العطش ...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 03:50 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-12-2009, 06:14 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)

    (*)
                  

11-12-2009, 06:40 PM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)

    Quote: ( معتوه بالحقيقه , لاكن مجمر فى الصبر
    تريان فى التأمل .. مجنووون اذا حب البنيه الطالعه من لون القمح
    مكتوب على صدرو الثبات , حكمة مسافر
    وزاد فراشات مسجونه فى غابة طلح ) *



    ياخي الزول دا وين؟
                  

11-12-2009, 07:32 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)



    هاتفنى محمود وكان قد مضى عدد من الشهور لم نلتقى فيها الا لماما وعلى الهاتف

    ليس الا .. بادرنى بصوته المشاغب

    - يا دكتور , وينك أنت ؟.

    - يااا محمود
    كيفك آ زول ؟... وكيف أخبارك وساميه وهبه ؟..

    - تمام والله ..

    - يعنى تمام وبى حليفتها .. والله كويس

    - تعرف يا منعم نحنا اكتر شعب بيحلف ودون أى مناسبه .. يا خى فى السلام الواحد يحلفك
    ويقول ليك وابتسامه مريبه جدا ( كيف بالله عليك ؟.. )

    - سبحان الله يا شيخنا .. المهم أخبارك شنو

    - زى الورد والحمدلله ..

    - انت ده تلفون ولا صلاة جمعه ..

    - أيواا جبت سيرة الجمعه .. بكره ضروري نتلاقى

    - نتلاقى ونص وخمسه .. بس ضروري ليه ؟..

    - أسمعنى اتزنقت فى الشغل .. بكره نتلاقى عند ماري الساعه سبعه ؟..

    - وهو كذلك يا صديق , سلم على ساميه وهبه.

    كانت علاقة محمود وساميه هى العلاقه الوحيده التى توجت بالزواج فى محيط الشله ..

    ربما يعود ذاك لطبيعة ساميه الواعيه جدا بالاشياء .. كانت أمدرمانيه شديده الجمال

    التى تتفرد به الكثير من بنات أمدرمان .. هجينا حلوا بين الغابة والصحراء . قطعة

    من الشكولا ته تمازجها الفانيليا بينما يضفى عليها الالق الامدرمانى شيئا من سحر العذوبه

    ومهرجان الضوء الذى يتبع رشاقتها كظل أنيق .. كيف يا بالله يكون الضوء ظلا ؟..

    ولكنها أمدرمان !؟..

    (عدل بواسطة محمد حيدر المشرف on 11-29-2009, 00:58 AM)
    (عدل بواسطة محمد حيدر المشرف on 04-13-2010, 05:12 PM)

                  

11-12-2009, 08:55 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)

    Quote: ياخي الزول دا وين؟


    بسلطنة عمان ..
    يخاصره زهر البرتقال , وزوجه وبنيه
                  

11-12-2009, 09:49 PM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)

    والله يامحمد انت بقيت مامركز خالص ..خالص
    انا قصدي ماباين ..غايب ..في الركايب ..
    العزلة كعبة ..ياتاج السر صحصح ياخي
    الاحباط والزهج ..حالة عامة..سودانيز دي بي جوطة
    دي فيها مساحات تواصل ياخي ..
    على الأقل ..بتحسسنا إنك موجود في العالم
    الصعب دا..ولو الباسوورد بتاعتك مابتعمل رسل
    ياخي لبكري ..لانو مع هجمات الهكر دي
    محتاج يغير وينشط حساب الأعضاء..

    شئ عن العزلة


    وحيدُ كالنبع في فلاة
    تشغل الأرض بالحياة
    فيتكثف إحساس
    الشجر..
    وتشعل الروح
    بذاكرة يتحرك النمل
    فيها قلقا
    على عشب
    حبيباتنا
    في الغياب..
    يها الوحيد الا
    من الشجن..
    القريب من
    ساحة البوح
    مستأذنا للدمع
    في امتداد
    الحزن..
    في حقلك الانتظار
    ينمو
    يطوق القلب
    مثل ذراعيها ساعة الفرح
    وساعة انبهار اللغة..تلك
    اللغة التي تسمو
    فوق حواجز الجسد
    تبحث عن آلهة
    لتقدم لها قرابين
    الحب ..
    وتعلن عن ميلاد
    الرغبة في الخلد..
    في الإنتماء
    الي ذات هي
    النبع ذاك..
    هي
    النبض
    في حرير الطفولة
    حين يكبر الحلم
    ليحاذي العزلة..
    يمرّن
    حشرات الروح
    على البرتقال
    على حائط الزهر
    يفلي الأريج
    تنسكب على نفسك
    مشغولا كالنحل
    في جرة العسل..
    أو كالحبر
    على شاشة الحاسوب
    رشحه عرق الانفعال
    فسال على القلب
    منه
    تعالى في لوحة
    الأصدقاء القدامى
    وفي سرية الكتابة
    ياأأأ
                  

11-17-2009, 08:34 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)



    الغريبه يا منعم أنى أشد ما أكون مركزا بسودانيزأونلاين .. شكلوا الواحد لحق
    الطيبين .. سأمدك برابط بوست احتفائي بمناسبه تفعيل حساب تاج السر بالمنبر .. أحتمال
    كبير يكون ضيع حسابو من جديد ..
                  

11-28-2009, 03:57 AM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)

    *
                  

11-28-2009, 05:42 PM

امل كرار ابراهيم فرح
<aامل كرار ابراهيم فرح
تاريخ التسجيل: 11-13-2009
مجموع المشاركات: 65

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)

    محمد يا صاحبا من الزمن الصعب
    كل سنة وانت والاسرة بخير

    جيت اسلم

    ولي عودة اكيدة لمراتع العطش
                  

11-29-2009, 00:59 AM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: امل كرار ابراهيم فرح)
                  

11-29-2009, 02:58 AM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)

    عبرتنى تلكم التفاصيل بعنفوان صاخب , تواثبت وكأنها حمرُُ مستنفره , فرَّت من العدم السحيق لروحى ومن سهوب الذاكره .. ومحمود وساميه يحدثانى عن سلمى , وعن قرب مجيئها فى الغد .. تسارعت نبضات القلب , أخذ هديرها يعلو ويعلو .. لا شئ الآن ليسكتها , تكاد ترجُلُ فى اذناى , برهة ثم أنفلتت منى كل شياطين الغربة من عقالها وتقاذفت منى الهواجس والظنون .. لا شئ الآن ليكبح جماحها , فسلمى ستجئ فى الغد .. سلمى حبيبة كل تلك السنوات المهدره بين تفاصيل الغياب .. يرعبنى دنو ذا الحضور الباذخ المترع .. تأخذ شرفاتى بالإخضرار ويتلون الحاضر كأزهى ما يكون .. يا الله ’ يا الله .. تنفتح الآن أبواب الخلايا وتورق أوردة الحنين ويسكننى طوع إقامته ذا الشجن .. يا كيف فى الغد تلتقيها ..
                  

11-29-2009, 02:57 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)

    امل .. يا صاحبة فى الزمن الصعب
    أخذتنا تفاصيل الرحيل يا أمل .. غير أن تلك الذكريات هى الاجمل
    أعود اليها دوما وفى الخاطر ذا ( العطش ) أحاول كتابته وهو شديد الممانعه لو تعلمين ..
    ستجدين بين سطوره طرفا مما كان يا أمل .. تسكننى تلك الروح القديمه كلما ولجت اليه فأتجول كما كنت فى بين ممرات
    كلية الصيدله و( أقدل ) حافى القلب فى ( المين روود ) وأذكر تماما مجالسنا فى شمبات .. ولا عزاء لى فى هذا البلد الأمين الا بسطامى وقد أهدته ( نسرين ) أحمد ومصطفى .. تخيلى أن لبسطامى طفلا يدعوه مصطفى !!! يعزو الأسم لحلم ترائ لأحدهم وكأنه تهمة ينفيها .. لك تحيات سلوى وعمار وأحمد ويارا .. مسكين بقيت محمول مش كده ؟.. أرجو منك متابعة ( العطش ) لأتمها لك والاصدقاء .
                  

03-31-2010, 07:11 AM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)

    شكرا بكري ابوبكر
                  

04-01-2010, 05:14 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)

    ها أنذا أعود للعطش .. بعد ثلاثة اشهر عجفاء فى دهاليز والغاز السياسه السودانيه مارست
    فيها كل المسالب الجميله .. هاترت الكيزان وهاترونى .. جنحت للهتافيه حد قرحة الكى بورد ..
    أشبعت شهوة الخصومه تماما حتى سكتت عن طلب المزيد .. وها أعود محبطا وما حصاد يمينى الا الاسى
    وشئ من الخوف ونقص فى ثمرات الروح والدماء ..
    يا الله .. يا الله
    ما جدوى ذاك الوطن!!.
                  

04-12-2010, 01:54 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)


    لا ملاذ الا هنا ..
    يا كم عذبنى خلف الله ..
                  

04-13-2010, 03:14 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)



    استيقظ منعم فجر اليوم التالى على صوت الصغيره هبه وهى تجاهد أن ترفع جسدها الصغير الى فراشه , تبسم إذ طالعته بإبتسامة طفولية شقيه قبل أن يأتيه صوت ساميه تنادى صغيرتها تبحث عنها .. وكان أن طرقت باب الغرفه فبادرها صائحا وهو يحمل هبه بين ذراعيه

    - صباح الخير يا ساميه , الزوله دى معاى وما حأديها ليكم تانى

    واخذ فى ملاعبتها وهى تضحك وتضحك حتى خال ضحكتها بحجم الوجود فى دواخله المرهقه.. احس بها شيئا نادر الوجود والامكان , إنتبه عند ملاعبتها بحلاوة تجتاح ذائقات الروح فيه .. طعما جديدا للفرح اشبه ما يكون بملامسات الطين عند سن الثالثه , وله ذات المذاق , ثم ذات الدهشه ازاء قدره التكوين والخلق البسيط والمعجز للاشياء , ثم هى ذات الرائحه التى تلف الآن خياشيمه بالانتماء المستمر والمتجدد فى القديم الآتى كأجمل ما يكون .. كم كانت سمراء وحلوه وخفيفه جدا وهو يرميها فى الهواء ليتلقفها فى عناية فائقه على صوت ضحكتها وهى تلاطف فيه الروح حتى رقت , وحتى كادت أن تنسل منه الروح كائنا حفيفا يحلق حول الذات فى دهشة وحبور ..

    اخرجه محمود من هذا الادراك اللطيف بالانتماءات الجديده فى الحياة وهو يدخل حاملا آنية الشاى الصباحى بكامل اناقتها وطقسها السودانوى الجميل حد البسكويت المنزلى واللبن ( المقنن ) .. تجاذبا أطراف الحديث قليلا قبل أن تدخل عليهما ساميه لتكتمل كل تفاصيل تلك الصوره الاليفه.. وهكذا مضوا جميعا نحو انس بهيج .
                  

04-13-2010, 05:46 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)


    مضى الوقت سريعا قبل أن تتطلع ساميه نحوي هامسه وبشي من الارتباك

    - منعم حتمشي معانا المطار !؟

    أجبتها ضاحكا

    - ليه ما أمشى ؟.. أمشي معاكم ونص وخمسه ..

    كانت كل تلك الذكريات التى اجتررتها بالامس قد أعادت لى حالة الاتزان تجاه تفاصيلى وسلمى , فى الواقع لم أتبين وجودا اضافيا لها لم يكن فى الاصل موجودا .. كانت وكما كنت أمازحها دوما قيد إقامتها الجبريه جواى .. فقط ربما تسللت قليلا خارج غرفتها - تلك النائيه - فى سهوب الذاكره .. تبسمت وأنا أمعن فى هذا الخاطر طويلا ونحن فى الطريق الى المطار وقد ساد الصمت والتوتر أجواء العربيه التى يقودها محمود باتزان شديد .. جلست فى المقعد الخلفى أراقب انعكاسات ملامحى الممزوجه بجريان الاشجار والثلوج خلال الزجاج .. كانت فيوض الذكريات تمازج وفى هدوء ذلك التناغم بين جريان الاشياء خلال الزجاج وسكون ملامحى المنعكسه عليه فى سورياليه غامضه .. إحتشدت دواخلى بالكثير وصوت مصطفى سيد أحمد المنساب عبر جهاز التسجيل يومئ لى بالبشارات القديمه ..

    ( لمحتك , وقلت بر آمن .. بديت أحلم
    ألملم قدرتى الباقيه , وأشد ساعد على المجداف .. وأقول .. يا إنت , يا أغرق )

    (عدل بواسطة محمد حيدر المشرف on 04-17-2010, 05:37 PM)

                  

04-13-2010, 06:20 PM

Safa Fagiri
<aSafa Fagiri
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 3642

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)

    -------
    :Out of space

    INVOICE
    Due
    to
    Thurst
    ...


    ?????
                  

04-13-2010, 07:30 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: Safa Fagiri)

    يا صفاء ..
    كيفنك وأريتك طيبه ..

    الا الكلام ده غلبنى تب أفهمو ..


    Quote: :Out of space

    INVOICE
    Due
    to
    Thurst
    ...


    ?????



    كل الاحترام والتقدير المستمر
    من قبل ومن بعد
                  

04-17-2010, 03:30 AM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)


    وما انصعقت عند رؤيتها .. ولا تبعثر منى الارتباك ..ولا عبثت بي - أيها الفيتوري - فى حضرتهاالأشواق , فقط .. تبسمت روحى فى هدوء مريح , وتواثبت جزلى فى شرايينها الدماء.. ارتعشت خلاياي قليلا قبل أن تستفيق من غربتها السحيقه .. وكنا ثلاثتنا , انا ومحمود وساميه قد تشاغلنا باحاديث تدور - كعادتها - حول حكايات قديمه قبل ان التفت فى اعتياد فائق نحوها وقبل الآخرين .. كنت ادعى دوما ان لحضورها مجالا اُحِّسُهُ يسري فى روحى ككهرباء ناعمه , ما فارقنى هذا قط , ومنذ أن التفت انا منعم محمود , إلتفاتتى - تلكم الشهيره - بالميين روود .. تلك الالتفاته التى أؤرخ بها أشيائي .. تلك التى لم يغادرنى بعدها وجه سلمى قط .. كانت سنوات طويلة قد مضت مذ التقيتها آخر مرة فى النادى الالمانى فى الخرطوم .. قبل اسبوع أو نحو ذلك من مغادرتى امدرمان .. كان لقاءا عابرا وكارثيا نوعا ما , فلأول مرة التقيها مع خالد وهى تخصه كأنثى لا تخصنى .. يا الله , كم كان عظيما ذاك الحزن السابح فى أرجاء الكون .. رافقنى طى خمري طويلا ذاك الحزن الباذخ .. كان أشد ما يكون علّى عند الكأس الثالث الا قليلا , وتماما عند النحيب ..

    (عدل بواسطة محمد حيدر المشرف on 04-17-2010, 03:32 AM)

                  

04-18-2010, 02:59 AM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)



    ليلتُها إِعتراكِ الارتباكُ حتى اخامص روحَك .. وانتابنى الحزنٌ كانقى ما يكون , أذكرُ انى تَطلعتُ لعينيكِ
    الحزينتين فى وجد وفى خوف .. و لَمْ تُجِبْنِى رَغْمَ دوّىِ السُؤال

    ( هل أنا أبدو حزينا )
    ( هل أنا القاتل والمقتول حينا , والرهينه )

    لم تجبنى سلمى حزْنَتِلك الليلة.. فقط مدّتْ يَدها مودعة وكانت تعلم ان موعدَ رحيلى عن السودان بات قريبا .. تدثرتْ بالصمتِ الرهيبِ ثم إختباتْ وراءِ خالد قبل ان تمضى .. وما كان لمثلهِ ظلا يقيكِ من هجيرِ الحزنِ يا سلمى .. وهكذا تزايدت وربت فى عمق المسافاتِ بين وبينك فراسخُ الهجرِ .. ودونما وداع يليق بحجم الفراق .. وقطعا دونما إجابات .. كان خالد ليلذَاكَ مزهوّا بكِ حدَ الفرحِ الظاهرِ وهو يُدرك قيامتى , ثم لا يكادٌ يٌخفيها.. كانت خَساراتى مضاعفةٌٌ حُزنذاك . كنت أدرك ان رجلاً بمقاييسهِ لا يُمكن أن يكونَ جديراً بك .. كان خفيفاً بموازيينِ الرجال الجديرون بأُنثى فارهة مثلك .. قرأتٌ فى ملامحِ وجههِ خطوط أقدار لا حظ لك فيها .. اِستشرفت روحى حُزنا كثيفاً تراكمَ على اكتافكِ يا سلمى .. فناءت بحملهِ عيناى .. اصابنى العجزُ بالذهولِ ليلذاك الحزنَ المنقى .. لولاه , لادركتُكِ قبلَ ان يرتدَّ اليكِ طرفى .. ولما تركتكِ ترحلين .. والآن , وكأنّما لم تَمضىِ كلَّ تلك السنوات أراك .. وبذاتِ ذاكَ الخطوِ الانيقِ تُوقِعينه صوّبِى .. وبذاتِ إشراق العيونِ وتلك الابتسامة الواثقة الانيقةِ تَخْطُرينَ على ممشى هذا المطار .. مقبلة نحوى كاجمل ما تكونين .. تتواثبُ فى شرايينى الدماءَ جزلى .. ويلفحُ حضوركِ روحى بكهرباء ناعمه .. يا , ما احلاكِ يا سلمى .. وما أقوى هذا الحضور , ما جَعَلنِى اُردّدُ لتاج السّر جَعفر

    طوبي .. إذا إحتملت شرايينى هديرُ القلبِ حينَ اراك ..
                  

04-18-2010, 03:58 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)

    *
                  

04-18-2010, 10:40 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)

    رامقتُكِ طويلاً وانتِ تُعانقِين ساميه , اكادٌ اُجزِم انّكِ تعمدتِ إطالة ذاك العناق لارجاءِ مقترحَ عناقى .. والذى قطعا لن أُعفيكِ ابداً منه .. كنتُ احاولُ حينَها اللهاثَ خلف ملامحكِ الوضيئه فى مراجعةٍ سريعه لفروقات الوسامه التى قد تكون .. تَمْتَمتُ ابتساماً وأنا اضُمّكِ لى بساعدى الايمن اغنيةً لمحمد ميرغنى ( وإنت زى ما انت قبل سنين طويله ).. ضَمَمْتِنى اليكِ بقوة , متردداً أفسحتُ المجالَ قليلاً لأراكِ تبتسمين على إِيقاعِ الأُغنِّيةِ القديمهِ , يكادُ يُبعثركِ الارتباك .. ثم اَحِطّكِ تماماً بيدىَّ العاريتين الا من الأشواق , احْسَسْتُ بذراعيكِ تَلُفاننِى , وبلُهاثكِ يَلفحُ جِيدى , ثُمَ أتانِى صوتُكِ مُتَمْتِماً بعباراتٍ كَمْ إشْتَقْتُ لاحْتِرافِها المَعْنّى حدِّ الفِصام مع اللّغه

    إزيك يا منعم .. مشتاقين .

    (عدل بواسطة محمد حيدر المشرف on 04-19-2010, 01:48 PM)

                  

04-19-2010, 01:42 AM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)

    سَمِعْتها هَمْسا دافِقاً وبِكلِ حنان الارضْ .. وبكلِ شوق السنواتِ الطويلة بطولِ هذا الاغتراب .. قَفَزَ لحَلْقِى حُضْنَذاك طَعْمُ اللّيمون , يَجْتَاحُ فِىَّّّ كُلَّ ذائِقاتِ الرُّوح .. وَمَضَ خيّالِى بِكُلِ تِلْكَ الذِّكْرياتِ حَدَّ هَجيرِ الشّمْسِ بإمدّرمان , يَكادُ عصيرها يَدْفُقُ ولو لَمْ تَمُسُّها مَجْمَرة هذا التَدَاعِىُ .. تَلْسَعُنِى بِجَمَراتٍ وكانَّها مِنْ سِجِيل , يُلْهِبنى الآنَ وَهْجُها ويَسْتَعِّرُ فِى دَواخِلِى عطشٌ قَديم , أَضُمُّّكِ الآنَ أكثرْ , أُحِسُّ بِفيضٍ مِن دُموعَك يَنْسربُ هَوْناً فِى مَسامِّى .. تَنْفَلِتُ من عِقالِها شَياطينُ وجدِى فِيك ْ, اَضُمِّكِ أَكثرْ .. تَرْتَكنينِ الآن لِصَدرِي وتبتدرينَ النَّحيب .. تَشُدُّكِ ساميه نَحْوها فِى عناقٍ جديدٍ قَبْلَ أَنْ تُعانِقينَ مَحْمٌّود .. يَقُودَانَّكِ الآنَ نَحْو موقِف السيارات واَنا ما زُلْتُ اُرَامِقُكِ فِى وجدٍ مَهِيبْ .. تَعْلو ضَحَكاتِكُم وانا ابدأ فى تَرَصُّدِك مرةً أخري .. رُبَّما إذدّدتِ نُحُولاً يا سَلْمى .. هذا وإكْتَسَبَتْ مِشيتُكِ صرامةً لا عَهْدَ لى بِها.. كانت أكثرُ قسوةً مِمّا كُنتِ تُوقِّعِينَهُ على ارصِّفَةِ الجامِعه .. وأكثرُ وثُوقاً مِمّا كان .. كُنتِ وكأنَّكِ تَمْشينَ فى مُظاهره , فاجأنى الخاطُرُ فتذكَرْتُ مظاهرات الطلاب ِفى سبتمبر 1996 .. يَومَّها خَرْجنا لشارعِ القَصرِ بالهتاف .. أذْكُرُ انَّها كانت تحديداً فى الثانِّى من سبتمبر .. يومُ ميلادَكِ يا سَلْمى .. وكانَ أن أبلَغَنى النذيرُ عزمّهُم الاحتفالَ بكِ يومها فأعتذرتُ كيلا اُسبب إزعاجا لكِ .. ولكن انتهى بِنا المطافُ جميعاً فى مُظاهره .
                  

04-19-2010, 01:27 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)

    راودنِى الخاطرُ عن زَمانها القديم , فَإنفلتُ وراءه إليها وفى إعتيادٍ بالغٍ .. نازعَنى الإِدراكُ حقيقةَ كونِها - وبذات حِضُورِِها الأُنثوى الطاغى - قُربي .. وعلى ذاتِ المقعد الخلفى لعربيةِ محمّود .. أَربكنى ذاكَ الحضورُ القوي ما بين زمانين فى آنٍ واحِد .. نازعتُ نفسي كبحَ شرودِها التلقائي عنِ الحاضِر .. يا كيف أَعتادَ هذا الحُضُور .. إلتفتُ إليها فى إِنفعالٍ مخبوءٍ بمهارةٍ فائقه خلفَ ملامحِ الإِعتياد .. كانت تتّكئِ بظهْرِها على المِقعِد وتتطلّعُ نحوى بنِصفِ إالتِفاته .. إلتقت عيونُنا فى رِضاءٍ تامٍ بما كانَ وما سيكون .. كان الحوارُ الصامتِ يتوافقُ تماماً مع حالِ الخلايا المُتعبه من طولِ الإِنتظار الطويلِ .. ومع حالِ هذهِ اللّحظاتِ التى ستمضى عنَّا ( هسَّه ) .. لتبقى طويلا .

    (عدل بواسطة محمد حيدر المشرف on 04-19-2010, 01:28 PM)

                  

04-19-2010, 02:43 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)

    يا كيفَ هذا الإنبهامْ .. و كأنَّ أَقدارنّا تواطئت مع الغيابِ فلا نلتقى إِلا على حوافِ غُرْبتنا السحيقه يا سلمى .. وعلى هامشِِ ذا العطش .. تَبَسمتُ فى حزنٍ سحيقٍ وأنا أَمُّد يدى لِترتاحَ على باطِنِ يساركِ المفتوحة نحوى فى إِهمالٍ متعمّد .. وهى - وكم أعرفها - دعوةٌ لِعِناقٍ قديمٍ يتجدّد .. هكذا كُنْتِ تدعونَنِى للعناقِ ونحنُ نُمارسُ التجوالَ فى شوارعِ الخرطوم ليلاً و كلّما إحتوتنا عربية والّدى .. والخرطومُ ليلاً لا يكادُ يحُدَّ حنانُها شئ .. شوارعُ البلديِّه والمك نمِّر صوبَ شارِع النيل .. ثم إلتفافُنا شَرْقاَ جغرافيا يُفْضِى بنا مُرُوراً أسفلَ كوبري بحري العتيق .. لتمرُ بنا سينما النيلُ الازرقِ عن يمينِنا والمطعمُ العالمى عن اليسار وحتى العبور أسفل كوبري كوبر .. ومن ثمَ يميناً ثم يميناً وحتى الجامعه .. لننتهى يساراً عبر شارع القصر عند المجمّع الطبي قبالة مستشفى الخرطوم .. ويا لإيلافِِ العشاق يا سلمى , إيلافهم تلك الشوارع عشقا وتحنانا لا يحّد ..

    (عدل بواسطة محمد حيدر المشرف on 04-19-2010, 04:52 PM)

                  

04-20-2010, 08:49 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)

    *
                  

04-22-2010, 07:03 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)

    خضر يا صاحب ..

    Quote: غايتو بليت ريق الكتابة


    يا ريت الواحد يكون عند حسن ظن العباره الجميله دى ..
    لولا الفتر ,, لكنت أكملتها وقبل زمن ..
    الفتر وربما الاحباط .. يا خضر
    وأشياء أخري تخص تململ الروح فى هذا الاغتراب .. جوه وبره
    لبتين آ خضر والحال يطيب .. لبتين !!!


    ..

    زى كلماتك دى بتدى مزاج الكتابه دفره معنويه ما ساهله..
    بينى وبينك الواحد زاتو بقى ما بقوم الا دفره ..
    وهذا فيما يخص الكتابه بالطبع .. ولا يتعداها

    ..

    تحياتى
                  

04-28-2010, 08:41 AM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)

    هل انقطع المدد
    ام انها حالات السكون
    التي تسبق عواصف الحرف ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
                  

04-28-2010, 08:23 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: فيصل عباس)


    جايييك يا فيصل
    هنا
    وهناك ..
    فامهلنى وريثما يعود المزاج
    ولا اعلم لماذا يكون ذاك دوما فى نهايات الاسبوع
    تحياتى يا صديق
                  

05-03-2010, 03:42 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)

    *
                  

05-03-2010, 08:09 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)

    لِإلافِ العشاق , إِيلافهم .. هذا الإلفَ الدافقَ حناناً لا يُحد, توزعت ما بين الزمانين تُجاذبنى نحو الحاضرِ كفّها التحتوينى كأشهى ما تكون .. أُحاولُ أن أُتمِ وعي بالراهنِ المُؤاتِى كل الحلم .. وحتى أُتمَّ شُهودَ هذا المقامَ المحمّود.. والذى كمْ راودَ طُولَ ليّالِى الاغترابِ الطويل , كُنتُ أُحاولِ أنْ اَسْتدعي ذاك الوعى الذاهل لذاتِ الحاضر فيجابدى ما شاء رهقا كونيا ومكابده .. غير أن أكثر ما ازعجنى طيفا مخاتلاً ل (امل) حاولتُ تجاهله غير أنه ابي .. ثم ازداد الحاحا فساورنى شيئا من القلق الذى انتزعنى منه رنين هاتفى .. سحبت يمينى من مقامها المحمود الذى وعدها العشق .. ورددت على إيمان

    - الو
    - آلو منعم, إنت وين
    - مع محمود , كيفك يا إيمان .. خير يا زوله ؟ صوتك منزعج شويه
    - لازم تجينى وهسع يا منعم ..

    ثم إنخرطت فى بكاء مرير

    تكلمت منزعجاً

    - إيمان حاولى أهدى شويه .. وورينى الحاصل شنو ؟..
    - أمل يا منعم ..

    وإنخطف قلبى وقد ساورته قبل قليل الهواجس إزاءها .. أذكر الآن وبصوره ضبابيه تتمة المكالمه وإيمان تتمتم باكيه عن أشياء تدور حول دخول أمل المستشفى .. وحول أنها تنازع الروح واشياء من هذا القبيل .. لا أذكرها تماما .. اخذ محمود الهاتف منى بعد ان أوقف العربيه وترجل منها بعيدا قليلا وأنا اراقبه مذهولا بعض الشئ .. ترامقنى ساميه بجزع , وعيون سلمى غائبه تماما فى حيرة غائمه .. إرتقبت عودة محمود والذى عاد بادى القلق والارهاق , وعيناه تكاد تصرخان بحزن ظاهر .. اذكر أن اوجز وبشي من الآليه وصول الورم الدماغى لمراحل متقدمه ..

    (عدل بواسطة محمد حيدر المشرف on 05-22-2010, 10:09 PM)
    (عدل بواسطة محمد حيدر المشرف on 05-22-2010, 10:12 PM)

                  

05-03-2010, 11:12 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)



    دارت الكرة الارضية دورة لهذا الحزن الاضافى .. وتنامى لبلاب الحزن كالنار فى هشيم الروح , كانت الغيبوبة ملاذا آمنا , بيد أنها استعصمت بالبعد عنى .. إشتهيت كأسا من الغياب , وسلمى تلملم وعيها بالحال .. وساميه ومحمود يحاولان اقتراح الممكن العصى .. الوصول بسلمى للدارِ على أن نعود أنا ومحمود للندن .. أذكر أنى اصررت علي نزولى فى الحال وعودتى - لا أدري كيف - ل ( امل ) .. فأستقر بنا الطريق جميعا نحو المشفى .. وما إنتبهت الا لاحقا جدا لما كان يجيش بصدر سلمى ..
                  

05-11-2010, 06:52 AM

أيمن الطيب
<aأيمن الطيب
تاريخ التسجيل: 09-19-2003
مجموع المشاركات: 5845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)

    (*)350_clap5.gif Hosting at Sudaneseonline.com350_clap5.gif Hosting at Sudaneseonline.com350_clap5.gif Hosting at Sudaneseonline.com
                  

05-12-2010, 08:52 AM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: أيمن الطيب)

    *
                  

05-15-2010, 01:41 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)


    اخذت فى محاولة لملمة الذات قليلا , غير أن ما يعصف بالروح كان عصيا جدا على محاولات استدعاء التماسك .. تسللت يد سلمى تربت هونا على ظهر كفى الراعشه .. فإستجمت فرائصى نوعا ما وإستجبت بآلية فائقه لمهارات سلمى فى ترتيب ما يلزم من تفاصيلى .. زفرت كل ما بالصدر من أحزان وتطلعت لعينيها .. أيقنت أنه , وتماما عند إنسان العين فيها , يكون محور حياتى المترامية فى تشتتها الغريب , أحسست بانتماء لا تحده الطبيعه او الجغرافيا حتى و فى امتدادها فى ذاك الحزن المنقى .. والذى كنت أظن إنتمائي اليه أصيلا فلا يكاد يفوتنى منه شي , حتى دهمنى هذا الحزن المضاف ذات الساعة التى كدت فيها أن أنعتق لخارج ما سيجنى به هذا الحزن طويلا .. والآن , وأنا ارامق عيون سلمى , أحسست بالرجوع لشى ما كنت اشتاق الرجوع اليه ومذ غادرت أمدرمان .. ظهيرة ذاك النحيب الحزين لحاجه آمنه فى الروح .. ذاك النحيب والذى أشبه ما يكون بتمتمات صلاة الفجر والتى لطالما ايقظتنى هونا جميلا فى هذا الاغتراب السحيق لروحى .. الآن أحس أنى أستكنه تماما السراط الوجودى الأجمل فى هذه الدنيا , والذى يمتد ما بين عيون سلمى ونحيب حاجه آمنه فى الروح ونحو غباش الحنين وتمتمات صلاة الفجر التى تفارق دوما مواقيت غربتى لتلامس فى هدأة مواربه أقصى خلية فى غربتى تشكو العطش ..

    (عدل بواسطة محمد حيدر المشرف on 05-15-2010, 07:26 PM)

                  

05-15-2010, 01:53 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: أيمن الطيب)


    يا أيمن ..

    هذا العطش من ذاك ( الخج ) ..
    عطشان ومخجوج و .. حاجات تفارق ( المعيار ) الذى يجتاح المنبر
    ذهلت اليوم عند تصفح المعيار اليوم ولأول مره !..
    المهم .. كان الوعد أن القاك ولكن ..
    فليكن إذن موعدا آخرا جميل عند تمامه .. و بعد عودتنى من السودان منتصف يونيو
    سأغادر نهاية هذا الاسبوع اليه .. وأهو ( علو بمسو نجد نصاح ) يا صديقى
    هذا ان مد الله فى الآجال ..

    ..
    الصفقه عجبتنى بالحيل .. تسلم
                  

05-15-2010, 02:45 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)


    وكم يبدو الآن أنى لم أك ابدا مهديا لهذا السراط الجميل , عيون سلمى وغباش الحنين الدافق بأوردتى وذاك الإرتواء الذى لا يحد , بيد أنه لا يجئ .. ويا كم وددت استنطاق عينيها آنذاك , وهى تهدينى هذا السلام الذى بدأ يتسلل رويدا رويدا لروحى .. وأصابعها الانيقه تمارس ذاك الايقاع المترف على ظهر كفى .. لتموسق كل الخلايا خلف جوقة للاتساق والصفاء الانسانى النادر .. هل كانت تعلم أنها تهيئنى وكا ينبغى أن أكون ل ( أمل ) ؟.. كانت ترقد بوداعة على فراش أزرق .. لا يبدو منها غير وجهها وقد ازداد جمالا شاحبا يكاد يخفى .. تبسمت لمرآهم غير أنها توقفت قليلا عند سلمى , توهمت أنها قد عرفتها تماما وأن حديثا طويلا قد دار بينهما قبل ان ترتد نحوى وبذات ابتسامتها الواهنه تحيينى وبخبث أرادته عفويا غير انه استعصى كثيرا أمام جريان دموعها .. دنوت منها وقد أمدتنى السماء - ولربما سلمى - بيقين لا يحد .. جلست عند طرف الفراش وقبلتها فى جبينها قبلتين ,, أخرجت يدها حتى أمسكها , فاستندت على يدى ورفعت جسمها النحيل نحوى لاحتضنها , ثم لتنخرط هى فى بكاء مرير ..

    (عدل بواسطة محمد حيدر المشرف on 05-15-2010, 04:04 PM)

                  

05-15-2010, 03:48 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)


    أذكر أن دموعا كثيره قد أهرقت ليلتها ,, ساميه وأيمان وأخرى لم أعرفها , سيدة سودانية خمسينيه تبدو عليها ملامح عز تليد .. اذكر ان مددت اليها يدى بالسلام معتذرا عن عدم انتباهى لها أول مره فردت بعفويه فيها من الحزن الكثير

    - يا ولدى هو منو القادر يكون مركز فى ظروف زى دى ..

    تدخلت عندها إيمان للتعريف بها

    - خالتى ثريا .. ام أمل . ثم تولت تعريف الباقين حتى توقفت عند سلمى التى بادرت بالتعريف بنفسها وبوثوق شديد حتى أنى خلته غير ملائما

    - سلمى خالد ..

    هكذا وإنصرفت .. ولم نلتقى بعدها الا بشارع النيل ذات وطن ( مافى ), والذى كم ادهشنى بغربتى فيه .. حاولت الانفلات وراءها وأعجزتنى تماما فكرة التخلى عن أمل فى تلك الساعه .. فإلتفت اليها , هالنى حجم الحزن بعينيها وهما ترجواننى اللحاق بسلمى .. وهو ما لم يحدث .. تشاغلت ليلتها كثيرا بمعرفة تفاصيل حالتها الطبيه .. وأنخرطت فى نقاشات طويله مع التيم الطبي حول خطط العلاج .. ستمكث اياما قليله فى المستشفى لاستكمال بعض الفحوصات ولا حوجه ابدا للحضور الا على فترات منتظمه لاجراء الفحوصات الروتينيه .. مكثنا يومان أتبادل أنا وخالتى ثريا الحضور للمستشفى , ودوما ما كانت ايمان تجئ فى صحبة خالتى ثريا .. هكذا تواطئنا جميعا على تسميتها ( خالتى ثريا ) .. فى الواقع كانت تكبرنى بما لا يتعدى السنوات العشره .. بيد أن اصرارها على مناداتى ب ( ولدى ) جعلنى غير حرجا فى مناداتها بخالتى ثريا .. كانت سيدة سودانيه تمزج بين متناقضات عده فى اعتياديه بالغه .. تحمل درجة الدكتوراه فى الادب الانجليزى وكانت تعمل محاضرا بجامعة الخرطوم .. ولكن بالكاد ما يحس الآخرون بذلك .. ترتدى الثوب السودانى البسيط بأناقة تعرفها نساء الخرطوم شرق جيدا .. لا تحلى معصمها الا بساعة رولكس قديمة الطراز ,, اكثر ما يميزها الاحذيه الجلديه الفاخره رغم بساطتها وهدوء مشية صاحبتها الواثقه .. أكثر ما أدهشنى تماسكها القوى ازاء مرض ( أمل ) .. غير أنى رأيتها تبكى خلسة فى نهاية اليوم الاول لجرعة الكيماوى .. وقد كان أثره شديدا على أمل .. كان ذلك فى اليوم الذى تلى مغادرتنا المستشفى حاملا معى حقيبه مليئه بالادويه وعقار التيموزلامايد ..

    (عدل بواسطة محمد حيدر المشرف on 05-19-2010, 07:15 PM)

                  

05-15-2010, 05:26 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)


    كانت دورة العلاج الاولى هى الأكثر ارهاقا والتى امتدت لخمسة أيام.. وكنت قد أعتدت المرور عليهم صباحا ولا أغادرهم الا عند نهاية المساء .. ولربما طالت جلساتى وأمل للساعات الاولى من الصباح .. تستقبلنى ( خالتى ثريا ) بالشاى الصباحى المصاحب لافطار خفيف تصر عليه .. وقد نغادر لقضاء بعض الحاجيات او التجول قليلا فى شوارع لندن .. كنت أعى حوجتها لذاك المشوار الصباحى ,, وأظنها كانت تعى حوجتى له تماما .. على أن نعود قبل استيقاظ أمل ..

    كانت تأتى وبذات بيجامة نومها لترتمى فى حضن أمها وتبدأ فى مداعبتى

    - إنت ما مشيت بيتكم ولا شنو ؟.. نحنا ولايا يا دكتور .. بالطريقه دى الناس حيبدو يتكلمو علينا
    .. وحنورطك بعدين .. يا أنا يا أنا .

    - لا ما للدرجه دى كمان .. ما تبالغى

    - طيب قررتو تدونى الدوا متين .. عاوزه استغلكم شويه قبل ما آخد الدوا

    - طيب استغلينا هسه .. لانو بعد شويه حأديك حبة الزوفران

    - عاوزه أمشى سينما ؟..

    - طيب يا ستى أصلا بكره آخر جرعه .. وعاوزك ترتاحى عشره يوم كده عشان المناعه بتاعتك ترجع ميه ميه
    .. وبعد كده تودينا الحتت العاوزاها وزى ما عاوزه ..

    - لا حولاااا .. عشره يوم !؟.. الكلام ده مستحيل , انا لازم بكره اطلع

    - طيب مافى مشكله .. بس سينما دى ما معانا .. نمشى اى مكان مفتوح

    - مكسب يا مان ..

    - يا بت ( مكسب يا مان ) دى جبتيها من وين ؟.. بنات آخر زمن
    تضاحكها خالتى ثريا ..

    ثم تبدأ طقوس المعاناة .. كانت شديدة التحمل , الا أن معاناتها كانت تفوق قدرتها بكثير .. كان القئ
    قد يتواصل لساعات طويله مما يزيد من وهنها الشديد إثر العلاج الكيماوى .. بيد أنها كانت تبدو وبصوره جيده ومعافاة تماما الا من بعض الوهن عند الاماسي .. عندها كانت ( خالتى ثريا ) وبعد اعداد وجبة العشاء , تدخل غرفتها ولا تغادرها أبدا .. كانت تعود لأمل فى تلك الساعات قدرتها على المشاغبه وعلى صناعة الحياة على طريقتها .. تغنى لبوب مارلى وعركى وعقدالجلاد .. تقرأ شعرا لعاطف خيري وللصادق الرضى .. تستدرجنى لقراءة بعض اشعاري القديمه ,, حتى فاجأتنى بغتة بالسؤال

    - منعم , انت كنت عارف انو سلمى جايه ؟.. عشان كده قطعت علاقتك بى ..

    - لا والله يا أمل .. أنا عرفت يوم الجمعه الفاتت بس موضوع انها جايه ..

    - طيب انا هسه عيانه عشان كده انت معاى .. زمان كانت مشكلتى شنو ؟..

    - اولا ما عشان انت عيانه انا موجود معاك هسه .. الموضوع انو خياراتنا حتى العاطفيه , محكومه بالصدفه اولا واخيرا ..

    - بالصدفه كيف يا منعم ..

    اجبتها ضاحكا بأغنية وردى

    - ( صدفة كانت غرامى ليك ) ..

    - لا , بتكلم جد .. كيف العاطفه تكون مرهونه بى صدفه !

    - ممكن تكون فى فلسفه أو نسق معين أو قدره إلهيه او كيمياء حياتيه أو حاجات كتيره ورا الصدفه دى .. لكن فى النهايه هى صدفه .. وممكن جدا تفوت الصدفه أو ممكن جدا نركز فى تفاصيلها ونمشى بيها لى قدام .. لى غربه أو لى علاقه عاطفيه أو لى اى تجربه إنسانيه ..

    - تعرف , لمن أفكر فى كلامك دى .. برجع لى يوم لاقيتك فى الندوه الادبيه ديك .. أصلا ما كان عندى مزاج أطلع , وأيمان هى الاصرت على .. بذكر سلامكم على بعض وكيف نسيتونى .. عارف اللحظات ديك ادتنى فرصه كويسه اركز فيك .. وفى البدايه ابدا ما كنت مهتمه ..

    - بالظبط كده .. صدفه تخليك تركزى فى زول ,, وتكتشفى انو قريب وقادر يدخلك أو يحتل خلاياك زى ما كنت زمان بقول لى أحمد .. بعد داك وزى ما رضينا بالصدفه فى الاول .. حنكون مرهونين ليها ..

    - زى صدفة مرضى !؟

    - ممكن لكن ما بالطريقه دى ..

    - بى ياتو طريقه ؟.

    - بي قدرتك فى الدخول جواى ..

    (عدل بواسطة محمد حيدر المشرف on 05-15-2010, 05:44 PM)

                  

05-16-2010, 11:25 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)

    *
                  

05-19-2010, 07:39 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)


    وبطول تلك الليالى تمددت طويلا على مخدات أمل المترفه فى أنوثتها , وكأن المرض ما زادها الا وهنا جميلا يكاد يمحق كل خلاياى الممحله ذات الميل الطبيعى نحو احتراف العطش وتقدير الحزن حق قدره فى اللهاث خلف أنثى تموت واقفه كالاشجار .. احببتها حتى اخامص وجدى القديم ..


    .. بدانا نحلم بالاطفال والشموس القادمه .. وكنا منتبهون جدا لحرقة الدماء ولسعة الاحزان فى خضم الروح إذ تشتهى يوما لن يجئ ..

    غادرتنا ( خالتى ثريا ) بعد انتهاء دورة العلاج التانيه .. أحسست عند وداعها بثقلٍ ارضى لا يطاق , كانت إذاك تودع حياة ابنتها بين يدى .. وما أرهقنى أكثر , ايمانها القاطع أننى أهل لمسؤوليةٍ كتلك .. كانت لتغيب بضعة أسابيع حتى تعود .. الفتها ووجهها الوسيم الملامح يكاد يضئ وقد مسته مجامر هذا الحزن فتصهد جمالا مبينا .. وتمدد طول الليالى التى أقضيها و أمل حتى عاد اشبه بالاقامه , عندها .. كان لا مناص من الزواج من ( أمل ) ..

    (عدل بواسطة محمد حيدر المشرف on 05-19-2010, 08:16 PM)

                  

05-19-2010, 08:24 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)


    وكان ذاك عند ضفة أخري , لنهرٍ مزيف , وفى مدينة غريبه
                  

05-19-2010, 09:04 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)




    سلمى خالد


    ( ويا صباحات الموانى ..
    حتى لو دربك ترنح , فى مشاوير الاغانى ..
    والجرح ارتد بينا .. لى زمان الآهه تانى ..
    لانا لا بنتحاشا صدك , لا بتموت فينا الأغانى )

    أفاقت سلمى من حلم تلك الاغانى .. وكانت - وفى الحلم - تباغتها الأغنيات , تماما وكما عند نواصى الروح .. أفاقت سلمى والمذياع الداخلى للطائره يعلن بدء الهبوط لمطار الخرطوم المحلى .. تفاجأت قليلا إذ غادرته مطارا دوليا وفى كامل وعيه المزيف كموظف حكومى .. وتسسلت شمس الخرطوم لوعيها وهى تراقب الغباش الصباحى يوادد جهرا غباش روحها .. هنا الحقيقه المطلقه التى كانوا يسعون إليها يا أحمد كل الذين ماتوا فى الطريق .. وكان الموت قريبا وبعيدا وكأشهى ما يكون .. وتماما وكمنعم محمود .
                  

05-19-2010, 09:58 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)

    منعم محمود !..

    ( عليك اللعنه و.. عاصفة الطبول
    و .. ساعدى الاسمر , وهذا النشيد )

    تمتمت سلمى باللعنات تصب جامها على عاتق ( منعم ) .. بيد انها سرعان ما كانت تهرع ( لبخور تيمان ) إفتراضى لترقيه بها , وحتى من ساعدها الاسمر والذى هو وكأنه لم يخلق لسواه .. لا أحد هنا ليعلم فداحة أن ينام منعم متوسدا ساعدها الاسمر ذات نهار خريفى ودعاش .. تطير اليه الآن حمامات الروح يا درويش .. ويا كم إشتهيت أن أكون عند ليله أمرأتين فى إمراة واحدة وتماما وكما كان يشتهى وأشتهى ويشتهىً المريد البرغوثى ..



    صبحها فى وقار الغسق
    ليلها فى فجور الشفق
    هى راهبة فى النهار
    وفى الليل مرغابة للمسرات
    ولوالة بالنداءات مصهالة بالشبق *


    وليذهب دون ذاك هذا العالم للجحيم ..

    (عدل بواسطة محمد حيدر المشرف on 05-22-2010, 04:43 PM)

                  

05-21-2010, 01:05 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)

    *
                  

05-21-2010, 10:24 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)



    ( ويااا خرطوم وينك وينك !)

    تغير وجه الخرطوم ! .. اين ذياك الحنين .. اين ذاك الوجه الموسوم بالطيبه , ذاك الاليف جدا حد غباش الحزن المخبوء وبمهارة فائقه عند نواصى الشوارع , والعالق دوما كذرات الغبار فى عيون العابرين .. احسستها الآن كعجوز شمطاء تتبرج بالواجهات الزجاجيه ولافتات النيون التى لا تزيدها الا قبحا ثم أنها لا توارب شيئا مما افسده دهر الانقاذ ..

    إستقبلتنى نسرين , وكان لقاءا دافقا بالاحزان , وفيه من الاشواق الكثير , والتى تحاومت ما حولنا وآخرون فى الخاطر الذى لا يموت .. هالنى شحوب لونها وتلك الهالات السوداء التى وكانها كانت تثقل اجفانها باعباء مضافه غير الفجيعه .. هذا وقد ازدادت نحولا وهزالا وذهولا ما يكفى لاحالتها لصالح موت قديم .. غير أن دفقا مفاجئا من الحياة قد تفجر عند الحديث عن اطفالها الثلاثه . خالد وطارق وإيمان .. كانوا جميعا وعصام فى استقبالى عند وصولنا للفيلا الانيقه فى كافوري .. حيانى عصام بحرارة احسستها غير نزيهه .. او هكذا قد ترائي لى , لا أدري .. ولكن قطعا لم تفتنى تلك الشهوانيه المواربه وإن مرت سريعا وبإحترافية بالغه عند مروره بتفاصيلى الانثويه وبنطالى الذى يبدو أنه قد راق له كثيرا , فأخذ يلهث خلف خاطر مهووس ما فارقه مذ كنا طلابا بكلية الصيدله ..
                  

05-22-2010, 03:06 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)


    مضت تفاصيل الاحتفاء وواجبات الضيافه سريعاً قبل أن نخلو أنا ونسرين للشجن المنذور لكلتينا وكانه ومنذ الازل كان علينا كتابا محتوما .. والآن وقد خفت قليلا انفعالاتها الصاخبه بوجودى , بدت أكثر شبحيه وموات .. كان السام يحيق بكل خلاياها بشراسة لا ترحم .. ادركت حجم حزنها , فأنا اعرف الحزن جيداً وحتى أنى أكاد أراه .. طافت الاسئله طويلاً بعيداً عن مركز الاحزان .. حدثتنى عن عثمان والنذير وهند الامين , حدثتها طويلاً عن اصدقاء التقيت بهم فى كل محطات الاغتراب .. كان بعضهم جديراً بالاحتفاء الانسانى الذى أحسه تجاههم .. وتحديداً من كانوا حولى ساعة الانعتاقِ عن خالد .. اروي قاسم ومحمد الأمين وزرياب وغيرهم من السودانيين فى الشتات .. كانوا إمتدادا جميلاً لكل اصدقاء الزمن القديم , غير انهم يفتقدون لتفاصيل الزمن الخاص والمشترك .. حاولتُ تقصى تفاصيل عثمان والنذير .. فوجئت بأن علاقتهم لا تتجاوز المهاتفات القليله واللقاءات المتباعده جدا وفى مناسبات بعينها لا تجئ الا لماما ..

    - عموماً يا ستى حتشوفيهم بكره , نسقت معاهم امبارح ..

    قالتها بشي من البرود وكإمتداد طبيعى للسأم الذى يجتاح خلاياها بشراسة لا ترحم .. وهنا بدأت فى التسلل هوناً محاذراً نحو تفاصيلها المشجونه حد الفجيعه ..
                  

05-22-2010, 04:15 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)


    لم أكن لأعى تماماً مداخلها صوب شيزفرانيا الاتساق كما تدعوها لولا ذاك الأحمد , وزمانه الخاص والذى ما زال يستوى فينا وكأجمل ما يكون .. غير انى اخذت تماما بإدراكى انها على شفا خطوة من الجنون .. ادركت هى ما توطن فى نفسى من أحاسيس القلق والذى يبدو انه كان مطلا وبوضوحٍ شديد من عيونى ومفضوحاً تماما , فتبسمت فى هدوء

    - تعرفى يا سلمى , أنا بلورت مفهوم خاص وجديد لنج كموقف انسانى تجاه حياتى .. إسمو الموت الاضافى .. عشان اقرب المسأله يا ستى .. ده اقرب لى انك تكونى نايمه وبتحلمى انك نايمه وبتحلمى جوه النوم المضاف انك صاحيه وبتمارسي حياتك وبصوره طبيعيه جدا .. بس بتكونى عارفه كويس انك بتحلمى ..

    رددت بحذر شديد وقد تفاجأت تماما بحيويتها والتى بدت أنها نبتت من العدم عند الحديث حولتلك المفاهيم ..

    - نسرين , كلنا عايشين محنه وجوديه كبيره وبنصارع فيها .. بس عايشين ندافر فى الدنيا ونحاول نقلع حقنا فيها .. كلامك فيهو نوع من الهروب واستسلام كامل لى فكرة الموت ..

    ضحكت وبمراره شديده

    - ياريت استسلم لى فكرة الموت .. ياخى انا متصالحه معاها جدا ومشتهياها , عشان كده عرفت الموت المضاف .. وعايشاهو بس عشان الاولاد , وأقول ليك كلام .. مرات بكون مبسوطه جدا فى تفاصيلو .. يا بت انا الدنيا دى اديتهم طرفى منها زمااان .. البربطنى بيها إنو الاولاد ديل يلقوا زول يوريهم يعيشوا صاح ويفهمو كويس يعنى شنو حب وجمال ووطن وناس .. ما يطلعو زى ابوهم فاقدين لاى قيمه انسانيه ..

    وحكت ليلتها الكثير , وكنت أعرف عصام ومنذ زمان بعيد .. كان شراً انسانيا مجسداً فى زمن كنّا نعايش فيه قمما انسانيه كأحمد ومنعم وعثمان .. وفى زمنٍ ما كان النقاء الانسانى مجابدا بتحديات كبيره إذ كنا مجرد طلاب فى مرحله جامعيه .. كان عصام أول من تجرأ على مراودتى عن نفسى , وفى تقديري الآن أنه موقف لا يتعدى الحدود الانسانيه فى ذاته ولكن .. إصراره على ملاحقتى حتى وبعد أن زجرته وبعنف لا اذكر أنى مارست مثله فى حياتى , كان موقفا غريباً جداً .. كان يبتسم فى هدوء لثورتى ويقول قبل أن يمضى مختالا ..

    - كلو فى وقتو .. بس انت تزعلى نفسك كده

    ليفاجئنى فى مواقف كثيره كأن اكون وحدى بالكافيتريا .. فلا أحس الا باقترابه منى هامساً

    - بالله ده كلو لى منعم .. ياخى ما تدونا شويه

                  

05-22-2010, 05:24 PM

hamid murahid
<ahamid murahid
تاريخ التسجيل: 07-17-2007
مجموع المشاركات: 283

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)

    الابن العزيز الدكتور / محمد

    سلام نهوي فيه العزف و عصية فيه علينا المزامير.....
    فما لنا إلا صمت أبيك المهيــب ......
    فالهوة تتسع بين ما نهوي و ما نريد .....
    ( ليت لي ربع تون فقط إن كان في الكأسة باق !! )
    أرجو سبر غور الوجد و المعاني ... و (الله يديك العافية )
                  

05-23-2010, 07:29 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: hamid murahid)

    استاذى والعم حامد مراهد ..

    عودا حميدا لهذا الزقاق الاسفيري الاليف ..
    اسعدتنى متابعتكم ( العطش ) ايما سعادة .. كما وصلنى طرفا من حديثك حولها مع ( الدفعه )
    واتمنى ان أتمها قريبا ..

    تحياتى والود الذى تعلم ..
                  

05-24-2010, 07:50 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)

    *
                  

05-25-2010, 09:54 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)



    كانت نهارات الخرطوم التاليه أشبه بتلك التى فى البال .. عادت لسلمى مشاويرها تلك القديمه صوب ما يخصها من حنين داكن الملمس وشديد الالفه .. كان وكأنه لا يتوهج ابدا الا تحت وهج تلك الشموس القاسيه ذات الملمس العنيف وهى تصب جام غضبها على نداوة تلك الصباحات الجديده , فتموت - تلك النداوه - تحت السطوة المستبدة للشموس القاسيه نحو الثامنه الا قليلا .. عاد لسلمى ريزمها التلقائي فى الاستيقاظ المبكر لاختزان النداوه ما يكفيها سحابة يومها وحتى الاصيل .. لذا كثيرا ما يندهش لطراوتها عابريها من الاصدقاء والاهل .. ولا يعرف سرذاك الا منعم .

    اشرقت عيونها بمرأى عثمان بالضحكات المقيمه والتى ما غادرتها ابداً .. كان وكأن تلك العظام قد انبتت لحما ثم اكتست شحماً يزيد عن حاجتها ويربو .. لتتوج اخيرا بتلك الكرش ذات الجضوم كما وصفتها ضاحكه .. وقد راق ذلك الوصف للنذير كثيراً فتواتر عنه للآخرين حتى ذاع , يلاحقه السباب المتواصل لعثمان كظلٍ ممدود تستفئ اليه روحها كامتداد طبيعى لذاك الزمان الاليف .. هذا هو عثمان ويا الله .. يدبر معجزات الانسنه بطرائق لا يعلمها الا هو كأخصائي بمستشفى الخرطوم صباحا .. وفى عيادته فى ( أمبده ) ليلا .. هذا غير كثير من النشاطات الانسانيه المتفرقه .. أهمها تلك التى تخص الاطفال المشردين ومجهولى النسب .. والذين تعج بهم المدينه فى شوارعها شديدة القذاره , أو فى تلك الدور الاجتماعيه التى تفتقر لابسط المقومات .. وفوق ذاك يكاد لا تفوته ندوة هنا او هناك . وكم رافقته كثيراً هنا وهناك .

    وسبحانه , كان النذير وكما هو .. وكأنما ما غادرته ساعه , يجيئها باكرا فى الصباح لانجاز بعض التفاصيل والاجراءات التى تخص عودتها النهائيه للسودان .. وقد ازمعت انشاء صيدليه تكون نواة لعدد من الصيدليات .. كما وتوطنت نفسها على شراء ( شقه ) صغيره تفى بمتطلباتها كأنثى مطلقه و .. مستقله . الأمر الذى تعثر طويلا .. ولاقت فيه الكثير من الرهق والمكابدات العظيمه ..
                  

06-13-2010, 10:53 AM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)

    *
                  

09-05-2010, 11:46 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)


    فوق .. لأحد الاصدقاء ..
    وعسى أن القى فى فسحة العيد متسعا لها ..
                  

09-21-2010, 10:49 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)


    كانت تطالع الحب طازجا وحارا وكما كان ومنذ الأزل فى عيون عثمان , تعلم جيدا كيفية التعامل معه .. تلك خبرة إكتسبتها طوال تلك السنوات السحيقه , تلك السنوات التى أدمنت روحها المحاومه فى تفاصيل زمانها الخاص وبذات إيقاعها والوقع الأنيق فى رصيف الحياة ..

    تعلم جيدا كيف تواسي أحزانه العظيمه فى العشق , وكان شديد الاحتمال لوطأته .. إذ كان من عاداته تكييف الأشياء وفق منطق بسيط يقود لموقفه الانسانى من الوجود .. كان الحب يرقص فى عينيه عاريا كما أوما ذات قصيد تاج السر جعفر الخليفه .. ومتجاهلا كل الخرافة والمعانى السافله .. هكذا أحبها عثمان .. دونما أية اثقال أرضيه .. دونما - حتى - كل تلك الخرق التى يمكن إلباسها لقصة حب بسيطه تستجم عندها فرائص الروح فى حزن مريح .. كان لا يتجاوز الا فسحة الرجاء الموارب جيدا خلف احزانه الشاهقه .. وحتى هذا الرجاء ما كان يدق باب روحها الا وبلطف شديد يحاذر الضوضاء ثم يمشى مبتعدا فى هدوء ..

    ترافقا طويلا , وكان أن بدأ يقود خطاها رويدا رويدا للانغماس فى تفاصيله .. تناقشا طويلا فى جدوى مشروعها المزمع

    - سلمى , البلد دى لا تحتمل أى منهج أو دراسة أو سيستم .. قروشك دى حتضيع شمار فى مرقه , وحتلقى نفسك WITHIN NO TIME ما قادره حتى على المخارجه ..

    وكانت تماطل كثيرا بقدرتها على ادارة المشروع , وتحاجج بخبره طويله اكتسبتها بأمريكا

    - يا سلمى الموضوع ما عندو علاقه بالكفاءه .. انت ليه مصره على الحته دى
    الموضوع أزمة سيستم ومنهجيه مافى وما موجوده .. الشغل التجاري فى البلد دى مرتبط ارتباط عضوى بالدوله .. ودى الجهه الوحيده العندها قروش .. ما تسمعى الكلام بتاع الاقتصاد المحرر والكلام الفارغ ده .. مافى قطاع خاص بالمعنى الحقيقى .. هنا الحاجات كلها داخله فى بعضها .. فى حاجه اسمها شركات الحكومه الخاصه .. قروش البلد كلها مدوره بيناتها .. ديل بتاعة الرئيس وأخوانو وديل بتاعة الوزير الفلانى وهكذا ..

    - بس يا عثمان أنا ما بتكلم على المستوى ده , أنا فى بالى صيدليات حتقدم خدمه صيدلانيه محترفه , وعندى رؤيه متكامله للموضوع ده ..

    - يااا سلمى , عارفه أحسن إنجاز ممكن تحققيهو شنو ؟. إنك تديري الشغل ده بدون خسائر كبيره ولو كنتى محظوظه كمان .. منو القال ليك شغل الدوا بره الدائره القلتها ليك .. الصيدليات الخاصه بتاعتم بس هى المتعاقده مع البنوك والمؤسسات الحكوميه وشركات التأمين .. تعالى بعد داك لتسهيلات الضرائب والزكاة والرسوم والجبايات .. ده موضوع مرهق جدا

    ونجح الى حد ما فى زعزعة يقينى بمشروعى الخاص .. والذى أنفقت فيه الكثير من الحلم
                  

12-28-2010, 06:44 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)

    وفى الخاطر, ان مقولة وطن المليون ميل مربع, لن تعود ذات صلاحيه فى ظرف الايام القليله المقبلات, وفى خضم هذا الحزن البالغ لفقدان جزء عزيز جدا من الوطن, والذى يبدو وكأننا أضعناه عنوة ومع سبق الاصرار سأعاود محاولة الكتابه هنا, وسأجتهد قدر الامكان حصر مشاركاتى فى هذا الخيط, فليس هناك ما يغرى بالكتابه المثمره فى هذا المشهد العبثى ..
                  

01-27-2011, 01:07 AM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)

    مضت النهارات التاليه بسلمى نحو الانغماس فى تفاصيل الحياة الخرطوميه, تقود خطاها الذاكره التى لم تغادر مطار الخرطوم قط, وكانها أودعتها الشوارع ونواصى البيوت أوان إغترابها السحيق .. وهاهى تعود اليها الآن فى يسر فادح, ترتديها صباحا نحو مشاويرها ومساءا نحو منعم محمود اذ تشتهيه صباحا لن يجيء .. ولمنعم ذاكرات خاصه ومبعثره فى الامكنه هنا وهناك, وكثيرا ما يفاجأها مكان ما بمنعم , قادتها خطاها بالأمس لجامعة السودان للقاء " عزه " بناءا على رغبة " معتز " .. ترجاها كثيرا أن تلتقى " عزه " فور عودتها السودان , ومحاولة فهم تفاصيل قرارها الغريب بفصم عرى الارتباط العاطفى القديم, مازالت "عزه" تعمل معيده فى كلية العلوم قسم الفيزياء .. أحست بوطأة المهمه الملقاة على عاتقها عند ادراكها انها تقف امام انسانه لم تعرفها الا عن طريق الحكايات الطويله التى يرويها " معتز " لها فى لقاءاتهم المتفرقه بفلاديلفيا .. كان الصمت ثقيلا جدا فى البدايه, ولكنها سريعا ما انخرطت فى نقاش ساخن مع " عزه " .. واكتشفت أن لها ذات التفاصيل المدهشه تجاه " معتز "

    تذكر جيدا هاتف معتز الصباح المبكر وهو يطلب ان تلتقيه حالا .. حاولت سلمى طويلا معرفة اسباب انزعاجه البادى, غير أنه استعصم بالصمت حتى التقاها .. كان وكأنه خارج للتو من " بار "
    إثر خمر طويل .. سائلته بقلق وهما يجلسان على " بنش " قديم

    - مالك يا معتز , فى شنو ؟!

    - عزه !

    - حصل شنو ؟!

    - والله ما عارف يا سلمى , اتصلت انا عليها الصباح فقالت لى راجع الايميل, لا اكثر ولا أقل .. افتكرتها بتهظر او عامله لى مفاجأه أو اى حاجه .. فتحت الايميل لقيتها قطعت علاقتنا .. رجعت ليها ما ردت على مكالماتى ؟!

    - وهسع شنو ؟!

    - ما دى المشكله ذاتها يا سلمى .. ما عارف هسع شنو ؟! .. ما فاهم اصلا أحس بالموضوع كيف ؟!

    ومضى يحدثنى طويلا عن عدم قدرته على الاستيعاب, ما كان بباله موضوعا محددا قد يكون سببا رئيسيا للذى حدث .. غير أنه كان نهبا لشتى الظنون .. ردد كثيرا وقوفه الآن فى فراغ مخيف وعدم قدرته الحركه اذ كان لا يتحرك الا صوبها .. صوب " عزه " التى التقيتها بالامس كصديقتين قديمتين يلتقيان للمره الاولى فى هذه الحياة .. ويجلسان على ذات العشب الذى شهد ذروة ما قد يفعل فيها منعم محمود .. هنا , وفى ذات المكان , وأبوعركى يغنى, والنذير منشغلا بترصد أحدى البنات, وأحمد يهامس نسرين بجديه محببه, وأسارير منعم محمود وقد دبت فيها خطى النشوه الخالصه, وهو يلقى على اذنيها همسا لا يهدأ ولا ينتهى ولا يغيب عنها أبدأ ومذ كان هنا, وفى ذات هذا المكان..
                  

01-27-2011, 02:15 AM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)



    تحاومت كثيرا مع عثمان, وكثيرا ما كانا يترجلان عن العربيه لممارسة التسكع فى شارع النيل, مقابل الفندق الكبير تماما, وكثيرا ما دلفا لبلكونتة المطله على الشارع لاحتساء الشاى .. وللشاي طقسه الخاص ومزاجه الذى كم تحلقوا حوله .. استطاع منعم محمود أن يفرد للشاى مساحه واسعه فى ذائقاتهم جميعا.. فى الواقع كان احساسه ب " الشاي " فريدا من نوعه .. اذ كان يحسب الشاى رفيقا وثيق الصله بالونس المعافى .. وفى النقيض من " القهوه " التى لا تبعث على الحميميه وفيها شيء من الخبث الانسانى والمداورات المتحفزه .. كان يردد ضاحكا : ترفقوا بالشاى, فإنه شراب أهل العشق
    أخذها عثمان تدريجيا لتفاصيله الخاصه, بحيث اصبحت رهينه لانتهاء ساعات عمله حتى تواصل تطوافها الجميل فى تلك الشوارع التى اشتاقتها طويلا .. تغديا سويا عند "عوضيه للاسماك" ذات يوم .. غير أنها لم تستطع الاندماج فى المكان, ضحك عثمان طويلا إذ أشارت لارتباطها العاطفى بمطاعم سوق نمره اتنين, ورائحة الشواء تلك ..

    - تعرف يا عثمان,
    لى هسه عندى تصور انو أحلى غدا ممكن يكون هو الفراخ المشويه بتاعت نمره اتنين ..

    أجابها ضاحكنا

    - ياخى دى ذاكرة فقر مبالغ فيهو ..

    - لا فعلا ده تصورى .. ياخ ما بتذكر لمن كنا بنمشي " الحاتى " كيف كنا بناكل ؟!

    - والله انا كنت بآكل عااادى !!

    - عادى فى عينك .. انت بالتحديد كنت بتقرب تموت وانت منتظر الطلبات ..

    - انتو الظاهر فى الغربه كنتو بتعيدو انتاج ذاكرة الفقر دى .. بالنسبه لينا الموضوع ده ما ذاكره .. الموضوع واقع زيو زى سمك عوضيه ..

    - طيب حتعزمنى هناك بتين ؟..

    - غدا ولا عشا

    - غدا .. بالتحديد عاوزه اتغدى هناك

    فوجئت سلمى بوجود الكثير من الفعاليات التى قلما يغيب عنها عثمان رغم ظروف عمله المرهقه ما بين المستشفى والعياده والكليه .. شهدت معه ندوات سياسيه وثقافيه وشعريه فى العديد من المراكز الثقافيه.. دعاها لجلسات استماع فى " دار الفنون " ولمعارض فنيه فى المركز الفرنسي, وزارا المركز الثقافى الالمانى الكائن جوار " حليوه " ست الشاى كما كان يصفه النذير .. تعرفت سلمى فى تطوافها مع عثمان على واقع جديد كليا عليها .. واقع الاطفال المشردين ومجهولى النسب .. وذلك عند حضورها عددا من الندوات والفعاليات المقامه فى اطار عمل انسانى طوعى مدهش جدا ..هالها حجم المأساة التى يعيشها هؤلاء الاطفال, زارت دار اطفال المايقوما وتعرفت على العديد من العاملين فى مبادرات جماعيه أهليه ومؤسسات اجتماعيه تعنى بالمشكله .. كان العمل الطوعى غالبا كحال عثمان وغيره ممن التقتهم معه ..
                  

03-24-2011, 02:50 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)


    ومضت سلمى فى تجوالها المدهش وهى تعيد اكتشاف "الخرطوم " وعلى هدى من عثمان والنذير, وعلى ذمة الغياب المعتاد لمنعم عن ايقاعات "زمن ماشى وزمن جاى وزمن لسه" .. وتماما كعادته فى ممارسة الغياب !.. ادهشها كثيرا سهولة التواصل مع الآخرين .. لهم ذات التفاصيل المتحاومه ما بين الوطن " المافى " والحنان الداكن وذاكرات العطش .. يدهشها جدا أن تلتقى أحدهم عند "حليوه " ذات مغرب .. ليفاجأها بهاتف متأخر " ذا صخب حياتى فارقته طويلا وفيه من " الهى ها " الكثير .. تبسمت دواخلها عند تذكرها المصطلح " الهى ها " .. كان " منعم " يستخدمه امعانا فى السخريه من تفاصيل الحياة الجامعيه المتعلقه بممارسة النزق الكذوب فى افتعال مهرجان خالى الوفاض لا يفضى للسعاده كما كان يدعوه .. كأن يكون عيد ميلاد إحداهن مدعاة للتأنق وشراء الهدايا وتحديدا تلك الدببه الصغيره وكتابة بعض الكلمات الرقيقه فى بطاقه مزيفه.. او احتفال بنجاح " وائل " .. يحييه الفنان " سامى المغربى " فى احدى اندية الخرطوم .. لتقوم قيامة " داخليه البنات " ثم لا تقعد على اثر ذاك الحفل شهورا .. وكانت تلك الهواتف المتأخره كثيرا ما تفاجأها ب " الهى ها " .. حفله هنا أو هناك .. " لمه" لاحدهم فى " أوزون " او حفله لاحداهن او دعوة عشاء غامضه فى " الساحه " ...
    " هى ها تقيل "
    تبسمت دواخل سلمى !!!..

    (عدل بواسطة محمد حيدر المشرف on 03-24-2011, 02:56 PM)

                  

03-24-2011, 04:58 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)



    لم يك ذلك اثر هاتف غامض ولكن .. وفى احدى تلك المنابر التقت ب " حاتم الطاهر " .. بدا لها أول الامر فاقدا لاى رغبة فى الحياة ومرهقا جدا ازاء ما يجرى .. من عينيه يطل ذات ذلك السأم الشديد والذى تعرفه معرفة اليقين .. كان وزنه ثقيلا فى معايير الرجال .. ينتمى ل " منعم " نوعا ما .. وان كان اكثر ضجيجا واحتفاءا بالحياة .. وربما يكون ذلك لغياب " الموت " عن تفاصيل غربته .. يا الله يا الله يا أحمد .. تذكر الآن اذ اتاهم بالمجمع الطبى نبأ استشهاد طالب ب " السنتر " .. كان الوقت تماما بعد انتصاف شمس الاستواء على شارع مستشفى الخرطوم .. كانت قد امضت صباحها اعتكافا بداخليه البنات ..و كان ذلك بمثابة اعلان قطيعه متوقعه مع " منعم " اثر احداث الليلة الماضيه .. قى الواقع لم تكن قد نامت تلك الليله .. طال الحدبث طويلا و نسرين .. كان شيئا من التعزى و " الونس ".. أدركت نسرين تماما ذاك الذى كان بينها و " أحمد " .. و إن كرهته ولكن .. لم تكن الاشياء تشترى آنذاك ..
    وعند منتصف منتصف النهار تماما .. غلبتها شهوتها الهتاف .. فارتدت ما يليق بمظاهره وتوجهت نحو المجمع الطبى .. كان شارع القصر محاصرا بالقوات الامنيه ومن الناحيه المفضيه للسوق العربى ومن ثم ميدان ابوجنزير .. بينما تقف قوات من الاحتياط المركزي فى بداية شارع بيو بيو كوان عند تقاطع السكه الحديد .. والوعد كما عرفت ومنذ البارحه ان تلتقى مظاهرتى " السنتر " و " والمجمع الطبي " فى ميدان ابوجنزير كما فهمت من " منعم " ..
                  

03-25-2011, 06:51 AM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)



    تذكر جيدا خروج الطلاب لشارع القصر, وتذكر بداية الهتاف, لا لشيء محدد ولكن أبت عليها ذاكرتها أن تمحو صورة احد المواطنين, كان وكأنه أتى من العدم, أو هبط للتو من السماء, أربعينى متوسط الطول يميل للنحافه يرتدى اناقة منتصف الثمانينيات .. كانت شبه متاكده من وجود " خلال " أحمر فى تفاصيل دولابه الشخصى .. او هذا ما ترائي لها وهى تتابع هتافـه الغريب

    العار العار يا اخوان ..العار العار يا أخوان

    لم يكن الطلاب يستعملون مفردة " أخوان " .. درجنا على مفردات " كوز " و " كوزه " و " كيزان " وما يلحقها من شعور نفسي يترواح مكانه بين الاشمئزاز الشديد والاحتقار ..

    كان وكأنه أتى من العدم .. أو هبط للتو من السماء .. أتى من ناحية المريديان بالهتاف .. العار العار يا أخوان ..اخترق صفوفنا المتحفزه وهى تراقب تقدم قوات الاحتياط المركزى نحو " الصينيه " الواقعه ما بين شارعى بيو يو كوان والقصر .. وبدؤا فى اطلاق اولى قنابل الغاز المسيل للدموع .. وكأن الشعب السودانى يحتاج لمحفزات إسالة الدموع .. نزلت القنبله الدخانيه فى منتصف المسافه بينهم وقوات الاحتياط المركزى وتدحرجت نحوهم .. وكان أن تقدم ذاك الاربعينى .. وبذات ايقاع خطاه .. وبذات الهتاف .. نحو قنبلة الدخان .. حملها بيديه وتقدم لثلاث خطوات قبل ان يلقيها نحو قوات الاحتياط المركزى .. أخرج منديلا لف به فمه وأنفه .. وواصل الهتاف والخطى نحو " الصينيه " فتبعناه وتحولنا للهتاف .. العار العار يا اخوان .. وتتدافع الطلاب لالتقاط قنابل الغاز وارجعاها نحو القوات التى بدأت فى التراجع لما خلف خط السكه حديد .. وكان أن حررنا "الصينيه" نصرتلك المظاهره.. قبل ان ينتهى اليوم بفاجعة الموت .. موت أحمد

    (عدل بواسطة محمد حيدر المشرف on 03-25-2011, 06:54 AM)

                  

03-25-2011, 08:44 AM

Dr.Mohammed Ali Elmusharaf

تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 1992

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)

    الحبيب محمد الحسن

    واصل ياخي واصل

    والله متابعين

    سلامي للجميع

    محمد علي
                  

03-25-2011, 09:36 AM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: Dr.Mohammed Ali Elmusharaf)

    محمد على المشرف ..
    ياخى مشتاقين .. كيفك وكيف كيفك والاولاد ؟.
    تحياتى للجميع ..

    تعرف يا محمد أن استيعابى للالق الخاص بجامعة الخرطوم وأجوائها ..
    بدأ عندى وقبل دخولها .. وأذكر اصطحابك لى ل " الداون تاون " و " المين رود "
    هل تذكر ذلك ؟!

                  

03-25-2011, 10:14 AM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)



    أزعجها كثيرا انتظار هاتف " حاتم الطاهر " والذى بدا وكأنه لن يجيء .. تعلم علم اليقين التأثير الهائل الذى أحدثته فى دواخله المرهقه .. تسرب الحديث هونا ما نحو الوطن المافى .. وكان قد تم تقديمه لها ك " زميل " .. ويدهشها كثيرا سهوله العبور نحو الآخرين عبر بطاقة الحزب .. كان أؤلئك الرائعون يؤسسون لوطن خارج قيد الاعتقال التأريخى لسلطه الوعى الغائب .. كما وللسابحين ضد التيار رؤاهم العميقه و " أنسنه " من طراز خاص .. وتماما وكما يردد عثمان, لذا دوما ما يكونون قيد الوعى والتفاصيل الجميله والرهق المعافى .. وكان حاتم شديد الانسنه وأليفا جدا حد الغباش وصاخبا على نحو ما لا يمكن تحديده بدقه .. تحدث طويلا عن احتكار الممارسه السياسيه فى الضد من طبيعة الشعب السودانى .. احتكارها فى دوائر الكائنات العليا والذوات المقدسه والبيوتات العريقه .. وعن استسلام الكائن الطليعى لسطوة المجتمع .. كان نقاشا أشبه بتلك التى دارت رحاها العاطفيه ومنعم .. وجدت نفسها تردد ذات المنطلقات القديمه عن جدوى استيعاب الواقع .. لم تدهشها تساؤلات حاتم عن جوهر التغير فى سياق التماهى مع السلطات .. ذات مداخل منعم نحو الصراع !! يا الله يا الله
                  

03-25-2011, 10:51 AM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)



    لم يفاجأها ذلك الهاتف الصباحى وإن جاء متأخرا من حاتم .. كان أشبه بموجز إخبارى زمن الكساد

    - ألو .. سلمى ازيك معاك حاتم ..
    - أهلين .. كيفك ؟
    - تمام .. أسمعينى .. لى فتره وانت فى بالى, نتلاقى الليله, تفاصيلك شنو
    - والله مافى حاجه بالتحديد
    - طيب الساعه اتناشر فى الخرطوم ..
    - وين بالتحديد
    - فى أى حته .. معاك عربيه
    - لا
    - طيب فى " البرلمان كافيه " .. بتعرفى المكان
    - اوكى يا سيدى .. البرلمان كافيه الساعه اتناشر
    - سلام ..

    ولسبب ما أحست بسعادة غامره .. وتحت وطأة احساس ثقيل بالذنب أجرت اتصالا ب " عثمان " للاعتذار عن مواعيد مسبقه لمرافقتها فى انجاز معامله تتعلق بشراء عربيه .. واتفقت معه على تأجيل ذلك للغد .. استاءت كثيرا من هذا السلوك الذى أحست فيه شيئا من اللانزاهه تجاه "عثمان".. ولكن ذلك لم يصادر سعادتها للقاء حاتم وبطريقه لم ترضى عنها .. ما هذا الارتباك !! .. تمتمت سلمى
                  

03-25-2011, 08:06 PM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)

    لازم فوق
                  

03-28-2011, 07:48 AM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)

    منعم ..

    لا أذكر من قال ذات قصيد
    " إنى أحب يدى .. لأن الاصبعين بيارقا للغائبين الى دمى قيد الخروج بكل نار"
                  

03-28-2011, 10:15 AM

توما
<aتوما
تاريخ التسجيل: 08-07-2003
مجموع المشاركات: 1466

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)

    و.....
                  

03-30-2011, 05:11 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: توما)

    Quote: و.....


    لتوما ..
    اقمصتى القديمه ..
                  

03-30-2011, 06:10 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)



    بدأ حاتم شديد الاشراق رغم الإرتباك, وكانت قد خلعت زينتها إليه بعد إحساسها بالتورط فى تفاصيل أنثويه لا تليق بمحض لقاء نهاري بشارع البرلمان, وبمحض إقتراح قد لا يتجاوز الخاطر, ومحض " حاتم " لم تتعرف عليه بعد .. بدأت جذوة خيالاتها التى الهبها ذلك الهاتف الصباحى فى الخفوت التدريجى وتماما بعد ان اتمت أعتذارها المخجل ل " عثمان " .. وكان أن خلعت زينتها نحو حاتم وإرتدت شيئا من الالق القديم لانثى فارهه وبذات المقاييس القديمه لمنعم محمود .. فى الواقع .. لم ترتكب " مشية " العساكر عمدا عندما الفت إبتسامة " حاتم " تسعى إليها عند ناصية شارع البرلمان .. " تقالدا " بإلفة الزمن " الزمان " وكأى صديقين حميمين .. مشت معه قليلا فإشتهت خطاها ذاك التسكع الأنيق على رصيف بدايات العمر .. ومنعم يتقدمها بخطوة او أثنتين .. وهى تلاحق إيقاعات خطاه وهى تكاد تموسق فيها ايقاع القلب وخفق " الإرتعاد" و ..
    طارت إليه حمامات الروح تتمتم بالأغنيات

    من هواك أنا جسمي دايماً في ارتعاد
    أمّا نومي الفرّ ما منظور يعـاد
    يكفي وجدي يكفي هجري والبُعــاد
    رِقْ وجود وانظر لراحة قلبي عاد
    لو رِضاك ينجز حظوظي ويساعدها..

    وإختلت بها الاغنيه خلسة وفى ذاك الزحام, وسبحان الذى جعل حاتما ثالثهما ..

    (عدل بواسطة محمد حيدر المشرف on 03-30-2011, 06:15 PM)
    (عدل بواسطة محمد حيدر المشرف on 03-30-2011, 07:01 PM)

                  

04-02-2011, 07:16 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)



    وتواترت اشجانها تلك القديمه فى تتبع أوجه التطابق وذات الملامح والشبه ما بين ايقاعات حاتم فى طرقات الخرطوم وتلك الايقاعات القديمه لمنعم على جدران الوريد .. كان لهما ذات الريزم الحميم لمهرجانات الانسنه المعربده فى ساحات الحزن الداخلى المهيب لدولة الغياب فى الوطن " المافى " .. كما وأن لكليهما ذات تلك الاشتهاءات المعلنه نحو "سودان" جديد .. وفيه - وكما أراد البرغوثى - يعودا لنمنمة الاحتياجات العابرات دونما خجل أو ندم...
    توهجت ذاتها بدفق "حاتم" يسري فى تفاصيل "الخرطوم الجديده" بحسب الايقاع الداخلى لخطواته فى روح تفاصيلها .. كان يرتب الاشياء وفق منطق "طيره" الخاص والشبيه بحمامات "منعم" فى الروح وإذ تطير بها الى افق " انيق النجم صداح البساتين " او كما كان يغنى المغنى الرسول ذات صباح عاطفى غامض .. وفى ذات المكان " الميين رود " .. وكان أن إستجاب " حاتم " لشهوتها الجلوس فى " بنشات المين روود " فالتقيا إثر تلك الشهوة باكرا ..

    (عدل بواسطة محمد حيدر المشرف on 04-04-2011, 09:52 PM)

                  

04-04-2011, 10:06 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)



    "ويا كونك أنت .. وكونى فيك تجرد حتى غاب ..
    ودس لهاتى فى أذنيك وقالك همسا" ..

    الآن اوقن يا "تاج السر" ان البعد عميل جغرافى ماهر .. أو قد يكون هو " بعد المسافه وقربها" كما غنى عركى, مرهون بذاكرة الإغتراب المحض والذى لا فسحة فيه للحنين الى أحد سوى الحنين .. فلتكن نوستالجياولكن .. هو محض إغتراب عن ذواتنا وعن زمان .. وربما - والى حد ما- عن جغرافيا التفاصيل المرهقه .. طافت الرؤي الغامضه بخاطر سلمى وهى تستدعى على نحو متواتر " إبراهيم الكونى " وغرائبيه " جابرييل غارسيا ماركيز " فى توصيف اعوام العزله وذكريات الغانيات الحزينات.. وللتداعى مزاجه الخاص إذ تمسك يد حاتم بيدها ذات مساء خرطومى أنيق .
                  

04-04-2011, 10:44 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)


    وما بين صباح ومساء حاتميان .. وفى بذخ عاطفى لا يفتر او يسكت عن طلب المزيد, مضت ايامها التاليات لتعلن عن ثورة عاطفية قادمه .. فوجئت بأن حاتما أكثر إلتصاقا بما يجرى الآن على المستوى الشخصى والعام .. كان يبدو أكثر " حقيقيه " وعلى نحو ما لا يفترض المماحكه من منعم محمود, وكان ذلك رغم المكابره والعنت التى قابلت بها هذا الافتراض ال " كافر " .. أرهقها الخاطر طويلا فى إفتراض قداسة غير معلنه لمنعم محمود ما يجعل منها آثمه ومفارقه ل " خط منعم العاطفى العام " والذى يوجب عليها ممارسة الكثير من النقد العاطفى لتداعي حاتم فى تفاصيل الخرطوم, وفى تفاصيل روحها المرهقه حقا فى تفاصيل هذا الانبهام المحض والذى يجتاحها حتى أخامص ذاتها..
                  

04-05-2011, 00:04 AM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)


    هى تماما وكما الأشياء التى ما بين مريم الأخرى والمجدليه .. لا أود أن يخلدنى التاريخ زورا وخصما على عافية الشجون .. كان حاتم يبسم مل شدقيه من افتراضات البطوله ومن محاولات الانفلات من الحزن تحت مسودات أنيقه لافتراض الحياة تكريسا لاحلام الآخرين

    - سلمى, ما يعنينى فى هذه الحياة هو أنا .. ولا شريك لى
    - وين الناس يا حاتم !
    - الناس وكما أحلم لهم أنا حاتم أن يكونوا وكما ينبغى .. لا اكثر ولا اقل .. تماما وكما اريد للمشانق ان تكون تحت التراب كما يشتهى الميتون .. اكيد قريتى " زمن الياسمين الى فاطمه " ؟!!
                  

04-10-2011, 07:49 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)


    لم أقرأها يا " حاتم "
    حملتها فى " شنطتى " ذات صباح اخضر لمنعم .. فإزدادا إخضرارا, وأعنى كلاهما, الصباح ومنعم ..

    " أريد النساء كما ينبغى أن يكن..
    اريد المساء كما ينبغى أن يكون ..
    أريد المشانق تحت التراب .. كما يشتهى الميتون " ..

    يا الله يا سلمى .. دى جبتيها من وين !.."
    ده كلام عجيب يا سلمى ..
    واستمر يقراها ويعيد حتى ظننت أنى "ضرتها" ذاك الصباح الأخضر البعيد
    كان طقس الشعر دوما ثالثنا, لا تخلو شنطى اليه من قصيده .. رجلا بطعم الاغنيات الى الروح .. وفى ذات مقاييسى للثورة والأطفال .. دائم الخضرة فى تضاريسى, داكن الحنان والالفه كزقاق حميم فى مفترق الذكريات, وصوته يهدهدنى بالقصيده

    وأنــا أتـحـدثُ عـن انـتماء الـمشانِقِ والـــــثـــــائــــريــــنَ
    وحَــــجـــمِ الــــرصـــاصِ
    ولا أشـــــتـــــهــــيــــكِ*

    ثم يربكنى بذاك الحضور وارتكاب الشعر فى دمى .. كان أشبه ما يكون بإعصار عاطفى يعصف بى قبل ان يستطرد بطريقته تلك المحببه الى الروح ..

    - وأنا لا أشتهيك يا سلمى الا بمقدار الذى أشتهيك ..
    وتشتهيك المواويل الزنيمة تصطفى
    حر البلاد الواقفة فيك كما الشدر
    ضد مواعيدك غناك
    يا من اساك
    شالك ..
    كما قدرة هواك ,
    ختاك ..
    علي جرح الامانى بيستطيب
    وداك وجيب
    انساك حبيب طى القمر
    لغة الطيور الشاهقة فيك كما الوتر
    باكر تجيك وتستجيب
    يا كم قريب
    الجو يطيب
    الفجر ابلج من بياض
    الفرحة فيك ..
    وتصفيك .. كل
    المواويل الزنيمة تشتهى ..
    حر البلاد الواقفة فيك كما الشدر


    __________

    * مقاطع من زمن الياسمين الى فاطمه .. الصادق الرضى
    والمقاطع الاخيره بعض مما أرتكبه عمدا منعم محمود ذات سلمى .. ذات صباح أخضر

    (عدل بواسطة محمد حيدر المشرف on 04-10-2011, 07:53 PM)
    (عدل بواسطة محمد حيدر المشرف on 04-11-2011, 08:45 AM)

                  

04-11-2011, 09:27 AM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)



    أرهقتها تلك المراوحات العاطفيه ما بين زمانين, زمانها السحيق الى منعم, ونهارات حاتم فى شوارع ذواتها, تملكتها هذه " الشيزوفرانيا المتسقه" حتى كادت تنازع فيها " نسرين " .. والتى وكعادتها كانت أكثر من تستطيع تدرك تداعياتها العاطفيه المربكه ..

    - تعرفى يا سلمى, الفكره الاساسيه هنا هى القداسه الفرضوها الناس على علاقتك بى منعم, او انتو السقتو الناس للافتراض ده .. وده غير انو افتراض ما صحيح .. هو مضر جدا يا سلمى ..

    - بس يا نسرين الحاجات فعلا كانت عميقه جدا, كنا صغار الوكت داك لكن راسخين فى تفاصيلنا, والدهشه .. الدهشه يا نسرين فى اكتشاف الحاجات للمره الاولى .. وللمره الاجمل اطلاقا .. وأيوه .. لم نكن مجرد حبيبين عابرين .. منعم كان استثنائي جدا

    - استثنائي بس ما مقدس ..

    - مافى زول مقدس, لكن العلاقه فعلا ممكن تكون.. انت قادره تتخيلى مثلا كمية الفرح الداخلى الحسيتو اول يوم لاقيت فيهو منعم!.. تعرفى .. وكل ما الاقيهو بحس بذات ذاك الاحساس الاول .. والكلام ده يحدى ملاقاتى ليهو فى لندن .. ذات الاحساس يا نسرين .. وكأنو بيحصل ولاول مره .. وفى ذات "المين روود" !!
    متذكره الكلام ده يا نسرين ..

    - يا بت انت جنيتى ولا شنو ؟! كيف ما متذكره !!
    داك كان اول مره الاقى "أحمد" ..
    هكذا ومضت فى شيزوفرينيا اتساقها الخاص ..
                  

04-11-2011, 03:48 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)



    ألتحقت بالعمل فى إحدى منظمات الامم المتحده العامله فى المجال الانسانى, ما وفر لها الكثير من الكثير من الهدوء على الجبهه الاسريه, وقد كان تواجدها فى الخرطوم محل نقد شديد من اخوالها, وتحديدا خالها الاكبر محمد والذى عاد يعرف الآن فى السوق ب " حاج محمد " .. كانت امها اكثر ما تقيم بمنزله, وهو المحبب إليها, وكم كان هو يجلها ويضعها فى مكانة لا تتسامى اليها قامات نساءه الثلاث واللائي ما اجتمعن على شيء قط الا محبة أمها.. كانت " عمتى مريم " كما يناديها أبناء وبنات اخوانها, قبلة للجميع على إختلافهم .. وكأنها وقد فارقت إبنتها الوحيده قد حملت هم أن تلم شمل العائله الممتده وبأجيالها المختلفه .. وهى العمه الكبيره ومحط احترام الجميع .. هكذا صنعت " مريم محمود " حياتها الخاصه, وكم كانت عامره بالمعانى الجميله و الانتماءات الاسريه الممتده عبر الاجيال .. كانت عودة "سلمى" للأبيض شبيها بعودة النغمه الضاله لهذا النشيد الأسري الحميم .. كان بيتهم القديم بحى " القبه " قد ناله الكثير من التحديث, وإلم يفارق سمته العريق .. اخذ " حاج محمد " على عاتقه ترميمه والاهتمام به وحتى بعد ابتناءه لدار منيفه فى حى " الشارقه " .. وإن ضايقها بعض الشيء ذاك السيراميك الانيق الذى يغطى كل "الحيشان" وعلى إتساعها.. وبالرغم من الاهتمام الشديد بتشجير الحوش وانتشار المزهريات الضخمه فى كافة انحاءه .. الا أن ذلك افقدها شيئا من حميمية " التراب " .. تراب الحوش والذى كان يتم تنظيفه يوميا ومن ثم رشه جيدا بالماء عصر كل يوم, ليبدأ طقس "تفريش السراير" وجلب المساند القطنيه للكراسي الحديديه فى " حوش الرجال" والكراسي المنجده بالحبال البلاستيكيه البيضاء والزرقاء ل " حوش " النسوان, كما وتجلب عند الحاجه بعض " البنابر" .. لتبدأ طقوس الونس المعافى والزيارات واستقبال الضيوف على ايقاع الملاعق التى تدور فى فناجيل القهوة واكواب الشاى وبتواتر لا ينقطع ..
                  

04-11-2011, 08:56 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)

    أقف الآن على بياض هذه الصفحه الالكترونيه, لأكتب عن أحوال العطش !!
    غايتو بكرى ابوبكر ده لامى ليهو بلاوى ..
    نواصل ..
                  

04-11-2011, 09:42 PM

Ishraga Mustafa
<aIshraga Mustafa
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 11885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)

    Quote: أحوال العطش



    طُقُوسُ الْعَطَشْ*

    مُسْمَارٌ في قَدَمِ الْلَّيْلِ يَنْتَحُ بأشْوَاقِ الْحَرَازْ
    يَشُدُّ أشْرِعَتَهُ لِمُهْرَةٍ غَريبة
    يَفِكُّ ضَفَائرَ هُوِيَّتِهَا لِتَعْبُرَ جِسْرًا عَلَى نَهْرٍ مُلَوَّنٍ بِقَوْسِ دَمِهَا
    ( سَوْط مَطَرْ ) يَنِشُّ عَنْ قَلْبِهَا طُيُورَ حُزْنِهَا
    يَبْزُغُ طَلقَ الأغنيةِ الَّتي ضاعَ مُغنِّيهَا
    إبْرَةٌ تَنغرزُ في شَهْوةِ اللَّيْلِ لِلْحِجَى
    وَحِكَايَاتٍ عَنْ نَبَاتاتٍ بَرِّيَّة وَهُمُومِ وَطَنٍ لا يَحْمِلُ سِوى ظِلِّنَا
    وَجرَاحَاتِنَا الَّتي تَنْبِضُ هَزيمةً وَصَوْتًا مُنْكسِرًا
    على مِرْآةٍ لا تَعْكِسُ سِوَى أحْلامٍ تَبَخَّرَتْ
    تَخَلَّقَتْ غَمامًا
    يَتَشَكَّلُ فَاكهةً لِرُوحٍ تَشْتَاقُ لبرَاءَاتِهَا عندَ انْهِمَارِ اللُّغة
    لغةُ الْغَمامِ وَنُبوءتُهَا
    تَرُذُّ الْعُشْبَ وَمَا مَنَحَني مِنْ شَهْوةٍ للْحَيَاةِ وَشَاشَايًا للْمُسْتحيلْ
    أنْ تَعودَ الْمَوْجَةُ لِهَديرِهَا الْقَديمْ
    أنْ تُعانقَ طَمْيَهَا
    وَتنَامَ على أسِرّةِ حِمَمِكْ لا فَرْقْ ..
    فَمثلي للْمَاءِ وَالنَّارِ تَنْتَمي
    تقابُلات لُغَةِ الضِّد.
    تناغُمَات مَوْتِ أسماكِ الْكِتَابةِ عَلى ضِفَافِك
    الَّتي نَثَرَتْني برِمَالٍ انْحَسَرَ عنهَا مَديحُ الْبَحْرْ
    تَكَلَّمْ
    إذنْ لا مَفَرّ فَالْبَحْرُ أمامَنَا والنَّارُ خَلْفَنَا
    تَكَلَّمْ لِتَكْمِلَ رغْوَةُ الْبحْرِ
    قصيدةَ ضجيجِ النَّمْلِ
    والدُّنيا شِتَاءٌ للْحنينْ
    أوْ ليَلُفّني نَسْرُ قَلبِكَ تحتَ جَنَاحِ الرَّحمةِ الَّتي أحِنُّ ..
    تَكَلَّمْ.....
    سوفَ أنتظرُ أنْ يعودَني ظِلِّي
    أنْ يَعودَني الْمُغني في لَيلةِ عُرْسِ الْحَرَازِ وَالْمَطَرْ
    فَلَنْ أمضيَ قبلَ اكتمالِ أنشودةِ الإيابْ
    قبلَ أنْ تنثُرَ الرَّمادَ عهناً لِغُيُومِ قلبي..
    ستنهمرُ لغةُ الكلامِ الَّذي أشتهي..
    لنْ أمضيَ قبلَ أنْ أرتشفَ قُبلتيَ الأخيرةَ
    ليكْتَمِلَ مهرجانُ الْعَطَشْ ..
    فَتَكَلَّمْ !!



    ----------

    هذا وقد دنا عذاب كتابتى او كما قالت

    * طقوس العطش احدى المجموعات التى تنتظر الطبع
                  

04-14-2011, 08:22 AM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: Ishraga Mustafa)



    يا طقسها أنثى المزامير ..
    وأنا أحاول هذا الرهق اللذيذ اليك
    او كيف تجيئنى العباره عند هذه الحضره يا شروق!!
    ازيك ومشتاقين .. مشتاقين وفى اتم الريد والعطش ..
                  

04-15-2011, 06:46 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)

    *
                  

04-27-2011, 10:05 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)

    أيقنت سلمي وهي تنظر في المرآه بتوتر أنها بدأت تستغرق بعمق في تفاصيل "حاتم" .. تتمطي صباحاً وهي تبتسم من الحلم الذي عبره باسما وتمضي اليوم كله في توتر تنظر إلي الهاتف .. وكل يوم (يوّلي ) المساء سعيداً برفقته قبل أن تنام ممتلئه به وتحلُم .. دخلت المتاهة إذن ..
    إنتفضت مذعوره من صوت "أحمد" الصغير وهو يناديها بلثغته المحببه
    - حالتو ثلمي عملتي (لوج) ..
    تضحك من معرفته أصلاً بالــ(الروج) .. ومن ملاحظته التي فضحت زينتها الفارهه, وكانت قد إهتمت "جداً" بالتفاصيل الدقيقه للمكياج والتي لا تتسق و تلك (العسكره) المفرطه بداخلها .. كانت فعلاً تجتاحها حاله ، حاله غريبه لا تستطيع لها (إسما) .. هذا ولم تكلف نفسها عناء المحاوله والبحث إذ هي مستغرقة تماماً في التفاصيل المفرحه و الإحتفال بالعلاقه..
    - علاقه؟
    قالت الكلمه بصوت عالي دونما وعى وكأنما سقطت عليها من بُعد آخر ورددها "أحمد" بتلقائيه أضحكتها رغم الذعر الذي إنتابها ..
    قّبلت أحمد بحنان بالغ تشتهر به، و حب أدخرته لأعوام لتمنحه لأطفال أحلامها ، قررت بعد أن إنتظرت حيناً من الدهر أن توزعه بسخاء لآخرين (يأتون من السماء) .. حقق لها إلتحاقها بالمنظمه تلك الرغبه ، فقد كانت تمارس ما تحب من تفاصيل .. و تحب ما تمارس .. فنجحت بسرعه في تحقيق تميز ملحوظ ، كانت لها سطوه خفيه و حضور طاغي ، ذكيه في التعامل مع الأجانب الذين يمثلون إداره المنظمه، هذا غير أن مشاريعها للأطفال والتي ظلت تخطط لها لسنوات عِجاف ، إستطاعت أن تضيفها إلي أجنده المنظمه و تدفعها إلي اعلي قائمه الاولويات بعد أن كانت مجرد أحلام تنشدها لأطفال السودان... أضافت خبرتها و اللغه التي إكتسبتها الكثير إلي مقدراتها الفطريه هذا ولا يمكن باي حال أن نغفل (قدراتها السحريه) ، فلها ما لها من سحر و جاذبيه ( ما ينوء بحمله بشر) ، هي حقاً فاتنه رغم أنف مواربات منعم فى ذلك.. إحتفي كثيراً بنص محمد المكي إبراهيم وهو يسكبه في عينيها
    يا مكحولة العينين ..
    يا مجدولة من شعر أغنية ..
    يا وردة باللون مسقيّه ..
    بعض الرحيق أنا والبرتقالة أنتِ ..
    يا مملوءة الساقين أطفالا خلاسيين ..
    يا بعض زنجيّه , يا بعض عربيّه .. وبعض أقوالى أمام الله
    ويمضي مستمتعاً بدهشتها المتكرره به حتي يصل
    يا برتقاله ساعات اللقاء قصار ..
    تأملينى في الصباح أطلْ ..
    البحر ساجٍ وتحفافُ النخيل غزل ..
    وبركة القصر بالنيلوفر إزدحمت ..
    والنحل أشبع كاسات الزهور قبل ..
    ( ثم يقول كأنما يهتف وهو يشير بالسبابه في كامل الجديه و يُعلن )
    واننى الآن أزهى ما أكون ..
    وأصبى من صباى ..
    ومكسياً من النور الجديد إزار ..
    تأملينى فإن الجزر أوشك - إنى ذاهب-
    وفجأه ينهض وهي تصدق فعلاً (ذهابه) المزعوم كل مرة ، و يمد يده ليضم يدها و يسحبها لتنهض ليمشوا في (المين رود) بزهو و إنتصار لا يتناسب مع قهر الدنيا، ولا عهر السلطه، و لا يمهلهما طويلا ...
    يهمس فى أذنيها بشقاوة محببه
    - لكن الاطفال الخلاسيين بالغو عديل كده !!
                  

04-29-2011, 09:15 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)

    الى عبدالله الخطيب .. وبالضروره مامون وبابكر
    إثر هاتف لم يمهلنى طويلا ..
                  

04-30-2011, 01:42 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)

    لمحت "حاتم" ينتظرها أمام بوابه" المطعم السياحي العالمي " ما زال هذا الإسم عالقاً بذاكرتها رغم تغيير إسم المطعم و قائمة الطعام والعاملين به، و حتي "رفيقها" إليه .
    كانت تأتي إليه برفقه "منعم" في أمسيات ندية و يتسكعا بعدها في الطريق إلي الداخليه ، وكان ذلك أثناء مماحكاته الأليفه بأن يسلك طرق بعيدة لــ"يتسع الطريق"
    - منعم ماشي بي وين؟
    - ده أقرب شارع
    - بالله؟
    - ما مصدقاني يعني؟
    - يعني..( تقولها ضاحكة و هي تلعب معه نفس اللعبة)


    لعنت الأفكار و النسيان الذي أبي أن يجود عليها بمثقال ذرة تُقيم بها أود الحاضر، نفضت تلك الذكريات عنها مع هزة راسها التلقائيه لتُبعد خصلة شعرها المنسدل علي وجهها عن عينيها و إبتسمت حين ألتقت عيناها به..
    "حاتم " وسيم دونما ترف ، يشبه شباب الستينات ، يذكرها بزمان أسود و ابيض تماماً كما هو الآن ، تصرفاته لا يشوبها الرمادي ولا تتخللها الألوان ، واضح الرؤيه و جرئ العبارة ، تعجبها تعابيره المختلفة و تطويعه للغه ، و تستغرق بسعادة بالغة في "الونس" الممتع معه...
    - إزيك يا سلمي ؟ كيفك؟
    - أهلاً يا حاتم .. كيفك إنت ؟
    تقالدا بإعتيادية فائقه، و شوق خفي ، ومن ثم دلفا إلي المطعم ..
    فتح حاتم الباب الزجاجي و أنتظر حتي تدخل سلمي وسألها و هو يتأملها بنفس مطمئنه:
    - نقعد فوق أحسن ؟
    - ممكن .. الجو كويس.
    - أوكي.
    حال جلوسهما ، تشاغلت سلمي بالبحث داخل حقيبتها ، وهي حركه تغلُب عليها كلما إزداد توترها ، وهي أصلاً تبحث في داخلها عن شئ ما ، أي شئ تتشبث به ليذيب ثلج اللحظه و ..إشتعالها...
    - كيفك يا سلمي؟
    - كويسه الحمد لله
    أقفلت الحقيبة و وضعتها جانباً
    - انت الليله عامله فيها سمحه ولا شنو؟
    - نعم؟
    قالتها بجدية لا تتناسب مع الشاهد الأمين علي "حلاوتها" تلك التي بذلت فيها أنوثة مقدرة جدا لدرجة إكتمال (المكياج) ، وذلك على الرغم من انف جنوحها الازلى ل " عسكرة " تفاصيلها الانثويه وتماما كما كانت لتعجب " منعم محمود" .. تبسمت دواخلها إذ تذكرت قولته الشهيره بان تلك " العسكره " هى " أمقس مقاس".. يا الله يا " منعم " !!
    المهم في الأمر أن إنحيازها لأن تبدو "أجمل" حسم ذاك الجنوح, لتبدو الآن وتماما وكما أخبرتها نظرات زبائن المطعم قبل أن يعلنها "حاتم" ، لم تجد حينها بُداً من أن تبتسم وأن تستدرك وبخجل حقيقي :
    -شكراً

    (عدل بواسطة محمد حيدر المشرف on 04-30-2011, 01:52 PM)

                  

04-30-2011, 02:29 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)

    كان خجلها طبع أصيل فيها ، و حياءها فطري وشديد البداوه كما كان يردد أحمد، لم تكن تتصنع إنكسار الأنثي ، حياءها لم يمسه الزمن ولم تبدده السنوات ، لم تؤثر فيه طرائق تفكيرها المختلفه و ثقافتها العميقه وتلك التجربه الكثيفه و السنوات الطويله التي قضتها في الغربة ، وفوق هذا و ذاك عملها ونشاطها السياسي في الدفاع عن حقوق المرأه الإجتماعيه و تساوي الفرص، وإهتمامها الفعلي بتطوير و تشكيل الوعي والتحرر من التفكير التقليدي لتعريف الدور المرسوم للمرأه بعناية، وهذا غير دراساتها العديدة في أصل التمييز وأصل التعريف الجندري ، وما كان لانحيازها الحقيقي لكل تلك القضايا أن يغير من طبعها السودانوى الاصيل وذاك الخجل اليخالج ذاتها الآن كــ" بت "، بل و لم يساعدها كثيراً حتى في إزالة التوتر المشوب بـ"وجع البطن الشهير " الذي يصحبها فى كل مرة يمس شغاف قلبها ذلك "الإحساس" والذي تجهد نفسها كثيرا في تسميته أسماء كثيرة أقربها إلي الحب فيهم أجملها ، وها هى الآن تمارس ذات الإنكار القديم لإحتمالها الزائف لإندفاع الدم فى شرايينها و "بقوة" لا ولن تستطيع معها صبرا.. تكاد تسمع صوت منعم يأتيها من البعيد مرددا ذاك البيت الشهير لتاج السر الخليفة ..
    " طوبي إذا أحتملت شراييني هدير القلب حين أراك"
                  

04-30-2011, 10:02 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)

    قضت مع "حاتم" أمسيه لطيفة حقا ، وهو يمارس "غلاطه" المحبب و يقاطعها بعبارات دسمة و رؤي عميقه وترد عليه بأعمق منها، لتستمر دهشة الإكتشاف بينهما قائمة لا تنقص مثقال ذرة كل لقاء ، وها هما ينبشا في دواخل بعضهما البعض بحثاً و "عشما"،.. يبحثان عن أصدقاء قدامي وعن تفاصيل دقيقة تخص الإنتماء الى تراب رحيم، والى تلك الكهوف المسكونة فى الذاكره نحو رفاق ذهبوا في حال سبيلهم بيد أنهم مازالوا قيد الخاطر .. ، وعن أحلام و أمنيات عتيقة تمتد الى جذور الروح ومنازعات الحنين، كانا يمنيا القلب بالكثير ، يصحب سلمي في ذلك حنين يلفها ، و عشق كنقص القادرين وأجمل ، يصاحبها أينما ذهبت, تحسه أحياناً و هو يضع يده في كتفها و يلف ساعده حول عنقها وبحنو بالغ .. تماما وكما كانت تفعل "ندي" صديقتها الصغيره في الإبتدائي و التي فقدتها ذات مساء و "عويل ".. ماتت "ندي" بضربه "ماس كهربائي" من ثلاجة قديمة ، ماتت ندي وزُفت كعروس الى وحشة قبرها, ودوما ما يتراءي لسلمي ً مشهد ندي وهي ممدة في "عنقريب" مفروش ب"برش الجرتق" .. نعم, كان كذلك .. ومفروشا ب "برش جرتق" و أقدامها الصغيره, اقدام ندى "مخضبة" بالحناء أو كما كان يتراءي لها, وشعرها الأسود الطويل منسدلا تحتها كمحفة من الحزن الطويل. لم تستطع سلمي ابداً أن تجزم بحقيقة المشهد أو خيالاته ، لكنها عاشت جازمه بأن الحنان هو ندي ، كانت تستدعيها كلما ضاقت بها الدنيا و تاه الطريق.. فتلفها بذات ذاك الساعد الحنون، وكذا كانت تعشق معانقة ساعد منعم لكتفها وهو يسرق تلك اللحظات ما بين تلك الممرات الاليفه لكليه الصيدله, وإن هى الا لحظات خاطفه قبل أن تزيحه عنها برفق و تقول عكس ما تعنيه تماماً

    - منعم أقعد ساي.

    ويقعد "منعم" ساي ، ضاحكاً مستبشراً...

    عدي فات زمن العيون الإلفة
    والحضن الملاذ
    ورهافة الحس البلّون
    ضحكة الناس العُزاز
    بعد الحنان الكان زمان...

    إستمعت إلي مصطفي يغنيها وهي في طريقها إلي المنزل بعد أن ودعت "حاتم" وعلي وعد بلقاء قريب، كانت تبتسم وهو يقول

    - أها, نتلاقا قريب

    إبتسمت ، وكانت تعلم يقينا أنها سترأه فى أقرب ما يكون..
    إتسعت إبتسامة سلمي لتمتد إلي قلبها و هي تسمع مصطفي يصدح بما تعتمل به دواخلها

    وإشتقت أرتاح في عيونك
    فيهن ملامحك ذاتها
    من غير اي زيف
    وإشتقت لضحكه صباحك
    والدعاش...
    و الناس وفا
    وخوة صفا
    و...
    ....

    (عدل بواسطة محمد حيدر المشرف on 04-30-2011, 10:08 PM)
    (عدل بواسطة محمد حيدر المشرف on 04-30-2011, 10:13 PM)

                  

04-30-2011, 10:08 PM

لنا جعفر

تاريخ التسجيل: 06-18-2003
مجموع المشاركات: 222

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)

    كرهانة أقاطعك يامحمد بس حبيت أقول ليك أني هنا واسترديت باسويردي
    بعدين مشتاقين جدا
    محتاجة أقراك من أول البوست
    ح اسيب ليك رسالة
    وعندي ليك مفاجأة
    طمني عليك يا أروع الرفاق
                  

05-03-2011, 08:59 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)
                  

05-04-2011, 05:49 AM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)

    وصلت سلمي إلي شقتها التي إشترتها في المنشية ، تلك "الشقه" التى كانت تمثل لها ملاذها الأليف حين تدخل إليها ، بذلت جهدا كبيرا في تأسيسها وترتيبها وفقاً لأحلامها القديمة الى بيت يجمعها و "منعم".. كانت غرفتها المفضلة "الونس" ، غرفة للقراءة و الموسيقي و الونس ، كانت قد إبتدعتها و "منعم" كي تكون ملاذهما و الأصدقاء و لأمسيات كان فى البال أن تكون .. صممت سلمي الغرفة وفق تفاصيل ذاك الحلم وقيد خروجه للتحقق ، أرفف الكتب الممتدة بعرض الحائط ، الإضاءة الموزعة بعناية في الأركان و الأبجورات في المناضد الجانبية، لوحات زيتية منتقاة بعناية فائقه وتنتمى للذكريات، مشغل الموسيقي الذى جلبتة معها وتلك الارفف الانيقه للشرائط و الأسطوانات, تحوي فيما تحوى تأريخا من الغناء الطاعم و الموسيقي .. يبدأ ذلك التأريخ ومن قبل عثمان حسين و (قصتنا) ويمتد إلي نانسي عجاج و(رفقه) مروراً بمحطتها اليومية مصطفي سيد أحمد بالاضافه لبعض الحنين إذ يكون "شايقيا" كصديق أحمد .. تتوزع في الغرفة مقاعد وثيرة دون ترف، بألوان دافئة تنتمى للفرح الداخلى دونما تطرف ، كان المكان مهيأ تماماً لطقوس " الونس" الذى ما زال يراوح مكانه فى البال القديم ..

    وضعت ذات الأسطوانة التي جلبتها من السيارة في المشغل ، داست علي الزر و جلست تستمع إلي مصطفي يغني

    روح زماني و في رجاك
    عانيت قساوة الإنتظار ..
    في ضل شبابيك السفر ..

    إستعادت ذكري لقاءها بمنعم في لندن ، "مقالدتهما" تلك الحميمة، أو ذاك العناق المؤجل والذي لم يكن ليعفيها منه ما أستطاع إلى ذلك سبيلا أو ما إستطاعت هى إليه سبيلا .. بيد أنها كانت “ تقالده” ذاك اليوم بإرتعاد .. و قلبها ينبض بقوة ، وتبتعد بسرعة خوف أن يسمع "منعم" خفقان الارتعاد ..

    إعتدلت في جلستها وهي ترامق تلك التفاصيل "المافيشه" في أرجاء الغرفة ، وقعت عيناها علي صندوق تحتفظ فيه بأوراق قديمة, صندوق يشبه تماما "سحارة" جدتها"بت حامد" رحمها الله .. قامت اليه وأخذت تعبث فى تفاصيله تلك القديمه .. وجدت صوره تجمعها وبعض صديقاتها في "الداخلية" .. كانت تضحك في تلك الصوره و "تتكل" بإلفة ولا أجمل علي كتف "نسرين" .. ترتدى (توب) أمها "الرمادي" ويرتديها .. في الصورة نسرين و"البنات" وهن يلبسن"جلاليب البيت" ، يا الله .. يا تلك من أيام!!..

    كانت تشارك نسرين و هنادي و أميرة تلك الغرفه الأحلى فى داخليه "كرار" .. وبالإضافة إلي الغرفة تشاركن الأكل و الملابس ، و بعض الأسرار بالتأكيد ..

    هنادي "بت عطبرة"، "زميلة" من أيام الثانوي ، قوية الشخصية و قلبها"حار" .. كانت بمثابة الأم لهن رغم أنها لم تكن أكبرهن، إلا أن طولها و جسمها الفارع و الذي لا يخلو من جمال واضح لا تخطئه العين من أول نظره ، كان هو ما أهلها للعب دور الأم و القائد في الغرفة وأمن لها أيضاً دوراً مميزاً في "الحزب " وذلك لإكتمال تلك الشخصية القوية بعقل راجح و تفكير ثوري و فهم عميق ، هذا وإن كانت لا تخلو من "حماقة" ترتكبها من حين لأخر .. ومرد تلك "الحماقه" بعضا مما ورثته عن جدها "العمده" كما إتفقن ..

    أما أميرة "بت الحصاحيصا", ضئيلة الجسم و الشهية و الكلام، لكنها تسحرك بحديثها وغناءها العذب متي ما راق لها مزاج الغناء، وذلك لا يكون الا في بعض الليالي المقمرة، صوتها كانت أحلى بكثير من "هند الأمين" لولا إختلاف طبيعة "الغناء" و "الحضور" و "القندفه" المميزه لهند الأمين وهى تغنى ل "عركى" و "عقد الجلاد " و " ماريا كاري " .. تذكرت ذاك ولم تبال مطلقا باتهام "منعم" غير المعلن أن ذاك محض "غيره" .. كانت سلمي تستمتع برفقة أميره في السطوح و الونس الطويل والمعافى معها ، لأميرة - فى الواقع - حكايات غريبة عن "حلتهم" و شخوصها ، أبرزهم على الإطلاق "علي" حبيبها والذي لم تحدثها نفسها بغيره طوال ايام الجامعة ، ما زالت سلمي تذكر إسمه و تفاصيله الكثيرة و التي تصفها أميرة بدقة حتي تكاد تراه "طويل أخضر قيافة" .. أو كما غنت له في تلك الليالي ..

    نسرين كانت تقضي معهم معظم الايام، رغم أنها تسكن الخرطوم، وما كان لها ان تفقد متعة "ونسة السطوح" و تفاصيل "داخلية البنات" وبالضروره متعة لقاء "أحمد" في أمسيات "الميدان الشرقي" أو تلك الحفلات الليلية "المرتجلة" في الغرفة .. و التي بدأت حين جادت أميرة ذات ليلة و غنت "أغاني العروس" بمصاحبة هنادي و جردل ( لبني) أستخدم كدلوكة, تذكر تماما وبوضوح تام أن لون "الجردل" كان "لبنى" .. فأجاتهم أنا كثيرا بإجادتى "رقيص العروس" و بتقنيه عالية تتناسب و جسدى المتواطيء مع الأغنيات ها و المنثنى ك(فريع البان) ما تغنيها أميرة .. حاولت نسرين ما أستطاعت ان تجاريها ، هذا و أمتدت عدوي الرقص لتشمل بنات الغرف المجاورة .. لينتهي الحفل فجأه و ينفض إثر وصول المشرفة، تلك الحادثة الشهيرة والتي كادت ان تؤدي بحياتهن فى تلك الداخليه " كرار " ..

    لمحت طرف ورقة خضراء وهي تقلب الأوراق داخل الصندوق ، سحبتها و هي تبتسم، تذكرتها تماما وإذ هي أول الغيث، كانت أول قصاصة إرتكبها نحوى منعم محمودإذ كتب ..

    (بيني وبينك الضحكة ورحيق الشاي، و طعم الخبز و السترة و مساء النور، بيني و بينك ..
    تذكُر عندما بدأ منعم ترديد المقطع الأول لـ(سنبلاية) محجوب شريف
    وتوقف فجأة .. وهو يغوص في عينيها
    لم تكن تستطيع أن تنظر في عينيه طويلا ، حولت وجهها ونظرت بعيداً ، ثم أطرقت

    - مالك سكت يا منعم؟

    رد عليها منعم بعد صمت مهول

    - "أي رضا أفأت به علينا ، من أى عطفك قد أذنت لنا بهذا القدر أن نهواك ؟!"
    - عالم عباس ، "الليل في الرمق الأخير"، عليك الله واصل ..
    - لا
    - لا ليه؟
    - تدفعي كم طيب؟
    - كم شنو ؟
    - كم ضحكة

    فتضحك بعفوية تشبهها.. بينما تختفي عيناها إثر إستغراقها في الضحك و تظهر تلك الغمازه المحببة في خدها فيضحك منعم و .. يستجيب

    - أوكي نقول واحد
    - يلا قول ..
    - من أى عطفك قد أذنت لنا بهذا القدر أن نهواك ..

    أعادت القصاصة إلي الصندوق بعناية و أرجعته إلي الرف و عادت لتستلقي علي الكنبة وتسمع المغنى الرسول يغنى

    ومشيت أفتش عن
    خطاويك القبيل .
    واضّارى من زمناً ..
    وراك ملانى خـوف
    أشتقـت ليك ..
    اشتقت أرتاح فى عيون
    فيهن ملامحك ذاتا
    من غير أىّ .. زيف

    قفز "حاتم" إلي ذهنها فجأة ، أحست و كأنما تمارس طقوس الإعتذار إليه، لم تشأ أن يكون "حاتم" مجرد بديل لمنعم، كانت تريد علاقة معافاة، علاقة حقيقية، كانت تعرف أن حاتم أهل لها وأنه مستوفي لأحلامها، قررت أن تمنح نفسها و حاتم فرصة، منعم ليس هنا و لن..ربما ، لا مكان للإحتمال ولا هي تستطيع إحتمال .
    قاطع أفكارها صوت الهاتف في ذات اللحظة التي حسمت فيها أمرها بأن تبدأ من جديد..وكأنما تواطأ الكون مرسلاً إليها اليقين ،فردت بفرح طفولي:

    _ أهلاً يا حاتم.
                  

05-04-2011, 01:47 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)

    لنا جعفر ..
    كان أول ما تبادر لذهنى عند حضورك هنا ..
    أنك أولى الناس بهذا البوست ..
    فياخى أنا راجيك هنا وهناك وفى حتات كتيره ..
    لا تغيبي و .. مشتاقين
                  

05-05-2011, 05:22 AM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)



    كلما أود العوده ل " نص " إشراقه
    تعجزنى الكلمات ..
    بالأمس, مسكت بيدى العاريه الا من الأشواق " أنثى المزامير " " Das Weibliche der Flote"
    هذا وعرفت ثعالب جنونى الماكره أنى فى هواها نعامة تدفن قلبها فى رمال هذا العطش
    فليكن إذن هذا إليها مرسوم عشق قديم يتجدد..


    شكرا إشراقه مصطفى حامد ...
                  

05-07-2011, 10:16 AM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)

    *
                  

05-09-2011, 03:14 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)




    - نايمة؟
    - أبداً والله صاحية
    - وصلتي كيف؟
    - تمام الحمد لله
    - مالو صوتك حزين كده؟
    - لا أبداً مافي حاجة
    - أنا عارف يا سلمي إنو نحن ما بنعرف بعض من فترة طويلة، لكن بالجد أنا حاسي إنو نحن قريبين شديد، يمكن التجربة و الواقع مخليننا أقرب من الأصحاب ولا شنو؟
    - والله يا حاتم أنا برضو حاسة كده
    - طيب ما تقولي ياخي ، ما تقولي..
    تضحك سلمي بعفويتها الطفولية، و بفرح حقيقي، و يضحك حاتم جذلاً مستبشراً
    - تتذكري أول مرة نتلاقا؟
    - أكيد ... في دار الحزب
    - من يومها أنا ما مشيت ، رائك شنو نمشي سوا
    - لا أنا اليومين ديل أعفيني من المشوار ده
    - ليه يا سلمي؟
    - والله يا حاتم الحاجات جواي جايطة شديد تجاه الحزب
    - كيف؟ عاوزة تحكي
    - والله يعني ، عاوزة و ما عاوزة
    - يعني شنو؟
    - يعني أنا عاوزة أحكي ليك إنت حاتم ، لكن ما دايرة أحكي ليك كزميل.
    - ممكن توضحي أكتر
    - أنا عارفة إنك فاهم كويس
    - فاهم شنو
    - فاهم و غالباً مريت بالحاجة دي و عرفت تماماً نوع التعامل البتم مع أي رأي مغاير بتقال وكيف بيطلقوا عليهو ظهور روح مفارقة و تيار إنقسامي، ده لو ما سموه ليك إنهزامي
    - والله يا سلمي لو إتكلمتي معاي بوضوح أكتر بكون الكلام مريح و موضوعي
    - أنا بفضل نغير الموضوع ده ، الدنيا ليل غربة و مطر
    - غربة عديل كده؟
    تحاول سلمي الخروج من دائرة الحوار الجاد فتكسر حاجز اللغة مع حاتم ، وهي تحاول ما أستطاعت أن تكسر أوثان عنادها ، و تمسك بلجام عواطفها لتقودها تجاهه
    -تعرف يا حتومي إنك بتذكرني زمن عجيب
    يرد حاتم بعفوية ، رغم أنه لم يتجاوز تلك المناداة المحببة لإسمه والتي إنتفض لها قلبه مبتسماً
    - طيب ما تحكي لي شوية؟
    - عن الزمن؟
    - لا عن الناس الكانو في الزمن داك
    - لا دي دايرة ليها أيام بلياليها عديل كده، و أنا بكرة لازم أصحي بدري
    - خير مالك؟ في حاجة بقدر اساعدك فيها
    - لا أبداً بس عندنا إجتماع مع المدير الإقليمي جاي من كينيا عشان مشروعنا الجديد في دارفور
    - أوعي تكوني حتسافري يا سلمي؟
    - أكيد طبعاً ، ده مشروع حياتي يا حاتم، لازم أكون فيهو خطوة خطوة، علي الأقل في المرحلة دي
    - يعني حتقعدي كم؟
    - والله يا حاتم الفترة الأولي دي شهر تقريباًو..
    - شهر؟؟؟ قالها حاتم مقاطعاً بشدة تتساوي و إختلاج قلبه
    - أي والله لازم
    - ما عايزين متطوعين يسافرو معاكم
    - عايزين طبعاً ، عندك لينا ناس ؟ قالتها سلمي و هي تضحك و تسلمه دفة الحوار الموجه تماماً نحو الإجابة التالية لكنها لم تكن مدركة لمدي جديته
    - عندي طبعاً ، ممكن ترسلي لي في الإيميل فورمات التطوع دي؟
    - جداً بكرة برسلها ليك
    - يلا أخليك تنومي ، تصبحي علي خير يا عزيزتي
    قالها وهو يعنيها تماماً ،فقد أصبحت سلمي تحمل رتبة في المعزة لا ينافسها فيها أحد
    - وإنت من أهل الخير، و دعناك الله

    تمددت سلمي علي الكنبة وهي تغالب النعاس، والأفكار المتلاطمة في ذهنها،وحاولت دون جدوي أن تجبر نفسها علي الذهاب إلي غرفة نومها .
    دخلت "سيدة " إلي الغرفة بعد عدة طرقات علي الباب ، دفعت الباب لتجد سلمي قد نامت علي الكنبة، كانت تبدو مستغرقة في النوم و شعرها الطويل يغطي وجهها بفوضي محببة، كانت متكورة علي نفسها كجنين ، تناولت سيدة الغطاء الصوفي من ظهر الكنبة وغطتها بحنان وافر، زرعته سلمي بداخلها حين أحتضنتها و صغيرها أحمد في دفء بيتها.
    لم تفارق ذهن سيدة مطلقاً يد سلمي الممتدة بحنان إلي أحمد ذات شتاء قارس وهما يحتميان بحائط الجامع الكبير ، وهي تفرش "الطبق" الممتلئ بالفول و التسالي و قراصة النبق التي تحبها سلمي ، توقفت هناك لتشتري منها ، مد "أحمد" يده الصغيرة وهي ممتلئة بـ(خمشة فول مدمس ) مبتسماً إبتسامتة الساحرة والتي وقعت سلمي في أسرها حال إلتقت عيناها به.

    عرفتها سلمي وهي تتجاذب أطراف الحديث معها و تطيله لتكسب بعض الوقت ريثما تحفر ذاكرتها بحثاً عن أي شئ يفسر إلفة هذا الوجه الحزين ،سألتها بلهفة
    -إ نتي من الأبيض؟
    - أيوه نعم و إنتي كمان؟
    - أيوه من القبة..

    تجاذبت معها أطراف الحديث، لتكتشف أنها أبنة حبوبة السارة ،فراشة المدرسة الإبتدائية، كانت سلمي تحبها منذ اليوم الذي وقعت فيه و جرحت جبينها ، تلك العلامة التي كم مازحها بها منعم في عز "الشكلة" وهو يدعوها "تأبط شراً" ويشير إليها كدليل دامغ ،حضنتها حبوبة السارة برحمة ودفء عجيب ،كانت سلمي تعرف تلك العينان، كانت متأكده من قربهما، كيف لا و قد كانتا تمتلئان دفئاً موروث يمتد إلي سندوتش الفول كل فطور صباحي، وهي تساعد أمها، لكم تساءلت سلمي لماذا لا تذهب إلي الفصل لتدرس ما دامت تقضي اليوم كله في المدرسة.

    جذب "أحمد" طرف فستانها ،فالتفتت إليه ،وجهه ملائكي فعلاً ويبتسم بفرح معدي، ينظر إلي عيناك وكأنما ينفذ إلي قلبك، إمتدت اللحظة التي إلتقت عيناه و سلمي لتأخذها إلي عوالم غريبة، مرت أحلامها أمامها بسرعة لتكتشف أنها لم تحقق منها شيئا، لحظتها قررت سلمي أن تحقق احلام الأخرين و ان تبدأ به
    بـ "أحمد"
    بعد مرور عدة أيام ،وعدة مفاوضات تحل أزمة أمة، إنتقل أحمد و سيدة للسكن مع سلمي ، بعد أن مدت يدها إليهما بود و حنان لم تجد عليهما الدنيا بمثله قبلا ،وتقبلا تلك اليد برضي لا تغيب عنه عزة النفس المتأصلة في "سيدة" تلك التي لم يحرمها منها الزمن رغم تأمره علي العديد من مقومات الحياة الأخري،إشترطت "سيدة" أن تعمل مقابل سكنها وصغيرها، وقبلت سلمي الشرط برضي وفرح، إذ وفر لها رفقة مأمونة تزيح بها عن كاهلها قلق خالها حيال سكنها في الخرطوم وحيدة.
    خططت سلمي لـ"أحمد" مستقبل تمنته لأطفال أحلامها مع "منعم"، أدخلته الروضة القريبة من المنزل، و عاهدت نفسها أن تمضي معه الطريق مهما طال أو ضاق، "أحمد" الساحر الصغير، لم تكن لتتمني ألطف منه ولا أذكي، وديع، محبب، حنون وله ذات اللمسة الحانية تلك التي ورثها عن حبوبة السارة ، خفه دمه تتجاوز سنه لتعبر سنواتك وضحكته المفرحة تدك هذا الزهج القائم دكاً دكا..
                  

05-09-2011, 07:36 PM

Ishraga Mustafa
<aIshraga Mustafa
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 11885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)

    Quote: بالأمس, مسكت بيدى العاريه الا من الأشواق " أنثى المزامير " " Das Weibliche der Flote"




    ومنتظرة بفارغ جرادل الروح قرايتك للمجموعة يا محمد
    علّ العطش يسكن ولو قليلاً ياصديقى
                  

05-10-2011, 09:49 AM

توما
<aتوما
تاريخ التسجيل: 08-07-2003
مجموع المشاركات: 1466

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: Ishraga Mustafa)

    Quote: بالأمس, مسكت بيدى العاريه الا من الأشواق " أنثى المزامير " " Das Weibliche der Flote"


    تعرفي يا إشراقة

    لا يسعنا إلا أن نكون مع من ينتظر

    رغم الإرهاصات و الدعاوي المكثفة والتي إقتربت للإستجابة لها درجة

    لكنني عدلت عن ذلك لشئ في نفسي الأمارة بالـ(الكعوبية)

    نسختنا الموقعة

    ما زالت قيد المواعيد السراب

    وعليه الشكية لـغير الله

    عدم شغلة ..

    أو كما غنت أم حسنية لولدها الغائب في سراب (لوبيا واليمن)

    ضياع زمن..

    ___________________________

    محاولة لرش البوست بخرطوش أخضر ذات رملة في تمام العطش
                  

05-10-2011, 01:44 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: توما)

    يعنى الكلام ده يا توما الواحد يعتبرو نيران رحيمه ولا شنو !!
                  

05-10-2011, 08:27 PM

لنا جعفر

تاريخ التسجيل: 06-18-2003
مجموع المشاركات: 222

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)

    Quote: !
    لنا جعفر ..
    كان أول ما تبادر لذهنى عند حضورك هنا ..
    أنك أولى الناس بهذا البوست ..
    فياخى أنا راجيك هنا وهناك وفى حتات كتيره ..
    لا تغيبي و .. مشتاقين !


    محمد مساك زين يا أجملنا
    أنا بحاول أمسك بخيوط كتيرة انت نسجت بيها رقعة جميلة هنا
    حتماً راجعة ليك ياسيد الناس لكن ماخدني أستغراق في غناويك دي
    والله يعلم بمفاعيل الشوق يازاهي
                  

05-10-2011, 11:24 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: لنا جعفر)

    وضعت سلمي قدمها علي أولي درجات سلم الطائرة وقلبها يخفق بشدة .. يحسبه من لا يدركه خوفاًوهلعا، الا ان فرحتها كانت شديدة وهي في طريقها لتحقيق حلمها و أحلام الكثيرين ممن ينتظرون هناك، دون أن يدركوا أو يتنبئوا بقدومها، هم فقط ينتظرون..

    جلست علي الطائرة الصغيرة الخاصة بالمنظمة والتي حملتها و معها ستة من زملائها، أثنان منهم سودانيان، والبقية من الأجانب، كانت السيدة الوحيدة في الرحلة، لذا فقد أولوها إهتماما خاصا و تركو لها ذلك المقعد الأمامي جوار النافذة, كما ولم يجلس أحد منهم بجوارها .. فتمتعت بقدر معقول من الراحه, وبقدر إتساع المقاعد الضيقة أصلاً. راودتهم الكثير من الظنون تجاه صمتها المهول، وقد كانت بالفعل في حاجة ماسة لمساحة من الصمت أكثر من أي شئ آخر . لم يكن أحد منهم ليدرك ما يعتمل بصدرها في تلك اللحظات، لا إنقباض عضلات الحجاب الحاجز, ولا ذاك التوتر الذى يفضي ومباشرة إلي "وجع البطن الشهير" إذ يداهمها بصحبة الفرح وفي زيارات متباعدة الا أنها وكثيرا ما تعلق فى روحها طويلا ..

    نظرت سلمي عبر النافذه مع إرتفاع الطائرة، وكانت تحدق ساهمة فى تشكيلات السحب المتفرقات, وتمارس ذات التقريع الذي بدأته منذ سنوات، تقريع لنفسها و لآخرين في البال .. أؤلئك المذكورين بحسن الظن و العشم، أصدقاء و زملاء و حتي جيران، تحدث نفسها و تحدثهم بذات الحدة التي بدأت بها مقالها "اللعين" (دارفور وتاريخنا المنكسر) ليس هناك ما يشرح أو يبرر كيف مرت مأساة دارفور من تحت أبصارنا و لم نراها أو نستيجب.. كيف ؟

    ما زالت سلمي تسأل ذات السؤال ..
    كيف أستطعنا أن نمارس ذلك الصمت العقيم؟..
    كيف وما انتبهنا وكما يليق لما يجرى ويكون ؟
    كيف مرت تحت سمعنا و بصرنا و لم نتأثر بها ؟
    كيف ونحن نمشي علي ذات التراب الرحيم.. ما زلنا نأكل وجباتنا بإنتظام ، نأخذ أطفالنا إلي المدارس، نحتفل بالزواج و أعياد الميلاد ، و نجتمع بود و إخاء في بيوت العزاء .. عادية هى حياتنا رغم المكابدات .. وهناك وفي الوقت نفسه .. في ذات تلك اللحظات التي نقهقه فيها بمتعة أو بغيرها .. هناك من يُقتل أطفالها الأربعة و زوجها أمامها، ثم لا يكتفى القتله بذلك ويتركوها لاحزانها التى كانت وستكون .. لا، كيف يذهبون دون أن يوصموا إنكسارها بالإغتصاب " القانوني" !! ومن ثم يرمونها جثة عارية إلا من رحمة الله.. بينما يذهب بعضهم إلي الجوار يتسكعون بطمأنينة "مسنودة" ، يطلقون الرصاص بـ"متعة" علي رجل مسن، تماماً في الرقبة وعند الكتف ، ويطلقون علي أخيه رصاصة "لاهية" عند الركبة ، تُري من منهم أقدر الأن علي حمل الأخر أو مساعدته؟! ..

    وهناك .. تختبئ ذات الأعوام الستة داخل برش ملفوف، وهي تضم اليها أخيها الرضيع وبقوة، تكاد تكتم أنفاسه خوفاً من أن يطلق صرخة الحياة فتكون سبباً في موته، تتمتم بتعاويذ تتضرع فيها لإله رحيم قد يستجيب، وهي تنظر من فتحة صغيرة لأمها تُغتصب و والدها راكعاً يطلب الرحمة، وقد كان أن إستجاب الله له، فسرعان ما أطلقوا رصاصهم عليه وأردوه قتيلا، وما زال أحدهم يذكر أمها بنيلها الشرف العظيم بينما يقذف سمه داخلها، قبل يجفف نفسه بثوبها وهو يضحك ، ويُطلق الرصاصة وعلى عجل .. فلديه من تلك المهام الجليلة الكثير.. أي مصير ينتظر تلك الطفلة، أي حياة ستعيشها بعد هذا اليوم، أي يقين ستسوقه الأيام إليها بعد الأن ، و أي حلم ستُصدّق ، و أي جفن سيغمض لها فى مقبل الأحزان !!...

    من أين أتي هؤلاء؟.. مقولة لم يدري قائلها حينذاك بأنها ستمتد لتشمل مثل هذه الكائنات، آلات دمار شامل صنعتها الحكومة وأطلقتها متعطشة للدماء، يتحركون بأفكار لا تمت للانسنة بأدنى الصلات ويؤمنون بها، أُنتزعت ضمائرهم و أمتلأت نفوسهم حقداً و طمعا، لكنهم يستخدمون أدوات قانونية ، قتل و إغتصاب قانوني وبرعاية أمير المؤمنين وهو يباهي بأنهم سيستخدمون الجيش و المجاهدين و الخيالة للقضاء علي التمرد..

    تمرد؟ ..
    عانت دارفور الإهمال التام منذ عهد سحيق، لا صحة ولا تعليم ولا غذاء، تلك الأفعال لم تكن عفوا ، هي أفعال نفعلها لبعضنا البعض و مع سبق الإصرار و الترصد..

    كانت سلمي تحمل كتب عديده جلها عن دارفور، و جميعها كتبها غير السودانيين ، قطعوا مئات الأميال .. أتوا إلي دارفور من كل صوب وحدب .. وقدموا ما أستطاعوا و كتبوا عنها .. بينما نحن هنا، نرفل في الرهق المعافى والمكابدات الحياتيه الصغيره والتى لا ترتقى أبدا لمقام الموت المنصوب فى دارفور، بل ولا ندري عن أمرها شيئا!!.. وكان هنالك من يحارب بإسمنا و يقتل بإسمنا ودونما تفويض غير صمتنا الجــــــــبان.

    اخرجت سلمي إحدي المطبوعات التي تستعرض كتب عن دارفور ، كان كاتبها مستاء بقدرها حيال ذاك الصمت ، عنون مقاله هكذا “Genocide in Slow Motion” إستعرض كتاب” “A Short History of a Long War, by Julie Flint and Alex de Waal. كانا مُلمين بتفاصيل المأساة حيث ذهبا إلي دارفور وكادت فلينت أن تلقي حتفها هناك في العام 2004

    (عدل بواسطة محمد حيدر المشرف on 05-11-2011, 10:42 AM)

                  

05-10-2011, 11:47 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)

    سألت سلمي نفسها ما الذي كانت منغمسة فيه لهذه الدرجة في ذاك العام ، 2004 ما الذي ؟ ..
    ما الذي جعلها لا تدرك حجم المأساة التي حدثت ولا التسمية الحقيقية لتلك "الأبادة الجماعية الغامضة" كما يذهب المقال إلي تسميتها بإسمها الذي وُلدت به و لقبها الذي فُطرت عليه ..
    وتماما وكما تناولها جيرارد برنير في كتابه “Darfur: The Ambiguous Genocide by Gérard Prunier” ما زالوا يكتبون عن دارفور .. و عنهم هناك ، و عنا ، يُلقون باللوم علي أنفسهم حتي لتخال أنهم المجرمون ، يلومون عدم إهتمامهم الكافي ،وإكتشافهم المبكر لتلك المجزرة ، عدم التنبؤ بقدومها، و عدم فعل شئ لإيقافها ، وعدم فعل شئ للضحايا ما الذي فعلناه نحن " لنا" ؟ كل الذي نملكه تجاهها أن نعتذر عنها للإنسانية التي ندعيها و نكتبها في كتاب التاريخ ، تحت بند مأساة إنسانية أخري فقط هذا لا غير هذا مع التسليم التام لسيادة مجموعة معينة والخضوع لأحقيتها الكاملة بذلك و كأنما خُلق الوطن خصيصاً لها ، ليرثوا الأرض و من عليها.. توقفت سلمي طويلاً عند حوار المحرر مع مجموعة من النساء و الفتيات بقرية للاجئين قرب نيالا، لاحقهن الإغتصاب حتي هناك ، تربص بهن و أنقض حين خرجن ليجمعن الحطب ، سأل المحرر الأسرة لماذا تخرج النساء لجمع الحطب ما دمن أكثر عرضة للأذي و الإغتصاب ، كانت الإجابة بسيطة و سهلة ، كما الفعل الذي مارسته تلك المليشيات، وكما كرهت تلك الاجابه المفجعه .. لماذا يا الله .. لماذا ؟!! الأغتصاب أداة حادة أستخدمت للإرهاب ، إثارة الذعر و تشريد القبائل، هو فعلُ يبذر الخوف في نفوس الضحايا ويصبح السكوت موتهن البطئ . المرأة في دارفور _ إغتصابها حدث جلل وأثاره النفسية ممتدة لأسرتها و قبيلتها ومع ذلك أصبح خيارها الإغتصاب.. يخرجن لجلب الحطب فيُغتصبن فقط .. فقط! وما ذاك بأهون من أن يخرج رجالهن و أولادهن ليُقتلوا ..
    وضعت سلمي سماعة الـ(سي دي) الذي أهداها إياة "حاتم" في أخر لقاء لهما، علها تهرب قليلاً من زحمة الأفكار المتلاطمة في ذهنها أتاها صوت المغني الرسول ليلثم أحزانها برفق:
    علمينى الإحتمال
    ونحن كيف نقدر نقاوم فى بلد ملّ الحِوار
    صرخة بتموت فى المزارع وزيف مشتّت فى الشوارع
    بين مداينّـا الكُتار
    علمينى الإحتمال
    ونحن كيف نقدر نقاوم هجمة الزمن التتار
    وكيف نحصِّن ومضة الأمل البيشرِق كل مرة وفى إنتظارى ...
    وكيف أجاوب عن هوانا لما يغلبنى السؤال
    لما يتأرجح منانا بين مظنة وإحتمال...
                  

05-11-2011, 10:56 AM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)



    إشراقه يا حبيبه ..

    Quote: علّ العطش يسكن ولو قليلاً ياصديقى


    لا يبدو ذلك إطلاقا ..
    لا يبدو ذلك وهذا العطش يمحل فينا كل الخلايا ويمتد نحو الروح قليلا او يزيد ...
    لذا ترينى منحازا أكثر لفكرة "البلع" خاصتك ..

    سأعود "لأنثى المزامير" وكاجمل ما يكون الرهق اللذيذ إليك ..
                  


[رد على الموضوع] صفحة 4 „‰ 5:   <<  1 2 3 4 5  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de