في عيني الأب وهو يستمع لإبنه الوحيد ورائحة الخمر تفوح من فمه يقوله له "إنه يحب" ـ الكلمة التي تثير في عقول الآباء في البلد كل معاني البطالة والخمول وأنه يريد أن يتزوج جارية ماجنة فارغة العين..." (عرس الزين: 75).
                  

06-18-2004, 01:55 PM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: bayan)


    كانت ضربة سيف الدين للزين في تلك الليلة هي الفعل الذي قاد في نهايته إلى بشارة الحنين للزين بأنه يتزوج أحسن بنت في البلد". لم يرد الزين أن يعلم أهل البلد في صباح الليلة حينما سقط في فناء داره مغشياً عليه أثر تلك الضربة ولا حتى بعد مضي أسبوعين حينما رجع من المستشفى بعد أن شفي من جراحه تلك. وحينماكان يحكي لمجموعة محجوب أمام دكان سعيد، في تلك اللية ـ مغامراته النسائية مع الممرضات في المستشفى وقد همَّ بأن يُحدثهم ماذا فعل مع تلك الممرضة التي تبذّل في وصفها "ووضع الزين يديه خلف رأسه ومال إلى الوراء قليلاً ثم قال ببطء وعلى وجهه ابتسامة خبيثة: "دايراني يا جماعة تعرفوا شن سويت لها؟" (عرس الزين: 63) ينقطع الحديث عند ذلك الحد ويقفز الزين في الهواء وتسرع المجموعة لتلحق به لكنه ينفلت منهم ويمسك بسيف الدين بصورة جعلت الجميع يوقنون بأن سيف الدين لا محالة هالك. لقد أرد الطيب صالح أن يسكت عما فعل الزين مع الممرضة، لم يرد أن يروي لنا ما حدث للزين هل كانت غزوة جنسية حقيقية أم أن الأمر لا يسع أن تقع شخصية الزين في ذلك الوحل، على كل حال فجملة التناقضات التي تحتمل شخصية الزين تسع كل الاحتمالات التي سكت عنها وحينما جاء الحنين في اللحظة المناسبة وعاد الزين إلى رشده يفصح النص بأن فعلة الزين هذه كانت رداً على ضربة سيف الدين له: “فقال الحنين موصلاً كلامه (متين سيف الدين ضربك بالفأس في رأسك؟" (عرس الزين: 66)، ويجيب الزين في ليلة عرس أخت سيف الدين ثم حينما يسأل عن السبب يقول: "أخته كانت دايراني أنا مشو عرسوها للراجل الباطل داك" (عرس الزين: 66) وحينما ضحك أحمد إسماعيل على رد الزين سارع الحنين مثباً المعنى الذي قال به الزين من أن البنت كانت تريده لكنه زوجوها من ذلك الرجل فقال الحنين: "كل البنات داراتنك بالمبروك، باكر تعرس أحسن بنت في البلد دي" (عرس الزين: 66 ـ 67)، إذا كانت بشارة الحنين رداً على أهل القرية الذين لا يرون الزين أهلاً للزواج، والأمر العجيب أن شيخ الحنين عكس كل أهل القرية كان يرى بأن كل بنات القرية يرغبن في الزين لسبب أو لأخر لكن أعراف القرية لم تكن ترى في الزين رجلاً يصلح للزواج. فاقتضى الأمر بشارة الحنين تلك في ـ تلك الليلة المباركة ـ التي أورثت القرية عاماً من البركة عرف بعام الحنين. والأهم من كل ذلك هو أن أؤلئك الذين لم يسعدهم الحظ بحضور أحداث تلك الليلة وكانوا يستعدون لصلاة العشاء قالوا إن الإمام قد تلا في تلك اللية حين صلى بهم آيات من سورة مريم وقد روى "حاج إبراهيم"، عم الزين، ووالد نعمة وهو رجل مشهود له بالصدق، يذكر تماماً أن الإمام قرأ الآية {وهزي إليك بجذع النخل تساقط عليك رطباً جنياً} من سورة مريم وهي آية فيها الخير والبركة (عرس الزين: 81) فالربط بين حاج إبراهيم ونعمة والزين بهذه الصورة لتأكيد أهمية تلك الليلة المباركة في تاريخ ودحامد له معنى واضح خاصة إذا كان الذي أرّخ لتلك الليلة ممن لم يسعدهم الحظ بحضورها والسماع لنبوءة الحنين فيها ـ هو حاج إبراهيم فهذا يعني أنه صار جزءاً من ذلك الزخم وتلك التضحية والتي هي في وعي أهل القرية حسب النص ـ تحمل كل معاني الخير والبركة، إذاً فالجميع الآن قد تأهلوا لقبول مقام العشق وكمال الوصل الذي سيحققه الزين بالزواج من نعمة وقد لعب الحنين وسيف الدين فيها دوراً أساسياً في إخراج الزين من مقام العشق إلى مقام كمال العشق والوصل، لا شك أن الفرق واضح بين موقع الحنين وموقع سيف الدين إزاء عملية إخراج الزين هذه لكن كلاهما أخذ الزين مأخذ الجد في أشواقه تجاه النساء لم يعملا على تحويل تلك الأشواق إلى وظيفة تحتاج لها القرية حتى تحافظ على تقاليدها المرعية في صلة الرجال بالنساء فالمساحة التي أتاحتها القرية للزين هي مساحة لا تعترف بأشواقه وحبه وإنما تكتفي من كل ذلك بأن يلعب الزين وظيفة الدال على جمال الفتيات المحجوبات عن أعين الشبان لكن أن يسمع له وأن يتحول إلى كائن له أشواق وليس وظيفة اجتماعية في القرية فذلك يقتضي أن يلعب أولئك الذين أخذوه مأخذ الجد دوراً إيجابياً في تعديل تلك الصورة وفرض الواقع الجديد على القرية. لقد قامت نعمة في تعديل تلك الصورة وفرض الواقع الجديد على القرية. لقد قامت نعمة بتهيئة المحل لقبول تلك التضحية العظمية وبدفع تكاليف تلك المسؤولية الجسيمة ولقد قام الحنين بالتعبير عن ذلك الجانب الخفي الذي لم تره القرية من أن كل فتياتها يتعشقن الزين سراً ليس ـ فقط ـ كوظيفة اجتماعية ولكن كرجل بلحم ودم دون أن يبحن بذلك السر لأحد فقد عرفه الحنين وعبر عنه حينما قال (كل البنات داراتنك يالمبروك) ربما بسبب تلك الفحولة الزائدة التي في الزين برغم من قبح هيئته والتهميش الاجتماعي الذي ألبسته له القرية. فالنساء يتعشق تلك الفحلة ولكن يأبى الواقع الاجتماعي التعبير عن ذلك بسبب ما لحق بالزين من تهميش اجتماعي. لقد عرف سيف الدين ذلك الجانب فهو دون الكثيرين من أهل القرية خبر كل العهر الاجتماعي وتمثله في حياته اليومية وعبر عنه بتلك الكلمة التي يمجها الذوق الاجتماعي في القرية (الحب): أن يحب الرجل إمرة ويعبر عن ذلك الحب، بالطبع فقد بلغ سيف الدين بالتجاوز مداه بسبب أن تلك المرأة كانت هي: السارة، جارية من جواري الواحة. ولم يرد سيف الدين المشاركة في تلك المؤامرة الاجتماعية ضد الزين أما الحنين ونعمة فلم يشاركا فيها بسبب حبهما للزين ودفاعهما عن ذلك الحب جهاراً. وقد أضفى كلاهما على هذا الحب نوعاً من القدسية التي جعلت القرية بكاملها تبارك عرس الزين باعتباره تتويجاً لعام البركة، إذاً لم يكن أمر قبول القرية لأن يحقق الزين كمال مقام العشق والوصل أمراً سهلاً وإنما اقتضى كل تلك الشعائرية والغنائية التي اكتملت في حدث العرس والذي لم يكن عرس الزين فقط وإنما كان عرس كل القرية شارك الجميع في ذلك إما رغبة وحباً أو قهراً اجتماعياً مارسه حدث العرس على أؤلئك المكابرين من أمثال الناظر وإمام الجامع لم يستطع الزين فرض العرس عليهم ولكن آليات حدث العرس بكل طقوسه الاجتماعية جعلت أولئك جزءاً منه.
    لقد اختارت نعمة الزين زوجاً لها اختياراً واعياً، ليس ـ فقط ـ لأنه إبن عمها، أو لأنه محل التضحية العظمية التي كانت تحس بها في نفسها حينما تفكر في أمر الزواج، أو لأن كل النساء يتعشق الزين سراً ولا يبحن بذلك ولكن لأمر آخر ـ في غاية الأهمية ـ هو أن الزين كان متمرداً على كل شيء في القرية إلا في حبه لها، فقد بلغ في الاستسلام لها غاية لا يبلغ مداها أحد، ولذلك فقد أدركت أن خير من يستحق ذلك الحب الفياض هو ذلك الذي يعرف معنى الاستسلام الكامل في مقام العشق والوصل من جملة رجال القرية، كان الزين وحده مؤهلاً لذلك الحب الفياض الذي فيه معنى كامل التضحية والمسؤولية. وليس من عادة أهل القرية أن تكون البنت جريئة في مسائل الزواج لكن نعمة كانت أكثر جرأة من الزين نفسه فهي التي أتت إلى منزله وأخبرته بمواعيد عقد الزواج فيقول الزين لمحجوب "أي جاتني الصباح بدري في بيتنا وقالت لي قدام أمي: يوم الخميس يعقدوا لك عليّ، أنا وأنت نبقى راجل ومره. نسكن سوا ونعيش سوا" (عرس الزين: 112) وقد تأثر محجوب بكلام النعمة للزين وقال بإعجاب مفرط "على باليمين مره تملا العين، طلاق بنت مالها أخت" ثم ختم ذلك الإعجاب الباهر بالنعمة قائلاً: "يمين الزين ما ش يعرس له بنتاً تمشيه فوق العجين ما يلخبط" (عرس الزين: 112) رغم أن البعض كان يخالف محجوب في هذا الأمر إلا أن محجوباً بخبرته بالزين رأى في ذلك الزواج نهاية لمهمتهم الشاقة في السيطرة على الزين ومنعه من الوقوع في المشاكل ـ خاصة بعد وفاة الحينن. فقد كان الزين طاقة متمردة مدمرة لكن نعمة كانت أقدر الناس على تحويله لطاقة بناءة بل إن الزين قد صار من أعيان البلد فيما بعد ـ في رواية ضو البيت ـ "ما دام عبد الكريم وأحمد بقي متصوف والزين أصبح من الأعيان وسيف الدين على وشك يعمل نائب في البرلمان، إيه الغريب سعيد البوم يكون اسمه سعيد عشا البايتات؟" (ضو البيت: 11). إذاً لقد اختارت نعمة الزين ليكن زوجاً لها لأنه وحده القادر لأن يكون طوع بنانها كما هي طوع بنانه تهبه حباً فياضاً يمكنه من تحقيق كمال تمام العشق والوله ويحوله من الزين المهمّش اجتماعياً إلى واحد من أعيان البلد.
    كلما عظم المعنى الذي لأجله تتخذ الطقوس الاجتماعية كلما تفاقم ذلك الطقس الاجتماعي وتعقد، لقد كان حدث عرس الزين أمراً عظيماً لذلك اقتضى جملة من الطقوس الاجتماعية بالغة التعقيد. قبل وصف العرس يفجر الطيب صالح جملة من التساؤلات العميقة حول الحياة ويعقد مقارنة موحية بين مجموعة الجامع التي انتمى إليها سيف الدين ورفع آذان العشاء في تلك الليلة التي صاح فيها الزين بملئ فيه أنه قتيل نعمة بنت حاج ابراهيم وتستمر المقارنة بين (مجموعة محجوب) التى حالما يذهب الناس لأداء صلاة العشاء يجتمعون لتناول طعام العشاء بطقوسية بالغة التأثير. بعد فراغهم من أكل طعام "العشاء يكون الناس قد فرغوا من صلاة العشاء. يتحدثون (مجموعة محجوب) في هدوء وقناعة، ولعلهم حينئذ يشعرون ذلك الشعور الدافئ المطمئن، الذي يحسه المصلون وهم صفا خلف الإمام... ينظرون إلى نقطة بعيدة غامضة تلتقي عندها صلواتهم" (عرس الزين: 114) ثم تتصاعد الشاعرية في ذلك النص إلى "هل يحسون حينئذ أنهم يزدادون قربا من تلك النقطة؟ أم تراهم يدركون أن النقطة الغامضة الصامتة في الوسط أم تنتهي الحياة ولا ينتهي إليها المرء" (عرس الزين: 114) ثم ينتقل الطيب صالح إلى بداية وصف العرس والذي يبدأ بزغرودة فرح من أم الزين "أيوي... أيوي... أيوي.. أيويا". كأن الطيب صالح كان ينعي مجموعة محجوب والتي انتهت مهمتها في القرية بإنجاز حدث عرس الزين برغم أن تلك الليلة السابقة قد تكررت بالصورة التي وصفها بها الطيب صالح مرات ومرات إلاّ أنها في تلك الليلة كانت قد تكثفت بشاعرية بالغة لتعبر عن معنى الحياة كما تفهمه مجموعة محجوب التي لم تكن تذهب للمسجد لأداء صلاة العشاء وإنما تستعيض عن ذلك بأكل طعام العشاء في مجموعة بصورة فيها كثير من الطقوسية التي تجنح للتأمل في معنى الحياة. من هذه النقطة في التقابل ينتقل نص الرواية ليصف طقوس العرس بدقة متناهية يعبر فيها عن كل المعاني التي حملتها تلك التفاصيل لقد وهبت القرية كل تلك الطقوس ليصير معنى إنتقال الزين مما كان فيه إلى ما سيكون عليه مبرراً "والزين واقف في مكانه في قلب الدائرة، بقامته الطويلة، وجسمه النحيل، فكأنه صاري المركب" (عرس الزين: 12 هكذا يختتم نص رواية عرس الزين فهو قلب للدائرة وصاري المركب لاتخطئه عين ومساحة اجتماعية صعب تجاوزها أو تحويلها إلى وظيفة اجتماعية يستمتع بخدماتها ولايتاح لها حق الإستمتاع بالوجود الإجتماعي المعتبر. لم يكن الزين في عرسه مثل ضو البيت حيث كان في ليلة عرس ضو البيت هم ضو البيت ... (وكل فعل جميل وكل الناس "ضو البيت" (ضو البيت: 121) ورغم ان ضو البيت كان واقفا في قلب الدائرة في ليلة عرسه يهز فوق الراقصات إلاّ أن ذلك الوقوف يمثل مركزا للفوضى وليس صاري المركب كما كان الزين في وقوفه في تلك الليلة "ويقوى هدير الطبول وتتفرق الضوضاء وتتجمع حول ضو البيت وهو واقف في مركز الفوضى شاهرا سوطه فوق الجميع فكانه هنا وليس هناك" (ضو البيت: 121). لم يكن الزين كذلك بل كان هناك وجودا يمنح بقية الاشياء معناها لكن كانت طقوس العرس هي الثمن لتحقيق ذلك الوجود الاجتماعي الذي لا مرية فيه.
    لقد افتتحت رواية ضو البيت بهزيمة مجموعة محجوب وعرس عشا الباتيات واختتمت بزواج ضو البيت وإختفائه الأسطوري في النيل. هذا التحول الذي حدث في ودحامد لم تكن تسعه رواية عرس الزين، وكانت مجموعة محجوب هي عصب الحياة في ودحامد ويبدو أن دورها قد انتهى بختام عام الحنين حينما تزوج الزين نعمة، لم يكن من المعقول أن يخون الزين مجموعة محجوب أو أن يتحالف مع معسكر آخر ضدها لقد كانت نسق رواية الزين يسع التصالح والتوافق بين الأضداد ولذلك عبّر عن حدث عرس الزين بتلك الطقوسية والغنائية الفائقة التعقيد والتي تسعى لإثبات الزين لا لنفيه لرفعه في سلم التراتيب الاجتماعية لا لتحريره منها تحريراً شاملاً أما عشا البايتات وهو وجه آخر للزين فقد تحرر تحرراً شاملاً من تلك التراتيب الاجتماعية، لم يعلو درجات تلك التراتيب الاجتماعية كما فعل الزين ولكنه تجاوزها تجاوزاً تاماً، لقد حقق أكثر مما كان يحلم به في رواية عرس الزين. حيث كان يحلم بأن يتزوج واحدة من بنات الناظر ـ صار يعتقد بأنه يمكن أن يتزوج أي امرأة أراد وإن كانت تلك المرأة بنت العمدة. في رواية عرس الزين كان من المحال أن يتزوج الزين أو سعيد البوم بنت العمدة يكفي أي منهما أن يحلم أو أن يحقق مقام الزين في العشق لكن أن يجد وصلاً لذلك العشق فلم يكن نسق الرواية يسمح بذلك الأمر. ويبدو أن الطيب صالح قد بلغ حداً من إحكام نسيج نسق رواية عرس الزين بصورة تتحدد في إطارها أبعاد شخصياته وتتناغم وتتكامل في شاعرية وطقوسية مجيدة. وربما قيل أن الطيب صالح قد أدرك أن النسق الأساس في رواية عرس الزين لا يسمح بأيّ فوضى اجتماعية وإنما يتيح إمكانات حسم الصراع الاجتماعي عن طريق التصالح وكذلك تقديم طقوس اجتماعية معقّدة لقبول فكرة التصعيد الاجتماعي والانتقال من وضع اجتماعي لآخر. ولما كانت رواية ضو البيت هي للتعبير عن تلك الفوضى العارمة التي أحدثها الغزو التركي ـ المصري للسودان ومحاولة التعبير عنها بشاعرية على مستوى ودحامد فقد كان التغيير السمة الأساسية في نسق تلك الرواية وكان التحوّل هو المعيار لإعادة تنظيم مسلمات ودحامد وعليه فقد ترجم عشا البايتات ذات أحلام الزين بصورة ملتوية وفيها كثير من التجاوز لأعراف ودحامد.
    يبقى السؤال المحوري: وهو إلى أي مدى نجح الطيب صالح في التعبير عن معنى التغيير في رواية ضو البيت من خلال عرس عشا البايتات وكيف تغيّر معنى الحب والجنس في إطار مؤسسة الأسرة وما هي التحولات الأساسية في مقام العشق والوصل بين روايتي عرس الزين وضو البيت؟ للإجابة على تلك الأسئلة لا بد من النظر في علاقة سعيد البوم (عشا البايتات فيما بعد) بالمرأة في رواية عرس الزين وكيف تبدلت تلك العلاقة تماما بتبدل لقبه الاجتماعي في رواية ضو البيت. نقول: رغم أن نعمة هي إبنة عمّ الزين وفي أعراف القرية "فكون بنت العم لابن العم حجة ليس بعدها حجة في عرف أهل البلد. إنه تقليد قديم عندهم، في قدم غريرة الحياة نفسها غريرة البقاء وحفظ النوع" (عرس الزين: 91) رغم كل ذلك فقد واجهت القرية ممثلة في مجموعات مهمة منها عرس الزين بعدم القبول وقد احتاج تسويغ أمر ذلك العرس إلى طقوس فصلنا القول فيها فيما سبق.
    الناظر في رواية عرس الزين يرى أنها تنقسم إلى قسمين اثنين قسم أولى كُرِّس لبيان نبأ العرس الذي افتتحت به الرواية قالت حليمة بائعة اللبن لآمنة.. "سمعت الخبر؟ الزين مو داير يعرس" (عرس الزين: 5) ويستمر هذ القسم ليبين لنا مدى وقع الخبر على آمنة "والآن يزوجونها للزين ـ هذا الرجل الهبيل الغشيم... وشعرت آمنة كأن في الأمر اساءة موجهة إليها شخصيا، عن عمد" (عرس الزين: 43) أما القسم الثاني فهو يحتوي على الحيثيات الأساسية التي سوغت عرس الزين بما فيها الوصف الطقسي المميز الذي عبِّر به عن حدث العرس. وبين القسمة هذه جزءاً يبدو لأول وهلة أن لا صلة له بالرواية ويبدو ظاهرياً أن هذه القطعة يمكن أن تضاف إلى أيّ رواية أخرى من روايات الطيب صالح دون أن يختل السياق العام. يبدأ هذا الجزء بجملة "وتتابعت الأعوام، عام يتلو عاماً، ينتفخ صدر النيل، كما يمتلئ صدر الرجال بالغيظ..." وينتهي بجملة "وتنشق الأرض عن نبات و ثمر" (عرس الزين: 4 ويبدو النفس الشاعري الكوني عالياً في هذه القطعة وتبدو رمزية النيل في التعبير عن الرجولة والأرض في التعبير عن الأنوثة. "الأرض ساكنة مبتلة ولكنك تحس أن بطنها ينطوي على سر عظيم. كانها إمرأة عارمة الشهوة تستعد لملاقاة بعلها" (عرس الزين: 4. هذه المقابلة بين النيل والأرض والذكر والأنثى ثم الإشارة إلى حفل العرس بصورة افتراضية "فإذا أقيم حفل عرس على بعد ميلين تسمع زغاريده... كأنه إلى يمين دارك" (عرس الزين: 47ـ4 هذا الزخم الطبيعي عبّر عن الجنس بلسان ذلق، لكنه في ذات الوقت بيّن الأطر التي يقع فيها والثمار التي تجن منه وعليه تكون هذه القطعة دعوى وجودية لتسويغ عرس الزين فهي بين نبأ العرس والطقوس التي اتخذت لتبريره.
    ذاك ما كان من أمر الزين أما سعيد البوم، فهو مثله مثل الزين ترعاه مجموعة محجوب وكان بينه وبين الناظر مودة خاصة أو قل كان يستغله الناظر في جلب الحطب والماء لبيته وكان سعيد يكدح كل نهاره في الأعمال الشاقة ويدخر محصلة ذلك الجهد عند الناظر، وحينما عزم على الزواج جاء واستشار الناظر في ذلك الأمر وفيما بعد "و تباهى بعد ذلك بأن الناظر في جلالة قدره شهد عقد زواجه” (عرس الزين:94) مجرد حضور الناظر عقد زواجه كان ذلك أمراً يباهي به سعيد أهل ودحامد. إذ لم تسع رواية عرس الزين أكثر من هذا الحلم الاجتماعي. ولقد كان سعيد غريب الأطوار في مسألة الجنس "كل أحد في البلد يعرف قصة زواج سعيد، وأنه عاش مع زوجته قريبا من الحلول [الحول] لا يسمها وكادت المرأة تيأس وتطلقه." (عرس الزين: 94) كان يرى أهمية التريس ثم فيما بعد أولد امرأته أولاداً وبنات. فإن كان الزين عند بعضهم رجلاً هبيلاً وغشيماً فقد كان كذلك سعيد البوم أموره الخاصة دائرة على ألسنة أهل البلد، كيفية معاشرته لزوجته موضوعاً عاماً تتندر به أهل ودحامد في مجالسها. ولعل قصة مجئ زوجته لعبد الحفيظ في الحقل لتحكي له أمراً حدث بينها وبين سعيد في الليلة الماضية وكيف أنه "قال لها أنها امرأة "جيفة ـ هكذا لأنها لا تتعطر وتتزين كبقية النساء" (عرس الزين: 106) وتمضي القصة إلى أنها حينما ردت عليه قولاً بقول صفعها" وقال لها: "امش اخدي دروس من بنات الناظر" (عرس الزين: 106) وحينما سمع هذه القصة الطاهر ود الرواسي سخر من سعيد وعلّق على مجرد حلم سعيد بأن تتعطر امرأته
                  

06-18-2004, 02:04 PM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: bayan)

    الهوامش:
    الكاتب: دكتور ابراهيم محمد زين

    ( هذه المقالة هى جزء من كتاب بعنوان شكل التعبير الدينى في أدب الطيب صالح.
    (1) Mricea Elida, Essential Sacred Writings From Around the Worl (San Fransisco: Harper, 1967(: pp. 44 ـ 67.
    (2) الإمام أبو حامد الغزالي: تهافت الفلاسفة (القاهرة: دار المعارف) 1980.
    (3) الإمام البخاري: صحيح البخارى، (استانبول: المكتبة الإسلامية، ج7، ص68 ـ ص86). الإمام ابن سيرين، تفسير الأحلام، (بيروت: منشورات دار مكتبة الحياة): انظر البحر وأحواله ص453 إلى ص 458، وكذلك انظر في رؤيا الأشجار ص 477 إلى ص 498.
    (4) أنا مدين للاستاذة نجاة محمود بجملة من الملاحظات القيمة عن مسألة ميلاد مصطفى سعيد.
    (5) ديوان شوقى، تبويب د. أحمد محمد الحوفى، ج1، ص578 ـ ص579، وعنوان القصيدة "نجاة سعد زغلول"، وهى لا شك تعبير شاعرى عن تعقيدات السياسة التي كان تكتنف مسألة السودان في ذلك الوقت، ولنقتبس هنا بعضا من أبيات تلك القصيدة:
    ولن ترضى أن تقد القنــاة ويبتر من مصر سودانـها
    فمصر الرياض وسودانها عيون الرياض وخلجانها
    وما هو ماء ولكنــــــــــــــه وريد الحياة وشريانــهــا
    فأين من المنش بحر الغــــــــــــــــزال وفيض نياترا وتهتانها
    وأين التماسيح من لجــــــة يموت من البرد حيتانـها
    ولاريب أن الطيب صالح قد أخذ البيت الأخير من الشوقيات، والذى يختلف عما ذكره د. أحمد محمد الحوفى الذي قام باستقصاء أشعار شوقى ونشرها بصورة علمية.
    (6) محمد الفور بن ضيف الله: كتاب الطبقات في خصوص الأولياء والصالحين والعلماء والشعراء في السودان، الخرطوم: دار جامعة الخرطوم، 1985، ص52 ـ 53.
    (7) الآثار الكاملة للإمام المهدي: تحقيق د. محمد إبراهيم أبو سليم، الخرطوم: دار جامعة الخرطوم، 1990، ج،، ص303، ص304.
    ( تاريخ حياتي، بابكر بدري، ج1، ص174.
    (9) كتاب الطبقات: ضيف الله، ص52 ـ55.
    (10) Abbas Ibrahim Muhammed Ali, The British, the Slave Trade and Slavery in the Sudan: 1820 ـ 1881 (Khartoum: Khartoum University Press, 1972.
    كذلك انظر: محمد إبراهيم نقد: علاقات الرق في المجتمع السوداني، القاهرة: دار الثقافة الجديدة، 1995.
    (11) ابن خلدون: المقدمة، القاهرة: بدون تاريخ، ص138، ص147.



    العزيز ياسر
    شكرا ليك يا كريم
    أتمنى ان تجد هذه الدراسة اهتمام ومناقشة كانت قد نشرت فى مجلة الملتقى فى السودان فى بداية عقد التسعين..
                  

06-18-2004, 01:51 PM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: Yasir Elsharif)

    (عدل بواسطة bayan on 06-22-2004, 09:20 AM)

                  

06-18-2004, 01:53 PM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: Yasir Elsharif)

    مكرر

    (عدل بواسطة bayan on 06-21-2004, 00:44 AM)

                  

06-18-2004, 01:53 PM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: Yasir Elsharif)

    مكرر

    (عدل بواسطة bayan on 06-21-2004, 00:46 AM)

                  

06-18-2004, 01:04 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48739

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: aymen)

    عزيزي أيمن
    تحية
    ومرحبا بك في هذا البوست.. وها قد نقلت لك طرفا كبيرا من الباب الثالث في الكتاب..


    أما الاقتباس الأخير الذي ذكرته
    Quote: الناس الذين ليس لهم اصل, هم الذين تبوأوا اعلى المراتب عند الانجليز

    ، فهو عبارة كان يرددها بعض أتباع نظرية المؤامرة وقد رد الراوي على تلك المزاعم ردا جيدا في سياق الحوار الذي نقلته أعلاه.

    Quote: قرأت موسم الهجرة للشمال منذ امد بعيد ولا املك نسخة الان

    من قراءتي تلك، توصلت الي اجابة لسوالك لم اجد لها داعما في دراسة نقدية. اعتقد ان ذاك التزاوج بين العربي الصرف ( علي الاقل الذي هو الي العربي الصرف، حيث ان قبيلة العبابدة هي من اقل القبائل اختلاطا ( مع البجة))، و افريقية صرفة، ذاك التزاوج هو الذي ادي الي مصطفي سعيد الذي يمثل في الرواية الفرد الشمالي العادي..


    نعم يا أيمن.. مصطفى سعيد يمثل الشمالي العادي، وبكل تأكيد سيكون أبناؤه من حسنة بت محمود قد اندمجوا في مجتمع الشمالية وبالتأكيد لا يعرفون عن جدتهم لأبيهم أي شئ.. كثير من الشماليين هم في الغالب الأعم خليط جاء من أمهات نوبيات أو إثيوبيات "مكاديات" أو نيليات أو بجاويات أو نوباويات أو فوراويات "زغاوة تاما مساليت إلخ" أو نيليات أو زانديات أو غيرها من قبائل الجنوب وجنوب الشرق وآباء من هذه القبائل أو من العناصر الوافدة من الشمال "عرب بأنواعهم، أتراك أكراد برابرة مصريين أرناؤوط ألبان شكرس أرمن إلخ.. وأظن أن العنصر الوافد من الشمال قد ظهر في رواية أخرى من روايات الطيب صالح "بندر شاه". هذا الخليط لو استطاع السودانيين تخليصه من عقدة الدونية هذه فإنه سينتج عباقرة مثل مصطفى سعيد في عقولهم، وفي نفس الوقت أصحاء القلوب والمشاعر، أيضا كمصطفى سعيد عندما عاد لنفسه ووجد القبول من أهل القرية فتزوج زوجته حسنة بت محمود فأنجب منها وعاش راضيا مرضيا، ومضى عنهم بعد أن ترك لهم ما ترك من الثراء المادي والسيرة العطرة التي لم تكن تفارق الراوي ولا لحظة.. الطيب صالح هو إبن مصطفى سعيد إن شئت، لقد كان المؤتمن عنده.. وقد قالها هو على لسان الراوي..

    لك الود والتقدير.. مع رجاء المواصلة
                  

06-18-2004, 12:33 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48739

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: bayan)

    العزيزة الدكتورة بيان،
    تحية طيبة
    أشكرك على التعليق..
    في الحقيقة أنا توهمت أنك قلت أن الطيب صالح قد قال أن أم مصطفى سعيد من الجنوب، بهذا التحديد.. في الحقيقة مصطفى سعيد أيضا لم يقل أن أمه من الجنوب.. أما ما تكرمت بإيراده من كلام المأمور السوداني، في ذلك القطار، للراوي فهو لا يعني أن تلك هي الحقيقة.. خاصة أن المأمور نفسه قد ختم قوله بـ "والله أعلم" مما يعني أن معلوماته كانت عبارة عن أقوال منقولة، قد تكون صحيحة وقد تكون غير صحيحة.. وأشكرك أنك قد كنت السبب في لفت نظري إلى ذلك الجزء من الكتاب فهو يعينني على توضيح ما أنا بصدده من تداعيات إرث ما قبل فترة الحكم الثنائي وشطرا من بدايته، خاصة مسألة الرق الموروثة، في تكوين شخصية مصطفى سعيد.. لا أدعي المعرفة بالنقد الأدبي، ولكن لدي شعور بأن الكاتب أراد من وراء تلك التلميحات على لسان مختلف أشخاص الرواية أن يقول بأن مصطفى سعيد كان ضحية ونتاجا طبيعيا لذلك المجتمع، وهو حال شماليين كثيرين مروا بتلك التجارب.. وقد سمعت الطيب صالح في مقابلة بقناة الإم بي سي قبل عدة سنوات يثني على نوع التعليم الذي كانوا يتلقونه بواسطة المدارس التي أنشأها المستعمر، وهذا لا يعني أنه لا يدرك أن غرض الاستعمار من ذلك كانت مصلحته هو في المقام الأول، ولكن تلك المصلحة جاءت بالفائدة لكثير من السودانيين، وجعلت السودان في مقدمة دول المنطقة في مستوى التعليم والمعرفة ليس فقط باللغة الانجليزية وإنما أيضا باللغة العربية بجانب العلوم التقنية، قبل أن تتمكن العقلية العروبية الإسلامية، الضيقة، التي كانت تسيطر على تفكير وسلوك الحكام الوطنيين، عسكرين ومدنيين، من نقض ما بناه الاستعمار، وقد تفاقمت مشكلة الجنوب نتيجة لهذه الذهنية التسلطية الاستعلائية لأبناء الشمال، حكاما وغير حكام، لشديد الأسف.. حتى بلغ الحال على عهد الحكم الحاضر ما بلغ من وصول السودان إلى حافة الانهيار وجعله مرشحا للتدخل الدولي بواسطة الأمم المتحدة..

    سأنقل هنا فقرات مطولة من كتاب الطيب صالح، أعتقد أنه يلقي بعض الضوء على ما أنا بصدده كما قلت:


    يقول الرواي:

    Quote: صحيح أنني درست الشعر، بيد أن هذا لا يعني شيئاً. كان من الممكن أن أدرس الهندسة أو الزراعة أو الطب. كلها وسائل لكسب العيش. الوجوه هناك، كنت أتخيلها، قمحية أو سوداء، فتبدو وجوهاً لقوم أعرفهم. هناك مثل هنا، ليس أحسن ولا أسوأ. ولكنني من هنا، كما أن النخلة القائمة في فناء دارنا، نبتت في دارنا ولم تنبت في دار غيرها. وكونهم جاؤوا إلى ديارنا، لا أدري لماذا، هل معنى ذلك أننا نسمم حاضرنا ومستقبلنا إنهم سيخرجون من بلادنا إن عاجلاً أو آجلاً، كما خرج قوم كثيرون عبر التاريخ من بلاد كثيرة. سكك الحديد، والبواخر، والمستشفيات والمصانع، والمدارس، ستكون لنا، وسنتحدث لغتهم، دون إحساس بالذنب ولا إحساس بالجميل. سنكون كما نحن، قوم عاديون، وإذا كنا أكاذيب، فنحن أكاذيب من صنع أنفسنا.

    مثل هذه الأفكار أوصلتني إلى فراشي، وصاحبتني بعد ذلك إلى الخرطوم حيث تسلمت عملي في مصلحة المعارف. مات مصطفى سعيد منذ عامين ولكنني ما أفتأ أقابله من حين لآخر. لقد عشت خمسة وعشرين عاماً، وأنا لم أسمع به ولم أره. ثم، هكذا فجأة أجده في مكان لا يوجد فيه أمثاله. وإذا بمصطفى سعيد، رغم إرادتي، جزء من عالمي، فكرة في ذهني، طيف لا يريد أن يمضي في حال سبيله. وإذا إحساس بعيد بالخوف، بأنه من الجائز ألا تكون البساطة هي كل شئ. مصطفى سعيد قال إن جدي يعرف السر. الشجرة تنمو ببساطة، وجدك عاش وسيموت ببساطة. هكذا. لكن هب أنه كان يسخر من بساطتي؟ في رحلة بالقطار بين الخرطوم والأبيض، كان معي في نفس القمرة موظف متقاعد. حين تحرك القطار من كوستي كان الحديث قد وصل بنا إلى أيام دراسته. ولعمت منه أن عدداً من رؤسائي في وزارة المعارف كانوا معاصريه في المدرسة، وبعضهم كان يزامله في نفس الفصل. ومضى الرجل يذكر أن فلاناً في وزارة الزراعة كان زميله، والمهندس فلاناً كان في الفصل الذي أمامه، وفلاناً التاجر الذي اغتنى أيام الحرب، كان من أبلد خلق الله في فصلهم، والجراح الشهير فلاناً كان أحسن جناح أيمن في المدرسة كلها أيامهم. وفجأة رأيت وجه الرجل يضيئ، وعينيه تلمعان، وقال في صوت متحمس منفعل: "غريبة. تصور أنني نسيت أنبغ تلميذ في فصلنا، ولم يخطر على بالي منذ ترك المدرسة. الآن فقط تذكرته. نعم، مصطفى سعيد".

    مرة أخرى ذلك الإحساس، بأن الأشياء العادية أمام عينيك تصبح غير عادية. رأيت نافذة القمرة وبابها يلتقيان، وخيل لي أن الضوء المنعكس على نظارة الرجل، في لحظة لا تزيد عن طرفة العين، يتوهج توهجاً خاطفاً كأنه شمس في رابعة النهار. ولا بد أن الدنيا في تلك اللحظة بدت مختلفة بالنسبة للمأمور المتقاعد أيضا، إذ أن تجربة كاملة كانت خارج وعيه أصبحت فجأة في متناول اليد. حين رأيت وجهه أول مرة، قدرت أنه في منتصف الستين. وأنظر إليه الآن وهو يستطرد في سرد ذكرياته البعيدة، فأرى رجلاً لا يزيد يوماً واحداً عن الأربعين.

    "نعم مصطفى سعيد كان أنبغ تلميذ في أيامنا. كنا في فصل واحد. كان يجلس في الصف الذي أمامنا مباشرة، ناحية اليسار. يا للغرابة، كيف لم يخطر على بالي قبل الآن مع أنه كان معجزة في ذلك الوقت؟ كان أشهر طالب في كلية غردون، أشهر من أعضاء التيم لكرة القدم، ورؤساء الداخليات، والخطباء في الليالي الأدبية، والكتاب في جرائد الحائط، والممثلين الذائعي الصيت في فرق الدراما. لم يكن له نشاط من هذا القبيل إطلاقاً. كان منعزلاً ومتعالياً، يقضي أوقات فراغه وحده، إما في القراءة أو في المشي مسافات طويلة. كنا جميعاً داخليين تلك الأيام، في كلية غردون حتى أبناء العاصمة المثلثة، كان نابغة في كل شئ، لم يوجد شئ يستعصي على ذهنه العجيب. كان المدرسون يكلموننا بلهجة ويكلمونه هو بلهجة أخرى. خصوصاً مدرسو اللغة الإنكليزية، كانوا كأنما يلقون الدرس له وحده دون بقية التلاميذ".

    وصمت الرجل برهة،. فأحسست برغبة شديدة أن أقول إنني أعرف مصطفى سعيد، وإن الظروف ألقت بي في طريقه، فقص علي، ذات ليلة مظلمة قائظة، قصة حياته، وأنه قضى آخر أيامه في قرية مغمورة الذكر عند منحنى النيل، وأنه مات غرقاً، وربما انتحاراً، وجعلني أنا دون سائر الناس وصياً على ولديه. لكنني لم أقل شيئاً، إنما المأمور المتقاعد هو الذي استطرد:

    قطع مصطفى سعيد مرحلة التعليم في السودان قفزاً ـ كان بالفعل كأنه يسابق الزمن. وبينما ظللنا نحن بعده في كلة غردون، أرسل هو في بعثة إلى القاهرة وبعدها إلى لندن. كان أول سوداني يرسل في بعثة إلى الخارج. كان ابن الانكليز المدلل. وكنا جميعاً نحسده، ونتوقع أن يصير له شأن عظيم. نحن كنا ننطق الكلمات الانكليزية كأنها كلمات عربية. لا نستطيع أن نسكن حرفين متتاليين. أما مصطفى سعيد فقد كان يعوج فمه، ويمط شفتيه، وتخرج الكلمات من فمه كما تخرج من أفواه أهلها. كان ذلك يملأنا غيظاً وإعجاباً في الوقت نفسه. وكنا نطله عليه، بخليط من الإعجاب والحقد "الإنكليزي الأسود". وعلى أيامنا، كانت اللغة الإنكليزية هي مفتاح المستقبل ـ لا تقوم لأحد قائمة بدونها. كلية غردون كانت مدرسة ابتدائية. كانوا يعطونها من العلم ما يكفي فقط لملء الوظائف الحكومية الصغرى ـ أول ما تخرجت، اشتغلت محاسباً في مركز الفاشر. وبعد جهد جهيد قبلوا أن أجلس لامتحان الإدارة. وقضيت ثلاثين عاما نائب مأمور. تصور. وقبل أن أحال على المعاش بعامين اثنين فقط رقيت مأموراً. كان مفتش المركز الإنكليزي إلهاً يتصرف في رقعة أكبر من الجزر البريطانية كلها، يسكن في قصر طويل عريض مملوء بالخدم ومحاط بالجند. وكانوا يتصرفون كالآلهة. يسخروننا نحن الموظفين الصغار أولاد البلد لجلب العوائد، ويتذمر الناس منا ويشكون إلى المفتش الإنكليزي. وكان المفتش الإنكليزي طبعاً هو الذي يغفر ويرحم. هكذا غرسوا في قلوب الناس بغضنا، نحن أبناء البلد، وحبهم هم المستعمرون الدخلاء. وتأكد من كلامي هذا يا بني. ألم تستقل البلد الآن؟ ألم نصبح أحراراً في بلادنا؟ تأكد أنهم احتضنوا أراذل الناس. أرذال الناس هم الذين تبوأوا المراكز الضخمة أيام الإنكليز. كنا واثقين أن مصطفى سعيد سيصير له شأن يذكر. كان أبوه من العبابدة، القبيلة التي تعيش بين مصر والسودان. إنهم الذين هربوا سلاطين باشا من أسر الخليفة عبد الله التعايشي، ثم بعد ذلك عملوا رواداً لجيش كتشنر حين استعاد فتح السودان. ويقال إن أمه كانت رقيقاً من الجنوب. من قبائل الزاندي أو الباريا، الله أعلم. الناس الذين ليس لهم أصل، هم الذين تبوأوا أعلى المراتب أيام الإنكليز".

    وكان المأمور المتقاعد يغط في نوم مريح، حين مر القطار على خزان سنار، الخزان الذي بناه الإنكليز عام 1926، متجهاً غرباً إلى الأبيض، على خط حديد وحيد، ممتد عبر الصحراء، كأنه جسر من الحبال بين جبلين شرسين، بينهما هوة سحيقة ليس لها قرار. مسكين مصطفى سعيد. كان مفروضاً أن يكون له شأن بمقاييس المفتشين والمآمير. ولكنه لم يجد حتى قبراً يريح جسده، في هذا القطر الممتد مليون ميل مربع. وتذكرت ما قاله إن القاضي قبل أن يصدر عليه الحكم في الأولد بيلي قال له: "إنك يا مستر مصطفى سعيد، رغم تفوقك العلمي، رجل غبي. إنك في تكوينك الروحي بقعة مظلمة، لذلك فإنك قد بددت أنبل طاقة يمنحها الله للناس: طاقة الحب". وتذكرت أيضاً أنني حين خرجت من بيت مصطفى سعيد تلك الليلة، كان القمر الماحق قد ارتفع مقدار قامة الرجل في الأفق الشرقي، وانني قلت في نفسي إن القمر مقلم الأظافر. لا أدري لماذا خيل لي أن القمر مقلم الأظافر؟

    وفي الخرطوم أيضا، عرض لي طيف مصطفى سعيد، بعد محادثتي مع المأمور المتقاعد بأقل من شهر، كأنه جن أطلق من سجنه، سيظل بعد ذلك يوسوس في آذان البشر، ليقول ماذا؟ لا أدري. كنت في بيت شاب سوداني يحاضر في الجامعة، كنا أنا وهو زملاء دراسة في إنكلترا. وكان بين الحاضرين رجل انكليزي يعمل في وزارة المالية. وصل بنا الحديث إلى موضوع الزواج المختلط. وتحول الحديث من نقاش عمومي إلى كلام عن حالات محددة. ثم من هم المتزوجون من أوروبيات؟ ثم من انكليزيات؟ من هو أول سوداني تزوج انكليزية؟ فلان؟ لا. فلان؟ لا. وفجأة... مصطفى سعيد. قالها الشاب المحاضر في الجامعة، وعلى وجهه إحساس الفرح ذاته الذي لمحته على وجه المأمور المتقاعد. ومضى الشاب يقول، تحت سماء الخرطوم المرصعة بالنجوم في أوائل فصل الشتاء: "مصطفى سعيد كان أول سوداني تزوج انكليزية، بل إنه أول سوداني تزوج أوروبية اطلاقاً. أظن أنكم لم تسمعوا به، فقد نزح من زمن. تزوج في إنكلترا وتجنس بالجنسية الانكليزية. غريب أن أحداً هنا لا يذكره، مع أنه قام بدور خطير في مؤامرات الإنكليز في السودان في أواخر الثلاثينات. إنه من أخلص أعوانهم. وقد استخدمته وزارة الخارجية البريطانية في سفرات مريبة في الشرق الأوسط. وكان سكرتيري المؤتمر الذي انعقد في لندن سنة 1936. إنه الآن مليونير، ويعيش كاللوردات في الريف الإنكليزي".

    "وسمعت نفسي أقول دون وعي، بصوت مسموع: مصطفى سعيد ترك، بعد موته، ستة أفدنة، وثلاث بقرات وثوراً، وحمارين، وإحدى عشرة عنزة، وخمس نعجات، وثلاثين مخلة، وثلاثاً وعشرين شجرة بين سنط وطلح وحراز، وخمساً وعشرين شجرة ليمون ومثلها برتقال، وتسعة أرادب قمح وتسعة ذرة، وبيتاً مكوناً من خمس غرف، وديوان، وغرفة واحدة من الطوب الأحمر، مستطيلة الشكل، ذات نوافذ خضراء، سقفها ليس مسطحاً كبقية الغرف ولكنه مثلث كظهر الثور، وتسعماية وسبعة وثلاثين جنيهاً وثلاثة قروش وخمسة ملاليم نقداً".

    في لحظة لا تزيد عن مقدار ما يشيل البرق ثم يختفي، رأيت في عيني الشاب الجالس قبالتي شعوراً واضحاً حياً ملموساً بالذعر، رأيته في اتساع حدقة العينين، وارتعاش الجفن وارتخاء الفك الأسفل. إذا لم يكن خائفاً فلماذا سألني هذا السؤال: "هل أنت إبنه؟".

    سألني هكذا دون أن يدري هو الآخر لماذا نطق بهذه الكلمات الثلاث، وهو يعلم تمام العلم من أنا. إنه لم يكن زميلي في الدراسة، لكننا كنا في انجلترا في وقت واحد، وقد جمعتنا مناسبات عدة وشربنا البيرة أكثر من مرة معاً، في حانات نايتسبردج. هكذا في لحظة خارج حدود الزمان والمكان، تبدو له الأشياء هو الآخر غير حقيقية. يبدو له كل شئ محتملاً. هو أيضاً قد يكون ابن مصطفى سعيد، أو أخاه أو ابن عمه. العالم في تلك اللحظة القصيرة، بمقدار ما يطرف جفن العين، احتمالات لا حصر لها، كأن آدم وحواء سقطا لتوهما من الجنة.

    كل تلك الاحتمالات استقرت على حال واحد حين ضحكت وعاد العالم كما كان، أشخاصا ذوي وجوه معروفة وأسماء معروفة ومهنٍ معروفة، تحت سماء الخرطوم المرصعة بالنجوم أوائل فصل الشتاء. ضحك هو الآخر وقال: "يا لي من مجنون! طبعا أنت لست ابن مصطفى سعيد ولا قريبه وأنت لم تسمع به من قبل في حياتك إنني نسيت أنكم معشر الشعراء، لكم سرحات وشطحات".

    وفكرت في شئ من المرارة، إنني في زعم الناس شاعر ـ سواء أردت أو لم أرد ـ لأنني قضيت ثلاثة أعوام أنقب في حياة شاعر مغمور من شعراء الإنكليز، وعدت لأدرّس الأدب الجاهلي في المدارس الثانوية قبل أن يرقوني مفتشاً للتعليم الابتدائي.

    وهنا تدخل الرجل الإنكليزي وقال إنه لا يدري صحة ما قيل عن الدور الذي لعبه مصطفى سعيد في مؤامرات السياسة الإنكليزية في السودان. الذي يعلمه أن مصطفى سعيد لم يكن اقتصاديا يركن إليه: "إنني قرأت بعض ما كتب عما أسماه اقتصاد الاستعمار". الصفة الغالبة على كتاباته أن إحصائياته لم يكن يوثق بها. كان ينتمي إلى مدرسة الاقتصاديين الفابيانيين الذين يختفون وراء ستار التعميم هروباً من مواجهة الحقائق المدعمة بالأرقام. العدالة، المساواة، الاشتراكية... مجرد كلمات. رجل الاقتصاد ليس كاتباً كتشارلز دكنز، ولا سياسيا كروزفلت. إنه أداة، آلة، لا قيمة لها بدون الحقائق والأرقام الإحصائيات. أقصى ما يستطيع أن يفعله هو أن يحدد العلاقة بين حقيقة وأخرى، بين رقم وآخر. أما أن تجعل الأرقام تقول شيئاً دون آخر، فذلك شأن الحكام ورجال السياسة. الدنيا ليست في حاجة إلى مزيد من رجال السياسة. لا. مصطفى سعيد هذا لم يكن اقتصاديا يوثق به".

    وسألته إن كان قد قابل مصطفى سعيد.

    "لا. لم أقابله. كان قد ترك اوكسفورد قبلي بمدة لكنني سمعت نتفاً هنا وهناك. يظهر أنه كان زير نساء. خلق لنفسه أسطورة من نوع ما. الرجل الأسود الوسيم، المدلل في الأوساط البوهيمية. كان كما يبدو واجهة يعرضها أفراد الطبقة الارستقراطية الذين كانوا في العشرينات وأوائل الثلاثينات يتظاهرون بالتحرر. ويقال إنه كان صديق للورد فلان ولورد علان. وكان أيضا من الأثيرين عند اليسار الإنكليزي. ذلك من سوء حظه، لأنه يقال إنه كان ذكياً. لا يوجد على وجه الأرض أسوأ من الاقتصاديين اليساريين، حتى منصبه الأكاديمي ـ لا أدري تماماً ماذا كان ـ يخيل إلي أنه حصل عليه لأسباب من هذا النوع. كأنهم أرادوا أن يقولوا: انظروا كم نحن متسامحون ومتحررون! هذا الرجل الافريقي كأنه واحد منا! إنه تزوج ابنتنا ويعمل معنا على قدم المساواة، هذا النوع من الأوروبيين لا يقل شراً، لو تدرون، عن المجانين الذين يؤمنون بتفوق الرجل الأبيض في جنوبي أفريقيا وفي الولايات الجنوبية في الولايات المتحدة. نفس الطاقة العاطفية المتطرفة، تتجه إلى أقصى اليمين أو أقصى اليسار، لو أنه فقط تفرغ للعلم لوجد أصدقاء حقيقيين من جميع الأجناس. ولكنتم قد سمعتم به هنا. كان قطعا سيعود وينفع بعلمه هذا البلد الذي تتحكم فيه الخرافات. ها أنتم الآن تؤمنون بخرافات من نوع جديد. خرافة التصنيع، خرافة التأميم، الوحدة العربية، خرافة الوحدة الأفريقية. إنكم كالأطفال تؤمنون أن في جوف الأرض كنزاً ستحصلون عليه بمعجزة، وستحلون جميع مشاكلكم، وتقيمون فردوساً. أوهام. أحلام يقظة. عن طريق الحقائق والأرقام والإحصائيات، يمكن أن تقبلوا واقعكم وتتعايشوا معه وتحاولوا التغيير في حدود طاقاتكم. وقد كان بوسع رجل مصطفى سعيد أن يلعب دورا لا بأس به في هذا السبيل، لو أنه لم يتحول إلى مهرج بين يدي حفنة من الإنكليز المعتوهين".

    وبينما انبرى منصور يفند آراء رتشارد، أخلدت أنا إلى أفكاري ما جدوى النقاش؟ هذا الرجل ـ رتشادر ـ هو الآخر متعصب. كل أحد متعصب بطريقة أو بأخرى. لعلنا نؤمن بالخرافات التي ذكرناها، ولكنه يؤمن بخرافة جديدة، خرافة عصرية، هي خرافة الإحصائيات. ما دمنا سنؤمن بإله، فليكن إلهاً قادراً على كل شئ. أما الإحصائيات! الرجل الأبيض، لمجرد أنه حكمنا في حقبة من تاريخنا، سيظل أمداً طويلاً يحس نحونا بإحساس الاحتقار الذي يحسه القوي تجاه الضعيف". مصطفى سعيد قال لهم: "إنني جئتكم غازياً. عبارة ميلودرامية ولا شك. ولكن مجيئهم، هم أيضاً، لم يكن مأساة كما نصور نحن، ولا نعمة كما يصورون هم. كان عملاً ميلودرامياً سيتحول مع مرور الزمن إلى خرافة عظمى. وسمعت منصور يقول لرتشارد: "لقد نقلتم إلينا مرض اقتصادكم الرأسمالي. واذا أعطيتمونا غير حفنة من الشركات الاستعمارية نزفت دماءنا وما تزال؟" وقال له رتشارد: "كل هذا يدل على أنكم لا تستطيعون الحياة بدوننا. كنتم تشكون من الاستعمار، ولما خرجنا خلقتم اسطورة الاستعمار المستتر. يبدو أن وجودنا، بشكل واضح أو مستتر، ضروري لكم كالماء والهواء". ولم يكونا غاضبين. كانا يقولان كلاماً مثل هذا ويضحكان على مرمى حجر من خط الاستواء، تفصل بينهما هوة تاريخية ليس لها قرار.


    سأترك الفرصة للنقاد وأعود..

    ولك السلام يا بيان، وأرجو ألا تكوني قد أخذتي كلمة المزاح "ظلاميين" على محمل الجد، فأنا أكن لك الكثير من الاحترام والتقدير، برغم اختلافي معك، ويا ريت كل الذين أختلف معهم يكونون مثلك..
    ياسر
                  

06-18-2004, 01:02 PM

Mutwakil Mustafa

تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 303

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Concubine,Harim,agricultural slaves...... (Re: Yasir Elsharif)

    Salam Dr.Yasir.
    Now we are talking.
    I have to go but I will be back.
    Salam to your family and your love ones.
    Mutwakil
                  

06-19-2004, 11:55 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48739

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: Concubine,Harim,agricultural slaves...... (Re: Mutwakil Mustafa)

    وأنا في انتظار عودتك يا عزيزي متوكل..

    ولك مني التحايا من بعد الأشواق..
                  

06-22-2004, 09:14 AM

Mutwakil Mustafa

تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 303

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: Concubines,Harim,agricultural slaves...... (Re: Yasir Elsharif)

    Ya salam Ya Dr.Yasir

    Mutwakil
                  

06-20-2004, 08:09 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48739

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مصطفى سعيد شمالي عادي.. والدليل شكل ولون كثير من الشماليين (Re: Yasir Elsharif)

    الأخت دكتورة بيان
    تحية وسلاما
    أولا أشكرك على إيراد دراسة الدكتور إبراهيم..
    والآن أعود إلى التعليق على مداخلتك أعلاه:


    أنت تقولين:
    Quote: مصطفى سعيد لا يعد شمالي عادى
    لان به دماء افريقية طازجة


    أنا أستطيع أن أذكر لك أسماء لكثير من الناس بتكوين شبيه بتكوين مصطفى سعيد، وأنا متأكد أنهم يعتبرون أنفسهم سودانيين شماليين، وأن الناس يعتبرونهم كذلك.. أرجو أنت تتابعي البوست الذي خصصته لنقل وثائق الحكم الثنائي في منبر الفكرة الحر..

    المهم عندي هو أن مصطفى سعيد سوداني، وهو قد اختار لنفسه أن يعيش في تلك القرية عند منحنى النيل ليؤكد على انتمائه للسودان.. ولا أشك في أن مصطفى سعيد قد قرأ كتاب طبقات ود ضيف الله وعرف منه أن معظم أهالي تلك المنطقة هم خليط من الأفارقة النوبيين أهل البلاد الأصليين وبين العرب الوافدين وبين كثير من القبائل الافريقية الأخرى سواء عن طريق الاسترقاق أو الزواج.. "ملك اليمين أو ملك النكاح".. وقد جاءت فيه هذه الرواية الهامة:

    ويروى في هذا الصدد أن رباط ود غلام الله كان رجلا مجذوباً، خدعه الصواردة وزوجوه أمة لهم أوهموه أنها حرة. وبعد أن أنجبت له ابنه سليم، اعترفوا له أنها خادم. فشكاهم للقاضي، فحكم بحرية ولده وألزمه قيمة أمة. وعندما بلغ سليم أشده طلب ابنة عمه ركاب فابته لأنه عبد، لكنها عادت وقبلت به بعد أن ظهر صلاحه والتف حوله الناس، فولدت له أربعة عيال: زين وعبد الرازق ودهمش ومصباح. وأصبح زين جد آل حبيب نسّي، وعبد الرازق جد آل حسن ود بليل، ودهمش جد آل الرويداب، ومصباح جد ركابية العفاط..


    [أوردها محمد إبراهيم نقد في ص 60 من كتاب "علاقات الرق في المجتمع السوداني" الطبعة الاولى 1995 نقلا عن الطبقات]

    ولا شك أن مصطفى سعيد أيضا قد قرأ من كتب التاريخ ما يقوله العرب عن النوبيين والبرابرة وبعض قبائل بلاد السودان كذاك الذي ورد في كتاب "شراء الرقيق وتقليب العبيد" لكاتبه ابن بطلان، أبو الحسن بن عبدون الطبيب البغدادي المتوفي عام 1063 للميلاد والذي أورده الأستاذ محمد إبراهيم نقد في نفس الكتاب المذكور أعلاه ص 38:


    النوبيات : من جملة أجناس السودان، ذوات ترف ولطف وقصف، وأبدانهن يابسة مع لين بشرة، قوية مع دقة وصلابة. وهواء مصر يوافقهن لأن ماء النيل شربهن. واذا انتقلن عن غير مصر تسلطت عليهن العلل الدموية والأمراض الحادة. ويسير الأذى في أجسامهن، وأخلاقهن طاهرة، وصورهن مقبولة، وفيهن دين وخيرية وعفة وتصوّن، وإذعان للمولى، كأنهن فطرن على العبودية.


    إذن هذا الطبيب البغدادي يعكس نظرة الناس في دولة الخلافة العباسية وقتها، العراق، في جملة أجناس السودان، وهي أنهم عبيد، وأنهم مفطورون على العبودية.. والغريب أن مظنة الثورة ورفض العبودية نجدها في وصف الزغاويات والزنجيات، وربما كان هذا هو السبب الذي جعلهن غير ذات نفع إلا للاستعباد والعمل والسخرة:


    الزنجيات : مساويهن كثيرة، وكلما زاد سوادهن قبحت صورهن وتحددت أسنانهن وقل الانتفاع بهن وخيفت المضرة منهن. والغالب عليهن سوء الأخلاق وكثرة الهرب والرقص. والإيقاع فطرة لهن وطبع فيهن، ويقال لو وقع الزنجي من السماء إلى الأرض ما وقع إلا بإيقاع، وهم أنقى الناس ثغوراً لكثرة الريق، وفيهن جلد على الكد. فالزنجي إذا شبع فصُب عليه العذاب صباً فإنه لا يتألم له، وليس فيهن متعة
      وخشونة أجسامهن..

      الزغاويات: رديئات الأخلاق، ذوات دمدمة، يحملهن غلظ الأكباد وشر الطباع على عمل عظيم الأفعال، وهن شر من الزنج ومن جميع أجناس السودان، نساؤهن لا يصلحن للمتعة، والرجال لا يصلحون للخدمة..


      من الخطأ أن يظن أحد أن من يسمون أنفسهم اليوم عربا هم غير مختلطين بالأجناس الأخرى، وكتاب البغدادي نفسه يذكر محاسن ومساوئ الهنديات، والحبشيات، والتركيات، والبجاويات، والديلميات، واللانيات، والأرمنيات، مما يؤكد أنهم قد اختلطوا بتلك الأجناس واستولدوهن..

      قولك:



      Quote: من المستحيل ان يحدث من حدث فى تلك القرية على الرغم من واقعية (ليس اصطلاحا) القصة الا يبدو ان الكاتب قد جنح الى ما ينبغى ان يكون دون ما هو كائن
      كونى انتمى الى تلك القبائل ارى استحالة ان يتزوج رجل غريب مقطوع من شجرة..من اى امرأة فى تلك القبيلة فى ذلك الزمن..
      اذا لاحظنا غرابة كثير من الزيجات فى كتابات الطيب صالح
      زواج فاطمة بت جبرالدار من التركى ضو البيت الزين من النعمة وحسن هلا هلا(بلال) من بت العريبى.. كل هذه الزيجات ابدا ما كان لها ان تتم
      فى تلك القبائل وكلها ارتبطت بمستيك دينى.*.


      التعميم، والجزم بالاستحالة يا دكتورة بيان لا يؤيده ما جاء في التاريخ الشفهي والمكتوب.. أكثر من ذلك، فقد أوردت لك أن جد الراوي قد وصف تلك القبيلة بالذات التي جاءت منها "حسنة بت محمود" بأنهم لا يبالون بمن يزوجون بناتهم.. لا بد أن الأغلبية في القرية لم تكن راضية عن تلك الزيجة، ولكن الأحوال في زمن زواج مصطفى سعيد قد أخذت تتغير وبدأ تشكل السودان القطر القومي مكان السودان القبلي الذي كان سائدا في زمن التركية والمهدية، إضافة إلى أن مصطفى سعيد قد أقنع أهل القرية بسلوكه وتمسكه بالصلاة في المسجد ومشاركته بالقدح في الأفراح والأتراح.. وأنا قد استغربت وصفك لزواج مصطفى سعيد من حسنة بت محمود "بمستيك ديني"، وتعنين أنه خطأ من الناحية الدينية.. وأنا أسألك ما هو الخطأ الديني في هذا الزواج؟ ألم يقل النبي الكريم عليه السلام: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا [إن لا] تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير؟؟ بلى قد قال.. كما أرجو أن توضحي لنا الخطأ الديني في زيجات أبطال روايات الطيب صالح التي ذكرتيها..
      أنا أعتقد أن عقلية الاستعلاء العربية التي أورثها العرب للقبائل التي اختلطوا بها في شمال السودان هي التي كانت وارء نفور الناس من تزويج الغرباء، حتى لو كانوا مسلمين، خاصة إذا كانوا من أصول أفريقية سوداء.. وقد قرأت في كتب السيرة والتاريخ الإسلامي أن سيدنا بلال، صاحب النبي عليه السلام ومؤذنه، قد وجد كثيرا من الإعراض عنه في الزواج، حتى ارتحل إلى بلاد الشام وتزوج بها أخيرا..
                  

06-20-2004, 08:53 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سعيد شمالي عادي.. والدليل شكل ولون كثير من الشماليين (Re: Yasir Elsharif)

    العزيز دكتور ياسر
    سعدت جدا بما كتبته وهو فاتح للهشية تماما لنقاش جميل
    ولكن اليوم الاحد حيث تكون العصابة برئيسها كاملة العدد
    وانا خادمتهم سارد لك فى الغد حين يشيل البحر عويشو
    والى ذلك الحين انا لم اعنى


    mistake but I meant mystic.
    or mystiqu
    which one is right?

    وشكرا

    (عدل بواسطة bayan on 06-20-2004, 09:23 AM)
    (عدل بواسطة bayan on 06-20-2004, 10:13 AM)

                  

06-20-2004, 09:57 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48739

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى سعيد شمالي عادي.. والدليل شكل ولون كثير من الشماليين (Re: bayan)

    العزيزة دكتورة بيان
    أشكرك على التوضيح بخصوص مستيك، وسأقوم بكتابته أيضا في منبر الفكرة الحر..


    Quote: ولكن اليوم الاحد حيث تكون العصابة برئيسها كاملة العدد
    وانا خادمتهم سارد لك فى الغد حين يشيل البحر عويشو


    أها وكان في لقيمات "زلابية"؟؟
    مع سلامي للدكتور إبراهيم وملاذ وأخواتها والجميع.. وطبعا أنت تعرفين أن خادم القوم هو سيدهم في الحقيقة.. والله دي ما بلبصة!!
                  

06-20-2004, 10:10 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20429

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: Yasir Elsharif)

    الاخ ياسر الشريف

    هذا خيط شيق وقد صادف اعدادي الان لدراسة حول موسم الهجرة الى الشمال امل ان انشرها قريبا

    وساعود للتعقيب على بعض النقاط التي وردت في الخيط

    سلام

    وارقد عافية


    المشاء
                  

06-20-2004, 11:11 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48739

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: osama elkhawad)

    الأخ العزيز أسامة

    تحية

    أشكرك على المرور.. وأنا متشوق لقراءة تعقيبك والدراسة..

    كما أني متابع بانتظام كتابتك في الخيط الآخر حول الفكرة الجمهورية أرجو أن أجد الفرصة للمشاركة فيه..

    ولك الود والسلام

    ياسر
                  

06-20-2004, 12:54 PM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: Yasir Elsharif)

    العزيز د. ياسر
    لك التحية
    كثيرا ما أقرأك ولا أتداخل ، لكني لم أقرا هذا البوست إلا اليوم بالرغم من مرور أربعة أيام على نزوله ،، واليوم فقط قلت أدخل لعلك أجد لي سيدة تشتريني ، وزي ما يحصل يحصل ،،
    ياسر منذ فترة تشغل بالي بعض الأسئلة :
    هل كانت لعصور الرق لوائح وقوانين منظمة تحدد من هو السيد ومن هو العبد ؟ وهل هناك من يعد التسري نوعا من التدين ، أي هل كان الدين ناصرا لفكر العبودية أم أنه كان مخذّلا ؟ أقصد الدين بالفهم الذي مورست به العبودية وليس الدين كأصل ،، ثم هل يحق للعبد المعتوق أن يسترق غيره أم أن المسألة حكر على من عرفوا بأنهم الأحرار ؟
                  

06-20-2004, 03:32 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48739

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: ودقاسم)

    عزيزي ود قاسم
    تحية طيبة
    وأشكرك على المرور على البوست.. أنا أيضا أدخل بعض بوستاتك الشيقة وأقرأ، ولا أتمكن من المداخلة بالكتابة لضيق الوقت وتوزعي في بوستات أخرى وانشغالي بالكتابة فيها، كهذا البوست مثلا.. وسأحاول الإجابة على أسئلتك
    سؤالك..

    Quote: هل كانت لعصور الرق لوائح وقوانين منظمة تحدد من هو السيد ومن هو العبد ؟
    كانت هناك دائما أشياء متعارف عليها وقد بلغت في بعض الحالات أن تدون في الكتب مثل الذي جاء في التوراة والقرآن وسيجيء تفصيله فيما بعد.. وتختلف الأعراف بالطبع باختلاف الأزمان والأمكنة.. وقد كانت الشعوب القديمة يستعبد القوي منها الضعيف، ولكن نجد هناك العبودية عن طريق اللعن، أو عدم رضا الأب أو العشيرة، وقد جاء في التوراة من قصة سيدنا نوح مع ابنه حام الذي لعنه أبوه فأصبح عبدا لأخويه وصارت ذريته عبيدا، بحسب ما جاء في التوارة.. هذا منشأ مصطلح السامية والحامية.. نقرأ في سفر التكوين ما يلي:

    Quote: لعن كنعان ومباركة سام
    20وَاشْتَغَلَ نُوحٌ بِالْفَلاحَةِ وَغَرَسَ كَرْماً، 21وَشَرِبَ مِنَ الْخَمْرِ فَسَكِرَ وَتَعَرَّى دَاخِلَ خَيْمَتِهِ، 22فَشَاهَدَ حَامٌ أَبُو الْكَنْعَانِيِّينَ عُرْيَ أَبِيهِ، فَخَرَجَ وَأَخْبَرَ أَخَوَيْهِ اللَّذَيْنِ كَانَا خَارِجاً. 23فَأَخَذَ سَامٌ وَيَافَثُ رِدَاءً وَوَضَعَاهُ عَلَى أَكْتَافِهِمَا وَمَشَيَا الْقَهْقَرَى إِلَى دَاخِلِ الْخَيْمَةِ، وَسَتَرَا عُرْيَ أَبِيهِمَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْتَدِيرَا بِوَجْهَيْهِمَا نَحْوَهُ فَيُبْصِرَا عُرْيَهُ. 24وَعِنْدَمَا أَفَاقَ نُوحٌ مِنْ سُكْرِهِ وَعَلِمَ مَا فَعَلَهُ بِهِ ابْنُهُ الصَّغِيرُ 25قَالَ: «لِيَكُنْ كَنْعَانُ مَلْعُوناً، وَلْيَكُنْ عَبْدَ الْعَبِيدِ لإِخْوَتِهِ». 26ثُمَّ قَالَ: «تَبَارَكَ اللهُ إِلَهُ سَامٍ. وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْداً لَهُ. 27لِيُوْسِعِ اللهُ لِيَافَثَ فَيَسْكُنَ فِي خِيَامِ سَامٍ. وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْداً لَهُ».


    ونحن نعرف أن سيدنا إبراهيم لم يكن له ذرية في بداية أمره وأنه كان صاحب ثروة من البهائم والتجارة وكان يستخدم عبيدا كمعاونين.. والقصة المعروفة أنه جاءت ظروف اضطرته إلى النزول إلى مصر وانتهت القصة برجوعه بعد أن أهدى فرعون مصر لسارة زوجته جارية هي هاجر المصرية فأهدتها سارة بدورها إلى سيدنا إبراهيم وطلبت منه أن يدخل بها فأنجب منها ابنه اسماعيل. وقد جاء في التوراة، كتاب اليهود، في سفر التكوين ما نفهم منه مسألة العبيد والاستعباد:

    Quote: عهد الله مع أبرام
    15
    وَبَعْدَ هَذِهِ الأُمُورِ قَالَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ فِي الرُّؤْيَا: «لاَ تَخَفْ يَاأَبْرَامُ. أَنَا تُرْسٌ لَكَ. وَأَجْرُكَ عَظِيمٌ جِدّاً». 2فَقَالَ أَبْرَامُ: «أَيُّهَا السَّيِّدُ الرَّبُّ أَيُّ خَيْرٍ فِي مَا تُعْطِينِي وَأَنَا مِنْ غَيْرِ عَقِبٍ وَوَارِثُ بَيْتِي هُوَ أَلِيعَازَرُ الدِّمَشْقِيُّ؟» 3وَقَالَ أَبْرَامُ أَيْضاً: «إِنَّكَ لَمْ تُعْطِنِي نَسْلاً، وَهَا هُوَ عَبْدٌ مَوْلُودٌ فِي بَيْتِي يَكُونُ وَارِثِي» 4فَأَجَابَهُ الرَّبُّ: «لَنْ يَكُونَ هَذَا لَكَ وَرِيثاً، بَلِ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ صُلْبِكَ يَكُونُ وَرِيثَكَ». 5وَأَخْرَ جَهُ الرَّبُّ إِلَى الْخَارِجِ وَقَالَ: «انْظُرْ إِلَى السَّمَاءِ وَعُدَّ النُّجُومَ إِنِ اسْتَطَعْتَ ذَلِكَ». ثُمَّ قَالَ لَهُ: «هَكَذَا يَكُونُ نَسْلُكَ». 6فَآمَنَ بِالرَّبِّ فَحَسَبَهُ لَهُ بِرّاً، 7وَقَالَ لَهُ: «أَنَا هُوَ الرَّبُّ الَّذِي أَتَي بِكَ مِنْ أُورِ الْكَلْدَانِيِّينَ لأُعْطِيَكَ هَذِهِ الأَرْضَ مِيرَاثاً». 8فَسَأَلَ: «كَيْفَ أَعْلَمُ أَنِّي أَرِثُهَا؟» 9فَأَجَابَهُ الرَّبُّ: «خُذْ لِي عِجْلَةً وَعَنْزَةً وَكَبْشاً، عُمْرُ كُلٍّ مِنْهَا ثَلاَثُ سَنَوَاتٍ، وَيَمَامَةً وَحَمَامَةً». 10فَأَخَذَ هَذِهِ كُلَّهَا وَشَقَّ الْبَهَائِمَ مِنَ الْوَسَطِ إِلَى شَطْرَيْنِ، وَجَعَلَ كُلَّ شَطْرٍ مِنْهَا مُقَابِلَ الشَّطْرِ الآخَرِ. أَمَّا الطَّيْرُ فَلَمْ يَشْطُرْهُ. 11وَعِنْدَمَا أَخَذَتِ الطُّيُورُ الْجَارِحَةُ تَنْقَضُّ عَلَى الْجُثَثِ زَجَرَهَا أَبْرَامُ.
    12وَلَمَّا مَالَتِ الشَّمْسُ إِلَى الْمَغِيبِ غَرِقَ أَبْرَامُ فِي نَوْمٍ عَمِيقٍ، وَإِذَا بِظُلْمَةٍ مُخِيفَةٍ وَمُتَكَاثِفَةٍ تَكْتَنِفُهُ. 13فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «تَيَقَّنْ أَنَّ نَسْلَكَ سَيَتَغَرَّبُ فِي أَرْضٍ لَيْسَتْ لَهُمْ، فَيَسْتَعْبِدُهُمْ أَهْلُهَا وَيُذِلُّونَهُمْ أَرْبَعَ مِئَةِ سَنَةٍ. 14وَلَكِنَّنِي سَأَدِينُ تِلْكَ الأُمَّةَ الَّتِي اسْتَعْبَدَتْهُمْ، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ يَخْرُجُونَ بِأَمْوَالٍ طَائِلَةٍ. 15أَمَّا أَنْتَ فَسَتَمُوتُ بِسَلاَمٍ وَتُدْفَنُ بِشَيْبَةٍ صَالِحَةٍ. 16أَمَّا هُمْ فَسَيَرْجِعُونَ بَعْدَ أَرْبَعَةِ أَجْيَالٍ إِلَى هُنَا، لأَنَّ إِثْمَ الأَمُورِيِّينَ لَمْ يَكْتَمِلْ بَعْدُ». 17وَعِنْدَمَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ وَخَيَّمَ الظَّلاَمُ (ظَهَرَ) تَنُّورُ دُخَانٍ وَمِشْعَلُ نَارٍ يَجْتَازُ بَيْنَ تِلْكَ الْقِطَعِ.

    الوعد بأرض
    18فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عَقَدَ اللهُ مِيثَاقاً مَعْ أَبْرَامَ قَائِلاً: «سَأُعْطِي نَسْلَكَ هَذِهِ الأَرْضَ مِنْ وَادِي الْعَرِيشِ إِلَى النَّهْرِ الْكَبِيرِ، نَهْرِ الْفُرَاتِ. 19أَرْضَ الْقَيْنِيِّينَ وَالْقَنِزِّيِّينَ، وَالْقَدْمُونِيِّينَ 20وَالْحِثِّيِّينَ وَالْفَرِزِّيِّينَ وَالرَّفَائِيِّينَ 21وَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْجِرْجَاشِيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ».

    زواج أبرام من هاجر
    16
    وَأَمَّا سَارَايُ زَوْجَةُ أَبْرَامَ فَقَدْ كَانَتْ عَاقِراً، وَكَانَتْ لَهَا جَارِيَةٌ مِصْرِيَّةٌ تُدْعَى هَاجَرَ. 2فَقَالَتْ سَارَايُ لأَبْرَامَ: «هُوَذَا الرَّبُّ قَدْ حَرَمَنِي مِنَ الْوِلاَدَةِ، فَادْخُلْ عَلَيْهَا لَعَلَّنِي أُرْزَقُ مِنْهَا بَنِينَ». فَسَمِعَ أَبْرَامُ لِكَلاَمِ زَوْجَتِهِ. 3وَهَكَذَا بَعْدَ إِقَامَةِ عَشْرِ سَنَوَاتٍ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، أَخَذَتْ سَارَايُ جَارِيَتَهَا الْمِصْرِيَّةَ هَاجَرَ وَأَعْطَتْهَا لِرَجُلِهَا أَبْرَامَ لِتَكُونَ زَوْجَةً لَهُ.

    إذلال هاجر وهربها
    4فَعَاشَرَ هَاجَرَ فَحَبِلَتْ مِنْهُ. وَلَمَّا أَدْرَكَتْ أَنَّهَا حَامِلٌ هَانَتْ مَوْلاَتُهَا فِي عَيْنَيْهَا، 5فَقَالَتْ سَارَايُ لأَبْرَامَ: «لِيَقَعْ ظُلْمِي عَلَيْكَ، فَأَنَا قَدْ زَوَّجْتُكَ مِنْ جَارِيَتِي وَحِينَ أَدْرَ كَتْ أَنَّهَا حَامِلٌ هِنْتُ فِي عَيْنَيْهَا. لِيَقْضِ الرَّبُّ بَيْنِي وَبَيْنَكَ». 6فَأَجَابَهَا أَبْرَامُ: «هَا هِيَ جَارِيَتُكِ تَحْتَ تَصَرُّفِكِ، فَافْعَلِي بِهَا مَا يَحْلُو لَكِ». فَأَذَلَّتْهَا سَارَايُ حَتَّى هَرَبَتْ مِنْهَا.

    ملاك الرب وهاجر
    7فَوَجَدَهَا مَلاَكُ الرَّبِّ بِالْقُرْبِ مِنْ عَيْنِ الْمَاءِ فِي الطَّرِيقِ الْمُؤَدِّيَةِ إِلَى شُورٍ. 8فَقَالَ: «يَاهَاجَرُ جَارِيَةَ سَارَايَ، مِنْ أَيْنَ جِئْتِ؟ وَإِلَى أَيْنَ تَذْهَبِينَ؟». فَأَجَابَتْ: «إِنَّنِي هَارِبَةٌ مِنْ وَجْهِ سَيِّدَتِي سَارَايَ». 9فَقَالَ لَهَا مَلاَكُ الرَّبِّ: «عُودِي إِلَى مَوْلاَتِكِ وَاخْضَعِي لَهَا». 10وَقَالَ لَهَا مَلاَكُ الرَّبِّ: «لأُكَثِّرَنَّ نَسْلَكِ فَلاَ يَعُودُ يُحْصَى»، 11وَأَضَافَ مَلاَكُ الرَّبِّ: «هُوَذَا أَنْتِ حَامِلٌ، وَسَتَلِدِينَ ابْناً تَدْعِينَهُ إِسْمَاعِيلَ (وَمَعْنَاهُ: اللهُ يَسْمَعُ) لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ سَمِعَ صَوْتَ شَقَائِكِ. 12وَيَكُونُ إِنْسَاناً وَحْشِيّاً يُعَادِي الْجَمِيعَ وَالْجَمِيعُ يُعَادُونَهُ، وَيَعِيشُ مُسْتَوْحِشاً مُتَحَدِّياً كُلَّ إِخْوَتِهِ». 13فَدَعَتِ اسْمَ الرَّبِّ الَّذِي خَاطَبَهَا: «أَنْتَ اللهُ الَّذِي رَآنِي» لأَنَّهَا قَالَتْ: «أَحَقّاً رَأَيْتُ هُنَا (خَلْفَ) الَّذِي يَرَانِي؟» 14لِذَلِكَ سُمِّيَتِ الْبِئْرُ «بِئْرَ لَحَيْ رُئِي» (وَمَعْنَاهُ بِئْرُ الْحَيِّ الَّذِي يَرَانِي) وَهِيَ وَاقِعَةٌ بَيْنَ قَادَشَ وَبَارَدَ.

    مولد إسماعيل
    15ثُمَّ وَلَدَتْ هَاجَرُ لأَبْرَامَ ابْناً، فَدَعَا أَبْرَامُ ابْنَهُ الَّذِي أَنْجَبَتْهُ لَهُ هَاجَرُ إِسْمَاعِيلَ. 16وَكَانَ أَبْرَامُ فِي السَّادِسَةِ وَالثَّمَانِينَ مِنْ عُمْرِهِ عِنْدَمَا وَلَدَتْ لَهُ هَاجَرُ إِسْمَاعِيلَ.

    العهد والختان
    17
    وَعِنْدَمَا كَانَ أَبْرَامُ فِي التَّاسِعَةِ وَالتِّسْعِينَ مِنْ عُمْرِهِ، ظَهَرَ لَهُ الرَّبُّ قَائِلاً: «أَنَا هُوَ اللهُ الْقَدِيرُ. سِرْ أَمَامِي وَكُنْ كَامِلاً، 2فَأَجْعَلَ عَهْدِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَأُكَثِّرَ نَسْلَكَ جِدّاً». 3فَسَقَطَ أَبْرَامُ عَلَى وَجْهِهِ، فَخَاطَبَهُ اللهُ قَائِلاً: 4«هَا أَنَا أَقْطَعُ لَكَ عَهْدِي، فَتَكُونُ أَباً لأُمَمٍ كَثِيرَةٍ. 5وَلَنْ يُدْعَى اسْمُكَ بَعْدَ الآنَ أَبْرَامَ (وَمَعْنَاهُ الأَبُ الرَّفِيعُ) بَلْ يَكُونُ اسْمُكَ إِبْرَاهِيمَ (وَمَعْنَاهُ أَبٌ لِجُمْهُورٍ) لأَنِّي أَجْعَلُكَ أَباً لِجُمْهُورٍ مِنَ الأُمَمِ؛ 6وَأُصَيِّرُكَ مُثْمِراً جِدّاً، وَأَجْعَلُ أُمَماً تَتَفَرَّعُ مِنْكَ، وَيَخْرُجُ مِنْ نَسْلِكَ مُلُوكٌ. 7وَأُقِيمُ عَهْدِي الأَبَدِيَّ بَيْنِي وَبَيْنَكَ، وَبَيْنَ نَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ جِيلاً بَعْدَ جِيلٍ، فَأَكُونُ إِلَهاً لَكَ وَلِنَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ. 8وَأَهَبُكَ أَنْتَ وَذُرِّيَّتَكَ مِنْ بَعْدِكَ جَمِيعَ أَرْضِ كَنْعَانَ، الَّتِي نَزَلْتَ فِيهَا غَرِيباً، مُلْكاً أَبَدِيّاً. وَأَكُونُ لَهُمْ إِلَهاً».
    9وَقَالَ الرَّبُّ لإِبْرَاهِيمَ: «أَمَّا أَنْتَ فَاحْفَظْ عَهْدِي، أَنْتَ وَذُرِّيَّتُكَ مِنْ بَعْدِكَ مَدَى أَجْيَالِهِمْ. 10هَذَا هُوَ عَهْدِي الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ ذُرِّيَّتِكَ مِنْ بَعْدِكَ الَّذِي عَلَيْكُمْ أَنْ تَحْفَظُوهُ: أَنْ يُخْتَتَنَ كُلُّ ذَكَرٍ مِنْكُمْ 11تَخْتِنُونَ رَأْسَ قُلْفَةِ غُرْلَتِكُمْ فَتَكُونُ عَلاَمَةَ الْعَهْدِ الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ 12تَخْتِنُونَ عَلَى مَدَى أَجْيَالِكُمْ كُلَّ ذَكَرٍ فِيكُمُ ابْنَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ سَوَاءٌ كَانَ الْمَوْلُودُ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ أَمْ كَانَ ابْناً لِغَرِيبٍ مُشْتَرًى بِمَالِكَ مِمَّنْ لَيْسَ مِنْ نَسْلِكَ. 13فَعَلَى كُلِّ وَلِيدٍ سَوَاءٌ وُلِدَ فِي بَيْتِكَ أَمِ اشْتُرِيَ بِمَالٍ أَنْ يُخْتَنَ، فَيَكُونُ عَهْدِي فِي لَحْمِكُمْ عَهْداً أَبَدِيّاً. 14أَمَّا الذَّكَرُ الأَغْلَفُ الَّذِي لَمْ يُخْتَنْ، يُسْتَأْصَلُ مِنْ بَيْنِ قَوْمِهِ لأَنَّهُ نَكَثَ عَهْدِي».

    وعد الله لسارة
    15وَقَال الرَّبُّ لإِبْرَاهِيمَ: «أَمَّا سَارَايُ زَوْجَتُكَ فَلاَ تَدْعُوهَا سَارَايَ بَعْدَ الآنَ، بَلْ يَكُونُ اسْمُهَا سَارَةَ (وَمَعْنَاهُ أَمِيرةٌ). 16وَأُبَارِكُهَا وَأُعْطِيكَ ابْناً مِنْهَا. سَأُبَارِكُهَا وَأَجْعَلُهَا أُمّاً لِشُعُوبٍ، وَمِنْهَا يَتَحَدَّرُ مُلُوكُ أُمَمٍ». 17فَانْطَرَحَ إِبْرَاهِيمُ عَلَى وَجْهِهِ وَضَحِكَ قَائِلاً فِي نَفْسِهِ: «أَيُوْلَدُ ابْنٌ لِمَنْ بَلَغَ الْمِئَةَ مِنْ عُمْرِهِ؟ وَهَلْ تُنْجِبُ سَارَةُ وَهِيَ فِي التِّسْعِينَ مِنْ عُمْرِهَا؟ »
    18وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِلهِ: «لَيْتَ إِسْمَاعِيلَ يَحْيَا فِي رِعَايَتِكَ». 19فَأَجَابَ الرَّبُّ: «إِنَّ سَارَةَ زَوْجَتَكَ هِيَ الَّتِي تَلِدُ لَكَ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ إِسْحقَ (وَمَعْنَاهُ يَضْحَكُ). وَأُقِيمُ عَهْدِي مَعَهُ وَمَعَ ذُرِّيَّتِهِ مِنْ بَعْدِهِ عَهْداً أَبَدِيّاً. 20أَمَّا إِسْمَاعِيلُ، فَقَدِ اسْتَجَبْتُ لِطِلْبَتِكَ مِنْ أَجْلِهِ. سَأُبَارِكُهُ حَقّاً، وَأَجْعَلُهُ مُثْمِراً، وَأُكَثِّرُ ذُرِّيَّتَهُ جِدّاً فَيَكُونُ أَباً لاثْنَيْ عَشَرَ رَئِيساً، وَيُصْبِحُ أُمَّةً كَبِيرَةً. 21غَيْرَ أَنَّ عَهْدِي أُبْرِمُهُ مَعَ إِسْحقَ الَّذِي تُنْجِبُهُ لَكَ سَارَةُ فِي مِثْلِ هَذَا الْوَقْتِ مِنَ السَّنَةِ الْقَادِمَةِ». 22وَلَمَّا انْتَهَى مِنْ مُحَادَثَتِهِ فَارَقَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ.



    ومن هذه النصوص نستنتج أن اليهود يعتبرون الكنعانيين عبيدا، ويعتبرون نسل سيدنا إسماعيل نسل الجارية وهذا هو أحد أسباب نظرتهم العنصرية للعرب والكنعانيين.. وقد احتوت التوراة في أسفار أخرى على قواعد معاملة العبد كما جاء في النصوص التالية:
    وفيما يلي جزء من الإجابة على سؤالك الثاني بالنسبة للديانة اليهودية:

    Quote: وهل هناك من يعد التسري نوعا من التدين ، أي هل كان الدين ناصرا لفكر العبودية أم أنه كان مخذّلا ؟ أقصد الدين بالفهم الذي مورست به العبودية وليس الدين كأصل

    ففي عهد اليهودية سمح الله لليهود باستعباد غيرهم، وكذلك استخدام بعضهم كعبيد ونجد ذلك في النصوص التالية من سفر اللاويين الإصحاح الـ 25


    39وَإِذَا افْتَقَرَ أَخُوكَ وَبِيعَ لَكَ عَبْداً، فَلاَ تُعَامِلْهُ كَعَبْدٍ، 40بَلْ لِيَكُنْ عِنْدَكَ كَأَجِيرٍ أَوْ نَزِيلٍ، فَيَخْدُمَكَ حَتَّى حُلُولِ سَنَةِ الْيُوبِيلِ، 41ثُمَّ تَعْتِقُهُ هُوَ وَأَوْلادَهُ، وَيَعُودُ إِلَى قَوْمِهِ، وَيَرْجِعُ إِلَى مُلْكِ آبَائِهِ، 42لأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَبِيدِي الَّذِينَ أَخْرَجْتُهُمْ مِنْ مِصْرَ، لاَ يُبَاعُونَ كَالْعَبِيدِ. 43لاَ تَطْغَ بِتَسَلُّطِكَ، بَلِ اتَّقِ إِلَهَكَ، 44وَلْيَكُنْ عَبِيدُكُمْ وَإِمَاؤُكُمْ مِنَ الشُّعُوبِ الَّتِي حَوْلَكُمْ، مِنْهَا تَقْتَنُونَ عَبِيداً وَإِمَاءً، 45وَكَذَلِكَ مِنْ أَبْنَاءِ الْمُسْتَوْطِنِينَ النَّازِلِينَ عِنْدَكُمْ، فَمِنْهُمْ وَمِنْ عَشَائِرهِمْ، الَّذِينَ عِنْدَكُمُ الْمَوْلُودِينَ فِي أَرْضِكُمْ، تَقْتَنُونَ عَبِيداً لَكُمْ. 46وَتُوَرِّثُونَهُمْ لِبَنِيكُمْ مِنْ بَعْدِكُمْ مِيرَاثَ مُلْكٍ، فَيَكُونُونَ عَبِيداً لَكُمْ إِلَى الأَبَدِ. وَأَمَّا إِخْوَتُكُمْ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَلاَ تَطْغَوْا بِتَسَلُّطِكُمْ عَلَيْهِمْ.
    47وَإِذَا اغْتَنَى غَرِيبٌ أَوْ نَزِيلٌ مُقِيمٌ فِي وَسَطِكُمْ، وَافْتَقَرَ أَخُوكَ فَبِيعَ لِلْغَرِيبِ الْمُسْتَوْطِنِ عِنْدَكَ، أَوْ لِنَسْلِ عَشِيرَتِهِ، 48فَلْيَفُكَّهُ وَاحِدٌ مِنْ أَقْرِبَائِهِ بَعْدَ بَيْعِهِ، لأَنَّهُ يَمْلِكُ حَقَّ الانْعِتَاقِ. 49أَوْ يَفُكَّهُ عَمُّهُ أَوِ ابْنُ عَمِّهِ أَوْ أَحَدُ أَقْرِبَائِهِ مِنْ أَبْنَاءِ عَشِيرَتِهِ، أَوْ يَسْتَرِدَّ هُوَ نَفْسُهُ حُرِّيَّتَهُ إِذَا حَصَلَ عَلَى مَا يَكْفِي مِنْ مَالٍ، 50فَيَتَحَاسَبُ مَعَ شَارِيهِ مُنْذُ سَنَةِ بَيْعِهِ حَتَّى سَنَةِ الْيُوبِيلِ، فَيَكُونُ ثَمَنُ عِتْقِهِ وَفْقاً لِمَا يُدْفَعُ لأَجِيرٍ، لِذَلِكَ الْعَدَدِ مِنَ السَّنَوَاتِ. 51وَإِذَا كَانَتِ السَّنَوَاتُ الْبَاقِيَةُ حَتَّى حُلُولِ الْيُوبِيلِ كَثِيرَةً، فَعَلَيْهِ أَنْ يَدْفَعَ نِسْبَةً أَكْبَرَ مِنْ أَصْلِ الثَّمَنِ الَّذِي دُفِعَ فِي شِرَائِهِ، إِسْتِرْدَاداً لِحُرِّيَّتِهِ. 52وَإِنْ كَانَتِ السَّنَوَاتُ الْبَاقِيَةُ حَتَّى سَنَةِ الْيُوبِيلِ قَلِيلَةً، فَعَلَيْهِ أَنْ يَحْسُبَ عَدَدَ السَّنَوَاتِ وَيَدْفَعَ وَفْقَهَا فِي سَبِيلِ فِكَاكِهِ. 53وَعَلَى الأَجْنَبِيِّ أَنْ يُعَامِلَهُ كَأَجِيرٍ مِنْ سَنَةٍ إِلَى سَنَةٍ، وَلاَ يَقْسُ عَلَيْهِ أَمَامَ عَيْنَيْكَ. 54وَإِنْ لَمْ يُوْجَدْ سَبِيلٌ لِفِكَاكِهِ، فَإِنَّهُ يُعْتَقُ هُوَ وَبَنُوهُ مَعَهُ فِي سَنَةِ الْيُوبِيلِ. 55لأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لِي عَبِيدٌ. هُمْ عَبِيدِي الَّذِينَ أَخْرَجْتُهُمْ مِنْ مِصْرَ. أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ.


    إذن الدين اليهودي أوصى بمعاملة العبيد معاملة طيبة، سواء كانوا من العبرانيين أو من غيرهم، ووضع قواعد للعتق، ولكن لا جدال في أنه فرّق بين السيد والعبد، فمثلا السيد لا يقتل إذا ضرب عبده وقتله.. ومسألة الاستعباد هي مسألة اقتصادية بحتة أو هي مرتبطة بفريضة الجهاد، فلا نستطيع القول بأن الدين يعتبر "التسري نوعا من التدين" هكذا ولكن الدين يحث على الجهاد والجهاد يجيء بالسراري والمسترقين.. وقد وضعت التوراة لها القواعد أيضا ولولا خوف الإطالة لأوردت النصوص..


    عندما جاء الإسلام وجد الرق مؤسسة قائمة في جزيرة العرب وقد كان أغلب المسترقين هم من الأحباش الذين كان لهم قبل الإسلام وجود كبير في جنوب الجزيرة العربية، بل أن النبي عليه السلام قد ولد في نفس العام الذي حاول فيه أبرهة قائد جيش الحبشة هدم الكعبة واحتلال مكة، وقد كان الأحباش وقتها هم أهل الديانة المسيحية، بينما كان أعراب الجزيرة العربية هم الوثنيون، وقد كان خذلان الله لجيش أبرهة إيذانا بمجيء الرسالة المحمدية والدين الإسلامي.. وقد كان غالبية أتباع الدين الإسلامي في عهد مكة من العبيد والمسترقين أو المستضعفين الذين يلوذون بحماية قبائل وشخصيات قوية، ومن هؤلاء المسترقين يذكر التاريخ سيدنا بلال وسيدنا صهيب وسيدنا زيد بن حارثة مولى النبي عليه السلام.. وعندما هاجر الإسلام إلى المدينة بدأ الجهاد وزاد عدد المسترقين والسراري.. ومرة أخرى لا نستطيع أن نقول أن الإسلام شجع على التسري والاسترقاق ولكنه شجّع على الجهاد.. وقد وضع قواعد لبيع العبيد وعتقهم ومكاتبتهم إلى غير ذلك وكل هذا سيجيء في الوثائق التي سأوردها ضمن هذا البوست..



    سؤالك الأخير:
    Quote: ثم هل يحق للعبد المعتوق أن يسترق غيره أم أن المسألة حكر على من عرفوا بأنهم الأحرار ؟


    العبد الذي أعتق يصير حرا، ويحق له أن يشتري العبيد أو يسبيهم في الحرب إذا كان مسلما.. هذا فيما يخص الإسلام.. ليس ذلك فحسب بل يحق للذي كان مملوكا أن يحكم دولة كمصر، مثال كافور الذي كان يعرف بكافور عبد الإخشيد، وهو بالتأكيد كان يملك العبيد عندما حكم مصر..

    أرجو أن لا يكون التطويل مملا في هذا الموضوع الذي أعتبره من جذور مشاكل السودان والسودانيين..

    وأرجو أن أكون قد تمكنت من الإجابة.. كما أرجوك أن تتابع البوست وترفده بما يثريه من المعلومات والقصص.. وإليك هذه الواقعة التي جاءت في كتاب "علاقات الرق في المجتمع السوداني" لمحمد إبراهيم نقد ص. 375 ربما تتصل بسؤالك الأخير:


    Quote: نزاع حول رقيق
    الخرطوم 2 مارس 1926
    إلى مدير مديرية النيل الأزرق

    للشيخ عبد الباقي حمد النيل رقيق يُدعى علوم يدير أعمال الشيخ ويقطن طيبة. وقد جمع هذا الرقيق ثروة طائلة وربح أموالاً من محصول القطن.

    قبل فترة وجيزة استولى الشيخ على مطمورة تحوي 100 أردب من العيش من ممتلكات ذلك الرقيق. وقد أزعج هذا الأمر الرقيق لدرجة أنه أعلن أنه سوف يطالب بحريته. ويحتمل أنه قد تقدم فعلاً بطلب قبل عشرة أيام لاستعادة ممتلكاته ونيل حريته. ويصر الشيخ عبد الباقي وأقرباؤه على استبقاء علوم في الرق ويمارسون عليه ضغطا شديدا. وهناك ناظر مدرسة فحل ـ سنار ـ ابن أخ الشيخ عبد الباقي، الذي يصر من جانبه أن ينال علوم حريته، ويتأهب للذهاب إلى طيبة خلال عطلته لتصعيد المسألة..

    حسبما فهم، فإن القضية تشغل بال الرأي العام، وأنه إذا ما نال علوم حريته، يصبح ذلك بمثابة تأكيد على نطاق واسع لحقيقة أن الرقيق يمكن أن ينال حريته عند طلبها. وقد نشر العرب، منذ التمرد [يقصد ثورة 24] نظرية مؤداها أن تحرير الرقيق قد اُلغي، ويبدو أن الرقيق تأثر كثيراً بهذا.

    تكتسب هذه القضية أهمية خاصة في الظروف السائدة، وأود أن أسمع ما تتمخض عنه.

    المفوض الخاص.

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 06-20-2004, 03:47 PM)

                  

06-20-2004, 03:37 PM

حبيب نورة
<aحبيب نورة
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 18581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: Yasir Elsharif)

    يا قلبي السراري
    الفيك كاتم أسراري
                  

06-20-2004, 04:04 PM

Frankly
<aFrankly
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 35211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: حبيب نورة)


    الاخ ياسر لك الشكر على هذه الدراسة القيمة
    كما اشكر المتداخلين على اثراءهم بالمزيد


    _____


    أتق الله حيث ما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن

                  

06-21-2004, 10:25 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48739

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: Frankly)

    عزيزي فرانكلي
    تحية
    أنا سعيد بأنك وأناس أمثالك يقرأون هذا البوست.. ويا حبذا لو شاركت وشارك غيرك..
                  

06-21-2004, 07:08 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48739

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: حبيب نورة)

    عزيزي حبيب نورة

    تحية


    Quote: يا قلبي السراري
    الفيك كاتم أسراري


    أشكرك بالرغم من أني لم أفهم بالضبط ، هل هذه الكلمات أغنية شعبية ؟؟ أرجو التوضيح..

    يقال أنه بعد زمن من استقرار الحكم الوطني بعد الاستقلال بدأت بنات المسترقات مغادرة الشمالية والتوجه نحو العاصمة الخرطوم والعمل والبحث عن حياة بعيدا عن شقاء الخدمة في المنازل أو الحقول، وقد عبرت واحدة من أولئك النسوة عن ذلك شعرا دارجيا كانت تترنم به بعد أن استقرت في الخرطوم:

    الرغيف المدور تمنه قرشين
    واللبن كبايتو ملين
    نحن ليكم تاني ماني راجعين

    العَزَبة أتّنزل الطين
    والفتاة أتّنقص للطحين
    أنحنا ليكم تاني ماني راجعين

    وهذه الأبيات تعكس الكثير بداخلها .. فالشاعرة قد ارتاحت في الخرطوم من العمل في الحقل أو الخدمة في البيت في مرحاكة الطحين وأصبحت تأكل رغيفا جاهزا ثمنه قرشين، وجيلنا قد حضر ذلك الزمن الذي كانت فيه الرغيفة بقرشين، واللبن بالملاليم، ولذا فهي سعيدة بالهرب من أسيادها ومستعبديها، الذين يتوجب على بناتهن العمل لأنفسهن، العزبة التي كانت متزوجة وترملت أو طلقت عليها أن تنزل إلى الزراعة "الطين" والفتاة عليها أن تعمل بالطحين الذي يقص الظهر من شدته.. وقد كان من الطبيعي لمثل هؤلاء النسوة أن يكن شاكرات لله الذي خلصهن من الذل..
    وشكرا لكل من يجيئ ويقرأ..
                  

06-20-2004, 05:27 PM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: Yasir Elsharif)

    الرائع ياسر { الشفيف } تستحق الشكر والإشادة على هذا العمل الضخم والحساس ، أرهقعيوني لذا تناولت بعض الفقرات وطبعته كله عشان اقراه مرتاح ، الموضوع إتضح لي تمامآ بعد كتاب محمد إبراهيم نقد { علاقات الرق في المجتمع السوداني } ، قرأته بخجل ومن يومها أقرأ وأبحث وأنقب ورجعت لي وراء منذ حبوبتنا أم إسماعيل ، أم العرب وعرفت إنها سودانية من عندنا أسترقت وجلبت لبلاط فرعون مصر وباقي القصة معروف ، سوف أرجع ليك
                  

06-21-2004, 07:17 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48739

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: أبو ساندرا)

    يا سلام.. هلّت الأنوار.. أبو ساندرا نفسه؟؟

    لك الود من بعد الأشواق.. أرجو أن تشارك بما عندك..
    "وطن حدادي مدادي وما بنبنيه فرادي.. ولا بالضجة في الرادي، ولا الخطب الحماسية".. هناك أكوام بل جبال من المسائل الدقيقة التي تحتاج إلى تنقيب ودراسة ونشر.. والحمد لله الذي سخر لنا هذا المنبر السايبيري، وأنا على ثقة ويقين أن هناك سودانيين نابهين من الشباب يقرأون بصمت ويفهمون.. وعلى القادرين من جيلنا أن يكتبوا ويكتبوا ويكتبوا.. وأتوقع من الذين بين أيديهم وثائق وتاريخ أن يبسطوه في هذه المنابر الحرة.. إن سلطة الجبهة قد نجحت في طمس التاريخ وتجهيل الشباب، ولكن لا فرصة لهم فالشبكة العالمية لهم بالمرصاد..

    وشكرا

    ياسر
                  

06-20-2004, 07:15 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20429

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: Yasir Elsharif)

    اخي ياسر

    كما قلت اعجبني هذا الخيط فقلت ان اساهم فيه بقدر يسير

    فقد سبق ان كتبت مقالة بعنوان"الطيب صالح:اراء في السياسة والهجنة الثقافية" نشر في بيروت في السفير الثقافي 2-7-1999.

    ونشرناه -أيضا- في كتابنا"خطاب المشاء- نصوص النسيان" الصادر عن مركز الدراسات السودانية- القاهرة 1999. طبعا المركز انتقل الى الخرطوم.

    وهنا اورد مقاطع منها,

    في ما يتعلق بمفهومي عن مصطفى سعيد باعتباره منبتا قبليا:

    "لمصطفى سعيد صلة حميمة بما اصطلح عليه بالزنوج المنمبتين قبليا:

    Negroid but detribalized people

    وهم كما -يرى المستعمرون البريطانيون-

    "العبيد السابقون الذين ترجع أصولهم الى قبائل الجنوب او جبال النوبة,لكنهم استقروا في المجتمع الشمالي السوداني,وفقدوا بالتالي,اي صلة بقبائلهم الأصلية اذ لم يكن لهم في الشمال أي مكان في النظام الاجتماعي".

    فوالدة مصطفى سعيد -فاطمة عبد الصادق- كانت من تلك الفئة-تقول احدى شخصيات "موسم الهجرة الى الشمال" عنها"ويقال أن أمه كانت رقيقا من الجنوب ومن قبائل الزاندي أو الباريا,الله اعلم. الناس الذيت ليس لهم اصل هم الذين تبوأوا أعلى المراتب أيام الانجليز"ص 63 -من الاعمال الكاملة- دار العودة بيروت,1988.

    صحيح ان والد مصطفي سعيد كان عربيا من "العبابدة القبيلة التي كانت تفيش بين مصر والسودان"-ص-63. ولذلك كان مصطفي سعيد كما يقول في الرواية -عربيا افريقيا,الا ان أباه توفى قبل ولادته,وانقطعت علاقة مصطفى سعيد باسرة أبيه لأسباب لم تقلها الرواية,فانبت عن جذوره العربية,وأصبح كأمه-زنجيا منبتا بامتياز,لذلك قال"لم يكن لنا أهل"-ص29
    ولانبتاته القبلي هذا,ولاسباب أخرى لم يرجع مصطفى سعيد مباشرة بعد انهاء دراسته,وقضى وقتا طويلا متسكعا بين البلدان, اذ أنه كما يقول الراوي -بعد أن يخرج من السجن-"يتشرد في أصقاع الأرض, من باريس الى كوبنهاجن الى دلهي الى بانكوك"-ص78-79.

    وحتى حينما عاد لم يعد عودة طبيعية-حسب الراوي_ ولم يختر قريته الجديدة بدلا عن الخرطوم أو ضواحيها, بل عاد عودة عبثية الى قرية منسية الذكر على منحنى النيل-يقول مصطفي سعيد عن ذلك -اذا أخذنا روايته على محمل الجد:
    "كنت في الخرطوم أعمل في التجارة.ثم لأسباب عديدة قررت أن أتحول للزراعة,كنت طوال حياتي أشتاق للاستقرار في هذا الجزء من القطر,لا أعلم السبب.وركبت الباخرة, وأنا لا اعلم وجهتي, ولما رست في هذا البلد,اعجبتني هيئتها.هجس هاجس في قلبي: هذا هو المكان"-ص20.

    ولأنه بلا أصل قبلي, ولا تاريخ يقبله القرويون, لم يتزوج طواعية من امراة عادية, بل تزوج امراة من أصل قبلي متواضع..يقول الجد عن قبيلة زوجته حسنة بنت محمود, معلقا "تلك القبيلة لا يبالون لمن يزنوجون بناتهم"ص16.
    ا.ه.

    [/BOLD


    ]
    عزنزي ياسر ترد أيضا في نصوص الطيب صالح اشارات كثيرة عن الرق, اوردت بعضا منها في الدراسة المذكورة اعلاه.

    وارجو ان اتمكن من ايرادها.

    مع تقديري العالي ومحبتي

    ارقد عافية

    المشاء

    (عدل بواسطة osama elkhawad on 06-20-2004, 11:49 PM)

                  

06-21-2004, 03:08 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: osama elkhawad)

    ..
    Quote: في الحقيقة أنا توهمت أنك قلت أن الطيب صالح قد قال أن أم مصطفى سعيد من الجنوب، بهذا التحديد.. في الحقيقة مصطفى سعيد أيضا لم يقل أن أمه من الجنوب.. أما ما تكرمت بإيراده من كلام المأمور السوداني، في ذلك القطار، للراوي فهو لا يعني أن تلك هي الحقيقة.. خاصة أن المأمور نفسه قد ختم قوله بـ "والله أعلم" مما يعني أن معلوماته كانت عبارة عن أقوال منقولة، قد تكون صحيحة وقد تكون غير صحيحة..
    فى العمل الروائى هناك ما يسمى بزرع المعلومات .. تتجمع خيوط المعلومات
    من شخصيات الرواية لاختلاف عالم الرواية من العالم الواقعى ولذلك لا يمكن ان نشكك فى صحة ما قاله المأمور ونحاسبه كما نحاسب معلومات الواقع لان عالم الرواية دائما عليه سيطرة كاملة
    من الكاتب فهذه هى المعلومات التى اراد الكاتب ان نعرفها عن ميلاد مصطفى سعيد..
    Quote: ولا أشك في أن مصطفى سعيد قد قرأ كتاب طبقات ود ضيف الله وعرف منه أن معظم أهالي تلك المنطقة هم خليط من الأفارقة النوبيين أهل البلاد الأصليين وبين العرب الوافدين وبين كثير من القبائل الافريقية الأخرى سواء عن طريق الاسترقاق أو الزواج.. "ملك اليمين أو ملك النكاح".. وقد جاءت فيه هذه الرواية الهامة:


    لقد تم التزاوج هذا فى فى زمن قديم وكان نتاجه هذه القبيلة التى عاش فيها مصطفى سعيد
    ايامه الاخيرة(البديرية ةو الشوايقة) فهل ترى ان اى تزاوج جديد بين فرد شايقى و فرد
    افريقى صرف قد يجد القبول بين هذه القبيلة فى بدايات القرن السابق.. لا أعتقد يا اخى ياسر ان
    اهل هذه المنطقة يرتضون رجلا غريبا لا اهل له ليتزوج من بناتهم.. مازلت عند رأى ان الزيجات هذه
    التى تمت فى ود حامد ما كان لها ان تتم ابدا فى العالم الواقعى.. ولذلك صبغ عليها الكاتب هذه التبريرات الساحرية حتى يجعلها(مبلوعة)

    Quote: ولكن الأحوال في زمن زواج مصطفى سعيد قد أخذت تتغير وبدأ تشكل السودان القطر القومي مكان السودان القبلي الذي كان سائدا في زمن التركية والمهدية، إضافة إلى أن مصطفى سعيد قد أقنع أهل القرية بسلوكه وتمسكه بالصلاة في المسجد ومشاركته بالقدح في الأفراح والأتراح.. وأنا قد استغربت وصفك لزواج مصطفى سعيد من حسنة بت محمود "بمستيك ديني"، وتعنين أنه خطأ من الناحية الدينية.. وأنا أسألك ما هو الخطأ الديني في هذا الزواج؟ ألم يقل النبي الكريم عليه السلام: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا [إن لا] تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير؟؟ بلى قد قال.. كما أرجو أن توضحي لنا الخطأ الديني في زيجات أبطال روايات الطيب صالح التي ذكرتيها..

    فى عام 1985 وقفت جدتى وكبار العائلة ضد زواج فى العائلة بين احد بنات العائلة ودنقلاوى
    فكيف تقل لى انه بدأ تشكل السودان القطر.. فى كل عائلتنا الى عام 1979 لم يحدث زواج خارج نطاق العائلة دعك من القبيلة او لشخص مقطوع من شجرة.. تحتاج لتعيد النظر فى قراءتك للتقاليد فى هذه المنطقة قبل الهجرة الى المدن.. وهنا اريد ان انوه انا لا ارفض التزواج بين القبائل فقط اكتب عن حال واقع..
    حاول الطيب صالح ان ينقل نقيضه.. كما تعرف تكوين السواقى الاجتماعى حيث يسكن اصحاب الساقية اولاد القبيلة ثم فى طرف الساقية يسكن الرقيق.. ومن حين لآخر يسكن العرب فى الطرف ايضا خاصة ابان حش التمر اذ انهم متجولون.. لقد تحدث الطيب صالح عن بت العريبى لاحظ التصغير الذى يستخدمه الشوايقة للاستهجان والاستهانة بالمصغر.. نسيج قرانا المعقد الذى يلزم كل فرد فيه حدوده المتاحة له بحكم وضعه الطبقى كان شغلا شاغلا للطيب صالح الذى حاول ان يعرض
    بعض النماذج لزيجات خلخلت هذا النسيج الاجتماعى ولذلك استحقت التدوين والكتابة عنها روائيا,, كما قلت لك الطيب لم يكتب عن ماهو كائن بل كتب عما ينبغى ان يكون..
    فى منطقة يعرف العبد نفسه انا قسم الله عبد اللمين *ويكون فخورا انه ليس عبدا هاملا
    لان العبد الذى له سيد هو خير من العبد الهامل..وكونه له سيد هذا بجعله مطمئنا
    وله كينونة..


    ولذلك علينا ان نحلل الوضع الاجتماعى للرقيق قبل التحرير وبعد التحرير وهل اختلف وضعهم اختلافا كبيرا بعد التحرير..( لا ادرى فى اى كتاب حتى تكون معلومة موثقة..)
    قد مرت على اثناء كتابة بحثى عن ان الذين ذهبوا الى المدارس
    فى بدايتها كانوا من الارقاء المحررين اذا رفضت كثير من الاسر ارسال
    اولادها الى مدارس المستعمر.. لاحظ كيف دخل مصطفى سعيد المدرسة
    ولاحظ اشارة المأمور لمن مسك المناصب ومن كان لهم حظوة عند الانجليز

    نقطة أود أثارتها ايضا اتمنى الا تكن
    far fetch
    الرجل الذى حمل مصطفى سعيد الى المدرسة
    هل تحرش به جنسيا( لقد اشتهر عددمن الانجليز الذين اتو الى السودان بسلوكهم الشاذ جنسيا)* لان الحقد الذى عند مصطفى سعيد عل اولياء نعمته اكبر من ان يكون طبيعيا على الرغم من ذكائه الحاد الا ان حقده والطريقة التى اختارها للانتقام وسلاحه الذى اختاره للحرب.. به كثر من الغرابة والالتواء فقد عرفناه رجلا سويا وفيا عندما ذهب الى تلك القرية التى اختارها.. فلماذا هذا الجنون فى هذه الشخصية ؟التى تعيش بأزدواجية هايد وجيكل

    عندما كنت اكتب بحث التخرج بعنوان دراسة الحكاية الشعبية عند خالد ابى الروس من خلال
    مصرع تاجوج و خراب سوبا

    قيل لى ان كثير من الناس لم يدخلوا اولادهم مدارس الانجليز لانها تعلم الشذوذ وكانت هذا سبب اساسيا لاحجام كثير من الاسر لارسال ابنائها.. فهل صمت الطيب صالح عن ذلك التابو والمح له تلميحا بحادثة التقاء مصطفى بالخواجة الذى اردفه معه فى الحصان
    لا ادرى..!!

    نتمنى مداخلات بناءة دون سؤ ظن.. مداخلات نقدية بعيدة عن الهتر


    ************************************

    فى رحلة سنة 1983 الى مناطق الشايقية لفتت طريقة التعريف هذه صديقى
    من الجزيرة ووعلق عليعا ساخرا.. وحاولت ان اشرح له ان يريد ان يقول لك انه ليس هاملا ولم يصدقنى

    لى عودة مرة اخرى ان شاء الله.. وشكران لك على هذا البوست الجميل
                  

06-21-2004, 10:19 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48739

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: bayan)

    الأخت العزيزة الدكتورة بيان

    تحية طيبة

    أشكرك على المداخلة المفيدة، وأرجو أن أتمكن المشاركة بما يفيد أيضا..

    قولك:

    Quote: فى العمل الروائى هناك ما يسمى بزرع المعلومات .. تتجمع خيوط المعلومات
    من شخصيات الرواية لاختلاف عالم الرواية من العالم الواقعى ولذلك لا يمكن ان نشكك فى صحة ما قاله المأمور ونحاسبه كما نحاسب معلومات الواقع لان عالم الرواية دائما عليه سيطرة كاملة
    من الكاتب فهذه هى المعلومات التى اراد الكاتب ان نعرفها عن ميلاد مصطفى سعيد..

    أنا أتفق معك تماما في خصائص العمل الروائي.. وأنا لا أشكك فيما قاله المأمور بل قلت أن ذلك لا يعني أنه الحقيقة بالتحديد.. لقد ظننت أنك قلت أن "الطيب صالح" شخصيا "في عالم الواقع" قال في لقاء أن مصطفى سعيد أمه من الجنوب.. من الجائز أن تكون أمه من الجنوب أو من إثيوبيا أو أن أمها من إثيوبيا.. كله جائز ، المهم أنها كانت مسترقة أو ابنة مسترقة.. وقد وصف مصطفى سعيد ملامح أمه وشفتيها وما إلى ذلك.. ما هو نوع العمل الذي يمكن أن تقوم به امرأة كهذه لتكسب رزقها في الخرطوم في العشر سنوات الأولى من القرن العشرين بعد موت زوجها أو "والد" إبنها؟؟ لقد جاء في الرواية أنها أعطت مصطفى سعيد صرة بها بعض النقود التي تركها أبوه..

    Quote: فى عام 1985 وقفت جدتى وكبار العائلة ضد زواج فى العائلة بين احد بنات العائلة ودنقلاوى
    فكيف تقل لى انه بدأ تشكل السودان القطر.. فى كل عائلتنا الى عام 1979 لم يحدث زواج خارج نطاق العائلة دعك من القبيلة او لشخص مقطوع من شجرة.. تحتاج لتعيد النظر فى قراءتك للتقاليد فى هذه المنطقة قبل الهجرة الى المدن.. وهنا اريد ان انوه انا لا ارفض التزواج بين القبائل فقط اكتب عن حال واقع..


    لا أختلف معك في أن ما قلتيه هنا عن التقاليد القبلية فيما يخص الزواج بالأغراب هو الغالب الأعم.. لقد كان زواج مصطفى سعيد استثناء وليس القاعدة، وكما قال الأخ أسامة الخواض فإنه قد تزوج من قبيلة متواضعة، ليست هي قبيلة جد الراوي، وقد تمكن من الزواج بعد أن مكث أكثر من سنة يعامل الناس بالحسنى وقد كان رجلا ثريا جاء بمال كثير فاشترى أرضا تفرق وراثها وبقيت منهم امرأة أغراها بالمال فباعت له الأرض..
    قولك:

    Quote: لقد تم التزاوج هذا فى فى زمن قديم وكان نتاجه هذه القبيلة التى عاش فيها مصطفى سعيد
    ايامه الاخيرة(البديرية ةو الشوايقة) فهل ترى ان اى تزاوج جديد بين فرد شايقى و فرد
    افريقى صرف قد يجد القبول بين هذه القبيلة فى بدايات القرن السابق.. لا أعتقد يا اخى ياسر ان
    اهل هذه المنطقة يرتضون رجلا غريبا لا اهل له ليتزوج من بناتهم.. مازلت عند رأى ان الزيجات هذه
    التى تمت فى ود حامد ما كان لها ان تتم ابدا فى العالم الواقعى.. ولذلك صبغ عليها الكاتب هذه التبريرات الساحرية حتى يجعلها(مبلوعة)


    أنا أعرف صعوبة زواج شخص ذا ملامح أفريقية أكثر من أهل تلك المنطقة، ولكن وصفك لا ينطبق على مصطفى سعيد.. أرجو أن تعيدي قراءة وصف الراوي لوجه وملامح مصطفى سعيد.. ونقطة أخرى فإن مصطفى سعيد كان رجلا فصيحا ولم يكن أعجميا "دنقلاوي مثلا" وقد وصف الراوي شكله وقال بأنه أقرب إلى الجمال منه إلى الوسامة، وكلها تعطيه فرصا أكثر بجانب المال طبعا، وبجانب أن المرأة ليست من القبائل التي يتمنع أهلها من رفض مثل هذا الزوج.. صاحب أرض وصاحب بيت لا يختلف عن بيوت أهل القرية، أعني أهل قبيلة جد الراوي.. وربما لا يجد رجل من أهل القبيلة طريقة للزواج إذا كان فقيرا معدما.. وقال افتتح الطيب صالح أحد كتبه بـ
    الدنيا بتهينك والزمان بورّيك
    وقِل المال بفرقك من بنات واديك

    قولك:

    [
    Quote: B]حاول الطيب صالح ان ينقل نقيضه.. كما تعرف تكوين السواقى الاجتماعى حيث يسكن اصحاب الساقية اولاد القبيلة ثم فى طرف الساقية يسكن الرقيق.. ومن حين لآخر يسكن العرب فى الطرف ايضا خاصة ابان حش التمر اذ انهم متجولون.. لقد تحدث الطيب صالح عن بت العريبى لاحظ التصغير الذى يستخدمه الشوايقة للاستهجان والاستهانة بالمصغر.. نسيج قرانا المعقد الذى يلزم كل فرد فيه حدوده المتاحة له بحكم وضعه الطبقى كان شغلا شاغلا للطيب صالح الذى حاول ان يعرض
    بعض النماذج لزيجات خلخلت هذا النسيج الاجتماعى ولذلك استحقت التدوين والكتابة عنها روائيا,, كما قلت لك الطيب لم يكتب عن ماهو كائن بل كتب عما ينبغى ان يكون..
    فى منطقة يعرف العبد نفسه انا قسم الله عبد اللمين *ويكون فخورا انه ليس عبدا هاملا
    لان العبد الذى له سيد هو خير من العبد الهامل..وكونه له سيد هذا بجعله مطمئنا
    وله كينونة..


    ولذلك علينا ان نحلل الوضع الاجتماعى للرقيق قبل التحرير وبعد التحرير وهل اختلف وضعهم اختلافا كبيرا بعد التحرير..( لا ادرى فى اى كتاب حتى تكون معلومة موثقة..)


    أرجو أن تكتبي أكثر في مثل هذه الجروح الاجتماعية فإلقاء الضوء عليها يحتاجه الشباب الذين لم يعيشوا في تلك المناطق.. وهذا هو الغرض من البوست أساساً، فلك الشكر على الإضاءة..

    قولك:

    Quote: قد مرت على اثناء كتابة بحثى عن ان الذين ذهبوا الى المدارس
    فى بدايتها كانوا من الارقاء المحررين اذا رفضت كثير من الاسر ارسال
    اولادها الى مدارس المستعمر.. لاحظ كيف دخل مصطفى سعيد المدرسة
    ولاحظ اشارة المأمور لمن مسك المناصب ومن كان لهم حظوة عند الانجليز


    الدقيق هو القول أن بعض أبناء الأرقاء السابقين استفادوا من الذهاب إلى المدارس، وهؤلاء ربما كانوا كثيرين، ولكن ليس صحيحا القول بالإطلاق "أن الذين ذهبوا إلى المدارس في بدايتها كانوا من الأرقاء المحررين".. وهذا الأمر يظهره سجل المدارس وكلية غردون والوظائف والمدرسة الحربية.. وهناك أسماء كثيرة من غير أبناء الأرقاء السابقين ذهبوا إلى المدارس وتخرجوا معلمين ومهندسين وأطباء وضباط في الجيش والبوليس وإداريين ومحاسبين وأفندية..

    قولك:

    Quote: نقطة أود أثارتها ايضا اتمنى الا تكن
    far fetch
    الرجل الذى حمل مصطفى سعيد الى المدرسة
    هل تحرش به جنسيا( لقد اشتهر عددمن الانجليز الذين اتو الى السودان بسلوكهم الشاذ جنسيا)* لان الحقد الذى عند مصطفى سعيد عل اولياء نعمته اكبر من ان يكون طبيعيا على الرغم من ذكائه الحاد الا ان حقده والطريقة التى اختارها للانتقام وسلاحه الذى اختاره للحرب.. به كثر من الغرابة والالتواء فقد عرفناه رجلا سويا وفيا عندما ذهب الى تلك القرية التى اختارها.. فلماذا هذا الجنون فى هذه الشخصية ؟التى تعيش بأزدواجية هايد وجيكل
    [..]
    قيل لى ان كثير من الناس لم يدخلوا اولادهم مدارس الانجليز لانها تعلم الشذوذ وكانت هذا سبب اساسيا لاحجام كثير من الاسر لارسال ابنائها.. فهل صمت الطيب صالح عن ذلك التابو والمح له تلميحا بحادثة التقاء مصطفى بالخواجة الذى اردفه معه فى الحصان
    لا ادرى..!!


    أولا لم يتضح من الرواية أن الشخص الذي كان يركب حصانا وأخذ مصطفى سعيد خلفه إنجليزي.. ربما يكون سودانيا أو مصريا أو شاميا، فالإدارة الاستعمارية الجديدة لم تكن انجليزية في مستوى هذا النوع من الوظائف، وإنما في مستويات أعلى.. الدليل هو أن الطفل مصطفى سعيد ذي الثماني سنوات تقريبا قد تخاطب مع الرجل بالدارجية السودانية "بلغة عربية يعني".. ثم أن الرجل وعده بأنه سيصير مثله عندما يتخرج من المدرسة "حين تكبر، وتخرج من المدرسة، وتصير موظفاً في الحكومة، تلبس قبعة كهذه".. ثم أن هذا الرجل أخذه إلى ناظر المدرسة الذي كان يلبس جبة وله لحية، وتحدث معه بالعربي أيضا مما يدل على أن الأخير سوداني.. وكل الأحداث ما بين أخذ الطفل حتى دخوله الفصل لأول مرة لا تعطينا فرصة للخيال بأن الرجل راكب الحصان "انجليزي" أو أنه قد تحرش بالطفل جنسيا أو اعتدى عليه..
    أما ظاهرة الشذوذ الجنسي فهي معروفة في كثير من المجتمعات منذ عهد سيدنا لوط وقبل ذلك، وقد عرفها السودانيون عن الأتراك في التركية السابقة كما تقول المصادر.. وظاهرة الاعتداء على الأطفال تختلف قليلا عن ظاهرة الشذوذ الجنسي لدى الرجال "المثليين".. وأنا لدي دراسة خاصة في مسألة "البيدوفليا" "حدوثها وتشخيصها وعلاجها" ودراسة حول موضوع جاء في كتاب اسمه
    The reparative Treatment of Male Homosexuality
    والحديث عن هذا الموضوع لا يبتعد كثيرا عن موضوع الاسترقاق وتداعياته في المجتمع السوداني منذ بداية الحكم الاستعماري الثنائي الانجليزي المصري.. وقد سبق أن نوهت إلى أن أم مصطفى سعيد ربما اضطرتها ظروفها بعد وفاة والده أن تعمل ببيع جسدها أو تبيع الخمور.. وأبناء هذا النوع من النساء معرضون أكثر من غيرهم إلى الاعتداء الجنسي، خاصة إذا كانوا جميلي الخلقة، شأن مصطفى سعيد الذي وصفه الراوي بقوله:

    Quote: دققت النظر في وجهه، وهو مطرقز إنه رجل وسيم دون شك، جبهته عريضة رحبة، وحاجباه متباعدان، يقومان أهلة فوق عينيه، ورأسه الأشيب متناسق تماماً مع رقبته وكتفيه، وأنفه حاد مخاراه مليئان بالشعر. ولما رفع وجهه أثناء الحديث، نظرت إلى فمه وعينيه، فأحسست بالمزيج الغريب من القوة في وجه الرجل. كان فمه رخواً، وكانت عيناه ناعستينن تجعلان وجهه أقرب إلى الجمال منه إلى الوسامة. إلخ..
    وفي موضع آخر يقول عنه الراوي:
    Quote: [لكنه ابتسم في وجهي برقة، ولاحظت كيف طغى الضعف في وجهه على القوة، وكيف أن عينيه في الواقع جميلتان كعيني أنثى، ]


    وفي موضع آخر يقول عنه الراوي وصفا أوضح وقد كان مصطفى سعيد تحت تأثير الخمر:
    Quote: [لكنه لما وصل للكأس الثالثة، أخذ يبطئ ويمص الشراب مصاً، بلذة. حينئذ ارتخت عضلات وجهه، وغاب التوتر في أركان فمه، وأصبحت عيناه حالمتين ناعستين، أكثر من ذي قبل. القوة التي تحسها في رأسه وجبهته وأنفه، ضاعت تماماً في الضعف الذي سال، مع الشراب على عينيه وفمه..]


    يلاحظ كثير من سكان المدن من أمثالي أن الرجال الذين يكونون في بيوت الدعاة في السودان كانوا من الذين يسميهم الناس "مخنثين" أو شواذ جنسيا وأن قسما كبيرا من هؤلاء كانوا أبناء في مؤسسة الرقيق، وفي تقديري أن بعضا من هؤلاء الرجال كانوا أيضا ضحية الاعتداء عليهم من رواد مؤسسة الدعاة التي لم تكن منفصلة عن مؤسسة الرق حتى بعد حصول الأرقاء على الحرية..
    وقد وردت هذه المسائل في دراسة الأستاذ محمد إبراهيم نقد في كتابه المذكور.. أما مصطفى سعيد فلم يعرف عنه مثل هذا النوع من الانحراف.. نعم لقد كان له انحراف من نوع آخر عندما كان في بريطانيا، وهذا الانحراف ربما كان من تأثير تداعيات جرح الاسترقاق، وربما كان هناك جرحا آخر نتج عن الاعتداء عليه وهو طفل.. كل هذا جائز..

    وقد أتاحت لي مهنة الطب التعرف على قصص أشخاص أعرف علاقتهم بماضي الاسترقاق وأعرف المآسي التي تعرضوا لها في حياتهم وبعضهم ينتمي بالدم إلى قبائل عريقة من الشمالية، بل إن بعضهم قد مات في حوادث قتل بدت للجمهور غامضة من الخارج ولكن المتهمون فيها كانت لهم علاقة بمصحات الطب النفسي التي كنت أعمل بها طبيبا في السودان بما في ذلك العاصمة مما مكنني من معرفة ملابسات الشذوذ الجنسي التي كانت جزءا من قصة الضحايا والمتهمين على السواء.. أرجو متابعة ما سأورده لاحقا من كتاب "علاقات الرق في المجتمع السوداني"..
    كما يطيب لي أن أدل القراء المهتمين والدارسين على كتاب ممتاز عن "البيدوفليا" اسمه
    Paedophilia
    The sexual abuse of Children
    its Occurrence, Diagnosis and Treatment
    Dr. L. F. Lowenstein
    وربما جاءت فرصة أخرى في هذا الخيط لأورد بعضا مما جاء في هذا الكتاب القيم.. لقد قرأت في غلاف الكتاب أن الكاتب قد عمل بالسودان..


    وشكرا لك يا دكتورة بيان لأنك طرقت هذا الموضوع الدقيق الشائك والذي أهتم به كثيرا في مجال دراستي بجانب اهتمامي بالكتابة في المنابر الحرة فيما يخص السودان ومستقبله وما يخص حقوق الإنسان والفرص لتحقيقها.. وأنا على ثقة ويقين أن كثيرا من السودانيين يستفيدون من هذه المنابر ويفيدون فيها .. وأرجو أن تستقر أوضاع السودان حتى أنصرف بالكامل لهذه الدراسات.. والتي أرجو أن أجد لها قراء ومشرفين ومصححين ومتابعين من بين السودانيين في هذه المنابر ومن إخواني الجمهوريين بطبيعة الحال..

    ياسر
                  

06-22-2004, 03:46 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: Yasir Elsharif)

    ياسر العزيز
    صباح الخير
    شكرا على الرد الضافى الجميل يبدو انى سأحتل هنا معك فى هذا البوست الذى يشجع على الكتابة والقراءة..
    لدى بعض الملاحظات



    Quote: وقد وصف الراوي شكله وقال بأنه أقرب إلى الجمال منه إلى الوسامة، وكلها تعطيه فرصا أكثر بجانب المال طبعا، وبجانب أن المرأة ليست من القبائل التي يتمنع أهلها من رفض مثل هذا الزوج..


    اختار الراوى ان يكون والد مصطفى سعيد من العبابدة وهم اقل القبائل اختلاطا بالقبائل الافريقية وهم اقرب الى العرب الخلص
    ولذلك اتت ملامحه عربية.. لان اوصاف الكاتب له تدل على ذلك ان ملامحه حادة..

    Quote: أولا لم يتضح من الرواية أن الشخص الذي كان يركب حصانا وأخذ مصطفى سعيد خلفه إنجليزي.. ربما يكون سودانيا أو مصريا أو شاميا، فالإدارة الاستعمارية الجديدة لم تكن انجليزية في مستوى هذا النوع من الوظائف، وإنما في مستويات أعلى.. الدليل هو أن الطفل مصطفى سعيد ذي الثماني سنوات تقريبا قد تخاطب مع الرجل بالدارجية السودانية "بلغة عربية يعني"


    لقد كان المفتشين الانجليز يجيدون العربية حدثنى خالد ابوالروس
    انه كانوا عندمايريدون عرض مسرحية يذهبون ويقرأون النص على المفتش الانجليزى واخبرنى انه عندما ذهب ليقرأ مسرحية خراب سوبا
    فى احد الابيات كانت هناك مفردة مكمامةوهى الكنش .. فقال علق المفتش قائلا مكمامة ولا سحلية...ادهش التعليق هذا خالد وذكر انه فكر هذا المفتش مشكوت.. وعندما ذهب واخبر والده ضحك والده عليه
    وقال له المكمامة هى اصلا السحلية.. فهذه الحادثة تتدل على المعرفة العميقة للمفتش باللغة العربية واللهجة العامية السودانية..

    وانا احترم رايك جدا فى مسألة انه لم تكن هناك اى اشارة لشذوذ
    او غيره ولكن الا ترى ان سلوك مصطفى سعيد الجنسى سلوك غريب
    كطبيب ماذا ترى عن الجنس المرتبط بالعنف..اوليس تجارب الطفولة
    هى التى تحدد سلوك الفرد الجنسى فى المستقبل.. فى كثير من الدرساست التى قرأتها عن البيدوفليا غالبية الضحايا يتحولون
    الى سيكس اوفندر فى المستقبل..فأاذ اعدت قرأءة مشهد مقتل
    جين مورس تلاحظ المنخوليا من الجانبين فجين مورس ايضا لم تكن سوية
    كما ذكر مصطفى سعيد انها كانت تكذب بصورة مرضية ..وان سلوكها الجنسى سلوك منفلت وهى عدوانية وشريرة.. ولكن هو لم يستطيع ان يخرج
    من مجالها واصبح مثل الرهينة الذى يعرف ان طريقه الى الحرية والحياة بالتخلص من حارسه.. اذكر فى منتصف الثمانينات فى فلادلفيا قد تم تبرئت امرأة كان زوجها يعذبها فقتلته فأتى الطبيب النفسى وقال ان ضحايا العنف المنزلى دائما يحسون بانهم رهائن وان لا حياة لهم فى حياة من يعذبهم..ولذلك يجب قتلهم..

    وساعود لاحقا
                  

06-21-2004, 07:23 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48739

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: osama elkhawad)

    العزيز أسامة الخواض

    تحية طيبة

    [
    Quote: B]كما قلت اعجبني هذا الخيط فقلت ان اساهم فيه بقدر يسير

    بل أتوقع أن تساهم فيه بقدر كبير يا أخي.. لقد استمتعت بقراءة تحليلك، وأنا في أشد الشوق لقراءة الدراسة الكاملة والمقال كاملا، فأرجو أن تضعهما هنا إن أمكن..

    مع وافر المحبة والتقدير العميق..

    ياسر
                  

06-21-2004, 07:54 AM

degna
<adegna
تاريخ التسجيل: 06-04-2002
مجموع المشاركات: 2981

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: Yasir Elsharif)

    العزيز الحبيب الاستاذ ياسر الشريف سلامي

    من اهم المواضيع التي قراتها في هذا البورد الحر العتيق

    لا املك سواء ان اقراء الان واستمتع بهذا الموضوع الهام الحيوي

    لك وافر الاحترام والمحبة

    علي احمد
                  

06-21-2004, 04:11 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20429

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
طلباتك اوامر اخي ياسر (Re: Yasir Elsharif)

    حاضر اخي ياسر

    ساحاول نشر المقال كاملا لو ما اليوم فغدا

    محبتي بلا حدود

    المشائ
                  

06-22-2004, 07:18 AM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: Yasir Elsharif)

    د. ياسر
    لك ولضيوفك التحية والاحترام ،، وجعل الله مائدتك عامرة ودائمة ،،
    أدفع إليك ولضيوفك وقراء المنبر بهذه الرسالة التي وردتني من الأخ عبد الباقي الجيلي وهو أحد أحفاد الشيخ عبد الباقي الشيخ حمد النيل كما أنزوجته حفيدة علوم ، وفي الرسالة رد على ما ورد عن استيلاء الشيخ عبد الباقي على مطمورة علوم ذات المئة أردب ،، أقدم الرسالة دون تدخل مني ، وسأعود للتعقيب لاحقا ،،

    وأنتهز الفرصة لأطلب من الأخ بكري أبوبكر أن يضم الأخ عبد الباقي الجيلي إلى عضوية المنبر ، حيث يتضح من رسالته هذه أنه جدير بالعضوية وأنه بإذن الله سيصبح أحد أعمدة المنبر ،،




    أخي ود قاسم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    قد والله سعدت بمكالمتك لي صباح اليوم أيما سعادة كونها جاءت من قريب لي لم أسعد بمعرفته قبلاً وكونها كانت من أحد أعمدة منبر الحوار بهذا الموقع الوطن الذي استعصت علينا المشاركة فيه أعضاء فظللنا (نتتاوق) فيه بين الفينة والأخرى علنا نُعل منه فنروي ظمأنا للوطن .

    وسؤالك عما ورد بالمنبر عن قضية الشيخ عبدالباقي ومولاه علوم أثارني جداً وكنت أود الإسهاب فيها إلا أنني واختصاراً لزمن القراء سأحاول الاختصار قدر الإمكان .

    وبداية أعتقد أن علاقة العركيين عامة والشيخ عبدالباقي على وجه الخصوص برقيقهم ومواليهم وسراريهم يمكن أن تكون نموذجاً راقياً لتعامل (السادة) مع أرقائهم في ذلك الوقت ، ولولا معرفتي بالدكتور ياسر الشريف المليح ، لظننت أنها إشارة خبيثة منه ، وذلك لأنه أورد نموذجاً واحداً لتجني السادة على أرقائهم ، وكانت للعركيين المعروفين بحسن معاشرتهم لرقيقهم ، دون سائر قبائل الشمال الأخرى .

    وكون الرقيق كان تركة اجتماعية ودينية ، فقد كان التخلص منه صعباً نوعاً ، خاصة لمن وجد نفسه وقد ورث عدداً من الرقيق والإماء أمثال الشيخ عبدالباقي وغيره من الزعماء الدينين والقبليين ، وكان واضحاً أن الشيخ عبدالباقي كان يسعى لتذويب هذه الفئة في المجتمع فعمد إلى الإكثار من التسري وإلى الاهتمام بأبناء وبنات السراري وتعليمهم وتزويجهم من أبناء وبنات عمومتهم ، وهذه ميزة يمتاز بها العركيون عن سواهم ، ويكفي أن ما يقارب نصف أبناء الشيخ البالغ عددهم بضعاً وعشرين هم من أبناء السراري ، وواحدة من بناته أمها بنت علوم ، وكلهم متزوجون من أبناء وبنات عمومتهم ، هذا علاوة على أن أقاربهم يجدون الاحترام من بقية أبناء المنطقة كونهم أصهار الشيخ فذلك خال ابن الشيخ وهذا ابن خالته وهكذا ، قس هذا على تعامل بقية قبائل الشمال وخاصة في الشمالية والجزيرة مع أبناء السراري تجد أن ما فعله العركيون والشيخ عبدالباقي إنما ينم عن فهم متقدم جداً لحقوق الإنسان في ذلك الوقت .

    وعلوم هذا على وجه التحديد كان رقيقاً للشيخ حمدالنيل ، وقد استوهبه الشيخ عبدالباقي فيما يبدو لي من والده فوهبه إياه ، ثم جعله مسؤولاً عن إدارة بعض شؤونه ، وكان يحبه جداً حتى أن بعض الناس يحلو لهم تسمية الشيخ (سيد علوم) وقضية المائة أردب هذه (وهي تساوي مائتي شوال عيش ‍‍‍‍‍!!) إن صح جدلاً حدوثها فقطعاً لها حيثيات أخرى لا نعرفها ، لأسباب واضحة ومعلومة لكل من يعرف الشيخ ، فالشيخ لم يكن يأبه كثيراً لا للمال ولا للجاه ، وكان يدير شؤون خلافته من خلوة صغيرة من اللبن لا تزال قائمة إلى اليوم ، لا يدخلها الضوء إلا قليلاً ، وكان يجلس في (عنقريب) لا يرتفع عن الأرض أكثر من شبر واحد ، ما زال يستعمله خلفاؤه إلى اليوم ، وكان يئتزر بإزار يسمى الطِرقة فلقب بأب طِرقة ، وكان يشارك في إعداد الطعام بيده ، وحرصه على إكرام الضيف فاق كل تصور ، ونسبت إليه العبارة الشهرة (كان ما عجيني مين بجيني) وهذه الحقائق ليست أساطير من التاريخ بل إن كثيرين ممن عاصره وما زال على قيد الحياة يعرف ذلك جيداً ، فقد توفي في العام 1952م ، ولم يكن يخرج من طيبة إلا للضرورة القصوى ، وفي إحدى هذه المرات النادرة خرج ليخطب امرأة من آل البوشي المعروفين بمدني لمريد له كان يحبه جداً فرفضه أهل الفتاة كونهم شككوا في أصله وعندما استاء الشيخ من ذلك طلبوا منه إن كان يحبه أن يزوجه بابنته ففعل ، وذريتها موجودة بطيبة إلى الآن ، وعندما جاءته دعوة من الحاكم العام للذهاب لمصر لتهنئة الملك فاروق بزواجه رفض الذهاب وعندما أصر عليه مندوب الحاكم أوفد ابنه الشيخ الريح .

    أما ما نعتقد أنه دليل أوضح فهو أن الشيخ وهب أرض مدرسة حنتوب الثانوية (كلية التربية بجامعة الجزيرة حالياً) للإنجليز عندما طلبوا شراءها لبناء المدرسة ، وعندما طلب إنشاء مدرسة بطيبة رفض الإنجليز ، كون إنشاء مدرسة في ذلك الوقت بقرية صغيرة كهذه ليس من أولوياتهم فأنشأ مدرسة طيبة الابتدائية من حر ماله عام 1908م ، وتكفل بكل مصاريف معلميها وعندما تردد الناس في إدخال أبناءهم للمدرسة ، لأنها (بتبوظ) الأولاد كما كان يعتقد الناس في ذلك الوقت ، بادر هو فأدخل كل أبناءه وأبناء أخوته الذين هم في سن الدراسة للمدرسة ، ومنهم ابن أخيه وأمه أخت علوم ، والذي توفي عنه والده وهو صغير فقام الشيخ بالاعتناء به ، وأدخله كلية غردون ، وعمل معلماً بعد ذلك ، ثم زوجه من ابنة عمه ، وفيما يبدو لي هو نفسه الذي جاء من سنار لمناصرة خاله علوم في قضيته (المزعومة) مع الشيخ ، وهو بالمناسبة جد زوجتي ، هذا طبعاً علاوة على الصرف على مسيد القرآن وطلابه الذي يقاربون الألف أو يزيدون ، ولواري المريدين لا تنقطع من حمل نفقات المسيد والمناسبات العامة وبأضعاف أضعاف هذه المائة أردب علاوة على مزارع الشيخ نفسها ، تصور معي أن شخصاً كهذا يطمع في مائتي شوال ذرة تخص عبداً من عبيده !

    وكنت ذكرت قبلاً أن إحدى بنات الشيخ أمها بنت علوم ، ونسميها يُمة ... كما نسمي نساء الشيخ وإماءه ونساء الخلفاء من بعده ، وهن يجدن من آل الشيخ من الاحترام ما لا يجده غيرهن من النساء ، وذريتها موجودة بطيبة إلى الآن ، وكنت أود لو أن نقد قد أورد الشيخ عبدالباقي كنموذج جيد للتعامل مع المملوكين ، والمصادر الموثوق بها لم تكن تستحيل عليه في ظل وجود عدد كبير من أعضاء الحزب الشيوعي بطيبة بل ومن أسرة العركيين ومن أحفاد الشيخ ويتقلدون مناصب مرموقة في التنظيم ويجدون في طيبة كل التقدير والاحترام ، بل وإن منهم من يحفظ القرآن ، ونقد يعرف ذلك جيداً أكثر من غيره .

    وما زلت أذكر مقولة جدي علي ود الشيخ عبدالباقي أثناء استفحال أزمة الشهيد محمود محمد طه ، فقد زاره في منزله وقال (إن الرجل لا غبار عليه) هكذا حيث كان يحلو له الحديث بالعربية وقال فيما قال (إن الأخوان المسلمين أكثر خطراً على الإسلام من الشيوعية) وأعتقد أن د. ياسر يعرفه جيداً لعلاقة مصاهرة تجمعه به .

    أختم بالقول إن تجربة العركيين مع الرقيق لا تخلو من أخطاء كونهم بشر والجو العام في البلاد في ذلك الوقت كان لا يشجع كثيراً على التعامل الإنساني مع المملوكين ، لكن تجربتهم تظل الأفضل بين سائر قبائل الشمال ومن أراد أن يتأكد من ذلك فيلزر طيبة ليرى كم يجد أبناء السراري الموجودون إلى الآن من الاحترام والتقدير .

    لكنني أتسائل وآمل أن أجد الجواب الكافي لذلك ، ما هي مصادر الرق في السودان ؟ وهل استرق السودانيون رقيقهم من خلال مصادر يقرها الشرع ؟ فقد سمعت مثلاً أن علوم هذا لم يكن رقيقاً في الأصل وقد اختطفه بعضهم وباعوه في سوق الرق ، وبالمناسبة فإن الشيخ قد أعتقه في نهاية الأمر . وحسب علمي فإن مصادر الرق في الشرع هي الأسر في الحرب لغير المسلمين والهبة لمن كان استرقاقه شرعياً ، هذه هي فقط مصادر الرق في الشرع ، أما ما كان يفعله تجار الرقيق عندنا أمثال الزبير باشا فذلك نوع من الهمبتة فاختطاف الحر لا يسوغ أبداً استرقاقه ، وعلى هذا فإن كل رقيق السودان في تقديري ليسوا رقيقاً بنص الشرع ، وتلك مصيبة كبرى !!!

    أما عتق الإماء فقد جاء فيه (أيما أمة ولدت من سيدها فهي حرة بعد موته) رواه الدارقطني ، وتلك من حكم مشروعية التسري ، كما أن الشرع جعل الكثير من كفارات الذنوب عتق الرقاب المسلمة وذلك تشجيعاً على هذا الأمر ، وما كان الإسلام فيما يبدو لي في ذلك الوقت ليحكم بمنع الاسترقاق ومعظم أهل الجزيرة العربية يستثمرون أموالهم في الرقيق ، فحض عليه ولم يأمر به .

    والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل

    أخوك / عبدالباقي الجيلي علي الشيخ عبدالباقي

    (عدل بواسطة ودقاسم on 06-22-2004, 09:55 AM)

                  

06-22-2004, 08:04 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48739

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: ودقاسم)

    Dear Wad Gasim
    Salam

    Many thanks to you and to Abdelbaqi Elsheikh Aljaili

    Sorry that I have to be brief, for now I have no access to an Arabic Keyboard. But I shall come back to the kind message of Abdelbaqi which adds a great deal to the post.

    I second your recommendation ya Wad Gasim that Abdelbaqi become a member of the board.

                  

06-23-2004, 02:05 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48739

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: ودقاسم)

    عزيزي الأخ ود قاسم
    تحية طيبة لك وللأخ الكريم عبد الباقي الجيلي
    الآن أجد الوقت للتعليق على رسالته الكريمة لك يا أخي ود قاسم

    Quote: وسؤالك عما ورد بالمنبر عن قضية الشيخ عبدالباقي ومولاه علوم أثارني جداً وكنت أود الإسهاب فيها إلا أنني واختصاراً لزمن القراء سأحاول الاختصار قدر الإمكان .
    وبداية أعتقد أن علاقة العركيين عامة والشيخ عبدالباقي على وجه الخصوص برقيقهم ومواليهم وسراريهم يمكن أن تكون نموذجاً راقياً لتعامل (السادة) مع أرقائهم في ذلك الوقت ، ولولا معرفتي بالدكتور ياسر الشريف المليح ، لظننت أنها إشارة خبيثة منه ، وذلك لأنه أورد نموذجاً واحداً لتجني السادة على أرقائهم ، وكانت للعركيين المعروفين بحسن معاشرتهم لرقيقهم ، دون سائر قبائل الشمال الأخرى .


    عندما أوردت القصة من كتاب "علاقات الرق في المجتمع السوداني" قلت للأخ ود قاسم هذه العبارة:
    وإليك هذه الواقعة التي جاءت في كتاب "علاقات الرق في المجتمع السوداني" لمحمد إبراهيم نقد ص. 375 ربما تتصل بسؤالك الأخير:
    وسؤال الأخ ود قاسم كان عن ثم هل يحق للعبد المعتوق أن يسترق غيره أم أن المسألة حكر على من عرفوا بأنهم الأحرار ؟
    ومع أن القصة التي أوردتها لا علاقة لها بأن يمتلك الرقيق السابق رقيقا سواه، إلا أنها توضح أن الرقيق نفسه بإمكانه أن يمتلك الأموال والثروة، وهذا أمر كفلته له الحكومة والعرف الأهلي، مع أن الشريعة تقول أن العبد وما يملك ملك سيده.. وقد جاءت تلك القضية في وقت راجت فيه مسألة أوراق الحرية.. ومضمون القصة، في تقديري، ليس هو أن الشيخ عبد الباقي قد استولى على تلك المطمورة، بحسب الخبر الذي قد يكون دعاية، ولكن أن الرقيق قد هدد بأن يقدم لنيل حريته حتى يكون له الحق الشرعي في الملكية، بجانب الحق الذي كفلته له الإدارة الاستعمارية الثنائية..
    وكتاب "علاقات الرق في المجتمع السوداني" قد أورد وثائق كثيرة عن قضايا الرقيق ومسائل النزاع حول حرية الأرقاء وحول ثروة الأرقاء، وعملهم، وأرجو أن أتمكن من نقل بعض تلك الوثائق في البوست.. لقد كان الغرض الأساسي من البوست التدليل على أن النظرة الدينية لمسألة الرق باعتباره جائز شرعا كانت السبب في تأخير القضاء عليه..

    وأشكر الأخ الجيلي على الكتابة عن أخلاق العركيين، ودينهم وزهدهم، كما أن قدر الشيخ عبد الباقي أمر ثابت عندي.. وكما ذكر الأخ الجيلي فإن أحد أخواني له علاقة نسب بأسرة الشيخ.. وأنا شخصيا قد علمت بفضل العركيين من الجمهوريين، ومن هنا أهدي أخي الجمهوري الشيخ حمد النيل العركي أزكى آيات السلام، فقد زرت أبي حراز بصحبته.. وأرجو أن تتاح لي الفرصة لزيارة طيبة الشيخ عبد الباقي..
    والجمهوريون عامة، والأستاذ محمود وكبار تلاميذه بخاصة، يكنون محبة كبيرة للسادة العركيين..

    وأرجو من الجميع متابعة البوست، وإثرائه بمثل المادة التي أثراه بها الأخ الجيلي..

    وشكرا

    ياسر
                  

06-22-2004, 08:14 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20429

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: Yasir Elsharif)

    اخي ياسر

    انا جاييك بكرة بمقالي عن موسم الهجرة

    ارقد عافية

    ودايرين برضو نساعدك في عتالة البوست

    محبتي

    المشاء
                  

06-22-2004, 09:30 AM

degna
<adegna
تاريخ التسجيل: 06-04-2002
مجموع المشاركات: 2981

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: osama elkhawad)

    تحياتي ومودتي د.ياسر الشريف

    موضوعا غاية في الاهمية

    حقيقة قراة مداخلة لواحد من الاخوة الافاضل ولكني لم اجده في زحمة البوستات ولكني متزكر مااريد ان اتحدث حوله
    وهي بخصوص قبيلة العبابده
    فالاخ الفاضل قال ان العبابده هم ابعد القبائل تقربا من البجا
    لا اعلم من اين جاء بهذا الكلام الغريب والذي ليس له اساس من الصحة ابدا
    فقبيلة العبابده هي من قبائل البجا الرئيسية وهي في الاصل من القبائل العربية التي تم (بجونتها ) تماما ولكنهم ماذالوا يحتفظون بلغة العربية بجانب اللغة البجاوية التي يتحدثونها بطلاقة تامة
    فمن اين جاء بهذا الكلام الغريب؟

    ولكم التحايا ولي عودة انشاء الله

    علي احمد
                  

06-22-2004, 01:16 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48739

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: Yasir Elsharif)

    عزيزي أسامة

    وشكرا لرفع البوست، وفي انتظار المقال..

    الإبن العزيز دقنة
    لا أعرف من الذي قال أن قبيلة العبابدة لا علاقة لها بالبجا.. وقد سعدت بمعرفة حقيقة أن العبابدة يجيدون لغة البجا..
    هناك من يقول أن لغة البجا نفسها هي نوع من اللغات العربية المندثرة مثل لغة حمير أو أنها جاءت من اللغة الجعزية، وأرجو من الأخوان الذين يعرفون أكثر تنويرنا، وأخص الأخ عجب الفيّا..

    وسأعود بعد حين إلى التعليق على رسالة الأخ عبد الباقي الجيلي..

    مع تحيتي للجميع

    ياسر
                  

06-22-2004, 01:42 PM

Nagat Mohamed Ali
<aNagat Mohamed Ali
تاريخ التسجيل: 03-30-2004
مجموع المشاركات: 1244

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: Yasir Elsharif)

    الأخ العزيز ياسر الشريف

    أتابع هذا البوست الشيق بقراءة متمهلة.
    وإذا ما تيسر لي الوقت للمشاركة معكم، فسأكون سعيدة بذلك. وإلا، فسأكتفي بالمتابعة.

    لك وللمتداخلين خالص الود

    نجاة
                  

06-22-2004, 05:18 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48739

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: Nagat Mohamed Ali)

    الأخت العزيزة نجاة
    تحية وشكرا على حضورك.. وأتعشم في مساهمتك في هذا الموضوع..

    سلامي للأستاذ بولا وكذلك أتعشم في مساهمته..

    ياسر
                  

06-23-2004, 03:14 AM

Elsuhaili Magzoub
<aElsuhaili Magzoub
تاريخ التسجيل: 06-02-2004
مجموع المشاركات: 746

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: Yasir Elsharif)

    up
                  

06-23-2004, 03:41 AM

Outcast
<aOutcast
تاريخ التسجيل: 04-07-2003
مجموع المشاركات: 1029

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: Elsuhaili Magzoub)

    الاخ د.ياسر الشريف ,, و الاخوة المتداخلين ,,

    أول مرة اطلع على هذا البوست ,, واللذى صادف توقيتا "مظبوطا" لدى ...

    منذ اسبوع قمت بشراء نسختين من كتاب موسم الهجرة الى الشمال ,, (النسخة الانجليزية) .. اهديت احدهما لزميل لى ,, والاخر ابتدأت قراءته منذ يومين ,,

    بعيدا عن مصطفى سعيد و تعقيدات التعبير الرمزى للقصة .. هالتنى الشاعرية اللتى تتدفق من هذا الكتاب (وكنت قرأته عدة مرات بالعربى,, منذ مدة ليست بالقصيرة) ,, رغم ان ما اقرأة الان ترجمة ,, وقد كانت لدى شكوك فى قدرة الترجمة على التعبير عن العمل الحقيقى ,, ولكننى أسرت تماما بشاعرية الطيب صالح وسلاسة تصويره للشخوص ,, الامكنة ,, المواقف ,, وكل شئ.

    أأذنوا لى بسرقة تحليلاتكم للكتاب ,, لان هذا الزميل يريد ان يناقش معى الكتاب ,,,,

    I am sure they will come in handy >>>>

    (عدل بواسطة Outcast on 06-23-2004, 03:43 AM)

                  

06-23-2004, 04:29 AM

degna
<adegna
تاريخ التسجيل: 06-04-2002
مجموع المشاركات: 2981

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: Outcast)

    العم العزيز د.ياسر تحياتي

    هذه هي مداخلة الاخ الفاضل ايمن .
    قرأت موسم الهجرة للشمال منذ امد بعيد ولا املك نسخة الان

    من قراءتي تلك، توصلت الي اجابة لسوالك لم اجد لها داعما في دراسة نقدية. اعتقد ان ذاك التزاوج بين العربي الصرف ( علي الاقل الذي هو الي العربي الصرف، حيث ان قبيلة العبابدة هي من اقل القبائل اختلاطا ( مع البجة))، و افريقية صرفة، ذاك التزاوج هو الذي ادي الي مصطفي سعيد الذي يمثل في الرواية الفرد الشمالي العادي..حتي ان ياسر الشريف قال ( واعتقد ان الكثيرين معه)
                  

06-23-2004, 05:21 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20429

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: Yasir Elsharif)

    اخي ياسر

    معليش بس داير "اعتل" معاك البوست

    زي ماقلت ليك في بوست المذبوح الكوري ساودع مقالي عن الطيب صالح في هذا

    البوست, والذي -اي مقالي ذاك- سافرد له بوستا خاصا بعد انتهائي من طبعه

    محبة

    المشاء
                  

06-23-2004, 12:29 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20429

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الطيب صالح اراء في السياسة والهجنة الثقافية (Re: Yasir Elsharif)

    نشرت هذه المقالة –حينما كنت في بيروت-عام 1999 في السفير الثقافي الذي يشرف على اصداره الشاعر عباس بيضون.
    واعيد نشرها في كتابنا "خطاب المشاء-نصوص النسيان" –الصادر عن مركز الدراسات السودانية على نفقتنا الخاصة في عام 1999.
    ونعيد نشره هنا اسهاما في النقاش الحالي حول مسالة الهوية.

    الطيب صالح :اراء في السياسة والهجنة الثقافية
    "أنا مهمتي أن أكتب.السياسة لا اصلح لها, ولا تصلح لي .والمفكرون والكتاب يمكن أن يكون لهم دور مساند"
    - الطيب صالح-
    للطيب صالح في قلوب السودانيين محبة خاصة,باعتباره درتهم اليتيمة في مال الكتابة الابداعية في العالم العربي,فهو"القشة" التي يتمسكون بها للنجاة من الغرق في بحر "النسيان".
    بحول ذلك الاحساس العميق"باليتم الابداعي"-اضافة الى جمالية نصوص الطيب صالح-تحول الى افتتان نادر بنصوصه وسط المتعلمين.فكثير منهم يتبارون في عدد الصفحات التي يحفطونا عن ظهر قلب من تلك النصوص.
    وانقسم "المفتتنون ", حين دخل الطيب صالح مجال السياسة,بمهاجمته لنظام "الانقاذ" في مقاله الاسبوعي"نحو افق بعيد" في مجلة "المجلة " السعودية.
    تبارى المؤيدون للمقال-مرة اخرى- في ما يحفظونه من جمله, واشتهر ذلك المقال وسط المعارضين السياسيين, ونسخت منه ووزعت الاف النسخ,وتبنى الخطاب السياسي المعارض الجملة الشهيرة "منم أين أتى هؤلاء؟؟؟".
    وتبارى من جهة اخرى- المفتتنون المعارضون للمقال في مهاجمة الطيب صالح.وتم منع تدريس "موسم الهجرة الى الشمال" بحجة انها غير لائقة أخلاقيا, وتزعزع "القيم السودانية". وتابع المفتتنون جميعا رأي الطيب صالح في ذلك. فقد اعتبر منع روايته منعا واحراقا للكتب ضمن أعمال لا معنى لها تؤكد صورة في اذهان الناس في العالم بأن هذه النظم هي مظم هشة ليست واثقة من نفسها.
    واكتسبت اراؤه وكتاباته الصحافية أهمية كبرى باعتبار وزنه الابداعي, وثقافته العميقة, وتواضعه الجم. وحتى أحاديثه الشفوية نالت تلك الاهمية للسلاسة والوضوح اللتين أصبغت عليهما خبرته الاذاعية طابعا بلاغيا جذابا أخاذا.
    وانطلاقا من تلك المحبة والاهمية الفائقة لاحاديثه, والدور المساند للكتاب في مجال السياسة,سنناقش أراءه حول الهجنة الثقافية.والتي وردت في الحوار الذي اجرته معه مجلة "الوسط" عدديها بتاريخ 7 و14 أيلول "سبتمبر" 1998.
    يتشكل في مستوى من مستويات الحوار,فهم عميق عن اشكالية الهجنة الثقافية السودانية, فالطيب صالح يؤكد وجود تلك الاشكالية.فهو يرى أن للجنوبيين حقوقا سياسية لا تنكر, وفي المقابل يدين "ما يردده بعض اخواننا الجنوبيون من رفض لعروبتنا".ثم يؤكد ان الهجنة الثقافية ليست عائقا لتكوين امة...يقول في ذلك "من الممكن لمجموعات مختلفة الهوية على المستوى الفردي أن تشكل امة". ويرى ان ذلك يتم عبر مبدا "المواطنة".ويضرب مثلا لذلك التجربة السويسرية.
    ان ما يطرحه الطيب صالح ضمن ذلك الفهم,يمثل مشروع القوى الديمقراطية والعلمانية السودانية لحل اشكالية الهجنة الثقافية.وهو بذلك
    يتوافق مع كثير من المفكرين المعاصرين.فادوارد سعيد في مقدمته للترجمة العربية ل"الثقافة والامبريالية" يرى "ان فكرة التعددية الثقافية أو الهجنة-التي تشكل الأساس الحقيقي للهوية اليوم- لا تؤدي بالضرورة دوما الى السيطرة والعداوة,بل تؤدي الى المشاركة وتجاوز الحدود,والى التواريخ المشتركة والمتقاطعة"-ص10-

    لكننا في المقابل نلاحظ أن الحوارلا يحافظ على ذلك الاتساق النظري,بل يجنح الى فهم اخر ينفي وجود اشكالية هجنة ثقافية بالمطلق.فهو يقول أن "السودان عبارة عن حوض تقاطرت عليه الناس من الشرق والشمال والغرب والجنوب.وهذ كله هضمناه بطريقة متحضرة؟؟"-علاحقوقهم السمات الاستفهام من عندي-الكاتب- وفي نفس المنحى يقول"اخواننا الجنوبيون في محاولة تأكيد حقوقهم السياسية, ولديهم حقوق سياسية لا تنكر,يبالغون أحيانا في تصوير الشمال على انه متسلط ومهيمن-أنا لا أرى ذلك أبدا-السودان من المجتمعات التي فيها خليط سلمي بين الأعراق".
    وانطلاقا من ذلك الفهم الذي بين الحقوق السياسية والثقافية للجنوبيين,يعكس المسألة برمتها,فيرى أن" هؤلاء الذين يؤكدون الجانب العربي فيهم,انما يعملون ذلك كرد فعل للهجوم على العرب".



    الجزء الثاني:
    وللمزيد ممن التأكيد على انتفاء اشكالية الهجنة الثقافية أصلا ,يعود الى فكرة "الأصل الانساني الواحد" حين يتساءل:"وحتى العرب من أين أتوا؟والأفارقة من أين أتوا؟كل هؤلاء في النهاية يعودون الى أصل واحد". ويصل التأكيد على انتفاء تلك الاشكالية قمتهوحين يقول أن "مسألة الأعراق فكرة أوروبيه".
    هكذا نرى نفيا لاشكالية الهجنة الثقافية بالمطلق, وتبنيا لفكرة "التسامح العرقي" في السودان.وهي –بالتاكيد-فكرة مغلوطة.فلا التاريخ,ولا نصوص الطيب صالح نفسه,تبرهن على ما قاله عن "الخضم المتحضر للاعراق المختلفة", و"الخليط العرقي السلمي في السودان", وحتى تصريحاته الصحافية لا تؤكد ذلك. ففي حوار مطول أجراه معه طلحة جبريل,ونشر مسلسلا في "الحياة" يؤرخ الطيب صالح نفسه لنهاية "التسامح السياسي" في السودان بظهور الأنظمة الشمولية , وفي السودان لا يمكن الفصل بين السياسي والثقافي خاصة في التاريخ المعاصر.
    ولعل فكرة "التسامح العرقي",هي محض حلم تحول الى حقيقة كرد فعل على اراء بعض الجنوبيين في الطيب صالح الذي يقول عن ذلك "اني متهم من اخواننا الجنوبيين بأني متعال عرقيا".وفي هذا الصدد نذكر المظاهرات التي نظمها الطلاب الجنوبيون في "جامعة الخرطوم" احتجاجا على عرض فيلم "عرس الزين" للمخرج الكويتي "خالد الصديقي", باعتباره يسيئ الى صورة الجنوبيين من خلال عرض مشاهد تصور "الخدم" في واحة "ود حامد".
    لقد تعام الطيب صالح برد الفعل,فاثر- في اضطراب- أن يتبنى فكرة "التسامح العرقي المتحضر".ورد الفعل ذاك,جعله يحصر نفسه في ثنائية الصراع العرقي الشمالي-الجنوبي.وهي ثنائية تجاوزها التاريخ السوداني المعاصر,حيث دخلت مجموعات ثقافية أخرى فضاء ذلك الصراع,وعبر "العمل المسلح",نذكر هنا "جبال النوبة"و"الانقسنا" و"البجا".
    ورد الفعل ذاك جعله ينسى ما كتبه –بالانجليزية بعده-فرانسيس دينق وهو كاتب جنوبي مرموق, عن الرق وعلاقات الاسترقاق, بشكل واضح في كتابيه" طائرالشؤم" و"بذرة الخلاص"-ولأن الاشارة الى "العرقية" صادرة من كاتب جنوبي, لم يتهمه الجنوبيون بالتعالي العرقي,بل قرظ من أحد مترجميه الشماليين لجرأته!!!-
    المترجم هو الدكتور عبدالله النعيم مترجم "طائر الشؤم"- هذه المعلومة لم ترد في المقال, وأوردناها هنا للمزيد من الاضاءة.
    ورد الفعل ذاك جعله ينسى ما كتبه أكاديميان شماليان مرموقان في الثمانينيات من هذا القرن عن عودة ظاهرة الرق الى السودان مرة اخرى,من خلال ما كتبه دكتور سليمان بلدو ودكتور عشاري أحمد محمود في كتابهما عن "مذبحة الضعين".
    كما جعله ينسى المقال الشهير للدكتور حيدر ابراهيم علي "العرب والأفارقة-الصور التبادلة عبر التاريخ" في العدد الثالث لمجلة "كتابات سودانية"-كما جعله ينسى الكتاب الأشهر عن المسالة العرقية السودانية للباحثة اليابانية يوشيكو كورتيا في كتابها المترجم "على عبداللطيف وثورة 1924م-بحث في مصادر الثورة السودانية" وقام بترجمته الاستاذ القاص مجدي النعيم-والتقارير التي بثتها منظمات حقوق الانسان في السنوات الأخيرة تؤكد عودة الرق وعلاقات الاسترقاق مرة اخرى الى بعض مناطق السودان.
    ولو تجاوز الطيب صالح رد الفعل ذاك,لكنا حظينا باضاءات لماحة عن الاشكالية العرقية في نصوصه. فالطيب صالح كما يرى الناقد السوداني محمد خلف في دراسته"عرس الزين نموذجا للحوارية النصية" من الكتاب الذين تضيئ اراؤهم "الطريق الى النص أو تومئ اليه".
    تحفل نصوص الطيب صالح باشارات مهمة الى الاشكالية العرقية في المجتمع السوداني ,وهي مسألة مسكوت عنها طويلا-بحجة عدم اثارة النعرات العرقية والحفاظ على الوحدة الوطنية تارة,ولأسباب أيديولوجية وسياسية تارة أخرى,أو باقتراح مشاريع شعرية للتصالح المفترض بين الثقافات كما في مدرسة "الغابة والصحراء".
    ولعل الأعمال الاخيرة سالفة الذكر-والتي تناولت المسالة العرقية في السودان-هي التي ستضيئ أكثر نصوص الطيب صالح,وتؤكد جرأتها وأسبقيتها في تناول تلك المسألة المسكوت عنها طويلا.
    ان الاشارات الواردة في نصوص الطيب صالح عن الاشكالية العرقية في السودان,لا تعني بالضرورة انحياز المؤلف اليها.ولعل مهاجمي الطيب صالح من المثقفين الجنوبيين خلطوا بين المؤلف و"رؤية العالم" كما تقترحها الرواية, وانطلاقا من المواقف السياسية المتعجلة,خلطوا السياسي بالثقافي,ولم يميزوا بين الرواية كمتخيل لواقع ما بشروطه الاجتماعية والتاريخية-كما ترى يمنى العيد- وبين الطموح السياسي الحالم بواقع مستقبلي مغاير,يصل اليه عبر تغييب الواقع التاريخي والفعلي, والقفز فوقه.
    كان عرض النص السينمائي لرواية"عرس الزين", هو بداية اكتشاف الاشارات العرقية في نصوص الطيب صالح,وقبل ذلك سكت النقاد السودانيون –عمدا أو جهلا –عن التنبيه اليها.
    أما النقاد العرب فقد اشتغلوا على ثنائية"الغرب\الشرق" أو"الشمال\الجنوب",كما تبدت في "موسم الهجرة الى الشمال".ولم يتم =الا نادرا- تناول النصوص التي اتخذت من السودان فضاء لها.مثال على ذلك تناول "يمنى العيد"لعودة مصطفى سعيد والراوي الى السودان في كتابيها"في معرفة النص" و"الراوي:الموقع والشكل".
    ويرجع عدم التناول ذاك , الى اعتماد الطيب صالح العامية السودانية لغة للحوار وللسرد أحيانا.وما صعب من فهم تلك العامية السودانية,ورود عشرات الاخطاء المطبعية التي تجعل مهمة الناقد شبه مستحيلة اذا ما راى الرجوع الى معاجم العامية السودانية.
    ويضاف الى ماذكرناه,جهل النقاد العرب بالتاريخ السوداني,وتاريخ الانتلجنسيا في السودان, اذ أن نصوص الطيب صالح قد اتخذت من ذينك التاريخين أرضية صلبة لتأسيس بنيتها .
    ولم تكن مهمة الذين أرادوا اقتحام السودان كفضشاء لنصوص الطيب سهلة,فقد غاب عنهم ما ذكرناه من شروط, وارتكبوا اخطاء شنيعة سنشير الى بعض منها حينما نتناول في دراسة لاحقة"العودة التراجيدية لمصطفى سعيد".
    ولعل ذلك سيثير من جديد ثنائية الداخل\الخارج, والنص\المرجع في مقاربة النص الأدبي.
    سنحاول في ما تبقى من المقالة ,أن نورد بعض النصوص التي وردت فيها الاشارة الى الاشكالية العرقية في نصوص الطيب صالح وسنبتدئ بالشخصية الأشهر "مصطفى سعيد".


    لمصطفى سعيد صلة حميمة بما اصطلح عليه بالزنوج المنمبتين قبليا:

    Negroid but detribalized people

    وهم كما -يرى المستعمرون البريطانيون-

    "العبيد السابقون الذين ترجع أصولهم الى قبائل الجنوب او جبال النوبة,لكنهم استقروا في المجتمع الشمالي السوداني,وفقدوا بالتالي,اي صلة بقبائلهم الأصلية اذ لم يكن لهم في الشمال أي مكان في النظام الاجتماعي".

    فوالدة مصطفى سعيد -فاطمة عبد الصادق- كانت من تلك الفئة-تقول احدى شخصيات "موسم الهجرة الى الشمال" عنها"ويقال أن أمه كانت رقيقا من الجنوب ومن قبائل الزاندي أو الباريا,الله اعلم. الناس الذيت ليس لهم اصل هم الذين تبوأوا أعلى المراتب أيام الانجليز"ص 63 -من الاعمال الكاملة- دار العودة بيروت,1988.

    صحيح ان والد مصطفي سعيد كان عربيا من "العبابدة القبيلة التي كانت تفيش بين مصر والسودان"-ص-63. ولذلك كان مصطفي سعيد كما يقول في الرواية -عربيا افريقيا,الا ان أباه توفى قبل ولادته,وانقطعت علاقة مصطفى سعيد باسرة أبيه لأسباب لم تقلها الرواية,فانبت عن جذوره العربية,وأصبح كأمه-زنجيا منبتا بامتياز,لذلك قال"لم يكن لنا أهل"-ص29
    ولانبتاته القبلي هذا,ولاسباب أخرى لم يرجع مصطفى سعيد مباشرة بعد انهاء دراسته,وقضى وقتا طويلا متسكعا بين البلدان, اذ أنه كما يقول الراوي -بعد أن يخرج من السجن-"يتشرد في أصقاع الأرض, من باريس الى كوبنهاجن الى دلهي الى بانكوك"-ص78-79.

    وحتى حينما عاد لم يعد عودة طبيعية-حسب الراوي_ ولم يختر قريته الجديدة بدلا عن الخرطوم أو ضواحيها, بل عاد عودة عبثية الى قرية منسية الذكر على منحنى النيل-يقول مصطفي سعيد عن ذلك -اذا أخذنا روايته على محمل الجد:
    "كنت في الخرطوم أعمل في التجارة.ثم لأسباب عديدة قررت أن أتحول للزراعة,كنت طوال حياتي أشتاق للاستقرار في هذا الجزء من القطر,لا أعلم السبب.وركبت الباخرة, وأنا لا اعلم وجهتي, ولما رست في هذا البلد,اعجبتني هيئتها.هجس هاجس في قلبي: هذا هو المكان"-ص20.

    ولأنه بلا أصل قبلي, ولا تاريخ يقبله القرويون, لم يتزوج طواعية من امراة عادية, بل تزوج امراة من أصل قبلي متواضع..يقول الجد عن قبيلة زوجته حسنة بنت محمود, معلقا "تلك القبيلة لا يبالون لمن يزنوجون بناتهم"ص16.
    ترد في نصوص الطيب صالح اشارات كثيرة عن "الرق", يقول ودالريس عن جارية خطفها من بيت العرس "كانت فرخة عديلة من جواري بحري"ص84 .وفرخة بالعامية السودانية تعني"أأمة" أو "عبدة" أو" جارية".
    ونرى ايضا أن موسى الأعرج احدى شخصيات "عرس الزين" "كان عبدا رقيقا لرجل موسر في البلد, ولما منحت الحكومة الرقيق حريتهم اثر موسى أن يبقى مع مولاه".ص202-203.
    وموسى هذا هو الذي طرده "سيف الدين" بحجة أنه لم يعد رقيقا ,وانه ليس مسؤولا عنه, ص229.
    وبدا وضع الرقيق سيئا ,عندما حلف والد سيف الدين "ليسجننه طوال حياته في الحقل كالعبد الرقيق" ص229.
    وأحيانا لا تكتفي نصوص الطيب صالح بالوصف الاحادي فقط,بل تقدم عرضا بانوراميا,حين تتحدبث عن وضع"الجواري" في "ود حامد"...تقول الرواية"الجواري-الخدم كما يقول أهل البلد-كن رقيقا أعطى حريته,بعضهن هاجر من البلد,وتزوجن بعيدا عن موطن رقهن.وبعضهن تزوجن من الرقيق المعتقين في البلد وعشن حمياة كريمة,بينهن وبين سادتهم السابقين ود وتواصل, وبعضهن لم تستهوهن حياة الاستقرار,فبقين على حافة الحياة في البلد,محطا لطلاب الهوى واللذة"ص229-230.
    نلاحظ ان الرواية على قتامة الصورة تعكس ظلالا متدرجة عنها,لكن نص العرض السينمائي في تعامله مع النص المكتوب اختار الظل الاشد قتامة, مما أثار حنق الجنوبيين.
    لا تعكس نصوص الطيب صالح الوضع المتري للرقيق بأبعاده المختلفةفقط,بل تعكس بعض مظاهر"التمايز العرقي".ففي "عرس الزين" تم التحدث عن "عرب القوز"-الذين يرابطون-كما تقول الرواية-على طرف الارض المزروعة,فعرب القوز لا يتزاوجون مع السكان الاصليين,فهم يعتبرون أنفسهم "عربا خلصا",وأهل البلد يعتبرونهم "بدوا أجلافا",ص197-198.
    ان الحديث هنا لا يدور عن الخليط العرقي السلمي,كما يرى الطيب صالح,بل عن صورتين متنافرتين يعكسهما كل من الطرفين على الاخر-الحديث هنا يختص "بالتمايز العرقي",ولذلك يتحدث محمد خلف في دراسته عن "خطاب الدرويش" عن أن"عرب القوز تم احتجازهم في ما وراء الخطوط المبينة للنقاء العرقي".
    ومن هنا نرى أن مسألة الأعراق ليست أوروبية فقط, وانما يمكن أن تكون سودانية أيضا.
    لسنا وحدنا –في هذا العالم- الذين تؤرقهم , وتزلزل أركان مجتمعهم اشكالي الهجنة الثقافية.فأغلب المجتمعات تعيش-بشكل أو باخر_اشكالية الهجنة الثقافية.فأكبر بلدان العالم الان-أمريكا,تئن تحت وطأة هذه الاشكالية.يتحدث ادوارد سعيد في "الثقافة والامبريالية" عن الالتباس المزدوج "للهوية الأمريكية".
    المهم الان –بالنسبة الينا كسودانيين, الاعتراف بوجود اشكالية للهجنة الثقافية.فعبر النقد الأليم,والاعتراف بالمرارات والخيبات,يمكن لنا على شارع الدموع والعذاب,أن نعبر الى فضاء"التسامح والاحترام المتبادل".
    ان النص الابداعي,كنصوص الطيب صالح,يمكن ان يساهم في قيامنا بتلك الرحلة الأليمة.بالتأكيد هنالك فرق شاسع بين النص الذي يقفز فوق التاريخ والحقائق الدامغةليشوه صورة "الاخر" و"الواقع" معا, وبين النص الذي يرينا –من كل ذلك صورتنا القبيحة التي نحاول اخفاءها عبر أقنعة وحيل كثيرة,واعتقد ان هذا ما نجحت نصوص الطيب صالح في انجازه.وهذا ما سيجعلنا كسودانيين أكثر محبة له, وافتتانا بنصوصه.
    هامش:
    كتب هذا الموضوع –كما يقول خلف في رسالة لاحمد عبد المكرم,في اطار من العزلة عما يدور في الملاحق الثقافية,اذ انني لم اطلع على دراسة محمد عبدالخالق التي نشرت على خمس حلقات في "الخرطوم" ,وعلى دراسة خلف "اعادة نظر في شهادة مأمور متقاعد". وبالرغم من ذلك ,ارتاينا نشرها للتاكيد على ما يثيره كتاب ما –مثل كتاب يوشيكو كورتيا عن علي عبداللطيف من أفكار متشابهة رغم اسوار العزلة الثقافية..بالتأكيد ان دراستي محمد عبدالخالق وخلف تطرحان افكارا أكثر ثراء من محاولتي المتواضعة,لكن محاولتي في المقابل تشتغل على مفهوم شغلني لزمن طويل, وهو مفهوم النسيان, وما يثيره من ظواهر ثقافية,كما تهتم تلك المحاولة-ضمن مفهوم النسيان-بالكشف عن الصور المتبادلة,صورة الذات وصورة الاخر[/

    BOLD]
    .
                  

06-23-2004, 03:14 PM

aymen
<aaymen
تاريخ التسجيل: 11-25-2003
مجموع المشاركات: 708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيب صالح اراء في السياسة والهجنة الثقافية (Re: osama elkhawad)

    الاخ الفاضل دقنة

    قلت
    Quote: تحياتي ومودتي د.ياسر الشريف

    موضوعا غاية في الاهمية

    حقيقة قراة مداخلة لواحد من الاخوة الافاضل ولكني لم اجده في زحمة البوستات ولكني متزكر مااريد ان اتحدث حوله
    وهي بخصوص قبيلة العبابده
    فالاخ الفاضل قال ان العبابده هم ابعد القبائل تقربا من البجا
    لا اعلم من اين جاء بهذا الكلام الغريب والذي ليس له اساس من الصحة ابدا
    فقبيلة العبابده هي من قبائل البجا الرئيسية وهي في الاصل من القبائل العربية التي تم (بجونتها ) تماما ولكنهم ماذالوا يحتفظون بلغة العربية بجانب اللغة البجاوية التي يتحدثونها بطلاقة تامة
    فمن اين جاء بهذا الكلام الغريب؟


    وكنت قد قرأت هذه المداخلة قبلا و لكنني كنت منشغلا ببعض الاشياء و لم يتسع وقتي للرد و ان كنت قد انتويت الرد عليك في اول بادرة.. غير اني ارتأيت ان من الافضل توضيح هذا اللبس الان..
    لقد ذكرت في مداخلتي المعنية
    Quote: حيث ان قبيلة العبابدة هي من اقل القبائل اختلاطا ( مع البجة))

    واري ان مقصدي في هذه الجملة قد التبس عليك ولا باس من ايضاحه
    حسب علمي المتواضع فان قبيلة العبابدة تسكن بشكل رئيسي في مصر العليا، ولكن بعض فروعها يسكن في السودان، و هذا ما حدى (هارولد مكمايكل) الي التحدث عنها في كتابه (تاريخ العرب في السودان).. الذي يورد فيه مكمايكل ان العبابدة يسكنون مصر العليا و لكن لهم فروع في السودان..ويذكر ان بعض هذه الفروع قد تزاوجت مع البشاريين و انهم صاروا يصنفون منهم، غير انه اوضح ان الدماء العربيه في العبابدة هي الغالبة..وبرغم من عدم تكذيبه ادعاء العبابدة انحدارهم من بني هلال في مصر، الا انه يعتقد انهم اتوا السودان قبل الاسلام..
    وفي رسالة دكتوراة لاحد النرويجيين و الذي هو الان بروفيسور في جامعة بيرغن و كانت الرسالة عن مملكة الجعليين، اورد وصفا دقيقا للعبابدة و الذين توارثوا القضاء في تلك الاصقاع ( كابرا عن كابر)، و مما جاء في الوصف كونهم اقرب الي العرب الانقياء من الهجين(المرجعFROM KING TO KASHIF )
    اما بخصوص الجملة المقتبسة اعلاه، و نسبة لعظم انشغالي هذه الايام، فقد اردت قول ان العبابدة هي من اقل القبائل السودانية اختلاطا ( وقد يكون احدهم غير مختلط اطلاقا اذا كان من المجموعة التي تسكن مصر العليا)، ولكنني استدركت بين القوسين ما قصدت به ان الاختلاط الذي تم قد تم مع البجا-ذلك حتي لا نتهم برمي الكلام جزافا.. ولكني اري الان ان بخلي بالكلمات قد اخل بالمعني..فعسي ان يكون شرحنا قد ازال التباسك

    الاخت بيان
    لضيق الوقت لم اتمكن من الرد علي مداخلتك، و قد رد الاخ ياسر ردا يشفي غليل صدري من ضيق وقتي..وساعود اليك ان كان في العمر باقٍ

    الاخ ياسر الشريف
    يفرحني ان اري ( شبانا يرون الحق حقا)، فواصل

    ايمن بشري

    (عدل بواسطة aymen on 07-02-2004, 07:35 AM)

                  

06-23-2004, 04:38 PM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيب صالح اراء في السياسة والهجنة الثقافية (Re: aymen)

    Quote: الاخت بيان
    لضيق الوقت لم اتمكن من الرد علي مداخلتك، و قد رد الاخ ياسر ردا يشفي غليل صدري من ضيق وقتي..وساعود اليك ان كان في العمر باقٍ


    الاخ ايمن
    اتمنى ان تجد وقتا فتعود لتثرى النقاش
    وشكرا لك على اهتمام للرد
                  

07-04-2004, 12:41 PM

برير اسماعيل يوسف
<aبرير اسماعيل يوسف
تاريخ التسجيل: 06-03-2004
مجموع المشاركات: 4445

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيب صالح اراء في السياسة والهجنة الثقافية (Re: bayan)

    الاخ/ ياسر الشريف
    الاخت / بيان و حقا انت بيان للناس و تعجبني شجاعتك و مواجهتك لاي (ازمة مفتعلة) فانا عضو جديد ولكن متابع للمنبر منذ فترة ليست بالقصيرة و نأسف لهذا الاسهاب و التطويل و لكني مرتاح نفسيا لما كتبت في حقك فارجو ان تقبلي مني هذه السطيرات الصغيرات غير المعبرات لما اريد ان اقوله فما كل مشاعر التقدير الانسانية تعبر عنها الكلمات و تعجبت عندما قال لك احدهم (لا تكذبي)في احد البوستات و لكن هذه هي الحياة فما تقدره انت قد لا يقدره الاخرون/الاخريات و اقف عند هذا الحد و لكن اضيف بأني و الله العظيم لا اعرف عنك شيء غير مساهماتك باسم بيان و ما احوجنا في السودان لعدد كبير من البيانات
    الاخ/ ايمن
    الاخ/ المشاي
    الاخ/ودقاسم
    الاخ/عبد الباقي و كل المتداخلين و المتداخلات في هذا العمل الضخم وهو كما قال احدكم / احداكن لا ادري هو اس المشكل السوداني , و الله العظيم مهما كتبت لا استطيع ان اعبر لكم /لكن بمدي فرحتي و سعادتي التي لا توصف تقديرا لهذا الجهد الوطني الكبير و سأعود ان شاء الله للتعقيب على بعض النقاط التي اعتقد بانها هامة و الى ذلك الوقت اعدكم/اعدكن بمواصلة المتابعة.

    برير اسماعيل يوسف
    المملكة المتحدة
    04/07/2004
                  

06-24-2004, 08:28 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48739

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: Yasir Elsharif)

    شكرا يا أخي أسامة على المداخلة القيمة..

    كما أرجو أن يكون أخي أبو طلال "ود قاسم" قد قرأ تعليقي على رسالة الأخ الكريم عبد الباقي الجيلي..

    وتحية للأخ أيمن، وقد فرحت لطلتك يا أيمن، وأرجو أن يتوفر لك الوقت لتثري البوست بما عندك وبما تقرأ..

    وتحية للأخت الدكتورة بيان..

    وسأعود في آخر اليوم بإذن الله..

    ياسر
                  

06-24-2004, 03:36 PM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: Yasir Elsharif)

    العزيز ياسر
    نتمنى كما حللنا مصطفى سعيد ان نعرج على قصة طائر الشؤم لفرانسيس دينق.. التى ناقشت ايضا مشكلة الهوية بوجهة نظر الآخر.. كما اتمنى ان ارى مزيدا من الوثائق..
                  

06-24-2004, 06:35 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48739

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: bayan)

    الأخت العزيزة بيان

    ها أنا أنقل مزيدا من الوثائق.. وفي ختام الوثائق يمكن أن نعرج على كتاب طائر الشؤم، وأتوقع منك أن تقدمي ما لديك من تحليل، كما أرجو نفس الشئ من النقاد والمحللين..

    في هذه المداخلة أنقل بعض المواد الوثائقية التي نقلها الأستاذ نقد من كتاب طبقات ود ضيف الله ومن غيرها..

    :
    Quote: الوثيقة اليتيمة التي تعالج علاقات الرق والاسترقاق في مجتمع الفونج، يعود تاريخها إلى عام 1754م من مجموعة وثائق الشيخ خوجلي، أي بعد قرابة 280 عاما على تأسيس السلطنة الزرقاء، وبعد عام واحد من كتابة طبقات ود ضيف الله، وبعد ثلاثة عقود من أول وثيقة عثر عليها حتى الآن، صادرة عن سلاطين الفونج عام 1724، وفق ما ذكره أبو سليم وسبولدنق في آخر إصداراتهما المشتركة: "وثائق من سلطنة سنار" ـ 1992.

    تليها في الأهمية، كمصدر، كتب الرحالة: كرمب 1701م، وجميس بورس 1773م ، وبركهارت 1814م. تغطي مشاهداتهم وانطباعاتهم مساحات في القرن الثامن عشر وعقدين في التاسع عشر، ويبقى القرن السادس عشر والسابع عشر من غرته إلى خواتيمه خارج دائرة ضوء الوثائق ومدوّنات الرحالة. ثم يبدأ التاريخ الموثق للرق والاسترقاق بعد التونسي وبركهارت، في سجلات التركية والمهدية والحكم الثنائي حتى عام 1936 ـ مذكرة السكرتير الإدراي ـ 8 مايو 1936 : "الرق في السودان، السياسة العامة، الممارسة والتطبيق".

    في الحجة الشرعية كما يصفها الفقِه عبد الرحمن بن الشيخ خوجلي، والوثيقة كما يصفها الشهود: أصدر الفقِه فتواه وحكمه في ما احتكم إليه فيه أخوه طه. وكانت معضلة طه ملكيته المشتركة مع آخرين في أمة، [جارية مملوكة لهم جميعا] وطأها فحبلت منه، فاستنكر الشركاء فعلته، ورفضوا عرضه عليهم التسوية بدفع قيمتها، فاحتكم للفقِه. فأشار عليهم الفقِه قبول عرض طه وأخذ قيمتها فامتنعوا. فاستدعى العلماء، واستند كعادة فقهاء ذلك العهد على مذهب الإمام مالك في مختصر الخليل وعقد الشيخ سالم.. وحدد قيمة الأمة في يوم حبلها ـ دون قيمة جنينها ـ وقضى بأن يدفع طه القيمة ويتملك الأمة ووثق ذلك بشهود وقعوا على الوثيقة..

    في طبقات ود ضيف الله، أنباء عن الرقيق والاسترقاق منثورة في ثنايا تراجمه لأعلام ذلك العهد، في أكثر من ثلاثين موضعاً بين ص 59 وص 361. ودونما اجتزاء مخل، يمكن صياغة الشذرات في مزيج وتركيب أشبه بالكولاج:


    ".. كان الشيخ إدريس ود الأرباب يستقبل مريده الشيخ محمد ود فايد من منطقة البحر الأحمر وتحضر معه قبائل الشرق منهم من شايل العسل ومنهم من شايل القماش ومنهم من معه الرقيق... والشيخ إدريس يقسمها على العشام حتى تكمل..." ويحكى عن الشيخ إدريس أن رجلا من قبيلة الهواوير جاء من مصر واشترى منه رجل من مدينة أربجي بضاعة إلى أجل معلوم ثم سافر الهواري إلى غرب السودان [لاحظ أن ذلك لا يعني السودان القطر، لأن القطر السوداني لم يقم وقتئذ وإنما المقصود بلاد السودان] وباع واشترى رقيقا كثيراً، لكن الرقيق مات ومات صاحبه في الغرب. وبعد فترة حضر ابنه مطالباً بحق والده. فقدم له تاجر أربجي 10 رؤوس رقيق متشفعا لدى الشيخ إدريس أن يمهله ابن التاجر فترة أخرى لسداد ما عليه. وتنتهي الحادثة بأن يهدي ابن الهواري الرقيق العشرة للشيخ إدريس، ويعفو الشيخ إدريس لتاجر أربجي رقيقه..
    [يعني الشيخ قد أعاد الرقيق الذي أهداه له ابن الهواري إلى تاجر أربجي]
    [ملحوظة : الشيخ إدريس ود الأرباب عاش في أوائل عهد السلطنة الزرقاء التي بدأت في العام 1504، أي أنه عاش في القرن السادس عشر، وقد كانت مصر وقتها تحت حكم المماليك، وكانت تجارة الرقيق ومؤسسة الرقيق رائجة جدا]

    "يحكى عن الشيخ حسن ود حسونة [وهو تلميذ للشيخ إدريس ود الأرباب] أنه سعى العبيد وأركبهم الخيل وقال بحرس بيهم سعيتي. وكان عددهم المتعارف عند الناس خمسماية عبد، كل واحد شايل سيف قبضته وإبزيمه ومحاجره من الفضة، ولهم سيد قوم وجندي وعكاكيز. وكان رقيق الشيخ حسن كثيرا حتى أصبحت له حلّال حول مقر الشيخ.. وفي وصف مشهد مهيب لغزارة رقيق الشيخ في خدمة ضيوفه ونزلائه والمستجيرين به: مائة وعشرون فرخة فاتية شايلا قداحة الكسرة، وكل واحدة تابعاها فرخة شايلة صحن وراها فرثة شايلة قرعة.. وكان الشيخ حسن واعيا عارفا سعة ممتلكاته من الرقيق وكان يفسر كثرة زائريه بقوله: الناس تجي بتتفرج في فروخي وفرخاتي.. ويحكى أنه عندما تزوجت أخته فاطمة من رجل من قبيلة الشكرية، أهداها الشيخ أربع فرخات ليخدمنها عندما رحلت مع زوجها إلى دار الشكرية.. وأن الشيخ عندما حضرته الوفاة أوصى لخمسة فقرا بثلث ماله، فنال كل منهم ستة وثلاثين رأسا من رقيق خدمة ورقيق المهام الإدارية أو ما كان يسمى رقيق الأعيان...

    وفي ترجمة الشيخ حمد النحلان [ود الترابي] ترد عبارة: قال الشيخ تقتلني يا عبد كازقيل أكّال الضبابة! ويفسر محقق الطبقات أن كازقيل موضع في كردفان يقطنه عبيد لا سادة لهم وهم أحد درجة في نظر رصفائهم المملوكين المنتمين لسادتهم.... وكانت سنار تحوي أعداداً من كبيرة من الأرقاء النوبة الذين أسروا في حملات الفونج العسكرية على كردفان. وقد استخدمهم سلاطين الفونج في ما يشبه الحرس الخاص بعد عهد السلطان بادي أبو شلوخ، سندا لهم ضد العناصر التقليدية التي تنافسهم على السلطة.. وترد إشارة إلى عتق ستين عبداً من قبيلة برت القرشي، وهم أرخص الرقيق سعرا بين قبائل البرت القاطنة مناطق جنوب سلطنة الفونج..

    سادت بين الناس عادات وتقاليد نذر الرقيق لشيوخ الصوفية إن أسهمت بركاتهم الروحية في قضاء متطلباتهم وحوائجهم، مثال فاطمة بت عبيد التي نذرت عبدها قسم الله للشيخ خوجلي إن شفاها من مرضها. وكثيرا ما استعان الناس بأولئك الشيوخ لاسترداد ممتلكات وأموال سرقت أو فقدت، مثال لجوء رجل للشيخ الرومي ليسترد له جاريته التي افتقدها. ويحكى عن الشيخ خليل أنه أنقذ السلطان بادي الأحمر من تمرد جنوده الأرقاء.. وتشفع الفقيه موسى الجعلي لدى الشيخ محمد ود دوليب ليرد إليه فرخاته اللائي سباهن عثمان ود محمد الشايقي حين غار على دار الجموعية. فأرسل الشيخ عثمان يأمره بردهن لسيدهن ففعل. وفي مثال آخر شيد الحاج سعيد مسجدا وهبه لذكرى الشيخ دفع الله ود الشيخ محمد أبو إدريس. واستخدم في بناء المسجد حجارة كانت بمكان الهلالية، وأوقف على خدمة الجامع اثني عشر رأسا من الرقيق ذكور وإناث. وكان الرقيق صنفا متواترا في الهدايا التي يقدمها البسطاء والأعيان والسلاطين للشيوخ المتصوفة. وكان بعض الشيوخ يحتفظ بهذه الهدايا ويتملكها لخدماته العائلية أو زراعته ومراعيه وحراسة ممتلكاته وخدمة ضيوفه وزواره. وكان بعض آخر يعتق ما يهدى إليه من أرقاء، مثال ما يروى عن الشيخ حمد المشيّخي الذي كانت قبيلة بني جرار تأتيه كل عام بزكاة الماشية، فيشتري بقيمتها الرقيق ويعتقه. وعندما غارت قبائل الفور على بني جرار، أسر بنو جرار 70 أسيرا استرقوهم وقدموهم هدية للشيخن فأدخلهم الشيخ الإسلام وأعتقهم وأمرهم بالعودة إلى بلدهم.. ويروى أن الملك دكين أرسل الشيخ زيادة ود النور خمسين رأسا من الرقيق ليستعين بها على الفقرا... وأن الملك زمراوي قد إلى صغيرون أربع سواقي وأربعة رؤوس رقيق، فقال أنه لا يستحقها، وطلب أن تُقدم للشيخ زيادة ود النور لكثرة الفقرا في كنفه وخلاويه..

    مارس شيوخ الصوفية علاقة التسري من إمائهم. وأنجبت تلك العلاقة أبناء أصبح بعضهم ـ في حالات نادرة ـ شيوخا.

      وفي مثال آخر فإن الشيخ النور ود الشيخ موسى أب قُصّة، انحدر من أم كانت جارية أم ولد، وقد كان عظيم القدر والشأن.. كما انحدر الشيخ إسماعيل صاحب الربابة ود الشيخ مكي الدقلاش من أم تدعى خيرة السقرناوية من قبيلة السقارنج في منطقة جبال النوبة أهداها سلطان تقلي للشيخ مكي.. وكان الشيخ عبد صابون من أم مملوكة، وعرف عنه براعته في النحو والصرف والفقه والمعاني، وظل عزباً لم يتزوج وعندما أعطاه شيخه ابنته أم ناس ضوين، امتنع وقال: العبد ما بياخد سيدته..

      ضاقت ظروف الحياة ببعض شيوخ الطرق الصوفية، فلم يتملكوا من الرقيق سوى النزر اليسير. فالشيخ عبد الرحمن ود طرّاف تأخر طعام الغداء ثم طعام العشاء على ضيوفه لأن العبد الذي كان يقوم بمساعدة زوجته بجلب الماء والوقود شرد...

      [ويمضي نقد في كتابه قائلا:]
      شواهد ود ضيف الله على تنوعها تلقي إضاءة ساطعة على علاقات الرق والاسترقاق بمؤسسة الطرق الصوفية في مجتمع الفونج. وأول ما يلفت النظر في الشواهد، أن شيوخ الصوفية لم ينظموا غزوات لصيد الرقيق ولم يرتادوا سوق النخاسة لشرائه. إنما تجمع في حماهم وتملكوه عبر وسيط العلاقة الروحية التي تربطهم بمريديهم والطامعين في بركاتهم والباحثين عندهم عن الطمأنينة والعزاء والتوازن النفسي والهداية لسواء السبيل.
    انتهى

    الاستعباد في السلطنة الزرقاء وفي التركية وفي المهدية مرتبط بفهم ديني يقول أن الاسترقاق جائز في الشريعة.. وهذا ما أود أن أبني عليه البوست.. إلغاء الاسترقاق لم يجيء من المؤسسة الدينية، لا المؤسسة الفقهية ولا المؤسسة الصوفية.. كما أنه وجد مقاومة من الدولة المهدية..

    أتوقف هنا وأعاود في فرصة أخرى.. وسأنقل الحجة الشرعية بنصها كاملة المرة القادمة..
                  

06-25-2004, 05:55 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: Yasir Elsharif)

    فوق مع تحياتى
                  

06-26-2004, 03:35 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48739

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: bayan)

    أشكرك يا دكتورة بيان..
    البوست أدناه له علاقة ببوستنا هنا وستأتي عندما نصل بالوثائق إلى تلك الفترة من الحكم الثنائي الإنجليزي المصري على السودان..

    قتيلة الشنطه و قتيلة الكوشه و اخرين
                  

06-26-2004, 04:20 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20429

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: Yasir Elsharif)

    احب اخي ياسر ان اشير الى نقطة مهمة طرحتها الباحثة اليابانية

    فما يسمى بالمنبتين قبليا كانوا اول من اسس لما سمى بالوطنية السودانية
    كيف؟؟

    مثلا عندما سئل على عبداللطيف عن قبيلته في محاكمته:
    قال "سوداني"

    نعم لقد كان على عبداللطيف وطنيا
    ولكن كلامه عن انه سوداني ناتج بطريقة غير مباشرة من انه اصلا ليس له
    قبيلة ينتمي اليها لانه منبت قبليا

    وشكرا

    المشاء
                  

06-26-2004, 05:08 PM

aymen
<aaymen
تاريخ التسجيل: 11-25-2003
مجموع المشاركات: 708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: osama elkhawad)

    الاخ اسامةالخواض كتب:
    Quote: نعم لقد كان على عبداللطيف وطنيا
    ولكن كلامه عن انه سوداني ناتج بطريقة غير مباشرة من انه اصلا ليس له
    قبيلة ينتمي اليها لانه منبت قبليا


    هذا كلام غريب، فالرجل معروف الاصل و الذي هو سوداني بلا ادني شك
    وهذا القول هو سلب لاتجاهات الرجل الوطنية
    فنرجو ان يأتينا الخواض بما كتبته الباحثة اليابانية حتي نعرف كيف توصلت الي رأيها ذاك

    ايمن بشري

    (عدل بواسطة aymen on 06-27-2004, 10:24 PM)

                  

06-26-2004, 05:16 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20429

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: Yasir Elsharif)

    الاخ ايمن

    ليس عندي الكتاب الان

    وانا لم انكر سودانيته ولا وطنيته

    لكن هنالك عامل اسهم في ان يكون اول دعاة الوطنية السودانية
    هم من المنبتين قبليا

    المشاء
                  

06-26-2004, 07:49 PM

aymen
<aaymen
تاريخ التسجيل: 11-25-2003
مجموع المشاركات: 708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: osama elkhawad)

    الاخ اسامة
    لك التحايا

    انا لا ادري ان كان الاقتباس السابق منك ام هو ما خلصت اليه الباحثة اليابانية، لذلك ما كان قصدي انك انتقصت من سودانية الرجل او وطنيته..

    الاشكالية بالنسبة لي ان علي عبد اللطيف كان يعرف قبيلة امه و قبيلة ابيه، فهو لم يكن مجهول الاصل القبلي..
    اما اذا كان الانبتات القبلي يعني شيئا اخر، فذاك شأن اخر

    ودي

    ايمن بشري
                  

06-27-2004, 03:17 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: aymen)

    الاعزاء المتداخلين عندما اجاب على عبداللطيف بانه سودانى عندما سئل عن قبيلته..ليس لانه لا يعرف قبيلته ولكن لان الاتفاق السائد
    فى تلك الفترة بين المتعلمين السودانين انهم اذا سئلوا عن جنسهم ان يكون الرد سودانى..

    Quote: ذكر أحد طلاب كلية غردون "وكان عدد القبائل في فرقتي يربو على العشرين وكنا إذ ذاك ندرس التاريخ الطبيعي ونحس جلياً كثرة الحشرات وتعدد فصائلها فلاحظ أحد الزملاء أن كثرة القبائل عندنا تشبه فصائل الحشرات. ولذلك صممنا أن تكون لنا جنسية واحدة. فإذا سئل أحدنا عن جنسيته كان جوابه على الفور سوداني لأن في تعدد تلك القبائل وتفرقها ما يزيد في آلام هذا البلد الناشئ ويكبله بالقيود فيشب أبناؤه على التفرقة خصوصاً إذا كان تأريخ القبيلة يفرض فرضاً*".


    الداروتي، عوض الله: جماعة الفجر واتجاهاتهم الأدبية، بحث دكتوراه، جامعة الأزهر، كلية اللغة العربية، 1989م، ص 20.

    اذا الله حيانا ساقوم بنشر بحث عن تكوين القومية السودانية وما قيل عنها... كان جزء من رسالتى
                  

06-27-2004, 06:31 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: bayan)





    الحركة الفكرية والثقافية في السودان (1900 ـ 1960)


    أولاً ـ الحركة الفكرية:
    قيل "بين الماضي والحاضر تفاعلاً مستمراً*. والماضي يكيف الحاضر".** ومن هذا المنطلق لا يتأتى لنا أن ندرس حركة فكرية مثل الغابة والصحراء بمعزل عن الحركات التي سبقتها وكذلك لا يمكن أن ندرس شاعراً أو أديباً دون الرجوع إلى الخلفية التي وقف عليها. إذ أن مدرسة الغابة والصحراء تطور طبيعي للفكر السوداني، الذي يبحث عن التفرد منذ مملكة مروي، حينما نبذ المرويّون الآلهة المصرية واتخذوا الإله (أبيداماك)*** الإله المروي المحلي. وعندما تكاثرت الهجرات العربية في أوقات مختلفة، ومن أماكن مختلفة، ولأسباب مختلفة، وتزاوجوا مع السكان الأصليين من النوبة والزنوج، ليكون هذا الهجين الخلاصي الذي يسمى الآن بالسوداني. هذا الإنسان الخلاصي الذي أفلح في تكوين مملكة سنار في القرن الخامس عشر، وتمثلت في هذه المملكة الثقافة العربية الإسلامية، ثم في القرن الثامن عشر حيث جمع المهدي كل السودانيين تحت لواء المهدية، لدحر الاستعمار فتكونت هذه الوحدة رافعة شعار الإسلام، وفي ذلك يقول محمد أحمد محجوب: "في سنة 1885 نجحت قوات المهدي أخيراً في التغلب على الحكام العثمانيين وأسست حكماً سودانياً ودرجة من الوحدة بين العرب الإفريقيين الشماليين وزنوج الجنوب".
    ومن ثم نجد أن توحيد السودان لدحر الاستعمار من قبل المهدي، لم يكن بقصد تكوين قومية سودانية، إذ أن المهدي كان يعتقد أن دعوته دعوة أممية، والدليل على ذلك الرسائل التي أرسلها إلى ملك الحبشة وفيما بعد الرسائل التي أرسلها الخليفة عبد اللَّه التعايشي إلى الملكة "فكتوريا" ملكة بريطانيا العظمى يدعوها للإسلام، وقيل في ذلك "وعلى الرغم من أن دمج المهدي لهذه المجموعات القبلية لم يتم من الناحية النظرية على أسس قومية، بل تم في إطار فكرة تحقيق المجتمع الواحد الذي يقوم على أسس دينية".
    ومن ثم يمكن أن ينظر إلى المهدية على أنها سعت لبث الروح القومية بين السودانيين. وحينما تم التوحد حققت المهدية الهدف بدحر الاستعمار "فإذا نظرنا إلى المهدية من حيث كونها بعثاً للتراث المحلي على ضوء من المفاهيم السلفية في الدين" نجدها قد نجحت حقاً في ذلك إلى حد بعيد حيث اندرج تحت لوائها عدد كبير من الأنصار من مختلف القبائل والثقافات المحلية في السودان.*
    ولكن سرعان ما دحرت قوات المهدي في كرري سنة 1898م، وبهذا أسدل الستار على حقبة من تاريخ السودان امتازت بالبطولات والبحث عن الاستقلال والتفرد. ثم أتت مرحلة الاستعمار تحت إدارة الحكم الثنائي البريطاني المصري ومنذ بداية الاستعمار شهد السودان عدة ثورات مناهضة للاستعمار مثل ثورة ود حبوبة في الحلاويين التي انتهت بإعدامه.
    وفي بداية سنوات العشرين ظهرت بوادر الثورة في السودان تيمناً بثورة سعد زغلول في مصر حيث قامت حركة اللواء الأبيض بقيادة علي عبد اللطيف بمواجهة عسكرية سنة 1924 انتهت بالهزيمة، وكان شعار هذه الحركة "وحدة وادي النيل تحت التاج المصري".
    وبعد ذلك اتجه السودانيون إلى الأدب يدفنون فيه خيبة أملهم بعد أن تأكد لهم أن المواجهة المسلحة لا جدوى منها. وكذلك بعد أن خذلهم المصريون وصاروا يبحثون عن حلول فردية لبلادهم .. ومن هذا المنطلق بدأ المثقفون السودانيون في البحث عن قومية خاصة بهم وحدهم ليتوحد الصف الداخلي لدحر الاستعمار.
    وفي البدء كانت القومية مرتبطة بوحدة وادي النيل، ثم بعد ذلك للأسباب المذكورة آنفاً بدأ السودانيون في البحث عن قومية خاصة بهم والتخلص من الاستعمار الإنجليزي المصري وكان شعار هذه الدعوة "السودان للسودانيين".
    ثم بعد ذلك نشط المثقفون السودانيون في مسألة البحث عن قومية سودانية وسادت فترة سنوات العشرين على الرغم من تجميد الاستعمار للنشاط الثقافي بعد ثورة 1924 حركة مكثفة في اتجاه التنظير عن القومية السودانية. ونجد أن هناك كثيراً من العوائق التي قد تقف في توحيد الصف السوداني وتكوين قومية سودانية واحدة منها على سبيل المثال وليس الحصر: تفشي الأمية الأبجدية والحضارية بين السودانيين آنذاك. ومن أكبر العوائق على الإطلاق هو عصبية القبيلة والولاء للقبيلة قبل كل شيء، حيث لعب الاستعمار دوراً كبيراً في إذكاء هذه الروح القبلية من قبيل "فرق تسد" إذ أنهم يعرفون أن توحد الصف السوداني يعني خروجهم من البلاد وفي هذا الأمر ذكر أحد طلاب كلية غردون "وكان عدد القبائل في فرقتي يربو على العشرين وكنا إذ ذاك ندرس التاريخ الطبيعي ونحس جلياً كثرة الحشرات وتعدد فصائلها فلاحظ أحد الزملاء أن كثرة القبائل عندنا تشبه فصائل الحشرات. ولذلك صممنا أن تكون لنا جنسية واحدة. فإذا سئل أحدنا عن جنسيته كان جوابه على الفور سوداني لأن في تعدد تلك القبائل وتفرقها ما يزيد في آلام هذا البلد الناشئ ويكبله بالقيود فيشب أبناؤه على التفرقة خصوصاً إذا كان تأريخ القبيلة يفرض فرضاً". وسرعان ما انعكست هذه الدعوة على الأدب حيث كتب إبراهيم العبادي خاتماً مسرحيته المك نمر:
    جعلي وشايقي ايه فايداني
    خلو نبانا يسري في البعيد والداني
    غير خلقت خلاف خلت اخوي عاداني
    يكفي النيل أبونا والجنس سوداني

    وعندما حلت الثلاثينات بدأت مجلة الفجر في الصدور تحولت بدورها إلى منبرٍ لدعاة القومية حيث نُشرت كثير من المقالات بين مؤيد ومناهض لفكرة القومية، ومن بواكير الكتابات في موضوع القومية ما كتبه أحد مفكري سنوات الثلاثين قائلاً:
    "وكم سألت نفسي أصحيح أن هناك قومية سودانية؟ وكم رددت هذا السؤال، فكان الجواب دائماً سلباً. أجل هناك أفراد ولكنهم مبعثرون، لا تربطهم غاية، ولا يجمعهم مبدأ يسيرون في أودية مختلفة وشعاب متفرقة فكلهم في بيداء الحياة وهناك وكلهم فريسة سهلة لذئب الفلاة ولقمة سائغة لكل قادم".
    ثم بعد ذلك توالت الكتابات التي تدعو إلى القومية وتوصف السودان بالأمة كما تدعو إلى توحد الشعور والرجوع إلى التاريخ وفي هذا يقول أحد المفكرين:
    "أول ما يعوزنا هذا الشعور القومي فلنوجه العناية إليه، ولنبذل الجهد في خلقه ولنشعر أننا أمة لها كيانها الخاص، وتقاليدها الموروثة، ولها تاريخ، وأن لم تكن صفاته أروع الصفحات وأبعدها في المجد حيناً فهو على كل حال يطبعها بطابع الشجاعة والنخوة ويسمها بميسم الكرم والسماحة ويصلح أن يكون نواة طيبة لما قد يضيف من اللبنات".
    ومن ثم انتقلت دعوة القومية من السياسة إلى الأدب، حيث دعا بعض الأدباء إلى أدب سوداني قومي ليذكي روح النضال ويخلق التوحد الذي يقود إلى التحرر من ربقة الاستعمار، حيث بدأت تظهر مقالات تتحدث عن الأدب القومي خصائصه وشروطه. والملاحظ أنه كانت هناك اتجاهات مختلفة للنظر إلى هذه الدعاوى، فهناك من نظر لها على أنها مجرد حركة سياسية تدعو إلى الانفصال عن مصر ويمثل هؤلاء محمد سعيد العباسي الذي كتب قصيدة يوضح رأيه في هذه الدعوة قائلاً:
    ما تريدون من قومية هي في
    لا تخدعوا إن في طيات ما ابتكروا
    ليصبح النيل أقطاراً موزعةً
    لسنا القطيع قطيع الضأن يزجره
    راي السراب على القيعان رقراقا
    معنى بغيضاً وتشتيتاً وإرهاقا
    وساكنو النيل أشياعاً وأذواقا
    الراعي كما شاء أشياخاً وأعراقا

    كما أن هناك من نظر إلى هذه الدعوة بتحفظ مثل محمد عشري الصديق الذي وضع شروط لهذه الدعوة قائلاً:
    "إننا نحتاج إلى أدب قومي ونشجع الداعين إلى الأدب القومي لأننا في حاجة إلى أدب قومي".
    وعلى الرغم من أنه يرى أن دعاة الأدب القومي "لم يمحصوا الفكرة ولم يعملوا الرأي ويدرسوا المسألة من جميع أقطارها فيستبينوا غرضهم واضحاً من غير إبهام ولا تلميح".
    وهو كذلك يرى أن هؤلاء الدعاة لم يرجعوا إلى تاريخ القوميات ليدرسوها، حتى لا تنبت قوميتهم من فراغ، ثم اختتم مقاله قائلاً:
    "إذا كان عندنا إخلاص وأمل كبير فلندرس تاريخ المسارح في أوربا، ولنعمل كل ما في وسعنا لإنشائها في بلادنا وتمثيل الروايات المنقولة والموضوعية حتى يفهم الناس الحياة على وجهها الصحيح وحتى يستطيع الكاتبون أن يكتبوا الأدب القومي الحقيقي الجدير بالإعجاب".
    ومن جهة أخرى نجد من المتحمسين إلى دعوة الأدب القومي الذي كتب سلسلة من المقالات، الشاعر حمزة الملك طميل حيث حوّمت هذه المقالات حول فكرة ربط شخصية الأمة وكينونتها الخاصة بآدابها حيث كان يريد للأدب أن يكون عاكساً للسودان وروحه قائلاً عن الآداب التي يريدها أن تكون:
    "دالة على السودان ومذكرة من إهابه أعني سودانية بكامل معناها حتى الشلوخ والوشم".
    وقد حدد دعوته هذه بصورة واضحة وجلية قائلاً:
    "نريد أن يكون لنا كيان أدبي عظيم فريد، أن يقال عندما يقرأ شعرنا من هم خارج السودان أن ناحية هذا التفكير في هذه القصيدة أو روحها تدل على أنها لشاعر سوداني، هذا المنظر الطبيعي الجليل الذي يصفه الشاعر هو حالة السودان ـ هذا الجمال الذي يهيم به الشاعر هو جمال نساء السودان، نبات هذه الروضة التي يصفها الشاعر ينمو في السودان".
    فالناظر إلى دعوة حمزة الملك طمبل يجدها مرتبطة بالبيئة السودانية مما يمثل نظرة أحادية إقليمية ضيقة لها كثير من الحس الشوفيني وقد وجه لدعوته هذه الكثير
    من النقد مثل ما قيل عنها:
    "تأكد لنا دعوته عن نزعة إقليمية ضيقة وأنه لم يستشرق الآفاق الواسعة لمفهوم قومية الأدب بمعناه الصحيح ذلك لأن الأدب القومي يقوم وفق هذا المفهوم على ركيزتين أساسيتين أولهما استكشاف التراث الشعبي المحلي وتنقيته من الرواسب التي تعوق تطوره ونضجه، والثانية استيعاب التراث الإنساني والاستفادة منه. وحقن التراث المحلي بدماء جديدة ومن التفاعل العضوي بين القومية والإنسانية وخلال التأثر والتأثير يستطيع الأدب القومي أن يساهم في الأدب الإنساني لأنه في الحقيقة ليس سوى مجموعة متناسقة من الآداب القومية بلغت حداً من النضج الفكري والذي جعلها تساهم في التراث الإنساني وتضيف إليه وتوسع رقعته".
    بالإضافة إلى أن دعوته لم تقف عند الارتباط بالبيئة السودانية، بل ذهب أبعد من ذلك، إذ دعا إلى التخلي عن التراث العربي إذ يرى أنه لا يفيدنا بل يقيدنا كما أنه عاجز عن مساعدتنا في خلق ما نحتاجه من أدب جديد. وهذا الرأي مخالف لآراء غالبية الذين كتبوا عن القومية ودعوة الأدب القومي السوداني، إذ نرى رأي الغالبية أن هذه القومية المرتجاة تقوم على دعامتين هما: اللغة العربية والثقافة الإسلامية وقيل تدعيماً لذلك "فالخطوة الأولى في سبيل إحياء الأدب القومي، تكون بإحياء اللَّغة العربية المتميزة".
    كما نوه إلى أهمية الإسلام في هذه القومية المحجوب قائلاً:
    "نحن بما عندنا من عصبية للعرب وما خصنا اللَّه من عقيدة إسلامية ثابتة، تنظم جل أفراد الأمة لا يمكن أن يتجه شعورنا القومي نحو الهمجية والإلحاد".
    كما أن هذه الدعوة إلى الرجعة إلى الماضي كانت قوية وملحاحة من جانب
    عدد كبير من الأدباء مثل محمد أحمد محجوب، ومحمد عبد الرحيم وهذا على سبيل المثال وليس الحصر، حيث علق أحدهم على هذه الرغبة القوية في الرجوع إلى الماضي العربي وأمجاده قائلاً:
    "هذا ألا يغال في العودة إلى الماضي العربي لا نرى شبيهاً لها في أدب أي قطر عربي بما فيهم الشاميين (أعرق الأقطار العربية في الشعور بالقومية وأكثرها تجرداً عن النزعات الإقليمية ونزوعاً إلى الوحدة العربية)* لا نعتقد أن السودانيين أعرق من الشاميين عروبة، ولكن عقدة السودنة عملت عملها في هذا الموقف المتطرف. فالسودانيّون يعرفون أن تحدرهم من أصل هجين تختلط فيه الدماء العربية بالدماء الإفريقية، ولكن هاجسهم الأكبر التخلص من عقدة الزنوجة المرتبطة تاريخياً بفكر العبودية".
    كما نجد أن المحجوب من المتحمسين لفكرة الأدب القومي هذه قد سعى جاهداً لخلق نماذج لهذا الأدب ولكنه رأى أن يكون للأدب القومي غرضٌ محددٌ وهو نشر الوعي والإسهام في تحرير البلاد سياسياً واجتماعياً "هذا الأدب الخاص يكون خاصاً ويكون أدباً سوداني الوجه والروح ووطني التوجه والنزعة".
    كما يضيف المحجوب محدداً موضوع هذا الأدب بأن يكون التاريخ ولكن عندما نرجع إلى تاريخ الأمة يجب أن نكون انتقائيين فنختار لهذا الأدب الشخصيات التاريخية والبطولية والعادات الحميدة لنرسخها في وجدان شعبنا وتكون مثالاً يحتذى قائلاً:
    "للشعر القومي خصائصه ومميزاته التي إذا لم تراع كان من سقط المتاع موضوعه على الدوام مستمد من حياة الأمة تليدها والطريف كالإشادة بذكر الأبطال الذي يحق للجيل الناشئ أن يتخذ منها قدوة".
    ومن الملاحظ أن المحجوب على الرغم من دعوته إلى الأدب القومي والرجوع إلى التراث المحلي، إلا أنه يرى أن الحياة في السودان حياة ميتة، لا توحي للأديب ولذلك فهو يرى أنه في الوقت الحالي (آنذاك) يجب ألا يكون هذا الأدب مرآة عاكسة لما في السودان، بل يجب أن يكون هدف هذا الأدب "نقداً واستخلاصاً وتوجيهاً لقوم غافلين". ويضيف موضحاً رأيه: "ما دام الأدب وليد الحياة وأن انفقدت الحياة فليكن أدبنا في الوقت الحاضر نقداً واستخلاصاً وتوجيهاً لقوم غافلين، حتى يفتحوا عيونهم على الدنيا فيرحبوا بأدب الحياة".
    بينما نجد من يرى خلاف رأي المحجوب قائلاً:
    "أصحيح أن مجتمعنا فقير في مادته لا يستطيع الأديب أن يستوجبه نثراً أو نظماً؟ أنا لا أظن ذلك، بل لنجعل من هذا الفقر مادتنا التي نبني منها أدبنا. لنجعل أمراضه العديدة همنا الأول نحيا من أجل إصلاحه ونموت في سبيل إصلاحه نفرح له ونتألم له ونتغنى بما فيه من فضائل الشجاعة والكرم والمروءة والنجدة وندعوه إلى سبيل الإصلاح وننير أمامه طريق النجاة".
    فالمتأمل لدعوة الأدب القومي في السودان يلاحظ أن لها كثيراً من الغايات والمقومات والخصائص نلخصها في الآتي:
    1 ـ من غايات هذا الأدب هو الإصلاح الاجتماعي والانتقائية في العادات والتقاليد فيقول عرفات محمد عبد اللَّه في ذلك: "أمامكم عاداتنا في البيت والسوق، في الزواج والطلاق في كل شيء وفيها من العيوب ما استعصى مع
    الزمن وتأبى على الدواء".
    2 ـ وكذلك هناك غايات سياسية في هذه الدعوة للأدب القومي حيث تدعو الدعوة إلى القومية إلى توحد السودان لدحر المستعمر الذي يستفيد من حالة الشتات هذه وقد نوه لهذا المحجوب قائلاً: "وبذلك تنقلب هذه الحركة من نهضة أدبية إلى نهضة سياسية تكون نتيجته استقلال البلاد سياسياً واجتماعياً".
    ولكي تتحقق هذه الغايات يجب أن تكون هناك دعامات وأسس سليمة لقيام هذه الدعوة ولتصل إلى الأمل المنشود ومن هذه الدعامات والمقومات:
    1 ـ أن يتغير التعليم نوعياً وكيفياً، وليس ذلك التعليم الذي يعني به مسح الأمية الأبجدية لعدد مخصص من الناس ليشغلوا المناصب الدنيا في الدولة* بل تعليم جديد يهدف إلى تحقيق السعادة والرفاهية ويعني بحاجة الحاضر والمستقبل.
    2 ـ الرجوع إلى تاريخ الأمة وإعادة كتابته وتنقيته من أهواء كتابه "إعادة كتابته فالأجنبي مهما نزهت غايته وشرف مقصده فهو أجنبي لا يعرف من ألوان حياتنا إلا مظاهرها".
    3 ـ الاهتمام باللغة العربية بوصفها الوعاء الذي يصب فيه هذه الأفكار يعد من أهم الدعامات التي يقوم عليها الكيان القومي.
    4 ـ الدين الإسلامي الذي نجد غالبية هؤلاء الدعاة يرونه موضع توحيد ويطالبون بأن الدين الإسلامي والثقافة العربية هما بمثابة المنهل الذي يستسقي منه الأدباء.
    كما يرى البعض في خصائص هذا الأدب المرجو أن يكون أدباً واضحاً
                  

06-27-2004, 06:34 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: bayan)



    وجميلاً حتى يجذب الناس وفي ذلك يقول المحجوب ملخصاً خصائصه:
    "فالشعر القومي يحتاج إلى جمال ساحر يجذب الناس إلى قراءته وتذوقه والتغني به حتى يسكرهم ويتغلغل في الصميم من أرواحهم، فيكون قد أدى حينذاك وظيفته، وهذا الجمال الساحر، لا أعني به الألفاظ البراقة ولا الجمل الموشاة، ولا أقصد به التلاعب اللفظي ولكني قصدت إلى الجمال المعنوي، والتعبير التام الموافق، ومن خصائص هذا الجمال الساحر البساطة والسهولة".
    كما نرى أنهم لم يقفوا (دعاة القومية) عند ذلك الحد بأن يحددوا موضوعاته ولغته، بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك حيث حددوا الشكل الذي يكون عليه فتخيروا له من الأوزان والبحور ما يجعله شعراً جميلاً ملهباً للمشاعر ويقول المحجوب في ذلك أيضاً: "الشعر القومي إذا فقد الموسيقى كان كالجثة الهامدة في حاجة إلى من يحركها ومن المحال أن يثير العواطف أو يلهب النفوس لأن الموسيقى هي شرارته الحية".
    ونخلص إلى أن دعوة القومية هذه في كثير من الأحيان لم تكن منزهة عن الغرض فالذين رفعوا شعار "السودان للسودانيين" بأن يحكم الإنجليز إلى أن يعدوا السودانيين لحكم أنفسهم بأنفسهم كانت لهم فائدة مباشرة ومنفعة من وجود الإنجليز في البلاد مثل حمزة الملك طمبل الذي نشأ في مصر، وعين في السودان في السلك الحكومي بواسطة الإنجليز ولذلك انصبت دعوته على نبذ ما هو عربي وإسلامي بالتالي مصري وكانت هذه رغبة الإنجليز بالانفراد بحكم السودان دون مصر.
    وفي المقابل نجد من اتجه إلى دعوة القومية متأثراً بمصر ورفع لذلك شعار وحدة وادي النيل وحكم السودان ومصر تحت التاج المصري، إذ يرون من هذا الانتماء انحيازاً للثقافة العربية الإسلامية مثل المحجوب.
    ومهما تكن الغاية فقد وجهت لهذه الدعاوى كثير من النقد حيث أنها لم تتجاوز حد التنظير ولم تأت بإنتاج تطبيقي ليدعم البيان بالعمل ويورد محمد فوزي في كتابه القيم "عاب على دعاة الأدب القومي أنهم لم يتبعوا القول بالعمل ولم يخرجوا لنا نماذج من الأدب الذي يدعون إليه فانحصرت دعوتهم في مجموعة من الأوامر الفكرية".
    ومن الملاحظ أن دعاوى القومية في السودان لم تعتبر العنصر الزنجي كمكون من مكونات الثقافة السودانية فلذلك أتى خطابها قاصراً، وفي هذا يقول محمد عبد الحي:
    "ليس في كتاباتهم مبدعو مدرسة الفجر غير طائف نظري حول الذاتية العربية الإفريقية للسودانيين لم يتنزل إلى اتخاذ شعر لتزاوج الثقافة العربية الإفريقية".

    ثانياً ـ الحركة الثقافية (1900 ـ 1960):
    التعليم (1900 ـ 1960):
    من المعروف أنه لم يكن هناك نشاط ثقافي بالمعنى المعروف في فترة التركية والمهدية في السودان، لأسباب عديدة أهمها:
    الأمية المتفشية بين السودانيين إذ كان النشاط الأدبي الوحيد لا يتعدى القصائد والإخوانيات ولكن في المقابل كان هناك ثراء كبير في الأدب الشفاهي الشعبي.
    ونحن إذ نتحدث عن الأرضية الثقافية في تلك الفترة فلا بد لنا بالضرورة أن
    نتطرق للتعليم آنذاك، فمن المعروف أن السودان عرف المدارس الحديثة قبل الحكم الثنائي في فترة التركية ، ولكن أثره كان محدوداً نسبة لقلة هذه المدارس، فسرعان ما اختفى هذا النوع من التعليم بعد حلول الثورة المهدية التي رجعت إلى التعليم التقليدي المتمثل في الخلاوي والزوايا، وعند بداية الحكم الثنائي بدأ الاهتمام بالتعليم الحديث ولكن لأغراض تخص المستعمر نستخلصها من حديث اللورد كرومر حدد فيه الهدف الذي لأجله افتتحت هذه المدارس: "إنني أوضح ما أعنيه بالطبقة المتعلمة، فإنني لا أرمي إلى التعليم العالي ... فإن كل ما تتطلبه الحاجة الآن هو تلقي بعض المعلومات من القراءة والكتابة والحساب، لعدد خاص من الشباب حتى يتمكنوا من احتلال بعض المناصب الصغرى في إدارة القطر وأن الحاجة لهذه الطبقة لجد عظيمة".
    ومن هذا المنطلق تم إنشاء أول مدرسة ابتدائية في سنة 1900 في أم درمان وكان طلابها خليطاً من السودانيين والمصريين ثم تلا ذلك إنشاء خمس مدارس أخرى لحاجة البلاد لعدد أكبر من الخريجين ليسدوا الوظائف الصغرى في البلاد. ثم بعد ذلك تم إنشاء "كلية غردون التذكارية" التي نقلت لها مدرسة أم درمان الابتدائية، والمدرسة الصناعية، ومدرسة المعلمين، ومدرسة القضاة الشرعيين حيث بلغ عدد طلابها 1533 طالباً سنة 1905م وتم استيعابهم في الخدمة المدنية.
    وبعد ذلك توالى افتتاح المدارس على حسب حاجة الخدمة المدنية حيث افتتحت مدرسة أم درمان الصناعية سنة 1907م لتخريج فنيين مؤهلين لتغطية حاجة البلاد من الفنيين ثم افتتحت مدرسة عطبرة الصناعية سنة 1924م ليعمل خريجوها في ورش السكة الحديد بعطبرة، واستمر الحال هكذا إلى أن كونت لجنة لدراسة وضع التعليم في البلاد وكانت اللجنة برئاسة "دي لاوار" الذي كتب تقريراً مفصلاً وخطة لتحسين التعليم وكان من أحد مقررات هذه التقرير "أن توقف
    الحكومة التعليم الوظائفي الذي انتهجته لتخريج موظفين في الكلية وأن تتجه للتعليم العام ثم إنشاء تعليم بعد الثانوي".
    ومن نتائج هذا التقرير تم إنشاء بعض المدارس العليا مثل الآداب والعلوم والبيطرة والزراعة والهندسة حيث صارت هذه المدارس نواة لجامعة الخرطوم فيما بعد.
    وقد تم إنشاء معهد أم درمان العلمي سنة 1913 تحت إشراف الشيخ أبو القاسم هاشم وكان الهدف من إنشاء هذا المعهد هو تخريج قضاة شرعيين ومعلمين للغة العربية والتربية الإسلامية وكان شبيهاً بالأزهر وكان الطالب يقضي فيه اثنا عشر سنة يتخرج بعدها بدرجة تسمى العالمية.
    ومن المعهد العلمي بأم درمان تخرجت أعداد من الطلاب أثروا الحياة الأدبية والثقافية في السودان وعلى سبيل المثال "التيجاني يوسف بشير" و"خالد أبو الروس"، وقد شكل خريجو هذا المعهد الذين عملوا في الثقافة التيار العربي الإسلامي في الثقافة السودانية، وبالمقابل شكل خريجو كلية غردون بطابعها الغربي التيار الآخر الذي يعتمل في داخل الثقافة السودانية وهو التيار الغربي.
    والجدير بالذكر أنه كانت هناك هجرات مكثفة إلى مصر للدراسة هناك على الرغم من محاولة الاستعمار للحد من هذه الهجرة إلا أنه لم تنقطع هذه البعثات، التي أسهم خريجوها في إثراء الثقافة السودانية أيضاً حيث نقلت هذه الفئة كل المستجدات الثقافية والأدبية في مصر إلى السودان مما كان لها أبلغ الأثر في الثقافة في السودان ، عندما بدأت بشائر التجديد في الأدب العربي الحديث على يد "محمود سامي البارودي" و"أحمد شوقي" و"حافظ إبراهيم" وشعراء المهجر كان لها صدى في كل الدول العربية بما فيها السودان (الذي كان يتلقى الصحف والكتب من مصر) بعد أن كان كغيره من الدول العربية يجتر التراث العربي القديم وتاريخه المجيد في انبهار وإعجاب، ظهر أثر هذا التجديد في السودان في كتابات كثيرة لشعراء تلك الفترة ونذكر منهم تقليد الشاعر "مدثر البوشي" لهمزية "أحمد شوقي" عن السيرة النبوية وتقليد البنا لـ"حافظ إبراهيم" بقصيدة عن "عثمان بن عفان" مجارياً فيها عمرية حافظ.
    ومن ثم نرى أن التعليم الحديث في السودان الذي بدأ في التوسع منذ بداية القرن العشرين قد أسهم في خلق وعي واستنارة بين الشعب السوداني وقيل:
    "لما أشرف التعليم في السودان على نهاية أعوام الحرب الثانية كان قد أعد شباباً يؤمن بالفكر والحرية والديمقراطية بالإضافة إلى العلوم والمعارف، وكانت لتلك التعاليم الجديدة أثرها في الحركة الوطنية فيما بعد".
    والجدير الذكر أن الشريحة المتعلمة في السودان تجمعت فيما بعد لتكون اتحاد الخريجين الذي لعب دوراً عظيماً في الاستقلال ومفاوضاته ونشر الوعي بين الناس من خلال نواديه المنتشرة في السودان.

    أندية الخريجين (1918 ـ 1938م):
    لقد لعب الخريجون دوراً عظيماً في إذكاء روح الكفاح، والنضال، وبث الوعي بين الشعب السوداني الذي كان غارقاً في ظلمات الجهل والخرافة والفقر فقد كان "الجهل يخيم على الشعب كل الشعب. والفقر منتشر في أنحاء البلاد، والتأخر يبدو في كل مرفق ... وأسباب الإصلاح غير موفورة، بل معدومة، والمستعمر القابض على أجهزة الدولة وأعناق الناس، لا يترك متنفساً واحداً ... والحرية عملة غير متداولة وغير متعارفة، وهزيمة المهدية، الضربة القاصمة التي لقيها السودانيون، وما تلاها، خلقت حالة من الذهول أنست جل الناس كل المعاني الكبيرة، وزرعت في نفوس الأغلبية الشعور بالنقص والضعف المخزي، فسادت مظاهر الأنانية والنفاق والكبرياء على أنقاض العزة الجريحة والكرامة المهدورة". هكذا كان حال السودان كما وصفه الدرديري، فكان لا بد من منافذ ومنابر لبث الوعي، فإن المدارس منابر محدودة والصحافة مقيدة بشدة، والاستعمار يجثم على أنفاس المثقفين ويريد تحجيم دورهم، فكان أن اهتدى البعض لفكرة إنشاء نادٍ يجمع الخريجين لا سيما أن الأندية كانت تلعب دوراً كبيراً بالنسبة للجاليات الأجنبية في السودان، حيث قال الدردري: "كان أكثرنا من المدرسين، وكنا نندفع بوحي المهنة لنقل مهمتنا في التربية والتعليم والإرشاد من ميدانها الضعيف في المدارس، إلى ميدان أرحب يشمل أكبر عدد من أفراد المجتمع، استحوذت على أذهاننا فكرة قيام نادي الخريجين، وجدت الفكرة إقبالاً واستحساناً ولما استكملت الفكرة طور النضج نقلناها إلى حيز التنفيذ".
    ومن ثم تأسس نادي الخريجين سنة 1918، أي بعد الحرب العالمية الأولى حيث اجتذب عدد كبيراً من الجمهور واللاّفت للنظر أنه قد انضمت إليه فئات كانت محسوبة على السلطة الدينية. "ففي هذا النادي وفروعه الموزعة في الأقاليم، برزت ذاتية الخريجين، ووضح كيانهم مع الزمن، وترسخت شعاراتهم في الأوساط الشعبية، فأصبحوا عاملاً مؤثراً في المحيط العام".
    فقد كان هناك دوافع عديدة لقيام هذه الأندية؛ فهناك من ذكر أنها مأخوذة من فكرة النوادي المصرية، كما ذكر بعض آخر أنها فكرة من الاستعمار لأغراض سياسية، ولقد لعبت هذه الأندية دوراً أساسياً في مسرح الحركة الوطنية في السودان إلى أن حل عام 1931م حيث وقع الانشقاق السياسي بين أعضائها.
    لقد كان نادي أم درمان بمثابة الرأس لهذه الأندية، لم يقتصر أثر هذه الأندية على العاصمة فقط بل تجاوزها إلى الأقاليم المختلفة، لانتشار الخريجين، وعملهم في الخدمة المدنية في السودان، حيث مورس نشاط ثقافي وفكري واضح في هذه الأندية، وكان فيه يناقش الشباب أفكارهم بموضوعية وتجرد بعيداً عن التناحر والتنافر الفكري والمذهبي، وكان الكل يعتقد أن كل هذه التيارات تصب في منبع واحد وهو المجتمع السوداني.
    وكما أسلفنا فإن نادي أم درمان كان هو النادي الأساسي، حيث نجح أعضاؤه في خلق علاقات خارجية "مع مفكري البلدان العربية والأجنبية، فكان مركزاً لمحاضرات المستشرقين الأجانب، ومنبراً للنثر والشعر في مختلف المناسبات". ومن هذا النادي لمعت نجوم كثيرة من قادة العمل الوطني في السودان، مثل "محمد أحمد محجوب"، "محمد عبد الحليم"، و"مصطفى يوسف التني" ... الخ.
    كما أن نشاط هذه الأندية كان رافداً من روافد أندية الجاليات التي كان للخريجين علاقات قوية بها خاصة النادي المصري حيث ثبتت هذه العلاقة في محاكمة "علي عبد اللطيف" في جلسة 16 مارس 1925م حيث قال: "أنا لم أدخل النادي المصري إلا مرة واحد لأشاهد مسرحية (الويه الواجب) وكنت أعلم أنه لا يقبل عضواً غير مصري".
    ثم كانت لاتفاقية 1936م الأنجلو-مصرية ردة فعل عنيفة بين الخريجين إذ أغضبتهم بنود هذه الاتفاقية خاصة البند رقم (11) حيث نص على وجوب استمرار الحكم الثنائي الأنجلو المصري، وتمسك الحاكم العام بسلطاته نيابة عن الدولتين، وكذلك تقيد الوظائف الجديدة وإعطائها للمصريين والبريطانيين في حالة عدم وجود سودانيين أكفاء، كما اشتملت على بنود مجحفة أخرى، أثارت الاستياء العام بين المثقفين، مما جعلهم يبدأون في تنظيم أنفسهم، لمجابهة الاستعمار وإبداء عدم الرضى، حيث اقترح عقد مؤتمر للخريجين حيث يقول المحجوب: "أعطانا استياؤنا العميق دافعاً إلى تنظيم أنفسنا سياسياً في الحال، وأخذنا نحض
    على تأليف جبهة موحدة تقيم برنامجاً للعمل، ثم اقترحنا عقد مؤتمر للخريجين لوضع هذا البرنامج".
    كما أكد المحجوب أيضاً أنهم كانوا معجبين بالنموذج الهندي، وكان لكتابات "غاندي" و"نهرو" أبلغ الأثر مما جعلهم يتبنون التجربة الهندية، كما أن نادي الخريجين في الخرطوم كان قد تبنى نفس هذه الآراء على الرغم من تردد رئيسه "إسماعيل الأزهري" في بادئ الأمر، ولكنه وافق بشرط أن يشمل كل الخريجين لا أعضاء النادي فقط، ثم تم تغيير معنى خريج حيث صار "أي شخص تلقى تعليما ما يعادل مستوى المدرسة الابتدائية" وبذلك اتسعت القاعدة للخريجين.
    ومن ثم قام مؤتمر الخريجين سنة 1938 وكانت أهم أهدافه كما ورد في رسالة إلى الحاكم العام "خدمة مصالح البلد العامة، ومصالح الخريجين" وعندما نشبت الحرب العالمية الثانية حجمت من نشاط هذا المؤتمر، مما حد من انتشاره في السودان.
    وبعد أن عمل المؤتمر أربع سنوات كقاعدة موحدة في الحركة القومية والوطنية أخذ يتضاءل نشاطه ويتقلص، حيث ظهرت فئات سياسية جديدة منها جماعة الأشقاء التي ترأسها الأزهري "هذه الجماعة، وجماعات أخرى تألفت بعد انحلال المؤتمر، وتحولت في النهاية إلى أحزاب سياسية هيأت القاعدة في تقدمنا الأخير نحو الاستقلال".
    كما أن المحجوب كان يرى أن تبرز الحركة الوطنية في السودان وترتبط بالكفاح من أجل الاستقلال الذي كان يعم القارة الإفريقية فقال:
    "السودان بلد إفريقي الوجود، عربي التطلع والمصير لأسباب جغرافية
    وعرقية وتاريخية وثقافية، ولكنه سيبقى عربياً في مظهره ومصيره، إنه كبلد سيشكل رأس حربة في الشرق الأوسط وفي إفريقيا جنوب الصحراء".

    الصحف والمجلات (1889 ـ 1960):
    لعبت الصحف دوراً كبيراً في إذكاء روح النضال ضد الاستعمار وبوجود هذه الصحف اتخذت الثقافة السودانية منحى جديداً حيث تحولت هذه الصحف إلى منابر لإبداء الرأي ونشر الوعي وإذكاء روح النضال الوطني.
    يقال إن أول مطبعة دخلت السودان لا يعرف تاريخها بالتحديد. إلا أنها استخدمت في إنجاز الأعمال الحكومية البسيطة، ولقد اهتمت القوات المنتصرة عند دخولها السودان بهذه المطبعة حيث جلبت لها معدات حديثة ماكينة للطباعة لعمل المطبوعات الحكومية كما طبعت فيها "الفازيتا السودانية" في شهر مارس 1899م. وكانت هذه الصحيفة مختصة بنشر قوانين الحكومة وأوامرها، وإعلاناتها إذ أنها كانت الصحيفة الوحيدة في السودان.
    وفي عام 1903م صدرت أول صحيفة في السودان تحت إشراف "خالد نمر" و"يعقوب صروفي" و"شاهين مكاريوس"*، وكانت هذه الصحيفة نصف أسبوعية.
    وفي عام 1909م صدرت أيضاً صحيفة اسمها "الخرطوم" تحت إشراف "أسعد يس" ولكن سرعان ما توقفت، ثم حاول "أسعد يس" إصدار صحيفة أخرى باسم كشكول المساح سرعان ما توقفت بعد ذلك.
    وفي يناير 1913م تم إصدار مجلة "رائد السودان" ، وهذه المجلة أيضاً بجهود
    أجنبية إلا أنها كانت ذات صلات قوية بالمتعلمين السودانيين الذين زاد عددهم في تلك الفترة.
    وفي عام 1918م صدرت مجلة السودان في رسائل ومدونات.*
    وشهد كذلك عام 1919 ظهور أول صحيفة سودانية الملكية وهي "حضارة السودان" وكانت تحت إشراف "حسين شريف" الذي يعد الصحافي السوداني الأول، وقد أشرفت على هذه الصحيفة شركة مكونة من السادة "عبد الرحمن المهدي" و"محمد الخليفة شريف" و"حسين شريف"، و"عثمان صالح" و"حسن أبو" و"محجوب فضل المولى" و"عبد الرحمن جميل" وكان الجامع لهذه الجماعة أنهم ينتمون لحركة الأنصار. وقد قامت هذه الصحيفة كردة فعل للَّهجوم الذي شنته الصحف المصرية على السودان بعد أن قام وفد من أعرق البيوت السودانية بزيارة إلى بريطانيا لتهنئتها بالنصر في الحرب العالمية فقامت الصحف المصرية بمهاجمة هذا الوفد ولذلك قامت هذه الصحيفة لتبرير هذه الزيارة والرد على الصحف المصرية. ثم توقفت هذه الصحيفة في عام 1934م وعاودت الصدور تحت اسم "ملتقى النهرين" وكان رئيس تحريرها "أحمد عثمان القاضي".
    وفي عام 1927م قام "سليمان داؤود منديل" بطلب لإصدار "الجريدة التجارية" ومن اسمها نعرف أن الغرض منها نشر الأخبار التجارية وقد تم له التصديق بإنشاء هذه الصحيفة حيث خرج عددها الأول سنة 1928م.
    وفي عام 1930م قدم "محمد عباس أبو الريش" أول طلب لإنشاء مجلة النهضة وهي مجلة أدبية أسبوعية، كانت ملتقى لعدد من الأدباء السودانيين مثل: "محمد أحمد محجوب" و"إسماعيل العتباني" و"عرفات محمد عبد اللَّه".
    وفي عام 1934م صدرت مجلة "الفجر" تحت إشراف "عرفات محمد عبد اللَّه" حيث التف حول هذه المجلة لفيف من أدباء السودان الأماجد الذين أثروا الساحة الأدبية بإسهاماتهم العديدة والمتنوعة، وقد كانت هذه المجلة منبراً حراً طرحت فيه الكثير من الآراء المختلفة وهي بحق كانت مرآة صادقة للصراعات التي كانت تدور في الساحة الفكرية والأدبية آنذاك، ولقد توقفت هذه المجلة بموت صاحبها "عرفات محمد عبد اللَّه" ثم عاودت الظهور مرة أخرى بإشراف "أحمد يوسف هاشم" سنة 1938م.
    لقد أدى ظهور الأحزاب في منتصف الثلاثينات إلى ظهور ما يسمى بالصحف الحزبية، التي تكون لسان حال الحزب وناطقه الرسمي حيث أصدر حزب الأمة صحيفة "الأمة" وأصدر الحزب الوطني الاتحادي صحيفة "العلم" وكذلك الأحزاب التقليدية ذات المرجعية الدينية كانت قد أصدرت صحف خاصة بها مثل طائفة الختمية أصدرت صحيفة صوت السودان، أما طائفة الأنصار فكان اسم صحيفتهم "النيل".
    والجدير بالذكر أن سياسة التساهل التي انتهجها الإنجليز في تلك الفترة تجاه حرية التعبير ساعدت في أن تنشر كثير من الصحف المستقلة حيث صدرت في منتصف الأربعينات صحيفة "السودان الجديد" وفي سنة 1945 صدرت صحيفة "الرأي العام" وصحيفة "كردفان" وفي عام 1952 صدرت صحيفة "الأيام" وفي سنة 1954 أصدر الحزب الشيوعي السوداني صحيفته "الميدان".*
    وعلى الرغم من الاستقلال الظاهري لهذه الصحف إلا أنها كانت تخضع للرقابة التي وضعت بعض الشروط لتحد من انتشار الصحف الجديدة، كما أضيفت مواد ولوائح لقانون الصحافة لمحاسبة الصحف والصحافيين وكانت العقوبات تتراوح من الغرامات إلى التوقيف وفي الحالة الشديدة السجن.
    ولقد مارست الحكومة سياسة المحاباة والتقريب لبعض الصحف ورؤساء تحريرها الذين يسايرونها، ومن قبل أن تنال البلاد استقلالها كان هناك سبعة صحف يومية وأربع عشرة صحيفة أسبوعية باللغة العربية وصحيفة يومية باللغة الإنجليزية وكذلك صحيفة باللغة الإغريقية، على الرغم من أن نسبة التعليم المنخفضة التي لم تكن تتجاوز 5% من عدد السكان.
    وفي الفترة العسكرية الأولى تم إيقاف كل الصحف الحزبية وكانت تصدر فقط "الأيام"، و"الرأي العام"، و"السودان الجديد"، كصحف يومية، أما الصحف الأسبوعية التي كانت تصدر فهي: "الأخبار"، و"الناس"، و"أبناء السودان"، و"الصراحة"، ولقد فرضت على هذه الصحف رقابة صارمة من قبل النظام العسكري آنذاك، وقد شهدت هذه الفترة محاكمات لبعض الصحافيين الذين نشروا أخباراً لا تتوافق وسياسة الدولة.
    ومن ثم نخلص أن كل هذه المؤثرات التي اعتورت داخل الثقافة السودانية منذ بداية القرن العشرين، هي التي وجهت الحركة الثقافية والفكرية في السودان، لتؤول إلى ما آلت إليه في منتصف سنوات الخمسين، ولتؤدي إلى ظهور ما يسمى بالغابة والصحراء فيما بعد.
    نجد أن عزلة المثقف السوداني بدأت منذ بداية التعليم الحديث في السودان، بواسطة السياسة التي مارسها الاستعمار مع المتعلمين حيث كونوا طبقة مستنيرة ومتعالية على بقية الشعب، وفي المقابل كلية غردون بطابعها الغربي العلماني والمعهد العلمي بطابعه الإسلامي شكلا تيارين من الثقافة الغربية والثقافة الإسلامية، التي لا زالت تحمل في جوفها هذه الثنائية، وصراعاً، يظهر ويختفي بين القيم الغربية والقيم العربية الإسلامية، وما زال الحال هكذا حتى ظهرت حركة السودنة ولكنها كانت مربوطة بالثقافة العربية الإسلامية، لتأتي في سنوات الستين حركة الغابة والصحراء لتبعث العنصر الإفريقي في المكون السوداني، داخل الثقافة السودانية، الذي كان مهملاً، ومنكراً تماماً من قبل السودانيين. وفي ذلك يقول اليازجي: "فإن الشعور بالانتماء العربي في السودان كان يقويه عنصر التحدي للزنوجية أو السودنة والهروب من هوان الانتماء إلى الإفريقية التي لم تكن قد استقطبت قوميتها بعد".
                  

06-27-2004, 06:37 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: bayan)

    المراجع

    * وردت هذه الأخطاء النحوية في النص الأصلي والصحيح (تفاعل مستمر).
    ** راجع: الخاتم، عبد القدوس: مقالات نقدية، إدارة النشر الثقافي، 1977، ص 63.
    *** الإله أبيداماك إله نوبي، للاستزادة في هذا الأمر ارجع إلى: الذاكي، عمر حاج: الإله آمون في مملكة مروي 750ق.م. ـ 450م، مطبوعات كلية الدراسات العليا، جامعة الخرطوم، 1983، ص 133.
    محجوب، محمد أحمد: الديمقراطية في الميزان، دار النهار للنشر، بيروت، الطبعة الثانية، 1982، ص 67.
    مصطفى، محمد فوزي: الثقافة العربية وأثرها في تماسك الوحدة القومية في السودان المعاصر، دار الفكر، بيروت، الطبعة الأولى، 1972، ص 205.
    راجع: شبيكة، مكي: السودان عبر القرون، دار الثقافة، بيروت، 1966.
    * المكي، محمد إبراهيم: الفكر السوداني أصوله وتطوره، وزارة الثقافة والإعلام، الخرطوم، 1976م.
    راجع: إبراهيم، حسن أحمد: الإمام عبد الرحمن، الناشر: جامعة الأحفاد للبنات، السودان، ط1، 1998م.
    راجع: Abd al-Rahim, Muddather: Imperialism and Nationalism, Oxford, 1969.
    Woodward, Peter: Condominium and Sudanese Nationalism, Res Collings, London, 1979.
    راجع: مصطفى، محمد فوزي: الثقافة العربية وأثرها في تماسك الوحدة القومية في السودان المعاصر، ص 205.
    الداروتي، عوض الله: جماعة الفجر واتجاهاتهم الأدبية، بحث دكتوراه، جامعة الأزهر، كلية اللغة العربية، 1989م، ص 20.
    العبادي، إبراهيم: مسرحية المك نمر، نسخة على الرونيو، مكتبة المعهد العالي للموسيقى والمسرح، الخرطوم، ص96.
    مصطفى، محمد فوزي: الثقافة العربية وأثرها في تماسك الوحدة القومية في السودان المعاصر، ص 112.
    المرجع السابق، ص 212 ـ 213.
    المرجع السابق، ص 223.
    عشري الصديق، محمد: آراء وخواطر، لجنة التأليف والنشر، 1969، ص 56.
    المرجع السابق، ص 57.
    المرجع السابق، ص 57.
    مصطفى، محمد فوزي: الثقافة العربية وأثرها في تماسك الوحدة القومية في السودان المعاصر، ص 222.
    فضل المولى، محمد الحسن: (حمزة الملك طمبل والدعوة إلى القومية في الأدب السوداني)، مجلة دراسات إفريقية، العدد الخامس عشر، 1996، ص 107.
    المرجع السابق، ص 107.
    المرجع السابق، ص 108.
    مصطفى، محمد فوزي: الثقافة العربية وأثرها في تماسك الوحدة القومية في السودان المعاصر، ص 232.
    * هذا الكلام مناف للصحة إذ أن الدعوة إلى الفنيقية بدأت في الشام.
    اليازجي، حليم: السودان والحركة الأدبية، ج2، منشورات الجامعة اللبنانية، بيروت، 1985، ص 560.
    المرجع السابق، ص 560.
    مصطفى، محمد فوزي: الثقافة العربية وأثرها في تماسك الوحدة القومية في السودان المعاصر، ص 230.
    المرجع السابق، ص 230.
    المرجع السابق، ص 230.
    المرجع السابق، ص 30.
    المرجع السابق، ص 230.
    المرجع السابق، ص 236.
    * للاستزادة في هذا الأمر راجع: القدال، محمد سعيد: الانتماء والاغتراب، دار الجيل، بيروت، ص 111.
    المرجع السابق، ص 236.
    مصطفى، محمد فوزي: الثقافة العربية وأثرها في تماسك الوحدة القومية في السودان المعاصر، ص 230.
    المرجع السابق، ص 230.
    الثقافة العربية وأثرها في تماسك الوحدة القومية في السودان المعاصر، دار الفكر، بيروت، ط1، 1972، ص 232.
    إبراهيم، عبد الله علي: (تحالف الهاربين)، مجلة المستقبل العربي، المجلد الخامس، العدد الثاني، 1987م، ص 112.
    راجع: بشير، محمد عمر: تاريخ الحركة الوطنية في السودان 1900 ـ 1966م، دار الجيل، بيروت، 1987، ص 205.
    ضرار، صالح ضرار: تاريخ السودان الحديث، الدار السعدانية للكتب، القاهرة، ط2، 1975، ص 19.
    ضرار، صالح ضرار، ص 21.
    الداروتي، عوض اللَّه، ص 24.
    المرجع السابق، ص 24.
    محمود، نجاه: محاولة لدراسات الحكاية الشعبية عند خالد أبي الروس، بحث لنيل درجة دبلوم النقد، 1985، المعهد العالي للموسيقى والمسرح، مخطوطة.
    ضرار، صالح ضرار: تأريخ السودان ...، ص 231.
    اليازجي، حليم: السودان والحركة الأدبية، ص 580.
    اليازجي، حليم: السودان والحركة الأدبية، ص 580.
    المرجع السابق، ص 580.
    المرجع سابق، ص 580.
    جعفر، عثمان النصيري: المسرح في السودان 1905 ـ 1930، منشورات المسرح القومي، د.ت.، ص 6.
    محجوب، محمد أحمد: الديمقراطية في الميزان، ص 41.
    المرجع السابق، ص 43.
    المرجع السابق، ص 44.
    المرجع السابق، ص 44.
    المرجع السابق، ص 44.
    محمد صالح، محجوب: الصحافة السودانية في نصف قرن، ج1، قسم التأليف والنشر، جامعة الخرطوم، د.ت.، ص 11.
    * أصحاب دار المقطم والمقتطف في القاهرة.
    محمد صالح، محجوب: مرجع سابق، ص 37.
    * صدرت كملحق لجريدة "السودان هيرالد" الإنجليزية.
    محمد صالح محجوب: الصحافة السودانية في نصف قرن، ص 168.
    المرجع السابق، ص 168.
    * قلندر، محمود: الإعلام الجماهيري في السودان، الجامعة الإسلامية العالمبة ماليزيا، الإعلام في العالم الإسلامي، بحث تحت الطبع باللغة الإنجليزية.
    المرجع السابق.
    المرجع السابق.
    المرجع السابق، ص 136.
    اليازجي: السودان والحركة الأدبية، ص 560.
                  

06-26-2004, 11:54 PM

Bashasha
<aBashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 25803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: Yasir Elsharif)

    دكتور ياسر سلام.

    اولا حكاية هاجر اختنا المصرية تكون جارية، او كمان هدية من رأس الدولة لي "سيدنا" ابراهيم، ماهو الا محض افتراء او عنصرية يهود، لا اكثر ولا اقل!

    من جانب اخر الكلام ده يعبر عن جو المشاحنة بين اولاد "الضررات" سارة "اليهود" او هاجر "العرب".

    ليه؟

    لانو في الوقت داك، النوبي بي لغة اليوم، المصري بي لغة الزمن داك، كان سيد للوجود كلو "في الزمن داك"، ذي اليهود اليوم، الكانو عبيد في مصر القديمة، حسب كلامهم.

    فلو ابراهيم جا مصر بي عشيرتو كلاجي، بحثا عن حياة افضل، ذي حالتنا في امريكا اليوم،، فما معني ان يشرف راس الدولة بنفسو علي خدمة اجنبئ، لاجئ او زول مسكين ساكت، ذي بشاشا اليوم في مصر الجديدة "امريكا"؟

    فحكاية هاجر خادم، يعني فقط انها كانت سوداء، او سودانية بي مفهوم العرب اليوم، بل منذ القرن السابع، لمان ابوذر شتم اخونا بلال، كابن سوداء!

    يعني يا دكتورة بيان، حتي الدماء العربية، الملكية، "الزرقاء"، منحدرة من دم افريقي "طازة"!
    عيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييك!


    فيا دكتور ياسر، كل ماتعلق بي تاريخنا، بالذات كلام اليهود والعرب، لايستاهل ثمن الحبر الكتب بيه، من دون غربلة.

    اما اللعنة علينا، ابناء حام، في اليهودية والمسيحية ايضا، فيعري طبيعة الصراع الدموي بينا او بين اليهود، وايضا العرب، في فلسطين وجنوب الجزيرة العربية.

    فكم يحز في نفسي حسن النية الشديدة، بل الغفلة المتمثلة في اخذنا لكلام اليهود والعرب والغربيين بصفة عامة، عننا او عن تاريخنا، بهذا القدر من التسليم، لي كلام ملفق، يتقطر كراهية، وينضح عنصرية!

    ومن ذلك كيف لسانا الكوشي، لسان هاجر، اصلو سامي!

    لاحولا ولاقوة!

    دي نكتة او بس!


    اما الرق في السودان، فهو بحجم الكرية الارضية، من حيث الضخامة، ويحتاج الي جيل كامل، وجيش كامل من الباحثين!

    يكفي ان نعلم، كيف اصطياد وبيع السودانيين، مثل مصدر الدخل الاساسي، لدولة سنار!




    دكتورة بيان سلامات

    قلتي دماء افريقية "طازة" عديل كده؟

    لاحولا، يادكتورة!

    طيب هو منو في السودان، سوداني او دمو ما افريقي طازة؟

    المهاجرين، واعضاء السلك الدبلوماسي، ما معانا!

    فانتي لو سودان، او Black، فاكدي دمك افريقي طازة او زيادة!
                  

07-01-2004, 06:45 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48739

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: Bashasha)

    Quote: اولا حكاية هاجر اختنا المصرية تكون جارية، او كمان هدية من رأس الدولة لي "سيدنا" ابراهيم، ماهو الا محض افتراء او عنصرية يهود، لا اكثر ولا اقل!


    Quote: فيا دكتور ياسر، كل ماتعلق بي تاريخنا، بالذات كلام اليهود والعرب، لايستاهل ثمن الحبر الكتب بيه، من دون غربلة.


    عزيزي بشاشة
    تحية طيبة
    وأستميحك عذرا على تأخير التعليق عليك طول هذه المدة..
    قصة إبراهيم الخليل ونزوله إلى مصر وردت في الكتاب المقدس.. وأيضا وردت في كتب السيرة الإسلامية مثل قصص الأنبياء.. .. والمصريون نفسهم لم يكونوا من البيض كما نعرفهم اليوم وإنما كانوا سودا.. وأيضا عندما أوردت قصة حام واللعنة أردت أن أقول أن الكتب الدينية المعروفة قد سجلت تلك المسألة بتلك الطريقة والكتاب المقدس يمثل مرجعية للمسيحيين واليهود.. هذا كل ما في الأمر، وهو جوهر سؤال الأخ ود قاسم..
    ولك ودي وأشكرك على المداخلة
    ياسر
                  

06-27-2004, 02:42 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20429

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: Yasir Elsharif)

    الاخ الفاضل ايمن

    هنالك عوامل غير مباشرة تساهم في المسالة الثقافية

    فمثلا المهاجرون الاوائل الاوروبيون كانوا من الانجليز
    لكن بعد فترة انقطعت روابط انتمائهم الى الوطن الام واحسوا انهم جماعة ثقافية متميزة عن الوطن الام ولذلك انفصلوا عن الوطن الام

    وايضا مسالة المنبتين قبليا في السودان مربوطة بانتفاء ارتباطهم الروحي بقبائلهم السابقة وايضا عدم وجود مكان لهم في التركيبة الاجتماعية في الشمال
    وهذا بالفعل ما يقوله تعريف المنبتين قبليا
    Negroid but detribalized people الاتي:

    وهم كما -يرى المستعمرون البريطانيون-

    "العبيد السابقون الذين ترجع أصولهم الى قبائل الجنوب او جبال النوبة,لكنهم استقروا في المجتمع الشمالي السوداني,وفقدوا بالتالي,اي صلة بقبائلهم الأصلية اذ لم يكن لهم في الشمال أي مكان في النظام الاجتماعي".
    ومعروف ان النظام الاجتماعي في الشمال كان يستند على القبيلة وليس على المواطنة والوطنية

    اذن المسالة ليست في معرفة الاصل القبلي ولكن الانتماء الروحي والنفسي

    مع خالص ودي
    وارقد عافية

    المشاء
                  

06-27-2004, 05:45 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20429

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: Yasir Elsharif)

    الاخت بيان

    ما قلتيه هو فرضية تتعلق بالشماليين

    لكننا نتحدث عن المنبتين قبليا

    وهم الذين كانوا في قيادة ثورة 1924

    وارجو ان تنشري لنا بحثك عن الوطنية السودانية

    وهل هو جزء من رسالة الماجستير او الدكتوراة؟

    واذا كان من الدكتوراة عن عبد الحي,
    فما هي رسالتك للماجستير؟؟


    ارقدي عافية

    المشاء

    (عدل بواسطة osama elkhawad on 06-27-2004, 05:47 AM)

                  

06-27-2004, 06:45 AM

degna
<adegna
تاريخ التسجيل: 06-04-2002
مجموع المشاركات: 2981

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: osama elkhawad)

    الاخ الحبيب ايمن تحياتي

    تسلم لهذا التوضيح الجميل

    نعم في اثناء لحظات الانشغال العظمي تضيع العبارات وتوصيل المعاني

    ولكن لا باس فالتوضيح الاخير لك قد بين كثير من اللبس الذي حدث

    الشكر لكم جميعا علي هذه المعلومات الهامة جدا لجيلنا الذي كاد ان يضيع او ضاع

    لك وافر التحايا والاحترام

    علي احمد
                  

06-27-2004, 07:56 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: degna)

    Quote: فما هي رسالتك للماجستير؟؟


    الاخ الخواض
    رسالة الماجستير
    المرشد فى عمل وأستخدام الوسائل التعليمية لمعلم اللغة العربية للناطقين بغيرها..
    وهذا الماجستير عملته لكسب العيش وقمت بتدريس الوسائل التعليمية
    لطلاب الماجستير فى الجامعة الاسلامية العالمية بماليزيا
    من 1994 الى 1998
    وفى عام 1997 سجلت لدكتوراه ببحث عن الغابة والصحراء درست فيه
    جماعة الغابة والصحراء و الجزء التطبيقى عن قصيدة العودة الى سنار
    للشاعر محمد عبدالحى
    .. قام بالاشراف على بروفسر عباس محجوب الذى لديه دكتوراه فى الشعر السياسى فى السودان ومشرفته سهير القلماوىودكتور عوض الله الداورتى كتب عن جماعة الفجر بحث الدكتوراه ولا اعرف مشرف.. لجنةالامتحان بها رئيس قسم اللغة العربية فى جامعة الخرطوم ممتحنا خارجيا و دكتور بريمة ممتحن داخلى والمشرف
    عام 1980 دخلت المعهد العالى للموسيقى والمسرحو لدى اهتمام بالثقافة السودانية كتبت
    عدد كبير من البحوث عن الثقافة السودانية عن المسرح
    واول كتابة لى عن مصطفى سعيد كانت سنة 1982 فى مادة الادب الشفاهى الشعبى فى بحث بعنوان الحس القومى فى الادب السودانى المعاصر تم نشر هذا البحث فى دورية الزرقاء لرابطة سنار الادبية.. ثم كتبت عن مسرح الجاليات. الواقعية فى مسرحيات حمدنالله عبدالقار مقارنة بهنريك ابسن..وعدد كبير من البحوث الاخرى فى الثقافة السودانية ثم تخرجت ببحث محاولة لدراسة الحكاية الشعبية عند خالد ابى الروس من خلال مسرحيتى خراب سوبا و مصرع تاجوج اشرف على دكتور على عبدالله عباس

    واخيرا طورت اهتمام بالاخلاق والفقه.. وقمت بتدريس مادة الاخلاق المهنية والفقه للاستخدام اليومى كمتطلب جامعى لطلاب كلية الهندسة
    بالجامعة الاسلامية العالمية.. فى كلية الدراسات العامة.. لم اكن اعمل فى وظيفة دائمة لانه لا توجد وظائف الان وايضا لظروف عائلية
    كما اقوم بترجمة المانيوالز لشركة سونى وترجمة كتب السياحة الماليزية لوزراة السياحة.. نسيت عندما كنت فى امريكا كنت اقوم بترجمة مقالات لجريدة الراية..

    واحب قراءة الروايات او بالاحرى مدمنة للراويات لا أظن ان هناك رواية شهيرة لم اقرأها واقرأ باللغتين..و اقرأ الشعر الذى ياتى فى المرتبة الثانية.. احب شعر الستينات..

    اتمنى يا اخ اسامة ان تكون قد احسست بالراحة بعد ان عرفت قصة حياتى..و مسيرتى العلمية والعملية حتى استحق المناقشة والمداخلة مع شخص عظيم مثلك.. لانك دائما تسألنى عن السيرة الذاتية منذ حروب الخنفشارية والحداسة واتمنى الان يكون ايضا اى شخص فى البورد عرف
    ضعفى الاكاديمى وتحقق منه من هذه السيرة الذاتية الهزيلة..


    وأعتذر للاخوة والاخوات عما كتبته الان ولكن احيانا علينا ان نكتب اشياء لا نحبها حتى ينتهى هذا السجال غير المجدى.. ثم ننتقل الى
    ما يفيد الناس.. وارتاح انا من البهدلة وتقليل الشأن والنبيشة

    ومعليش يا ياسر مكرهة اختك ما بطلة
                  

06-27-2004, 08:39 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: bayan)

    Quote: هو فرضية تتعلق بالشماليين

    لكننا نتحدث عن المنبتين قبليا

    وهم الذين كانوا في قيادة ثورة 1924


    من قال انها فرضية تتعلق بالشمالين؟
    اولا
    معروف وثابت تأريخيا ان التعليم فى تلك الفترة كان به كثير من الارقاء السابقين.. وكذلك من كل القبائل الاخرى فى السودان
    وايضا اى رقيق يتبع للقبيلة التى عاش بها مالكه..
    وللمعلومية فى جيش المهدى كان هناك جنود من الجنوب اتوا مع جيش المهدى وسكنوا ام درمان مثلهم مثل كل الجهادية ربما على عبداللطيف
    لم يكن رقيقا ابدا ولا ابيه ولا جده وهذا ينسحب على كل من اشترك فى اللواء الابيض الذى كان به عدد كبير من جميع انحاء السودان
    ومختلف الاعراق والقبائل..
                  

06-28-2004, 03:29 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: bayan)

    up till yasir come back
                  

06-28-2004, 10:53 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48739

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: Yasir Elsharif)

    أشكر الجميع الذين ساهموا في هذا البوست وسأحاول في نهاية اليوم أن أعلق على المداخلات التي يهمني التعليق عليها.. استمتعت بكل المداخلات..

    في هذا البوست أود أن أنقل نص الحجة الشرعية التي وعدت بنشرها كاملة:

    وثائق الشيخ خوجلي: رقم (9)
    حجة شرعية 1174 هـ ـ 1754 م
    مجموعة أبو سليم
    الحمد لله وحده محمد عظم الله مجده


    Quote: واسم الجارية المنازع عليها مشارع. فهذه حجة شرعية محمودة مرضية على يدي متوليها والحاكم يومئذ بما فيها الفقه عبد الرحمن بن الشيخ خوجلي. أما بعد فقد رفع إليه أمره الفقه طه أخيه في جاريته مشارع المشتركة الذي وطيها فحملت منه ونازعوه بعض الشركا في عدم أخذهم للقيمة وأعذر لهم الفقه عبد الرحمن في أخذ القيمة وامتنعوا من ذلك وأحضر الفقه عبد الرحمن العلما الفقه محمد نور والفقه سليمان وقوّم الخادم على الفقه طه بأربعمائة أشرف كما قوّمها الشرع عليه لقول الشيخ خليل وبغير إذنه أن حملت قوّمت والقيمة يوم الحمل كما نص على ذلك مالك. وقوّم الأمة دون قيمة ولدها كما نص على ذلك الشيخ سالم في الموسر. وكذلك غيره من الأشياخ وحَكَمَ الفقه عبد الرحمن بتلك القيمة وملّك الفقه طه الأمة كما ملكها الشرع. حرر ذلك يوم الأربع ثمانية خلت من الثالث من الكرامة سنة 1174 أربعة وسبعين بعد الماية والألف من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى السلام. حضر وشهد بذلك الفقه الأمين والفقه يس والفقه إبراهيم والفقه عامر والزين ولد عجيم وفتلوب ومحمد ولد علي ولد بر وإدريس ولد النور ولد تبريب وخوجلي بن الفقه الأمين وحمد ولد محمد الأزرق والفقه وأنا مسطر الأحرف فقير الله الطاهر بن إبراهيم كاتب بأمر الفقه عبد الرحمن.. نعم إنني عبد الرحمن بن الفقه خوجلي حكمت بذلك وهذا خط بيدي. نعم أنا فقه الله محمد الأمين بن الشيخ خوجلي شاهد بما في الوثيقة وهذا خطي. نعم أنا محمد الدليل شاهد بذلك وهذا خط بيدي. وأنا فقير الله سليمان بن الفقه عبد القادر شاهد بما الوثيقة وهذا خطي بيدي.

    المصدر : كتاب "علاقات الرق في المجتمع السوداني" صفحة 72، وبالصفحة 73 صورة للوثيقة الأصلية..
                  

06-29-2004, 07:41 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: Yasir Elsharif)

    لاجل بروف ود البلد
    مع فائق الاحترام
                  

06-30-2004, 02:37 AM

WadalBalad
<aWadalBalad
تاريخ التسجيل: 12-20-2002
مجموع المشاركات: 737

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: Yasir Elsharif)

    Bayan

    Thanks for mentioning me in this highly intellectual post

    For me, as energy resources and planning specialist, i find myself "riding on the
    train" (i.e., mosatih) but I enjoyed every word written here

    Please forward to me (all) articles written by my friend Prof. Ibrahim
    on Altayeb Salih novels

    And please say hi to him

    Bless
                  

07-01-2004, 07:04 PM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30716

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: Yasir Elsharif)

    فوق للثريا
    شكر لهذه المائدة الدسمة
    جني
                  

07-02-2004, 09:57 PM

aymen
<aaymen
تاريخ التسجيل: 11-25-2003
مجموع المشاركات: 708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: jini)

    الاخت د. بيان

    ها انا اعود لمواصلة ما انقطع من حوار

    تساءلتِ

    Quote: الاخ العزيز ايمن
    فلماذا الهجين الطازج
    مصطفى سعيد لا يعد شمالي عادى
    لان به دماء افريقية طازجة
    فهل اراد الطيب أن يجعله رمزا للسودانى بمفهوم الغابة والصحراء؟

    الاقتباس من القصة من كلام رجل القطار ولا يعبر عن رأى
    لندلل ان هذه القصة تحتاج لقراءة مختلفة عما هو السائد


    من المستحيل ان يحدث من حدث فى تلك القرية على الرغم من واقعية(ليس اصطلاحا) القصة الا يبدو ان الكاتب قد جنح الى ما ينبغى ان يكون دون ما هو كائن
    كونى انتمى الى تلك القبائل ارى استحالة ان يتزوج رجل غريب مقطوع من شجرة..من اى امرأة فى تلك القبيلة فى ذلك الزمن..


    كما اسلفت،فقد استوفي الاخ ياسر الشريف جل ما كنت بصدد ذكره، وزاد..غير اني احب الاستفاضة في بعض الامور المتعلقة بشخصية مصطفي سعيد...وكما ذكرت انفا، فاني استعمل الذاكرة لاجترار ما قراته من موسم الهجرة للشمال، فارجو ايفائي بالنصوص التي تدحض تحليلي من الرواية ان كانت بطرفكم..
    كتبت في مداخلة سابقة ان مصطفي سعيد شمالي السايكولوجي او الشخصية، وهو ما اتفق معي فيه الاخ ياسر..واكاد اجزم انه لولا النص المقتطع من حديث سائق القطار، لما وجد المرء من دليل علي ان به دم من الجنوب..كما ان وصفه و هيأته مما اورده الاخ ياسر اعلاه لا يدع مجالا للشك في كونه شمالي..
    اما سلوكه الذي تبدّي في احداث الرواية في بلاد الانجليز، فهو مما قد يمثل حياة اي شمالي سوي كان من ذاك الزمان او من زماننا هذا..لعل ما يدعم قولي هذا (علي الاقل عن ذاك الزمان، لان ما يخص زماننا هذا انا شاهد عليه) ان هناك بعض الاراء التي تقول ان مصطفي سعيد ما هو الا تجسيد لشخصية و حياة الطيب صالح نفسه.. وقد قرأت بصورة خاطفة ان الاديب (ابو سن) في القاهرة، وكان صديق و رفيق الطيب صالح في انجلترا، قد ذكر ان بعض تفاصيل الاحداث في الرواية، مستلهمة من احداث مرت به هو شخصيا، او هكذا فهمت..
    اما لماذا اختار الطيب صالح اما جنوبية لمصطفي سعيد.. اي لماذا الاختلاط الطازج فهذا ما اتمني من الله ان يعطيني بلاغة لكي اشرحه وان يشرح صدرك لتبلغي قصدي..
    المحك الاساسي هو ان الشمالي افريقي في نظر الخواجات و العرب.. ولا احتاج الي ايراد النصوص من بوردنا هذا لدعم هذا الاقرار.. وهذا الاقرار يخص كل سوداني من قبيلة سودانية و لم تكن له دماء خارجية ( مصرية، شامية، تركية، اوروبية، ...)، و لننسي الي حين دماء جنود الدفتردار..
    هذا الافريقي الهائم في حانات لندن، وازقتها، و الحامل دفئ شمس خط الاستواء تحت لحافه، ما كان لتخطئه عين انجلترا ولا اسرّتها..
    وهنا تاتي فجيعة الطيب صالح، فهذا هو قدر بطله، افريقي، افريقي، افريقي..رغما عما يجيش بشعوره من عروبة، وما ينسكب من مداد و بلاغة بالعربية..واين كان يعمل الطيب صالح ومن كان حوله في ذاك الزمان؟
    وان كان الشمالي لا يستطيع ان يأبق من حكم ربه، فيخرج من ارض له و سماء، فالطيب صالح رب في روايته، يستطيع الباس شخوصه ما اراد من الثياب، بلا حساب..فيحل اشكالية افريقية مصطفي سعيد الشمالي، و مشكلة الطيب صالح الهويوية...فيكون كما قالت صديقتي النرويجية ( فن افريقي راق)، و تصنف الرواية ضمن افضل الاعمال (العربية)، وتدرّس الرواية كمثال لحياة (شمالي) وواقع (شمال)..
    اما لا واقعية زواج مصطفي سعيد، فلو ان كل من كانت امه افريقية خالصة لا يزوّج عند منحني النيل، لصارت الارض يباب..فالرجل قد يشفع له اصل ابيه العبادي اولا، وشكله ثانيا، ووضعه الاجتماعي..
    اما اطلاق الاستحالة علي زواج الاغراب، فالرجاء الدقة و استثناء المصريين ( وربما غيرهم) لما اعرفه من امثلة..والاخ ياسر قد ابان شيئا من ذاك الجانب..
    اما ما اذا كان الطيب صالح قد قصد الرمز للسوداني بمفهوم الغابة و الصحراء، فهو ما يفسر نفسه بنفسه في سياق ما اوردناه اعلاه.. فما كان للطيب صالح من فكاك..
    و دمتي

    الاخ اسامة الخواض
    شكرا للابانة، ولكني اتفق مع ما ذكرته الاخت بيان

    عاطر التحايا
                  

07-03-2004, 09:38 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: aymen)

    عزيزى ايمن
    حمدالله على الرجعة الميمونة

    نعم فى مذكرات ابو سن ذكر ان الطيب صالح قد قدمه لاحدهم انه مصطفى سعيد.. كما ورد ذلك فى كتاب دكتور احمد البدوى عن الطيب صالح..
    انه كان يستجوب ابو سن وقبانى لمعرفة مغامراتهم الغرامية..
    كما انه عندما كنت اكتب بحثى.. كنت اجد متعة فائقة فى طق الحنك مع بعض المبعوثين
    لمعرفة طبيعة حياتهم فى الغرب بعد الاستقلال وفى مرحلةالستينات
    لاعرف نفسية وطبيعة رحلة النور عثمان ابكر و محمد المكى التى وصفها عبدالله على ابراهيم بالبوهمية حيث كان من المفترض ان تكون صيفية وامتدت لعامين.. رجعوا بعدها لتنطلق الغابة والصحراء.. حكيت لى كثيرا من القصص طبعا دائما تكون عن شخص آخر وليس انفسهم..كان غالبيتهم يدعون انهم امراء افارقة وحتى ادعى بعضهم انه كاثلوكى ويقضون جل الزمن فى البارات وعلب الليل.. ولذلك ارى ان ازمة مصطفى سعيد ليس كونه حدث بينه وبين الغرب تماس ولكن عقدته الدائمة هى منبته
    حتى على مستوى القرية الشمالية فقد مات او اختفى مصطفى منتصرا على التقاليد.. لقد تزوج حسنة هو الغريب واشترى ارضا هو الغريب..
    حيث هذه الاشياء تقف قرب الاستحالة..الى الان لا تباع الاراضى الى الغرباء فى منطقتنا.. لقد ذهب الى الشمال ثم انهزم هناك
    وعاد مدمرا رغم انجازاته بعد ان اثبت فشل الانجليز فى تغيره
    ثم اتجه شمالا مرة اخرى فحقق انتصارا ساحقا على التقاليد ومات ولكنه مات منتصرا.. حيث رجع الى الشمال حيث احد المكونين
    ولم يتجه جنوبا الى حيث مكون امه.. كل هذه الاشياء تدعونا الى تأمل
    اهداف الكاتب و الحتم داخل هذه الرواية..على خلفية الافكار السائدة فى فترة النصف الاول من ستينيات القرن العشرين. التى سادت فيها فكرة الغابة والصحراء..


    لقد كتب عدد كبير من الشعراء الذين اننتموا الى الغابة والصحراء عن نساء غربيات..والغريبة انهم دائما ازاء الغربى يطرحون انفسهم كافارقة.. هذا الجزء كنت قد كتبته فى مبحث عن (التيمات) الاساسية فى شعر شعراء الغابة والصحراء

    Quote: 3 ـ العنصر الزنجي في الشخصية السودانية:
    لقد كان سؤال الهوية، هو من أهم الأسئلة التي طرحتها مدرسة الغابة والصحراء، إن كان على مستوى التنظير أو التطبيق، وهذا ما تميزت به هذه الجماعة، إذ أن الغالبية من الشعراء السودانيين كانوا عندما يتحدثون عن إفريقيا، يتحدثون من بعد وكأنهم غير أفارقة، أو بالأحرى فقط جغرافياً، ولكنهم عرب.
    نقتطع جزءاً من قصيدة (هايدي) للشاعر محمد المكي إبراهيم:
    وأنا فارسها القادم من رأس المدار
    من بلاد تأكل الجوع وتقتات الدوار
    جارحاً يطعن حتى اللون والعطر
    وفتلات الإزار
    وهي وعد النار للغابات، وعد النسل
    وعد الجوع والفوضى
    ووعد الأصبع الدامي بأبواب النهار
    تتمشى في أضاليعي حمياها فانهار جموحاً وانبهار
    أنا هذا الفارس القادم إليك يا (هايدي) من المدار ويعني خط الاستواء، من بلاد جافة تأكل من جوعها الجوع، وتعيش في حالة مستمرة من الدوار، وهنا يصف إفريقيا التي أتى منها بأشياء اشتهرت بها في العالم، حيث الجفاف والتصحر يؤذيان إفريقيا، مما يؤدي لظهور جوانب سالبة، مثل الجوع والفوضى، وعدم النظام، والعطالة، والانتظار للفرج الذي قد يأتي به النهار الذي قد يرمز إلى الوعي والمعرفة والاستقلال. فكل هذه التناقضات والهذيان يا (هايدي) تضطرب في داخلي فتجعلني متمرداً ومنبهراً.
    ويقول صلاح أحمد إبراهيم في مقطع من قصيدته الجميلة (يا مرية):
    يا مرية:
    أنا من إفريقيا: صحرائها الكبرى وخط الاستواء
    شحنتني بالحرارات الشموس
    وشوتني كالقرابين على نار المجوس
    لفحتني فأنا منها كعود الأبنوس
    وأنا منجم كبريت سريع الاشتعال
    يتلظى كلما اشتمّ على بعدٍ تعال
    النموذج الثاني من قصيدة (يا مرية):
    ينادي الشاعر هنا محبوبته (مرية) ويقول لها: أنا من إفريقيا التي بها الصحراء الكبرى وخط الاستواء. ملأتني بالحرارات التي جعلتني أسود كعود الأبنوس، وطبعي حامي وفوار، فأنا يا (مرية) مثل الكبريت سريع الاشتعال والانفجار، وهذه اللواعج تزداد سخونة كلما تحسست، وحتى ولو من بعيد إيماءات قبول من امرأة حسناء، ونجد أن صلاح أحمد إبراهيم هنا يؤكد على حرارة عاطفة الزنجي الإفريقي وهذه خاصية اشتهر بها الأفارقة.
    فإذا نظرنا إلى النموذجين المذكورين آنفاً نلاحظ قصيدة (هايدي) لمحمد المكي إبراهيم، و(هايدي) اسم لامرأة غربية، في الغالب بيضاء، وكذلك قصيدة (يا مرية) لصلاح أحمد إبراهيم، كتبت لامرأة اسمها (مرية) وأيضاً هذا اسم لامرأة غربية أو بيضاء، فنرى أنهما طرحا إفريقيتهم لتقف موقف النقيض مع الطرف الآخر، وهو طرف غربي أبيض في مقابلة للعنصر الأسود، فهما هنا يضعا ذاتهما كما يريانها، ويوضحانها للآخر، الذي قد لا يعرفها، ونجد أنهما في هذا المقام لا يذكران المكون الآخر وهو العنصر العربي، فيعرفان أنفسهما على حسب الموقع الجغرافي، وكأني بهما يعرفان أنهما قد يكونا مقبولين لدى الطرف الآخر الأبيض إذا كان الأمر لا يتجاوز اللون، ولكن بالمقابل عندما يدخل العنصر الآخر يجرجر معه الديانة ويكون الاختلاف بين الإسلام في مواجهة المسيحية، وهو في رأيهما فارق أساسي قد يحدث الرفض من الآخر "المسيحي الأبيض" لهما بسبب الديانة ولذلك تجاهلا ذكر العنصر الآخر.
    ومن ثم نجد أن هؤلاء الشعراء اعترفوا بالمكون الإفريقي وعللوا سبب طبيعتهم الحامية إلى وجود أثر هذا المكون الزنجي في إهابهم ودواخلهم.
    إن مقطع قصيدة (هايدي) للشاعر محمد المكي إبراهيم، فيه اعتراف ضمني
    بالعنصر الزنجي، في أداء الحضارة الغربية وإنسانها الأبيض. فهذا الجنوب، الذي يحن إلى الشمال، صار معنًى دائراً في الشعر السوداني. يتخطفه الشعراء حيناً، ويحوله كتاب القصة إلى مغزى عميقٍ عن الصراع الحضاري، والشاعر هنا فارس قادم من رأس المدار رغم قتامة البلاد التي أتى منها، ووصفها بالجوع، والفوضى، العارمة، بإزاء النظام والحياة السهلة الرغدة في الغرب، هذا الفوران الإفريقي، والصخب الذي فيه، هو الذي يمثل الجنوب، ويمثل العنصر الإفريقي فيه، وكذلك "مرية" ومثلها مثل هايدي امرأة أوربية، بإزائها يكتشف الشاعر إفريقيته ويعتز بها. (أنا من إفريقيا صحرائها الكبرى وخط الاستواء). ولعل صورة الإفريقي هو ما تحتاج إليه هذه المرأة البيضاء، وكلاهما محمد المكي إبراهيم وصلاح أحمد إبراهيم يكتشفان إفريقيتهما وهما في مواجهة الحضارة الغربية بمعنى أن هذه الإفريقية ليست أمراً أصيلاً فيهما، وإنما ضرورة الصراع والمواجهة هي التي دعته إلى ذلك الاكتشاف، ولعل في المقطعين ما يدلك على ذلك.



    كما ايضا دائما يدهشنى عنوان القصة(موسم الهجرة الى الشمال)
    اى شمال يعنى الكاتب؟!
    وشكرا ليك
    اتمنى ان تجد وقتا نستجلى هذا الامر..وانا سعيدة جدا بهذا الحوار

                  

07-03-2004, 04:11 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20429

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: Yasir Elsharif)

    اخي ايمن سلام

    ماذا تقصد ب"لا واقعية زواج مصطفى سعيد"

    اتمنى ان اسمع منك قريبا لاثراء النقاش

    وارجو ان تعود الى ورقتي حول اشكالية الهجنة

    مع تحياتي
    وارقد عافية

    المشاء
                  

07-03-2004, 10:25 AM

aymen
<aaymen
تاريخ التسجيل: 11-25-2003
مجموع المشاركات: 708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: osama elkhawad)

    الاخ اسامة
    سألت عن قولي
    Quote: ماذا تقصد ب"لا واقعية زواج مصطفى سعيد"


    هذا ما قالت به الاخت بيان، ولم افعل غير تكراره للتحدث عنه، و كما تري ، انا لا اتفق معها

    الاخت بيان

    ساعود اليك

    خالص التحايا
                  

07-03-2004, 10:08 PM

aymen
<aaymen
تاريخ التسجيل: 11-25-2003
مجموع المشاركات: 708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: aymen)

    الاخت الفاضلة بيان

    قلت

    Quote: ولذلك ارى ان ازمة مصطفى سعيد ليس كونه حدث بينه وبين الغرب تماس ولكن عقدته الدائمة هى منبته


    هذا بالرغم مما اسقيتيه من لقاءاتك مع المبعوثين و ما اوردتيه من سيرة رواد الغابة و الصحراء، وهم في مجمله لا يخرج عن تجارب عامة السودانيين و حتمالا يخرج عن مغامرات مصطفي سعيد..
    سؤالي الذي اتمني ان اجد له اجابة قاطعة من صلب الرواية هو:

    ما هو الشئ المختلف في سيرة مصطفي سعيد و الذي ينطبق عليه دون الاخرين، ما يجعل الجملة المقتبسة اعلاه صحيحة

    ودمتي

    ايمن بشري
                  

07-03-2004, 10:35 PM

aymen
<aaymen
تاريخ التسجيل: 11-25-2003
مجموع المشاركات: 708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: aymen)

    الاخ اسامة الخواض

    لقد قرأت لتوي نصك عن اشكالية الهجنة.. و قد ساءني اني لم اقرأه و اتعمق فيه قبلا..
    فللنص و لكاتبه كليهما مني العتبي..
    تحليلك راق لي، فهو للمنطق اقرب، فشكرا لتنبهك لي..


    ايمن بشري
                  

07-04-2004, 12:44 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48739

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أحكام بيع العبيد.. نصوص ووثائق.. (Re: Yasir Elsharif)

    أشكر الجميع على مداخلاتهم، وأواصل في إيراد ما أنا بصدده من وثائق ونصوص..

    Quote: أحكام مختصة بالعبيد
    21
    وَهَذِهِ هِي الأَحْكَامُ الَّتِي تَضَعُهَا أَمَامَهُمْ: 2إنِ اشْتَرَيْتَ عَبْداً عِبْرَانِيّاً فَلْيَخْدُمْكَ سِتَّ سَنَوَاتٍ، وَفِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ تُطْلِقُهُ حُرّاً مَجَّاناً 3وَإِذَا اشْتَرَيْتَهُ وَهُوَ أَعْزَبُ يُطْلَقُ وَحْدَهُ. وَإِنِ اشْتَرَيْتَهُ وَهُوَ بَعْلُ امْرَأَةٍ، تُطْلَقُ زَوْجَتُهُ مَعَهُ. 4وَإِنْ وَهَبَهُ مَوْلاهُ زَوْجَةً وَأَنْجَبَتْ لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ، فَإِنَّ زَوْجَتَهُ وَأَوْلاَدَهَا يَكُونُونَ مِلْكاً لِسَيِّدِهِ، وَهُوَ يُطْلَقُ وَحْدَهُ حُرّاً. 5لَكِنْ إِنْ قَالَ الْعَبْدُ: «أُحِبُّ مَوْلايَ وَزَوْجَتِي وَأَوْلاَدِي، وَلاَ أُرِيدُ أَنْ أَخْرُجَ حُرّاً. 6يَأْخُذُهُ سَيِّدُهُ إِلَى قُضَاةِ الْمَدِينَةِ، ثُمَّ يُقِيمُهُ لِصْقَ الْبَابِ أَوْ قَائِمَتِهِ، وَيَثْقُبُ أُذُنَهُ بِمِخْرَزٍ، فَيُصْبِحُ خَادِماً لَهُ مَدَى الْحَيَاةِ. 7وَلَكِنْ إِذَا بَاعَ رَجُلٌ ابْنَتَهُ كَأَمَةٍ، فَإِنَّهَا لاَ تُطْلَقُ حُرَّةً كَمَا يُطْلَقُ اْلعَبْدُ. 8فَإِذَا لَمْ تَرُقْ لِمَوْلاَهَا الَّذِي خَطَبَهَا لِنَفْسِهِ، يَسْمَحُ بِافْتِدَائِهَا، وَلاَ يَحِقُّ لَهُ أَنْ يَبِيعَهَا لِقَوْمٍ أَجَانِبَ لأَنَّهُ غَدَرَ بِهَا فَلَمْ يَتَزَوَّجْهَا 9وَإِنْ خَطَبَهَا لاِبْنِهِ فَإِنَّهُ يُعَامِلُهَا كَابْنَةٍ لَهُ. 10أَمَّا إِذَا أَعْجَبَتْهُ وَتَزَوَّجَهَا، ثُمَّ عَادَ فَتَزَوَّجَ مِنْ أُخْرَى، فَإِنَّهُ لاَ يُنَقِّصُ شَيْئاً مِنْ طَعَامِهَا وَكُسْوَتِهَا وَمُعَاشَرَتِهَا، 11فَإِذَا قَصَّرَ فِي وَاحِدٍ مِنْ هَذِهِ الأَشْيَاءِ الثَّلاَثَةِ، عَلَيْهِ أَنْ يُطْلِقَهَا حُرَّةً مَجَّاناً.

    سفر الخروج.. الإصحاح 21


    Quote: مقتطف من رسالة أبو زيد القيرواني
    مطبعة دار إحياء الكتب العربية، باب البيوع: ص 84
    ومن ابتاع عبداً فوجد به عيباً فله أن يحبسه ولا شئ له، أو يرده ويأخذ عنه إلا أن يدخُله عند عيب مفسد فله أن يرجع بقيمة العيب القديم من الثمن أو يرده ويرد ما نقصه العيب عنده. وإن رد عبداً بعيب وقد استغله فله غُلّته. والبيع على الخيار جائز إذا ضربا لذلك أجلاً قريبا إلى ما يُختبر فيه تلك السلعة أو تكون فيه المشورة. ولا يجوز النقْد في الخيار ولا في عهدة الثلاث ولا في المواضعة بشرط والنفقة في ذلك والضمان على البائع. وإنما يُتواضع للاستبراء الجارية التي للفراش في الأغلب، أو التي أقر البائع بوطئها وإن كانت وخشاً. ولا تجوز البراءة من الحمل إلا حملا ظاهرا . والبراءة في الرقيق جائزة مما لم يعلم البائع. ولا يفرّق بين الأم وولدها في البيع حتى يُثقر. وكل بيع فاسد فضمانه من البائع فإن قبضه المبتاع فضمانه من المبتاع من يوم قبضه ولا يرده... ولا يجوز بيع الجنين في بطن أمه... ولا بيع الآبق [الهارب].. والعهدة جائزة في الرقيق إن اشترطت أو كانت جارية بالبلد، فعهدة الثلاث الضمان فيها من البائع من كل شئ وعهدة السنة من الجنون والجذام والبرص... ولا بأس بالسلَم في الرقيق... بصفة معلومة وأجل معلوم..

    باب الوصايا والمُدبّر والمُكاتَب والمُعتق وأم الولد والولاء .... ص 91.

    ..... والتدبير أن يقول الرجل لعبد أنت مُدبّر أو أنت حر عن دُبُرٍ مني، ثم لا يجوز له بيعه وله خدمته وله انتزاع ماله مالم يمرض وله وطؤها إن كانت أمة. ولا يطأ المعتقة إلى أجل ولا يبيعها وله أن يستخدمها وله أن ينتزع مالها مالم يقرب الأجل. وإذا مات فالمُدبّر من ثلثه والمُعتق إلى أجل من رأس ماله. والمُكاتب عبد ما بقي عليه شئ. والمُكاتَبة جائزة على ما رضيه العبد والسيد من المال مُنجّماً قلّت النجوم أو كثرت، فإن عجز رجع رقيقاً وحل له ما أخذ منه ولا يُعجّزه إلا السلطان بعد التلوّم إذا امتنع من التعجيز. وكل ذات رَحِِم فولدها بمنزلتها من مُكاتبة أم مُدبّرة أو مُعتقة إلى أجل أو مرهونة. وولد أم الولد من غير السيد بمنزلتها. ومال العبد له إلا أن ينتزعه السيد. فإن أعتقه أو كاتبه ولم يستثن ماله فليس له أن ينتزعه. وليس له وطء مُكاتبته. وما حدث للمُكاتب والمُكاتبة من ولد دخل معهما في المكاتبة وعتق بعتقهما. وتجوز كتابة الجماعة ولا يعتقون إلا بأداء الجميع. وليس للمُكاتب عتق ولا إتلاف ماله حتى يُعتق. ولا يتزوج ولا يسافر السفر البعيد بغير إذن سيده. وإذا مات وله ولد قام مقامه وأدّى ما بقي عليه حالاً وورث من معه من ولده ما بقي، وإن لم يكن في المال وفاء فإن ولده يسعون فيه ويؤدون نجوماً إن كانوا كباراً. وإن كانوا صغارا وليس في المال قدر النجوم إلى بلوغهم السعي رقّوا [صاروا رقيقا]. وإن لم يكن له ولد معه في كتابته ورثه سيده. ومن أولد أمة فله أن يستمتع منها في حياته وتُعتق من رأس ماله بعد مماته ولا يجوز له بيعها ولا له عليها خدمة وال غلّة. وله ذلك في ولدها من غيره، وهو بمنزلة أمه في العتق يعتق بعتقها. وكل ما أسقطته مما يُعلم أنه ولد هي به أم ولد. ولا ينفعه العزل إذا أنكر ولدها وأقر بالوطء فإن ادعى استبراءً لم يطأ بعده لم يلحق به ما جاء من ولد. ولا يجوز عتق من أحاط الديْن بماله. ومن أعتق بعد عبده استتم عليه، وإن كان لغيره معه فيه شركة قُوّم عليه نصيب شريكه بقيمته يوم يُقام عليه وعَتِق. فإن لم يوجد له مال بقي سهم الشريك رقيقاً. ومن مثل بعبده مُثلة بينة من قطع جارحة ونحوه عُتق عليه.. [أرجو مقارة كل هذا بما جاء في أسفار اليهود في العهد القديم وسأوردها بأسفله] ومن مَلَك أبويه أو أحداً من ولده أو ولد ولده أو ولد بناته أو جده أو جدته أو أخاه لأم أو لأب أو لهما جميعاً عتق عليه. ومن أعتق حاملا كان جنينها حرا معها. ولا يُعتق في الرقاب الواجبة من فيه معنى من عتق بتدبير أو كتابة أو غيرهما ولا أعمى ولاأقطع اليد وشبهه ولا من على غير دين الإسلام. ولا يجوز عتق الصبي ولا المولّى عليه. والولاء لمن أعتق ولا يجوز بيعه ولا هبته. ومن أعتق عبداً عن رجل فالولاء للرجل. ولا يكون الولاء لمن أسلم على يديه وهو للمسلمين. وولاء ما أعتقت المرأة لها... ولا ترث ما أعتق غيرها من أب أو ابن أو زوج أو غيره. وميراث السائبة لجماعة المسلمين، والولاء للأقعد من عصبة الميت الأول، فإن ترك ابنين رجع الولاء لأخيه... وإن مات واحد وترك ولداً ومات أخوه وترك ولدين فالولاء بين الثلاثة أثلاثاً...


    [علاقات الرق في المجتمع السوداني ص 197 ـ 198]

    Quote: 20إنْ ضَرَبَ أَحَدٌ عَبْدَهُ أَوْ أَمَتَهُ بِالْعَصَا ضَرْباً أَفْضَى إِلَى الْمَوْتِ، يُعَاقَبُ. 21لَكِنْ إِنْ بَقِيَ حَيّاً يَوْماً أَوْ يَوْمَيْنِ، لاَ يُعَاقَبُ الضَّارِبُ، لأَنَّ العَبْدَ مِلْكُهُ.
    [..]
    26وَإِذَا ضَرَبَ أَحَدٌ عَبْدَهُ أَوْ أَمَتَهُ، فَأَتْلَفَ عَيْنَهُ، فَإِنَّهُ يُطْلِقُهُ حُرّاً تَعْوِيضاً لَهُ عَنْ عَيْنِهِ 27وَإِذَا ضَرَبَ أَحَدٌ عَبْدَهُ أَوْ أَمَتَهُ، فَأَسْقَطَ سِنَّهُ، فَإِنَّهُ يُطْلِقُهُ حُرّاً تَعْوِيضاً عَنْ سِنِّهِ.
    سفر الخروج الإصحاح 21


    يتواصل..
                  

07-23-2004, 04:46 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48739

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بوست يستحق الإضافة هنا (Re: Yasir Elsharif)
                  

08-10-2004, 01:01 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48739

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: Yasir Elsharif)

    هذا بوست آخر لدينق، عبارة عن مقتطفات من كتاب سلاطين باشا.. وأنا عندما أنقله لا أزعم أن كتاب سلاطين يقول كل الحقيقة، أو أنه غير متحيز، ولكن من المؤكد أن بعض المعلومات فيه صحيحة.. المهم هو أن يطلع السودانيون على كل ما كتب، من جميع الأطراف.. فهناك مثلا ما جاء في كتاب نعوم شقير، وما جاء في كتاب مكي شبيكة..
    ما يجب أن يهم السودانيين هو تاريخ الرق والاسترقاق.. لأن معرفة هذا التاريخ هي الخطوة الأولى لتصحيح مفاهيم السودانيين عن بعضهم البعض.. لا بد من الاعتراف بأن المهدية قد سارت في اتجاه تكريس الاسترقاق واستخدمت الرجال منهم في الجيش، تماما كما فعلت التركية السابقة، واستخدمت النساء في الخدمة والتسري، وقد شاركت جميع الطوائف والطرق الإسلامية، بدرجات مختلفة في هذا الأمر.. فشقير مثلا تحدث عن أن رقيق الختمية قد تفرق بالجهات بعد حروب الختمية مع الأنصار، مما يؤكد أن الختمية قد ملكوا الرقيق مثلهم مثل بقية السودانيين المسلمين.. هذه حقائق في التاريخ يجب على السودانيين أن يعرفوها، وليس فقط أن يعرفوا الجوانب المشرقة من تاريخ بلدهم وقادتهم.. هناك الكثير من الوثائق التي وجدها الباحثون في دار الوثائق المركزية ولكنها ليست منتشرة على نطاق واسع، خاصة تلك الوثائق التي نشرها محمد إبراهيم نقد في كتابه "علاقات الرق في المجتمع السوداني"..

    هذا بوست دينق:

    مقتطفات من كتاب سلاطين باشا"السيف والنار في السودان".
                  

08-10-2004, 02:19 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48739

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: Yasir Elsharif)
                  

08-26-2004, 11:20 PM

الجندرية
<aالجندرية
تاريخ التسجيل: 10-02-2002
مجموع المشاركات: 9450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: Yasir Elsharif)

    تحية لصاحب البوست والمتداخلين / ات

    وفوووووووووووووق
                  

08-29-2004, 10:19 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48739

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الرقيق في سلطنة دارفور.. وثائق (Re: Yasir Elsharif)

    شكرا يا أماني مع كثير التحايا لك وللأستاذ عثمان..

    بمناسبة أحداث دارفور، لا بد من ذكر أن الرق والاسترقاق كان موجودا بكثرة في سلطنة دارفور، وقد أورد الأستاذ محمد إبراهيم نقد في كتابه الذي جاء ذكره هنا كثيرا في صفحة 81 ما يلي:


    Quote: كان الرقيق في حرس وجيش السلطان، سمة ملازمة ومتوارثة من سلاطين الكيرا والتنجر والداجو، وسلاطين الفور من سليمان إلى علي دينار ـ منذ أفراد الحرس والجيش حَمَلة الحراب حتى حَمَلة الأسلحة النارية بعد الحصول على البنادق والبارود في عصر لاحق، وما تبعه من إعادة تنظيم وتدريب الجيش والحرس. فالرقيق كان الخفر على مداخل قصر السلطان، والرقيق حارس حول كرسي السلطان، والرقيق أمين على مخازن السلطان، والرقيق يعطر ويبخر مخدع السلطان، والرقيق في المشاة والفرسان والبنداقة، والرقيق سرايا الاستكشاف، والرقيق مقيم في حاميات منبثة في أرجاء السلطنة، تحت إشراف قادة أرقاء لا تخضع لشيوخ المناطق والمقاطعات والقرى، بل تتلقى أوامرها من السلطان وأمينه المختص ـ ملك العبيدية. وقد استحدث هذا اللقب بعد تشكيل مجموعات الرقيق المحاربين الأشداء الذين انتقاهم السلطان تيراب ومن بعده السلطان عبد الرحمن من جبال النوبة. ومن هو ملك العبيدية؟ يجيب التونسي:ـ منصب جليل الشأن يشرف صاحبه على جميع عبيد السلطان في الحاميات ويشرف على مواشي السلطان ومعدات وأدوات رحلات السلطان وأسفاره كالخيام وقرب الماء..!!


    وفي صفحة 79 نقرأ:
    Quote: "ويورد التونسي معلومات مسهبة عن الخصيان في رقيق دارفور، ويقدر عددهم بـ 1000
      والخصيان مكرمون عند الأكابر [..] حتى أن لهم هناك منصبين جليلين لا يتولاهما غير خصي: أحدهما منصب الأبوة والثاني منصب الباب".

    وفي صفحة 81 نقرأ:

    Quote: يواصل التونسي بعد ذكره للمنصبين الجليلين: منصب الأبوة ومنصب الباب، ويفصل في ص 116: "ويخشى من غير الخصي إذا قويت شكيمته أن يصادر السلطان ويطلب الملك لنفسه". ويحدد مواصفات وصلاحيات المنصبين الجليلين في ص 62 و 182 و 183 : "الأب الشيخ.. لا فرق بينه وبين السلطان، وأوامره تنفذ على جميع من ذكر وغيرهم. وله إقطاعات جليلة وإقليم واسع. وصاحب هذا المنصب مطلوق السيف يقتل بغير إذن وجميع أهل المملكة تحت يده.. فهو الوزير الأعظم، والقائد العام للجيش، والمرجع في قانون دالي..". "أما البوابون فأعلاهم منصبا من يتولى حراسة باب حريم السلطان. ومن عادة ملوك الفور أن صاحب هذا المنصب لا يكون إلا خصيا، لأنه ينال منصب الأب الشيخ بعد موته.. وصاحب هذا المنصب يحكم على جميع الخصيان الموكلين بحريم السلطان. وهو أيضا صاحب غضب السلطان وتحب يده الحبس. فكلما غضب السلطان على إنسان أعطاه له فيسجنه في سجنه وتحت يده عساكر كثيرة".


    يتواصل
                  

09-01-2004, 09:53 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48739

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الاغتصاب.. بوست شوقي بدري (Re: Yasir Elsharif)

    في هذا البوست



    الاغتصــــــاب...
    يحكي الأخ الأستاذ شوقي بدري عن حوادث مهمة في تاريخ السودان.. وقد لاحظت أن أعضاء البورد كانوا يغضبون عندما تتحدث رودا عن الاغتصاب واصفة ما كان يصفه المسلمون بالتسري أو ملك اليمين.. فلماذا يغضب المسلم إذا سمع هذا الوصف من أي شخص، رودا أو غيرها؟؟

                  

09-05-2004, 03:29 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48739

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: Yasir Elsharif)
                  

11-01-2004, 02:13 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48739

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جواري وإماء.. سراري و"زوجات أو مستولدات".. وثائق بين الأزمان. (Re: Yasir Elsharif)
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de