العطش ...

العطش ...


08-17-2007, 05:55 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=340&msg=1309450432&rn=0


Post: #1
Title: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-17-2007, 05:55 PM

الي ..

شهداء الحركة الطلابية ..

طارق , سليم , التاية و محمد عبدالسلام

عليهم السلام اجمعين ...

( انهم يعزفون الحانا محرمه ... بمزامير محرمه )

( من فيلم Brave heart )

( 1 )
منعم محمود :-


كان ذلك ظهيره النحيب الحزين لحاجه آمنه حين أوصد منعم وجه سلمى فى غرفة

نائيه خلف سهوب الذاكره ... لم يشعر برغبة البكاء اذ تأجل ذلك سنوات عديده عندما ألفى

نفسه ينشج بين ذراعى أمل عند الضفة الاخرى لنهر مزيف , فى مدينة غريبه , بعد عشرون عاما

من النحيب الحزين لحاجه آمنه ..


حدق مليا وجه أمه - منذور هو للبهاء , ومبارك عند الرب هذا الوجه - وهو

يكاد يشتعل بالحزن , وفاجعة الرحيل , وهذا الصمت الموجع ... من اين لنا هذه القسوه ؟..

وهذا الحنان الداكن الملمس , والعميق جدا حد الموت ... من أورثنا هذا الفصام مع اللغه ..

اوكلما اوغل المعنى فى احترافه فينا , سكت الكلام ...

كان الصمت نبيلا جدا بالحضور الشاهق لحاجه آمنه ... سرى منه شيئا كالنحيب الحزين ,

وتمتمات صلاة فجر , واحتدام مطر ... تدفق العرق من مسامه غزيرا ... وأمدرمان فى

تمام صيفها ذو الشمس المستبده ذات الملمس العنيف .. وحاجه امنه تواصل نحيبها فى الروح ,

لم أشاركها النحيب الا بعد عشرون عاما .. عند الضفة الاخرى لنهر مزيف فى مدينه غريبه

أحسست بالرحيل بالرحيل يهبط ثقيلا فى الفراغ بينى وبينهم , أمى وحاجه آمنه ومنى وهى

تجئ بابريق الشاى وتغادر الغرفه .... أين ستذهبين بحزنك يا منى ... أعرف أنك لا

تتطيقين الوداع , ولكن مهلا .. دعينى أحاول البكاء لديك قليلا ... دعينى أملا حشاشاتى بوقود ما

سيأتى من حريق ... كم أنت صغيرة على البكاء ... وكم أنا مجبر على الرحيل , مكره

اخاك يا منى .... كم أحسست بالفزع عليه أخبرتنى ذات هاتف أن أبنك يشبهنى

- عيناه كعينيك يا منعم ..

أجبتك مازحا

- يبدو ان أمدرمان لم تتطهر من جراثيم الحزن بعد ...

- متى ستأتى ؟؟

- عندما أعود ...

ساعتها فاجأتنى سماعه الهاتف بذات ذاك النحيب الحزين لحاجه آمنه ( رحمها الله ) ... قد

اورثتك كل شى يا منى .... حتى النحيب

صببت الشاى لأبى وهو مطرق فى صمت مهيب , تماما كنبى يتلقى وحيه وهو يستبصر

خلف حدود الادراك ما سيأتى من نقيض ... بدا كخلاصة من أرواح اجداده العركيين فى جسد

نبي حزين .. سيصلب عند الفجر .. ويغدو الها.

Post: #2
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-17-2007, 06:06 PM
Parent: #1





طاردنى هذا الخاطر طويلا , حتى بحت بسره لمحمود ... ونحن فى منتصف

الكاس المليون بعد العطش . فى فندق اندهش رواده لمرأى نزيلين بهذا السواد ..

فى ليلة الميلاد بقريه صغيره خارج العالم , تبدو كقطعة ثلج فى خريطه اسهب

رسامها فى التفاصيل . التفت محمود الى زاهلا ..

- اما زلت تصلى ؟؟؟

- تماما بعد الوضوء .

أخذ أبى رشفة من كوب الشاى .. وكأنها شهقة من روحه التى اخذت فى

التسلل اليها ... كان السودان املا اخضر يضئ والنيل حلما من القطن

والماء والكهرباء ... اخرجنى صوت أبى من لوزة القطن واحلام المياه ...

كان صوته عميقا جدا و وحزينا جدا وهو يقول ...

- أدرك تماما اتساع الهوه بين ما انت عليه وما تريد .... أنتم جيل الخروج

فلتذهب .. حاولنا كثيرا ان نورثكم هذا السودان معافى ... حاولنا اللا نورثكم

هذا السودان ممزقا ... احلامنا كانت عصية على التحقيق .. فانقلبنا وبالا عليها

وانقلبت وبالا علينا ... هم , لم يحلموا ابدا بوطن جميل , سعوا وراء

احلامهم الصغيره , فأدركوها وانخزلنا ... لا نقوى حتى على النسيان , لذا قدرنا

ان نبقى فيه ... وليكن قدركم الرحيل ولكن ... ليكن الرحيل دوما اليه , انت

من هنا , فى الحقيقه نحن الراحلون ... قد لا تجدنى حضورا عندما تعود ,

وقد تجدنى حضورا فى الغياب , وفى الحالين قد زرعت فيك بذرة لن تموت ..

هذا الوطن لعنه , فاحرص ان تصاب بها ... رغبتى الا تزرع بذورك فى رحم

غريبه ... لا تجعل من احفادى هجينا ماسخ , عندها سترسخ فى اغتراب

لا يموت ... تذكر دائما ان ( النى للنار ) نجض امورك كويس , شد حيلك

ومع السلامه ...

Post: #3
Title: Re: العطش ...
Author: Abd Alla Elhabib
Date: 08-17-2007, 07:04 PM
Parent: #2

كان صوته عميقا جدا و وحزينا جدا وهو يقول :
Quote: أدرك تماما اتساع الهوه بين ما انت عليه وما تريد .... أنتم جيل الخروج
فلتذهب .. حاولنا كثيرا ان نورثكم هذا السودان معافى ... حاولنا اللا نورثكم
هذا السودان ممزقا ... احلامنا كانت عصية على التحقيق .. فانقلبنا وبالا عليها
وانقلبت وبالا علينا ... هم , لم يحلموا ابدا بوطن جميل , سعوا وراء
احلامهم الصغيره , فأدركوها وانخزلنا ... لا نقوى حتى على النسيان
, لذا قدرنا
ان نبقى فيه.

هم , لم يحلموا ابدا بوطن جميل
هم , لم يحلموا ابدا بوطن جميل
هم , لم يحلموا ابدا بوطن جميل

يا لها من حقيقة
ويا له من رجل.
التحية له ولك يامحمد.

Post: #5
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-18-2007, 08:50 AM
Parent: #3

الحبيب عبدالله ..

سلامات ..

هم لم يحلموا ابدا بوطن جميل ..

تحياتى ودمت عافية وحضور

Post: #146
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 11-21-2008, 06:07 AM
Parent: #2

*

Post: #4
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-18-2007, 04:36 AM
Parent: #1




أدار النذير محرك العربه الذى انطلق بخشونة ظل صداها يرن فى

اذنيه فى كل مساءات الرحيل ... امه , حاجه آمنه , منى , النور صاحب

الدكان ... الشوارع تعدو ... الفجيعة تكبر , تطل من حوائط البيوت ولونها

الاصفر الباهت , والاسفلت المهترى , وعيون البنات , وموت الرجال , وشواهد

القبور , وساعة البلديه , وقبة الامام , وحديقة المورده , و ... وجه سلمى الذي

اخذ فى التسلل من غرفته النائيه خلف سهوب الذاكره لمجرى الدماء , اه

يا منعم أين تهرب من دماك ..؟ هكذا همس منعم لنفسه قبل ان يطلب

من النذير اغلاق الراديو , حينها بدأ النذير بالكلام ...

- بالمناسبه جمعت ليك مجموعه كويسه من الشرايط , مصطفى وعركى

والبلابل وابوداؤود ... وفى كمان تسجيل الاذاعه بتاع ( الود ) , وشريط سعاد

بتاع كابلى ... ياخى ما عارفك بتسمع كابلى ده كيف .. حتى سعاد عندو بقت

زوله غريبه , ما سعاد بتاعت الدوش ... تذكر يا منعم اول مره نقراها. .

كنت معاكم فى كافتيريا صيدله لما طلعت سلمى القصيده من شنطتا و ..

شنطة سلمى ,,, شنطة سلمى , وأحس منعم بالعطش يجتاح فيه كل الخلايا ..

سلمى وأحمد وعثمان و .. ترى اين انت يا عثمان الان ؟؟.. اى خمر

تحتسى .. واى قوافى تسوقها الان نحو جحيم معناك العصى ... وارتسمت امام

عينيه تفاصيل يوم هو كألف عام ...

Post: #6
Title: Re: العطش ...
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 08-18-2007, 11:24 AM
Parent: #1

ما فى حاجة تتقال
غير انك روائى
ولك ذاكرة فوتوغرافية ولغة سردية لا تجعلك تنفلت

Post: #7
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-18-2007, 02:11 PM
Parent: #6

ما فى حاجة تتقال
غير انك روائى
ولك ذاكرة فوتوغرافية ولغة سردية لا تجعلك تنفلت


...

أ/ سلمى الشيخ سلامة ..


شرفت بهذة الكلمات ..

لا شي يقال ..

كلماتك قلادة ..

Post: #8
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-18-2007, 04:43 PM
Parent: #1





كانوا خارج كافتيريا قانون فى طريقهم نحو المين روود ... طلابا فى سنتهم


الاولى .. والنقاش مازال محتدما بينهم .. كان يتحدث بحماسة جديرة بسنه

- يا اخوانا انا ما عندي مانع او اعتراض على العلاقات الجامعيه بين

ولد وبت , انا عندي اعتراض على الاسفاف الحاصل ده ...

يعنى شنو اعرف لى بت عشان اقشر بيها وسط الشباب , وطبعا لازم

تكون شديده ومبكيه الناس ... واسوقا كافتيريا بزنس واتظر ربع ساعه

عشان القى لى كبايتين واجيها شايل الليمون وانا عاضانى نحله من النحل

الملموم فى حله الليمون , وحتى الليمون نصو مدفق فى الجزمه وراسم ليهو

خرايط غريبه جدا .. ونشرب ونحن بنعاين لى بعض ونغرود فى عويناتنا

ونتكلم عن عرس فلانه وحفله نجاح اميره وشريط ايمن بورسودان ... ده

كلام فارغ .

النذير

- ياخى عليك الله خلينا ... اصلو انتو المثقفاتيه ديل بتعقدو اى حاجه

وهو فى الذ من ليمون بزنس يا بزنس

عثمان

- النذير خلى الكلام الفارغ البتقول فيهو ده ... منعم كلامو صاح

احمد

- بس يا منعم كده ممكن نفقد العفويه فى العلاقات الانسانيه البسيطه

وكمان النذير بفقدنا البعد الجوانى والجوهري لمفهوم علاقه اطلاقا ... المنو

ممكن نحدد الجدوى من العلاقه .. وما نتجاوز

النذير

- أمٌك ... جابت ليها بعد جوانى وتجاوز ... عارفين يا جماعه انا

فعلا ما مهتم بى مساله البعد الجوانى دي ... انا مهتم اكتر باللستك

الجوانى خصوصا مع البنات ... يا اخوانا المساله دى واضحه .. انا

كده .. عليكم الله ما تبوظوا لينا البنات بى كلامكم ده ...

قاطعته صائحا

- انت اساسا ما فيك فايده ... بنية وعيك التناسلى اتولدت بيها

وحتموت بيها , والجامعه دى ما حتستفيد منها اى حاجه غير تفقد

السودانيين مقعد فيها , لا حتقدم البلد دي ولا تاخرها ... ماشى ساكت

كده ورا اصغر حاجه فيك ...

النذير

- وده كلوا ما عشان البلد , يا منعم التناسل ده فلسفه ... بس انتو

ما عارفنها ساى

ضحك عثمان وهو يمازحنى

- ده كلو هين ... بس يا منعم عرفت من وين انو الجاري وراهو

النذير اصغر حاجه عندو...؟

اجبته ضاحكا

- شفتو ... والله العظيم شفتو ... زمان ونحن فى تانيه عام وانا فى

البيت بعد المغرب كده اسمع ليك زول بكورك لى من ورا حيطتنا الفى

الزقاق ... اطلع القى ليك صاحبنا ده لابس ليك فنله داخليه .. آى والله بس فنله

وكمان لابسها بالقلبه ... سالتو والضحك كاتلنى يا زول مالك ... فى شنو ؟

قال لى وهو يمط فى الفنله ... كشه , كشه يا (.........) ... , جيب لى حاجه

البسها سريع ... قلت ابرمج بيهو شويه و لكن بالجد الموقف ما كان

بستحمل ... اخينا ده اتضح انو كان فى الزقاق الورا الاميريه ... والكشه

جات , تصورا جاري من زقاق السينما لغايه بيتنا فى حى البوسته

عريان ... وبعد ده كلو ما تاب .... هذا النذير حياتو ما حضر معانا

لا الحصه التالته ولا الرابعه ولا الخامسه ... يمشى الزقاق فو الفسحه

الكبيره ما يجى الا فى الفسحه الصغيره ... واليغيظ اكتر برضو يطلع

اول الفصل .. كيف ؟ ما عارف

استغرقنا فى فاصل من الضحك والنذير يردد

- خلاص فكيت التعرصه ... انشالله تكون ارتحت

- انا ما برتاح الا انت تفكر فى الكلام البقولو ليك ده ... اصلو

وفجأة قاطعنى عثمان وهو يقول ...

Post: #9
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-19-2007, 03:06 PM
Parent: #1





- منعم كده خلينا من التنظير بتاعك ده ... ديك سلمى الكلمتك عنها ,

وشكلها جايه علينا

النذير

- والمعاها دى منو ... تنفع تكون فتاة غلاف .. السماحه دي بيجوبوها من

وين ..؟؟

والتفت انا منعم محمود , التفت تلك الالتفاته الشهيره , والتى لم يغادرنى

بعدها وجه سلمى قط .... حتى بعدما اوصدته فى غرفة نائيه خلف سهوب

الذاكره , ظهيرة النحيب الحزين لحاجه آمنه ... لحظتها طافت بذهنى احداث

عشرون عاما مقبله .. عرفتها , عرفت سلمى ... فجيعتى التى اعلنتها انتحابا

بين ذراعى امل عند الضفة الاخرى لنهر مزيف فى بلاد غريبه ... اعادنى

صوتها المطير من ذهول الرؤيا والانصعاق وهى تحى عثمان

- عثمان ازيك ...

فقط لا غير - تماما - كاحترافيه المعني حد الفصام مع اللغه ...

صوت له رائحه الدعاش وذاكره المطر واشياء اخرى كثيره لا تشتهي

الرحيل , ولكنها تابى الاقامه ... تمدد احساسى بالصحراء , تذكرت حديث

هاشم صديق عن الحراز والمطر ..... ولاول مره بعد التفاتتى

الشهيره - والتى بها تؤرخ اشيائى - احسست بالعطش

عثمان

- اهلا سلمى .. كيفك .. ده احمد , النذير , منعم ... احمد فى اقتصاد

النذير فى هندسه معمار وانت لاقيتيهو قبل كده ... ومنعم

قاطعتيه يا سلمى

- فى طب معاك ... اهلا يا دكتور , دى نسرين معاى فى صيدله

وزاد احساسي بالعطش ...

Post: #10
Title: Re: العطش ...
Author: عادل التجانى
Date: 08-19-2007, 04:08 PM
Parent: #9

د . محمد حيدر المشرف

تحياتي

لعمري أن لك قلم لا يبارى ولا أملك إلا أن أحترم هذا السرد الروائي المتميز .
لا تدع هذه المواهب تموت في الغربه وهذا ما خلصت به من روايتك الأولى .

طبعاً هذا بجانب الشعر

عادل التجاني

Post: #11
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-19-2007, 07:15 PM
Parent: #1

أ/ عادل التجانى


يا امدرمانى فنان ..


أن تكون امدرمانيا تلك والله كمن سبق الحواس بى ركعة ..

وأن تكون امدرمانيا وفنان ..

فهى الأثقل ميزاناوايم الحق ..

شكرا على فضل كلماتك على قدرى ..

وشكري ..

Post: #12
Title: Re: العطش ...
Author: Ibrahim Algrefwi
Date: 08-19-2007, 08:29 PM
Parent: #1


Quote: وأمدرمان فى
تمام صيفها ذو الشمس المستبده ذات الملمس العنيف .. وحاجه امنه تواصل نحيبها فى الروح

تعرف يامشرف .
Quote: خلف حدود الادراك ما سيأتى من نقيض ... بدا كخلاصة من أرواح اجداده العركيين فى جسد

نبي حزين .. سيصلب عند الفجر .. ويغدو الها.


دخلت المنبر هذا ، إنتظرتُ كثيراً لكي اطالع شئ يجذب .
استمتعت بهذه العطش ، وهذاالسرد،إيما حضور ، إيما عطش ، أخذتني تفاصيل البناء
السردي عندك (وذاد إحساسي بالعطش)حركة الجملة المرتاحة التفاصيل وحتي كسر الدارجة داخل الايقاع ،
وهذا امر يحتاج فعلاً لكاتب ببالك .

اكتب ياصديقنا ( لمجرد الكتابة الصديقة للاحوال) ، أكتب و(.. تذكر دائما
ان ( النى للنار ) ، نجض امورك كويس , شد حيلك )

ومع السلامه ...

Post: #13
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-20-2007, 06:48 AM
Parent: #12

( الكتابة الصديقة للاحوال )

نعم ولكن ..
الحال تورمت


ا/ابراهيم
نحاول الالتصاق بذواتنا ريثما تعود الينا خلايا الجسد

( الكتابة الصديقة للاحوال )

نعم ..




تحياتى

Post: #14
Title: Re: العطش ...
Author: أبوذر بابكر
Date: 08-20-2007, 08:02 AM
Parent: #1

دى واحدة يا مشرف من الأشياء

البتبداها

وتتمنى إنها ما تنتهى

إنحازت ليك كل المزامير والله
وصدحت أنغام الكتابة السمحة

تسمح ايامك إن شاء الله

Post: #15
Title: Re: العطش ...
Author: بدر الدين الأمير
Date: 08-20-2007, 08:19 AM
Parent: #14

Quote: وقد تجدنى حضورا فى الغياب


يالوقعها وموقعها في النفس ...




تكلم يا محمد حيدر حتى اراك

Post: #16
Title: Re: العطش ...
Author: هبة الحسين
Date: 08-20-2007, 09:39 AM
Parent: #15

..وتقول مانصيحة؟؟؟

Post: #21
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-22-2007, 06:45 PM
Parent: #16

هبة ...

رأيت فيماأري احيانا انك هنا ..

تتوهطين دم الحكاية ..

تكونين سلمى

نسرين ..

امل ..

وحتما .. تكونين حاجة آمنة

هبة ..

اها النصاح ده نلقاهو وين ؟..

سلامات ..

Post: #20
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-21-2007, 05:59 PM
Parent: #15

الامير بدرالدين ..

و ..

اتجنن فقير الحلة ..

دقيناهو .. بى نفس السياط

اها .. عاطف خيري يشوفو كيف ؟..

الا أجيك ..

Post: #301
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 11-12-2009, 08:58 PM
Parent: #20

(*)

Post: #18
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-20-2007, 07:44 PM
Parent: #14



ابوذر بابكر

ايها الشاعر الرقيق ..

سلامات وكيفك وكيف كيفك ..

سعدت جدا بمرورك الكريم

تحياتى

Post: #17
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-20-2007, 01:05 PM
Parent: #1





ساعتها ... احسست بطعم كاسى المليون بعد العطش يقفز لحلقى

وانا ومحمود ... عشيه الميلاد بعد عشرون عاما مقبله , فى ذاك

الفندق ... فى تلك المدينه الغريبة خارج حدود هذا العالم ... وانا

اقرأ لمحمود نصا لتاج السر جعفر الخليفه


( كانت لحظة اللقيا ...




تجلجل فى فناء الروح ...




كان الحب يرقص عاريا ..




متجاهلا كل الخرافة , والمعانى السافله ...




كالنيل حين يضج بالايقاع , ينفذ وحده ...




عبر الصحاري القاحله ...




طوبى اذا احتملت شرايينى هدير القلب حين اراك )




تري اين ستكون حينها ايها التاج ... السر ... الخليفه

يا لصوفيه هذا الاسم ...

أفقت على صوت عثمان وانا مرتجف من برد ليله الميلاد

- منعم مالك ساكت , سلمى بتسأل فيك !...

التفت اليها

- ايوه , ليمون بزنس ما بطال ... ما عندى مانع اعزمك , تعزمينى

مافى مشكله ... المهم فى مسافه بيناتنا لازم نلغيها , ونحدد انت

عاوزه منى شنو ...

وادرت ظهري لهم ومشيت ... استوقفتنى بعد قليل

- طيب اقل حاجه انتظرنى نمشى سوا ... ولا بتحب تقود القطيع ؟...

- انت عارفه انك انتى الجارانى ... معاك قروش ؟؟...

- اهلا ... بدينا , يا دكتور انت العازمنى !...

- ذكرينى بعدين نشترى كراس عشان نقيد حساباتنا .... وصدقينى ما

حآكل الا حقك

- بس دى طريقة سداد صعبه عليك ...

- انى ظلوما وجهولا .. وكادح اليك كدحا فملاقيك

- ما حأشفق عليك

- ما عندك وقت تشفقى فيهو على نفسك

عقدت ما بين عينيها وهى تخرج بعض الاوراق الماليه وتقول

- خليك عارف ... كلو مقيد



.

Post: #19
Title: Re: العطش ...
Author: Emad Abdulla
Date: 08-20-2007, 10:38 PM
Parent: #17

.
لا حولا يا مشرف ..

ممتع ..
لو أقدر أديك قلده ماهلة .


شكرا يا محمد .. مرتين ..
مرة إنك ماسك ( تلابيب ) الكتابة .. و نحنا .
و مرة على " الحمد لله " التي أقولها الآن .. و كنت ظننتها منسية من طول عقم الحال .

.

Post: #25
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-23-2007, 06:11 PM
Parent: #19

الحمد للة ..
مثنى ..
وثلاث ..
ورباع ..



ان انعم علينا بمن هم سعاة الحرف
بجردون -بالليل - الفية المعانى العابرات خلايا وعينا


واجزم انك فيهم
وانك منهم


شكرا
عماد

Post: #125
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 11-05-2008, 06:05 AM
Parent: #17

..

Post: #22
Title: Re: العطش ...
Author: هند محمد
Date: 08-22-2007, 06:51 PM
Parent: #1

جميل سردك استاذ محمد .. تدفق وأمتعنا ..تسلم حروفك الآنيقة .. مودة

Post: #26
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-24-2007, 07:33 AM
Parent: #22

الجميل حقا هو مرورك هنا يا هند
عشرات حبابك .. سلامات

Post: #23
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-22-2007, 09:34 PM
Parent: #1






كانت كافتيريا بزنس كما اشتهيتها تماما ... احضرت الليمون بعد

صراع لذيذ مع ( الكبابى ) .. جلست بجانبها , ولكن .. تعذر الكلام ..

تردد صوت مصطفى سيد احمد يغنى ( ولا بيناتنا المسافه ) .. اغمضت

عينىً كى اعفى الاغنيه من حيز الشتات ... سألتنى بهدوء

- منعم وبتقرأ طب ومتأثر جدا بى مصطفى سيد احمد ...

فى حاجه تاني

- مريخابى ... ومن امدرمان

- منو القال انو المريخاب ديل بس هلالاب زعلانيين

- ممكن يكون نفس الزول القال انو الكيزان والشيوعيين وجهين

لعمله واحده

- داير تقول انو الهلال مؤسسه رجعيه .. يا دكتور الهل...

- داير اقول انت منو ؟...

- شنو ؟!!..

- انت منو ؟؟

- سلمى وهلالابيه وما من امدرمان ... وبكره شوارعها الضيقه

وبيوتها الملصقه وانفعال ناسها ال over بيها

- كده انت صاح

- صاح فى شنو ؟!..

- فى تعريفك لنفسك ... اصلو الناس نوعين ... من امدرمان وما

من امدرمان

Post: #130
Title: Re: العطش ...
Author: Muna Khugali
Date: 11-06-2008, 06:40 PM
Parent: #23

سرد وكتابه جميله تجبر علي عدم التوقف..

بس أنا هنا وقفت قدام قول بيعير عن حقيقة مشاعر سائده عندنا في العاصمه..



Quote: - فى تعريفك لنفسك ... اصلو الناس نوعين ... من امدرمان وما

من امدرمان


تحياتي مع طلب تسجيل حضور..

Post: #24
Title: Re: العطش ...
Author: fadlabi
Date: 08-22-2007, 09:58 PM
Parent: #1

يا محمد

دي ختت طوبة و جاييك بالراحة عشان أقرا كلام سنييرنا ده كويس و أديه حقه

Post: #31
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-25-2007, 02:58 PM
Parent: #24

فاضلابي
يا حبيب ..

سأكون .. قيد الانتظار
برهن الاصابع ..
و للسما

Post: #27
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-24-2007, 02:54 PM
Parent: #1




- يا سيدى اشبعوا بيها ... بس اطلعوا من دماغنا

-انتو الما بتقدروا تطلعوها منكم ... يعنى لو طلعناها منك هسى

حتسمعى غنى وين ... تقري لى منو .. تشجعى كوره كيف .. واهلك لما

ينزحوا يمشوا وين ... امدرمان دى مليون ميل مربع ... ما عندكم

طريقه تتجاوزوها ...

- دى ما مركزيه السلطه الضيعت البلد

- انتو ما هامش لانو فى مركزيه فعاله .. انتو هامش لانكم عاوزيين

تفضلوا هامش

- انت فاكر انو حاحبك لانو افكارك غريبه ... ولا متخيل غنيه مصطفى دى

متآمره معاك ... مغمض لى عيونك .. بالمناسبه ما بسمع مصطفى

- ليه ؟!..

- امكن بعد مريم الاخري غنى غربتو .. وذاتيه اى فنان بتكون خصما

على اضافاتو .. يعنى انا بقرا لى عاطف وعثمان والصادق ... وحبيت

حاجاتم اكتر وهى مكتوبه ...

- يعنى بتسمعى مصطفى

- ما بسمعوا

Post: #28
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-24-2007, 04:14 PM
Parent: #1





هتفت لحظتها كاذبه , لم اري احدا اشد منك حزنا عليه يوم رحيله

الحزين ... رأيتك تنتحبين خفيه , واعلنت عيونك الحداد موسمين من الاسى

والدموع .. وفى الخاطر

عشرون من الاعوام مقبله .. ووجهك يتسلل من خلف سهوب الذاكره

وقوافل العشاق تضرب فى تيه الانتماء اليك ... وذاكرة العطش تبعثر ما

تبقى من رمالك فى حلق الغناء ... ومناقير الطيور ... وطعم الحكايا عنك

فى برد البلاد الغريبه ... وتمتمات الشوق اليك ... وحزن القصائد اذ

تشتهيك ... وانت الحضور ... وانت الغياب ... هكذا تمتد الفجيعة فى

الرحيل ... صورة سلمى , وبذرة والدى , نحيب حاجه آمنه ظهيرة صيف

امدرمانى حزين ... ونشيجى بين ذراعى امل عند ضفة اخرى لنهر

مزيف بمدينة غريبه , وأكواب الليمون , قبر احمد , وصوتك المطير ,

ورائحة الدعاش , وذاكرة العطش

Post: #29
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-25-2007, 00:00 AM
Parent: #1






أشعلت آخر لفافة تبغ صنعت خصيصا للسودان ... ملأت رئتىَ

برماد الحريق ... والنذير ما زال يحاول تأكيد العلاقه بين

كابلى وادعاءات النخبه الزائفه فى السودان وحسين خوجلى وعمر

الجزلى والتصفويه واقصاء الاخر والتهميش ... ونحن نعبر

الكوبري انتبهت - انا منعم محمود - لحقيقه مرعبه

فقد غادرت امدرمان

Post: #30
Title: Re: العطش ...
Author: محمد عبدالرحمن
Date: 08-25-2007, 06:53 AM
Parent: #29

***

Post: #32
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-26-2007, 04:55 PM
Parent: #30



( 2 )

عثمان الفكى





كان الوقت اشبه بالبارحه عندما افاق عثمان من حالة سكر انتابته

اثر زيارة غامضه قام بها مامون لماري وهى فى تمام خمرها ..

أدخل يده تحت المخده وسحب كيس السعوط والذي بدا منهكا من

سوء الاستعمال .. استنشقه تماما كعاشق يستشنق جيد فتاته .. كور

سفة اودعها فمه بالاهتمام الذي يليق , وسب اجداد اجداد مامون الذي

استغرق فى فاصل من الضحك

- العرقى ده جبتو من وين ؟!..

- امبارح ما سالت مالك ؟؟؟.. لكن ما كنت قرد عديل

كده ...

اغمض عثمان عينيه محاولا التركيز فى ايجاد مساحه ذهنيه بينه

والسفه يرتاح فيها الخدر ... تذكر ضرورة ذهابه للمستشفى لوداع

زملاءه ... غدا يغادر كسلا للخرطوم , انتابه احساس مرير

بالتخاذل ... ماذا سيفعل فى الخرطوم .. وما ... وراح فى اغفاءه

افاق منها معتدل المزاج وقد خفت حدة الصداع - آخر تداعيات

زياره مامون الغامضه لخمر ماري - ارتدى ملابسه بعد دش

بارد ... حاول ان يبدو انيقا ولكن .. من اين اتت هذه الكرش

اللعينه ... تمتم فى ضيق , سمع مامون وقد اشتبك فى نقاش

صاخب مع آسيا ست الشاى

- يعنى ساعه كامله يا خالتى آسيا عشان جبنه ؟...

- هى يا ولدى ساعه شنو ؟... ما دابك طلبتها , بس ياها

عوايدك تكورك فى الفاضيه والملانه

- شكرا يا عسل

ودخل وفى يده صينيه الجبنه

Post: #33
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-26-2007, 08:51 PM
Parent: #30

محمد عبدالرحمن ..

مالك عملت لى ان فى الصمت كلاما و ,,, كدا

تحياتى يا حبيب

Post: #34
Title: Re: العطش ...
Author: محمد عبدالرحمن
Date: 08-26-2007, 11:39 PM
Parent: #33


يامحمد

ازيك ..

اتخيل القصة ماصمت ولاحاجة ..جيت صباح السبت
وبى نشوة الجمعة ..لقيت البوست دا قدامى
قبل مااقراه قلت (قطع شك البوست دا سمح )
ورفعت البوست ..

الليلة جيت اتأكدت من (فراستى ) ولقيت
البوست نديان بالجمال ..اللغة الرفيعة
والخيال الخصب والتداعى الجميل ..

اضفناك للاسماء التى يجب عندها (ضغط )
الماوس ..

ويبقى الود

Post: #35
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-27-2007, 09:14 AM
Parent: #34

محمد عبد الرحمن ..
الزول الماهل وب,,الراحه

ياخى بالجد الواحد متمنى ياسر مبيوع يجى ويسافر تانى عشان يودعنا/نودعو

اما العطش ..
ياريت تكون زى ما بتقولو ..
عارف يجوك ناس يخلعوا يقولو ليك كلام كويس عنها زى الناس الفوق ديل
ويفرحوك جنس فرح اصلو ما معقول ..
غايتو نمشى فى الدرب البطابق حسن ظنهم وظنك يا حبيب

Post: #123
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 09-30-2008, 06:39 PM
Parent: #30

*

Post: #36
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-27-2007, 05:02 PM
Parent: #1





- يا عب قاشر كده مالك ؟ ... وهو فى حاجه يقشرو

ليها

أدار عثمان جهاز التسجيل وانطلق صوت عبد العزيز داؤود

( وداعا ... روضتى الغنا ..

وداعا معبدى القدس ...

وداعا ...)

تناول فنجانه فى هدوء ... اشعل سيجاره ... اطل من عينيه

حزن تواري سريعا قبل ان يفاجئه مامون بسؤال بدا كقنبله

- انت سلمى دى منو ؟...

- سلمى !!!

- ايوه ... سلمى بتاعت القصيده

- قصيدة شنو ؟؟!

- يا دكتور انت ما كنت واعى ولا شنو ؟ ...

امبارح الميز كلوا سمعك وانت بتقول فى القصيده ... وبالمناسبه

... القصيده لغتها عاليه جدا , ومتماسكه جدا ... السكاري

الامبارح ديل كلهم سكتوا وانت بتلقيها ...

سلمى دى منو ؟...

اطرق عثمان وابو داءؤود يردد

( ولما لم اجد سلوى .. )

احس بالاغنيه تدنو من بقايا سكره الواهن , والصداع ... ومن

سلمى , آه يا سلمى ... ما زلت تنسلين من نسيج ذاكرتى

وتهدينى هذا السلام ... ترى , اين انت يا منعم محمود ؟...

تحت اى غيمة تكتب الشعر ... واى بلاد تستفيق على اساك

ولا تنام ... وكيف تحلم بسلماك العصيه ... وسلماى المستحيل ؟..

تذكر اول لقاء بين منعم وسلمى ... نعم كان المين رووود

فى تمام ضجيجه ... كانت الدهشة تطل من اعيننا .. والعزم يطل

من عينيها , ومنعم يبادرها بدعوة دونما اى مقدمات

- ايوه .. ليمون بزنس , بس انا وانت ... اعزمك تعزمينى ما

مشكله , بس فى لسه مسافه بيناتنا نحاول نلغيها ... ونحدد

نحن عاوزين شنو ... وكيف .. ومتين .

Post: #37
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-28-2007, 08:21 PM
Parent: #1




ساعتها , اغمضت عينى بشده فى انتظار سماع صفعه مدويه ...

وفتحتهما اثر ضحكة واثقه وسلمى تستأذننا فى هدوء وتنفلت وراءه

كالطيف ...

كنا مأخوذين تماما بالدهشة ... لم نعرف اينا اكثر دهشة من

الاخر ... غير ان النذير كان اول من تمتم فى ذهول

- بالله شوفو الزول ده !! ... قبل شويه كان بقول شنو

عن ليمون بزنس ...

احمد

- ديل كانوا راجين بعض ... اهلا نسرين

وعرفت ان دهشة احمد كانت لاشعار آخر

نسرين

- اهلا احمد وعثمان و ...!؟

النذير

- النذير ... اوعك تنسى الاسم ده تانى ... وبالمناسبه عازمك

ليمون فى بزنس عشان برضو فى حاجات كده وكده ... وبعدين انا

صاحب البطل طوالى

نسرين

- لا شكرا ..

- طيب منقه فى علوم

- شكرا

- كركدى هندسه اى حاجه

وانقضى ذلك اليوم ولا اثر لمنعم وسلمى ...

هجمنا عليه عندما عاد ليلا للبركس ... كانت خلاياه باديه العطش

بعينيه بريق خافت ... وحزن عميق

- يا زول وين انت ؟ والحصل شنو ....

- لقيتها ...

النذير

- لقيت منو ؟...

- سلمى

- وهى كانت رايحه ؟...

وبصوت عميق الاسى .. ما زال صداه يثير رجفتى ... رددت

عليه يا منعم

- لا ... حتروح

واحسست بطعم الليمون يقفز لحلقى

Post: #38
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-29-2007, 04:47 PM
Parent: #1




تمتم عثمان فى سره ومامون يصب له فنجان أخر من جبنه خالتى

اسيا...

ترى ... اين انت يا منعم محمود .... قسرا تساق كل يوم

لرحيل .. متى تعود ؟ .. كان احمد اول احزاننا , لم اكن اعلم

انى سأحمله ميتا فى ذراعى .. ما زلت اشم رائحة الدم فى

يدى , لم نكن نحارب ... كنا داخل اسوار الجامعه , نهتف بالصوت

ليس الا حين باغتنا النزيف ... اين كان النذير يومئذ ؟؟, فقط

تأوه ... نظرت اليه ... هالنى الحزن بعينيه ... لم يكن الما , كان

ذات الحزن الذى عرفته بعد ذاك طويلا ... شاهدت انبثاق الدم من

ثقب صغير بصدره ... اتسعت دائرة الحزن بعينيه , اطلت منها نسرين

.. وخالتى التومه ... والصغيرة تيسير , والهتاف ... الهتاف يصم اذنى


الجامعه تدين .... تجار الدين

والرصاص يدوى ... وثقب الدم ... ودائره الحزن تتمدد ... مدنى ,

ود ازرق , مدينه البحوث , حديقه وقيع الله , بانت , حنتوب , والرصاص

يدوى من جديد , والهتاف ... ورائحة الدم

صرخت فيه بفزع

- احمد فى شنو ؟؟ ... احمد مالك ؟؟..

صرخت فيك وانت ما زلت تهتف ... واصوات الطلقات ترن .. نظرت

الى بدهشه ... ثم اليه , صرخت

- عثمان ... احمد مالو ؟...


.

Post: #39
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-29-2007, 04:57 PM
Parent: #1

الاخوة والاخوات ..

اسمحوا لى باهداء هذا العمل البسيط والذى لا ارى له
تلك القيمة الادبية العالية لارواح شهداء
الحركة الطلابيه ..

.. طارق , سليم , التاية ومحمدعبد السلام
( عليهم السلام )

Post: #40
Title: Re: العطش ...
Author: مامون أحمد إبراهيم
Date: 08-29-2007, 09:51 PM
Parent: #39

يامشرف ,

لينا عظيم الشرف , بهذا الكلام المشرف

والمعانى المشرّفات .... هذا الكلام مُشرِّف !

قل لى بربك , أنت مُشرِف على ماذا ؟!!

سلامات وأشواق منذ الأزل .

Post: #41
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-30-2007, 04:05 PM
Parent: #40

مامون ..
سلامات ..

.. استشرف الان احاسيس حلوة ..
بمرورك ال .. مشرف
هلا واصلت هذا القرب الحميم ..


تحياتى ..

Post: #205
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 05-13-2009, 11:08 PM
Parent: #40

*

Post: #42
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-30-2007, 09:03 PM
Parent: #1




وحملناه سويا يا منعم ... كم كانت دماءه غزيره .. عبرنا شارع النشاط

... البوابه , حتى وصلنا شارع الجامعه , انحرفنا واحمد بايدينا فى

اتجاه قاعة الشارقه , عبرناها واحمد بايدينا ... اكان ميتا انذاك ؟ ,

اذكر ان دماءه مازالت تسيل ... دماء احمد تسيل , تسيل يا .. تسيل

والدخان يزكم انفى ..شى كالنار يزحف بعينىً .. ودوي الرصاص .. والهتاف ياتى من

بعيد ..

الجامعة تدين .. تجار الدين

ودماء احمد تسيل على ثيابنا , اهابنا , خلايانا , و حتى ارواحنا اصطبغت

بذاك بالاحمر القانى .. اكاد احس لزوجته فى اصابعى الان ... اكان ميتا

انذاك ؟؟... ونحن نجري , و نجري ولا شى سوى عربات الشرطه .. توسلنا

اليهم , اطل من عيونهم الحزن والتردد ... ثم انتصرت ارواحهم لانتماءها

الكريم ... وانطلقت بنا عربه الشرطه ... شارع الجامعه , المك نمر ,

السيد عبد الرحمن , الحوادث , الموت , الموت ... لماذا لم تبكى يا منعم

... اذكر ذاك بوضوح ... بكيت انا على صدرك .. انتحبت كالنساء على

صدرك .. ولم تبكى , ولكنى احسست بالعطش وقد اجتاح فيك كل

الخلايا ...

Post: #43
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 09-01-2007, 01:13 AM
Parent: #1





توافدت مجموعات صغيره من الطلاب ... وبعد قليل تحولت مستشفى

الخرطوم وما حولها لساحة محاصرة بعربات الشرطة والتى تمركزت فى

نقاط محدده بينما راحت عربات رجال الامن تجوب شوارع القصر والسيد

عبد الرحمن وبيويو كوان والشارع الداخلى المؤدى للمستشفى بسرعات عاليه

مع اطلاق زخات من الذخيره الحية من بنادقهم الاليه ... علمت فيما

بعد ان خبر استشهاد احمد قد سري بين الطلاب كسريان النار فى

الهشيم , كان هدف السلطات الامنيه منع طلاب المجمع الطبى

من التوافد على المستشفى ... بعد ان تم حصار طلاب السنتر بعد

مصادمات عنيفه داخل وخارج الحرم الجامعى ..

تم اقتيادنا انا وانت يا منعم محمود لمكتب الشرطه الصغير بالمستشفى

لمقابله احد رجال الامن الذي بادرك بالقول

- اهلا بالمناضل الكبير ... شايف نتيجة البتسوا فيهو ده ؟..

مش انت منعم محمود ولا انا غلطان ..

لم ترد عليه فقال

- مش مهم ترد .. ثم وجه لى الكلام

- انت ... الطالب المات ده من وين ؟...

- مدنى ...

- بتعرف بيتهم

- ايوه

- خلاص تتحرك حسع مع الجثمان .. ونادى احد الرجال لاقتيادى

مع التعليمات باكمال الاجراءات , وسرعه مغادرة المستشفى .. اقتادنى

الرجل وانا اسمع ضابط الامن يقول لك ..

- انت حتمشى معانا .. عاوزينك تشرفنا شويه ..

Post: #44
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 09-01-2007, 04:10 PM
Parent: #1




تحركت بنا عربه رجال الامن اللاندكروزر بعد المغرب بقليل ... معى

ثلاثه منهم بالاضافه للسائق ... وجثمان احمد مسجي فى الخلفيه ..

راقدا فوق الحماله المهترئه لمستشفى الخرطوم ... كنت خائفا , وحزينا جدا

حد الموت المكوم خلفى ... كانوا يتبادلون الحديث ببساطة متناهيه ...

يثرثرون ويضحكون وهم فى حضرة من قتلوا ... كانوا يمازحوننى بالصفعات

لم اكن اعلم قبل هذا اليوم ان بصدري ما يتسع لكل ذاك البغض الذي

احسسته تجاه اؤلئك البشر ... وصلنا مدنى نحو التاسعه .. هيئت

نفسى كى اصف لهم الطريق ... لم يطلبوا منى شيئا ... تجاوزوا ود ازرق

حاولت ان اشرح لهم ذلك .. انهالت على الصفعات , ثم غطوا عينى

بقطعة قماش ... سرنا نحو ربع ساعه حتى توقفت العربه , وامرونى بالنزول

... قادونى حتى ادخلونى غرفة اغلقوها على بعد ان اوثقونى بالحبال ...

لا اعلم كم مر على وانا بذاك الحال حتى اخرجونى ... احسست

بلسعة الشمس وقد تسرب لعينىَ المعصوبتين بصيص ضوء ... تحركت بنا

العربة من جديد .. سالونى عن موقع البيت .. شرحت لهم موقعه بدقه

حتى توقفت العربه ... من صوت حركتهم علمت بانهم انزلوا جثمان احمد

جائنى احدهم وانزلنى بعنف , فكوا وثاقى , دفعونى حتى ارتميت على

الارض , سمعت انطلاق العربه بسرعه جنونيه , نزعت قطعة القماش عن

عيونى .. غمرنى الضوء الباهر لضحى شمس الصيف ... بدات اعى

المشاهد رويدا رويدا , وجدت نفسى بوسط الميدان المجاور لمنزل احمد ,

و جثمانه مسجى بجانبى .. بدأ بعض الاطفال فى التجمع .. وبعض

النسوه ... الاوغاد قد جاؤوا بالجثمان فى هذا الوقت بالذات كى لا

يكون الرجال حاضرون ... بدا بعضهم فى سؤالى ... لم اقوى على

الكلام , حتى جاء شيخ كبير رفع الغطاء عن وجه احمد ... وابتدأ

العويل ...

Post: #45
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 09-01-2007, 08:11 PM
Parent: #1






مرت عدة اشهر كالحات ... لم نلتقى فيها الا لماما , حتى جائنى

النذير واخبرنى ان نسرين تريدنا الان و معا ... آه يا نسرين , كيف

القاك الان وانا لم انسى بعد طعم المرارة فى حلقى ... والانكسار

والهزيمه , حين وجدتنى اهتز كعصفور صغير امام خالتى التومه و هى

تسألنى لماذا اتيت باحمد ميتا ؟... وبكاء الصغيرة تيسير ما زال يرن

فى اذنى كقرع آلاف النواقيس .. كنت اعرف ان رصاصه اخري ستغرز

فى صدرى عندما ألقاك يا نسرين , التفت الى النذير قائلا

- منعم عارف ؟..

- راجينا فى امدرمان

ترددت قليلا ... ثم سألته

- نسرين عاوزانا ليه ؟..

- احتمال عرفت انو الجامعه قربت تفتح .. وقدرت انو

احسن نتلاقى قبل كده

- وسلمى ؟.. عرفت انها جات الخرطوم

- والله ما عارف يا عثمان .. انا اصلا متضايق من الموضوع ده

واحسن ننتهى منو سريع .. يلا منعم منتظرنا

.

Post: #266
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 09-03-2009, 09:04 PM
Parent: #45

(*)

Post: #46
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 09-02-2007, 01:57 PM
Parent: #1




وهكذا التقينا .... كم كنت مشتاقا لك يا منعم ... تعانقنا - فى

صمت - طويلا , ثم انتحبت انا وهطلت دموع النذير غزيره , ولكنك

لم تبكى ايضا ...

وصلنا بعد المغرب بقليل ... جلسنا فى الحوش ... جاءت نسرين

قرأنا الفاتحه .. ثم جلست , جلسنا ... لم نقوى حتى على تبادل

السلام ... لم تسعفنا اللغه ... تذكرت حديثك عن احترافيه المعنى حد

الفصام مع اللغه ... كسرت انت حاجز الصمت بهدوء قائلا

- كيف احوالك يا نسرين ؟..

- الحمدلله .. اسمعوا يا جماعه ... انا ماسكه نفسى بالقوه وما

عاوزه ابكى ... لاسباب كتيره فضلت القاكم هنا قبل ما نتلاقى

هناك ... انتو عارفين انا بعزكم قدر شنو ... وقدر شنو انتو

قريبين .. وفقدنا واحد ... ... بس ما حأقدر امارس علاقتى بيكم

زى اول ... احمد , الله يرحموا .. مات مره واحده و وانا بموت فى اليوم

الف مره .. بموت فى اللحظه دى بالتحديد وانا شايفاهو طالى وبنفس

ضحكتو ديك من عيونكم ... بموت لمن القاهو حاضر فى تفاصيلى كلها

... انتو فاهمنى واكيد حاسين بالكلام العاوزا اقولوا ... انا ما حاقدر

الاقيكم تانى .. ما حاقدر


وبذات هدوءك كان صوتك عميقا جدا يا منعم وانت تقول لها

- اصلا ما عندنا خيارات كتيره يا نسرين ... ما حنتفرق الا

عشان الحاجات البتلمنا ... خوفك مننا من حاجاتك العندنا وما فيشه

... خوفنا منك من حاجاتنا العندك وما فيشه ... والخوف ما زى الحزن

يا نسرين ... الخوف بكبر .. والعطش بزيد ... بس بيفضل عندنا

عندك حاجات لسه فى ... خلى بالك من نفسك ... وحافظي على

نفسك ... ولو اتخلصنا يوم من الخوف الكبر جوانا ده ... امكن

نتلم تانى ونتعافى ونصالح زمنا من جديد ... يلا شدى حيلك ,

ومع السلامه ...

Post: #47
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 09-02-2007, 05:44 PM
Parent: #1




و نهضنا ... وانفجرت نسرين بالبكاء , غالبت دموعى والتفت

اليك يا منعم ... لحظتها , عرفت ان كل خلية فيك تشكو

من العطش ... كنت تحدق خلفى تماما ... التفت , رأتها ...

رأيت سلمى .. كيف كانت قريبه منى لهذا الحد ولم احس

بسريانها ذاك العنيد فى عروقى ... كيف لم احس بدبيب نبض

العشق يموسق نبض القلب حال اقترابها منى .. لم تنطق هى - سلمى -

بشى .. اخذت بيد نسرين وقادتها لداخل المنزل ... ساد الصمت

بيننا طويلا .. والنذير يقود العربه بتوتر ملحوظ وصوت مصطفى

يغنى ..

( قطع شامة هواك من قلبو ..

الا هواك نبت تانى

وملا الساحات .. )

وبدون اتفاق مسبق اوقف النذير العربه امام احد

الكافتريات المطله على النيل ...


.



Post: #48
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 09-03-2007, 00:18 AM
Parent: #1





نزلنا ... طلب النذير القهوه , التفت انت الى النادل

مصححا ...

- شاى ... عاوز شاى ساده ..

باغتك النذير بالسؤال ...

- لاقيت سلمى الفتره دى ..

- آخر مره اتلاقينا كان معانا احمد ... فى الميدان الشرقى

تتصوروا !... كنا بنتكلم عن الموت ... عن الناس الاختاروا الموت

... مايكوفسكى , وعبد الرحيم ابوذكرى والعلاقه البيناتم ... احمد كان

بفتكر انو فى بعد صوفى فى الموضوع ... الحقيقه المطلقه البنمشى

ليها بغض النظر عن الاداة المستخدمه فى فعل الموت نفسو ...

ممكن تقع من الطابق العاشر , وممكن تتكيف ذهنيا مع الموت

وتموت .. وده بفسر موت المبدعين بدرى ... عبدالعزيز العميرى

مثلا ... اصرار محمود محمد طه كان برضو جزء من مشيهو

للحقيقه المطلقه .... موت صلاح احمد ابراهيم بعد على المك

بشويه ... والناس الاقل شفافيه بختاروا الغياب كموت بديل ...

والناس الماعندهم شفافيه بقعدوا ... عثمان مالك ساكت ؟...

رشفت من فنجانى وانا ما زلت امد بصرى فى الظلام

الكثيف اليلف توتى ... ثم قلت

- عارفين انو غياب احمد خلانى اكتشف انو موجود فى

حياتى بصوره غريبه ... تفاصيلى كلها ما بتم الا بيهو .. احمد

كان هادى فينى ... جزء كبير من فهمى للحاجات كان من

تاثير احمد على .... زى فنان كان بلون فينا بى ريشتو , وبدون ما

نحس نطلع اجمل ... يا الله يا احمد ...

.

Post: #49
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 09-03-2007, 04:55 PM
Parent: #1




وتحدثنا كثيرا ليلتها .. ضحكنا طويلا , وطويلا مارسنا

الحزن .. وقبل ان نفترق قال النذير

- غريبه انو نضحك ... بس كنت حاسس انو احمد

كان بضحك معانا ... الايام الفاتت كنت بحس بالذنب

لو لقيت نفسي بضحك ...

التفت يا منعم محمود اليه قائلا

- يا عزيزى ... عندما تصبح التجربه اقوى من الالم ...

ينمحى الاحساس بالذنب

صاح فيك النذير

- انت الكلام ده بتجيبو من وين ؟!..

رددت عليه

- محمد شكرى ... رواية وجوه , عندى فى البيت

وحاديك ليها ... بس تقراها كويس

بعدها ما افترقنا قط .. الا بعد رحيلك الحزين

عن امدرمان ... حبلك السري ... او عن تلك الشامه التى قطعتها

من قلبك , فازهرت بستان عشق فى باحة روحك العطشى ... سلماك العصيه

... وسلماى المستحيل

وها انذا اعود اليك يا خرطوم .. ليس فى يدى سواك

ماذا بيديك لى .. ايتها اللعينه

.

Post: #212
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 05-29-2009, 10:53 AM
Parent: #49

*

Post: #50
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 09-04-2007, 04:04 PM
Parent: #1


( 3 )
منعم محمود




الدنيا ليل .. غربه ومطر , وها أنت يا منعم محمود

- وفى كل المساءات الغريبه - تعود , لرحم الارض امدرمان .... ولمدارات

خروجك الحزين ظهيرة النحيب الموغل فيك ابدا ... وها أنت الغريب فى

المدن الغريبه لا شى سوى جرثومة متحوصله فى كبد الغياب ...

لا تمنع الذكري , ولا تقوي على هذا المطر الشجين ... وسلمى

... عليها اللعنه , مازالت تمارس ايغالها الموحش فيك بذات هدوؤها

المستفز ... الواثق ... الشفيف , سلمى العصيه على كل الكؤوس ,

والمسافات البعيدة ... و الرحيل , هل كنت تحبها حقا ؟... حدث منعم

نفسه هازئا بالاجابات المعلبه ... راقب جيدا احتقان السؤال على زجاج

النافذه .... ابتسم بمرارة لصورته الشبحيه المنعكسه على زجاج النافذه قبل

ان ينتبه ل ( آنَا ) وهى تحييه بحميميتها الدافقه

.

Post: #381
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-29-2011, 11:40 AM
Parent: #50

*

Post: #51
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 09-06-2007, 02:47 AM
Parent: #1

###########

Post: #52
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 09-06-2007, 09:13 PM
Parent: #1



هتفت به آنا

- عزيزى منعم كيف حالك اليوم ... لا تبدو بحال جيده رغم

الابتسامه .... هل تذكرت احدى الخائنات

- عزيزتى آنا .. كم انت ماكره , لكنه ريتشارد من يدفع ثمن

ذلك ... اليس كذلك ؟ كيف حاله

- ليس لديه الكثير هذه الايام ليورط نفسه فيه ... ولكن ما الذي

اتى بك باكرا هذه الليله ؟...

- هناك موعد ... ولكن وكما قلت لك نحن قد نلتزم باى شى

الا المواعيد

- وهل يوجد شى آخر تلتزمون به .. انتم الافارقه لا تتعلمون

ابدا

- دعك منا ... والان اين ليزا لتاتينى بالبيره البارده ... اما انت

يا عزيزتى فلتذهبى لافريقيا لاستعمارها من جديد ,, ولا تنسى

ريتشارد

- ولماذا اذهب وانتم هنا !.. ما رأيك سأبدأ بك الان ... وان

كنت لا اثق بالنتائج ... اووه عزيزي المسكين منعم , كلهم يأتون

هنا ليفرحوا قليلا الا انت , تشرب كثيرا كى تحزن ... البارحه

سألتنى احداهن عنك , من هذا الاسود الوسيم , رأيت بعينيها

بريق لهفة فنصتحها بالرحيل لاقصى قرية فى الشمال لتطفى لهيبها

فى الثلوج هناك ...

اذا رحلت ... فسنلتقى , فانا يا عزيزتى الراحل الابدى عبر

المساءات الغياب .. والمسافات العصية , والابتلاء ... ولكن لماذا تأخر

محمود ؟... تمتم منعم لنفسه وهو يتامل الذهبى ذو الرغوه

العنيفه .. جرع منه وهو يدعى الانصات ل آنا وهى تمارس ثرثرتها

الاليفه حتى اقتحمهم محمود فجأة ... كان شديد الاشراق كأنه نازل

للتو من السماء , حاضر الوسامة والالق ... وحميم جدا هذا

المحمود ...

- معليش على التأخير .... الجو سى جدا مش كده , كيف

حالك يا آنا

- بخير كيف حالك انت ؟.. ها قد اتى صديقك , فلتسعد

- انا اسعد بك حقا يا آنا

جلس محمود بعدما عاد بكأس ... وعينيه ما زالت تومض بشده ..

عرفت ان لمحمود ما يخفيه .. تعمدت الا اسأله لاخبتر قدرتى على

الصبر ... ورحنا نثرثر

.

Post: #53
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 09-07-2007, 06:18 PM
Parent: #1





- كيفك يا محمود , وكيف ساميه وهبه

- كويسين ... ساميه مصره ارجع بيك فى يدى , بكره اجازه

وما عندك ايى طريقه للزوغان

- خلينى بكره اجى اتغدى معاكم ... اصلا مشتاق جدا لى هبه

- هبه حتفرح بيك ... تصور بقت تقول اسمك بطريقه لذيذه

( اموو موونئيم ) ... لكن ما عندك طريقه .. حتمشى معاى الليله

ساميه عامله حسابك على العشا , وبكره يوم مفتوح وعندها ليك

مفاجئه .. الموضوع ده محسوم , سمعت تصريح الطيب الخير

الاخير ؟...

- ابدا ... لكن بتوقع يحصل انشقاق فى حزبهم قريب

- اتوقعت المساله دى كيف ؟... التصريح فعلا هجوم عنيف على

القياده ... مع انو كان اقرب الشباب للسِد ..

- شوف يا محمود ... الطيب عندو جلابيه لكل مرحله ...

بغير جلدو كل ما يحس انو ضاق عليهو ... بكره حيطلع

ليهو بيان وينشق مع مجموعتو ... بعد بكره يرجع الخرطوم ...

وحينتهى وزير ... حساباتو دقيقه جدا ... ايام الجامعه كان

صوتو اعلى مننا .... كان صوره مثاليه لمناضل شرس وعنيف ..

لكن تتصور انو اصلا ما تم اعتقالو ... بعد الجامعه اتفاجأنا

بانضمامو للحزب الكبير .... نفس الحزب الكان بهاجمو ... استقبلوه

هنا استقبال الابطال ... ومشى فى الحزب بسرعه الصاروخ ....

لو عرفتو يا محمود حتلقى دكتاتور كبير جواهو ... هو مثابر

لكن افقو السياسى ضيق جدا ... ولو رصدتو كويس حتلاقيهو

حايم فى كل المواضيع بى بره ... حياتو ما اتجاوز اليافطه

والشعارات ... عندو ذاكره فوتوغرافيه للاحداث , لكن قدرتو على

التحليل صفر ... صدقنى يا محمود النوع ده خطير جدا

وللاسف , بوصل لاهدافو ... دى يا محمود مأساة بلد زي

السودان

.

Post: #54
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 09-08-2007, 09:01 PM
Parent: #1




- عارف يا منعم ده كلام غريب !... انا لاقيتو

كم مره وكان دايما بسألنى عنك ... بذكر آخر مره

هاجمك بى شكل غريب ... هو بفتكر انك نزلت من

قطر النضال فى محطة الجامعه ... ده تعبيرو بالظبط

انا افتكرت انو الموضوع نوع من الزعل منك والاهتمام

بيك ... بس يا منعم بغض النظر عن الجزء الغير

معلن فى هجومو عليك .. لكن

- عاوز تقول انو فيهو جزء من الحقيقه ...

عارف يا محمود قصة القطر دى هى ذاتها المشكله ...

المسار الواحد البوصل لى محطه واحده حددتها السلطه فى

السودان ... السلطه بى معناها الواسع , البتلمهم كلهم

حكومه , معارضه , احزاب , عساكر و حركات عسكريه , بيوتات كبيره

وتجار زيت وسماسره .... ونحن ما مسموح لينا الا بى خيارهم الواحد

ده , يا نركب معاهم او يجردونا من الالقاب والنياشين ...

وحتى لما نتناول خيارهم ده فى النقاش معاهم ما مسموح

لينا بى نقاش افقى فى ارضيه واحده , لانو شكل التواصل

عندهم راسي من فوق لى تحت ... وده تصور اساسو الدين

والطائفه والايدلوجيا ... السودان ده ابدا ما قام فيهو نقاش

حقيقى ... ما قعدنا يا محمود فى الواطه دى ومسكنا ورقه


وقلم وحسبناها ... زمان فهمت سودانوية احمد الطيب زين العابدين

كده ... وكلامو عن ( البرش ) البنقعد فيهو كلنا بى شكل

دائري ... خيارهم الواحد ده بفرض علينا انو نناضل عشان

يصلوا ... يلبسوا جلابيه الديمقراطيه ويحكموا ... او بدله العساكر

وبرضو يحكموا ... والطريقه المعروفه قطر النضال بتاعم ده


.

Post: #55
Title: Re: العطش ...
Author: محمد عبدالرحمن
Date: 09-08-2007, 11:09 PM
Parent: #54

محمد..

زائر يومى للبوست دا ..خليك مواصل ..

تحياتى ..

Post: #56
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 09-09-2007, 08:40 PM
Parent: #55

محمد سلامات
سنواصل وان كان حظها من الاقبال ضعيف ..
عارف يا صديقى
كثيرا ما اتساءل عن ملائمة هذا النوع من الكتابة
للنشر الالكترونى

تحياتى

Post: #213
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 06-08-2009, 01:36 PM
Parent: #56

*

Post: #57
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 09-10-2007, 09:35 PM
Parent: #1




محمود

- حتى لو كان كلامك ده صاح ... وانا ما معاك فيهو ,

تبقى انت والهامش الكبير فى السودان السبب الحقيقى ... السلطه

مسلمه موجوده .. وحتكون موجوده تخدم فى مصالحها وحتى وانت

سلبى معاها يتهبشك ... السلبيه والصوت المافى بتاعك ده خلى

احساسك بالهزيمه متضخم جدا .. الهزيمه يا منعم شرك وقعت فيهو

... وين قدرتك على ابداع نضالك .....؟ انت طلعت من السودان

ليك سنوات طويله ... ولسه سلبي قدام هزيمتك , ما قادر او

ما عاوز تتعامل معاها ... عايش ليك فى سراب داخلى ...

وبتدير مع نفسك منلوجات داخليه .. حتى نفسك عملت منها داخليه

وقعدت فيها ... انت يا منعم ما حاولت مره تنزل السودان عشان

على الاقل تجدد احساسك بيهو .. اتحول السودان جواك لى

فكره ثابته ما بتتحرك ... اتحولت الفكره دى لى طوطم .. صدقنى

يا منعم الخيار ما واحد , الخيارات لسه مفتوحه , فى عوالم

لسه راجياك ... انا ما عاوزك تنفض التجربه بتاعتك .. انا عاوزك

تبنى عليها ... الناس لسه حيه وبتتحرك ... عارف يا منعم اول

احساس جانى يوم اتولدت هبه ... شفتها وسط مجموعه من

الاطفال ... عرفتها , بت سودانيه صاح ... حسيت بالابداع ... بالتجديد

.. بالامتداد فى بكره ... حسيت انو غنانا القبيل داك ممكن يتحقق

.. اولادنا السمر يا منعم .. افراحنا البنمسح بيها احزان العمر

.. ده ما زمن الاسئله الكبيره ... ده زمن الاسئله الصغيره والبسيطه

... التفاصيل اليوميه ... وصدقنى يا منعم اجابات الاسئله الصغيره دى

هى البتقودنا للاجابات الكبيره ... الكميات الكبيره دايما بتقودنا للفوضى

... الشرائح الصغيره هى الربطت العالم .... انا آسف , لكن من

حقى اتكلم معاك ... كلامى معاك ده جزء من حواراتى مع

ساميه ... مشغولة بيك كتير ...وحقيقى عاوزنك تتطلع من الجو

الداخلى العايش فيهو ... اطلب ليك بيره ... منعم , منعم


.

Post: #58
Title: Re: العطش ...
Author: عوض حمزة
Date: 09-10-2007, 10:40 PM
Parent: #57

Quote: اطلب ليك بيره ...


صديقى ود المشرف ...
اراك تتلمس مواطن الكتمان منا...
فهلا عدلت ؟؟؟

ياخ بريييييييييد كتابتك ..
دافية وفيها امتاع مجنون..


واصل يا سمح ...

Post: #60
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 09-12-2007, 03:21 AM
Parent: #58

يا عوض حمزة ..

مسكت الوردة من ايديها البتوجعنى ..
عاوز عشرة ونسة معاك ..
لذا .. دعوتى لك مكانها نادى الغولف
البلكونة ديك ذاتها
ولك من الوجع الكتير ..

Post: #277
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 10-26-2009, 07:43 PM
Parent: #60

(*)

Post: #59
Title: Re: العطش ...
Author: عبد الناصر الخطيب
Date: 09-10-2007, 11:47 PM
Parent: #1





د. محمد حيدر ,,,

مساء الخير .........
____________________________________________________________


أقروك وبالخاطر بعض من المواقيت القديمة ......
زيارتي لكم بمصر الجديدة ويومها كان صاحبي ظافر عبد الله صلة الوصل
ومصادفتنا بالخرطوم دوماً عند فول أبو العباس ... بشارع السيد عبد الرحمن
لك الود بعض الشخوص يبقون في حنايا الذاكرة ......

***
تلك الكتابات صالحه تماما للنشر الاكتروني
لانها تروي العطش لحروف منداحه
في صدق وسلاسه...
تجعلك تقرؤها..
ثم يقتلك العطش في أنتظار المزيد .....
واصل يادكتور

Post: #62
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 09-12-2007, 09:12 PM
Parent: #59

يااا ناصر
ياخى مشتاقين وجميل جدا ان التقيك هنا ..
كيفك وكيف كيفك يا صديق تلك الامسيات التى كان شعرك فيها ثالثنا
كيف واين الظافر ؟..
عميق مودتى ولنتواصل ..

Post: #61
Title: Re: العطش ...
Author: فيصل عباس
Date: 09-12-2007, 05:54 AM
Parent: #1

ساشهد بانك وحدك
في هذا الخيط ..




ازيك قبل دخول الوقت ..

Post: #63
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 09-13-2007, 02:26 PM
Parent: #61

يا فيصل الوكت فات ..
فتناك بى ركعتين ..

Post: #64
Title: Re: العطش ...
Author: فيصل عباس
Date: 09-13-2007, 04:23 PM
Parent: #63

سادخلكم والتزم بالصف الاخير
والحق ما تبقى
من الركعة الاخيره عندكم , واشيل
باقي شيلتي براي في ركعاتي وتوسلاتي الفايته
متوكلا على حرصكم بي وانكم لا محالة
رحماء بي وبالمؤمنين ...

وماذا عن مداد الركعات الفائته يا مشرف ماذا؟؟؟؟

Post: #65
Title: Re: العطش ...
Author: محمد عبدالرحمن
Date: 09-13-2007, 04:43 PM
Parent: #64

Quote: ساشهد بانك وحدك
في هذا الخيط ..


لماذا يصادر فيصل وجودى ..
انى هنا ... وللعطش هنا طعم الارتواء
ركعة ووجدوسلام وستذوق طم العطش يافيصل ..

Post: #68
Title: Re: العطش ...
Author: فيصل عباس
Date: 09-13-2007, 04:59 PM
Parent: #65

محمد العبد الرحمن
ما كنت اغيب احدا سوى نفسي,
ثم!!
لكني كنت اتبع الخيط واتحسس نفسي في داخل الارتواء من عطش كان
يروينا...
سائلا نفسي هل ارتويتي (اذ ان في الدرب عطش قادم) ؟؟
وتردني بسؤال اكثر عطشا هل من مزيد؟؟
وحينها تاكد لي ان نفسي من بنات جهنم, وتركتها لاتبع الخيط..
ازيك وكل النهارات الرمضانيه الخاليه من العطش
ازيك والمشاوير الجايه
ليـــك



الود ده جميل يا محمد جميل شديد وعطشان كمان..

Post: #70
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 09-15-2007, 08:07 AM
Parent: #65

...

Post: #66
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 09-13-2007, 04:48 PM
Parent: #64

يا فيصل ..
قد آتيناك اجرها ... فلا تحزن
وكن من العاشقين

Post: #67
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 09-13-2007, 04:51 PM
Parent: #1




آه يا محمود ... لا تعلم كم هو موجع انتزاع هذه

الخلايا ... كم هو موجع النزوع اليها ... كم هى موجعه حيث

هى الان .. اعلم ان هذه المسارات الثلاثه غير متوازيه , تقاطعها

داخل هذا الجسد وخارجه ليس خيارا ... ولكن , هذا انا ... تماما

كما قال التشكيلى كاظم العراقى ( هذا انا .. هذا جسدى

اراه فى الرؤيا من الداخل ... كما كنت اراه وانا فاقد الوعى

.... انا استقرئ ولا احلل .. هى الرؤيا تركتها لحالها فانطلقت

حرة مثلما رأيتها ...)

Post: #69
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 09-13-2007, 05:01 PM
Parent: #1




طافت تلك الخاطره بذهن منعم وهو يسترجع بعض الذكريات التى

بدت موغلة فى القدم .. وكأنها كانت منذ الازل .. كانت قد مضت

بضعة اشهر كالحات منذ استشهاد احمد بين يديه واعتقاله الذي دام

اياما معدودات بدت كدهور عجفاء كرست احساسه المقيم بالعطش

... خرج من المعتقل ذات ليل حين قادوه بعربة وهو معصوب العينين

وانزلوه فى ميدان ابو جنزير ... كان فاقدا لاى احساس بالزمن ..

تطارده صوره احمد احيانا واحيانا صور زبانيه الامن الغلاظ .. واخذ يمشى

ويمشى صوب امدرمان .. طافت صورة سلمى بخاطره عند اجتيازه الكوبري

... وقف طويلا امام قبه الامام المهدى حتى زجرته احدى دوريات الشرطه

طرق باب بيتهم طويلا قبل ان تفتح امه الباب .. لم يبكى على احمد الا

فى حضن امه التى بادلته البكاء والقبل طويلا .. تردد كثيرا ضحى اليوم

التالى فى الذهاب الى الجامعه .. كان اكثر ما يخافه رؤيته لعيون

سلمى يجللها الاسى .. لا لم يكن يخاف الاسي بعينيها .. كان يخاف تلك التهمه التى ما استطاع نفيها قط ..

كان يخافها ان تطل من عينيها .... هل كنت يا منعم مسؤولا عن موت احمد ؟ ..

.. اواه ما هذا الجحيم . استقبله الطلاب بحفاوة فاقت حتى تصوراته .. تجمعوا

حوله معزين ومباركين .. بحثت عيناه طويلا عن سلمى .. لم يجدها ..

ولن ... لم يلتقيها الا بعد عدة اشهر للحظات قليله توقف عندها الزمان .. توقفت كرته

الارضيه عن الدوران .. توقف قلبه قليلا قبل ان يتأكد من تهمته تنطق

بها عيون سلمى فى جرأة ووثوق .. كان ذلك بمنزل نسرين .. مرت

ايام قليله قبل ان يلتقيها جوار قاعة سيد المبارك بكليه الصيدله ذات

نهار كالح ... تبادلنا التحايا سريعا قبل ان تقول

- منعم ... انت عارف كويس انو مافى فايده .. هكذا ومضت


.

Post: #246
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-18-2009, 07:43 PM
Parent: #69

(*)

Post: #71
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 09-16-2007, 12:19 PM
Parent: #1

آه يا سلمى ... لماذا تركتينى وحيدا .. زبونا لكل المطارات


البعيدة , والبلاد الماسخه , والشوارع الجحيم ... اشتاق لطعم

الحليب فى غياب ( سيد اللبن ) ... وأزرع الشوارع بالقصائد

والغياب ..

Post: #72
Title: Re: العطش ...
Author: اميرة الحبر ادريس
Date: 09-16-2007, 04:36 PM
Parent: #71

محمد المشرف حرام عليك يادكتور
المين رود

وليمون بيزنس

وطب

وشلة الجامعة

اتزكرت السنة الاولي ولمة الجميع في السنتر ..
شكلي حاقيم في البوست ده
مع تحياتي
اميرة

Post: #73
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 09-17-2007, 02:04 PM
Parent: #72

ياااا أميرة
ازيك وكيفك وسلامات ..


وانا مازالت تأسرنى تلك الاضاءة الصفراء الخافتة للمين روود
والعاشقون والكاتمون العشق ترينهم يا أميرة تناثروا هنا وهناك
وكل الناس اتنين اتنين
اجزم الا بقعة من الارض شهدت هذا المقدار من الهوى كالمين روود ..
غير ان بعض الضليعين فى العشق يفضلون بعض الازقة فى علوم وقانون..ولربما تشاهدين
بعضهم فى النادى الجغرافى او تحت مبانى معمار

يا .. وتذكرينى الان بلمة السنتر , هذة التفاصيل يا اميرة موغلة فى الجمال

ياخى عشرات حبابك فى البوست
ومنوره ..


Post: #324
Title: Re: العطش ...
Author: خضر حسين خليل
Date: 04-20-2010, 09:10 PM
Parent: #72

يامحمد ياصديقي
ياخ جد أنا بعتذر ليك لكوني لم أشاهد هذه اللوحة سوي الآن
والله أسف شديد إنو قطعة زي دي الواحد ما يلم فيها بأخوي وأخوك
ذكريات حميمة ومشاهدات سمحة بالحيل . غايتو بليت ريق الكتابة


شكراً يامحمد

Post: #74
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 09-19-2007, 01:42 PM
Parent: #1





وتريد لى يا محمود الآن حبيبة اخري واطفالا قصائد وتفاصيل


اخري رحيمه ..؟

تريد لى يا محمود وطنا اكونه مناضلا وعاشقا وفارسا نبيل ؟؟..

ليس لى الان هذا الوطن ... ذاك التراب الهناك .. محض

تراب .. محض شموس لا تجي الا بالنهارات الزيف والطيور

الميته والمحاذير ... وطن لا يلبى اشتهاءاتنا البسيطه ... ويغتال

حلم اغانينا الفارهات .. تراب لا نطير اليه عشاقا فنلقى

عشاقا ... وطن يقابضنا حبه بالنزيف .. ولكنى ارفض المساومة ,

اذن .. ليس عندى الا ان اتم قصيدتى قبل القيام الاخير

ثم اغيب .. اغيب اليها .. فلسلمى ما تبقى من رحيق ..

ولى منها زاد الاف المساءات المقبله ذات المطر الشجين ,

وخاطر .. وقصيدتين .... وارض الله واسعه .. وستكون واسعه

حتى يغادرنى الحنين .. هكذا اعلن محمود درويش , نعم

الخيارات مفتوحه .. ولكنها غير مستقله لان المسارات غير

متوازيه .. تتقاطع حتما بفعل المساوقه اللااراديه نحو نهايات

متواطأ عليها سلفا .. اذن لا وجود للخط المستقيم .. هذي

هى ثقافة الدوران التى ارفضها .. وانت ما زلت تدور

بسيارتك الصغيره , والمدينة تلبس ثوب دعارتها كى تتعري

من هذا الزيف العالق فى عيون ساكنيها .. وتدعوهم

للجحيم .


.

Post: #75
Title: Re: العطش ...
Author: اميرة الحبر ادريس
Date: 09-19-2007, 02:11 PM
Parent: #74

محمدالمشرف والعطش
العود احمد
كان يدفعني خلال اليوميين الماضيين ذلك التقارب الخفي بين خريجي
الخرطوم فابحث عن هذاالبوست كلما سنحت الفرصة وانا اتلهف
لتزكر تفاصيل ايام جميلة اقراها بين سطورك لتحملني حيث احب
فاستعيد احلامي وزكريات لم يمحها الزمن ..
فشكراكثيرا
ولي عودة اكيدة
اميرة

Post: #77
Title: Re: العطش ...
Author: nadus2000
Date: 09-20-2007, 01:29 PM
Parent: #75

Quote: طوبى اذا احتملت شرايينى هدير القلب حين اراك


و طوبى اذا احتملت شرايينى هدير القلب حين اقرأك

Post: #82
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 09-21-2007, 04:14 PM
Parent: #77

الحبيب القريب عبدالجليل

بعض الاصدقاء .. بعض الذات
وكل الزاد ..

طوبى لمن كنت انت بعض ذاته وكل زاده
اسعدتنى ايما سعادة بقراءتك للعطش
وعطشى هو بعض من عطشك
واو طاء نون


وحتماستبتل يوما العروق ..
تحياتى

Post: #81
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 09-21-2007, 12:39 PM
Parent: #75

أميره الحبر ..
سلامات ..

هو وكما قال عبدالله على ابراهيم عبير الامكنه ..
فللمكان خصائص يختص بها ..
له لون وطعم ورائحة ..
له دقائق وايماءات تشير لكنهه
ولة سلطة على جغرافيتية ..
حتى انى كنت اقول كل من دخل حرم جامعة الخرطوم فهو عاشق
الا من رحم ربي فكتم العشق ..او تعذر عليه فهم ذاك الجمال فتكوزن
تخيلى يا اميره ان تطلي على الميين روود من ذاك الممر
ذاك الممر يا اميره الذى يعبر بك تحت المكتبه
تعتلينه بسلالم قليلة وانت قادمه من الميين روود
توقفى حال اعتلائك السلالم , واستديري
يممى وجهك شطر الميين روود ومن ثم البوابة
وأرجعى البصر,هل ترين من فطور
ثم ارجعى البصر كرتين , ينقلب اليك البصر عاشقا وهو جميل
أقترح ساعة المغربية ميقاتا لهذه الصلاة
هكذا أفهم يا أميرة تلك الصلات
تحياتى
تحياتى

Post: #76
Title: Re: العطش ...
Author: أبو ساندرا
Date: 09-19-2007, 07:22 PM
Parent: #1

محمد حيدر

تابعت البوست مذ كان غضآ ، قبل أن يستوي عوده

فالجمنا دهشة
والقمنا متعة
وضاع الكلام

هاء سكت رافقتني
وحالة شلل في الإبانة

اللهم حل عقدة في لسان
قادر على البيان

أسكتته الدهشة
والجمته المتعة


شكرآ يا دكتور

Post: #83
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 09-22-2007, 05:36 AM
Parent: #76




ابا ساندرا .. واخواتها

شرفت بكلماتك البينات المبينات
وقدرك عالى قدرك
ياالعود وخاتى الشق

والعود هنا حمال اوجه كثيرة
فان شئته بلهجة اهل الخليج .. فهو لك
وان شئته رفيقا لغنانا الاشتر المطرب فهو انت
بيد انى انحاز أكثر لما اراده محجوب شريف

تحياتى ..

Post: #78
Title: Re: العطش ...
Author: hamid murahid
Date: 09-20-2007, 05:52 PM
Parent: #1

الابن محمد ..
إعزازي و تقديــري و دهشتي و إندهاشـي !!

دهشتي لمفاجأتي بهكذا نص ... يتنفس من رئة الروعة و الابداع
و تأتي الدهشة ثانية لغفلتي عن تسرب سنين من بين مسامات عمري لم تتح لي أن أدرك أن (محمد) لم يعد ذلك الشاب الصغير ... ففاجأني النص يقول متبسما أن (محمد) قد فاق قامته علوا و ارتفاعا...
العطش ( و أحسبه عطش كردفاني اللون و الهوي) يتأصل فيه للماء طعم و لون و رائحة ... عطش إذا ما نظرنا الي ما وراء حجبه ، نري المفردة الجميلة و السرد المموسق و التبتل الصوفي ، و إن تعمقنا في ( التفكيك) فهو في مجمله تورية لما يمكن إختزاله في كيمياء ( الحب و الثورة و الأمل)
أعتذر لأن شهادتي لكم و عنكم .... مجروحة و رغما عن ذلك ، جارحة في دواخلي تهتف بكم و لكم و تقول ( ينصــر دينك)
و اليها في عليائها قبلك أيضا أهمس لها و أقول ( ينصر دينك يا حاجة التومــة)
قبل الاستراحة مع النص ، و بكل الصدق ، أعجبني وفاؤكم للمهدي اليهم العطش ! فليرقدوا بسلام....
سلم على الدفعة و ناوله النص ليستعيد ذكري لنا جميلة ( فاكر انتو براكم بس ؟ برضه كان عند كافتيــريا!!)

وآصـل .... فتذكرة سفركم درجة أولي...

Post: #84
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 09-22-2007, 02:33 PM
Parent: #78



استاذى والعم العزيز

حامد مراهد ... سلامات

رحم الله (حاجة التومة) فقد اورثتنا حنانا وحنين لا ينقطع ..
كما وكان دعاءها لنا صلات ووشائج تمتد ما بيننا والسماء .. فتحس بانك
موصول لا موتور برحمة ربك .. تغشاها الرحمة والمغفرة

وكأنك هنا تستشرف غيبا .. فقد قرأت ما تفضلت به على وانا أكتب مقاطع
من العطش كردفانية الهوى واللون والرائحة

الدفعة بخير وما زال يتنسم السموم والهجير المعافى والغبار الحميم
بامدرمان ..

شرفت جدا بكلماتك .. و
دمت عافية وحضور

Post: #79
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 09-20-2007, 10:46 PM
Parent: #1

اليوم رمتنى الدوحة بفلذات اكبادها ..

رجالا يسدوا فرقات الروح ..

أستاذى حامد مراهد
ونادوس ..
وأبوساندرا ..

فلأتحزم ..

Post: #104
Title: Re: العطش ...
Author: محمد عبدالرحمن
Date: 09-29-2007, 00:54 AM
Parent: #79

***

Post: #80
Title: Re: العطش ...
Author: عبدالله داش
Date: 09-21-2007, 00:11 AM
Parent: #1

يا محمد

يا محمد

!!!!

يا الله
يا الله

غشيـــتنى بالعنوان ( العطش )

دخلت بهدوء
ويا ريت لو دخلت زمان
كان بردت عروق الدهشه
من فيض الجمال

جمال ســردك البديع

ويا...
سـلام
عليك ..


إبتلت العروق وذهب العطش
إعتمدنى من محبى حرفك

دُم كما أود

Post: #85
Title: Re: العطش ...
Author: اميرة الحبر ادريس
Date: 09-22-2007, 02:43 PM
Parent: #80

الله يا دكتور لقد لمست ذكرياتي في عمقها تماما ..
المكتبة المين وماحولها ..نجيلتها ..البنشات المقابلة ليها ..
تلك الرهبة التي تكسوها ..حقيقي ندمان من ضيع سنين الجامعة دون ان
يسبر غورها..
وندمان اكثر من لم يسترح في اركانها القصية ..
مكتبة الجامعة يا محمد اجمل ما يها كما المحت انت ان منها تحددالمين رود
وبوابته العتيقةومنها ترسم الصورة لتبقي للابد..
واضيف ان اجمل ما في المكتبة ايضا انها تربط بين "اقتصاد" و"أداب"
شكلي كده يا دكتور اني حاشاركك عديل في البوست ده ابدع فيه كما تفعل دائما
واترك لي الذكريات..
مع ودي
اميرة

Post: #88
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 09-24-2007, 09:03 AM
Parent: #85



اميرة
سلامات وكيف الحال

عارف يا اميره انا كنت بستمتع بتفاصيل صغيره
جدا فى الجامعة سواء السنتر او المجمع الطبى او شمبات

والاخيره - اي شمبات - فده شيتا كتر بالحيل
اعتقد انو فى اغنيه اسمها الجمعة فى شمبات ..

اوتعلمين يا اميرة فداحة ان تقضى سحابة يومك فى شمبات ..
اولا لماذا الجمعة ..
هو اليوم الوحيد البخليك تحس بامتلاكك ولوحدك كل ذاك الجمال

شفت الدعاية بتاعت زين .. هذه حديقتى وهذا مسبحي فقط
زيدي عليها وهذة الحبيبة
وهذا انا ..

ذات جمعة
وذات شمبات
وذات حبيبة
وطيور ما انزل الله بها من سلطان

اشياء تجعلك تحدق بلا وجه وترقص بلا ساق
وكانك سلطان الغرام او
الملك فاروق

رمضان دخل العضم يا اميرة

Post: #91
Title: Re: العطش ...
Author: أبو ساندرا
Date: 09-25-2007, 11:09 AM
Parent: #85

Quote: شكلي كده يا دكتور اني حاشاركك عديل في البوست ده ابدع فيه كما تفعل دائما
واترك لي الذكريات..


يا دكتور أوعك تدقس وتشركها معاك
بتمحنك فيه
البت دي حكااااية وطااااااااااعمة
وروحه روح ملاك
ونقية كما الأطفال

ما تتورط

وتورطنا معاك

Post: #93
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 09-26-2007, 01:03 AM
Parent: #91

Quote: يا دكتور أوعك تدقس وتشركها معاك
بتمحنك فيه
البت دي حكااااية وطااااااااااعمة
وروحه روح ملاك
ونقية كما الأطفال


اباساندرا واخوانها ..

فاعلم انا خلعنا عليها حديقة البوست
وكل المداخل المضية لشرفات الروح
وزقاقات البوست الغبيشة
وحنانك الداكن ..
وطاقة امل فى بكرة
والمطله على شارع ,, باكر جاي

Post: #86
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 09-23-2007, 11:33 AM
Parent: #80



عبدالله داش ..
سلامات آ زول .. وكيفك وكيف كيفك

سمعت تعليقات عدة من بعض الاصدقاء بخصوص العنوان ..
حتى انى فكرت بتغييره , ولكن
صدقا ما وجدت ما هو اكثر ملائمه من العطش
لا شى يوغل فى الخلايا كما العطش
ولا شهوة فى الارض تعادل الارتواء
تماما كما ادرجها مريد البرغوثى فى نصه الاعظم (الشهوات )


شهوة ان أغف الحياة كابريق ماء
تبلل فخاره بالندى ..
فى نشاف العطش

قد لا يكون جاذبا للوهلة الاولى ..
ولكنة ..
احساسي المقيم بالوطن الذي نشتهى
حلما من لوزة قطن .. وماء وكهرباء وحرية تطال السما

عموما يا صديقى بى زيارتك بيتنا نور
ونورت مسام فرحتى بحضورك الابهى
و..تحياتي
تحياتى

Post: #87
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 09-23-2007, 03:32 PM
Parent: #1




نقترب الان من منزل محمود .. يزداد يقينى ان لمحمود ما يخفيه

مما زاد توتري .. ما عدت اطيق المفاجأءات .. اصبحت اضيق

بالاجواء الاجتماعيه المفروضه والغير متوقعه .. اسخف ما فيها

الاسئله والتى يعتبرها السودانيون حقا مشروعا لهم وان كانت

تخص اكثر اشياءك خصوصيه ... هيأت نفسي للاستباحه والتى

ستبدأ من ساميه وبطريقتها المحببه , وقد تنتهى بغرباء لا قبل

لى بهم .. ومحمود ما زال يثرثر عن الصغيره هبه وهواجس

الغربه والعمل حتى توقفت بنا السياره وهممت بالنزول ... فاستوقفنى

محمود ضاحكا

- دقيقه بس نتجهز قبل ما نقابل الحكومه ..

- كيف يعنى ؟..

اخرج من درج السياره زجاجه عطر وبخاخ معطر للفم فادركت

ان محمود يحاول ان يدارى سوأة سكره .. اشار ضاحكا

- عدة الشغل

ضحكت هازئا

- والله طليعيين آخر زمن .. مش دى ساميه الكنت زمان

بتشيل منها الشير بتاع العرقى ايام الجامعه !!..

- ساميه اصلا كانت جبهه ديقراطيه ايام الجامعه .. اتخرجت

بقت ديقراطيه .. بعد العرس غيرت رايها و بقت جبهه بس .. وجبهه

عنيده كمان

استقبلتنا هبه اولا وهى تتعثر فى مشيتها وتتمتم با .. با با ....

اما ساميه فقد شرعت فورا فى هجومها العنيف والمتوقع

- منعم .. وين انت ليك شهور ما شفناك ... ومالك ضعفان

كده , وانتو عيونكم مالا محمره كده ليه .. و .. وانهارت كل

خطوط محمود الدفاعيه

Post: #89
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 09-24-2007, 06:28 PM
Parent: #1

اخذ محمود يتمتم بما يشبه الاعتذارات الواهيه

- شربنا لينا كاسين قبل ما نجى .. كدى انت روقى

شويه ... العشا جاهز ؟..

- منعم انا حأفرض عليك حظر ... ما ممكن الببنيهو

فى شهور تبوظو لى فى ساعتين ... كدى هسع جهزوا

السفره .. حأنوم هبه واجيكم

كنا تماما كتلميذين نالهما التقريع العنيف من استاذ لغه

عربيه ... شرعنا فى اعداد السفره ونحن نتضاحك سرا ..

ومحمود يمارس الطنطنه التحت تحت كأجمل مغلوب على

امره ... أخذنى هذا الطقس العائلى الحميم ... كان قريبا جدا

لبعض ما حلمنا به انا وسلمى كثيرا .. سلمى ,

( عليها اللعنه

وعاصفة الطبول ..

وساعدى الاسمر ..

وهذا النشيد .. )*

سلمى .. تلك المقيمة الابديه .. الراحلة دوما فى الوريد .. العصيه على النسيان , تسللت

- كعادتها - تلك الضحكة الواثقه لعينيها من غرفتها النائيه الموصدة خلف سهوب الذاكره

وانتصبت جلية امام ناظريَ.. هنيهة وانفتحت كنوز الذكريات

كنا فى طريقنا لحضور حفل تخريج طلاب كليه الفنون بجامعه

السودان .. سلمى وانا .. محمود وساميه .. احمد ونسرين والنذير

وعثمان .. كان الحفل شديد الازدحام , لكن النذير نجح وبسهولة

شديده فى الحصول على بعض المقاعد الاماميه بطريقه لا

يعلمها الا هو .. كان دبيب النشوة متصاعدا فى عروقي حتى

اقصى حدود الاحتمال .. عيون سلمى الضاحكه .. والاصدقاء .. وتلك

الخمر الجيده التى جاء بها عثمان من سوبا خصيصا لذاك

المساء .. وعركى يغنى ويغنى .. ضحكك شرح قلب السما

وتزداد عيناها اتساعا وضحكا .. تتصاعد النشوة وراء حدود الاحتمال

.. وانا اغدو طيفا لطيفا يحلق حول ملاك .. همست باذنيها شعرا

.. عشقا .. بوحا رقيق الفواصل .. همسا اقرب لصلاة روح طاهره

.. غناء نازفا ما فى الوريد .. وممعنا فى عذوبته .. وشاهقا فى المقال

.. وعركي يغنى , ياريت

انت تعرف ... لحدت وين بعزك .. وفى اعماقى حسيتك ..

وانا ما زلت امارس الصلاة عشقا هامسا باذنيها .. شفتاى

تكاد تلامس خصلات شعرها .. ضحك عينيها يزداد ضجيجا فى

العروق .. خالجها انذاك مزيجا فريدا من الخجل والفرح والارتباك

... رجعنا مشيا حتى المجمع الطبي .. غنيت لها ( حاجه فيك )

غنت لى ..

( وامضينا باقى الليل

مشوار يطوح القام

وسرحنا متقاودين ...

نتلاقى احلى كلام )

اجتاحنى الفرح العارم وهى تودعنى ( وعم

سيد ) يتظاهر بالغضب الشديد لتاخرهم وهو يفتح باب الداخليه

- منعم .. الله يخليك لى ... تانى خأخت ليك قزازه

احتياطى فى شنطتى .. ولا اقول ليك تانى اصلك ما تشرب

.. انا ما حأقدر استحمل فرح زى ده

ارجعنى صوت ساميه من ذاك الفرح المقيم

- منعم ... انت ما معانا ولا شنو , بعد العشا حنكلمك

فى موضوع بس عاوزنك تسمعنا للنهايه


.* ( مقطع من قصيدة وانجا .. المرأه التى صوبت فاكهتها نحو الفرح

فاذهلت الفصول بموسمين )

Post: #90
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 09-25-2007, 09:37 AM
Parent: #1




اجبتها بحذر مشوب بالقلق

- خير !.. انشاء الله خير .. موضوع شنو ؟...

- مش قلنا بعد العشا ... وانت ما بتاكل مالك ...

عشاى ده ما عاجبك ولا شنو ؟..

اكملنا عشاءنا وانا احاول تخمين ما سيقولاه لى .. احسست بجدية

ما يريدان قوله فقد تم ترتيب هذه الزياره جيدا ... اولا تلفون

من محمود لترتيب لقاء , واصراره فى الهاتف الا ارتبط بمواعيد فى

اجازه نهاية الاسبوع .. واصراره الغريب على اقتيادى للمبيت عندهم , ثم

ها هى ساميه تفصح بمقدمات شئ اكاد احس بخطورته ...

بادرت بسؤالهم بعد الفراغ من الطعام , مصطنعا شيئا من اللامبالاة

والمرح ..

- يلا كلمونى بى موضوعكم الخطير الما عاوزنى اقاطعكم

تبادلوا نظرة سريعه ... تم بها الاتفاق بان تتولى ساميه

مسؤوليه بدء الحديث ... اتأكت بظهرها على المقعد وتتطلعت الى

بنظرة ثابته وبمنتهى الهدوء قالت

- سلمى ....

Post: #92
Title: Re: العطش ...
Author: اميرة الحبر ادريس
Date: 09-25-2007, 03:28 PM
Parent: #90

المشرف
دخلت البوست بحنيني القديم ،فوجدته ازداد القا


ابو ساندرا ..اخي الذي لم تلده امي
ما قلته في حقي اكليل سافاخر به دوما
كصداقتي بصاحبه...واتمني ان اكون دائما عند حسن ظنك



تخريمه
ابو ساندرا
انت بس ابعد من كريم وخليه في حاله ..
مع محبتي
اميرة

Post: #94
Title: Re: العطش ...
Author: salma subhi
Date: 09-26-2007, 05:54 AM
Parent: #92

الأخ محمد حيدر

حيثما تتواجد الكلمات الجميلة....نكون كلنا عطشى







تقديري لك ولهذا البوست

Post: #98
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 09-27-2007, 12:25 PM
Parent: #94


الاخت العزيزة .. سلمى

وكما قال الصادق الرضى
(ان هذا الاسم اقرب من دمى)

وقاك الله - سيدتى - شر هذا العطش
الموغل فينا
صباح مساء
ومابي الرحيل ..

كل التحايا ..
وكونى بخير

Post: #176
Title: Re: العطش ...
Author: أميرة فاروق عبد العال
Date: 04-21-2009, 10:12 AM
Parent: #98

الزول يكون (عطشان) وبدل مايفتش لمحل الرواء،
يدق على أول باب يحمل عنوان (العطش)،
كأنه الضغط على مكان جرح مائل للاندمال،
فتزيد (الروح) شحتفة،

حكيك جميل،

Post: #96
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 09-26-2007, 12:23 PM
Parent: #92



فقط تخيلي يا اميرة سعادتى
اذ كنت قريبا لهؤلاء
ابوساندرا
ونادوس
وبدرالدين الامير
وهم جمعا فى حرم الشاهق الحضور
مصطفى سيد احمد ..

هكذا عرفت او هكذا عرفنى عبدالرحمن بركات
كنا نستفئ لظل المغنى/الرسول
وتحت سدرة مشتهاه

هو وثاق بينى وبينه الي يوم يبعثون
وذكرى تستعصى على النسيان
وشرف ادعية

Post: #95
Title: Re: العطش ...
Author: فيصل عباس
Date: 09-26-2007, 08:39 AM
Parent: #1

الي حين
ابتلال العروق
وانقطاع اسمك (العطش)


كن عاليا ,حتى يقضي الله في امرك
ويرتوي عطشك يا عطش....





بلحيل متابعنك يا مشرف (واصل سعيك واصل)
بيد اننا لم نرتوي بعد....

Post: #99
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 09-27-2007, 06:17 PM
Parent: #95



الانيق فيصل عباس ..
ياخى سلامات ..
ومشتاقين

عارف زي كلامك المفرح ده
فيهو شى يحير
يغير اتجاه الزول ..

يعنى بديت افكر اعتزل الصيدلة ..
واربي شعري ...
واشيل لى شنطة قماش مرسومة فيها خريطة افريقيا .. واحتمال جيفارا
والبس لى نضارات
مع اطلاق اللحية باهمال متعمد
والتسكع ما بين مكتبة عازة ومعهد الدراسات الاضافية
وكافتيريا العازبات

والله يا فيصل اعمل الحاجات دى
الا اكتب ليكم كتابة
اصلها ثابت وفرعها فى السماء

ياخى مشتاقين ..

Post: #97
Title: Re: العطش ...
Author: فيصل عباس
Date: 09-27-2007, 01:28 AM
Parent: #1

حشرجات العطش
تقلق المضاجع
تقلقها تماما يا مشرف وانت ادرى (بحالنا، وحالهم ،وحالك -الليل-)
وكلانا يقتله ظماء ما ،
ولكننا نشهد بان ظمأنا لهذا العطش أكبر..





كوبان منك ،، وعصير دم ان كان لا بد, لاطالة المشوار ..

Post: #114
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 10-05-2007, 08:16 AM
Parent: #97

Quote: حشرجات العطش
تقلق المضاجع
تقلقها تماما يا مشرف وانت ادرى (بحالنا، وحالهم ،وحالك -الليل-)
وكلانا يقتله ظماء ما ،


اريت النوم ..
يجينى اليوم ..
انوم لو ليلة فى كل عام ..
يلا غنى معاى
بين اليقظة والاحلام ..

يا صديق سأقضى العيد فى السودان
اهو ..
علو بمسوا اجد نصاح
من قبيل شى من لا شي بس كفاية
عسى تبتل عروقى بماء النيل
ويذهب هذا العطش
ويثبت العشق انشاء الله

وشهوتى ابدا يا فيصل هى تماما كما قال المريد البرغوثى

شهوة ان أغف الحياة
كابريق ماء
تبلل فخارة بالندى
فى نشلف العطش

الود الود

Post: #120
Title: Re: العطش ...
Author: Siddig A. Omer
Date: 10-21-2007, 09:28 PM
Parent: #97

محمد أخوى....ممكن تقول الزول دها....مالو؟؟؟ "عطشان"....لكن والله التقيتك....وكنت ...الصمت...لانك كنت هناك.....

عليك الله واصل........

صديق - الدوحة

Post: #100
Title: Re: العطش ...
Author: Dr.Mohammed Ali Elmusharaf
Date: 09-27-2007, 07:08 PM
Parent: #1

up
I will be back soon in arabic


Mohammed Ali

Post: #101
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 09-28-2007, 03:04 PM
Parent: #100



فى انتظارك يا دكتور ..
تحياتى ..
وعسي ان يكون
قد طاب مقامكم فى الخليج

Post: #102
Title: Re: العطش ...
Author: معتصم ود الجمام
Date: 09-28-2007, 03:45 PM
Parent: #100

لمن يكون في زول في الونسة
حكـــــــــــــــــــــاي
والناس تقاطعوا ....
السميعه المحترفين بزعلوا
كمل كمل ...
في احد الليالي المقمره
جلس الشباب في قعده وكان الطمبور حاضرا
في لحظة توقف هم واحد ليقول للمغني ها غني
قال له ها كب
وضحك الجميع
انت هسه كب كلامك الجميل ولنصمت نحن
لك الود
معتصم

Post: #103
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 09-28-2007, 11:57 PM
Parent: #102



معتصم سلامات ..

.. ياخى الواحد جد فرحان بناس زيكم متابعين
العطش ..

كتب لى ابراهيم الجريفاوي فى مداخلته اعلاه
بان اواصل الكتابة الصديقة للاحوال

الان ..
ساواصل الكتابة الصديقة لكم
فقد اسعدتم احوالى
وتم بكم مزاج الكتابة
كل الود ..


Post: #399
Title: Re: العطش ...
Author: خليفة موسى حمدان
Date: 05-11-2011, 01:10 AM
Parent: #103

السلام يا دكتور
قالوا كل زول بى همو ..
العطش عدونا اللدود فى برارى كردفان ,, ياخى نحن نص مسرتنا بنقطعها شراب موية بس ( شفت الكلام ده كيف)!!,, عنوان البوست ارغمنى على الدخول مؤملاً فى الارتواء وايجاد بعض الحلول لمشكلة العطش الابدية عندنا , و لكنى لقيت بوستك عطش من نوع آخر ,, ده زى ( قروة ) عطشانها مابروى ,, يخسم يمين ( شفت الحليفة دى كيف)!! حليفة كردفانية, شربت بوستك ده من اولو لى نهايتو وما ارتويت ( جرعنى كؤوسا من هذه الروعة )..

عطشّتنا بالله شوف لينا طريقة نكتل بيها العطش ده

خضّر الله يراعك يا دكتور

Post: #105
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 09-29-2007, 02:38 PM
Parent: #1

الزول الماهل وبالراحة و.. كدة
محمد عبدالرحمن
جيت ارد على مداخلتك ..
ما لقيتها
طارت وين ؟؟؟

Post: #106
Title: Re: العطش ...
Author: اميرة الحبر ادريس
Date: 09-29-2007, 03:11 PM
Parent: #105

محمد المشرف ..ازيك يا ملك
ما شايف انه انتظرنا كتير ...عايزين نعرف اخبار سلمي

وبعدين من شدة اعجابي بالقصة كلمت استاذ عيسي الحلو
مسؤول القسم الثقافي بالجريدة وقال يجيبوها ليهو يقراها
وانا متاكدة انها حتعجبه..وعايزاها تنشر في الراي العام
بس انت استعجل كملها
مع الود
اميرة

Post: #107
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 09-29-2007, 05:13 PM
Parent: #1

سلمى خالد


سافر .. محطات الوداع ضجت , قدامك وراك ...

ترددت الاغنية طازجة .. متدفقة .. وحارة بخاطر سلمى وهى تمارس انتظارا شديد الوطأة

والتوجس والاغتراب فى مطار من تلك المطارات التى يعبرها العابرون ثم لا يلبثوا الا ان

يسقطوها من ذاكرتهم بكل صخبها الرزين وضجيجها الصامت وعيون عابريها المرهقة ..

تململت فى مقعدها وبدأت تمارس هواية استدعاء الاغنيات تتمتمها سرا لا يتجاوز الشفتين

قفزت لخاطرها بضعة مقاطع لاغنيات , راعها انها وكلها من تلك النوعية والتى تدعوها

بالمتآمرة والتى تدين بالولاء بشكل او بآخر لمنعم محمود فتمتمت جهرا ( عليك اللعنة يا

منعم ) وسرا تردد

( لم نجد فيما قطار العمر يدنو , من بقايا الدرب

من ضوء على شئ وقد ضج الاسى اسراب .. والهوى اسراب

كنت تدعونا , فأسرعنا .. وجدنا هذه الدنيا محطات بلا ركاب

ثم سافرنا على ايامنا اغراب )

زفرت بحرقة وهى تتمتم له سرا

- ها انت ( تطل من كل شباك امسية ) .. ومن كل الصباحات الاسيفة والشجن , من

كل خطوة اخطوها ولا تخطوها معى .. من كل درب يمضى بعيدا عنك .. يا كل

مساءاتى / الاشتهاء ... ومسافاتى /الاغتراب .. ايها المتجول الابدى فى شراينى .. ايها الساكن

دوما حواشى القلب .. هلا أوقدت لى فى دواخلى شمعة اثر اقامتك الابدية فيها كى اراك

Post: #108
Title: Re: العطش ...
Author: محمد عبدالرحمن
Date: 09-29-2007, 11:49 PM
Parent: #107



يامحمد ..

انا ماكتبت مداخلة انا رفعت البوست
تأكيد على المتابعة ..وكان ذلك من
الصفحة الاولى ...


متابعك يازول ياكتاب ...

Post: #109
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 09-30-2007, 08:29 PM
Parent: #108



لك التحايا والاشواق .. بس
انا ليه تجينى الرفعة مدسوسة ..
وادنقر البسها فى
حرف اخدر
وابيت مشدوه اصلح
فى الكلام ..
وافتش
القاها مافى ..

شفت الهترشة دى كيف

Post: #110
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 10-02-2007, 07:45 PM
Parent: #1

ما زلت أحفظ مقاطعى من القصيدة .. وابحث عنك كثيرا كى اسمع

منك ختامها .. اسمعة احيانا كصوت يأتينى من البعيد , يشبه صوتك ..

( سلمى , فانوسك نومنى وساهر .. اطفى النور ) .. آه يا منعم قد

ضاعت منى تفاصيل صوتك , ملامح عطرك ... ضاعت منى تفاصيلى

حتى ملامحى ما عدت أعرفها من بين تضاريس الحزن ويأس الاشواق

كيف ارتحالك في هكذا حرا طليق السراح تفعل ما تشاء .. كيف وانا

من اضاعك عنوة وترصدا وغباء .. رجل بطعم الاغانى الفارهات والوطن

الجميل , لا يجئ فى الحلم الا ممتطيا صهوة الخيول الجامحات نضالا

وثورة واشتعال .. ولكنه كان شديد الالفة حين يضاحكنى .. والرقة اذ

يحن .. والحنان اذا ما ساوره الحنان .. ترى , لماذا حدثت او لماذا لم

تحدث كل تلك الاشياء ..

Post: #111
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 10-02-2007, 07:54 PM
Parent: #1

Quote: وبعدين من شدة اعجابي بالقصة كلمت استاذ عيسي الحلو
مسؤول القسم الثقافي بالجريدة وقال يجيبوها ليهو يقراها
وانا متاكدة انها حتعجبه..وعايزاها تنشر في الراي العام
بس انت استعجل كملها
مع الود
اميرة



اميرة ...
الله يجبر بخاطرك .
بس ده كلام اطول من لحاف حرفى ..


... عموما كل حقوق النشر محفوظة ليك

ودمت عافية والقا و .. حضور

Post: #112
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 10-03-2007, 02:23 PM
Parent: #1

وتنهدت ...

آه يا منعم كيف انحسارك عنى ومواسم المد فيك لا تنقطع ..

رجل دائم الخضرة حتى فى صقيع الاغتراب .. لماذا حدثت او لماذا

لم تحدث كل تلك الاشياء .. وتدفقت عليها الذكريات فأجفلت كمن

اصابة نزف وجدانى غزير .. تواترت مرائى طفولتها بالابيض , بيتهم

بحى القبة جوار مدرستها آنذاك .. تذكرت ذاك الحزن الدائم والمطل ابدا

من عيون أمها , لا تذكر امها الا بحزن عينيها الوادعتين , وفمها المزموم

فى حزم وجلد .. كانت شديدة الجمال .. ذاك الجمال الذى لا يزيده الارهاق البادى فيه

الا غموضا وسحرا لا ينتهى , فمريم بت محمد احمد ود طه كما تدعى امها

دائما , كانت من اجمل النساء فى الابيض .. أبوها تاجر جاء مهاجرا من

الشمال فى منتصف اربعينيات القرن الماضى ..وسرعان توطدت علاقاته بأعيان

المدينة وكبار التجار .. أسس لنفسة تجارة راسخة وكان وكيلا لبعض تجار

امدرمان .. أزدهرت أعمالة اوائل الخمسينيات فأبتنى دارا واسعة وصاهر احد

أكبر تجار المدينه الشيخ عبدالقادر الحاج محمد نور وكانت مريم اول غيثة

والذى امتد بامتداد ثروته لاحد عشر ابنا وابنة واحدة ..

Post: #129
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 11-06-2008, 04:46 PM
Parent: #112

..

Post: #113
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 10-04-2007, 03:02 PM
Parent: #1

وهكذا .. ترعرت أمها فى عز وجاه شديدين .. ونالت مريم حظها من

التعليم شأنها تماما كشأن اخوانها الذكور , ومرد ذلك ربما يعود لتعلق

ابيها الشديد بها باعتبارها ابنته الوحيدة اضافة لانه يعتبرها فاتحة خيره

.. ولطالما شهدت الدروب المفضية للسوق الحاج محمد أحمد وهو ذاهب

بمريم لدكانة حيث تقضى معه سحابة يومها ... وقد استمر ذلك حتى

بعد ان تفتقت ملامح انوثتها عن بينوناتها الصغري بيد انه توقف

بانبلاج البينونات الشاهقة التضاريس لانوثتها .. وهكذا اجدبت كثير من

حدائق كانت قد اينعت فى قلوب الكثير من شباب السوق .. غير ان

منهم من تشبث بكردفانيته الاصيلة فى العشق فأدمن التسكع امام مدرستها

الثانوية , حيث التقت هى هناك بالاستاذ خالد محمد عثمان

Post: #115
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 10-05-2007, 09:30 PM
Parent: #1

تشهق دواخل سلمى دوما آن تذكرها لابيها ... تأتيها ملامحة وكأنها من

وراء الضباب .. يقولون لها انها شديدة الشبه بابيها .. فأدمنت التطلع للمرآة

علها تستشف ما ضاع من ملامح .. وكثيرا ما يكون هو حاضر بذاتة

فى تفاصيل حياتها .. وحتى بعد موته بسنوات كانت تحس بوجوده دوما بين

موجودات الحياة .. كانت وكأنها تغالط موته بأستحضاره حيا يعشق .. ادمنت

معة ممارسة عفو الحياة ضحكا وغضبا وألما وأنسا واشتهاء .. ولطالما

خاصمتة غضبا منه لموتة وكأنها تحملة مسؤولية ان يبقى حيا لا يموت

Post: #116
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 10-06-2007, 11:42 PM
Parent: #1




فى تلك الايام .. عرفت عيون أمها الحزن , وأكتسبت شفتاها

مهارات الصلابة والجلد , شى من الاسي العميق يسكنها .. شى

من الخوف يطل دوما من عينيها الوادعتين الطيبتين .. تذكر سلمى

فترات غياب والدها الطويلة عن البيت , وتعليل امها لذاك بانه

على سفر , غير انها كانت تسمع من همسات الجيران وابنائهن وبعض

الزوار كلمات مثل السجن والمعتقل ثم لعنات تنصب على شى

يسمونه السياسة .. تذكر سلمى أخر تلك الغيابات حين ايقظتها

وهى فزعة ضربات قوية على الباب .. كانت تنام على حضنة , ازاحها

ومشي بهدوء واطمئنان ووثوق .. تحدث مع بعضهم قليلا ثم عاد ليحزم

شنطتة الصغيره رفيقته الدائمه فى الغياب .. قبلها فى وجنتيها سريعا وودع امها التى

انخرطت فى نحيب صامت .. كان موت ابيها تماما بعد عودته من تلك

السفرة / المعتقل باسبوع واحد .. عانى فيه مرضا شديدا استدعى

نقلة للمستشفى , حيث غلب السل صدرة هناك ومات

Post: #117
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 10-07-2007, 05:40 PM
Parent: #1



الاخوة والاخوات
تحياتى ..

سأنقطع قليلا عن كتابة العطش وذلك لسفري اليوم
للخرطوم لتمضية اجازة العيد ..

كل عام وانتم بخير ..
والقابلة على وطن حدادى مدادى
وطن خير , ديمقراطى

فلنبقى عليهو عشرة

Post: #118
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 10-11-2007, 03:22 PM
Parent: #1



اتنفس الآن هذا الغبار الحميم
وامشى فى تلك الازقة الفارهة الحنان
وايمم وجهى شطر ذاتى
فانا الان فى حضرة من اهوى
صديقى اللدود على بابكر سيد احمد
الاسلامى اللطيف
وهو تناقض لم ولم يتأتى الا لعلى
بمكتبة بعمارة الشيخ مصطفى الامين
سأودعة بعد قليل
وسأضرب عصا ترحالى صوب رحم الارض
وزهرة المداين امدرمان
طوبى لى
طوبى لى
والعاقبة فى المسرات

Post: #119
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 10-21-2007, 11:38 AM
Parent: #1



فوووووق
وحتى العوده من الغيبوبة

Post: #121
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 10-23-2007, 05:20 PM
Parent: #1

Quote: محمد أخوى....ممكن تقول الزول دها....مالو؟؟؟ "عطشان"....لكن والله التقيتك....وكنت ...الصمت...لانك كنت هناك.....

عليك الله واصل........

صديق - الدوحة



صديق سلامات وكيفك وكيف كيفك

ساواصل يا صديقى .. تماما بعد انتهاء قدلتى حافى حالق فى شوارع امدرمان
يا .. ما اجمل المرور بشارع العرضه , لتصطفيك ساعة البلدية وقبة الامام بالانتماء
ثم تعرج يمينا صوب الموردة وصولا لزحمة الكبري العتيق , هناك قد تحازيك حافلة للركاب
يطل القمر من احد شبابيكها فتشجيك عيون ما انزل الله بها من سلطان ترنو اليك بنوع من الاهتمام
واللامبالاة .. فلا تملك الا ان يتبسم بدواخلك الارتواء

حتما سأواصل

Post: #122
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 11-23-2007, 02:56 PM
Parent: #1

..

Post: #124
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 11-04-2008, 10:29 AM
Parent: #1


اجهشت دواخل سلمى بنداءات الحزن الشاهق .. وبذات دمعها السري غسلت دواخلها الروح فى طقس

داكن الملمس و عنيف جدا فى ايغاله الموحش بين تفاصيل خساراتها الفادحه .. لملمت شيئا من التماسك

وادعت ما تبقى واستدعت ذاك اللا موجود .. هكذا وفى اعتياد اليف مضت تمارس شهوتها الابدية فى التواثب ما بين

المحطات - تلك الوضيئة - من عمرها .. غير ان ذاك الحزن مقيم , آلفته .. وكثيرا ما تأبطت ذراعه فى جزل

لتمشى فى مهامة اغترابها السحيق .. كم كان رائعا ودافقا بالحب والدف والانسنه .. وكم كان الشجو ظاهرا

وقريبا جدا , والذكريات .. أنست روحها كثيرا بايمانها ان الحزن دليل عافية الحس والشعور ..

توترت قليلا عند سماعها الاذاعة الداخليه لذاك المطار الموحش وهى تعلن للركاب حتميه التوجه لبوابة

المغادره .. اصابها الرعب لادراكها كم ميلا ستقترب من منعم محمود عند عبورها تلك البوابه .. كم احساسا

ستقطع .. كم اغنية ستهرق دمائها قربانا لذاك اللقاء .. تملكها احساس مريب بفقدان الوزن والاتزان ..

استسلمت تماما لشئ من الآليه عند ولوجها بوابة المغادره فى طريقها للطائره , تفاجأت بالرهق البادى فوق

عيون المسافرين وبالتوجس المطل منها والخوف الذى لم تمنعه كل تلك الابتسامات من التواجد الحي والمسيطر

على جو الطائره الداخلى , بادلتهم - بآلية وطنت نفسها جيدا فى روح روحها - تلك الابتسامات , وساهمت

بغير قليل فى ازدياد وطأة الخوف على الجو الداخلى للطائره .. قليلا واسلمت قيادها للشء من الخوف

يهدهدها صوت منعم بالقصيده

( بلقاك مكان خاطري القديم ..
زحمة حجا وزمنا وسيم ..
والشارع , الناس والبيوت
والجاي منك , وليك بفوت
كل الخرايط والمدن مليانه بيك ..
شرقانه بى حرفى البموت
ما بين شفاهك اغنيات .. )

Post: #131
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 11-07-2008, 01:10 AM
Parent: #124

مازالت وبعد كل هذه السنوات التى امضتها فى الترحال اينما القت بها عصاه , تخاف

لحظات اقلاع الطائره .. بيد انها سرعان ما تستجم فرائصها عند استقرار الطائره افقيا

وعودة الحياة والحركه لطاقم الطائره والركاب .. كانت كثيرا ماتعجب لهرولة عدد كبير

من الركاب لحمامات الطائره عند اطفاء اشارات ربط الاحزمه .. وكان تلك الدقائق المعدودات

بين الارض والسماء تفعل فعلها بمثانلت الناس .. او لعله الخوف , الخوف الذى لاحقها كثيرا

حتى اعتادته .. تذكرت حديث منعم عن الحزن والخوف والعطش ,فكثيرا ما يردد كمقارنه بين

الكلمات الثلاث بأن الحزن ومهما عظم فهو يتبدد رويدا رويدا حتى يزول .. الحزن يا سلمى

يأبى الاقامه , ويهوي الرحيل .. لكنه الخوف مقيم , والعطش يا سلمى مقيم .

Post: #132
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 11-07-2008, 01:31 AM
Parent: #131

وبطريقته تلك المحببه يقول لها بأداء مسرحى وهو ينحنى لها انحناءه خفيفه

- عشان كده ويا سيدتى انت المقيمة الابديه فى دواخلى , والراحلة

دوما فى وريدى .. لا ليس عشقا فيك سيدتى بل خوفا منك , وعطشا اليك .. عارفه

يا سلمى بحس معاك دايما انو عاوز انجر لى كلمه تورينى انت شنو جواى

- انت عاوز تغنى لى حاجه فيك ولا شنو ؟..

- سلمى .. انا بغنيك ما بغنى ليك , بس عموما ما ( حاجه فيك ) .. هى

حاجه فينى وساكنانى اسمها سلمى .. عارفه بعض مرات بحسها منفصله حتى منك

بتنتمى لى اكثر من انها بتنتمى ليك .. تعرفى عشان كده وحتى فى غيابك

بتكونى معاى وبمارس معاك نفس البمارسو معاك هسه .. بس بعض مرات

بكون قليل ادب شويه .. وبصراحه , بعض مرات قلة الادب بتبالغ لكن ..

فأتصنع أنا الغضب اذ اهتف به

- منعم .. ده كلام شنو !؟.

ثم أبدأبالضحك

- اوع تكون عملت فينى عمله ؟..

- يا ستى عمله واحده .. قولى عمايل , بس ما حأحكى ليك هسه .. عندى

اجتماع فى السنتر

- منعم اجتماع شنو ؟!. نحن لينا كم ما قعدنا مع بعض ..

- يا ستى ح نقعد مع بعض العمر كلو .. او امكن استناك العمر

كلو .. ونبقى زي فولورينتينو وفيرمينا دازا ابطال ( الحب فى

زمن الكوليرا ) بتاعت ماركيز .. يعنى حنكون منعم وسلمى والحب

فى زمن الانقاذ .. يلا

ويقفز ماشيا دونما حتى التفاتة وداع ..

Post: #133
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 11-07-2008, 01:55 AM
Parent: #132

ما أحلى تلك الايام يا منعم محمود .. كانت , ما زالت تسكننى , فرحا اسطوريا ينبت فيك ويزهر فينى , يأخذ منك رحيق العشق فأنمو , أغدو افقا جفرافيا للابعاد , اتداعى فى ملكوت حنانك .. اهتف يا حنانك .. اهتف يا .. واسكن فيك مكان الروح .. وارحل فيك كطفل يلهو بالتحديق وراء الطين الكامن فيه وأخرج - كما شئتنى ذات خاطر - من تأريخ الجسد الفاره والارداف .. اوغل فى طرقات الوعى اليك ..اوغل يا .. أوغل .. اجثو .. فى باحات الروح .. واسمو .. اعلو فوق جدار الحزن الساكن فيك .. تمازجنى بالوضاءة , تراتيلك للصباح وللثورة وللاطفال .. تهدهدنى باغنيات العميري .. بدندنات العود ومصطفى يغنينا - فى بهو بيتنا - عم عبدالرحيم .. يجيئنا من البعيد صوت مارسيل بوعود العاصفه وبالحنين .. فاسكن فيك يا منعم ..اسكن فيك يا .. اسكن يا .. تسكننى يا , تسكننى..

كم هى موغلة فى الدهشة كل تلك التفاصيل التى لم تحدث ...من قال اننا فى هذى الدنيا نسكن نحن فى المكان ويسكننا الزمن وفى الابدية نسكن الزمن ويسكننا المكان ..

ربما كان ابراهيم الكونى .. ربما , بيد انى اوقن أنى التى اسكن زمانك يا منعم محمود . ويسكننى الاغتراب .. اين ما وليت وجهى فثم وجهك الوضئ يحضرنى .. يعمدنى بالحرف و الشوق .. أنثى للتوهج فى مجامر الشتاء , يسربلنى غيابك بالحزن والاسي .. تعبرنى اليك الاغنيات


فنم يا حبيبي ..
عليك ضفائر شعري .. عليك السلام
يطير الحمام ..
يحط الحمام ..

Post: #151
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 12-02-2008, 01:43 AM
Parent: #131

راودتها القصيدة عن نفسها .. مازالت تندلق ما بين خلاياها حارة وطازجه تماما وبذات ما فعلت فيها من غوايات فارهه عند سماعها اول مرة ومنعم يسكبها عشقا شاهقا على اذنيها .. يا كيف تواثبت روحها نحو سماوات الفرح النادر واختلجت نبضات قلبها فى ترف موسيقى ذى ايقاعات شديده الهدوء .. كان ذاك عشية آخر ايام الدراسه فى سنتهما الجامعيه الثانيه ..

تذكر جيدا تفاصيل المكان .. كانا قد يمما وجهيهما صوب ذاك المبنى العتيق لقاعة سيد المبارك وقوفا بتلك الباحه التى تتوسط كلية الصيدله متكئان على جدران ذاك الدرج المفضى للطابق الاول .. اعتراها الصمت والارتباك طويلا بعد ان تلي عليها القصيده ومضى يحاصرها بسطوة عينيه ترامقانها فى حب وفى خوف ما عرفت كنهه آنذاك .. كم جاهدت ان تخرج منها الكلمات .. وكم استعصت عليها - عشقذاك - الكلمات .. ودت ان تسكب فى اذنيه ما بدواخلها من عشق فاق حتى حدود احتمالها , غير انها اكتفت بالصمت وبالدموع التى ما استطاعت معها صبرا ومضت ترامقه من خلالها فى حنان اقرب فى خشوعة من صلاة ..

تذكر جيدا انها ما استفاقت من تلك المناجاة الخاشعه الا على صوت النذير صائحا بهما ..

- انتو يعنى بتحبو بعض اكتر من منو ؟..

افلتت منها ابتسامه رضى ومنعم يجادله بأن ( يتخارج ) قبل ان تنحاز هى بدورها للنذير فى وجوب ذهابهم جميعا( للسنتر )..

وهناك امضت بقية تلك الامسيه فى ممارسة شيئ من الخبث الانثوى فى تجاهل منعم والذى كان كثير الصمت وهازئا جدا بمحاولاتها الانصراف عن سطوة نظراته العميقه ..فأكثرت هى من التضاحك مع عثمان ومحمود ليقينها بادراك منعم لتقديرها الكبير لمحمود ولحظوتها عند عثمان , فاستثمرت رصيدها الانثوى وباءت عمدا بسخطه .

Post: #126
Title: Re: العطش ..
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 11-05-2008, 08:10 AM
Parent: #1


Post: #143
Title: Re: العطش ..
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 11-13-2008, 09:34 PM
Parent: #126

*

Post: #127
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 11-05-2008, 10:37 AM
Parent: #1



عشقذاك تعلمت دواخل سلمى المماحكات الانثويه الاليفه , بيد ان الخوف كان قريبا جدا - وان تخفى - من روحها .. داهمها احساس وطد نفسه جيد ما بين حناياها .. كانت شديدة الجزع من انتماءها العاطفى لمنعم محمود .. احست باثقال العشق تكبلها بشى من الايغال فى سطوة عينيه العنيدتين .. حبل سري يربط ما بين شهقات القلب وما تخافه ..

كان منعم محمود قد بدأ نجم سيرته النضاليه فى البزوع بسماء الجامعه .. هذا ووسامته قد لعبا دورا فى نسج ابعادا اسطوريه عند البنات .. كن يجئن اليها باشواقهن السريه لتسقط اخباره , يطل من عيونهن ذاك الشغف البادى بذكره .. ارهقها احساسها المقيم بخطورة ان تكون اشياءها الخاصه مشاعا بين الناس .. وهى التى ما فتأت تحلم برجل يكون وجهه خالصا لها .. وما فى قلبه الا هى .. كثيرا ما القت بهواجسها على احمد .. عاد- أحمد بوثوقه ذاك الاليف - اقرب اليها من ظنونها الممعنات فى الخوف المقيم .. وفى الخاطر دوما ما تطل صور شديدة الاضطراب لحياة امها فى مراوحتها ما بين العشق والمأساة .. كانت شديدة الايمان بقضايا الوطن ووجوب التغيير ودور الطليعيون فى احداث الثوره .. غير انها تجد نفسها غير موقنه بالنمط النضالي الممارس .. وباستغلال روح الاقدام المتوثبه عند طلاب الجامعه لتهرق خيالاتهم عند مذبح اؤلئك الساده الحزبيون قربانا لوصولهم سدة سلطاتهم المتوارثه .. كانت وأحمد يتلاقوا فى الكثير من الافكار .. يهمهمون بها بعيدا عن سطوة الحزب والعشق والاكاذيب العريضه ..

ادهشهاأحمد كثيرا بقدرته على ابراز هواجسها بوضوح غريب .. كان يمنطق الاشياء , يحكمها بوعيه الخلاق وحكمتةالجامعه .. عادت هى وبصورة او بأخري اسيرة لمنطق رؤيته فقد وافق كثيرا منطلقاتها الوطنيه والعاطفيه وقد كان على مرمى حجر من ولاءها الحزبي وغير بعيد من منعم ..

كما وكان شديد الالفه - تماما كوالدها - يطل الحزن من عينيه طازجا وشديد النقاء .. آه يا أحمد , كم تضاحكا سرا من تقاربهما الشديد وهما يعزوانه لتلك الريفيه الموغله فى ارواحهما على النقيض من منعم ونسرين .. وكم آلمتها نظرات الشك المطله من عينى نسرين وذاك القلق والذى كثيرا ما افصحت عنه ملامح منعم عند رؤيتهما سويا هى واحمد يمارسان ذاك الحضور المتوهج للتقارب اذ يكون كذا الذى يجمعها وأحمد ..

.. آه يا أحمد , كم كان حزنى عليك عظيما.

Post: #153
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-08-2009, 05:20 PM
Parent: #127

*

Post: #128
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 11-05-2008, 09:50 PM
Parent: #1



استدعت ذكرياتها وأحمد ذاك النهار الكالح بشمسه المخاتله وغباره العالق فى اجواء منتصف اكتوبر ..

كان العام الدراسي قد استئنف بعد طول انتظار لذاك الاجل الغير المسمي .. وكانت قد امضت فى الابيض

شهورا عددا اثر خلاف بائن مع منعم محمود فاستثمرت هى فرصه اغلاق الجامعه للركون الي نفسها قليلا

ومحاولة تقييم مسارات علاقتها العاطفيه المتوتره جدا فى الآونه الاخيره بمنعم , ساءها جدا استخفافه

الغريب بوجوب اعادته لعام دراسي كامل , وقد كان ان هيأت نفسها جيدا للتعامل بصوره ايجابيه مع

اخفاقه فى امتحانات السنه الثالثه له فى كلية الطب اثر تلقيها خبر رسوبه فى مهاتفه تلفونيه

تلقتها من نسرين بعد اعلان النتائج ..

التقته صدفة فى ذاك الممر الذى يربط ما بين المكتبه ويسير محازيا كلية طب الاسنان فى طريقه

للكافتيريا ومن ثم يفضى لباحة كلية الطب .. كان جالسا قبالة شعبة طب المجتمع وقد انخرط هو وهند

الامين وبحميميه ظاهره ساءتها كثيرا فى نقاش أخذ منه كثيرا من الاهتمام حتى انه لم ينتبه لوقوفها

قريبا منه وقد نال منها التوتر والتردد كثيرا ما بين التوجه اليه وبين مواصله طريقها نحو كلية

الصيدله.. فى الواقع كانت هند غريمتها ومحط كثير من غيرتها على منعم .. تختبئ خلف وسامة ملامحها

والرقه الباديه على محياها الكثير من الصلابه والعناد الثوري والاندفاع , هذا غير ما حبتها الطبيعه

من صوت له جرس موسيقي أخاذ ولطالما تغنت به فى جلسات سمرهم والليالي الثقافيه بالجامعه فكانت

مثار اعجاب الجميع , الا ان علاقتها ومنعم كانت شديدة الخصوصيه حتى انها كانت سببا فى كثير من

الخلافات بينها ومنعم ..

Post: #134
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 11-07-2008, 06:05 PM
Parent: #1

Quote: بس أنا هنا وقفت قدام قول بيعير عن حقيقة مشاعر سائده عندنا في العاصمه..




Quote: - فى تعريفك لنفسك ... اصلو الناس نوعين ... من امدرمان وما

من امدرمان



تحياتي مع طلب تسجيل حضور..



العزيزه منى سلامات

حضورك منور .. ومحضور

..

امدرمان ..
وزى دعاية مكتبة جرير
ليست مجرد مدينه ..
اعتقد ان انحياز ناسها ليها يدخل فى باب الجهويه الحميده
فهو انحياز لمعانى جدا جميله ..
ليست لعرق او قبيله
بل
لبقعة فى ارض السودان ( ولدت بالتهليل )
ولمت كافة الوان الطيف الاجتماعى فى تمازج جميل
قطعا ليست معافاة تماما من امراضنا الاجتماعيه الا انها يمكن القول بانها الاكثر معافاة كنموذج اجتماعى بما لها من طبيعة المكون
الاصيل لها والذى تداخلت فيه العديد من اعراق السودان فى ملحمة بطوليه كانت تتويجا لنضالات الشعب السودانى فى اول ظهور له كأمة
واحده بشكلها الحالى فى التاريخ .. وكذا افهم امدرمان كبشاره اقرب للكرامات الصوفيه .. فهكذا ولدت وتطورت وما احوجنا اليها كمدخل
شديد الالفه فى التعبير عن هويتنا .. رطانه عربان مو اشئ ومولدين .. ونوبه وزنوج وبجا وحلب

تحياتى يا منى

Post: #135
Title: Re: العطش ...
Author: نزار الحميدي
Date: 11-07-2008, 06:19 PM
Parent: #134

مرور علي سبيل التحيه.

اخبارك مقطوعه يادكتور.

مبروك لي عمار مقدما.

Post: #136
Title: Re: العطش ...
Author: إيمان أحمد
Date: 11-07-2008, 11:07 PM
Parent: #134

يا زول اكتب


أنا أول مرة أشوف البوست ده

عجيب وبديع


أكتب يا محمد المشرف فالكتابة دواء، بيغسل الأرواح.

شكرا
..

إيمان

Post: #138
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 11-08-2008, 07:59 PM
Parent: #136

ايمان سلامات
وشكرا كتير على المرور والطله, عشرات حبابك
كل الود.. كل الود

Post: #137
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 11-08-2008, 12:07 PM
Parent: #1

Quote: مبروك لي عمار مقدما.


الله يبارك فيك يا نزار ..
كيفك وكيف كيفك آ زول ..
ومشتاقين ..

Post: #139
Title: Re: العطش ...
Author: rosemen osman
Date: 11-10-2008, 02:26 PM
Parent: #137

كتابة مدهشة وحية حتى كدنا نبصرها ونلمس شخوصها

شكرا ود المشرف ولى عودة بالتأكيد

Post: #140
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 11-11-2008, 09:06 PM
Parent: #139

روزمين ازيك ..
قطعا سأكون فى انتظار شوفتك هنا و .. شوفك
تحياتى

Post: #271
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 09-16-2009, 01:41 AM
Parent: #140

( * )

Post: #141
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 11-12-2008, 10:25 PM
Parent: #1



حزمت سلمى امر ترددها .. ترقرق صوتها واكتسى نداوة تحسها طرية

فى حلقها كلما هتفت بأسمه فى تودد وفى وجد موغل فى الحنين والشوق

والخشوع كشقذاك ..

- منعم ازيك ..

تماما كما يشتهيها منعم .. يتحدث كثيرا عندما تحييه بها عن احترافية

المعنى حد الفصام مع اللغه .. يطربها نسجه لعلاقات تدعوها بالمريبه

ما بين صوتها والدعاش .. غير انها توقن تماما من ابتلال حبال صوتها

كلما ناغمته بالنداءات سرا وجهرا

Post: #142
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 11-13-2008, 06:13 AM
Parent: #141


- يااا سلمى

قفز اليها محتضنا اياها , صدره يضاغط نهدها الايسر فى يسر فادح .. يلفها بساعد واحد وقد احنى قامته نحوها بشئ من الميلان

الخفيف للجزء العلوى من جسدها وارتكن بذقنه على كتفها ..ارتقت بجيدها قليلا اعلى من كتفه الايمن كى تزيد

من حيز الحميميه والحوار الجسدى بينهما .. تلامس خداهما كصدفه متعمده مع سابق الاصرار .. كان يتمتم بالاشواق فى فرح طفولي اليف ..

همس بأذنها بيتا من الشعر للكتيابي ..

- سلمى .. يا ليتنى استطيع انظر نور وجهك فى لحيظات العناق

هنيهة واصابها شيئا من الارتباك وهى تطالع تلك الابتسامه المهزومه لهند الامين تجاهد على البقاء .. انفلتت من حصار النشوة

والنداءات السريه للجسد.. حيت هندا والتى بدورها احتضنتها بشئ من الاليه ثم وقفت تتمتم بكلمات عازها الترابط قبل ان

تنسل مبتعده .. عندها التقت عيناها ومنعم .

Post: #144
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 11-15-2008, 00:22 AM
Parent: #1

تدين سلمى لتلك الحوارات ما بين عينيها وعينى منعم بكثير من تفاصيل ما انزل العشق بها من سلطان .. كان يخامرها حال استبداده بسطوة عينيه عليها شيئا من خدر الروح .. وكثيرا ما تزداد وطأته نهايات الاسبوع - غير اربعاء كانت اجمل - هذا وقطعا ان كان ذاك بشمبات .. وأجمل ما يكون ذاك امسيات الخميس لا الجمعه .. كان شديد الاحتفاء بأماسى الخميس ,غير ان طقس احتفاءه بتلك الامسيات الفارهه كما يدعوها يبدأ عند منتصف الاسبوع بالتنسيق الدقيق مع بابكر لما يدعوانه بالاجراءات .. وتعنى ترتيب متعلقات ( القعده ) من عشاء وخمر واصدقاء ثم يوزعان المهام بصرامه واهتمام بأدق التفاصيل غير ان جلب الخمر دوما كان من نصيب النذير لعلاقاته المريبه ( بستات العرقى ) ذوات الصيت الذائع .. يعنينى من ذاك تمضيه عصر ذاك اليوم مع منعم وحتى العاشره مساء بمبانى كلية الزراعه بشمبات ثم المبيت هناك بداخلية البنات ضيفة على ساره ونضال وبقية الصديقات هناك .. وكثيرا ما كثرت تنهدات نضال لنا

- يا ربي هسع بابكر عامل كيف ؟..

ولاحقا حرمت عليه الخمر تماما بعد عامين من زواجهما

Post: #145
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 11-16-2008, 09:58 AM
Parent: #1

*


**




*

Post: #147
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 11-21-2008, 11:34 PM
Parent: #1

ترقرق حلقها بالندى وهى تخاصر ذكرياتها ومنعم محمود .. عشقذاك اليوم وبعد فراغهامن طقس

غيرتها الشديده من هند اعادت سلمى اكتشاف شوقها له وقد تلألأت عينيه بفرح اسطوري وهو يحتويها

بالعشق والشوق والحنان .. راودها خاطر جزيرة يشاطئها البحر بعنف ومن كل الجهات الاربع المعلومه

للقلب , مضت بارتباك واضح تثرثر عن حياتها فى الابيض وعن كيف ظلت امها تلاحقها فى محاولات مستميته

لتقصى احوالها العاطفيه .. مازحها قليلا قبل ان يبتدر وبجديه شديده طرح ارائه المتعلقه بالنشاط

الطلابي ودور التنظيمات السياسيه فى المرحله القادمه

- الفتره الجايه دى يا سلمى حساسه شويه .. نجحنا يحدى هسع فى اننا نخلق تحالفات قويه مع القوى

السياسيه المعارضه , طبعا بالتأكيد قدمنا تنازلات .. الاولويه لكن للاهداف المشتركه .. المهم عندنا

القدره على الحركه ولازم نستثمرها بصوره فعاله ..

- منعم الانضباط مهم جدا .. اعملوا حسابكم من اي تصعيد ما ضرورى

- انا معاك انو التصعيد بدون رؤيه واضحه مضر جدا .. كمان الخوف المرضى من السلطه بيلغى فكره الصراع

من اساسها .. شوفى هنا , طالما نحن مؤمنين بالدور الطليعى للطلاب فى احداث الثوره لازم نخت فى بالنا

انو الطريق ما ساهل والتضحيات ضريبه مفروض ندفعها

- منعم انت هسي ما دافع سنه كامله من حياتك ضريبه للعمل العام .. تقدر تقول لى المحصلات الايجابيه كانت شنو ؟..

- سلمى واضح انك مستعجله لفتح الموضوع ده معاى .. تأكدى تماما انى ما حأساوم القضيه باستقراري الدراسي

.. اذا نحن بنقول كده , باقى الطلبه الما ملتزمين يقولوا شنو ؟.. عارفه جزء كبير منهم ادهشنا بي صمودو فى المعتقل

- منعم ده ما كلامى .. ولا عاوزه الغى فكرة الصراع من اساسها زى ما قلت .. انا ضد تضخيم دور الطلاب والمغامرات المامحسوبه

عارفين انتو غيرتو مستقبل كم طالب .. عارفين كم اسره اضررت بي صوره مباشره من التصعيد الاخير .. جريتو الناس لمصادمات

ابدا ما كانت ضروريه , وحتى انتو ما كنتوا مستعدين ليها .. والنتيجه شنو ؟.. اترفد كم طالب وكم طالب كان فى المعتقل وزملاؤه

فى قاعات الامتحانات وحتى انت طلعوك قبل كم من الامتحانات ؟..النشاط فى الجامعه اتلغى وحلوا الجمعيات والروابط وقفلوا الجامعه

اربعه شهور بعد بداية العام الدراس بى ايام بسيطه .. انتوا قاعدين تحسبوا ده كويس ولا بس بتجتمعوا مع السياسيين وتانى يوم تشدوا

ليكم اركان نقاش وتطلعوا الطلبه فى مظاهرات ..

- سلمى انت عارفه انو القياده الطلابيه منفصله تماما فى قراراتها من الحزب

- منعم الكلام ده تقولوا لاي زول غيري

ومضى اللقاء عامرا بالمشاحنات واليف جدا على طريقته ومنعم يبشرها بعمل كبير سينتظم الجامعه فى الايام القليله المقبله

فأنقبض دون وعى قلبها

Post: #148
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 11-25-2008, 07:25 PM
Parent: #147

جاء ضحي اليوم التالى فألفت سلمى نفسها فى ( السنتر ) وقد تعالت اصوات مكبرات الصوت فى شارع النشاط

.. خاطب منعم قبلا ركن نقاش ناري بكلية الطب قبل ان يتوجها نحو السنتر .. تولي بعده مخاطبه طلاب المجمع

الطبي شهاب وهو احد طلاب قانون .. اخذنى احمد من يدي واستقلينا عربه النذير حتى بوابة كلية الهندسه ..

كان شديد الصمت لدرجة فزعت لها .. اشتعلت عيناه بتصميم لم اعرفه فيه من قبل, حاول النذير ابداء اعتراضاته

على نبرة التصعيد فى الخطاب

- منعم انتو حتوصلوا الناس لى وين

- للشارع

- وبعد كده ؟

- اذا ما آخر العلاج الكى
مراويدك حمر يامى

- شنو ؟!

وبحده اجته يا منعم آنذاك

- النذير كلنا مؤمنين بالثوره المحميه بالسلاح

- وينو السلاح ..؟ يا منعم السلاح لو ما شايفنوا عندهم ما عندنا !!

- النذير خلى كلامك البتسوى فيهو ده.. الشعب ده اكبر من اي طاغيه

- الشعب ده يا منعم الليله لو طلعنا مظاهرات حيضرب كف بى كف ويقولوا لينا يا اولادنا ما تخلوا البتعملوا فيهو ده ..

منعم انتو سايقين الطلبه لى حته خطيره جدا

- النذير بعد ما توصلنا واختك سلمى دى .. امشي نوم فى حوشكم فى امدرمان

- تحديدا ده الحأعملو

ولذت بصمتى وذاك الانقباض حتى كان شارع النشاط

Post: #149
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 11-27-2008, 09:43 PM
Parent: #1

خارج النص

(طريت الناسها وناسا .. طريت امدر حليل ناسها)


..
ذات خميس

Post: #150
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 11-28-2008, 06:20 PM
Parent: #1

*

Post: #152
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-01-2009, 03:48 AM
Parent: #150

شكرا بكري ابوبكر

Post: #154
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-11-2009, 09:27 PM
Parent: #152


كان الحرم الجامعى اقرب ما يكون سوقا لباعة يتصايحون .. ترافقت وأحمد والهتافات تعلو , مكبرات الصوت

والغبار الكثيف المصاحب لطقس العدائيه والمثير جدا حد الانفعال المشبوب بالترقب والقلق و شئ من اللامبالاة الغير مبرره

.. تم حصار الجامعه تماما بقوات الامن غير ان الوضع مال تماما للهدوء بعد الانسحاب المفاجى لطلاب الاتجاه الاسلامى .. انتبذت آنذاك

واحمد ركنا قصيا من الميدان الشرقي , وكان الصمت ثالثناورابعنا ذاك الشئ ما اخجل منه كثيرا .. ويرواغ احمد انسرابه ما بين

خلاياه , ثمة رابط يتخفى بمهارة فائقه يلمنا .. يلفنى بالامان فى حضرته وفى حضوره الواثق والشديد الوداعه والالفه ..وكأنه يلامس

بحنو بالغ خلايا الروح , يهدهدها بنظراته الانيقة الخطى والمطمئنه فوق تضاريس وجهى ... أكاد احس دبيبها يسرى فى عروقى وما بين

الدهاليز القصيات بدواخلى .. هو احساس مخاتل جدا بحضوره المفاجى حال اجتماعنا وغيابه الغريب عند الحضور الطاغى لمنعم محمود

.. تبادلنا شيئا من الاحاديث المبعثره , وكانه يستبصر موته فى الغد راح يتمتم كثيرا بسيرة الموت .. انضم الينا منعم فأزدادت

وطأة احاديث الموت .. تحدث - أذكر - عن العميري ومصطفى وابوذكري ومايكوفسكى وقال شيئا عن الغياب باعتباره موتا بديلا للموات

الحى .. قادنى منعم ليلذاك راجلين للمجمع الطبى .. كنت منقادة تماما لخطاه , لم اكن اعى على وجه التحديد الى اين نسير ؟..

حتى انتفضت بقوة حين باغتنى بالسؤال ..

- سلمى .. انا عاوز اجابه واضحه زى سؤالى , علاقتك بى احمد حدها شنو ؟

..

Post: #155
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-11-2009, 10:49 PM
Parent: #154


انتفضت دواخلها وانتابها شئ من الفزع والخوف وارتعشت خلاياها وكأن مسا شيطانيا عبرها بغتة ..

ترى ما بالتحديد عناه منعم بسؤاله المفاجئ .. كانت تظن ان ما بينها واحمد يدخل فى باب اللامرئيات

ولا يخطو ابدا خارج عتبات الروح .. هذا غير يقينها الراسخ بحبها العميق لمنعم , بيد ان ذات

السؤال كثيرا ما قض مضاجعها.. تنكره حينا وحينا تؤطره باطار روحى يجمعها واحمد ..

ليس حبا , هو اقرب للتوأمه الروحيه واحساس متنامى بالانتماء والسكينة والاخاء ..

كان لاحمد ذات مقاييس ما كانت لتحب من رجال .. الا ان احوال العشق لها طقس مختلف جدا عن الرؤي المسبقه

للاشياء .. كثيرا ما احست بذات السؤال يطل من عيون نسرين او يكاد .. فيعتريها الخجل والاضطراب ..

غير ان وروده بذاك الوضوح والمباشره والاصرار من منعم , مدعاة للوقوف

قليلا عند ذاك ( الشئ )

لملمت اطراف كيدها قليلا وتمتمت متظاهره بشئ من الغضب


- منعم , ده سؤال مستفز جدا .. كونى متفقه مع احمد فى تحليلو للاوضاع فى الجامعه ومختلفه معاك..

ده ما بعنى انو فى علاقه اصلا غير الانت عارفها وعارفنها الناس كلهم ..

وانتو فعلا جارين الناس وراكم لى تصعيد ما مقدرين نهايتو شنو ..

انت يا منعم واعى للبتقول فيهو ده .. ياتو اجابه واضحه انت عاوزها , واصلا انا ما ملزمه باجابات

لاسئله غبيه زى دى .. انت بتطعن فى حاجاتى كلها .. خلى علاقتنا وهى بالمناسبه زاتها اجابه واضحه

.. علاقتى بى نسرين براها اجابه .. وشوف يا احمد

قاطعها بهدوء وبصوت عميق ما زال يثير رعشتها حتى الان

- اسمى منعم , منعم محمود

Post: #156
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-12-2009, 05:19 PM
Parent: #155


وكان ان تدفقت الدموع غزيرة وطازجة وحاره من عينيها ليلذاك .. تنهدت سلمى وكل تلك الحكايا

تعبرها للمرة المليون بعد العطش .. كان استشهاد احمد صادما وموجعا حد موات الاحلام .. التقت

بعدها وبشهور بمنعم عند مدخل قاعة سيد المبارك بكليه الصيدله .. لم تنبس بالحروف سوى عينيه

ترامقانها بقلق وكأنه يعلم ما ستلقيه عليه وبهدوء قاتل

- منعم .. انت عارف كويس انو مافى فايده

وهكذا وفقط .. وكما يشتهى احترافها المعنى حد الفصام مع اللغه, وكان ان انصرف بهدوء

لماذا تري حدثت او لم تحدث تلك الاشياء ؟..

لماذا انصرفت انت بذاك الهدوء .. اعلم وطأة اتهامى اياك عليك .. اعى ما كان يدور دواخلك النقيه وفى وريدك , ( اريدك ..

ادينى صوابعك ضارينى من الغربه )

والآن .. الآن يا منعم ( عليك اللعنه ) ما زلت ارددها سرا اليك وجهرا تلك المقاطع النديات

لصاحبك تاج السر جعفر الخليفه

اشتاقك وردا اسطوريا
ينبت فيك و يأخذ مني ضوءك فيني

يشرب منك رحيقي يفتح بابا زمنا للتحديق

ولي

فأهدر كالشلال

اموت علي أهدابك - اغفو حين اموت

لأحيا فيك الرعشة

والإمكان

و نكهة موتي

يا كونك انت

و كوني فيك تجرد حتي غاب

و دس لهاتي في أذنيك

و قالك همسا يخرج مني حين تمرد حرفي- ضاع

و ضعت

هاج التوق واعلن ان الحرف الهارب لن يتحمل شيئا منك و مني

كني

او اتركني ابحث عن قنطرة عني

كني

أو اتركني أزرع حرفا آخر مني

كني

أدرك اني .. أني

كني

أو اتركني اوقن أن البعد عميل جغرافي ماهر )

يا الله يا تاج .. هذا الحرف يشهق عشقا

قبل ان يمتد صهيلا فى روحى

منعم محمود يا ..( عليك اللعنه

وعاصفة الطبول

وساعدى الاسمر

وهذا النشيد)


Post: #157
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-12-2009, 07:39 PM
Parent: #156

اتفقد الآن أميره الحبر فى اقاصى العطش .. والبورد

Post: #158
Title: Re: العطش ...
Author: Ishraga Mustafa
Date: 04-12-2009, 09:29 PM
Parent: #157

Quote: العطش ...



ايهما لاذع..

عطش الروح
ام جوع الجسد؟

الروح لا يرويها الاّ الموت
وجوع الجسد لا يسكته الاّ التراب



ده اول سؤال تبادر الى ذهنى مجرد مالمحت عنوان البوست ده من فترة...


------

وبرضو العطش...

Post: #159
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-13-2009, 02:15 PM
Parent: #158

العزيزه ا/ اشراقه

سلامات

Quote: ايهما لاذع..

عطش الروح
ام جوع الجسد؟

الروح لا يرويها الاّ الموت
وجوع الجسد لا يسكته الاّ التراب


قلبت المسأله بذهنى طويلا .. كان الموت حاضرا بقوه
فاقصيته .. وانتبهت للمتغيرات
العطش / الجوع / الروح / الجسد

ما اقسى نشاف الروح يا اشراقه ..

غوايات الجسد ... تلك النداءات السريه .. وجوع الدرب الذى لا يفضى اليها
احتمالات للمكابدات العظيمه .. غير انها قابله للترويض

ما
اقسي
العطش .. اذ يغشى الروح فيمضيهاالمحل
ثم لا يغادرها حنين الارتواء

Post: #160
Title: Re: العطش ...
Author: Ishraga Mustafa
Date: 04-13-2009, 02:27 PM
Parent: #159

Quote:
ما
اقسي
العطش .. اذ يغشى الروح فيمضيهاالمحل
ثم لا يغادرها حنين الارتواء



{{حياة, صبية مجنونة,
مجنونة بحبيبها, حبيبها النهر,
كان نهرا وهى عطشى,
كان حقلا من دخن وقمح وشدو وظلت جائعة
خبزت له من عجين روحها..
كريما حبيبها,
فى الوادى البعيد نثر قمحها لحمامات الوادى
تبسمت, ان كان بفرحه هذا..
ظلت حياة تقاوم, تقاوم اناشيد الجوع
ومزامير العطش
كانت تغافله بزمام غناها,
وتنقرش فى روحه بحكايات العطش والجوع,
غضبت حياة ذات حماماات وادى..
صرت بقجة احزانها ومشت, مشت, مشت..
كانت تنوى اغراقه والخرتوم بالليل تعرف كيف تشرد الفرح..
لهات الحنين نشفت وهى فى طريقها للحبيب..
حين وصلت كانت قد ارتوت..
ارتوت بالتراب}}*


-----------------------------
* من كتابة {{ حمامات الوادى او حين تغرق الخرتوم بالليل} لسه بدمها, نطفة تنتظر التكوير, هذا ماكان عن سيرة العطش والجوع

Post: #161
Title: Re: العطش ...
Author: Ishraga Mustafa
Date: 04-13-2009, 02:40 PM
Parent: #160

Quote: قلبت المسأله بذهنى طويلا .. كان الموت حاضرا بقوه
فاقصيته .. وانتبهت للمتغيرات
العطش / الجوع / الروح / الجسد




الموت نفسه متغيير...

تنتظر الارض تحلل الجسد بشوق,
تنتظره النباتات واعشاب الارض,
ينمو.. فى حياة جديدة,
حياة تمتد, فيها من تلك الروح حكاية..
الموت متغيير,,

Post: #162
Title: Re: العطش ...
Author: فيصل عباس
Date: 04-13-2009, 04:56 PM
Parent: #161

تعرف !!
مرة كدا وانا في زمن مافي
احسست بالعطش
وحينها اتتني هذي الكتابة المعنونه بهذا الاسم (العطش)والتي كانت متفقة تماما
مع حالتي تلك في ذاك الزمن- باعتبار ان العطش ممكن يكون حسي ومعنوي-عموما
رجعت الي هنا
وبحثت عنها ،، وفي اثناء بحثي مررت باشياء هنا
كانت غريبة جدا في طرحها علي انذاك
وسرحت معاها(وبالحق اشبعت فيني عطش ما -اظنه كان غبيا)
وطلعت منها بجهويه ما
اذ ان فكرتها كانت تخص المسكوت عنه في زاكرتي او في الحقيقة الكان بعيدا تماما ذاكرتي

وارتويت بقليل من الافكار السامة
وعليه قررت ان ابتعد لي حين (حتى تكبر جهويتي تماما) لاعود
وفي جعبتي سلاح مناهض ..
وقاطعت سودانيز لحين (لتلك الكتابات المؤخرة تماما لوعينا يا صديق)
والآن تداهمني الرغبة في التصفح
والتقيك هنا في اول الدرب
والتقي بعطشي
وروايتك التي اظنها ستخرج بنا الي ارتواء
نتعشقة (وغير سام تماما)وحتى ان كان ساما فسمة ماتع ..


اكتب ياخ وخليني من صيدلتك الما جايبا حقها ...
بالجد صيدليتك دي ح تحرمنا منك ومن تلك الملاذات التي تشتهيها وتتبرج اليك هي راغبة ..
فض بكارتها بربك
ليرضى الدين ويرضى الله عنك

Post: #163
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-13-2009, 05:38 PM
Parent: #162


اشراقه ..
( شويه شويه حأناديك ب شروق كما يحلو للمقربين المقربون )

Quote: الموت نفسه متغيير...

تنتظر الارض تحلل الجسد بشوق,
تنتظره النباتات واعشاب الارض,
ينمو.. فى حياة جديدة,
حياة تمتد, فيها من تلك الروح حكاية..
الموت متغيير,,


استفزنى قليلا هذا الشمول فى ( الشوف )
قفز للخاطر مقطعا من شهوات مريد

شهوة ان ارى ما يُرى كُلُّهُ
فى شمولٍ عظيمٍ يوحد بين نجوم السماءِ
وخصلةِ عُشْبٍ بقاع البحارِ
وبين كهوف العتامِ وقوسِ الافُقْ

الموت متغير ..
جاء معنى ذلك على لسان احد شخوص ( القصه ) .. احمد

غير انه وفى تغيره - اي الموت - يختلف اختلاف مقدار عن
العطش/ الجوع/ الروح/ الجسد..
او كما اعتقد

Post: #164
Title: Re: العطش ...
Author: Ishraga Mustafa
Date: 04-13-2009, 07:05 PM
Parent: #163

Quote: لم يشعر برغبة البكاء اذ تأجل ذلك سنوات عديده عندما ألفى

نفسه ينشج بين ذراعى أمل عند الضفة الاخرى لنهر مزيف , فى مدينة غريبه , بعد عشرون عاما

من النحيب الحزين لحاجه آمنه ..




اعرف هذا الشعور
فكثيرا من التفاصيل التى تمر بنا, نمر بها, تعبرنا تظل بشكل او بآخر متوهطة فى مكان ما من الذاكرة
نكون قد غطينا عليها بكثيف الايام الحزينة..
فى لهث الحياة يمضى كل شىء الى حتفه سريعا
تفاصيل لم نكن مهيأين لها,
تغالفنا فعلا كالموت..

{{ اثنين مروا الى العالم الخلفى- هو خلفى ام امامى؟
حبوبتى- امى التى ربتنى و{نسيبتى} - امى التى كنت ابوح لها بكل شىء!!

عبرن الاثنين ومابكيت..
عبرت جدتى الى الجهة الاخرى من حزنى, وبقيت على ذات شوقى, كلما اسافر الى كوستى, ابحث عن آثار
تلك {الشعبة - المرق} اللى بيسند الاوضة من خريف غاضب..الاوضة التى كانت تخدر بانفاسها.. ربما عشقت المرجان منذ ذلك الحنان
فقدت الآمان برحيلها..
اما برحيل { نسيبتى}- فقط انكسر مرق روحى, تناثرت مرآيا حكايتى- نا- وبقيت على يتمى...

هكذا, تذكرتهما الاثنين, دفعة واحدة البوم وبكيت..
بكيت وخلف سياج قلبى شىء آخر يبكينى..
بكيت بحرقة وكأنى ابكى عمرى وهو يركض نحو نهايته؟ سوف تتذكرونى اياما ثم فى غفلة الحياة تنسونى..- حتى جبريل- سيطوينى فى ذلك الوادى البعيد}} - من خربشات مجنونة



---------

Quote: اشراقه ..
( شويه شويه حأناديك ب شروق كما يحلو للمقربين المقربون )


سابكى اذن اكثر لانى سوف احس بانى فى تلك الحجرة التى مازلت ابحث عنها فى مكان طفولتى...
سوف احس ببعض آمان, منحتنى له جدتى..وناس اقربين احبهم


-------
معليش , جات كدى الكتابة المحرقة دى, فاحتمل
هذا عربون للمقربين والمقربات !!

Post: #165
Title: Re: العطش ...
Author: فيصل عباس
Date: 04-14-2009, 00:23 AM
Parent: #164

Quote: سابكى اذن اكثر لانى سوف احس بانى فى تلك الحجرة التى مازلت ابحث عنها فى مكان طفولتى...
سوف احس ببعض آمان, منحتنى له جدتى..وناس اقربين احبهم

اشراقة
استغفري الله
نعرفي !! بقيت كل ما اهبش كتابة تخص
يجيني الحنين طالع منها احسة(اشبة بثعبان رطب ومتأكد تماما انه غير سام لكنه
يلتف حول جسدي ليحس بامن ودفء ، وحينها اخاف تماما على ما تبقى من عظامي التي هلهلها الحنين)
لذلك صرت اهرب منك واهرب من عنواينك ، علما بانك تستخدمين مفردات جاذبه ولكنا لو غصنا قليلا في مضامينها لفتحت
ابواب الحنين واجترت معها ذاكرة البكاء اذ العيون جف دمعها .
يل بت الخالة وبت اعظم جارة مرت علي تاريخي
اتركي الحنين ولوعته او ..............

Post: #166
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-14-2009, 06:49 PM
Parent: #165

الزول الانيق فيصل عباس ..
كيفك وكيف كيفك

جاي ليك بي روااااقه .. فقط امهلنى ريثما ينشغل اعدائي بانفسهم قليلا
( السوبرفايزر والانجارج والمدير ).. وكميات من الهوم وورك وايليرننج والبرزتيشنز..
الواحد رجع طالب عدييل كده الايام دى

اشواقى

Post: #167
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-14-2009, 06:54 PM
Parent: #166

يا فيصل قاعدين يعيدوا صياغتى كصيدلى من جديد ..
مع العلم انى شديد الاعتزاز بكونى صيدلى من دول العالم الثالث ..
وحتى هذه .. عاوزين يصادروها منى ..

Post: #168
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-17-2009, 01:13 PM
Parent: #162

#

Post: #169
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-17-2009, 07:06 PM
Parent: #168


فيصل ..

Quote: رجعت الي هنا
وبحثت عنها ،، وفي اثناء بحثي مررت باشياء هنا
كانت غريبة جدا في طرحها علي انذاك
وسرحت معاها(وبالحق اشبعت فيني عطش ما -اظنه كان غبيا)
وطلعت منها بجهويه ما
اذ ان فكرتها كانت تخص المسكوت عنه في زاكرتي او في الحقيقة الكان بعيدا تماما ذاكرتي



البلد دى ( سودانييز اون لاين ) افتراض اجمل من الحقيقه ( البلد ديك ) ..
هنا .. تغيب الصفقات الكبري لبيع الاحتمال ( وأسأل عنه عثمان نسيبك ) ويغيب التجاوز .. وكل يغنى على توماه ..

هذا ان فهمت ما اشرت اليه فى سياق صحيح ..

اكثر ما يستفز شهوتى للكتابه هنا حالة الاستقطاب الجهوى اذ تطفح على السطح بمياهها القذره جدا ..
منطلقى يبقى .. اللا نسكت على المسكوت ولكن ايضا اللانسكت على المتاجرين بالجهر فيه ..

اواصل مع فيصل


Post: #170
Title: Re: العطش ...
Author: Sana Khalid
Date: 04-18-2009, 03:35 AM
Parent: #169

Quote: يا ..( عليك اللعنه

وعاصفة الطبول

وساعدى الاسمر

وهذا النشيد)



شكراً.. لدعوتي هنا

أين كنت أنا؟

أين؟!!!

Post: #171
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-18-2009, 10:15 AM
Parent: #170

فيصل

Quote: والآن تداهمني الرغبة في التصفح
والتقيك هنا في اول الدرب
والتقي بعطشي
وروايتك التي اظنها ستخرج بنا الي ارتواء
نتعشقة (وغير سام تماما)وحتى ان كان ساما فسمة ماتع ..





هذالتصفح حبل سري يمتد ما بين سرة العطش والخلايا .. لذا اميل
ل .. ( وحتى ان كان سما )

اما ( القصه ) فهى ورطه شخصيه شديدة الجمال
حافزى دونها انت وكل الذين مروا من هنا

فتصفح .. دونك اشراقه وروزمين وعبدالله الشقلينى وعماد عبدالله و .. هموا كثر
وتصفح لآخرين مغايص بتفرم حشانا وكلاما مغتغت وفاضى وخمج
وتصفح هذا الخيط .. عله يكون عند حسن ظنك سما ماتعا يسري فى العروق ..

كن قريبا ..
ومتصفحا وقلما انيقا وحضور



Post: #172
Title: Re: العطش ...
Author: Sana Khalid
Date: 04-20-2009, 09:12 AM
Parent: #171

تعرف يا محمد الحسن

في الحلق كلمات كثيرات ..أبت الخروج خشية الضآلة في هذا المقام

كتابة تعطش فعلا!

قم لقلمك يرحمك الله

علنا - في النهاية - نرتوي

_____________

كانت هكذا
Quote:
و اسقنا
....

ثم انتبهت و قلت

ما أدراني؟!!

Post: #173
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-20-2009, 02:38 PM
Parent: #172



اشراقه ..

Quote: اعرف هذا الشعور
فكثيرا من التفاصيل التى تمر بنا, نمر بها, تعبرنا تظل بشكل او بآخر متوهطة فى مكان ما من الذاكرة
نكون قد غطينا عليها بكثيف الايام الحزينة..
فى لهث الحياة يمضى كل شىء الى حتفه سريعا
تفاصيل لم نكن مهيأين لها,
تغالفنا فعلا كالموت..

{{ اثنين مروا الى العالم الخلفى- هو خلفى ام امامى؟
حبوبتى- امى التى ربتنى و{نسيبتى} - امى التى كنت ابوح لها بكل شىء!!

عبرن الاثنين ومابكيت..
عبرت جدتى الى الجهة الاخرى من حزنى, وبقيت على ذات شوقى, كلما اسافر الى كوستى, ابحث عن آثار
تلك {الشعبة - المرق} اللى بيسند الاوضة من خريف غاضب..الاوضة التى كانت تخدر بانفاسها.. ربما عشقت المرجان منذ ذلك الحنان
فقدت الآمان برحيلها..
اما برحيل { نسيبتى}- فقط انكسر مرق روحى, تناثرت مرآيا حكايتى- نا- وبقيت على يتمى...

هكذا, تذكرتهما الاثنين, دفعة واحدة البوم وبكيت..
بكيت وخلف سياج قلبى شىء آخر يبكينى..
بكيت بحرقة وكأنى ابكى عمرى وهو يركض نحو نهايته؟ سوف تتذكرونى اياما ثم فى غفلة الحياة تنسونى..- حتى جبريل- سيطوينى فى ذلك الوادى البعيد}} - من خربشات مجنونة



يا .. واقفا صمتا قرأتك صدقا ..
ثم قرأتك يا .. قرأتك بعضا من تفاصيلى الموغله فى اغترابها السحيق ..
تقصيت حدود رغبتى البكاء بين يديها ( رحمها الله ) حاجه التومه ..
لها من الابناء ابي - واحدا كان - ثم انا واخوتى ..

فى غيابهم جميعا رافقتها انا بمستشفى حمد العام ..
وكان ان اخبرنى الاطباء بانها تخطو نحو الموت رويدا رويدا ..
قالوا .. يستطيعون وضعها قيد الحياة اصطناعيا .. ولكن دونما ادنى احتمال للعوده ..
مع احتمال تعرضها لكسور فى ضلوعها - تلك التى كم اوتنى - ان احتاجوا انعاشها
لذا هم ينصحون بان تجري الامور فى مجراها الحتمى والطبيعى ..
كانوا يتحدثون باعتياديه فائقه عن الموت .. تناقشت معهم طويلا قبل ان ازيل بتوقيعى ورقة ما ..

لم ابكى ظهر اليوم التالى عند موتها .. تأجل البكاء طويلا
وطويلا كان البكاء عند قبرها ذات صباح عيد ( بالبكري )
عند اول زيارة لى للسودان بعد غياب امتد سبعا من السنوات عجافها والسمان ..

وانا اذ امارس الان هذى الثرثره .. لا اعلم يقينا اين هو الموت كمتغير كما ذكرت ..
ربما عند منعطف الروح نحو شموس ما .. او دهاليز عصيات
او فى غرفة نائيه تركناها خلف سهوب الذاكره ..

شكرا عزيزتى .. وكأنما غسلتنى هذه الثرثره بماء طاهر ونظيف جدا
وكأنما هطل للتو من السماء .. /B]


Post: #174
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-20-2009, 07:47 PM
Parent: #173

Quote: أين كنت أنا؟

أين؟!!!



كنا .. كنا
ما زلنا
نتحدث عن حكم الجبهة ..
والجبهة ما زالت تحكمنا

او كما قال تاج السر جعفر ..

..
تري اين كل اؤلئك الاصدقاء .. واين نحن ..

كم كنا عصيين على التمييز ( حناكيش , شهاده عربيه , شهادة لندن ,عرب جزيره , اولاد ريف )

يعنى انت مثلا كنت حنكوشه ولا شهاده عربيه ولا عرب جزيره ؟..

غير ان امدرمانيتى وعزه كانت واضحه .. وكذا مدنية سلمى حسين ( يا كم وديعه )

فاعلمى ان اكرم صلاح وبسطامى وخطيب ابراهيم قيد اغترابي الجغرافى يبنون امجادهم فوق وهم مخاتل
..
العطش محاوله لتسليط الضوء .. لمكابدات جيل واغترابه السحيق بعد ان غمس كل المرابون ايديهم فى دمائه ..

كونى هنا دوما ..
سأتم ما بدأته


Post: #175
Title: Re: العطش ...
Author: Sana Khalid
Date: 04-21-2009, 06:20 AM
Parent: #174

Quote: يعنى انت مثلا كنت حنكوشه ولا شهاده عربيه ولا عرب جزيره ؟


I'm Every Woman, It's All In Me
!!

في الحلة.. ممكن تلقاني في التكل.. بعوس الكسرة و الحلومر كمان

و في أجعص هوتيل في أكبر مدينة.. كعبي عالي و شنطتي Gucci ..

و بابدأ بشوكة السلطة و بختم بشوكة الحلو.. مرورا بكل الطقم الفضي بينهما!



بالفق في اي مكان.. ما دام (نضيف)

بس لسة ما قادرة اطبق رجلي تحتي زي اليابانيات لما اقعد!!




مش قلت لي ( انت اليابان ما هدت حيل غباشك!)

ياخي دا غباش جواني

معجون عجن و مسمدة بيهو الروح

ترابه من حواشات العزازة و مويتو من بحر فداسي

متضخم جواي زي ام درمانك !

على فكرة..

بتشوفها انت مالياك!

أما نحن فكنا بنقول..

انت حنكوش شهادة لندن.. و لا عربية

ما كان في خيارات تانية





غير اننا احببنا ام درمان!

و قبلنا ان تبنى قبتها فوق رؤوسنا منذ الصف الرابع الابتدائي

ياخي انا كنت بحب كتاب التاريخ في سنة رابعة حب

و صورة المهدي

و الغلاف الاخدر سريع الاهتراء!

(رابعة دي كانت شوية في العزازة و شوية في المسلمية

في محطة انتقالية بين السعودية و الامارات!!)

و مش بتبطل لف في الدنيا و لا حتبطل لف!!

يا بابا عبدو !


شكلها سلمى خالد (بطلة قصتك..ما سلمى صاحبتي) كانت بتدك حصص التاريخ!

او كتابها مشترك و عافياه لزميلتها السنة كلها!!

Post: #177
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-21-2009, 06:35 PM
Parent: #175

Quote: الزول يكون (عطشان) وبدل مايفتش لمحل الرواء،
يدق على أول باب يحمل عنوان (العطش)،
كأنه الضغط على مكان جرح مائل للاندمال،
فتزيد (الروح) شحتفة،



اميره ..
سلامات وكيفك ..

( والروح مشحتفه
فى الحبيب
والقلب بكر )

تسلمى يا اميره ووقاك الله شر هذا العطش

Post: #178
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-22-2009, 08:53 PM
Parent: #177

*

Post: #179
Title: Re: العطش ...
Author: أميرة فاروق عبد العال
Date: 04-23-2009, 12:58 PM
Parent: #178

فليظل (عطشك) عاليا،
أملا في الإرتواء..


تحاياي أستاذ محمد حيدر..

Post: #180
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-25-2009, 08:06 AM
Parent: #179

وهكذا تباعدت خطانا يا منعم ونحن مازلنا بذات الحيز الجغرافى للمجمع الطبي ... التقيك احيانا

هنا وهناك .. ما بين الممرات والكافتيريا واركان النقاش , اتقصى امتدادك فى تفاصيل الامكنه

المحتمله للصدفه .. التقى عينيك برهة فاركض فيهما دهرا من العشق والحنان والالفه .. اعرف

مهاراتك الفائقه فى الاختباء خلف اللامبالاة المرتسمه بعينيك مواقيت تلكم الصدف المتعمده كأجمل

ما يكون .. كثيرا ما كسبت رهاناتى الشخصيه عند التفاتاتى المفاجئه بعد عبور تلك اللحظات المحمله

بتفاصيل عشق ابدى ومكابدات حنين لا ينقطع .. يتبسم فى دواخلى الرضا قليلا اذ اراك تلاحقتنى بعينيك

.. فى الواقع كنت احس بدبيب نظراتك الولهى تسري ككهرباء ناعمه تدغدغ جيدى من الخلف , كان لها

ذات طعم شفاهك ذات اربعاء وانت تضمنى اليك بحنان اسطوري .. اذكر انى كنت لا اعى بكل الموجودات

من حولى الا انت .. وانت تضمنى من الخلف , تضاغط بيديك حواف نهداي البكراوين .. تجوسان بتضاريسي الانثويه التى لم يعبرها قبلك انسانا

قط .. ولم يفهمها بعدك - وكما ينبغى - انسانا قط ..وشفاهك تمران كاشهى

ما يكون بجيدى , خداى واكتافى .. قبل انت تديرنى .. ترفع ذقنى قليلا لقبلة ستظل قبلة تولى شطهرها احزانى اذ تصليك عشقا وانجذابا

كونيا واغترابا وجوديا سحيق ..

Post: #181
Title: Re: العطش ...
Author: عبد اللطيف بكري أحمد
Date: 04-25-2009, 10:38 AM
Parent: #180

<font size=4 font color=blue>
أنا هنا لأتقبل التهاني في هذا الإبداع،،

لست ممن يجيدون الكتابة ، وكل هواجسي أن يكون
تواجدي نقصاً لهذه اللوحة البديعة التي يرسمها
خيال إبني محمد حيدر ،،

بارك الله لك فيما وهبت من جمال الروح والخلق،،
=
لا تلقي بالاً لمشاركتي ، فأنا أرقبك بعين
مشبعة بإبداعاتك منذ سنيك البواكر،،

هنيئا لنا بك ، وواصل تربعك على ذاكرتي فكل الفخر
أن كنت يوماً في حياتك ملهماً ولو لحرف من هذا الفضاء
الذي تأخذني إليه وأجلس عندك بكل إحساسي أرد إليك
جمائل صمتك في أيامي الاول في تلك البقعة الغبشاء،،

=
حفظك المولى من كل شر،، وأمدك بمداد لا ينضب،،
=
سلام،،

Post: #182
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-25-2009, 03:37 PM
Parent: #181

كانت نهارات العشق تسفح دمائها فى مذابح السأم اليومى والارهاق البادى فى عيون منعم .. وكنت اترصد

عنوة تفاصيله هنا وهناك .. امارس معه كل تداعيات الاحوال العاطفيه .. تدثرنى اجواء الحنين اليه , وتورطنى

الاغنيات أكثر فى العشق فيه ..

آه يا منعم ..

( كلانا مدع كذاب )

امتدت نقاشاتى الطويله مع عثمان .. غير ان النذير كان يختزل الاشياء آنذاك فى شمول عظيم عرفته فيما بعد

- ( انتو بتمارسو فى ترف عاطفى غلط )

كان لا يأبه لاعتراضاتى الشديده وكأنه غير معنيا بما كنت اقوله ..

- يعنى شنو حاجاتكم ما زى بعض .. تلاجتكم اكبر من تلاجتهم ولا شنو ؟؟ ويمضى

فقط عثمان من كان شديد الانصات والتفهم اذ اشير للخلاف الجذري بينى ومنعم فى تعاطينا للاشياء .. وان كان يمنطق الخلاف فى حدود ما جبل

عليه الانسان والذى كان وما زال اكثر شئ جدلا كما كان يقول..


- شوفى يا سلمى .. مافى تماهى مطلق فى الحب , وعمرو ما كان تتطابق الاراء مبرر كافى للحب ..ولاستمرار اي علاقه .. وانا متأكد انو

الحاجه دى ما فايته عليكم , وفى حاجات انا ما عارفها .. حاولت كتير مع منعم ومعاك , فى النهايه بحترم خصوصيات العلاقه البيناتكم ..

بس تأكدى تماما وزى ما قلت لي منعم ومع احترامى الشديد بقول ليكم انو خياراتكم غلط .. احنا عايشنا العلاقه دى من البدايه .. ونوعا

ما بتخصنا .. ياخى انتو كنتو اجمل حاجه عايشناها فى الجامعه دى .. ويوماتى قاعدين نخسر

تفاصيلنا السمحه .. فقدنا احمد وما لاقين نسرين الزمان , شايف عندها علاقه مريبه جدا بي عصام وانت عارفه من زمان رائي في عصام كزول

انتهازى .. فقدنا جزءا من منعم ومنك انت .. الحب ما ممكن

يتلغى .. بقبل حالتين بس .. يا فى , يا مافى .. وانا عارف انو موجود وحيكون موجود بيناتكم

وهكذا كم استمرئت انا الحديث عنك واذ يشير اليك كشئ يخصنى ويعلن انتمائي اليك .. استمرئته لكى يطول بك وعنك بطول ليالي الشوق

الدافق اليك .. غير انهم ما عادوا يثيرون معى نقاشا حولك .. بالاحري عادوا يتحاشون سيرتنا .. كم كان ذاك مؤلما , حتى تلك الصدف

المتعمده تباعدت رويدا رويدا

ثم ترائت لى فداحة الاتكون انت من اخصه ويخصنى بالانتماء والعشق والحنين والجنون ..


Post: #183
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-28-2009, 09:51 AM
Parent: #182

*

Post: #184
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-28-2009, 06:16 PM
Parent: #183

ريثما التقط انفاس فرحتى ( بعد وعكه صحيه طارئه )
دعنى - واقفا - اقبس من نور حروفك استاذى عبداللطيف بكري كل المداخله
والتى من فرحى بها ( كوركت لام العيال ) ان انظري ما كتب لى استاذى فى سودانييزاون لاين ( عدوها الاول )

Quote: أنا هنا لأتقبل التهاني في هذا الإبداع،،

لست ممن يجيدون الكتابة ، وكل هواجسي أن يكون
تواجدي نقصاً لهذه اللوحة البديعة التي يرسمها
خيال إبني محمد حيدر ،،

بارك الله لك فيما وهبت من جمال الروح والخلق،،
=
لا تلقي بالاً لمشاركتي ، فأنا أرقبك بعين
مشبعة بإبداعاتك منذ سنيك البواكر،،

هنيئا لنا بك ، وواصل تربعك على ذاكرتي فكل الفخر
أن كنت يوماً في حياتك ملهماً ولو لحرف من هذا الفضاء
الذي تأخذني إليه وأجلس عندك بكل إحساسي أرد إليك
جمائل صمتك في أيامي الاول في تلك البقعة الغبشاء،،

=
حفظك المولى من كل شر،، وأمدك بمداد لا ينضب،،
=
سلام،،



وكأنها الف عام مضت ..
يومذاك ( اول يوم لدراستى بخور عمر ) ايقنت انى قد نزلت بواد غير زرع وايقنت انى من الهالكين


اواصل مع استاذى عبداللطيف

Post: #185
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-28-2009, 06:30 PM
Parent: #184

ملاحظه عارضه ..

لم اقم بتغيير صورة البروفايل ؟..
ده هاكر ؟؟ ولا شنو بالتحديد

Post: #186
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-28-2009, 08:56 PM
Parent: #185

( تتشقق هذى الارض السفلى لما يصبح هذا الرب بلا ذاكره والأرباب تحج لرب أبيض

فى ثوب أبيض … فى بيت أبيض …. بلسان أبيض …. بكتاب أبيض

أجمل من ورد بلادى الأبيض والنيل الأبيض والبحر الأبيض والأبيض

وأُبيض والبيوضه والبيضاء والدار البيضاء

والبيض كثير فى وطنى لايفقس غير دجاجات بيضاءات…….

وعقالات ……..وعمامات بيضاء

لم يفقس ديكا ذا عرف والعرف السائد بات هجين الحرف سجين

لم يفقس هذا البيض طبيعا

لم يرضع هذا الطفل طبيعا

والحرف لأجل الخصب يقاوم

والنخل يقاوم

والروح تقاوم

والطفل يقاوم

والنطفه فى الأرحام تقاوم

ليلوح الصبح وينمو القمح السيف الرمح الوطن السمح

الوطن السمح يكون أكون … أكون يكون)


ام اكن يا منعم لاعى هذا الرب التتري الابيض .. لم اكن لاعى غياب الذاكره ... لم تكن انت تعى

حضورها فى الروح .. والروح شقيق الحرف فكيف تخون ؟..

هكذا كنا نحاور منطق الاشياء .. بداياتها والسبب والنتيجه .. وكأننا كنا نملك مفتاحا سريا لفك طلاسم الاشياء

تري ؟ اي نقاش يطول بك بطول المساء مع هند الامين ؟.. كان اقصى حدود احتمالى رؤتكما سويا تتجادلان

, تتهامسان , تمارسان ( قرب المسافه وبعدها ) .. لم اعى ساعاتها ان ( أمل ) بعد عشرون من السنوات

القادمه ستكون مهرا لاحلامك .. ان صهيلها فى الروح سيلقنك درسا فى العشق لن يكون لى فيه حتى شرف

العنوان .. اجتر الآن خساراتى الفادحه .. انا من ضيعك ترصدا وغباء .. رجل بحجم وطن وانتماء يوثق

ما بين خصلة عشب بقاع البحار وبين كهوف العتام وقوس الافق .. هكذا كنت ترتل الشهوات لمريد البرغوثى

- سلمى فى نص مبالغ فيهو فى العدد الجديد بتاع الكرمل ؟؟

لا ما محمود درويش .. واحد اسمو مريد البرغوثى .. احتمال يكون قريب مصطفى او مروان



Post: #187
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-29-2009, 02:31 AM
Parent: #186



كم كنت تحب كل تلك القصائد المخبوءه بشنطتى .. كن زميلاتى يحملن ادوات زينتهم . المناكير والبودره

والظلال والمرايا الصغيره , وكانت شنطتى اليك لا تخلو من قصيدة او رواية او كتاب .. اهديتك يوما ( زمن

الياسمين الى فاطمه ) فادمنتها حتى التعب .. حفظتها عن ظهر عشق ..


(افترش الارض

ادعو بهاءك للشاى )

ثم تصيح يالله يالله يا سلمى


غير ان الاثيرة لديك كانت ( سعاد ) للدوش

كنت كثيرا ما تتحدث عنها كدراما شعريه .. المدخل المباغت , القريه , والعشق والثوره والاشتعال


دوما كان ثالثنا شاعر ما .. كاتب ما .. عالم عباس ( منك المعانى ومنا النشيد ) الصادق وعاطف وعثمان

ومجمود درويش , مظفر , مريد .. الطيب صالح وانت لا تكاد تمل قراءة( موسم الهجره للشمال ) تماما ( كمائة عام

من العزله ) ( وغابريلا .. قرفه وقرنفل ) ( شرق المتوسط ) و ( مصرع احلام مريم الوديعه ) و( المسيح يصلب

من جديد ) و ( خبز حافى )


تمتد نقاشاتنا طويلا حول مفاهيم اللامنتمى لكولون ولسون وبعض القراءات النقديه ( لامفريب ) ووعيه الخلاق

وسودانويه ( احمد الطيب زين العابدين )


وكثيرا ما احتج

- منعم .. دى خلطه ولا درس عصر

فتحدثنى عن اسماعيل صاحب الربابه والغابه والصحراء والعوده لسنار والهويه .. ثم تنحرف وبغتة للصراع

الدائر بمنطقه البحيرات ومدى تأثيره المستقبلى على المنطقه .. كانت مصطلحات الاباده الجماعيه والتطهير العرقى

والمجتمع الدولى تدلقها على مسامعى طازجه وحاره ومتدفقه وهامسه وكأنها هى قاموس الغزل لديك ومخزون التعبير عندك

العاطفه ومحاور ( الخلط ).. فاحتج

- منعم .. انت عيونى ديل ما عاجباك , ولا صوابعى شينات

فتحدق بعينى مليا .. ثم تتناول برفق جميل اناملى لتهمس

( ادينى صوابعك .. ضاريينى من الغربه )

فيصبنى الارتباك كأجمل ما يكون

- منعم .. نحن فى الجامعه والناس بتعاين لينا

- الى الجحيم كل التفاصيل التى تباعد بينى وبينك يا وانجا , سلمى , سعاد

اصلو ما مهم الاسم .. المهم

( واحد انت .. ولكنى اراك العالمين )

انثى ما بين عينيها يمر الاستواء مع احتمال تساقط الامطار ..



* التعديل اخطاء املائيه .. (الكتابه الصباحيه) و( هم الدوام )

Post: #188
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-29-2009, 08:39 PM
Parent: #187

استاذى عبد اللطيف بكري ..

حسبت يومذاك انى نزلت بواد غير ذى زرع .. وايقنت انى من الهالكين
الا ان الجو فى ( خور عمر ) لمختلف جدا
يزدهى بالنسيج الاجتماعى المتفرد للسودان .. كانت هناك بعض الخصوصيه لطلاب الجنوب
غير ان ( الغرابه ) عادل محمد صالح والوليد عبدالرحمن نمر
( والجنجويدى ) عثمان جمعه( والجلابى) منعم النيل وعرب الجزيره ( زاهر عثمان - رغم مدنيته - وآخرون)
وابناء الشرق محمد عبدالرحمن ودياب سيد احمد وخلف الله وامجد اضافة للعاصميين بالميلاد كحالى وابراهيم خطاب والصاوى واكتسابا كهيثم وهشام ابراهيم سليمان

كنا التمثيل الامثل للسودان كما ينبغى ان يكون ..
لكل حكايه .. اميزنا كان - فى اعتقادى - د. نصر الدين الامين دليل يليه زاهر عثمان الطاهر وسآتيك من لدنهم خبرا

Post: #189
Title: Re: العطش ...
Author: Ishraga Mustafa
Date: 04-29-2009, 08:54 PM
Parent: #188

Quote: ( ادينى صوابعك .. ضاريينى من الغربه )




كتبت طقطقة اصابع ليل ديسمبرى...من عام كان كل مخزون فرحى فى الدنيا..


Quote: ولونت اصابعى بحراق روحك........

الالوان هى اصابعى وحكاياتها...
اصابع تصلح لمهام أخرى غير الضغط على زناد القيح
اصابع هى طابشير تكتب على سبورة الحلم الذى يغشانى فى صحو البنات وليل البلاد وقيلولة حبيبى التى طالت
اصابع قادرة ان تعيد الى الحياة لونها/ مفاصلها بزرة جوافه تفوح بالحياة
اصابع تكتب، ترسم،تلون وتدندن بالغناء ضد حزام الصمت الكونى
هى التى تخدش جسد الفضاء بكتابة هى الألم فى اقصاها
والكتابة هى فضاء آمن تتعانق فيه الورقة بكامل انوثتها والقلم بكامل انسانية رجولته النار ذات اللهب البرتقالى انا.....

الالوان هى اصابعى..

Post: #190
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-29-2009, 09:27 PM
Parent: #189

يااا اشراقه

من قال

( انى احب يدى ,

لان الاصبعين بيارقا للغائبين الى دمى

قيد الخروج بكل نار ) ..


..

محمد

Post: #191
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-29-2009, 09:41 PM
Parent: #190

ياا اميره

Quote: فليظل (عطشك) عاليا،
أملا في الإرتواء..



كيف الحال والاحوال ..

نحن كحبات رمل ينسرب خلالها ماء وضوء لصلاة فجر ..
فتعود كما كانت وستكون ممحله .. وطاهرة جدا

غير اننا لا نفهم هذه الغربه السحيقه وانعدام الوزن خارج جاذبية الوطن .. يكون نكون

Post: #192
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-29-2009, 09:59 PM
Parent: #191

سنااااء
سلامات

Quote: في الحلق كلمات كثيرات ..أبت الخروج خشية الضآلة في هذا المقام

كتابة تعطش فعلا!

قم لقلمك يرحمك الله

علنا - في النهاية - نرتوي



المقام عندك ,امامك ومن خلفك مقام صدق ..
وعلى صراط الدم المستقيم يا اخت عزه ..

تحاياي لخالد والاولاد ..
كونى قريبه

Post: #193
Title: Re: العطش ...
Author: Muna Khugali
Date: 04-29-2009, 10:39 PM
Parent: #191

عليك بالنيل الذي ليس له سد..
واصدقاء انقياء..
أو اشخاص تسكنهم تقوي قديمه يعيشون بجانبه..
رافقهم وسيضيع ساعتها منك اي عطش..



سلام يا دكتور..

Post: #194
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-30-2009, 07:26 PM
Parent: #193

منى ..
ومنى خوجلى وكما قال كمال على الزين , بتتحبا
( بس منو البقنع الديك انو البلد ما حبه )
والرد السد والسد الرد الحال انهد..
والنيل براء مما يفعلون ..

اما العطش ياهو حال البتكلم وساكت
تحياتى منى ( البتتحبا )

Post: #195
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-30-2009, 08:28 PM
Parent: #194



نسرين



عاديون جدا فى الصباح .. يشربون الشاى بفرح لم تغادره ذاكرة الطفوله ..

يرتدون ملابسهم ثم أن حيى على الفلاح ولا فلاح هنا ولا يحزنون .. بجلد ظاهر

يحملون ما نائت تحت وطأتة جبال الهموم .. والخرطوم , مدينة من ظلال ومن غبار

وطقس من يحموم ..لا بارد ولا كريم .. تلك حال العامه , اهلى واصدقائي وجيرانى

فى الحى القديم .

تمر الحوادث فوق عظامهم اليابسه بلا جدوي .. تعود اليهم بلا جدوي .. بعضها

لا يحدث وبلا جدوى ايضا .. ليس ذاك بهام , نطالع وجوهنا الغابره .. وجوهنا

المندسة تحت زخام السنوات .. وجوهنا تلك التى بلا ملامح وبلا جدوي .. نطالعها

فى المرآة الصباحيه بسأم غريب ..اداري سوؤة وجهى المتكدر دوما بابتسامه

امنحها لعصام مكابدة وللصغار حبا غريزيا وحنانا وحنين .. فى تلك الفيلا

الفارهه فى كافوري .. كانت وبحق تحفه معماريه لم يدر بخلد عصام استنطاق جمالها

وفهم كيفيته .. فقط اشتراها من احد مهندسي الخليج ممن افنى عمره فى الاغتراب

كى يبتنى دارا كهذى .. وانتهى به المطاف لأن يبيعها للحاجه والعوز والمصاريف

الجامعيه ..

Post: #196
Title: Re: العطش ...
Author: Ishraga Mustafa
Date: 04-30-2009, 08:38 PM
Parent: #195







ولولاهم لما سكت العطش عن النواح..













-----
ربنا يخليهم

Post: #197
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 05-02-2009, 08:23 AM
Parent: #196

اتنفس الآن اجواء الخرتوم يا اشراقه ..
اتتطلع الان بشغف للحمامات - قيد بحثى -
واغرق فى حلم الرجوع اللاعوده
شان عيونن اصلو ما تضوق الهزيمه ..

Post: #198
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 05-03-2009, 03:56 AM
Parent: #197



كان تدافع الاقدار من زج زيجتها من عصام عنوة فى باب الحتميه التاريخيه

للسخريه والعبثيه الضاربه باضنابها فى كهوف حياتها اللزجه ودهاليز الروح

الرطبه والشديده الانزلاق نحو الانبهام ..

كان متفردا فى اثارة حفيظتها لمجرد رؤيته بتقاسيم وجهه الوسيمه والحاده والنظره

الشهوانيه لتفاصيلها الانثويه .. كانت تحسه يطأها كلما التقت عيناها بعينيه فتتحسس

بصوره تلقائيه بطنها وتضم ساقيها لبعضهما بقوه , غير انه كان مثار اعجاب الكثيرات

بثرائه والعربه الفارهه والملامح الوسيمه برغم حديثه الفج وابتسامته المقيته

والشديده الوثوق .. كان فى اقصى حالات النقيض حال مقارنته باحمد والبهاء المريح

الذى يطل من عينيه الوادعتين .. تعلم انها طريدة اختارها عصام بحدسه الغريزى

عند اول لقاء بينهما بكلية الصيدله .. يسبقها بعام دراسى واحد وبسنين ضوئيه

فى السخف الانسانى واللزوجة واللامبالاة ..

Post: #199
Title: Re: العطش ...
Author: عبد اللطيف بكري أحمد
Date: 05-03-2009, 07:32 AM
Parent: #198

كتبت لك ردا ساعتها من جهاز موبايل ، حروفه كدروب النمل
وقد وهن منا البصر بعد ان تلاشت البصيرة يابوحميد،،
كتبت لك ردا يعبر عن مزيد الفرح بك ، وبمزيد من الإعجاب
بما يدور هنا بين ثنايا هذا العطش السلسبيل،،
كتبت إليك وفي بين تلك السطور عين حمراء لأم العيال أن
تدفع ضريبتها في هذا الخيال صمتاً وتضحية لأجلنا ، وتأكدي
إننا نضمن لك أن الدكتور في أيدٍ أمينة،،

أقول لك ، بعد كل ما كتبت ، جاء إتصال على الموبايل وضاع
الكلام وماتت حروف اللقيا قبال أهمسك أياها ،،

لا أقدر على كتابة نفس الكلام مرتين وقد فاتت فرصة الرد الطازة
على كلامك الجميل عن أجمل ذكريات لدولة خورعمر ، ولكن العزاء
مواصلتك السرد الجميل،،

د. محمد حيدر أحد أعظم الأشخاص الذين أتشرف بمعرفتهم،،
تحياتي لك ولأسرتك الصغيرة ولجمهور المتواجدين هنا،،

التعليمات : واصل عطشك ،،

Post: #200
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 05-03-2009, 07:43 PM
Parent: #199

استاذى ومعلمى ( استاذ عبداللطيف )

عرفت ان مداخلتك اعلاه تستوجب العديد من الردود .. فهى قلاده وشرف
ولن تمر بلا استدعاء كامل لذاك المكان .. ذاك الزمان
ساواصل شيئا - عنى لى عفو خاطر - فى الكتابه عن خور عمر ..
( حمى الرهد تجتاح دواخلى )
اريد ان اثرثر قليلا عن عادل محمد صالح ومجتبي وابراهيم خطاب وزاهر عثمان الطاهر
ونصر الديسن الامين دليل قبل ارتقائي للاساتذه محمد سليمان وعمر سعد وعثمان فنون
مرورا بزين العابدين وبشير واستاذى الفنان عبداللطيف وحتى الرمزين الاستاذين عبد الفتاح وعبدالباقى

تحياتى وتعليماتك اوامر

Post: #201
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 05-04-2009, 05:48 PM
Parent: #200


اما عن د. نصر الدين الامين دليل - ذاك الامدرمانى العريق - والنموذج
الامثل للسودان حين يلتقى الجنوب بغاباته الاستوائيه والشمال وامدرمان تحديدا
وان شئنا الدقه ( بانت ) جوار استاد المورده بكل العطش الممحل و غبارها الحميم
يكفى انه وهو طالب بالصف الاول الثانوى قال ذات خميس خريدة من اجمل ما كتب فى الشعر العاطفى
اثر حسناء قابلناها صدفة ونحن نزولا من بص المدرسه بالمحطه الاوسطى امدرمان
استدعى منها ما يلى

نظرت اليه بصيرتى قبل البصر ... ورنا لها قلبي سريعا واستعر
وتسمرت عيناى فوق مليحة تمشى ... الهوينى مثل من يخشى الحفر
فكأنها ونصيفها وصبوحها ... تبر واظلام تخلله القمر
وكأنها والشعر يرفل خلفها ... صبح تلاحقه الليالي كالقدر
ناديتها يا ظبية حكت الطيور ... بالله رفقا يا جميلتى بل ( حذر ) ..
هلا وقفت لنا بعض دقيقة ... نخبرك ما نلقى ونسألك الخبر
فتوقفت عن سيرها ورنت لنا ... فتصايحت زفراتى القمر انتصر
وتبسمت وتقسمت وتكلمت ... فتساقطت منها اللآلى والدرر

والقصيده من كذا جمال وعشرون بيتا من الشعر المبين


* ربما تساقطت من ثقوب الذاكره بعض كلمات القصيده



Post: #202
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 05-05-2009, 07:29 PM
Parent: #201

لاجل بعض الاصدقاء ممن كانوا بعضا من زادى وارتوائي زمن العطش .. .. دعوه للمتابعة

Post: #203
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 05-06-2009, 10:47 PM
Parent: #202

كان تدافع الاقدار من زج زيجتها من عصام عنوة فى باب الحتميه التاريخيه للسخريه

والعبثيه الضاربه باضنابها فى كهوف حياتها اللزجه ودهاليز الروح الرطبه والشديده

الانزلاق نحو الانبهام .. كان متفردا فى اثارة حفيظتها لمجرد رؤيته بتقاسيم وجهه

الوسيمه والحاده والنظره الشهوانيه لتفاصيلها الانثويه .. كانت تحسه يطأها كلما

التقت عيناها بعينيه فتتحسس بصوره تلقائيه بطنها وتضم ساقيها لبعضهما بقوه , غير

انه كان مثار اعجاب الكثيرات بثرائه والعربه الفارهه والملامح الوسيمه برغم حديثه

الفج وابتسامته المقيته والشديده الوثوق .. كان فى اقصى حالات النقيض حال مقارنته

باحمد والبهاء المريح الذى يطل من عينيه الوادعتين .. تعلم انها طريدة اختارها

عصام بحدسه الغريزى عند اول لقاء بينهما بكلية الصيدله .. يسبقها بعام دراسى واحد

وبسنين ضوئيه فى السخف الانسانى واللزوجة واللامبالاة ..

كانت حمامات روحها تحلق بعيدا عن محيط المكان/الجسد .. لذا كانت الغربه اقرب

اليها من حبل غسيل الحزن المدود بعينيها .. كانت تحيا فى موازاة الحيز الوجودى

خلف برزخ تمتد اقواسه القزحيه العظيمه من اشجار الموت الكثيف لاحمد حتى عيون

اطفالها .. ولا تملك من امرها شيئا وكأن الامر لا يعنيها .. تكاد تحس وطأة اللامبالاة

حينا من دهر ويغلبها الاعتياد دهورا .. وعصام سادر فى غى نرجسيته المطلقه ..

يقفز فوق عفونة ذاته للنجاحات الكبيره .. يزهو ثم يزهر موتا وجوديا خارج حدود

الانسنه .. ويمارس شبق الغريزه معها ليلا ومع الاخريات نهارا وبدايات المساء

النرجسي .. مديرا لادارة ما بوزارة الصحه تعنى بتراخيص الدواء .. كانت الصفقات

تعقد ليلا فى ( الفيلا ) .. ينمو وتربو الاموال فى البنوك وتنهال تذاكر الطيران

وعروض الاجازات المدفوعه الاجر فساحت ما شاء لها اصحاب الشركات فى اركان الدنيا

الاربعه .. وامتزجت عروق الاطفال بالمحاليل الفاسده والدواء ذو الصلاحيات المنتهيه

خارج اطار الديباجه الانيقه للعلبه وبجذور اشجار روحها الآخذه فى الزبول حزنا

حد اليباس والعطش , (العطش ) تأتيها المفرده فتذكر آن حضورها منعم محمود

والشله .. واحمد وسلمى والنذير وعثمان ( وطيورا كانت تناجى عند الفجر .. يالله , يا الله )*

كان النقاء الثوري لمنعم شديد الحضور فى تلك الاجازات المخمليه وكذا النقاء الانسانى

لاحمد .. فيوجعها صراط روحها المستقيم


* مقطع من وتريه الهاجس والحرف

Post: #204
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 05-10-2009, 00:40 AM
Parent: #203

*

Post: #206
Title: Re: العطش ...
Author: عبد اللطيف بكري أحمد
Date: 05-14-2009, 09:36 AM
Parent: #204

Quote: نظرت اليه بصيرتى قبل البصر ... ورنا لها قلبي سريعا واستعر
وتسمرت عيناى فوق مليحة تمشى ... الهوينى مثل من يخشى الحفر
فكأنها ونصيفها وصبوحها ... تبر واظلام تخلله القمر
وكأنها والشعر يرفل خلفها ... صبح تلاحقه الليالي كالقدر
ناديتها يا ظبية حكت الطيور ... بالله رفقا يا جميلتى بل ( حذر ) ..
هلا وقفت لنا بعض دقيقة ... نخبرك ما نلقى ونسألك الخبر
فتوقفت عن سيرها ورنت لنا ... فتصايحت زفراتى القمر انتصر
وتبسمت وتقسمت وتكلمت ... فتساقطت منها اللآلى والدرر

أذكر أن هذه القصيدة واحدة من روائع أنتاج من هم في سنه وقتها،،
أذكر أيضا أنني حاولت معه كثيرا إخراجه عن صمته وتمنعه في الكشف
عن درر تذخر بها ذاكرته ومذكراته،، كنت أتنبأ أن يبلغ شأواً في
دنيا الشعر ،، كان موهوبا بحق ومحبوبا للجميع لخصاله الفريده
وأدبه الجم,,
كان فرحي عظيما يوم أقنعته الصعود على خشبة المسرح ليلقيها،،
كان يعاتبني بنظرات كلما جاء حرف الراء عابراً وكنت أشببه بذاك
النطق من العلامة عبد الله الطيب رحمه الله،،
الله يهدي أستاذنا عبد الله جكنون أتى به في المركز الثاني على ماأظن
ولكان أولا لو علم ما قاسيته ليروي لكم نصر الدين حكاية البت الحلوة
في محطة البص التي أعرفها للتو من أديبنا محمد حيدر،،
لو رجع بنا الزمن للوراء لعاقبتكما بالبقاء في الداخلية سنة لينحت
كل منكما من مواهبه أرثا لهذه الأمة المهترية،،
=

واصل ري ظمأي بهذا العطش يا رائع،، وعلى فكرة تردد في التداخل لئلا
ينحرف البوست ،، ولكن شايف الناس ريقها ناشف حبتين،،

سلام للأمورة البروفايل،،

Post: #207
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 05-15-2009, 05:23 AM
Parent: #206

استاذى عبداللطيف

هى خور عمر و.. عبير الامكنه وكما اسماه عبدالله على ابراهيم
كان زمانا شديد الخصوبه والخصوصيه .. وله وبدوره عبيره الخاص
كان التلاقح بين مختلف اثنيات وثقافات ال ( البلد ) يتشكل
داخل رحم الابداع السودانوي الاصيل .. وكما هى العاده كان بامدرمان ..
تكاد تسمع هناك صدى صيحات ابراهيم الخليل بأن ( سدوا الفرقه ) .. وتري البطوله فى الموت
ما احوجنا الان ل ( سد الفرقه ).. وكرري قيض الله لها ان تشهد اسمى مشاهدات
التلاحم بين تكوينات السودان مرتين .. يكاد يفصل تلك المشاهدات قرنا من الزمان

استاذى ..
اذكر ان المركز الاول آنذاك كان لزاهر عثمان الطاهر .. وسآتيك من لدنه خبرا


* سأبلغ تحياتك لصغيري احمد .. وسأحكى له يوما طرفا مما كان




Post: #208
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 05-16-2009, 09:10 PM
Parent: #207

حذف للتكرار

Post: #209
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 05-16-2009, 09:12 PM
Parent: #208



يا كيف تمضى الفجيعه فوق تضاريس الحزن بعينيها دونما يرف لوقعها العنيف جفن ..

اعتادت خلاياها الحزن .. ( الحزن لا يتخير الدمع ثيابا ) .. ولى زمان كنا نحفل

بالقصيده طازجة وتقدم ساخنه او بارده كما كان يضاحكنا عثمان الفكى ..

يحمل بشراها الانقياء , يفهمون ان الحرف شقيق الروح .. فيطول بطول الليالي

الجدال حول فيم وكيف نكون ؟ .. كان احمد شديد الولع بماركيز وجورج امادو

والواقعيه السحريه لكتاب اللاتين امريكا .. غير ان انفجار الكنوز الشعريه

لعثمان بشري وخيري والرضى وسودانويه احمد الطيب زين العابدين اثر شواهد

مدرسه الغابه والصحراء كانت الاثيره لدى عثمان .. وكان تاج السر الخليفه

وتحديدا فى نصه الفاره ( خطاب مباشر للوعى الراهن باعتباره العدو الاول للوطن )

او فى نشيدنا العاطفى كما اسماه منعم ( تمتمات عاشق بحب انسانه اسطوره ) هو

المحرك الاساس لذائقة منعم وان كان اجماعنا على ( الكرمل ) ودرويش ومظفر ومريد

البرغوثى اجماعا سكوتيا نتبادل الاعداد كتبادلنا التحايا كل صباح .. ولسلمى

خصوصياتها فى تتبع بعض الشعر العامى والتقدمى جدا لحميد ويحى فضل الله ومحمد طه

القدال وكل ذاك الذى غناه المغنى الرسول مصطفى سيد احمد غير ان لمحجوب شريف

فضل شعر يعود به على العالمين وتماما وكما الدوش ..

Post: #210
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 05-16-2009, 10:18 PM
Parent: #209

ادمنت فى اوقات فراغها شجو محازاة النيل مشيا يغسل دواخلها المرهقه

او يكاد يخفيها .. كان ( عم عباس ) السائق بعد ان ينهى مهمة ايصال الاطفال

مدارسهم صباحا يأتى ليتسامر مع ( عم محجوب ) الحارس حتى يفرغا من تناول

الافطار وغالبا ما يشاركهما ( عم النور ) الجناينى ورابعهم الونس والشهيه

المفتوحه واحوال ( العيال ) والحال الواقف .. بعدها تماما تكون هى فى اهبة

الاستعداد للطقس النيلى فيأخذها للكورنيش المحازى ( للفلل الرئاسيه ) ..

ف ( ترد ) فيها الروح .. تذكر دوما حديث منعم عن ذاكرة الانسان المقهور , غير

ان اشد ما يؤلمها انها اختارت القهر اختيارا بزواجها من عصام ..

تذكر جيدا اذ هاتفت عثمان ذات صباح

- عثمان ازيك ..
- نسيرين ؟ .. وينك يازوله
- عثمان عاوزه اقابلك ضرورى جدا الليله
- خير ؟ .. طبعا مافى مانع .. بس قلقتينى ,, فى شنو ؟ ..
- والله خير .. ما خير .. ما عارفه , المهم زمنك كيف
- ما عندى مشكله .. حأكون فى مستشفى الخرطوم
- لا .. عاوزه اقابلك بره .. المريديان رايك شنو نتغدى سوا
- اوكى

Post: #211
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 05-23-2009, 02:34 PM
Parent: #210

( * )

Post: #214
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 06-10-2009, 06:42 AM
Parent: #211

تذكر تماما الملمس العنيف لذاك الصباح الامدرمانى وشمسه المستبده وكأنها

على اهبة الاستعداد لممارسة طقسها المحموم على اهاب من يلفحهم هجيرها .. يكاد

ذاك اليوم ان يكون آخر عهدها ب ( المواصلات ) كما تعي ذاكرتها الاشياء .. تستفيق

احيانا كثيرا من نومها اثر لسعة من شمس ذاك الصباح وهى فى سريرها المخملى

ومكيفات الهواء والتى يصر عصام على ضبطها حد ان تكون ادنى من العشرين درجه مئويه

قبل يتدثر بجسدها, ينهشه كمن يحتفى وبتلذذ غريب بامتلاكه ما كان ابعد حتى من

ظنونه لذا كان كثيرا ما يعريها تماما ثم يسألها الوقوف امامه على ان يراها وصورتها

معا والمنعكسه من مرآة ضخمه موضعها بعنايه فائقه ازاء السرير وكأنه يضاعف من وعيه

القاصر على استيعاب نصر راهن عليه كثيرا قبل ان يبدأ فى تحسسهها ومن ثم ضمها

بيديه من ردفيها وهو يلهث ككلب بلسانه بين نهديها ويبتدر العضاض المؤلم لحواف

نهديها وصولا لحلمتيها ويختلس الكثير من النظرات لصورتيهما المنعكسه مما يزيد

من سعاره فى تقبيل جيدها وعض اذنيها ويداه تشدانها من الخلف بقسوة بائنه

ويعلو لهاثه وانفاسه الكريهه تمارس فعلها فى اثاره غثيانها والذى يتصاعد حد

تقيؤ الحياة .. تهدأ قليلا حين يرميها بقسوة واضحه على السرير اذ تحس آنذاك

بدنو فكاكها من السعار الليلي بممارسه سريعه جدا تنتهى به عبدا ازاء صمودها

ونقص فحولته .. غير ان كوابيس ذاك تطارد ليلها اضعافا مضاعفه وتقف شاهدا

على موات الاغنيات , الموات يصادرها واشياءها شيئا فشيئا عدا وجه أحمدا وبعضا

من وضاءه لا تتجاسر عليها طقوس الموت .. يبدو ان الموت لا يتجاسر ابدا على موت آخر

ازاح عن وجهه الظلام .. أه يا درويش

( ما أضيق الأرض التى لا أرض فيها للحنين الى احد )

Post: #215
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 06-11-2009, 03:43 AM
Parent: #214



تتوضأ ملامحها بؤضاءه وجه احمد الموارب دوما خلف نوافذ بصيرتها ..

تشرق وتتلاصف اضواء ذكرياتها معه كلما شارفت على الوصول

لقاع الفجيعه الا قليلا فترفعها رويدا رويدا للحياة وتلهمها القدره

على المسير فيها انثى واثقه كما اشتهاها ذات عشق احمد ..

تذكر انها كانت توصف دوما بالخجلى وكم كان حياءها بائنا ..

غير ان ثراء تجاربها الاجتماعيه فى السنوات الاولى بالجامعه

وعلاقاتها الوثيقه بتلك الشله قد نحت بها للوثوق بنفسها منحى عظيما ..

حتى انها امتلكت جرأة نادره عند مثيلاتها وكذا

كان تأثير انتماءها للحزب التقدمى دوره فى اتساع رقعة وعيها

بقضايا الجندر وانكشاف بصيرتها على الكثير من الظلمات والظلامات التى

سيج بها المجتمع السودانى الانثى ومن ثم موضعها موضعا ادنى ..

يكاد يكون اقرب للانعام الا قليلا .. هتفت لنفسها وهى تنفس غضبا تعددت

اسبابه وكان واحدا .. ( تبا لهذه الحياة ) وتمادت ..

Post: #216
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 06-12-2009, 07:13 AM
Parent: #215



دلفت - تذكر - لردهة المريديان فاستجمت فرائصها المرهقه من قيظ شمس ذاك النهار ومواصلاته

بفعل البروده التى نفحتها اوان دخولها .. تطلعت فى المكان قليلا قبل ان تري عثمان فى انتظارها

.. كان يجلس بهدوء يشوبه بعض التوتر لعدم شعوره بالاندغام وتلك الاماكن الفارهه كما كان يدعوها

حياها بسلاسه تلك الايام التى كانوا فيها يمثلون وحده اجتماعيه شديدة التميز رغم القطيعه الطويله

معهم جميعا عدا سلمى فى الفتره التى اعقبت موت أحمد

- ازيك وعامله شنو يا زوله , وكيف ناس البيت ؟

- كويسين .. وجد مشتاقه ليك

- مسكين الشوق زى ما قال شرحبيل

- لا بالجد مشتاقه ليك .. مشتاقه ليكم كلكم .. كيف الباقين , عندك اى اخبار عن منعم

- اهو بنتراسل .. فى آخر رساله قال انو امورو استقرت هناك

المهم .. قلقتينى , الحاصل شنو ؟..

- عثمان انا حسيت انو عاوزه اتكلم مع زول قريب ومافى اقرب منك وانت عارف ..

امكن الحميميه القاعدين نتكلم بيها دى هى السبب بالرغم انو ما قعدنا مع بعض

من زمن طويل .. غريبه الحاجات اللمتنا !!

- الاغرب كانت الحاجات الفرقتك مننا .. يبدو لى الصاح كان انك تتلمى علينا

اكتر .. بس صعب نحاكم قرار كان فى سياق زمنى مختلف .. كلنا كنا مرتبكين جدا

المهم عندى انو القرار تم بصوره فيزيائيه .. اخترتى تكونى بعيده شويه واحترمنا

اختيارك .. بس وجدانيا اعتقد انو كان فى مسار تانى للعلاقه بيناتنا ! .. وأضاف

ضاحكا
- أهو انت بتتكلمى عن الحميميه .. ياخى الحاجات دى صعبه بصوره مربكه على الفهم الصحيح

- فعلا , لكن حتى وبالمناسبه فيزيائيا يا سيدى ما انقطعت عنكم , بينى وبينك سلمى كانت

زى حبل سري ممتد بيناتنا , كنت معاكم اكثر مما تتخيل وراصداكم كويس , موش بقوليها كده

اضفت ضاحكه

- بس مالك حايمه بى بره وما قادره تبدى كلامك الجابك من امدرمان .. عارفه بعرفك لمن تتزاوغى

- امكن لانو فعلا عاوزه ازوغ .. كنت مرتبه كلامى كويس وعاوزها ادلقو كلو عليك .. اكتشفت انى عاوزه

اورطك معاى فى مسؤوليه خطأ حيحصل

- ابدا ما حأتورط معاك وانت عارفه .. عشان كده جيتينى , الحاصل شنو ؟..

- الليله عصام حيقابل ابوى ..

- طيب ماهو انت حسمتيها وقلتى خطأ حيحصل

صمت لفتره , احسست بكل الماضى يهبط ثقيلا فى الفراغ بينى وعثمان .. كانت روح أحمد تهوم قريبا

كانت روحى تخرج منى اليها رويدا رويدا .. تحلق معها ثم نمضى بعيدا وبعيدا جدا .. ارجعنى صوت عثمان

- واضح انو حيحصل

اطرقت وجاهدت دموعى كثيرا الا تهطل

- أيوه

- ليه يا نسرين .. ده موت اضافى , وابدا ما حأساهم فيهو .

قالها ثم نهض واقفا وهو يضيف

- انت بتمارسي فى نوع من العقاب لى ذاتك عن جريمه ما ارتكبتيها .. وليكن معلوما انو

ولا واحد مننا مسؤول منها , أحمد مات لانو ده خيارو انو يقيف مع قناعاتو .. فما تبيعى

قناعتو دى رخيصه كده وعاوزانا نبارك ليك .. انت عارفه عصام ده بمثل منو وشنو ..؟ عصام ده

ممكن احمد يختار انو يموت مليون مره قبل الزيو يسرقوهو ويسرقو بلدو يقوم يجى ويسرق حبيبتو .. شوفى يا نسرين

.. اذا كنت فاكره انك حتمرري على حكاية انتحارك الفضيحه ده نتيجه لى تأريخ فيهو دم ..

ومشرف جدا وبشرفنى وبشرفك ويشرف بلد بى حالا فانت غلطانه .. وده حيكون سقوطنا الحقيقى

مش يوم مات احمد .. ياتو هزيمه لبسناك ليها عشان تعاقبينا وتعاقبى تاريخك كلو وتسقطى

السقوط الاخلاقى ده ..

- عثمان لو سمحت ..

- لا ما سمحت ولا حاجه .. ده سقوط اخلاقى .. عاوزه تعرسي زيك زى اي بت مبروك عليك .. عاوزانا

نمرر مسودات انتحار تحت اي مسمى لى تاريخنا وتاريخك ونبرر موتك ده لا من حقى ولا حقك ..

واعملى العاوزاهو

قالها ومضى يكاد يتفجر غضبا

سيجت نفسي بجدار ذاتيي شاهق يحجبنى عن الاخرين .. وطفقت بحزن أراجع حيثات لا يعلمها سواى

Post: #217
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 06-14-2009, 07:00 AM
Parent: #216

شهوة ان اشب على سلَّمٍ شاهقٍ
فى اقاصى السماء
واستاذن الله، اسألهُ
هل راتنا عيون الحبيب نميل
كحزمة قمح
من المنجل الملتوى
للجفاف المؤكد
للمطحنة؟


المطحنه .. وعيون الحبيب الميتة والاصدقاء الذين ليس بوسعهم مد ايديهم اليك , ولا

تستطعين التطلع مباشرة لاعينهم واحتمال ضجيج الاسئله .. والوعى بحجم المأساة

وادراك معنى الفجيعه .. احتشدت دواخل نسرين بتناقضات الوعى الادراك

والمسأله .. انها اقدار ؟ كما كان يغنى الحبيب للغريب !! ولكن ان يموت الحبيب

خلسة وخلسة ينسرب عصام من حيث لا تدري لتفاصيل وجودها .. كانت قد تخرجت للتو

من كلية الصيدله جافة ويابسه كقطعة صبار وصبر , جاهدت ان تمضى فى تفاصيل ما تبقى

من حياة .. ما تبقى من وجود يؤكد الانتماء لعالم لا يحتفى الا بارقام لا تمت للانسه

بشئ .. كابدت كما كابدت اسرتها - ومن بعد سعة - شظف العيش , كان والدها

احد اميز الاقتصاديين أكاديميا مما اتاح له مجالا لتكوين ثروة صغيره كفلت لهم

دعة فى العيش وشئ من الرفاهيه .. رفاهية ان تملك ما يقيم أود عز وجاه فى محيط

الفقر .. منزلا من طابقين وسيارتين وبعض الاحتفاء بهم وبأبيها ولكنها موازين وطن

شائه وشديدة الاختلال ..

Post: #218
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 06-19-2009, 04:23 AM
Parent: #217



وطن .. تردد صدى الكلمه وظل يرن بضجيج صامت فى دواخلها , ضباب كثيف تسلل خلسة

لروحها, تراءت لها ومن خلف الضباب اشباح تقافزت فى طقوس محمومه وكأنها حمر

مستنفره .. صور غرائبيه تشيأت شيئا فشيئا وجوها تذكرها ليلة زفافها لعصام ..

كانت الغريبة وسط غرباء يباركون ويرقصون .. وفى البعيد هناك ترائى لها وجه

أحمد بذات الحزن الذى عينيه يرامقها .. ما كان غاضبا كما تهيبت , كان شديد

الاسي والحنان عليها .. فانفلتت - كعادتها - روحها اليه محلقه بعيدا عن ذاك

الطقس المحموم .. فاستجمت فرائص روحها عند باحة صدره الحنون .. كان يعلم ما

لا يعلمون , حتى سلمى لم تأتى للعرس وهى أحوج ما تكون لوجودها .. تناست كل

الموجودات وهى تحاول ابتدار الحديث مع أحمد .. وكم كانت روحها خجلى , غير انه

ما أحوجها لاى انكسار او تلعثم اذ بادرها ممازحا وضاحكا

- ما انت عارفه ..

- عارفه شنو ؟..

- ما انت عارفه وقلت ليك

فتنفست روحها الصعداء ورددا معه

- يانى أكتر زول بريدك

وهكذا ظلا يثرثران عشقا .. مذاك المساء .

Post: #219
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 06-19-2009, 04:23 AM
Parent: #217

عفوا مكرر..

Post: #220
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 06-19-2009, 05:24 AM
Parent: #219



كثيرا ما تساءلت عن كيفيه وعيها بالانفصام ؟.. وتعايشها معه فى اعتيادية

بالغه. هو شئ أقرب لان تكون واعيا بأنك فى حلم ومتجاوزا ذاك الوعى فى ذات

الوقت .. كتمت سر ذاك عن العالمين وأكتفت بأقل قليل الحياة ما يكفل لها

ممارسة ذاك الانفصام .. كانت حياتها وأحمد تتمدد عمرا اضافيا فى حيز الوجود

اللامرئي , حتى انهما احيانا يمارسان السأم من خلو حياتيهما فى ذاك البرزخ

الوجودى من الاصدقاء .. هذا غير انه لا يطيق وجود عصام فينصرف وبه شئ من الغضب ..

يعرف تماما كيف انسرب عصام من باب حياتها الخلفى عن طريق استغلاله للمشكلات

الماديه التى مرت بها المؤسسه الاقتصاديه الصغيره لابيها .. مستغلا ثراءه وثراء

أسرته فى مد يد العون لابيها وقد تورط تماما فى التزامات ماليه تضخمت تجاه

الافراد والمؤسسات الحكوميه والضرائب والزكاة .. هذا غير تشبسه الاخلاقى بالابقاء

على العاملين بالمؤسسه والمصنع بالرغم من عدم المقدره على الايفاء

بمستلزماتهم الماليه .. وهكذا تم الامر , كانت الشيكات المستحقه على ابيها

والتزاماته الماليه تجاه الافراد أكبر بكثير من قدرته وانتاجيه المصنع وما تدره

الشركه من سيوله ماليه , وكانت كفيله بأدخاله السجن فى اي لحظه آنذاك .. من هنا

تسلل عصام لحياتها فى مساومه واضحه لم يعلم والدها بها .. فأستولى عصام بموجبها

عليها ونصف الشركه والمصنع , اكتشفت لاحقا تسويات مريبه تمت مع ادارة الضرائب

وديوان الزكاة دفع عصام بموجبها اقل من ربع ما خوله امتلاكها والشركه .. غير ان

أشد ما ساءها طرده للعاملين القدامى بالشركه وتحويل نشاط الشركه

من التصنيع والاستثمار الزراعى لصفقات احتكاريه مع الجهات الحكوميه تكفل عائدا

ماديا لا يمت بصله للمنظومات الاقتصاديه غير الفساد .

Post: #221
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 06-19-2009, 05:38 PM
Parent: #220



بالامس هاتفتها ساميه تبشرها أن سلمى ستأتى لزيارتهم ببريطانيا وهى فى طريقها للخرطوم ..

ندت عن روحها تنهيدة فرح عارم ..

- ساميه ده اجمل خبر سمعتو .. وحتصل الخرطوم متين ..

- يا بت ما تخلى الكياشه بتاعتك دى .. ده ما المهم

- طيب والمهم شنو ؟..

- اللهم طولك يا روح .. يا بت بقول ليك جايانا بعد بكره .. وانت عارفه انو منعم

فى لندن يعنى حوالى ساعتين مننا, المهم أنا ومحمود قاعدين ندبر انهم يتلاقوا عندنا . رأيك شنو ؟

طافت بمخيلتها ملايين التفاصيل , تلعثمت دواخلها قليلا قبل ان تجيب بحذر

- ساميه .. ما متأكده من الحاجه الممكن تحصل .. سلمى امكن أكون عارفه تفاصيلها بس منعم

صعب جدا التكهن بردود افعالو .. واصلا الجغرافيا ما كانت مشكلتو مع سلمى ..

- وهو اصلا فى زول عارف مشكلتهم مع بعض شنو .. ؟ طبعا زواج سلمى الما استمر سنتين شي جديد

لكن ما اعتقد انو حيكون فيهو مشكله ممكن منعم ما يقدر يتعامل معاها .. و

- أنا عارفه

- عارفه شنو ؟

- عارفه تفاصيل المشاكل من البدايه .. وصدقينى قصة زواج سلمى دى ابدا ما حتكون اضافه

ممكن منعم يقيف عندها

- انت عارفه الزمن ده كلو يا نسرين وساكته ..

- أمكن حتى ما بقدر اقولها بينى وبين نفسي , ساميه راجعو قراركم ده كويس وأنا بفضل انكم

تتكلموا اول مع منعم ..

وطالت المهاتفه دونما افادات أخرى حاولت ساميه جهدها فى استخلاصها ولا جدوي .. ركنت نسرين

الى نفسها قليلا وهى تستنطق ذكريات ما حدث

Post: #222
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 06-21-2009, 05:57 AM
Parent: #221


يقترن نهرا حياتها عند ماض سحيق .. لذا دوما ما يكون ابحارها صوب الذكريات فى الضد

من فصام ذاتها المعتاد فى اتساقه الغريب مع زمانيها المختلفين والاقواس المكانيه الممتده ما بين

عيون اطفالها وبين حياتها وأحمد وسعيها الكؤود بينهما فى تناغم تواطئت عليه خطاها فى تماه واندغام..

كانت خلفيتها الاكاديميه تشخص الحاله بشيزوفرينيا حميده ومستطابه .. هكذا وطنت ذاتها على المضى قدما

فى تواز لا يتقاطع الا بالرجوع زمانيا للوراء السحيق .. ولا يرهقها شئ كذا الرجوع ولا يدفعها دفعا اليه

سوى الذكريات ..

تعلم يقينا ( كيف تبدو الذكريات ) يا يحى فضل الله .. توقن فى احايين كثيره ان الحنين لماض جرثومة

تحوصلت بروحها بجدار سميك من مداميك وعيها بالذكريات .. وفهمها الا انعتاق منها يؤرقها

ويحد من انسياب نهري حياتها فى اتساق تسري نعومته على ضفافها المستلقيات بكسل صاخب

ما بين زمانين .. كم تود ان تساءل منعم محمود

أما كان تاج السر جعفر الخليفه يومئ لذاك حين قال ..

(معتوه بالحقيقه , لاكين
مجمر بالصبر
مجنون اذا حب البنيه الطالعه من لون القمح
مكتوب على صدرو الثبات
حكمة مسافر
وزاد فراشات مسجونه فى غابة طلح)

الثبات , واعتياديه الجنون وشيزوفرانيا الاتساق .. والديالكتيك وكما اشتهى الحلاج

ذات كشف وحضره , ما أحلاك يا محمود يا درويش ويا ابن عربي ويا الله .. يا الله





Post: #223
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 06-22-2009, 08:53 PM
Parent: #222

( * )

Post: #224
Title: Re: العطش ...
Author: ثروت همت
Date: 06-22-2009, 10:48 PM
Parent: #223

اما ارتويت يا أبا عمار..
أكاد اسمع لهاث رئتيك..
واصل يا مشرف...
متابعين..

Post: #225
Title: Re: العطش ...
Author: حبيب نورة
Date: 06-23-2009, 00:04 AM
Parent: #224

مشرف

بفعل فاعل
أنا أهملت النص دة
(المشاغل)
وغير كدة ما كنت مستطيع أني أجهد نفسي
في نصين متعبين
وما بين النص القاعد أكتب فيه
و مطرة ثروت
وغيمك البزيدنا عطش لي هطولك
محلك سر


أعفي لي


عندي معاك هترشة
وبديت في الهضربة

خليك قريب

Post: #226
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 06-23-2009, 09:48 PM
Parent: #225

حبيب نورا ..

مطرة ثروت صبت نواحى الروح بى غادى .. وانت تشيل وتلم
فى الهمبريب .. تشيل وتخم .. شن بجيبك صاد للعطش واليباس ..

..
اها راجيك للهترشه

Post: #227
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 06-25-2009, 05:16 PM
Parent: #226

يا آ ثروت

Quote:
اما ارتويت يا أبا عمار..
أكاد اسمع لهاث رئتيك..
واصل يا مشرف...


اعتقد وبعد شيزوفرينيا الاتساق الفوق ديك .. سيزداد العطش
و .. اللهاث

Post: #228
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 06-27-2009, 04:19 PM
Parent: #227

( * )

Post: #229
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 06-27-2009, 10:26 PM
Parent: #228


شيزوفرينيا الاتساق ولكن .. ( لم تغفر ولم نغفر , كلانا مدع كذاب ) ..تردد صدى الاغنيه كآلاف النواقيس تدق فى روحها , ثمة ضوء فى نهاية الرؤيا تتموضع من امامه ومن خلفه اشباح الذكريات .. كانت علاقة سلمى وأحمد تدخل فى باب المسكوت عنه, كما وانها تستقر تماماوفى منتهى الهدوء فى خلاياها العاشقة الخجلى .. غير ان وقعها لمختلف جدا عند منعم محمود .. كانت الاشياء اذاك لا تباع ولا تشتري .. كانت نورا يسري بين خلايا عشب أخضر فيحس بسريانه العنيد فلا يملك العشب العاشق من أمره شيئا .. تبسمت دواخلها قليلا اذ تذكرت اشارات الاصدقاء وقد احسوا بشئ لم يفهموه تماما .. تذكر أحاديث عثمان الكثيره عن تحالف الريف والمدينه العاطفى الاشتراكى ومجادلة النذير له مداعبا بأن ينبغى مراعاة التوزيع العاطفى الجفرافى فى قبول اوراق اعتماد حالات العشق .. غير ان تداعيات العلاقه التى تخطت بقليل الخط العاطفى الاحمر عندى بين أحمد وسلمى وكذا الحال مع منعم الجمت دواخلى بخيط أكاد اراه صراطا مستقيما لروحى ويتماهى واستقامة منعم الانسانيه .. كانت الانسنه طاغيه تماما على رد الفعل الساذج كما وان وعى المرحله وقد تشكل على غرائبيه مائة عام من العزله ومدن وشخوص ماركيز الاسطوريه الساحره وفلورينتينو دازا المدهش جدا زمن الكوليرا والحب وفيرمينا وعوالم اللامنتمى لكولن ولسون كانت تحد من غلواء مفاهيم الحب التقليدى المفرد وتتعاطى بشئ من التماسح بالتمدد العاطفى وتحد نوعا ما النزعات الفرديه فى امتلاك الآخر ..

Post: #230
Title: Re: العطش ...
Author: عبدالغني كرم الله
Date: 06-30-2009, 10:37 AM
Parent: #229

العزيز،
ود المشرف،،

للحق ثملت جدا، بشعر، ووطنية، وسرد، قطرت، بمهل، لفنان مستغرق، في ثمرة برتقال سوداء، سريالية صوفية،
وعشق لجماليات المكان،
كجوارح حسناء، لدنه الفهم، والرقص، والحنان...

للحق، تمتعت بقطار طويل، شق بي سهول وسهوب وروح بلدي، ماض، وآت!!..
عميق الشكر، لهذا السرد الشاعري،
المحكم..


...

Post: #263
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-29-2009, 01:08 PM
Parent: #221

(*)

Post: #238
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-10-2009, 08:22 PM
Parent: #198

*

Post: #231
Title: Re: العطش ...
Author: عزاز شامي
Date: 08-07-2009, 05:17 PM
Parent: #1

فوق ...

Post: #232
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-07-2009, 08:45 PM
Parent: #231



شيخى
عبدالغنى كرم الله

Quote: العزيز،
ود المشرف،،

للحق ثملت جدا، بشعر، ووطنية، وسرد، قطرت، بمهل، لفنان مستغرق، في ثمرة برتقال سوداء، سريالية صوفية،
وعشق لجماليات المكان،
كجوارح حسناء، لدنه الفهم، والرقص، والحنان...

للحق، تمتعت بقطار طويل، شق بي سهول وسهوب وروح بلدي، ماض، وآت!!..
عميق الشكر، لهذا السرد الشاعري،
المحكم..



اولا شكرى الجزيل لاختى عزاز الشامى لرفعها البوست وتمكنت من قراءة ردك الجميل
بعد انقطاع مزاج الكتابه حينا من دهر الاغتراب ..

وتماما وكحوار ناله التقريظ من شيخه دهمتنى السعادة البالغه وانا اتقافز بين كلماتك الرائعات فى
حق سردية (العطش .. وأغتراب الخلايا) .

هى - كلماتك - بمثابة اجازة لى أن أمضى فى الكتابة مشفوعا بمددك وموصولا به غير موتور

شكرا عبدالغنى كرم الله

Post: #233
Title: Re: العطش ...
Author: حبيب نورة
Date: 08-07-2009, 09:36 PM
Parent: #232

المشرف الجميل


أخبارك يا حبيب
أفتقدك والأخت ثروت

عساكم بخير

Post: #234
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-08-2009, 03:07 AM
Parent: #233



كم ارهقها تداعى الذكريات اذ تعود بها لامتزاج نهرى حياتها واقتران ذاتها

بروح واحده وذاك ما قبل موتك يا أحمد .. كم جئنها البنات يحرضنها على رفض

تلك العلاقه الحميمه التى تلم ما بين أحمد وسلمى .. أكثر ما ساءها رهقذاك ان

استبيحت تفاصيل علاقتها وأحمد وعادت مضغة يلكنها الأخريات بسهولة ويسر ومكر فى

( ونساتهن ) بالداخليه والجامعه .. تعلم ان سلمى كانت تعى تلك الاشياء تماما وكان

الارتباك والحيره وربما الخجل كثيرا ما يتجلوا فى عيون سلمى اذ ما واجهتها بالنظرات

الصامته المؤنبه .. كانت سلمى كثيرا ما تبدو على وشك الحديث حولذاك الاتهام الغير معلن

غير انها دوما ما تتراجع وهى متوجه بالانكسار والضعف وقلة الحيلة ووجع الروح .. كانت تبدو

وكأنها غصن فى العراء امضه المحل المدوام كما قال ذات قصيد عالم عباس .. تنازعت روحها ازاء

سلمى ما بين الغضب والحنو .. غير ان غضبها كان مسيطرا , كم جابدت ذاتها كثيرا الا يخرج علانية

وأضمرته ما بين عينيها وأضابير الروح حتى قبيل موت أحمد بساعات معدوده ..

تذكر جيدا مجئ سلمى للداخليه ومظاهر الاعياء والرهق باديتان عليها , بدت ليلذاك كمن تنازعه

الهواجس وتلهو به الظنون .. وكان ان ارتمت على صدرها جاهشة ببكاء مرير , وبحنو بالغ احتوتها

, تربت عليها حينا وحينا تمسح من عينيها الدمع الهطول غير ان اكثر ما هدأ من روع سلمى ليلذاك

كان تلك النظرة الحانيه والمسامحه والتى جاءت عفو خاطر عينيها وهما تغمران سلمى بالمحبه

الامحدوده.. واكتشفت لحظتها تفهمها العميق للصله الوجدانيه بين سلمى وأحمد .


Post: #235
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-09-2009, 01:43 AM
Parent: #234

شكرا عزاز شامى ..



Post: #236
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-09-2009, 01:25 PM
Parent: #235



المدعو حبيب نوره ..

وقد اتاك حينا من الدهر اعلنوا عليك القيامه ..
ذا ستحشر .. ضمن من عشقوا ورقوا ثم صاروا حينما رضى الحبيب ملائكا

او كما قال عالم عباس

( زورا زعمت الشعر ينقذ ..
ما يضل وما يقود الى المهالك غير هذا الشعر . قدك .. فذق عذابك دونه
فذا ستحشر .. تلك ما جلبت يمينك
ضمن من عشقوا ورقوا ثم ذابوا ثم شفوا ثم صاروا كالاثير
غدوا هباء فى شعاع العشق
صاروا هالة .. وتوضأوا
فى حضرة المحبوب بالجمر النقى تيمموا ..
بالصبر والحرمان صلوا
ثم صاروا حينما رضى الحبيب ملائكا)

..

فيا يس .. قم لصلاتك راضيا مرضيا, ودعك من تلك الاثقال الارضيه

..
التعديل لاضافة الهاء لنور ( الحبيبه ) .. رغم ان محمد الحسن سالم حميد رضى الله عنه
وارضاه قد اجاز حذف هاء نوره كقوله ( يا نور قايمبك قاعدبك )

..

منقول بالتعديل

Post: #237
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-09-2009, 09:53 PM
Parent: #236



منعم محمود ..

توارت الدهشة خلف تقاسيمه المرهقه ومحمود وساميه يدلقون عليه

فيوضا من تمتمات غابره .. تخطفته مرائي الابعاد الزمانيه حتى

أحس بفقدان بوصله الاتجاه الصحيح نحو حاضره .. سلمى , وكانها الازل

السحيق لروحه الضاله ساعة الخلق والتكوين .. تشيأ وجهها رويدا رويدا

, تأتت تفاصيله من كل الجهات الاربع والمعلومه للقلب .. ومن جوهر الروح

.. وتسللت بعض تجلياتها تلك الحميمه من غرفتها تلك النائيه فى سهوب الذاكره

وأخذت تمارس غيها المعتاد فى سحيق الخلايا, تجمر اعصابه بذات الوجد القديم . تجوهر

فى حناياه العشق فى اعتيادية فايقه , وتدلق الحنين بجوفه بردا وسلاما

, كادت فيوض العشق تطفر من بين مسامه غير انه احكم لجامها رهقا عنيفا ومجابده ..

تنزل عليه ذاك الزمان بأدق دقائقه وتلك الثوانى التطول بطول الغياب الطويل .. يا كيف

هذا الحضور .. حتى المكان وبذات ذاك العبق , تلك الممرات القصيرات ما بين أبنية الجامعه

.. خفوت الضوء الاصفر يضئ جنبات ( الميين روود ) , وزقزقات مغرب العصافير فى شمبات

.. دهاليز كلية الصيدله , حضور مكان , وشهود زمان ماض , وسلمى , والاصدقاء .. يا الله

يا الله .. تبا لتلك الذاكره اذ حوت ما يمور كذا الحنين.


Post: #239
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-12-2009, 06:47 PM
Parent: #237

*

Post: #240
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-15-2009, 07:46 PM
Parent: #237



( ول.. توما أقمصتى القديمة فلتمزق ما تشاء )*

تمتم القصيدة سرا لم يتجاوز خاطرا موغلا فى احترافه الاغنيات الفارهات ..

توهجت ذاته بدفق شموس استوائية عظيمه , وانزوى الغياب برهة ثم برهتين

تمدد فيهما الحنين كما شاء وشاءت له سلمى - ذات صباح بعيد - ان يكون ,

و لسلمى مهارات التسلل الفجائي العنيف للحاضر ( المافى ) وكعادتها

( غامته حنانها فى ايدها )* ومارقه بالفرح المرتب والبهاء ..

هى كما قال درويش أغنيه.

تذكر اذ حين تلى علي أذنيها همسا عاشقا ذات قصيد ( يطير الحمام )*

فداعبته مودعه( والمتعرج من جسد الحله .. ده زقاق ولا وريدك ؟.. أريدك )*

وأنفلتت مهروله نحو باب داخلية كرار , وقد هم بها .. وهمت ,

لولا تفاصيل وطن شائه وبعض حياء اجمل ما يكون بعينيها اذ يعتورها الخجل

الاصيل تخالجه سذاجة ادعاء ( القهاره) كحالة تخص الحبيب بحمى لا يعرفها

الا العريقين فى العشق ذاك الزمان , ذاك المكان ..





* مقاطع شعريه لعثمان بشري و درويش وعاطف خيري

Post: #241
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-16-2009, 00:05 AM
Parent: #240


تواثبت المرائي امام خواطره فى ارتدادها الموغل بين تفاصيل تتماهى فى يسر وفداحه

.. ثمة خيالات بعيده يكاد يحسها تتشيأ امامه كأتم ما يكون .. قفز لحلقه طعم الفول طازجا

من ( قدرة ) عم صالح بحى البوسته ودكانه الذى يقابل تماما حوش الهبابيش فى المدعو زقاق الصابرين ...

لم يستبين جيدا ملامح ( المهل ) سيد اللبن وان اشتهى طعم ذاك الحليب المخبأ بمهارة فائقه

بين ذائقات الحنين ...

تري اين تلك العمرابيه التى لا تطال

قاتلها الحب

فقد اهدتنى سهدا مقيم ...

وحمى لم تخرج بأمر بخور التيمان

وادعية حسن ابوسبيب

وحبوب الكلوروكوين

اربعا ثم اثنتين اثنتين

ما زال طعم مرارتهما ( العمرابيه والكلوروكوين ) عالقا بانف قلبه

الحمدلله ان شفاه منهن ...

بعد نصيحه جده الذي يبدو انهن اصبن منه هوى قبله بسنين عددا

ان يبقى دوما فى فريق الجعليين ...

Post: #242
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-16-2009, 07:55 AM
Parent: #241


كان ان مضى نحو الشهر او يزيد قليلا على تلك الندوه الثقافيه التى أقيمت

على هامش زيارة بعض الادباء والشعراء السودانيين للندن .. جاءته دعوات

هاتفيه عديده وعلى بريده الالكترونى من اصدقاء وصديقات للحضور .. كان يمقت مظاهر

ضعف التنظيم فى كل الفعاليات الثقافيه والسياسيه مما يخرجها بصورة شائهه

فى معظم الاحيان .. قاوم كثيرا احساس التخازل قبل ان يحزم أمره متوجها لتلك الندوه ,

دلف الى القاعه .. كان الحضور يزيد قليلا عن المعتاد , تشتت قليلا وهو يبادل بعضهم التحيه

والونسات العابره متجاوزا فضول بعض الاسئله المعتاده عن احواله وتفاصيل تخصه بالاجابات

المعلبه والتى ما كانت لتشفى غليل الفضول السودانى والذى يتجاوز الحد المقبول كثيرا ..

سعد كثيرا حينما باغتته ايمان بأبتسامتها الواسعه وهى تهل عليه ببهائها واناقتها المميزه

- منعم محمود .. يا زول انت وين ؟

وانخرطا فى طقس شديد الحميميه ظاهره الثرثره وباطنه الحنين والكثير من الاشواق , ضحك كثيرا

من تعليقاتها اللازعه وهى تصيب الجميع هنا وهناك بوابل من السخريه المحببه والتى طالت

بعض الشعراء واناقتهم المفترضه .. كانت مستغرقه تماما فى فاصل سخريتها قبل ان تنتبه لاستراقى

النظرات لتلك الفتاة الشديدة الوثوق والجمال والتى يكللها شيئا من الغرور اللامبالى وهى تقف جوار ايمان ..

فتوقفت بغتة عن الثرثره ثم انفجرت بوجهى تلومنى ان أنسيتها - ولا أعلم كيف - واجب تعريفى ب ( أمل ) .. مددت

يدى وتمتمت بعبارة مرحبه قبل ان احتوى كفها وعينيها الواثقتين وهما ترامقانى بنظرة فاحصه , بادلتها حوارا

صامتا أن اليك عنى فما عندى ما تراهنين عليه ..

Post: #243
Title: Re: العطش ...
Author: محمد بدوي مصطفى
Date: 08-16-2009, 12:11 PM
Parent: #1

رائع!!!

سلام

أخوكم

د.محمد بدوي

Post: #244
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-16-2009, 08:39 PM
Parent: #243

الاخ د. محمد بدوي

شكرا للمرور والاطراء ..

Post: #245
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-17-2009, 09:39 PM
Parent: #244



انتظم وجدى بتلك القصائد .. او بالاحرى , تلك التى تخصنى وزمانى الخاص , تزعجنى كثيرا حالة اللاانفعال تجاه الجديد من الشعر , امتد بنا النقاش طويلا حول هذا ونحن نتحلق حول طاوله أنيقه اثر انقيادى مكرها لا بطل لدعوة ايمان وأمل لتناول العشاء بأحد أفخم مطاعم المدينه .. أشارت امل

- الموضوع فيهو نوع من النوستالجيا , استدعاء القديم بكل تفاصيلو الجميله والحنين للماضى وبالذات بنلقى الحاجه دى أكتر فى الغربه

أجبتها معترضا

- ذاكرة الانسان المقهور .. احتمال وارد , بس ما بلغى احتمالات أقرب

- زى شنو ؟..

- المنتوج الشعري نفسو وقدرتو على استفزاز الذائقه .. خليك من الشعر , ليه الناس وقفت عند مصطفى والى حد ما عركى وعقد الجلاد .. اصلا ليه الناس ارتبطت بى مصطفى , وين النوستالجيا كانت لمن لقينا البديل البعبر عننا ويهبشنا وبشبهنا .. ليه الناس كسرت الحاجز النفسي تجاه الجديد الجابو مصطفى ..

اشارت متفهمه ..

- كلامك صاح .. بس ياخى انا لاحظت ليك ابدا ما ركزت فى القصائد الجديده الاتقالت الليله , وحتى القديمه كنت بتمتم كلماتها وبي ايقاعك الخاص , وبتنزعج جدا لو اتغيرت كلمه او اتقال مقطع بايقاع مختلف ..

- فعلا فى قصائد اتغيرت فيها مقاطع كامله مش كلمات وبس .. والحاجه دى استفزتى جدا , ما أعتقد انو من حق اى زول حتى الشاعر نفسو يغير فى حاجه طلعت منو زمان وسكنت ناس تانين , عارفه انو ممكن كلمه فى قصيده تكون عالم كامل وبتفاصيلو جوه زول ؟.. واصلا مافى زول فرض على الشاعر يقول قصيدتو كيف فى المقام الاول .. هو براهو جابها للناس وقال ليهم هاكم .. وقريناها , حبيناها وحبينا بيها واتشكلت بيها دواخلنا .. يجى بعد الزمن ده كلو يقول لينا معليش ما كنت قاصد ؟.. ودى النسخه الجديده قومو ركبوا تفاصليكم القديمه عليها .. دى مسأله فعلا مستفزه ..

ضحكت ايمان وهى تقول ل ( أمل )

- والله مبروك القدرتى تستفزى منعم ..

فأبتسمت هى برضاء قبل ان نتبادل ارقام التلفونات ونفترق بردتلك الليله




Post: #247
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-18-2009, 09:01 PM
Parent: #245



رافقته قليلا - طى قلبه - تلك الابتسامة الواثقه ل ( أمل ) وهى تحييه مودعه .. دهمه احساس بالغ بغربته وهو يتجول وحيدا فى شوارع المدينه المغسوله للتو , يلسعه البرد وندف الثلج المتساقط وعيناها اذ تحاصره بذاك الشئ .. ذاك الشى !.. كان ان بدأ - اول الأمرِ - هازئا بمحاولاتها تسييجه داخل مداراتِ سطوتها الانثويه , غير أن الغوايةَ كانت شيطاناً طوعَ طرفِها اذ يرنو اليهِ شهوةً واذ يرتدََّ بالاشتهاءاتِِ السريةِ الفارهه .. تكادُ ترتجُّ حصونُ الذات فيهِ إذ تناغمهُ بالنداءاتِ ذات الصهيلِ .. ثم إذ تمتدُّ ما شاءت غوايتها َّ فى نواحى الروح وكانها حبلٌ من مسد , تبت يدّ الشهوات وتب , تبت يدُ الشهوات وتب , تمتم فى سره طويلا قبل أن يمارس التسكع من جديد .. كانت إبتسامتها - طى قلبه - تعود لتراوده عن غوايات فارهه.. هى الغواية ما تستبيح فرائص غربته الآن .. تستبيح خلاياه .. حزنه القديم والشجن .. ثمة ما يحرك فيه ذات التوق القديم وذات الشغف .. تشاغل عنها بالمدينةِ ترتدى عريّها المفضوح فى نور القمر الشاحب ما بين فرجات الضباب الساكن فيها صباحِ مساء .. زلقةٌ كانت الطرقات , ومخاتل جداُ ذاك الشى الذى ظل يلاحقه فى إلحاح غريب .. جوع الجسد يكاد يعوى , وغوايتها تمتد فى مناحى الروح حبلاً من مسد , لاذ بالخمرِ عند اول بار صادفه .. دلقَ كؤوسا فى جوفه فإزداد إشتعالا .. كان جوع الجسد جحيما لا يطاق .. خرج للمدينة من جديد , غامت امام عينيه كل المرائي .. اخذ يحتلب الأسى من ضروع الليل فأصابته غاشية من حزن مهيب .. تسلل خارجا منها فى هدوء .. واخذ يمارس التسكع من جديد وبذات تلك العيون المرهقة من اعتياد الغربة .. والممحلةُ من فرطِ العطش السحيق ..

Post: #248
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-18-2009, 11:57 PM
Parent: #247



أخذته تماما حالة الوجع المشجون بتداعى تلك الاحاسيس الدفينه .. هزه طرب قديم فراح

يدندن ببعض ما غناه المغنى الرسول



الدنيا ليل غربة ومطر ..
وطرب حزين..
وجع تقاسيم الوتر
شرب الزمن فرح السنين ..
والباقى هداهو السهر
يا روح غناى ..
الغربة ملت من شقاى وغربتى وبقيت براى .. حاضن أساى
الوحشة ملت من أساى .. ووحدتى
لاغنوة لا موال يبدد حسرتى ..
غأير الدموع يا ملهمة..
الغربة مرة و مؤلمة

الغربه مره ومؤلمه .. انتبه اشجانتلك الليله لما قض سكون دواخله وهو يتمتم بالاغنيه .. فعلى غير المعتاد

من حضور وجه سلمى ساعة ما تستبد به الاغانى .. كان وجه أمل يتراقص وزخات المطر اذ تتساقط فى تماه

وندف الثلج على الرصيف النظيف والذى كم اشتاق وقع اقدام سلمى كيما تموسق جنباته يايقاع مشيتها على

جدران القلب .. انزعج لهذا الخاطر قبل ان ينتزعه من الاستغراق فيه رنين الهاتف

- آلو منعم

- ازيك يا دكتور .. أمل معاك

- امل كيفك ..

- تمام , اتوقعت انك لسه ما رجعت البيت !؟..

- فعلا , لسه لافى فى الشوارع .. وأضاف ضاحكا دونما وعى وكلازمه ترافق طريقة كلامه ( امكن الاقى البشبهك )

- ما أظن .. بس رأيك شنو تلاقينى

- جدا يا ستى ( وفى موعد اقصاه الآن ) زى ما قال تاج السر .. تعالى ح أونسك بيهو شويه

واتفقا على اللقاء عند أحد جسور التيمز

Post: #249
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-19-2009, 00:56 AM
Parent: #248

لندن مدينة لا يراها الا من خلال فرجات ضباب الرؤيه المخملى بزركشات اطارها البالى والعريق

.. يحسها دوما كروح ضاله فى عوالم الادب والشعر والتأريخ تشتهى ومنذ ألف عام جسدا كى ترتديه

دثارا لتلك الشبحيه الساكنه فيها صباح مساء .. مدينة لا مذاق لها ولا رائحه , تراها وتماما كعانس

انجليزيه شديدة الارتباك تجاه العصر والحداثه .. بيد انها تستعصم بتقاليدها العريقه بدأ من الولع

الغريب بالحديقة وازهارها حتى طقم الشاي القديم والمجلو جيدا استعدادا لطقس ملكى مهيب .. وحده التيمز ما

يخلع عليها شيئا من الحيويه ويضخ فى شرايينها ادرانالين الحياة .. وكذا كان ارتقابى ل أمل على ضفافه

ضاجا بالحياة وسريان النشوة فى العروق والقلق .. تبسمت دواخلى اذ ذكرت ( وأقول امكن انا الماجيت ) لترباس

.. ولكنها جاءت .. وتناثر الاحد الصبي يهز أعمدة الغناء *


* مقطع للشاعر مصطفى سند
من ديوان البحر القديم

Post: #250
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-19-2009, 10:19 AM
Parent: #249

(*)

Post: #251
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-19-2009, 07:08 PM
Parent: #250



وجاءت , فرحت بمقدمها ملًُُُُُُُُّّّّّّّّّّّّّّّ ما وسع المدى .. استبانت رؤاى خيطا اسمر

فى محيط الضباب .. انفرجت اسارير ( لندن ) قليلا , ارتعشت قليلا من

بردتلك الليله .. صافحتها وترامقنا طويلا .. بصمت طويل ترامقنا طويلا ..

سري شيئا من الدفّ فى أوصالى ..فهتفت سرا .. أواه يا أنثى تقاوم صبري ..

تمددنى بالشوق والعشق , تطرحنى آخر هذا الليل ثمارا ناضجه , فاكهة من عصير الاشياء

, وانخابا من عتيق الغوايات الفارهه .. لتهرق دونها الاغنيات فى شرفات الروح ..

تنسرب هونا ما بين الخلايا و تكاد تطفر من بين جدران المسام .. عاجلتنى مازحه

- كنت منتظرنى أجيك .. عشان كده ما رجعت البيت

- انت الزحمه العاملاها جواى دى شنو ؟..

- ياتو زحمه .. اصلا ما لقيت فيك فرقه عشان اعمل فيها زحمه, بعدين يدى دى حتفكها بتين

- ليه

- لا عشان اعرف بس

.

Post: #252
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-19-2009, 09:43 PM
Parent: #251



ومضينا هكذا نحو ثرثرات أليفه وشديدة الحميميه .. أخذنا طقس من الونس اللطيف .. حكايات

متفرقه من هنا وهناك .. حكايات وأحاديث تثمر شغفا مجنونا فى حدائق عينيها أكاد أراه ..

حكت لى قليلا عن مفهوم الغربه الوجوديه .. حدثتها عن أمدرمان وشارع

العرضه وساعة البلديه وقبة الامام وزحمة الكوبري , اشرقت عينيها اذاك هاتفة

- عارف انو انا خريجة الاحفاد ..

حكيت لها عن النذير وشغفه اللا محدود ببنات الاحفاد وعلاقاته المتعدده هناك وعبارته الشهيره

كلما غادرنا جامعة الاحفاد والتى يصر على ترديدها دوما ( هسع يا منعم عليك الله ديل بنات

والبقرو معانا بنات ) .. ثم استرساله فى أهمية مراعاة التوزيع الجغرافى فى القبول للجامعات

.. حدثتها عن ( عبدو العجلاتى ) وفول ( عم صالح ) وخشونة ( كاونده الباك ) وأساطير عددا

حيكت عنهم وعن آخرين ( فلاتى ) و ( حسن كاروشه) و ( عصابة الرومان ) .. اساطير مررت بكل سهوله علي

سذاجتنا وذاكراتنا الطفوليه ..

حكت لى عن طفولة مرفهه .. سستر اسكول , نادى التنس , وبيتهم جوار منزل السفير الامريكى بشارع الجمهوريه

.. ضحكت كثيرا وانا أروي لها عن ( عباس الضب ) وسرعته الفائقه والتى مكنته ذات مره من ضرب

كرة ركنيه واستقبالها بضربه رأسيه فى حلق المرمى .. كنت كمن يستدعى زمانا سحيقا لحاضر يضيئ

.. ووضاءتها تزداد اشراقا , وعنان ضحكتها يطال قلب تلك السماء الغريبه , يزرعها بورد اسطوري

يتدلى بأوراق أسطوريه, وتويجات وبتلات يساقط منها الطل والسلوى , ويستوى شذاها فينا كأجمل ما يكون .

Post: #253
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-20-2009, 03:09 PM
Parent: #252



فبأئ الأء الالق المتناثر فى عينيها تُكذّب يا منعم محمود , هكذا ظل يحدث

نفسه بعد افتراقه و أمل بردتلك الليله .. لم يسطع فهم تلك السهوله التى انسربت

بها أمل لتفاصيل روحه العطشى , فظل يحاجج ذاته بأن الامر لا يعدو أكثر من مرور

عابر انيق بمحطة انيقه عند سهوب مدينة غريبه .. تبسم اذ عنى له خاطرا مراوغا

ان سلمى كانت لتغار من هذا المرور العابر الانيق .. تماما كغيرتها من هند الامين ..

كانت لتكيل له الاتهامات الغليظه بأهتمامه الاصيل أن يكون محاطا بأعجاب الفتيات ..

والفارهات الجمال على وجه الخصوص .. كان يمازحها اذاك قائلا

- بس ما تنكري انو السماحه ابدا ما كانت المعيار الوحيد عندى .. والدليل أنتى

فتعقد ما بين حاجبيها لتبدو كأحلى ما تكون

- يعنى قصدك انو انا ما سمحه ولا شنو ؟..

وهكذا كانا يمضيان فى تلك الاجواء العاطفيه يسوقها بالممازحات الاليفه حتى تغادرها أوهام

الغيره والتى أبدا ما كان لها ما يبررها .. فعلاقاته كان يحركها دوما التفاعل الانسانى

البسيط تجاه الآخر دونما تعقيدات عاطفيه الا فى اطر الزماله او الصداقه , يعلم جيدا

ورطة هند الامين العاطفيه تجاهه .. غير أنه - يعتقد جازما - قد تعامل جيدا ازاء ورطتها

تلك .. وقد افردا معا - هو وهند - مساحه واسعه للنقاش حولذاك بعد انفصاله وسلمى ..

Post: #254
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-21-2009, 09:50 PM
Parent: #253



كان ان أعتاد تمضية بعض المساءات مع هند فى منزلها ب ( الملازمين ), يذكر جيدا

اعتناءه الخاص بأن يبدو أنيقا قدر المستطاع قبل أن يداعب والده ..

- شكلك الليله ما عندك طلعه يا أبوى ..

يتطلع اليه والده فوق اطار نظارة القراءه ..

- وده علاقتو شنو بالريحه بتاعتى , ( أرامس ) دى بشموها ما بستحموا بيها

- يعنى ما محتاج العربيه ؟..

- المفاتيح معلقه فى محلها , بس الريحه ..

- يا أبوى مشوار مهم , وما تعملوا حسابي على العشا

- شيل معاك قروش من المحفظه فى الكومودينو , بس الفتيل ..

- معاى قروش لكن زيادة الخير خيرين ..

كان بينهما اشارات عامره بالدلالات المسكوت عنها والمداعبات الرصينه جدا والحنان الداكن

الملمس حد الفصام مع اللغه .. ضحك كثيرا عصر ما تناهى اليه حديثا دار بين والده وعم ( عمر )

وهو أقرب أصدقائه ومنذ الصبا وما كانا يعلمان بوجوده فى الفرنده فأخذا يثرثران عن بعض الذكريات

الشديدة الخصوصيه .. فأخذ ( عم عمر ) يمازحه

- الولد منعم ده شكلو ما ورث منك حاجه , هادى ورزين وما حصل لاقيتو يوم سكران فى حفله ولا بشاغل ليهو بت

- القال ليك ما بسكر منو ..

- ما حصل لاقيتو سكران

- لا بسكر , بسكر .. بس بره الحله

وكان أن كدت أموت من الضحك عصرذاك الحنين

Post: #255
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-22-2009, 08:44 AM
Parent: #254



يذكر ان دلف يومذاك لمنزل هند الوسيع بحى الملازمين , كانت المبانى تشى

بعز عريق بطرازها القديم ذى الاسقف العاليه والفرندات بعواميدها الانيقه

والارضيات المبلطه جيدا باللونين الابيض والاسود غير أن الاجمل كانت الحديقه

المنسقه والمحاطه ياشجار النخيل الملكى وأحواض الورود .. دوما ما تستقبله

هند بالحديقه وتأخذه احيانا للصالون , جلس قليلا قبل ان يأتيه( أيهاب ) الاخ

الاصغر لهند .. حياه بلطفه المعتاد قبل أن ينفلت خارجا متعللا بموعد ما .. وقبل

ان يستوى جالسا مرة أخري جاءت هند ..

كانت يومذاك - نوعا ما - تبدو مختلفه, ترتدى بنطالا أنيق من الجينز الازرق الفاتح

و ( تى شيرت ) أبيض - فى الواقع - كان شديد البياض ..وعاقصة شعرها الفاحم السواد

على شكل ذيل الحصان .. كانت تبدو ,

تبدو ماذا ؟.. كانت تبدو نظيفة جدا وعطرها الخفيف وابتسامتها وأحواض الزهور وقد

تآمر معها فى ذاك المغرب الطقس اللطيف اواسط نوفمبر .. نهضت مصافحا ومداعبا

- اهلا .. منعم محمود زميل هند فى الجامعه ..

اخذتها الدهشة قليلا فأخذت اتمتم

- اصلا كنت الدفعه القدامها فى طب .. بس عدت لى سنه ف .. بقينا دفعه واحده وكده

- ازيك وأقعد وبطل حركات ..

تفاجأت قليلا اذ جلست معى ذات تلك الاريكه التى بالكاد تسع لشخصين , قرفصت رجلها الشمال

تحت وركها الايمن قبل ان تجذب وسادة موضعتها فى حجرها ثم نظرت الى فى جمال نادر .. وفى عناد

كمن ازمع امرا ما .. توترت قليلا من ذاك الحضور الانثوى الضاغى وقد بدت مغربذاك كأشهى ما يكون..

Post: #256
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-22-2009, 12:34 PM
Parent: #255

(*)

Post: #257
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-22-2009, 11:06 PM
Parent: #255

استعاد - كعادته - رباطة جأشه وارتدى دثار صرامته الوديعه والمعتاده عند اشجان الامور .. بادلها بشئ من الحزم الهين نظرات تحدق عميقا فى غور روحها وقد تسربلت بالحزن الباتع وبالأسى .. غابت عيناها الوادعتين للحظات فى غور عينيه فأحس بدبيبها يسرى فى عروقه الممحله .. يذكره الآن فتخضّر المرائي الغريبة بعينيه وتظلله اشجار عظيمه من الحزن والشجن .. هو ذات الشجن الذى كساهمها مغرب ذاك بالملازمين.. تسربلت روحيهما حينها ببعض عشق وبعض حنان داكن اللون والطعم والمزاج .. تنهدت قبل ان تزيح تلك الوساده وتنتقل للمقعد المجاور .. كان مجئ خادمتهم الاثيوبيه ( صهاى ) وهى تحمل آنية الشاى الفاخره وقطع البسكوت والكيك المتنوعه قد رفع عنا حرج تلك اللحظات .. بادلتنى ( صهاى ) التحايا والضحكات , سألتنى عن النذير وللنذير معها حكايات وطرائف عددا .. كان يجاهر بطريقته تلك الأثيره والمحببه بأن ( صهاى ) أجمل من يقيم بتلك الدار .. وكان ان أتى معى او بدونى يسقط هند الأمين تماما من حساباته ويولى قبلته تماما شطر ( صهاى ) وخالتى ( زينب ) والدة هند .. يجاذبهم أطراف أحاديث لا يعلمها الا هو .. ويحظى بما لذ وطاب وبتقدير أجاد استقطابه بخفة دمه وطلاوة الوجه وطلاقة اللسان .

Post: #258
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-24-2009, 02:07 PM
Parent: #257



انتهت طقوس تناول الشاى بصمت متوجس وشديد الحذر والترقب والإنتظار .. كانت تبدو وقد عزمت على المضى فيما أزمعته وكنت قد رتبت الاشياء وفق منطقى فى فسحة ذلك الشاى .. ساد الصمت قليلا قبل ان تبادرنى بهدوء ناعم ..

- منعم .. انتظرتك كتير وانت عارف تماما تفاصيل علاقتنا وشكلها شنو ..
على الاقل بالنسبه لى .. ومتأكده تماما من حاجاتك تجاهى .. امكن ما حسمتها
جواك بس انا عارفاها كويس .. اديتك فرصه طويله بعد نهاية علاقتك مع سلمى عشان
( ات ليست ) تستعيد توازنك وشوفك السليم .. ما قادره أفهم بعد الزمن ده كلو انك لسه
بتغالط فينى جواك وخايف من الالتزام تجاهى ..
منعم انت عارف قدر شنو صعب على اقول الكلام ده ؟..

- أيوه عارف .. وأبدا ما كان الموضوع خوف من التزام يا هند ..

- طيب الموضوع شنو ؟.. ما تقول لى لسه ما حسمت حاجاتك تجاهى , انا متأكده
من الحاجه دى زى ما متاكده من وجودك معاي فى اللحظه دى .. منعم قدامنا كتير
عشان نتكلم فى تفاصيل التزام .. بس ما ممكن اكون ما عارفه راسي من كرعى فى
العلاقه دى .. العلاقه دى يا منعم الناس كلهم فى البيت او الجامعه عارفنها ..
وبتعاملو معاى على اساسها .. ياخى حتى سلمى لو سألتها حتكون عارفه .. انا
الوحيده الما فاهمه الحاصل شنو .. تفاصيل ريده وعلاقه ده كلو انا عايشاهو معاك ..
وانا ما غبيه عشان .. عشان اعيشها براى او اكون فاهمه غلط .. حاجاتك لو ما واصلانى فى البدايه
ما كنت اتفاعلتها معاها .. منعم مشكلتك ساجن نفسك فى وهم او خوف جواك ما عارفه .. عاميك وما قادر تشوف .. ياخى اسمعنى انت بتحبنى انا وانت عارف .. احسم حاجاتك وتعال .
وانفلتت باكيه .

Post: #259
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-25-2009, 00:28 AM
Parent: #258


كان يعلم جيدا ارتباطه الوثيق بهند كأنثى .. غير ان أحوال الطقس العاطفى لم تكن مؤاتيه لانتاج الخصوبة - كم كان يدعى - فى ارض كروحه تشكو البلى والمحل السحيق والمداوم فيها كماالأسى , ويسكنها طوع اقامته ذا العطش .. كان وكأنه لا يساوم فى خساراته الفادحه وكمن يستمرئ طعم ذاك النزيف ... كما وكان عزمه الارتحال بعيدا قد توطد فى ذاته .. فليكن هروبا الى حافة الماضى كما يجادله عثمان الفكى او موات جديد كما يدعوه النذير , وكم كان شاقا افهام هند الامين مشاقه الذاتيه العظيمه فى مكابدات حالة ( اللا اتساق ) والتى لن تستطع معها صبرا .. وكأن هاتفا يأتيه من البعيد القريب .. يؤذن فيه بالرحيل كموت بديل تماما كما وصفه احمد قبل موته بساعات معدودات .. هل كان يعى فداحة موته فينا هذا الأحمد ذاك المكان .. ذاك الزمان ؟!!..


Post: #260
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-26-2009, 04:01 PM
Parent: #259



لا شئ يعدل موته .. هذا الاحمد , انقضى يومان منذ لقاءه ب ( أمل ) برتلك الليله وبأجواءها الاسطوريه فى ذاكرته .. بدت وكأنها لم تكن , وما كان اللقاء على ضفاف التيمز سوى خيالات فارهه تمتد ظلالها الطويلة فى الروح وتضرب في تيه خلاياه العطشى كقافله شارفت على التحليق خارج حدود الزمان نحو افق ما رأته عين قط ولم تخطر مداراته الوضيئه بقلب بشر ..

Post: #261
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-26-2009, 05:29 PM
Parent: #260



كان ان أخبرته بنيتها تمضية عدة أيام بهولندا .. وأنصرف هو فى مهمهات عمله وغربته الذاتيه وبذات تلك الوتيره التى توطنت عليها تفاصيل حياته .. غير أن حضورها الطاغى - طى قلبه - عاد مربكا نوعا ما .. كثيرا ما أخذ يعاند فى بعض تداعيات شوقه اليها, ينصرف عنها كمس شيطانى اصابه غير ان
ذاك ما كان الا ليزيد من تورطه تجاهها .. خلفياتها الشديدة البرجوازيه مع فهمها العميق للفكر التقدمي وانحيازها للقضايا الوطنيه .. وهذا غير اهتماماتها بشتى ضروب الثقافه والفنون والفلسفه.. كل تلك التفاصيل كانت لتجعل منها أنثى خارج الاطار المألوف لبنات جيلها .. لا شئ يستفزنى كأنثى واثقه تعى تفاصيل الوطن وعيها بتفاصيلها الانثويه سواء بسواء ..

فاجأه الهاتف اذ لم يتوقع عودتها من هولندا بتلك السرعه

- ازيك يا منعم

- أمل ؟.. رجعتى بتين

- وصلت البيت قبل ساعه تقريبا .. عندك شنو الليله

- ابدا بقرأ فى كتاب نصر حامد ابوزيد ( هكذا تكلم ابن عربي ) .. ده كتاب ممتع جدا بالمناسبه

- اوكى رأيك شنو أجى عليك ؟..

وكان ان وصفت لها البيت .

Post: #262
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-28-2009, 11:03 PM
Parent: #261



ارتقبت وبهدوء مجيئها , خيالات شتى واشواق حزينه عصفت بروحى وانا ارقب مجيئها .. خطر لى

ان من شأن بعض الترتيب للمكان قد يكون فكرة سديده .. غير أن فكرة استقبالها عاريا من أى زيف

كانت محرضه جدا .. تجولت ببصري فى مناحى المكان , كنت شديد الاعتزاز بتلك الفيلا الصغيره التى

اقتنيتها بتلك الضاحيه الراقيه فى لندن .. فى الواقع قد شهدتى هذه المدينه غريبا لا يملك قوت

يومه .. فبالرغم من جواز سفري الانجليزى الذى حصلت عليه بحكم مولدى ببريطانيا وكواحده من صدف التأريخ ..

غير انى لم ازرها قط فى حياتى .. ولربما لو تأخر ابتعاث والدى لنيل درجة الدكتوراه بالمملكه المتحده

الثلاث أشهر الا قليلا لما حظيت بذاك الامتياز النسبي .. شهدتنى هذه المدينة عاملا فى احد المصانع .. كنت

ترسا بشريا صغيرا فى أحد خطوط الانتاج بدخل اسبوعى يمكننى بالكاد من ان اقيم أود نفسي والدراسه .. تدرجت

حتى تمتعت بصفتى كطبيب ومن ثم تلاحقت نجاحاتى الصغيره حتى توجت بهذه الفيلا ..

Post: #264
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-29-2009, 10:33 PM
Parent: #262


كان اللاأنتماء فاخرا فى تفاصيل المنزل الفكتوري الحديث بضاحية آكتون غرب لندن .. هجين ماسخ بين مناخات عديده بالاثاث العصري وتوزيع الاضاءه المسلطه بعضها على الجدران لتضئ بعض اللوحات التشكليه لرسامين سودانيين وبعضها المسلط على طاولات عددا حفلت بشتى تحف الابنوس المطعم بالعاج .. كما تناثرت هنا وهناك بعض الكتب والدوريات الثقافيه والطبيه . توسطت صوره قديمه لحاجه آمنه صدر الجدار المقابل للمكتبه المتكدسه بأرتال من الكتب وأغلبها غير مقروءه بالكامل .. كنت كثيرا ما أحاول كبح جماحى فى انتقاء واقتناء الكتب , و دوما ما يكون الفشل الذريع فى لجم شهوة اقتناء الكتب من نصيبي وعلى حساب المكتبه المرهقه من اعباء حملها .. كانت الدهشه هى الذائقه الوحيده التى تقودنى عبر السطور .. لذا كان حظ ( الرواية ) اكبر من الكتب الفلسفيه او السياسيه فى التهام فصولها .. غير انى أعرف متى اعود لاى معنى فى بطون تلك الكتب عند الحاجه لترسيخ مفهوم ما او تأكيده .. هناك علاقات غريبه قد تربطك بالكتب .. لذا دوما ما أشبه اشبههن بالنساء .. فالشعر العامى او الفصيح السودانوى التقدمى كان دوما ما يومئ لسلمى على نحو ما .. وكذا غرائبات ماركيز .. كما وكانت لهند الامين صلاتها بكتابات القمنى ونصر حامد ابوزيد وخليل عبدالكريم كما وتنتمى نوعا ما لكلاسيكات الادب الروسي بانفهاالاغريقى الدقيق وجيدها الملوكى وايماءاتها الارستقراطيه .. نعم , هن كالنساء ولكل غوره وينابيع دهشته


Post: #265
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 08-30-2009, 11:48 PM
Parent: #264



غير ان انتظاري ( لأمل ) كان هينا نوعا ما .. لم يك انتظارا شديد الوطأة كالمرة الاولى .. فى الواقع
كان ان تسربت اللامبالاة وربما بعض السأم لروحى فى مراوحاتها جيئة وذهابا محلقه حول الغوايه وتلك المدارات الانثويه الفارهه لأمل , فما حكم مثلي لاستسلامه لهوي .. رددت روحى القصيد ..

وقد سلا القلب عن سلمى وجارتها .. وربما كنت ادعوه فيعصينى *

هزنى طرب شجين وانا اردد مقاطع ( العباسي ) تلك ,,ولى آباء صدق من الغر الميامين .. النازلين على حكم العلا أبدا . تذكرت حديث النذير ظهيرة ذاك النحيب الحزين لحاجه أمنه وهو يقلنى بسيارته للمطار حول كابلى وحسين خوجلى وادعاءات النخبه الكاذبه و .. سعاد . تذكرت هازءا جرسة ( على ود سكينه )

( طبيت قزازتى مرقت عند طرف البلد
وسكرت جد ..
وانا راجع منتهى ..
لاقتنى هى ..
قالت .. تعال
كبرت كراعى من الفرح
نص فى الارض .. نص فى النعال
هى يا سعاد
على ود سكينه وكلت فى خشمو الرماد
على ود سكينه ومات أسي
وانا بت بلاك ملعون ابوى ان قلت ابدا اعرسها
وانا يا سعاد
وقتين بشوفك ببقى زول
فرشولو فرش الموت وعاش
وانا يا سعاد .. )

اسكرتنى تلك الخمر الجيده وأنا احتسيها باستغراق تام فى انتظار ( أمل ) ولكن .. ما عبثت بى الاشواق *
.. احتقرت للمرة الاولى فى حياتى المدعو ( على ود سكينه ) , وهذه الخمر تفتح بابا نحو الروح فتصفو .. تغدو لطيفة كما الحبيب اذ يحن الى الحبيب .. غير أن لسطوتها فى الروح ضراوة فى أحايين أخري كثيره .. ترتدينى أذا ما ناوشتنى ضراوتها أرواح أجدادى و تستبد بى فحولة النحاس اذ يقرع ويدب صداه فى صمت الخلايا الموحشه وفى أضابير الروح وفى سهوب الذاكره وأرجاء تلك الغرفه الخبوءه بمهارة تحت الإهاب .. أحس دبيب الطبول برأسي يملأ فرغات الزمن الحاضر .. تتشيأ أمامى خيالات المدن الصاحيه فى درب الوريد , وتلك القري الترابيه ترتدى دثار غباشها وتلتحف الفجيعه , تؤذن فى الناس بالرحيل وللغياب نحو مغرب الشموس والتماع النيون .. الآن ترن فى دواخلى اصوات السياط تلهب ظهور الرجال .. طقس من البارود والحمى .. ادارئ سوؤة العشق بسوؤة السكر .. والخمر غانية ملساء عارية , والشبق .. ورسومات شيطانيه لتشكيليين سودانيين ..والابنوس المطعم بالعاج وصورة حاجه آمنه .. ووجه سلمى اذ يتسلل من غرفته تلك النائيه فى سهوب الذاكره .. والغياب , والعطش



* مقاطع شعريه لعمر الطيب الدوش والشاعر الضخم العباسي

Post: #267
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 09-04-2009, 05:45 AM
Parent: #265


رن جرس الباب .. ( ساعة قربها حانت ) يا عزيزي مصطفى سند , احسست ببحر سلمى القديم يسيجنى من

كل الجهات المعلومة للقلب .. كجزيرة جرداء الا من الرمل وسطوة الملح واليباس , دلقت كأسا من الخمر بجوفى

قبل أن اتوجه بتراخى ولا مبالاة لافتح الباب .. كان القمر يطل من فرجته باسما .. بادلتها ابتسامه سريعه

أغنتنى عن مصافحتها وأفسحت لها المجال للدخول .. تجولت قليلا ببصرها فى مناحى المكان , دعوتها للجلوس .. جلست

على حافة الكرسي واضعة رجلا على رجل وارتقت بجيدها ما شاء لها الخيال ترامقنى وأنا أصب كأسا آخرا بتبتل حزين ..

دلقتها بجوفى وارتميت مستندا بظهري على الكرسي وهى مازالت ترامقنى بحنو لم آلفه من قبل .. خالجنى بعض الارتباك

قبل ان ادعوها للواجبات الضيافه

- تشربي شنو .. فى كولا وعصائر و ..

قاطعتنى

- شاي .. وأنا حأعملوا

نهضت صوب المطبخ المفتوح على الصاله , تبعتها لأجلس على مقعد عالى من جمله الثلاثه من المقاعد المرصوصه على محازاة

الفاصل الممتد دائريا ما بين المطبخ والصاله ,, راقبتها بهدوء وكانت وكأنها تعى تفاصيل المكان بأناقة مفرطه ..

أعدت لنفسها قدحا من الشاي وجلست بمحازاتى وأخذت ترشف قدح الشاي بهدوء وارستقراطية أصيله ..

أخذنى ذاك الطقس الصامت لمجالها الانثوى رويدا رويدا .. كانت تبدو وتماما كما أوجز صلاح أحمد أبراهيم ( ربة حسن )

داعبتها بذاك

- ح أسميك ماريا

التفتت بشئ من الاندهاش

- ليه ؟..

- ذكرتينى بماريا بتاعت صلاح أحمد ابراهيم

ضحكت وهى تداعبنى

- انت فى حالتك دى غير المقطع بتاع خمرة باخوس النقيه ما بتخيل انك تتذكر حاجه

رددت مستنكرا

- قبلها كان ( وحوالى العرائس ) ..

- دى الا تبقى عروس واحده

- تاج السر قال واحد أنت ولكنى أراك العالمين

- تاج السر ده منو ؟.. المره الفاتت وعدتنى تحكى لى عنو ..

أخذتها هونا من ذراعها وافترشنا الارض .. وحكيت , دلقت على سمعها كل حكايات الصبا .. كانت عيناها تحتوينى

بذاك الحنو البالغ .. أحسست ساعتها بأن روحى تستعيد عنفوانا غادرها ساعة غادرت أنا أمدرمان بشمسها تلك المستبده

ونهاراتها القاسيه .. شئ من الألفة أخذ يلفنى واياها .. وشئ من النشوة تصاعدت حتى بلغت كبد السماء ..

أقرب ما يكون لرعشة طقس من الجنس الجامح .. كنت كفرس يصول فى تضاريس مهرة استبد بها الشبق فأخذت بالصهيل .. مددت

يدى فتلقفتها .. موضعت راسى بين فخذيها .. أخذت اصابعها تعبث بشعري , تمررها بأناقة فوق حواجب العين , ترتبها

وتجوس فى تفاصيل وجهى .. دفنت وجهى بين نهديها , فانحنت تضمه بيديها وترتكن بذقنها فوق شعري .. لاشئ سوي الصمت

واللهاث همسا صاخبا بضجيج يدوى فى اركان الروح .. استجمت فرائصى تماما وغادرت غربتى لساعة بعد سنين عددا ..

صرفتنى تلك النشوة النقيه من نشوة الخمر .. استفقت على صوتهها يهدهدنى بأحلى ما سمعت ..

Post: #268
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 09-04-2009, 10:37 PM
Parent: #267

(*)

Post: #269
Title: Re: العطش ...
Author: ثروت همت
Date: 09-05-2009, 00:27 AM
Parent: #268

محمد يا صديقي..
متابعين..هل من مزيد؟؟

Post: #270
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 09-09-2009, 00:19 AM
Parent: #269


يا آ ثروت

لا مزاج للكتابه .. ولكن يحضرنى الصادق الرضى فى هذه الليلة المحزنه
تعالى احكيك مقاطعا من ( زمن الياسمين الى فاطمه )
قطعا ستغنيك عن ( مزيدى )

( فى هذه الليلة المحزنه ..
أشرب الشاي وحدى ..
أثرثر عن لون هذا البكاء .. وأمضى
أفتش وجهها فى نشيج المصابيح والأمكنه !

يحضر الموت بينى وبين الظلال ..
فأكتب شعرا عن الياسمين ,
أقهقه ..
ثم أجرجر خطوى الى المرفأ الساقط الفوضوى
أشاكس ظلى ..
ويسقط ضوء الطريق على حانة
أشرب الخمر وحدى
وآه أحن الى فاطمه ..)

الصادق الرضى يكاد يشكل منتوجه الشعري مرجعيه للحزن داخلى ..
أهرع اليه حين لا أجد من أطرق بابها السري فى وجد وفى خوف .. أسائلها وذات عشق
( هل أنا ابدو حزينا ؟..)

المشرف

Post: #272
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 10-16-2009, 10:52 PM
Parent: #270


يا كيف من حبال صوتك تدلت عناقيد ذاك الشجن الاليم .. تذكرت الكتيابي وهو يجد فى طلب البؤس ثمنا

لعافية الشجون , قرأت لك حينها ( رقصة الهياج ) .. تابعتنى عيناك بشغف عظيم وأنا أتلو عليها مقاطع القصيده

قبل ان يأخذنا الحديث الى نصيبه الاوفى فى الشعر الغنائي ( على بابك ) و ( لمحتك ) .. أذكر حين فرغت من تلاوة

( رقصة الهياج ) أن بادرتنى

- الآن فهمت احتفاءك الغريب بالريزم الداخلى للنص , قرأتها كثيرا غير أنى لم أسمعها الا الآن

أذكر أن يممت وجهى شطر أشجانى فأستقبلت صوتك وقد ترامى فى مناحى الروح وكما الصهيل .. اوقن أن الغربة هى حالة

فقدان للذين تعبر من خلالهم لذاتك , أؤلئك واللائي يفتحون لك طريقا صوب التحقق تماما من وجودك التام داخل الاهاب

الطينى للانسه , منهم واليهم يكون الانتماء بوصلة للعشق فى كل مساءات الاغتراب .. يا كيف , من حبال الصوت فيك تدلت

عناقيد ذاك الشجن العظيم فهاتفتك - أذكر - بشئ لتاج السر وأنا أضمك هونا فادحا ويسرا بعيد المنال

( يا كونك أنت , وكونى فيك تجرد حتى غاب .. ودس لهاتى فى أذنيك وقالك همسا) .. وقد قلتك - عشقذاك - همسا فاضحا ومترعا

بالقصائد والاناشيد تدوى فى ردهات الروح تموسق نبض القلب نحوك اذ يشتهيك

Post: #273
Title: Re: العطش ...
Author: عبد المنعم ابراهيم الحاج
Date: 10-17-2009, 04:04 AM
Parent: #272

اياك ياصديقي..

عام وتحجبني سحابة مضللة عن هذا
الثراء يا محمد ..انها
الغفلة وحسب
أي والله ..

ستشهد صغيرتي على ذلك ..

متعت نفسي وانا أغوص في
النبع ..غسلني..غسلني
حتي صرت خفيفا ..
خفيفا كما الكهرباء..
وسبحت متجاوزا
مساحات الاصدقاء ..
تعليقاتهم
أسماك اللغة تترك
لي مجالا لاستنشق
الأكسجين من خياشيمها
حتي اعبر رحلة
عام في ساعة..
العطش ..ياصديقي ..العطش

سلامات والله

Post: #274
Title: Re: العطش ...
Author: فيصل عباس
Date: 10-18-2009, 08:09 AM
Parent: #273

لاجل تحريض يقطع وصل العطش
ويفتح له مسارات آخرى (سريه كانت ام معلنه)
ولاجل عروق تبحث عن بلل واخرى يرهقها البلل وتبحث عن عطش يرد اليها وعيها
لاجل حياة اصلها الماء وطبعها الجفاف كما هو بائن (بينونه صغرى)
ولاجل بوح وحكي وسرد ماتع (واشياء تزعج هناءك)
ولمزيدا من تفاعلات H2 O
ولك حتى لا يهداء منك شئ
حتى آخر سطر منك.

ياخ ما تكمل (انت ما عارف كم تبقى من العمر في ظل توافر هذا العطش ؟؟)





_____________________________
انجزت وعدي اليك وفي انتظار ليلة بها قليل من القمر وكثر من المطاليق
والخارجين عن الرتابه ..
هاتفني ان كان حنينك يتسع لذلك

Post: #275
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 10-23-2009, 06:15 PM
Parent: #273


يا منعم ..

تطير منى حمامات الروح اذ يقرئن كذا المكتوب المنك اعلاه .. ربما اسبوعا أو يزيد وحتى تعود للخلايا ..

فأعذره أخاك ..

وللحق لا أراجع هذا الخيط الا عند تمام مزاج الكتابه ..

افرحنى جدا كلامك عن ( العطش ) .. اسعدتنى متابعتك لها ايما سعاده , فكن قريب وبألف خير يا صديق ..


Post: #276
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 10-23-2009, 07:28 PM
Parent: #275



أدمنت حمامات الروح عشقتلك الأيام نواحها الحزين على ايقاعات جديده لا تخص نهارات سلمى بشموسها القاسيه

وأجواءها المثيره للاتربه والحنين .. كانت ( أمل ) تدفعنى دفعا لمداراتها الانثويه الفارهه ولهيب غواياتها

يستدرجنى رويدا رويدا للغياب فى مجاهيل وسطوة عشق يجب ما قبله ثم لا يساوم ابدا على شئ حتى الذكريات ..

كانت أنثى تعى تماما تفاصيل أنوثتها الطاغيه ما تسمح لها بشئ من الاستبداد والسيطره .. كانت تعرف ما تريد

, وتثق جيدا فى امكانها تحقيق ما تريد , غير أن طرائقها لذاك لم تكن الا امتدادا لتفاصيلها الانثوية الهينة

حتى فى قسوتها ..

ولأول مرة أدركت فداحة أن أغادر ذاكراتى الرجوليه الزائفه والتى كنت أمارسها وبأعتيادية فايقه ودونما أى أنتباه

فى امتلاكى المطلق لزمام تفاصيل علاقاتى والبنات ..

Post: #278
Title: Re: العطش ...
Author: Emad Abdulla
Date: 11-08-2009, 11:12 AM
Parent: #276

يا مشرف

Post: #279
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 11-08-2009, 01:32 PM
Parent: #278

يا عماد ..

تمام أ زول
وينفذ

Post: #280
Title: Re: العطش ...
Author: Ishraga Mustafa
Date: 11-08-2009, 02:17 PM
Parent: #279

Quote: اتنفس الآن اجواء الخرتوم يا اشراقه ..
اتتطلع الان بشغف للحمامات - قيد بحثى -
واغرق فى حلم الرجوع اللاعوده




هل حكيتها عن مهرجانات العطش يالمشرف؟
الخرتوم حبيبة قسانا وشريكة بلانا؟

Post: #281
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 11-08-2009, 08:57 PM
Parent: #280


تعرف يا فيصل
..
Quote: انجزت وعدي اليك وفي انتظار ليلة بها قليل من القمر وكثر من المطاليق
والخارجين عن الرتابه ..
هاتفني ان كان حنينك يتسع لذلك


كتير من المراوحه فى محاولات الخروج عن الرتابه .. وفى الحنين متسع من الوقت لوقت
يخصك بالونس المعافى وشهوة الحوار الذكى , يسورنى أحساس مرير بالاحباط من الجو العام
هنا وهنا وهناك .. قلت - غير ذات مرة - فلأتفرغ فقط لممارسة كتابة هذا العطش دون
الكتابات الأخري بسودانييزاونلاين لعدم جدواها من ناحيه ومع ما فيها من المكابدات
المرهقه من ناحيه أخري .. غير أنى ماض نحو ذاك وبعزم هذه المره وسأقاوم - ما وسعت -
هذا التخاذل ..

تحياتى

Post: #282
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 11-09-2009, 03:45 AM
Parent: #281


كان ضجيج الحياة كرنفالا صاخبا تزرعه أمل فى دروبى ..

أكاد أتعثر به كلما خطوت نحوها خطوتين او أدنى , وما أحتملت شرايينى

هذا الضجيج .. علمتنى المشي رقصا على ايقاع خطوتها الانيقه فوق

تلك الارصفه المجنونه بالاضواء والنيون الملون والصخب , كانت تدوزن

المدينه بضحكة وتصيب مقاتل الرتابة بأحترافها الغناء جهرا فى الشوارع ..

وسرا تتمتمها فى الروح .. دائمة البهاء والضجيج .. تفاجأنى دوما بالقبلات

الخاطفه فأرتبك وتضحك ملّ ما وسع صدرها أوكسجين الفرح .. تصر دوما

أن تتأبط ذراعى وتقودنى عبر شوارع ما عرفتها طوال أقامتى فى هذه

المدينه .. كنت على نحو ما سعيدا أول الامر , غير أنى أيقنت تماما

من أنتمائي الاصيل للحزن والشجى ولمساورات الحنين السري للشموس

والغباش ولسلمى .. ما أحتملت شرايينى ذاك الضجيج , يدهمنى الاحساس

اليابس بالعطش بعد كل لقاء وتماما عند باب الدخول صوب شرنقة الذات

من جديد ..

Post: #283
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 11-09-2009, 09:18 PM
Parent: #282


كان الغناء - خلا الشيطان - ثالثنا , وأمل تًحب أن تغنى احتفاء بالشموس

الجديده عند كل صباح .. وتستمر فى الغناء اطراف النهار

وآناء الليل .. كانت لها القدره على ابتكار المناسبات

السعيده عند كل وقت , فتارة تحتفى بالمطر .. وتحتفى ايضا

عند توقفه .. وبالقمر أن كان بدرا او تعددت منازله ولكل

غناءه واللون الذى ترتديه .. غير أن حبها لبوب مارلى لا يخضع

لأجواء محدده غير رغبتها الداخليه .. وأن كانت تميل لترديد

ببعض الاغانى بعينها اواخر الليل ونحن نمارس التسكع فى تلك الدروب

العاريه الا من بعض السكاري وبعض العشاق وعمال التنظيف قريبا من الفجر ..

يصيبها نوع من الكآبه فتجرني لاقرب مقعد كى تغنى وهى تمرر

أصابعها النحيله فوق تضاريس وجهى بحنو بالغ

I wanna love you and treat you right;
I wanna love you every day and every night:
We'll be together with a roof right over our ######### #########;
We'll share the shelter of my single bed;
We'll share the same room, yeah! - for Jah provide the bread.
Is this love - is this love - is this love

Post: #284
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 11-09-2009, 09:44 PM
Parent: #283


وما أحتملت شرايينى ضجيج العشق بعينيها وما استطعت منها

فكاكا .. كانت تقاوم صبري بشراسة انثويه لا تساوم وكنت اسيرا

لزمان سحيق يجمر روحى ذهبا نقيا لسلمى ويمسكنى من تلالبيب

عشقى اليها فأقعى عند درجات معبدها المشيد فى مناحى الروح

المتراميه هناك عند سهوب الذاكره ودونما حراك ..

سلمى , وكأنها الازل السحيق لروحى ساعة الخلق

والتكوين .. وتعلم أمل أى عتبات مقدسات ستجتاز حتى وصولها الىّ ..

يمسكنى عنها الاسي والعشق القديم فأغرق أزائها فى حيرة وجودية كبري ..

سبحان ربك ما تعلمت الا أن أحب سلمى , أعرف كيف أضحكها , أمازحها ,

أقسو عليها هونا ما .. لاحنو عليها وجدا ما وتحنانا داكن اللون والملمس

الكثيف الحضور وفى صمت سحيق وكأنه طالع من جذور الروح وممتدا

حتى نزوعها الاخير للمغادره .. كانت أمل عندذاك وكأنها تعلم ما أخفيه

تحت أهاب سعادتى المنقوصه بها والتى تكاد تفضح ذاتها بالحيره التى حتما

تنطق بها عيناى .. ما بال ذاك العشق القديم وكأنه الازل يصهد روحى بالنار

و يعمدها بالحنين وبالاسى والحزن والخسارات الفادحه والأغتراب .

Post: #285
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 11-10-2009, 01:48 AM
Parent: #284


وما أحتملت شرايينى ضجيج العشق بعينيها .. ما زلت تائها

فى سهوب ذاكرتى لا استطيع القفز منها نحو حاضري .. كانت

تكاد تستنطق كل لحظة حاضره . تحلب منها حليب الدهشة , تمزجه

بكاكاو عينيها وترشف مزيج الحياة حتى آخر قطره .. تماما كمن لن

يطلع عليه صباح آخر . أرهقنى لهاثى خلفها فما ادركت شيئا سوى انفضاح

كهولتى ويباس مفاصل سنواتى التى شارفت على الاربعين .. وما أحتملت شرايينى

ضجيج الحياة بعينيها والذى يتدلى منسالا على نور وجهها الصبى وترقرق ضحكتها

اذ تكاد تدوي فى قلب هذا الوجود بالأنفجار .. أخذت أتعلل بالاسباب والاعذار

الواهيه عن لقاءها الذى عاد بوتيرة يوميه .. ساءها ذاك جدا وما كانت لتسكت

عن ذلك أبدا .. فأخذت مشاجراتنا حيزا كبيرا وكنت قد وطنت ذاتى جيدا على

قطع تلك العلاقه المرهقه .. تفاجأت هى بذاك ذات هاتف بعد طول نقاش حاد

- أمل .. يبدو لى انو مفروض نراجع حدود العلاقه دى ..

- كيف يعنى , منعم رجاء خليك واضح ومباشر ..

- كلامى واضح كفايه , الامور بيناتنا أخدت وتيره أسرع من المفروض .. وأنا
ما قادر أحس أنى ممكن أقدم حاجه .

- منو الطلب منك أصلا تقدم حاجه ؟..

- ده مفهومى لى كل علاقاتى عموما, بقيف وأشوف انا بقدر أقدم شنو .. ابدا
ما شرط أنك تطلبي , عشان اعيش تفاصيل أى علاقه لازم تكون عندى القدره انى
أقدم فيها حاجه.. وبدون الكلام ده بكون عايش لى علاقه ميته

- منعم انت بتقول انو علاقتى بيك علاقه ميته ؟.. أنت واعى للكلام البتقول فيهو
ده .. يا سيد منعم كان ممكن استوعب الكلام بمليون طريقه غير دى , ياخى بس
احتراما لى تفاصيلنا ولى حاجاتى ليك

وأنفجرت بالبكاء , أخذت أحاول شرح ما كنت أود أن أقول غير انها أنهت المهاتفه
بحده مع طلب عدم الاتصال بها مرة أخري وهو الامر الذى ما كنت لأفعله غير أنها كثيرا
ما عاودت الاتصال بي ..

-

Post: #286
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 11-10-2009, 05:31 AM
Parent: #285

اشراقه يا عزيزتى

Quote: هل حكيتها عن مهرجانات العطش يالمشرف؟
الخرتوم حبيبة قسانا وشريكة بلانا؟


وجدتها مكتوله لا تسمع الصائحه .. الحمامات - قيد بحثى - كانت مافيشه
والناس .. الناس يا أشرقه ,, مافى
وكان ان لملمت حقائيي نحو الرطوية والاغتراب

Post: #287
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 11-10-2009, 04:57 PM
Parent: #286

*

Post: #288
Title: Re: العطش ...
Author: فيصل عباس
Date: 11-11-2009, 09:23 AM
Parent: #287

اراك قد شهرت انتصابك فينا
واتيت بما يجب من وصل
ارجو ان لا تسبط الهمة (ان كانت الحالة عندك تسمح بالكتابه )

Post: #289
Title: Re: العطش ...
Author: عبد المنعم ابراهيم الحاج
Date: 11-11-2009, 01:03 PM
Parent: #288

Quote: تطير منى حمامات الروح اذ يقرئن كذا
المكتوب المنك اعلاه .. ربما اسبوعا
أو يزيد وحتى تعود للخلايا ..





شهدت زمانك الرمزي
يوحي للحمامة
أن تمرن في الفضاء الباسق...
النجوى..
لتومئ بالهديل الخصب
فوق القلب
ينبت في دمي
عشب الحقيقة
هازئا بالطوق
منفلتا تجاه الريح
ينأى في بروج البلدة
الثكلى،
ضريح الروح حين
تحج بالاحلام
والذكرى..
وتفتح لي كتاب الشوق
عن عشقي
وريقة حبنا
الأزلي

Post: #290
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 11-11-2009, 09:17 PM
Parent: #289

Quote: (ان كانت الحالة عندك تسمح بالكتابه )


الزول القيافه فيصل ..
الحاله عال العال , ذات المزاج المخاتل زي ود المويه
ينسرب منك , غير أنه يعود
الكتابه يا فيصل يحكمها أكثر الاصدقاء الذين مروا من هنا ..
حتى أنى أفتقد أميره الحبر .. وما التقينا الا هنا وأختفت تماما ..
وها هو منعم ابراهيم الحاج ينضاف للمحرضين على ارتكاب فعل الكتابه ..
سأواصل يا صديق ..

Post: #291
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 11-12-2009, 01:37 AM
Parent: #290


أحسست بشئ من السلام الداخلى المشوب بالحذر خلال الايام القليله

التى أعقبت قطيعتى وأمل .. هاقد عدت معافى الحزن شديد الحنين

لمنفى الذات .. عدت أمارس استدعاء التفاصيل تلك البعيده والموغله

فى سهوب الذاكره وتضاريس الحنان , يا كيف هذا الشجن الأليم يعبرنى

وقتما شاء ودونما تمهل عند باب الروح .. يعبرنى فأحسه ككهرباء ناعمة

تسري فى العروق , شيئا كدبيب النمل يتهادى هونا فى خلايا النفس فيقعدنى

عن الحراك .. ظلت تلاحقنى بالمهاتفات التى ما رددت عليها حتى انى أغلقت

هاتفى ورميته فى أحد الادراج .. غير أنى كثيرا ما حاولت عدم الانتباه لسعادتى

كلما رن هاتفى وقرأت أسمها على شاشته الصغيره .. أزعجنى أذ يطل ساخرا منى

الانتباه لتلك السعاده المواربه .. ما زال لأمل فى دواخلى بقيه , أو لعلنا

لم نبدأ بعد.. ربما

Post: #292
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 11-12-2009, 01:47 AM
Parent: #291



ياا منعم ..

قرأتك قفزا على الكلمات نحوك فتباعدت محطات الوصول ..
فطب مقاما فى هذا المقام المشهود ..
هو الهديل الخصب - فوق القلب - ينبت فى دماءك عشب الحقيقه
يا الله .. يا الله
الآن يرقبك الطريق لتهرول فيه صائحا .. أدركتها , أدركتها ورب الناس

Quote: شهدت زمانك الرمزي
يوحي للحمامة
أن تمرن في الفضاء الباسق...
النجوى..
لتومئ بالهديل الخصب
فوق القلب
ينبت في دمي
عشب الحقيقة
هازئا بالطوق
منفلتا تجاه الريح
ينأى في بروج البلدة
الثكلى،
ضريح الروح حين
تحج بالاحلام
والذكرى..
وتفتح لي كتاب الشوق
عن عشقي
وريقة حبنا
الأزلي

Post: #293
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 11-12-2009, 03:52 AM
Parent: #292


وأنا مازلت على حال المغلولة بصيرته بين انخطاف الروح ومراوحتها

جيئة وذهابا أمام حديقة غناء ويانعة الثمار .. تدعوك قطافها لتنهل

ما تريد فلا تستطيع رفع يمينك اليها فتنكفئ على ذاتك ملوما محسورا ..

تنادم اشجانك الفارعات الطول خمرا , تساقيها كؤوس الوجد يجمر أعصابك

يكابدها الحرمان والحزن المنقى , تعمدها النار ترعد فيها البروق الوامضات

فى ليل الفجيعة الاولى أذ تطل عليك بالدمع المبلل صمتها كل مساء جديد .

Post: #294
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 11-12-2009, 04:06 AM
Parent: #293



ثمة حزن لا يداوى .. لا يفتر صداه فى الروح , لا يفهم السكوت ابدا

لا يرعوى .. يعوى سعارا يخمش من خلايا الصوت فيك رعشة الغناء , يبح وجدك

نازفا كل الاناشيد والدندنات الاليفة تحمل سلمى تجئ بها اليك كائنات

النور , يزهر الكلام وردتين وزهرة صبار و بنفسج

Post: #295
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 11-12-2009, 04:55 AM
Parent: #294



مترع الحس أنت , مستيقظ الحواس و منتبها جدا للخمر تدلقها بجوفك

الخاوي الا من تباريح المحل وذاكرة اليباس .. يقفز لحلقك طعم الليمون

طازجا .. ( ليمون بزنس ) , وسلمى تطالعك بعينيها الوادعتين الطيبتين ..

تعود اليها مبتهجا وحاملا أكواب الليمون .. ترتكزان على السور القصير

لفرندات كلية العلوم الاداريه ريثما يخلو اليكم مقعدا .. تجلسان , تطيل

يا منعم التطلع فى عينيها , ترامقها فى وجد وفى عشق سحيق .. ترتبكان

.. يرف رمشها الطويل فيشجيك طعم حلاوته ممزوجا بلسعة الليمون .. يتكئ

النهار عليها قليلا راضيا مرضيا , يلف البنفسج عمامته على عجل ويبتسم

عند تمام مزاجه فى دواخلك الوجود

Post: #296
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 11-12-2009, 05:13 AM
Parent: #295


( معتوه بالحقيقه , لاكن مجمر فى الصبر
تريان فى التأمل .. مجنووون اذا حب البنيه الطالعه من لون القمح
مكتوب على صدرو الثبات , حكمة مسافر
وزاد فراشات مسجونه فى غابة طلح ) *

يطيب لى القيام اليها وفى موعد أقصاه الآن أيها التاج السر جعفر الخليفه ..

ولسلمى مهارات التسلل العنيف للحاضر المافى .. أشذب لحية هذا الليل البهيم

اليها ,, تنادينى الخمر للمنادمه على صهيل تلكم الاغنيات ..

( طوبي اذا احتملت شرايينى هدير القلب حين أراك )* .. هاتفتها سرا ..

تطلع شموس اليوم التالى ببقايا خمر البارحه .. أتواري خلف سلمى من

الحضور الآنى لأمل حال انكشاف الليل .. أرتدى سريعا ملابسي , أحكم ربطة العنق

الانيقه , لتبدأ طقوس الغياب وحتى أعود ليلا للغربه فى محيط الخلايا والشجن .


* مقاطع شعريه لتاج السر جعفر

Post: #297
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 11-12-2009, 06:14 PM
Parent: #296

(*)

Post: #298
Title: Re: العطش ...
Author: عبد المنعم ابراهيم الحاج
Date: 11-12-2009, 06:40 PM
Parent: #297

Quote: ( معتوه بالحقيقه , لاكن مجمر فى الصبر
تريان فى التأمل .. مجنووون اذا حب البنيه الطالعه من لون القمح
مكتوب على صدرو الثبات , حكمة مسافر
وزاد فراشات مسجونه فى غابة طلح ) *



ياخي الزول دا وين؟

Post: #299
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 11-12-2009, 07:32 PM
Parent: #296



هاتفنى محمود وكان قد مضى عدد من الشهور لم نلتقى فيها الا لماما وعلى الهاتف

ليس الا .. بادرنى بصوته المشاغب

- يا دكتور , وينك أنت ؟.

- يااا محمود
كيفك آ زول ؟... وكيف أخبارك وساميه وهبه ؟..

- تمام والله ..

- يعنى تمام وبى حليفتها .. والله كويس

- تعرف يا منعم نحنا اكتر شعب بيحلف ودون أى مناسبه .. يا خى فى السلام الواحد يحلفك
ويقول ليك وابتسامه مريبه جدا ( كيف بالله عليك ؟.. )

- سبحان الله يا شيخنا .. المهم أخبارك شنو

- زى الورد والحمدلله ..

- انت ده تلفون ولا صلاة جمعه ..

- أيواا جبت سيرة الجمعه .. بكره ضروري نتلاقى

- نتلاقى ونص وخمسه .. بس ضروري ليه ؟..

- أسمعنى اتزنقت فى الشغل .. بكره نتلاقى عند ماري الساعه سبعه ؟..

- وهو كذلك يا صديق , سلم على ساميه وهبه.

كانت علاقة محمود وساميه هى العلاقه الوحيده التى توجت بالزواج فى محيط الشله ..

ربما يعود ذاك لطبيعة ساميه الواعيه جدا بالاشياء .. كانت أمدرمانيه شديده الجمال

التى تتفرد به الكثير من بنات أمدرمان .. هجينا حلوا بين الغابة والصحراء . قطعة

من الشكولا ته تمازجها الفانيليا بينما يضفى عليها الالق الامدرمانى شيئا من سحر العذوبه

ومهرجان الضوء الذى يتبع رشاقتها كظل أنيق .. كيف يا بالله يكون الضوء ظلا ؟..

ولكنها أمدرمان !؟..


Post: #300
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 11-12-2009, 08:55 PM
Parent: #299

Quote: ياخي الزول دا وين؟


بسلطنة عمان ..
يخاصره زهر البرتقال , وزوجه وبنيه

Post: #302
Title: Re: العطش ...
Author: عبد المنعم ابراهيم الحاج
Date: 11-12-2009, 09:49 PM
Parent: #300

والله يامحمد انت بقيت مامركز خالص ..خالص
انا قصدي ماباين ..غايب ..في الركايب ..
العزلة كعبة ..ياتاج السر صحصح ياخي
الاحباط والزهج ..حالة عامة..سودانيز دي بي جوطة
دي فيها مساحات تواصل ياخي ..
على الأقل ..بتحسسنا إنك موجود في العالم
الصعب دا..ولو الباسوورد بتاعتك مابتعمل رسل
ياخي لبكري ..لانو مع هجمات الهكر دي
محتاج يغير وينشط حساب الأعضاء..

شئ عن العزلة


وحيدُ كالنبع في فلاة
تشغل الأرض بالحياة
فيتكثف إحساس
الشجر..
وتشعل الروح
بذاكرة يتحرك النمل
فيها قلقا
على عشب
حبيباتنا
في الغياب..
يها الوحيد الا
من الشجن..
القريب من
ساحة البوح
مستأذنا للدمع
في امتداد
الحزن..
في حقلك الانتظار
ينمو
يطوق القلب
مثل ذراعيها ساعة الفرح
وساعة انبهار اللغة..تلك
اللغة التي تسمو
فوق حواجز الجسد
تبحث عن آلهة
لتقدم لها قرابين
الحب ..
وتعلن عن ميلاد
الرغبة في الخلد..
في الإنتماء
الي ذات هي
النبع ذاك..
هي
النبض
في حرير الطفولة
حين يكبر الحلم
ليحاذي العزلة..
يمرّن
حشرات الروح
على البرتقال
على حائط الزهر
يفلي الأريج
تنسكب على نفسك
مشغولا كالنحل
في جرة العسل..
أو كالحبر
على شاشة الحاسوب
رشحه عرق الانفعال
فسال على القلب
منه
تعالى في لوحة
الأصدقاء القدامى
وفي سرية الكتابة
ياأأأ

Post: #303
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 11-17-2009, 08:34 PM
Parent: #302



الغريبه يا منعم أنى أشد ما أكون مركزا بسودانيزأونلاين .. شكلوا الواحد لحق
الطيبين .. سأمدك برابط بوست احتفائي بمناسبه تفعيل حساب تاج السر بالمنبر .. أحتمال
كبير يكون ضيع حسابو من جديد ..

Post: #304
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 11-28-2009, 03:57 AM
Parent: #303

*

Post: #305
Title: Re: العطش ...
Author: امل كرار ابراهيم فرح
Date: 11-28-2009, 05:42 PM
Parent: #304

محمد يا صاحبا من الزمن الصعب
كل سنة وانت والاسرة بخير

جيت اسلم

ولي عودة اكيدة لمراتع العطش

Post: #306
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 11-29-2009, 00:59 AM
Parent: #305

اليك يا منعم ..

احتفائيه بشاعر ومفكر من طراز فريد .. تاج السر جعفر الخل..., دعوه لكرنفال حميم

Post: #307
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 11-29-2009, 02:58 AM
Parent: #306

عبرتنى تلكم التفاصيل بعنفوان صاخب , تواثبت وكأنها حمرُُ مستنفره , فرَّت من العدم السحيق لروحى ومن سهوب الذاكره .. ومحمود وساميه يحدثانى عن سلمى , وعن قرب مجيئها فى الغد .. تسارعت نبضات القلب , أخذ هديرها يعلو ويعلو .. لا شئ الآن ليسكتها , تكاد ترجُلُ فى اذناى , برهة ثم أنفلتت منى كل شياطين الغربة من عقالها وتقاذفت منى الهواجس والظنون .. لا شئ الآن ليكبح جماحها , فسلمى ستجئ فى الغد .. سلمى حبيبة كل تلك السنوات المهدره بين تفاصيل الغياب .. يرعبنى دنو ذا الحضور الباذخ المترع .. تأخذ شرفاتى بالإخضرار ويتلون الحاضر كأزهى ما يكون .. يا الله ’ يا الله .. تنفتح الآن أبواب الخلايا وتورق أوردة الحنين ويسكننى طوع إقامته ذا الشجن .. يا كيف فى الغد تلتقيها ..

Post: #308
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 11-29-2009, 02:57 PM
Parent: #307

امل .. يا صاحبة فى الزمن الصعب
أخذتنا تفاصيل الرحيل يا أمل .. غير أن تلك الذكريات هى الاجمل
أعود اليها دوما وفى الخاطر ذا ( العطش ) أحاول كتابته وهو شديد الممانعه لو تعلمين ..
ستجدين بين سطوره طرفا مما كان يا أمل .. تسكننى تلك الروح القديمه كلما ولجت اليه فأتجول كما كنت فى بين ممرات
كلية الصيدله و( أقدل ) حافى القلب فى ( المين روود ) وأذكر تماما مجالسنا فى شمبات .. ولا عزاء لى فى هذا البلد الأمين الا بسطامى وقد أهدته ( نسرين ) أحمد ومصطفى .. تخيلى أن لبسطامى طفلا يدعوه مصطفى !!! يعزو الأسم لحلم ترائ لأحدهم وكأنه تهمة ينفيها .. لك تحيات سلوى وعمار وأحمد ويارا .. مسكين بقيت محمول مش كده ؟.. أرجو منك متابعة ( العطش ) لأتمها لك والاصدقاء .

Post: #309
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 03-31-2010, 07:11 AM
Parent: #308

شكرا بكري ابوبكر

Post: #310
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-01-2010, 05:14 PM
Parent: #309

ها أنذا أعود للعطش .. بعد ثلاثة اشهر عجفاء فى دهاليز والغاز السياسه السودانيه مارست
فيها كل المسالب الجميله .. هاترت الكيزان وهاترونى .. جنحت للهتافيه حد قرحة الكى بورد ..
أشبعت شهوة الخصومه تماما حتى سكتت عن طلب المزيد .. وها أعود محبطا وما حصاد يمينى الا الاسى
وشئ من الخوف ونقص فى ثمرات الروح والدماء ..
يا الله .. يا الله
ما جدوى ذاك الوطن!!.

Post: #311
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-12-2010, 01:54 PM
Parent: #310


لا ملاذ الا هنا ..
يا كم عذبنى خلف الله ..

Post: #312
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-13-2010, 03:14 PM
Parent: #311



استيقظ منعم فجر اليوم التالى على صوت الصغيره هبه وهى تجاهد أن ترفع جسدها الصغير الى فراشه , تبسم إذ طالعته بإبتسامة طفولية شقيه قبل أن يأتيه صوت ساميه تنادى صغيرتها تبحث عنها .. وكان أن طرقت باب الغرفه فبادرها صائحا وهو يحمل هبه بين ذراعيه

- صباح الخير يا ساميه , الزوله دى معاى وما حأديها ليكم تانى

واخذ فى ملاعبتها وهى تضحك وتضحك حتى خال ضحكتها بحجم الوجود فى دواخله المرهقه.. احس بها شيئا نادر الوجود والامكان , إنتبه عند ملاعبتها بحلاوة تجتاح ذائقات الروح فيه .. طعما جديدا للفرح اشبه ما يكون بملامسات الطين عند سن الثالثه , وله ذات المذاق , ثم ذات الدهشه ازاء قدره التكوين والخلق البسيط والمعجز للاشياء , ثم هى ذات الرائحه التى تلف الآن خياشيمه بالانتماء المستمر والمتجدد فى القديم الآتى كأجمل ما يكون .. كم كانت سمراء وحلوه وخفيفه جدا وهو يرميها فى الهواء ليتلقفها فى عناية فائقه على صوت ضحكتها وهى تلاطف فيه الروح حتى رقت , وحتى كادت أن تنسل منه الروح كائنا حفيفا يحلق حول الذات فى دهشة وحبور ..

اخرجه محمود من هذا الادراك اللطيف بالانتماءات الجديده فى الحياة وهو يدخل حاملا آنية الشاى الصباحى بكامل اناقتها وطقسها السودانوى الجميل حد البسكويت المنزلى واللبن ( المقنن ) .. تجاذبا أطراف الحديث قليلا قبل أن تدخل عليهما ساميه لتكتمل كل تفاصيل تلك الصوره الاليفه.. وهكذا مضوا جميعا نحو انس بهيج .

Post: #313
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-13-2010, 05:46 PM
Parent: #312


مضى الوقت سريعا قبل أن تتطلع ساميه نحوي هامسه وبشي من الارتباك

- منعم حتمشي معانا المطار !؟

أجبتها ضاحكا

- ليه ما أمشى ؟.. أمشي معاكم ونص وخمسه ..

كانت كل تلك الذكريات التى اجتررتها بالامس قد أعادت لى حالة الاتزان تجاه تفاصيلى وسلمى , فى الواقع لم أتبين وجودا اضافيا لها لم يكن فى الاصل موجودا .. كانت وكما كنت أمازحها دوما قيد إقامتها الجبريه جواى .. فقط ربما تسللت قليلا خارج غرفتها - تلك النائيه - فى سهوب الذاكره .. تبسمت وأنا أمعن فى هذا الخاطر طويلا ونحن فى الطريق الى المطار وقد ساد الصمت والتوتر أجواء العربيه التى يقودها محمود باتزان شديد .. جلست فى المقعد الخلفى أراقب انعكاسات ملامحى الممزوجه بجريان الاشجار والثلوج خلال الزجاج .. كانت فيوض الذكريات تمازج وفى هدوء ذلك التناغم بين جريان الاشياء خلال الزجاج وسكون ملامحى المنعكسه عليه فى سورياليه غامضه .. إحتشدت دواخلى بالكثير وصوت مصطفى سيد أحمد المنساب عبر جهاز التسجيل يومئ لى بالبشارات القديمه ..

( لمحتك , وقلت بر آمن .. بديت أحلم
ألملم قدرتى الباقيه , وأشد ساعد على المجداف .. وأقول .. يا إنت , يا أغرق )

Post: #314
Title: Re: العطش ...
Author: Safa Fagiri
Date: 04-13-2010, 06:20 PM
Parent: #313

-------
:Out of space

INVOICE
Due
to
Thurst
...


?????

Post: #315
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-13-2010, 07:30 PM
Parent: #314

يا صفاء ..
كيفنك وأريتك طيبه ..

الا الكلام ده غلبنى تب أفهمو ..


Quote: :Out of space

INVOICE
Due
to
Thurst
...


?????



كل الاحترام والتقدير المستمر
من قبل ومن بعد

Post: #316
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-17-2010, 03:30 AM
Parent: #315


وما انصعقت عند رؤيتها .. ولا تبعثر منى الارتباك ..ولا عبثت بي - أيها الفيتوري - فى حضرتهاالأشواق , فقط .. تبسمت روحى فى هدوء مريح , وتواثبت جزلى فى شرايينها الدماء.. ارتعشت خلاياي قليلا قبل أن تستفيق من غربتها السحيقه .. وكنا ثلاثتنا , انا ومحمود وساميه قد تشاغلنا باحاديث تدور - كعادتها - حول حكايات قديمه قبل ان التفت فى اعتياد فائق نحوها وقبل الآخرين .. كنت ادعى دوما ان لحضورها مجالا اُحِّسُهُ يسري فى روحى ككهرباء ناعمه , ما فارقنى هذا قط , ومنذ أن التفت انا منعم محمود , إلتفاتتى - تلكم الشهيره - بالميين روود .. تلك الالتفاته التى أؤرخ بها أشيائي .. تلك التى لم يغادرنى بعدها وجه سلمى قط .. كانت سنوات طويلة قد مضت مذ التقيتها آخر مرة فى النادى الالمانى فى الخرطوم .. قبل اسبوع أو نحو ذلك من مغادرتى امدرمان .. كان لقاءا عابرا وكارثيا نوعا ما , فلأول مرة التقيها مع خالد وهى تخصه كأنثى لا تخصنى .. يا الله , كم كان عظيما ذاك الحزن السابح فى أرجاء الكون .. رافقنى طى خمري طويلا ذاك الحزن الباذخ .. كان أشد ما يكون علّى عند الكأس الثالث الا قليلا , وتماما عند النحيب ..

Post: #317
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-18-2010, 02:59 AM
Parent: #316



ليلتُها إِعتراكِ الارتباكُ حتى اخامص روحَك .. وانتابنى الحزنٌ كانقى ما يكون , أذكرُ انى تَطلعتُ لعينيكِ
الحزينتين فى وجد وفى خوف .. و لَمْ تُجِبْنِى رَغْمَ دوّىِ السُؤال

( هل أنا أبدو حزينا )
( هل أنا القاتل والمقتول حينا , والرهينه )

لم تجبنى سلمى حزْنَتِلك الليلة.. فقط مدّتْ يَدها مودعة وكانت تعلم ان موعدَ رحيلى عن السودان بات قريبا .. تدثرتْ بالصمتِ الرهيبِ ثم إختباتْ وراءِ خالد قبل ان تمضى .. وما كان لمثلهِ ظلا يقيكِ من هجيرِ الحزنِ يا سلمى .. وهكذا تزايدت وربت فى عمق المسافاتِ بين وبينك فراسخُ الهجرِ .. ودونما وداع يليق بحجم الفراق .. وقطعا دونما إجابات .. كان خالد ليلذَاكَ مزهوّا بكِ حدَ الفرحِ الظاهرِ وهو يُدرك قيامتى , ثم لا يكادٌ يٌخفيها.. كانت خَساراتى مضاعفةٌٌ حُزنذاك . كنت أدرك ان رجلاً بمقاييسهِ لا يُمكن أن يكونَ جديراً بك .. كان خفيفاً بموازيينِ الرجال الجديرون بأُنثى فارهة مثلك .. قرأتٌ فى ملامحِ وجههِ خطوط أقدار لا حظ لك فيها .. اِستشرفت روحى حُزنا كثيفاً تراكمَ على اكتافكِ يا سلمى .. فناءت بحملهِ عيناى .. اصابنى العجزُ بالذهولِ ليلذاك الحزنَ المنقى .. لولاه , لادركتُكِ قبلَ ان يرتدَّ اليكِ طرفى .. ولما تركتكِ ترحلين .. والآن , وكأنّما لم تَمضىِ كلَّ تلك السنوات أراك .. وبذاتِ ذاكَ الخطوِ الانيقِ تُوقِعينه صوّبِى .. وبذاتِ إشراق العيونِ وتلك الابتسامة الواثقة الانيقةِ تَخْطُرينَ على ممشى هذا المطار .. مقبلة نحوى كاجمل ما تكونين .. تتواثبُ فى شرايينى الدماءَ جزلى .. ويلفحُ حضوركِ روحى بكهرباء ناعمه .. يا , ما احلاكِ يا سلمى .. وما أقوى هذا الحضور , ما جَعَلنِى اُردّدُ لتاج السّر جَعفر

طوبي .. إذا إحتملت شرايينى هديرُ القلبِ حينَ اراك ..

Post: #318
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-18-2010, 03:58 PM
Parent: #317

*

Post: #319
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-18-2010, 10:40 PM
Parent: #317

رامقتُكِ طويلاً وانتِ تُعانقِين ساميه , اكادٌ اُجزِم انّكِ تعمدتِ إطالة ذاك العناق لارجاءِ مقترحَ عناقى .. والذى قطعا لن أُعفيكِ ابداً منه .. كنتُ احاولُ حينَها اللهاثَ خلف ملامحكِ الوضيئه فى مراجعةٍ سريعه لفروقات الوسامه التى قد تكون .. تَمْتَمتُ ابتساماً وأنا اضُمّكِ لى بساعدى الايمن اغنيةً لمحمد ميرغنى ( وإنت زى ما انت قبل سنين طويله ).. ضَمَمْتِنى اليكِ بقوة , متردداً أفسحتُ المجالَ قليلاً لأراكِ تبتسمين على إِيقاعِ الأُغنِّيةِ القديمهِ , يكادُ يُبعثركِ الارتباك .. ثم اَحِطّكِ تماماً بيدىَّ العاريتين الا من الأشواق , احْسَسْتُ بذراعيكِ تَلُفاننِى , وبلُهاثكِ يَلفحُ جِيدى , ثُمَ أتانِى صوتُكِ مُتَمْتِماً بعباراتٍ كَمْ إشْتَقْتُ لاحْتِرافِها المَعْنّى حدِّ الفِصام مع اللّغه

إزيك يا منعم .. مشتاقين .

Post: #320
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-19-2010, 01:42 AM
Parent: #319

سَمِعْتها هَمْسا دافِقاً وبِكلِ حنان الارضْ .. وبكلِ شوق السنواتِ الطويلة بطولِ هذا الاغتراب .. قَفَزَ لحَلْقِى حُضْنَذاك طَعْمُ اللّيمون , يَجْتَاحُ فِىَّّّ كُلَّ ذائِقاتِ الرُّوح .. وَمَضَ خيّالِى بِكُلِ تِلْكَ الذِّكْرياتِ حَدَّ هَجيرِ الشّمْسِ بإمدّرمان , يَكادُ عصيرها يَدْفُقُ ولو لَمْ تَمُسُّها مَجْمَرة هذا التَدَاعِىُ .. تَلْسَعُنِى بِجَمَراتٍ وكانَّها مِنْ سِجِيل , يُلْهِبنى الآنَ وَهْجُها ويَسْتَعِّرُ فِى دَواخِلِى عطشٌ قَديم , أَضُمُّّكِ الآنَ أكثرْ , أُحِسُّ بِفيضٍ مِن دُموعَك يَنْسربُ هَوْناً فِى مَسامِّى .. تَنْفَلِتُ من عِقالِها شَياطينُ وجدِى فِيك ْ, اَضُمِّكِ أَكثرْ .. تَرْتَكنينِ الآن لِصَدرِي وتبتدرينَ النَّحيب .. تَشُدُّكِ ساميه نَحْوها فِى عناقٍ جديدٍ قَبْلَ أَنْ تُعانِقينَ مَحْمٌّود .. يَقُودَانَّكِ الآنَ نَحْو موقِف السيارات واَنا ما زُلْتُ اُرَامِقُكِ فِى وجدٍ مَهِيبْ .. تَعْلو ضَحَكاتِكُم وانا ابدأ فى تَرَصُّدِك مرةً أخري .. رُبَّما إذدّدتِ نُحُولاً يا سَلْمى .. هذا وإكْتَسَبَتْ مِشيتُكِ صرامةً لا عَهْدَ لى بِها.. كانت أكثرُ قسوةً مِمّا كُنتِ تُوقِّعِينَهُ على ارصِّفَةِ الجامِعه .. وأكثرُ وثُوقاً مِمّا كان .. كُنتِ وكأنَّكِ تَمْشينَ فى مُظاهره , فاجأنى الخاطُرُ فتذكَرْتُ مظاهرات الطلاب ِفى سبتمبر 1996 .. يَومَّها خَرْجنا لشارعِ القَصرِ بالهتاف .. أذْكُرُ انَّها كانت تحديداً فى الثانِّى من سبتمبر .. يومُ ميلادَكِ يا سَلْمى .. وكانَ أن أبلَغَنى النذيرُ عزمّهُم الاحتفالَ بكِ يومها فأعتذرتُ كيلا اُسبب إزعاجا لكِ .. ولكن انتهى بِنا المطافُ جميعاً فى مُظاهره .

Post: #321
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-19-2010, 01:27 PM
Parent: #320

راودنِى الخاطرُ عن زَمانها القديم , فَإنفلتُ وراءه إليها وفى إعتيادٍ بالغٍ .. نازعَنى الإِدراكُ حقيقةَ كونِها - وبذات حِضُورِِها الأُنثوى الطاغى - قُربي .. وعلى ذاتِ المقعد الخلفى لعربيةِ محمّود .. أَربكنى ذاكَ الحضورُ القوي ما بين زمانين فى آنٍ واحِد .. نازعتُ نفسي كبحَ شرودِها التلقائي عنِ الحاضِر .. يا كيف أَعتادَ هذا الحُضُور .. إلتفتُ إليها فى إِنفعالٍ مخبوءٍ بمهارةٍ فائقه خلفَ ملامحِ الإِعتياد .. كانت تتّكئِ بظهْرِها على المِقعِد وتتطلّعُ نحوى بنِصفِ إالتِفاته .. إلتقت عيونُنا فى رِضاءٍ تامٍ بما كانَ وما سيكون .. كان الحوارُ الصامتِ يتوافقُ تماماً مع حالِ الخلايا المُتعبه من طولِ الإِنتظار الطويلِ .. ومع حالِ هذهِ اللّحظاتِ التى ستمضى عنَّا ( هسَّه ) .. لتبقى طويلا .

Post: #322
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-19-2010, 02:43 PM
Parent: #321

يا كيفَ هذا الإنبهامْ .. و كأنَّ أَقدارنّا تواطئت مع الغيابِ فلا نلتقى إِلا على حوافِ غُرْبتنا السحيقه يا سلمى .. وعلى هامشِِ ذا العطش .. تَبَسمتُ فى حزنٍ سحيقٍ وأنا أَمُّد يدى لِترتاحَ على باطِنِ يساركِ المفتوحة نحوى فى إِهمالٍ متعمّد .. وهى - وكم أعرفها - دعوةٌ لِعِناقٍ قديمٍ يتجدّد .. هكذا كُنْتِ تدعونَنِى للعناقِ ونحنُ نُمارسُ التجوالَ فى شوارعِ الخرطوم ليلاً و كلّما إحتوتنا عربية والّدى .. والخرطومُ ليلاً لا يكادُ يحُدَّ حنانُها شئ .. شوارعُ البلديِّه والمك نمِّر صوبَ شارِع النيل .. ثم إلتفافُنا شَرْقاَ جغرافيا يُفْضِى بنا مُرُوراً أسفلَ كوبري بحري العتيق .. لتمرُ بنا سينما النيلُ الازرقِ عن يمينِنا والمطعمُ العالمى عن اليسار وحتى العبور أسفل كوبري كوبر .. ومن ثمَ يميناً ثم يميناً وحتى الجامعه .. لننتهى يساراً عبر شارع القصر عند المجمّع الطبي قبالة مستشفى الخرطوم .. ويا لإيلافِِ العشاق يا سلمى , إيلافهم تلك الشوارع عشقا وتحنانا لا يحّد ..

Post: #323
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-20-2010, 08:49 PM
Parent: #322

*

Post: #325
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-22-2010, 07:03 PM
Parent: #323

خضر يا صاحب ..

Quote: غايتو بليت ريق الكتابة


يا ريت الواحد يكون عند حسن ظن العباره الجميله دى ..
لولا الفتر ,, لكنت أكملتها وقبل زمن ..
الفتر وربما الاحباط .. يا خضر
وأشياء أخري تخص تململ الروح فى هذا الاغتراب .. جوه وبره
لبتين آ خضر والحال يطيب .. لبتين !!!


..

زى كلماتك دى بتدى مزاج الكتابه دفره معنويه ما ساهله..
بينى وبينك الواحد زاتو بقى ما بقوم الا دفره ..
وهذا فيما يخص الكتابه بالطبع .. ولا يتعداها

..

تحياتى

Post: #326
Title: Re: العطش ...
Author: فيصل عباس
Date: 04-28-2010, 08:41 AM
Parent: #325

هل انقطع المدد
ام انها حالات السكون
التي تسبق عواصف الحرف ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

Post: #327
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-28-2010, 08:23 PM
Parent: #326


جايييك يا فيصل
هنا
وهناك ..
فامهلنى وريثما يعود المزاج
ولا اعلم لماذا يكون ذاك دوما فى نهايات الاسبوع
تحياتى يا صديق

Post: #328
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 05-03-2010, 03:42 PM
Parent: #327

*

Post: #329
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 05-03-2010, 08:09 PM
Parent: #328

لِإلافِ العشاق , إِيلافهم .. هذا الإلفَ الدافقَ حناناً لا يُحد, توزعت ما بين الزمانين تُجاذبنى نحو الحاضرِ كفّها التحتوينى كأشهى ما تكون .. أُحاولُ أن أُتمِ وعي بالراهنِ المُؤاتِى كل الحلم .. وحتى أُتمَّ شُهودَ هذا المقامَ المحمّود.. والذى كمْ راودَ طُولَ ليّالِى الاغترابِ الطويل , كُنتُ أُحاولِ أنْ اَسْتدعي ذاك الوعى الذاهل لذاتِ الحاضر فيجابدى ما شاء رهقا كونيا ومكابده .. غير أن أكثر ما ازعجنى طيفا مخاتلاً ل (امل) حاولتُ تجاهله غير أنه ابي .. ثم ازداد الحاحا فساورنى شيئا من القلق الذى انتزعنى منه رنين هاتفى .. سحبت يمينى من مقامها المحمود الذى وعدها العشق .. ورددت على إيمان

- الو
- آلو منعم, إنت وين
- مع محمود , كيفك يا إيمان .. خير يا زوله ؟ صوتك منزعج شويه
- لازم تجينى وهسع يا منعم ..

ثم إنخرطت فى بكاء مرير

تكلمت منزعجاً

- إيمان حاولى أهدى شويه .. وورينى الحاصل شنو ؟..
- أمل يا منعم ..

وإنخطف قلبى وقد ساورته قبل قليل الهواجس إزاءها .. أذكر الآن وبصوره ضبابيه تتمة المكالمه وإيمان تتمتم باكيه عن أشياء تدور حول دخول أمل المستشفى .. وحول أنها تنازع الروح واشياء من هذا القبيل .. لا أذكرها تماما .. اخذ محمود الهاتف منى بعد ان أوقف العربيه وترجل منها بعيدا قليلا وأنا اراقبه مذهولا بعض الشئ .. ترامقنى ساميه بجزع , وعيون سلمى غائبه تماما فى حيرة غائمه .. إرتقبت عودة محمود والذى عاد بادى القلق والارهاق , وعيناه تكاد تصرخان بحزن ظاهر .. اذكر أن اوجز وبشي من الآليه وصول الورم الدماغى لمراحل متقدمه ..

Post: #330
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 05-03-2010, 11:12 PM
Parent: #329



دارت الكرة الارضية دورة لهذا الحزن الاضافى .. وتنامى لبلاب الحزن كالنار فى هشيم الروح , كانت الغيبوبة ملاذا آمنا , بيد أنها استعصمت بالبعد عنى .. إشتهيت كأسا من الغياب , وسلمى تلملم وعيها بالحال .. وساميه ومحمود يحاولان اقتراح الممكن العصى .. الوصول بسلمى للدارِ على أن نعود أنا ومحمود للندن .. أذكر أنى اصررت علي نزولى فى الحال وعودتى - لا أدري كيف - ل ( امل ) .. فأستقر بنا الطريق جميعا نحو المشفى .. وما إنتبهت الا لاحقا جدا لما كان يجيش بصدر سلمى ..

Post: #331
Title: Re: العطش ...
Author: أيمن الطيب
Date: 05-11-2010, 06:52 AM
Parent: #330

(*)350_clap5.gif Hosting at Sudaneseonline.com350_clap5.gif Hosting at Sudaneseonline.com350_clap5.gif Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #332
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 05-12-2010, 08:52 AM
Parent: #331

*

Post: #333
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 05-15-2010, 01:41 PM
Parent: #332


اخذت فى محاولة لملمة الذات قليلا , غير أن ما يعصف بالروح كان عصيا جدا على محاولات استدعاء التماسك .. تسللت يد سلمى تربت هونا على ظهر كفى الراعشه .. فإستجمت فرائصى نوعا ما وإستجبت بآلية فائقه لمهارات سلمى فى ترتيب ما يلزم من تفاصيلى .. زفرت كل ما بالصدر من أحزان وتطلعت لعينيها .. أيقنت أنه , وتماما عند إنسان العين فيها , يكون محور حياتى المترامية فى تشتتها الغريب , أحسست بانتماء لا تحده الطبيعه او الجغرافيا حتى و فى امتدادها فى ذاك الحزن المنقى .. والذى كنت أظن إنتمائي اليه أصيلا فلا يكاد يفوتنى منه شي , حتى دهمنى هذا الحزن المضاف ذات الساعة التى كدت فيها أن أنعتق لخارج ما سيجنى به هذا الحزن طويلا .. والآن , وأنا ارامق عيون سلمى , أحسست بالرجوع لشى ما كنت اشتاق الرجوع اليه ومذ غادرت أمدرمان .. ظهيرة ذاك النحيب الحزين لحاجه آمنه فى الروح .. ذاك النحيب والذى أشبه ما يكون بتمتمات صلاة الفجر والتى لطالما ايقظتنى هونا جميلا فى هذا الاغتراب السحيق لروحى .. الآن أحس أنى أستكنه تماما السراط الوجودى الأجمل فى هذه الدنيا , والذى يمتد ما بين عيون سلمى ونحيب حاجه آمنه فى الروح ونحو غباش الحنين وتمتمات صلاة الفجر التى تفارق دوما مواقيت غربتى لتلامس فى هدأة مواربه أقصى خلية فى غربتى تشكو العطش ..

Post: #334
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 05-15-2010, 01:53 PM
Parent: #331


يا أيمن ..

هذا العطش من ذاك ( الخج ) ..
عطشان ومخجوج و .. حاجات تفارق ( المعيار ) الذى يجتاح المنبر
ذهلت اليوم عند تصفح المعيار اليوم ولأول مره !..
المهم .. كان الوعد أن القاك ولكن ..
فليكن إذن موعدا آخرا جميل عند تمامه .. و بعد عودتنى من السودان منتصف يونيو
سأغادر نهاية هذا الاسبوع اليه .. وأهو ( علو بمسو نجد نصاح ) يا صديقى
هذا ان مد الله فى الآجال ..

..
الصفقه عجبتنى بالحيل .. تسلم

Post: #335
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 05-15-2010, 02:45 PM
Parent: #334


وكم يبدو الآن أنى لم أك ابدا مهديا لهذا السراط الجميل , عيون سلمى وغباش الحنين الدافق بأوردتى وذاك الإرتواء الذى لا يحد , بيد أنه لا يجئ .. ويا كم وددت استنطاق عينيها آنذاك , وهى تهدينى هذا السلام الذى بدأ يتسلل رويدا رويدا لروحى .. وأصابعها الانيقه تمارس ذاك الايقاع المترف على ظهر كفى .. لتموسق كل الخلايا خلف جوقة للاتساق والصفاء الانسانى النادر .. هل كانت تعلم أنها تهيئنى وكا ينبغى أن أكون ل ( أمل ) ؟.. كانت ترقد بوداعة على فراش أزرق .. لا يبدو منها غير وجهها وقد ازداد جمالا شاحبا يكاد يخفى .. تبسمت لمرآهم غير أنها توقفت قليلا عند سلمى , توهمت أنها قد عرفتها تماما وأن حديثا طويلا قد دار بينهما قبل ان ترتد نحوى وبذات ابتسامتها الواهنه تحيينى وبخبث أرادته عفويا غير انه استعصى كثيرا أمام جريان دموعها .. دنوت منها وقد أمدتنى السماء - ولربما سلمى - بيقين لا يحد .. جلست عند طرف الفراش وقبلتها فى جبينها قبلتين ,, أخرجت يدها حتى أمسكها , فاستندت على يدى ورفعت جسمها النحيل نحوى لاحتضنها , ثم لتنخرط هى فى بكاء مرير ..

Post: #336
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 05-15-2010, 03:48 PM
Parent: #335


أذكر أن دموعا كثيره قد أهرقت ليلتها ,, ساميه وأيمان وأخرى لم أعرفها , سيدة سودانية خمسينيه تبدو عليها ملامح عز تليد .. اذكر ان مددت اليها يدى بالسلام معتذرا عن عدم انتباهى لها أول مره فردت بعفويه فيها من الحزن الكثير

- يا ولدى هو منو القادر يكون مركز فى ظروف زى دى ..

تدخلت عندها إيمان للتعريف بها

- خالتى ثريا .. ام أمل . ثم تولت تعريف الباقين حتى توقفت عند سلمى التى بادرت بالتعريف بنفسها وبوثوق شديد حتى أنى خلته غير ملائما

- سلمى خالد ..

هكذا وإنصرفت .. ولم نلتقى بعدها الا بشارع النيل ذات وطن ( مافى ), والذى كم ادهشنى بغربتى فيه .. حاولت الانفلات وراءها وأعجزتنى تماما فكرة التخلى عن أمل فى تلك الساعه .. فإلتفت اليها , هالنى حجم الحزن بعينيها وهما ترجواننى اللحاق بسلمى .. وهو ما لم يحدث .. تشاغلت ليلتها كثيرا بمعرفة تفاصيل حالتها الطبيه .. وأنخرطت فى نقاشات طويله مع التيم الطبي حول خطط العلاج .. ستمكث اياما قليله فى المستشفى لاستكمال بعض الفحوصات ولا حوجه ابدا للحضور الا على فترات منتظمه لاجراء الفحوصات الروتينيه .. مكثنا يومان أتبادل أنا وخالتى ثريا الحضور للمستشفى , ودوما ما كانت ايمان تجئ فى صحبة خالتى ثريا .. هكذا تواطئنا جميعا على تسميتها ( خالتى ثريا ) .. فى الواقع كانت تكبرنى بما لا يتعدى السنوات العشره .. بيد أن اصرارها على مناداتى ب ( ولدى ) جعلنى غير حرجا فى مناداتها بخالتى ثريا .. كانت سيدة سودانيه تمزج بين متناقضات عده فى اعتياديه بالغه .. تحمل درجة الدكتوراه فى الادب الانجليزى وكانت تعمل محاضرا بجامعة الخرطوم .. ولكن بالكاد ما يحس الآخرون بذلك .. ترتدى الثوب السودانى البسيط بأناقة تعرفها نساء الخرطوم شرق جيدا .. لا تحلى معصمها الا بساعة رولكس قديمة الطراز ,, اكثر ما يميزها الاحذيه الجلديه الفاخره رغم بساطتها وهدوء مشية صاحبتها الواثقه .. أكثر ما أدهشنى تماسكها القوى ازاء مرض ( أمل ) .. غير أنى رأيتها تبكى خلسة فى نهاية اليوم الاول لجرعة الكيماوى .. وقد كان أثره شديدا على أمل .. كان ذلك فى اليوم الذى تلى مغادرتنا المستشفى حاملا معى حقيبه مليئه بالادويه وعقار التيموزلامايد ..

Post: #337
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 05-15-2010, 05:26 PM
Parent: #336


كانت دورة العلاج الاولى هى الأكثر ارهاقا والتى امتدت لخمسة أيام.. وكنت قد أعتدت المرور عليهم صباحا ولا أغادرهم الا عند نهاية المساء .. ولربما طالت جلساتى وأمل للساعات الاولى من الصباح .. تستقبلنى ( خالتى ثريا ) بالشاى الصباحى المصاحب لافطار خفيف تصر عليه .. وقد نغادر لقضاء بعض الحاجيات او التجول قليلا فى شوارع لندن .. كنت أعى حوجتها لذاك المشوار الصباحى ,, وأظنها كانت تعى حوجتى له تماما .. على أن نعود قبل استيقاظ أمل ..

كانت تأتى وبذات بيجامة نومها لترتمى فى حضن أمها وتبدأ فى مداعبتى

- إنت ما مشيت بيتكم ولا شنو ؟.. نحنا ولايا يا دكتور .. بالطريقه دى الناس حيبدو يتكلمو علينا
.. وحنورطك بعدين .. يا أنا يا أنا .

- لا ما للدرجه دى كمان .. ما تبالغى

- طيب قررتو تدونى الدوا متين .. عاوزه استغلكم شويه قبل ما آخد الدوا

- طيب استغلينا هسه .. لانو بعد شويه حأديك حبة الزوفران

- عاوزه أمشى سينما ؟..

- طيب يا ستى أصلا بكره آخر جرعه .. وعاوزك ترتاحى عشره يوم كده عشان المناعه بتاعتك ترجع ميه ميه
.. وبعد كده تودينا الحتت العاوزاها وزى ما عاوزه ..

- لا حولاااا .. عشره يوم !؟.. الكلام ده مستحيل , انا لازم بكره اطلع

- طيب مافى مشكله .. بس سينما دى ما معانا .. نمشى اى مكان مفتوح

- مكسب يا مان ..

- يا بت ( مكسب يا مان ) دى جبتيها من وين ؟.. بنات آخر زمن
تضاحكها خالتى ثريا ..

ثم تبدأ طقوس المعاناة .. كانت شديدة التحمل , الا أن معاناتها كانت تفوق قدرتها بكثير .. كان القئ
قد يتواصل لساعات طويله مما يزيد من وهنها الشديد إثر العلاج الكيماوى .. بيد أنها كانت تبدو وبصوره جيده ومعافاة تماما الا من بعض الوهن عند الاماسي .. عندها كانت ( خالتى ثريا ) وبعد اعداد وجبة العشاء , تدخل غرفتها ولا تغادرها أبدا .. كانت تعود لأمل فى تلك الساعات قدرتها على المشاغبه وعلى صناعة الحياة على طريقتها .. تغنى لبوب مارلى وعركى وعقدالجلاد .. تقرأ شعرا لعاطف خيري وللصادق الرضى .. تستدرجنى لقراءة بعض اشعاري القديمه ,, حتى فاجأتنى بغتة بالسؤال

- منعم , انت كنت عارف انو سلمى جايه ؟.. عشان كده قطعت علاقتك بى ..

- لا والله يا أمل .. أنا عرفت يوم الجمعه الفاتت بس موضوع انها جايه ..

- طيب انا هسه عيانه عشان كده انت معاى .. زمان كانت مشكلتى شنو ؟..

- اولا ما عشان انت عيانه انا موجود معاك هسه .. الموضوع انو خياراتنا حتى العاطفيه , محكومه بالصدفه اولا واخيرا ..

- بالصدفه كيف يا منعم ..

اجبتها ضاحكا بأغنية وردى

- ( صدفة كانت غرامى ليك ) ..

- لا , بتكلم جد .. كيف العاطفه تكون مرهونه بى صدفه !

- ممكن تكون فى فلسفه أو نسق معين أو قدره إلهيه او كيمياء حياتيه أو حاجات كتيره ورا الصدفه دى .. لكن فى النهايه هى صدفه .. وممكن جدا تفوت الصدفه أو ممكن جدا نركز فى تفاصيلها ونمشى بيها لى قدام .. لى غربه أو لى علاقه عاطفيه أو لى اى تجربه إنسانيه ..

- تعرف , لمن أفكر فى كلامك دى .. برجع لى يوم لاقيتك فى الندوه الادبيه ديك .. أصلا ما كان عندى مزاج أطلع , وأيمان هى الاصرت على .. بذكر سلامكم على بعض وكيف نسيتونى .. عارف اللحظات ديك ادتنى فرصه كويسه اركز فيك .. وفى البدايه ابدا ما كنت مهتمه ..

- بالظبط كده .. صدفه تخليك تركزى فى زول ,, وتكتشفى انو قريب وقادر يدخلك أو يحتل خلاياك زى ما كنت زمان بقول لى أحمد .. بعد داك وزى ما رضينا بالصدفه فى الاول .. حنكون مرهونين ليها ..

- زى صدفة مرضى !؟

- ممكن لكن ما بالطريقه دى ..

- بى ياتو طريقه ؟.

- بي قدرتك فى الدخول جواى ..

Post: #338
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 05-16-2010, 11:25 PM
Parent: #337

*

Post: #339
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 05-19-2010, 07:39 PM
Parent: #338


وبطول تلك الليالى تمددت طويلا على مخدات أمل المترفه فى أنوثتها , وكأن المرض ما زادها الا وهنا جميلا يكاد يمحق كل خلاياى الممحله ذات الميل الطبيعى نحو احتراف العطش وتقدير الحزن حق قدره فى اللهاث خلف أنثى تموت واقفه كالاشجار .. احببتها حتى اخامص وجدى القديم ..


.. بدانا نحلم بالاطفال والشموس القادمه .. وكنا منتبهون جدا لحرقة الدماء ولسعة الاحزان فى خضم الروح إذ تشتهى يوما لن يجئ ..

غادرتنا ( خالتى ثريا ) بعد انتهاء دورة العلاج التانيه .. أحسست عند وداعها بثقلٍ ارضى لا يطاق , كانت إذاك تودع حياة ابنتها بين يدى .. وما أرهقنى أكثر , ايمانها القاطع أننى أهل لمسؤوليةٍ كتلك .. كانت لتغيب بضعة أسابيع حتى تعود .. الفتها ووجهها الوسيم الملامح يكاد يضئ وقد مسته مجامر هذا الحزن فتصهد جمالا مبينا .. وتمدد طول الليالى التى أقضيها و أمل حتى عاد اشبه بالاقامه , عندها .. كان لا مناص من الزواج من ( أمل ) ..

Post: #340
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 05-19-2010, 08:24 PM
Parent: #339


وكان ذاك عند ضفة أخري , لنهرٍ مزيف , وفى مدينة غريبه

Post: #341
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 05-19-2010, 09:04 PM
Parent: #340




سلمى خالد


( ويا صباحات الموانى ..
حتى لو دربك ترنح , فى مشاوير الاغانى ..
والجرح ارتد بينا .. لى زمان الآهه تانى ..
لانا لا بنتحاشا صدك , لا بتموت فينا الأغانى )

أفاقت سلمى من حلم تلك الاغانى .. وكانت - وفى الحلم - تباغتها الأغنيات , تماما وكما عند نواصى الروح .. أفاقت سلمى والمذياع الداخلى للطائره يعلن بدء الهبوط لمطار الخرطوم المحلى .. تفاجأت قليلا إذ غادرته مطارا دوليا وفى كامل وعيه المزيف كموظف حكومى .. وتسسلت شمس الخرطوم لوعيها وهى تراقب الغباش الصباحى يوادد جهرا غباش روحها .. هنا الحقيقه المطلقه التى كانوا يسعون إليها يا أحمد كل الذين ماتوا فى الطريق .. وكان الموت قريبا وبعيدا وكأشهى ما يكون .. وتماما وكمنعم محمود .

Post: #342
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 05-19-2010, 09:58 PM
Parent: #341

منعم محمود !..

( عليك اللعنه و.. عاصفة الطبول
و .. ساعدى الاسمر , وهذا النشيد )

تمتمت سلمى باللعنات تصب جامها على عاتق ( منعم ) .. بيد انها سرعان ما كانت تهرع ( لبخور تيمان ) إفتراضى لترقيه بها , وحتى من ساعدها الاسمر والذى هو وكأنه لم يخلق لسواه .. لا أحد هنا ليعلم فداحة أن ينام منعم متوسدا ساعدها الاسمر ذات نهار خريفى ودعاش .. تطير اليه الآن حمامات الروح يا درويش .. ويا كم إشتهيت أن أكون عند ليله أمرأتين فى إمراة واحدة وتماما وكما كان يشتهى وأشتهى ويشتهىً المريد البرغوثى ..



صبحها فى وقار الغسق
ليلها فى فجور الشفق
هى راهبة فى النهار
وفى الليل مرغابة للمسرات
ولوالة بالنداءات مصهالة بالشبق *


وليذهب دون ذاك هذا العالم للجحيم ..

Post: #343
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 05-21-2010, 01:05 PM
Parent: #342

*

Post: #344
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 05-21-2010, 10:24 PM
Parent: #343



( ويااا خرطوم وينك وينك !)

تغير وجه الخرطوم ! .. اين ذياك الحنين .. اين ذاك الوجه الموسوم بالطيبه , ذاك الاليف جدا حد غباش الحزن المخبوء وبمهارة فائقه عند نواصى الشوارع , والعالق دوما كذرات الغبار فى عيون العابرين .. احسستها الآن كعجوز شمطاء تتبرج بالواجهات الزجاجيه ولافتات النيون التى لا تزيدها الا قبحا ثم أنها لا توارب شيئا مما افسده دهر الانقاذ ..

إستقبلتنى نسرين , وكان لقاءا دافقا بالاحزان , وفيه من الاشواق الكثير , والتى تحاومت ما حولنا وآخرون فى الخاطر الذى لا يموت .. هالنى شحوب لونها وتلك الهالات السوداء التى وكانها كانت تثقل اجفانها باعباء مضافه غير الفجيعه .. هذا وقد ازدادت نحولا وهزالا وذهولا ما يكفى لاحالتها لصالح موت قديم .. غير أن دفقا مفاجئا من الحياة قد تفجر عند الحديث عن اطفالها الثلاثه . خالد وطارق وإيمان .. كانوا جميعا وعصام فى استقبالى عند وصولنا للفيلا الانيقه فى كافوري .. حيانى عصام بحرارة احسستها غير نزيهه .. او هكذا قد ترائي لى , لا أدري .. ولكن قطعا لم تفتنى تلك الشهوانيه المواربه وإن مرت سريعا وبإحترافية بالغه عند مروره بتفاصيلى الانثويه وبنطالى الذى يبدو أنه قد راق له كثيرا , فأخذ يلهث خلف خاطر مهووس ما فارقه مذ كنا طلابا بكلية الصيدله ..

Post: #345
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 05-22-2010, 03:06 PM
Parent: #344


مضت تفاصيل الاحتفاء وواجبات الضيافه سريعاً قبل أن نخلو أنا ونسرين للشجن المنذور لكلتينا وكانه ومنذ الازل كان علينا كتابا محتوما .. والآن وقد خفت قليلا انفعالاتها الصاخبه بوجودى , بدت أكثر شبحيه وموات .. كان السام يحيق بكل خلاياها بشراسة لا ترحم .. ادركت حجم حزنها , فأنا اعرف الحزن جيداً وحتى أنى أكاد أراه .. طافت الاسئله طويلاً بعيداً عن مركز الاحزان .. حدثتنى عن عثمان والنذير وهند الامين , حدثتها طويلاً عن اصدقاء التقيت بهم فى كل محطات الاغتراب .. كان بعضهم جديراً بالاحتفاء الانسانى الذى أحسه تجاههم .. وتحديداً من كانوا حولى ساعة الانعتاقِ عن خالد .. اروي قاسم ومحمد الأمين وزرياب وغيرهم من السودانيين فى الشتات .. كانوا إمتدادا جميلاً لكل اصدقاء الزمن القديم , غير انهم يفتقدون لتفاصيل الزمن الخاص والمشترك .. حاولتُ تقصى تفاصيل عثمان والنذير .. فوجئت بأن علاقتهم لا تتجاوز المهاتفات القليله واللقاءات المتباعده جدا وفى مناسبات بعينها لا تجئ الا لماما ..

- عموماً يا ستى حتشوفيهم بكره , نسقت معاهم امبارح ..

قالتها بشي من البرود وكإمتداد طبيعى للسأم الذى يجتاح خلاياها بشراسة لا ترحم .. وهنا بدأت فى التسلل هوناً محاذراً نحو تفاصيلها المشجونه حد الفجيعه ..

Post: #346
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 05-22-2010, 04:15 PM
Parent: #345


لم أكن لأعى تماماً مداخلها صوب شيزفرانيا الاتساق كما تدعوها لولا ذاك الأحمد , وزمانه الخاص والذى ما زال يستوى فينا وكأجمل ما يكون .. غير انى اخذت تماما بإدراكى انها على شفا خطوة من الجنون .. ادركت هى ما توطن فى نفسى من أحاسيس القلق والذى يبدو انه كان مطلا وبوضوحٍ شديد من عيونى ومفضوحاً تماما , فتبسمت فى هدوء

- تعرفى يا سلمى , أنا بلورت مفهوم خاص وجديد لنج كموقف انسانى تجاه حياتى .. إسمو الموت الاضافى .. عشان اقرب المسأله يا ستى .. ده اقرب لى انك تكونى نايمه وبتحلمى انك نايمه وبتحلمى جوه النوم المضاف انك صاحيه وبتمارسي حياتك وبصوره طبيعيه جدا .. بس بتكونى عارفه كويس انك بتحلمى ..

رددت بحذر شديد وقد تفاجأت تماما بحيويتها والتى بدت أنها نبتت من العدم عند الحديث حولتلك المفاهيم ..

- نسرين , كلنا عايشين محنه وجوديه كبيره وبنصارع فيها .. بس عايشين ندافر فى الدنيا ونحاول نقلع حقنا فيها .. كلامك فيهو نوع من الهروب واستسلام كامل لى فكرة الموت ..

ضحكت وبمراره شديده

- ياريت استسلم لى فكرة الموت .. ياخى انا متصالحه معاها جدا ومشتهياها , عشان كده عرفت الموت المضاف .. وعايشاهو بس عشان الاولاد , وأقول ليك كلام .. مرات بكون مبسوطه جدا فى تفاصيلو .. يا بت انا الدنيا دى اديتهم طرفى منها زمااان .. البربطنى بيها إنو الاولاد ديل يلقوا زول يوريهم يعيشوا صاح ويفهمو كويس يعنى شنو حب وجمال ووطن وناس .. ما يطلعو زى ابوهم فاقدين لاى قيمه انسانيه ..

وحكت ليلتها الكثير , وكنت أعرف عصام ومنذ زمان بعيد .. كان شراً انسانيا مجسداً فى زمن كنّا نعايش فيه قمما انسانيه كأحمد ومنعم وعثمان .. وفى زمنٍ ما كان النقاء الانسانى مجابدا بتحديات كبيره إذ كنا مجرد طلاب فى مرحله جامعيه .. كان عصام أول من تجرأ على مراودتى عن نفسى , وفى تقديري الآن أنه موقف لا يتعدى الحدود الانسانيه فى ذاته ولكن .. إصراره على ملاحقتى حتى وبعد أن زجرته وبعنف لا اذكر أنى مارست مثله فى حياتى , كان موقفا غريباً جداً .. كان يبتسم فى هدوء لثورتى ويقول قبل أن يمضى مختالا ..

- كلو فى وقتو .. بس انت تزعلى نفسك كده

ليفاجئنى فى مواقف كثيره كأن اكون وحدى بالكافيتريا .. فلا أحس الا باقترابه منى هامساً

- بالله ده كلو لى منعم .. ياخى ما تدونا شويه


Post: #347
Title: Re: العطش ...
Author: hamid murahid
Date: 05-22-2010, 05:24 PM
Parent: #346

الابن العزيز الدكتور / محمد

سلام نهوي فيه العزف و عصية فيه علينا المزامير.....
فما لنا إلا صمت أبيك المهيــب ......
فالهوة تتسع بين ما نهوي و ما نريد .....
( ليت لي ربع تون فقط إن كان في الكأسة باق !! )
أرجو سبر غور الوجد و المعاني ... و (الله يديك العافية )

Post: #348
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 05-23-2010, 07:29 PM
Parent: #347

استاذى والعم حامد مراهد ..

عودا حميدا لهذا الزقاق الاسفيري الاليف ..
اسعدتنى متابعتكم ( العطش ) ايما سعادة .. كما وصلنى طرفا من حديثك حولها مع ( الدفعه )
واتمنى ان أتمها قريبا ..

تحياتى والود الذى تعلم ..

Post: #349
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 05-24-2010, 07:50 PM
Parent: #348

*

Post: #350
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 05-25-2010, 09:54 PM
Parent: #349



كانت نهارات الخرطوم التاليه أشبه بتلك التى فى البال .. عادت لسلمى مشاويرها تلك القديمه صوب ما يخصها من حنين داكن الملمس وشديد الالفه .. كان وكأنه لا يتوهج ابدا الا تحت وهج تلك الشموس القاسيه ذات الملمس العنيف وهى تصب جام غضبها على نداوة تلك الصباحات الجديده , فتموت - تلك النداوه - تحت السطوة المستبدة للشموس القاسيه نحو الثامنه الا قليلا .. عاد لسلمى ريزمها التلقائي فى الاستيقاظ المبكر لاختزان النداوه ما يكفيها سحابة يومها وحتى الاصيل .. لذا كثيرا ما يندهش لطراوتها عابريها من الاصدقاء والاهل .. ولا يعرف سرذاك الا منعم .

اشرقت عيونها بمرأى عثمان بالضحكات المقيمه والتى ما غادرتها ابداً .. كان وكأن تلك العظام قد انبتت لحما ثم اكتست شحماً يزيد عن حاجتها ويربو .. لتتوج اخيرا بتلك الكرش ذات الجضوم كما وصفتها ضاحكه .. وقد راق ذلك الوصف للنذير كثيراً فتواتر عنه للآخرين حتى ذاع , يلاحقه السباب المتواصل لعثمان كظلٍ ممدود تستفئ اليه روحها كامتداد طبيعى لذاك الزمان الاليف .. هذا هو عثمان ويا الله .. يدبر معجزات الانسنه بطرائق لا يعلمها الا هو كأخصائي بمستشفى الخرطوم صباحا .. وفى عيادته فى ( أمبده ) ليلا .. هذا غير كثير من النشاطات الانسانيه المتفرقه .. أهمها تلك التى تخص الاطفال المشردين ومجهولى النسب .. والذين تعج بهم المدينه فى شوارعها شديدة القذاره , أو فى تلك الدور الاجتماعيه التى تفتقر لابسط المقومات .. وفوق ذاك يكاد لا تفوته ندوة هنا او هناك . وكم رافقته كثيراً هنا وهناك .

وسبحانه , كان النذير وكما هو .. وكأنما ما غادرته ساعه , يجيئها باكرا فى الصباح لانجاز بعض التفاصيل والاجراءات التى تخص عودتها النهائيه للسودان .. وقد ازمعت انشاء صيدليه تكون نواة لعدد من الصيدليات .. كما وتوطنت نفسها على شراء ( شقه ) صغيره تفى بمتطلباتها كأنثى مطلقه و .. مستقله . الأمر الذى تعثر طويلا .. ولاقت فيه الكثير من الرهق والمكابدات العظيمه ..

Post: #351
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 06-13-2010, 10:53 AM
Parent: #350

*

Post: #352
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 09-05-2010, 11:46 PM
Parent: #351


فوق .. لأحد الاصدقاء ..
وعسى أن القى فى فسحة العيد متسعا لها ..

Post: #353
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 09-21-2010, 10:49 PM
Parent: #352


كانت تطالع الحب طازجا وحارا وكما كان ومنذ الأزل فى عيون عثمان , تعلم جيدا كيفية التعامل معه .. تلك خبرة إكتسبتها طوال تلك السنوات السحيقه , تلك السنوات التى أدمنت روحها المحاومه فى تفاصيل زمانها الخاص وبذات إيقاعها والوقع الأنيق فى رصيف الحياة ..

تعلم جيدا كيف تواسي أحزانه العظيمه فى العشق , وكان شديد الاحتمال لوطأته .. إذ كان من عاداته تكييف الأشياء وفق منطق بسيط يقود لموقفه الانسانى من الوجود .. كان الحب يرقص فى عينيه عاريا كما أوما ذات قصيد تاج السر جعفر الخليفه .. ومتجاهلا كل الخرافة والمعانى السافله .. هكذا أحبها عثمان .. دونما أية اثقال أرضيه .. دونما - حتى - كل تلك الخرق التى يمكن إلباسها لقصة حب بسيطه تستجم عندها فرائص الروح فى حزن مريح .. كان لا يتجاوز الا فسحة الرجاء الموارب جيدا خلف احزانه الشاهقه .. وحتى هذا الرجاء ما كان يدق باب روحها الا وبلطف شديد يحاذر الضوضاء ثم يمشى مبتعدا فى هدوء ..

ترافقا طويلا , وكان أن بدأ يقود خطاها رويدا رويدا للانغماس فى تفاصيله .. تناقشا طويلا فى جدوى مشروعها المزمع

- سلمى , البلد دى لا تحتمل أى منهج أو دراسة أو سيستم .. قروشك دى حتضيع شمار فى مرقه , وحتلقى نفسك WITHIN NO TIME ما قادره حتى على المخارجه ..

وكانت تماطل كثيرا بقدرتها على ادارة المشروع , وتحاجج بخبره طويله اكتسبتها بأمريكا

- يا سلمى الموضوع ما عندو علاقه بالكفاءه .. انت ليه مصره على الحته دى
الموضوع أزمة سيستم ومنهجيه مافى وما موجوده .. الشغل التجاري فى البلد دى مرتبط ارتباط عضوى بالدوله .. ودى الجهه الوحيده العندها قروش .. ما تسمعى الكلام بتاع الاقتصاد المحرر والكلام الفارغ ده .. مافى قطاع خاص بالمعنى الحقيقى .. هنا الحاجات كلها داخله فى بعضها .. فى حاجه اسمها شركات الحكومه الخاصه .. قروش البلد كلها مدوره بيناتها .. ديل بتاعة الرئيس وأخوانو وديل بتاعة الوزير الفلانى وهكذا ..

- بس يا عثمان أنا ما بتكلم على المستوى ده , أنا فى بالى صيدليات حتقدم خدمه صيدلانيه محترفه , وعندى رؤيه متكامله للموضوع ده ..

- يااا سلمى , عارفه أحسن إنجاز ممكن تحققيهو شنو ؟. إنك تديري الشغل ده بدون خسائر كبيره ولو كنتى محظوظه كمان .. منو القال ليك شغل الدوا بره الدائره القلتها ليك .. الصيدليات الخاصه بتاعتم بس هى المتعاقده مع البنوك والمؤسسات الحكوميه وشركات التأمين .. تعالى بعد داك لتسهيلات الضرائب والزكاة والرسوم والجبايات .. ده موضوع مرهق جدا

ونجح الى حد ما فى زعزعة يقينى بمشروعى الخاص .. والذى أنفقت فيه الكثير من الحلم

Post: #354
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 12-28-2010, 06:44 PM
Parent: #353

وفى الخاطر, ان مقولة وطن المليون ميل مربع, لن تعود ذات صلاحيه فى ظرف الايام القليله المقبلات, وفى خضم هذا الحزن البالغ لفقدان جزء عزيز جدا من الوطن, والذى يبدو وكأننا أضعناه عنوة ومع سبق الاصرار سأعاود محاولة الكتابه هنا, وسأجتهد قدر الامكان حصر مشاركاتى فى هذا الخيط, فليس هناك ما يغرى بالكتابه المثمره فى هذا المشهد العبثى ..

Post: #355
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 01-27-2011, 01:07 AM
Parent: #353

مضت النهارات التاليه بسلمى نحو الانغماس فى تفاصيل الحياة الخرطوميه, تقود خطاها الذاكره التى لم تغادر مطار الخرطوم قط, وكانها أودعتها الشوارع ونواصى البيوت أوان إغترابها السحيق .. وهاهى تعود اليها الآن فى يسر فادح, ترتديها صباحا نحو مشاويرها ومساءا نحو منعم محمود اذ تشتهيه صباحا لن يجيء .. ولمنعم ذاكرات خاصه ومبعثره فى الامكنه هنا وهناك, وكثيرا ما يفاجأها مكان ما بمنعم , قادتها خطاها بالأمس لجامعة السودان للقاء " عزه " بناءا على رغبة " معتز " .. ترجاها كثيرا أن تلتقى " عزه " فور عودتها السودان , ومحاولة فهم تفاصيل قرارها الغريب بفصم عرى الارتباط العاطفى القديم, مازالت "عزه" تعمل معيده فى كلية العلوم قسم الفيزياء .. أحست بوطأة المهمه الملقاة على عاتقها عند ادراكها انها تقف امام انسانه لم تعرفها الا عن طريق الحكايات الطويله التى يرويها " معتز " لها فى لقاءاتهم المتفرقه بفلاديلفيا .. كان الصمت ثقيلا جدا فى البدايه, ولكنها سريعا ما انخرطت فى نقاش ساخن مع " عزه " .. واكتشفت أن لها ذات التفاصيل المدهشه تجاه " معتز "

تذكر جيدا هاتف معتز الصباح المبكر وهو يطلب ان تلتقيه حالا .. حاولت سلمى طويلا معرفة اسباب انزعاجه البادى, غير أنه استعصم بالصمت حتى التقاها .. كان وكأنه خارج للتو من " بار "
إثر خمر طويل .. سائلته بقلق وهما يجلسان على " بنش " قديم

- مالك يا معتز , فى شنو ؟!

- عزه !

- حصل شنو ؟!

- والله ما عارف يا سلمى , اتصلت انا عليها الصباح فقالت لى راجع الايميل, لا اكثر ولا أقل .. افتكرتها بتهظر او عامله لى مفاجأه أو اى حاجه .. فتحت الايميل لقيتها قطعت علاقتنا .. رجعت ليها ما ردت على مكالماتى ؟!

- وهسع شنو ؟!

- ما دى المشكله ذاتها يا سلمى .. ما عارف هسع شنو ؟! .. ما فاهم اصلا أحس بالموضوع كيف ؟!

ومضى يحدثنى طويلا عن عدم قدرته على الاستيعاب, ما كان بباله موضوعا محددا قد يكون سببا رئيسيا للذى حدث .. غير أنه كان نهبا لشتى الظنون .. ردد كثيرا وقوفه الآن فى فراغ مخيف وعدم قدرته الحركه اذ كان لا يتحرك الا صوبها .. صوب " عزه " التى التقيتها بالامس كصديقتين قديمتين يلتقيان للمره الاولى فى هذه الحياة .. ويجلسان على ذات العشب الذى شهد ذروة ما قد يفعل فيها منعم محمود .. هنا , وفى ذات المكان , وأبوعركى يغنى, والنذير منشغلا بترصد أحدى البنات, وأحمد يهامس نسرين بجديه محببه, وأسارير منعم محمود وقد دبت فيها خطى النشوه الخالصه, وهو يلقى على اذنيها همسا لا يهدأ ولا ينتهى ولا يغيب عنها أبدأ ومذ كان هنا, وفى ذات هذا المكان..

Post: #356
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 01-27-2011, 02:15 AM
Parent: #355



تحاومت كثيرا مع عثمان, وكثيرا ما كانا يترجلان عن العربيه لممارسة التسكع فى شارع النيل, مقابل الفندق الكبير تماما, وكثيرا ما دلفا لبلكونتة المطله على الشارع لاحتساء الشاى .. وللشاي طقسه الخاص ومزاجه الذى كم تحلقوا حوله .. استطاع منعم محمود أن يفرد للشاى مساحه واسعه فى ذائقاتهم جميعا.. فى الواقع كان احساسه ب " الشاي " فريدا من نوعه .. اذ كان يحسب الشاى رفيقا وثيق الصله بالونس المعافى .. وفى النقيض من " القهوه " التى لا تبعث على الحميميه وفيها شيء من الخبث الانسانى والمداورات المتحفزه .. كان يردد ضاحكا : ترفقوا بالشاى, فإنه شراب أهل العشق
أخذها عثمان تدريجيا لتفاصيله الخاصه, بحيث اصبحت رهينه لانتهاء ساعات عمله حتى تواصل تطوافها الجميل فى تلك الشوارع التى اشتاقتها طويلا .. تغديا سويا عند "عوضيه للاسماك" ذات يوم .. غير أنها لم تستطع الاندماج فى المكان, ضحك عثمان طويلا إذ أشارت لارتباطها العاطفى بمطاعم سوق نمره اتنين, ورائحة الشواء تلك ..

- تعرف يا عثمان,
لى هسه عندى تصور انو أحلى غدا ممكن يكون هو الفراخ المشويه بتاعت نمره اتنين ..

أجابها ضاحكنا

- ياخى دى ذاكرة فقر مبالغ فيهو ..

- لا فعلا ده تصورى .. ياخ ما بتذكر لمن كنا بنمشي " الحاتى " كيف كنا بناكل ؟!

- والله انا كنت بآكل عااادى !!

- عادى فى عينك .. انت بالتحديد كنت بتقرب تموت وانت منتظر الطلبات ..

- انتو الظاهر فى الغربه كنتو بتعيدو انتاج ذاكرة الفقر دى .. بالنسبه لينا الموضوع ده ما ذاكره .. الموضوع واقع زيو زى سمك عوضيه ..

- طيب حتعزمنى هناك بتين ؟..

- غدا ولا عشا

- غدا .. بالتحديد عاوزه اتغدى هناك

فوجئت سلمى بوجود الكثير من الفعاليات التى قلما يغيب عنها عثمان رغم ظروف عمله المرهقه ما بين المستشفى والعياده والكليه .. شهدت معه ندوات سياسيه وثقافيه وشعريه فى العديد من المراكز الثقافيه.. دعاها لجلسات استماع فى " دار الفنون " ولمعارض فنيه فى المركز الفرنسي, وزارا المركز الثقافى الالمانى الكائن جوار " حليوه " ست الشاى كما كان يصفه النذير .. تعرفت سلمى فى تطوافها مع عثمان على واقع جديد كليا عليها .. واقع الاطفال المشردين ومجهولى النسب .. وذلك عند حضورها عددا من الندوات والفعاليات المقامه فى اطار عمل انسانى طوعى مدهش جدا ..هالها حجم المأساة التى يعيشها هؤلاء الاطفال, زارت دار اطفال المايقوما وتعرفت على العديد من العاملين فى مبادرات جماعيه أهليه ومؤسسات اجتماعيه تعنى بالمشكله .. كان العمل الطوعى غالبا كحال عثمان وغيره ممن التقتهم معه ..

Post: #357
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 03-24-2011, 02:50 PM
Parent: #356


ومضت سلمى فى تجوالها المدهش وهى تعيد اكتشاف "الخرطوم " وعلى هدى من عثمان والنذير, وعلى ذمة الغياب المعتاد لمنعم عن ايقاعات "زمن ماشى وزمن جاى وزمن لسه" .. وتماما كعادته فى ممارسة الغياب !.. ادهشها كثيرا سهولة التواصل مع الآخرين .. لهم ذات التفاصيل المتحاومه ما بين الوطن " المافى " والحنان الداكن وذاكرات العطش .. يدهشها جدا أن تلتقى أحدهم عند "حليوه " ذات مغرب .. ليفاجأها بهاتف متأخر " ذا صخب حياتى فارقته طويلا وفيه من " الهى ها " الكثير .. تبسمت دواخلها عند تذكرها المصطلح " الهى ها " .. كان " منعم " يستخدمه امعانا فى السخريه من تفاصيل الحياة الجامعيه المتعلقه بممارسة النزق الكذوب فى افتعال مهرجان خالى الوفاض لا يفضى للسعاده كما كان يدعوه .. كأن يكون عيد ميلاد إحداهن مدعاة للتأنق وشراء الهدايا وتحديدا تلك الدببه الصغيره وكتابة بعض الكلمات الرقيقه فى بطاقه مزيفه.. او احتفال بنجاح " وائل " .. يحييه الفنان " سامى المغربى " فى احدى اندية الخرطوم .. لتقوم قيامة " داخليه البنات " ثم لا تقعد على اثر ذاك الحفل شهورا .. وكانت تلك الهواتف المتأخره كثيرا ما تفاجأها ب " الهى ها " .. حفله هنا أو هناك .. " لمه" لاحدهم فى " أوزون " او حفله لاحداهن او دعوة عشاء غامضه فى " الساحه " ...
" هى ها تقيل "
تبسمت دواخل سلمى !!!..

Post: #358
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 03-24-2011, 04:58 PM
Parent: #357



لم يك ذلك اثر هاتف غامض ولكن .. وفى احدى تلك المنابر التقت ب " حاتم الطاهر " .. بدا لها أول الامر فاقدا لاى رغبة فى الحياة ومرهقا جدا ازاء ما يجرى .. من عينيه يطل ذات ذلك السأم الشديد والذى تعرفه معرفة اليقين .. كان وزنه ثقيلا فى معايير الرجال .. ينتمى ل " منعم " نوعا ما .. وان كان اكثر ضجيجا واحتفاءا بالحياة .. وربما يكون ذلك لغياب " الموت " عن تفاصيل غربته .. يا الله يا الله يا أحمد .. تذكر الآن اذ اتاهم بالمجمع الطبى نبأ استشهاد طالب ب " السنتر " .. كان الوقت تماما بعد انتصاف شمس الاستواء على شارع مستشفى الخرطوم .. كانت قد امضت صباحها اعتكافا بداخليه البنات ..و كان ذلك بمثابة اعلان قطيعه متوقعه مع " منعم " اثر احداث الليلة الماضيه .. قى الواقع لم تكن قد نامت تلك الليله .. طال الحدبث طويلا و نسرين .. كان شيئا من التعزى و " الونس ".. أدركت نسرين تماما ذاك الذى كان بينها و " أحمد " .. و إن كرهته ولكن .. لم تكن الاشياء تشترى آنذاك ..
وعند منتصف منتصف النهار تماما .. غلبتها شهوتها الهتاف .. فارتدت ما يليق بمظاهره وتوجهت نحو المجمع الطبى .. كان شارع القصر محاصرا بالقوات الامنيه ومن الناحيه المفضيه للسوق العربى ومن ثم ميدان ابوجنزير .. بينما تقف قوات من الاحتياط المركزي فى بداية شارع بيو بيو كوان عند تقاطع السكه الحديد .. والوعد كما عرفت ومنذ البارحه ان تلتقى مظاهرتى " السنتر " و " والمجمع الطبي " فى ميدان ابوجنزير كما فهمت من " منعم " ..

Post: #359
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 03-25-2011, 06:51 AM
Parent: #358



تذكر جيدا خروج الطلاب لشارع القصر, وتذكر بداية الهتاف, لا لشيء محدد ولكن أبت عليها ذاكرتها أن تمحو صورة احد المواطنين, كان وكأنه أتى من العدم, أو هبط للتو من السماء, أربعينى متوسط الطول يميل للنحافه يرتدى اناقة منتصف الثمانينيات .. كانت شبه متاكده من وجود " خلال " أحمر فى تفاصيل دولابه الشخصى .. او هذا ما ترائي لها وهى تتابع هتافـه الغريب

العار العار يا اخوان ..العار العار يا أخوان

لم يكن الطلاب يستعملون مفردة " أخوان " .. درجنا على مفردات " كوز " و " كوزه " و " كيزان " وما يلحقها من شعور نفسي يترواح مكانه بين الاشمئزاز الشديد والاحتقار ..

كان وكأنه أتى من العدم .. أو هبط للتو من السماء .. أتى من ناحية المريديان بالهتاف .. العار العار يا أخوان ..اخترق صفوفنا المتحفزه وهى تراقب تقدم قوات الاحتياط المركزى نحو " الصينيه " الواقعه ما بين شارعى بيو يو كوان والقصر .. وبدؤا فى اطلاق اولى قنابل الغاز المسيل للدموع .. وكأن الشعب السودانى يحتاج لمحفزات إسالة الدموع .. نزلت القنبله الدخانيه فى منتصف المسافه بينهم وقوات الاحتياط المركزى وتدحرجت نحوهم .. وكان أن تقدم ذاك الاربعينى .. وبذات ايقاع خطاه .. وبذات الهتاف .. نحو قنبلة الدخان .. حملها بيديه وتقدم لثلاث خطوات قبل ان يلقيها نحو قوات الاحتياط المركزى .. أخرج منديلا لف به فمه وأنفه .. وواصل الهتاف والخطى نحو " الصينيه " فتبعناه وتحولنا للهتاف .. العار العار يا اخوان .. وتتدافع الطلاب لالتقاط قنابل الغاز وارجعاها نحو القوات التى بدأت فى التراجع لما خلف خط السكه حديد .. وكان أن حررنا "الصينيه" نصرتلك المظاهره.. قبل ان ينتهى اليوم بفاجعة الموت .. موت أحمد


Post: #360
Title: Re: العطش ...
Author: Dr.Mohammed Ali Elmusharaf
Date: 03-25-2011, 08:44 AM
Parent: #359

الحبيب محمد الحسن

واصل ياخي واصل

والله متابعين

سلامي للجميع

محمد علي

Post: #361
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 03-25-2011, 09:36 AM
Parent: #360

محمد على المشرف ..
ياخى مشتاقين .. كيفك وكيف كيفك والاولاد ؟.
تحياتى للجميع ..

تعرف يا محمد أن استيعابى للالق الخاص بجامعة الخرطوم وأجوائها ..
بدأ عندى وقبل دخولها .. وأذكر اصطحابك لى ل " الداون تاون " و " المين رود "
هل تذكر ذلك ؟!


Post: #362
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 03-25-2011, 10:14 AM
Parent: #361



أزعجها كثيرا انتظار هاتف " حاتم الطاهر " والذى بدا وكأنه لن يجيء .. تعلم علم اليقين التأثير الهائل الذى أحدثته فى دواخله المرهقه .. تسرب الحديث هونا ما نحو الوطن المافى .. وكان قد تم تقديمه لها ك " زميل " .. ويدهشها كثيرا سهوله العبور نحو الآخرين عبر بطاقة الحزب .. كان أؤلئك الرائعون يؤسسون لوطن خارج قيد الاعتقال التأريخى لسلطه الوعى الغائب .. كما وللسابحين ضد التيار رؤاهم العميقه و " أنسنه " من طراز خاص .. وتماما وكما يردد عثمان, لذا دوما ما يكونون قيد الوعى والتفاصيل الجميله والرهق المعافى .. وكان حاتم شديد الانسنه وأليفا جدا حد الغباش وصاخبا على نحو ما لا يمكن تحديده بدقه .. تحدث طويلا عن احتكار الممارسه السياسيه فى الضد من طبيعة الشعب السودانى .. احتكارها فى دوائر الكائنات العليا والذوات المقدسه والبيوتات العريقه .. وعن استسلام الكائن الطليعى لسطوة المجتمع .. كان نقاشا أشبه بتلك التى دارت رحاها العاطفيه ومنعم .. وجدت نفسها تردد ذات المنطلقات القديمه عن جدوى استيعاب الواقع .. لم تدهشها تساؤلات حاتم عن جوهر التغير فى سياق التماهى مع السلطات .. ذات مداخل منعم نحو الصراع !! يا الله يا الله

Post: #363
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 03-25-2011, 10:51 AM
Parent: #362



لم يفاجأها ذلك الهاتف الصباحى وإن جاء متأخرا من حاتم .. كان أشبه بموجز إخبارى زمن الكساد

- ألو .. سلمى ازيك معاك حاتم ..
- أهلين .. كيفك ؟
- تمام .. أسمعينى .. لى فتره وانت فى بالى, نتلاقى الليله, تفاصيلك شنو
- والله مافى حاجه بالتحديد
- طيب الساعه اتناشر فى الخرطوم ..
- وين بالتحديد
- فى أى حته .. معاك عربيه
- لا
- طيب فى " البرلمان كافيه " .. بتعرفى المكان
- اوكى يا سيدى .. البرلمان كافيه الساعه اتناشر
- سلام ..

ولسبب ما أحست بسعادة غامره .. وتحت وطأة احساس ثقيل بالذنب أجرت اتصالا ب " عثمان " للاعتذار عن مواعيد مسبقه لمرافقتها فى انجاز معامله تتعلق بشراء عربيه .. واتفقت معه على تأجيل ذلك للغد .. استاءت كثيرا من هذا السلوك الذى أحست فيه شيئا من اللانزاهه تجاه "عثمان".. ولكن ذلك لم يصادر سعادتها للقاء حاتم وبطريقه لم ترضى عنها .. ما هذا الارتباك !! .. تمتمت سلمى

Post: #364
Title: Re: العطش ...
Author: عبد المنعم ابراهيم الحاج
Date: 03-25-2011, 08:06 PM
Parent: #363

لازم فوق

Post: #365
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 03-28-2011, 07:48 AM
Parent: #364

منعم ..

لا أذكر من قال ذات قصيد
" إنى أحب يدى .. لأن الاصبعين بيارقا للغائبين الى دمى قيد الخروج بكل نار"

Post: #366
Title: Re: العطش ...
Author: توما
Date: 03-28-2011, 10:15 AM
Parent: #365

و.....

Post: #367
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 03-30-2011, 05:11 PM
Parent: #366

Quote: و.....


لتوما ..
اقمصتى القديمه ..

Post: #368
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 03-30-2011, 06:10 PM
Parent: #367



بدأ حاتم شديد الاشراق رغم الإرتباك, وكانت قد خلعت زينتها إليه بعد إحساسها بالتورط فى تفاصيل أنثويه لا تليق بمحض لقاء نهاري بشارع البرلمان, وبمحض إقتراح قد لا يتجاوز الخاطر, ومحض " حاتم " لم تتعرف عليه بعد .. بدأت جذوة خيالاتها التى الهبها ذلك الهاتف الصباحى فى الخفوت التدريجى وتماما بعد ان اتمت أعتذارها المخجل ل " عثمان " .. وكان أن خلعت زينتها نحو حاتم وإرتدت شيئا من الالق القديم لانثى فارهه وبذات المقاييس القديمه لمنعم محمود .. فى الواقع .. لم ترتكب " مشية " العساكر عمدا عندما الفت إبتسامة " حاتم " تسعى إليها عند ناصية شارع البرلمان .. " تقالدا " بإلفة الزمن " الزمان " وكأى صديقين حميمين .. مشت معه قليلا فإشتهت خطاها ذاك التسكع الأنيق على رصيف بدايات العمر .. ومنعم يتقدمها بخطوة او أثنتين .. وهى تلاحق إيقاعات خطاه وهى تكاد تموسق فيها ايقاع القلب وخفق " الإرتعاد" و ..
طارت إليه حمامات الروح تتمتم بالأغنيات

من هواك أنا جسمي دايماً في ارتعاد
أمّا نومي الفرّ ما منظور يعـاد
يكفي وجدي يكفي هجري والبُعــاد
رِقْ وجود وانظر لراحة قلبي عاد
لو رِضاك ينجز حظوظي ويساعدها..

وإختلت بها الاغنيه خلسة وفى ذاك الزحام, وسبحان الذى جعل حاتما ثالثهما ..

Post: #369
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-02-2011, 07:16 PM
Parent: #368



وتواترت اشجانها تلك القديمه فى تتبع أوجه التطابق وذات الملامح والشبه ما بين ايقاعات حاتم فى طرقات الخرطوم وتلك الايقاعات القديمه لمنعم على جدران الوريد .. كان لهما ذات الريزم الحميم لمهرجانات الانسنه المعربده فى ساحات الحزن الداخلى المهيب لدولة الغياب فى الوطن " المافى " .. كما وأن لكليهما ذات تلك الاشتهاءات المعلنه نحو "سودان" جديد .. وفيه - وكما أراد البرغوثى - يعودا لنمنمة الاحتياجات العابرات دونما خجل أو ندم...
توهجت ذاتها بدفق "حاتم" يسري فى تفاصيل "الخرطوم الجديده" بحسب الايقاع الداخلى لخطواته فى روح تفاصيلها .. كان يرتب الاشياء وفق منطق "طيره" الخاص والشبيه بحمامات "منعم" فى الروح وإذ تطير بها الى افق " انيق النجم صداح البساتين " او كما كان يغنى المغنى الرسول ذات صباح عاطفى غامض .. وفى ذات المكان " الميين رود " .. وكان أن إستجاب " حاتم " لشهوتها الجلوس فى " بنشات المين روود " فالتقيا إثر تلك الشهوة باكرا ..

Post: #370
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-04-2011, 10:06 PM
Parent: #369



"ويا كونك أنت .. وكونى فيك تجرد حتى غاب ..
ودس لهاتى فى أذنيك وقالك همسا" ..

الآن اوقن يا "تاج السر" ان البعد عميل جغرافى ماهر .. أو قد يكون هو " بعد المسافه وقربها" كما غنى عركى, مرهون بذاكرة الإغتراب المحض والذى لا فسحة فيه للحنين الى أحد سوى الحنين .. فلتكن نوستالجياولكن .. هو محض إغتراب عن ذواتنا وعن زمان .. وربما - والى حد ما- عن جغرافيا التفاصيل المرهقه .. طافت الرؤي الغامضه بخاطر سلمى وهى تستدعى على نحو متواتر " إبراهيم الكونى " وغرائبيه " جابرييل غارسيا ماركيز " فى توصيف اعوام العزله وذكريات الغانيات الحزينات.. وللتداعى مزاجه الخاص إذ تمسك يد حاتم بيدها ذات مساء خرطومى أنيق .

Post: #371
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-04-2011, 10:44 PM
Parent: #370


وما بين صباح ومساء حاتميان .. وفى بذخ عاطفى لا يفتر او يسكت عن طلب المزيد, مضت ايامها التاليات لتعلن عن ثورة عاطفية قادمه .. فوجئت بأن حاتما أكثر إلتصاقا بما يجرى الآن على المستوى الشخصى والعام .. كان يبدو أكثر " حقيقيه " وعلى نحو ما لا يفترض المماحكه من منعم محمود, وكان ذلك رغم المكابره والعنت التى قابلت بها هذا الافتراض ال " كافر " .. أرهقها الخاطر طويلا فى إفتراض قداسة غير معلنه لمنعم محمود ما يجعل منها آثمه ومفارقه ل " خط منعم العاطفى العام " والذى يوجب عليها ممارسة الكثير من النقد العاطفى لتداعي حاتم فى تفاصيل الخرطوم, وفى تفاصيل روحها المرهقه حقا فى تفاصيل هذا الانبهام المحض والذى يجتاحها حتى أخامص ذاتها..

Post: #372
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-05-2011, 00:04 AM
Parent: #371


هى تماما وكما الأشياء التى ما بين مريم الأخرى والمجدليه .. لا أود أن يخلدنى التاريخ زورا وخصما على عافية الشجون .. كان حاتم يبسم مل شدقيه من افتراضات البطوله ومن محاولات الانفلات من الحزن تحت مسودات أنيقه لافتراض الحياة تكريسا لاحلام الآخرين

- سلمى, ما يعنينى فى هذه الحياة هو أنا .. ولا شريك لى
- وين الناس يا حاتم !
- الناس وكما أحلم لهم أنا حاتم أن يكونوا وكما ينبغى .. لا اكثر ولا اقل .. تماما وكما اريد للمشانق ان تكون تحت التراب كما يشتهى الميتون .. اكيد قريتى " زمن الياسمين الى فاطمه " ؟!!

Post: #373
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-10-2011, 07:49 PM
Parent: #372


لم أقرأها يا " حاتم "
حملتها فى " شنطتى " ذات صباح اخضر لمنعم .. فإزدادا إخضرارا, وأعنى كلاهما, الصباح ومنعم ..

" أريد النساء كما ينبغى أن يكن..
اريد المساء كما ينبغى أن يكون ..
أريد المشانق تحت التراب .. كما يشتهى الميتون " ..

يا الله يا سلمى .. دى جبتيها من وين !.."
ده كلام عجيب يا سلمى ..
واستمر يقراها ويعيد حتى ظننت أنى "ضرتها" ذاك الصباح الأخضر البعيد
كان طقس الشعر دوما ثالثنا, لا تخلو شنطى اليه من قصيده .. رجلا بطعم الاغنيات الى الروح .. وفى ذات مقاييسى للثورة والأطفال .. دائم الخضرة فى تضاريسى, داكن الحنان والالفه كزقاق حميم فى مفترق الذكريات, وصوته يهدهدنى بالقصيده

وأنــا أتـحـدثُ عـن انـتماء الـمشانِقِ والـــــثـــــائــــريــــنَ
وحَــــجـــمِ الــــرصـــاصِ
ولا أشـــــتـــــهــــيــــكِ*

ثم يربكنى بذاك الحضور وارتكاب الشعر فى دمى .. كان أشبه ما يكون بإعصار عاطفى يعصف بى قبل ان يستطرد بطريقته تلك المحببه الى الروح ..

- وأنا لا أشتهيك يا سلمى الا بمقدار الذى أشتهيك ..
وتشتهيك المواويل الزنيمة تصطفى
حر البلاد الواقفة فيك كما الشدر
ضد مواعيدك غناك
يا من اساك
شالك ..
كما قدرة هواك ,
ختاك ..
علي جرح الامانى بيستطيب
وداك وجيب
انساك حبيب طى القمر
لغة الطيور الشاهقة فيك كما الوتر
باكر تجيك وتستجيب
يا كم قريب
الجو يطيب
الفجر ابلج من بياض
الفرحة فيك ..
وتصفيك .. كل
المواويل الزنيمة تشتهى ..
حر البلاد الواقفة فيك كما الشدر


__________

* مقاطع من زمن الياسمين الى فاطمه .. الصادق الرضى
والمقاطع الاخيره بعض مما أرتكبه عمدا منعم محمود ذات سلمى .. ذات صباح أخضر

Post: #374
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-11-2011, 09:27 AM
Parent: #373



أرهقتها تلك المراوحات العاطفيه ما بين زمانين, زمانها السحيق الى منعم, ونهارات حاتم فى شوارع ذواتها, تملكتها هذه " الشيزوفرانيا المتسقه" حتى كادت تنازع فيها " نسرين " .. والتى وكعادتها كانت أكثر من تستطيع تدرك تداعياتها العاطفيه المربكه ..

- تعرفى يا سلمى, الفكره الاساسيه هنا هى القداسه الفرضوها الناس على علاقتك بى منعم, او انتو السقتو الناس للافتراض ده .. وده غير انو افتراض ما صحيح .. هو مضر جدا يا سلمى ..

- بس يا نسرين الحاجات فعلا كانت عميقه جدا, كنا صغار الوكت داك لكن راسخين فى تفاصيلنا, والدهشه .. الدهشه يا نسرين فى اكتشاف الحاجات للمره الاولى .. وللمره الاجمل اطلاقا .. وأيوه .. لم نكن مجرد حبيبين عابرين .. منعم كان استثنائي جدا

- استثنائي بس ما مقدس ..

- مافى زول مقدس, لكن العلاقه فعلا ممكن تكون.. انت قادره تتخيلى مثلا كمية الفرح الداخلى الحسيتو اول يوم لاقيت فيهو منعم!.. تعرفى .. وكل ما الاقيهو بحس بذات ذاك الاحساس الاول .. والكلام ده يحدى ملاقاتى ليهو فى لندن .. ذات الاحساس يا نسرين .. وكأنو بيحصل ولاول مره .. وفى ذات "المين روود" !!
متذكره الكلام ده يا نسرين ..

- يا بت انت جنيتى ولا شنو ؟! كيف ما متذكره !!
داك كان اول مره الاقى "أحمد" ..
هكذا ومضت فى شيزوفرينيا اتساقها الخاص ..

Post: #375
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-11-2011, 03:48 PM
Parent: #374



ألتحقت بالعمل فى إحدى منظمات الامم المتحده العامله فى المجال الانسانى, ما وفر لها الكثير من الكثير من الهدوء على الجبهه الاسريه, وقد كان تواجدها فى الخرطوم محل نقد شديد من اخوالها, وتحديدا خالها الاكبر محمد والذى عاد يعرف الآن فى السوق ب " حاج محمد " .. كانت امها اكثر ما تقيم بمنزله, وهو المحبب إليها, وكم كان هو يجلها ويضعها فى مكانة لا تتسامى اليها قامات نساءه الثلاث واللائي ما اجتمعن على شيء قط الا محبة أمها.. كانت " عمتى مريم " كما يناديها أبناء وبنات اخوانها, قبلة للجميع على إختلافهم .. وكأنها وقد فارقت إبنتها الوحيده قد حملت هم أن تلم شمل العائله الممتده وبأجيالها المختلفه .. وهى العمه الكبيره ومحط احترام الجميع .. هكذا صنعت " مريم محمود " حياتها الخاصه, وكم كانت عامره بالمعانى الجميله و الانتماءات الاسريه الممتده عبر الاجيال .. كانت عودة "سلمى" للأبيض شبيها بعودة النغمه الضاله لهذا النشيد الأسري الحميم .. كان بيتهم القديم بحى " القبه " قد ناله الكثير من التحديث, وإلم يفارق سمته العريق .. اخذ " حاج محمد " على عاتقه ترميمه والاهتمام به وحتى بعد ابتناءه لدار منيفه فى حى " الشارقه " .. وإن ضايقها بعض الشيء ذاك السيراميك الانيق الذى يغطى كل "الحيشان" وعلى إتساعها.. وبالرغم من الاهتمام الشديد بتشجير الحوش وانتشار المزهريات الضخمه فى كافة انحاءه .. الا أن ذلك افقدها شيئا من حميمية " التراب " .. تراب الحوش والذى كان يتم تنظيفه يوميا ومن ثم رشه جيدا بالماء عصر كل يوم, ليبدأ طقس "تفريش السراير" وجلب المساند القطنيه للكراسي الحديديه فى " حوش الرجال" والكراسي المنجده بالحبال البلاستيكيه البيضاء والزرقاء ل " حوش " النسوان, كما وتجلب عند الحاجه بعض " البنابر" .. لتبدأ طقوس الونس المعافى والزيارات واستقبال الضيوف على ايقاع الملاعق التى تدور فى فناجيل القهوة واكواب الشاى وبتواتر لا ينقطع ..

Post: #376
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-11-2011, 08:56 PM
Parent: #375

أقف الآن على بياض هذه الصفحه الالكترونيه, لأكتب عن أحوال العطش !!
غايتو بكرى ابوبكر ده لامى ليهو بلاوى ..
نواصل ..

Post: #377
Title: Re: العطش ...
Author: Ishraga Mustafa
Date: 04-11-2011, 09:42 PM
Parent: #376

Quote: أحوال العطش



طُقُوسُ الْعَطَشْ*

مُسْمَارٌ في قَدَمِ الْلَّيْلِ يَنْتَحُ بأشْوَاقِ الْحَرَازْ
يَشُدُّ أشْرِعَتَهُ لِمُهْرَةٍ غَريبة
يَفِكُّ ضَفَائرَ هُوِيَّتِهَا لِتَعْبُرَ جِسْرًا عَلَى نَهْرٍ مُلَوَّنٍ بِقَوْسِ دَمِهَا
( سَوْط مَطَرْ ) يَنِشُّ عَنْ قَلْبِهَا طُيُورَ حُزْنِهَا
يَبْزُغُ طَلقَ الأغنيةِ الَّتي ضاعَ مُغنِّيهَا
إبْرَةٌ تَنغرزُ في شَهْوةِ اللَّيْلِ لِلْحِجَى
وَحِكَايَاتٍ عَنْ نَبَاتاتٍ بَرِّيَّة وَهُمُومِ وَطَنٍ لا يَحْمِلُ سِوى ظِلِّنَا
وَجرَاحَاتِنَا الَّتي تَنْبِضُ هَزيمةً وَصَوْتًا مُنْكسِرًا
على مِرْآةٍ لا تَعْكِسُ سِوَى أحْلامٍ تَبَخَّرَتْ
تَخَلَّقَتْ غَمامًا
يَتَشَكَّلُ فَاكهةً لِرُوحٍ تَشْتَاقُ لبرَاءَاتِهَا عندَ انْهِمَارِ اللُّغة
لغةُ الْغَمامِ وَنُبوءتُهَا
تَرُذُّ الْعُشْبَ وَمَا مَنَحَني مِنْ شَهْوةٍ للْحَيَاةِ وَشَاشَايًا للْمُسْتحيلْ
أنْ تَعودَ الْمَوْجَةُ لِهَديرِهَا الْقَديمْ
أنْ تُعانقَ طَمْيَهَا
وَتنَامَ على أسِرّةِ حِمَمِكْ لا فَرْقْ ..
فَمثلي للْمَاءِ وَالنَّارِ تَنْتَمي
تقابُلات لُغَةِ الضِّد.
تناغُمَات مَوْتِ أسماكِ الْكِتَابةِ عَلى ضِفَافِك
الَّتي نَثَرَتْني برِمَالٍ انْحَسَرَ عنهَا مَديحُ الْبَحْرْ
تَكَلَّمْ
إذنْ لا مَفَرّ فَالْبَحْرُ أمامَنَا والنَّارُ خَلْفَنَا
تَكَلَّمْ لِتَكْمِلَ رغْوَةُ الْبحْرِ
قصيدةَ ضجيجِ النَّمْلِ
والدُّنيا شِتَاءٌ للْحنينْ
أوْ ليَلُفّني نَسْرُ قَلبِكَ تحتَ جَنَاحِ الرَّحمةِ الَّتي أحِنُّ ..
تَكَلَّمْ.....
سوفَ أنتظرُ أنْ يعودَني ظِلِّي
أنْ يَعودَني الْمُغني في لَيلةِ عُرْسِ الْحَرَازِ وَالْمَطَرْ
فَلَنْ أمضيَ قبلَ اكتمالِ أنشودةِ الإيابْ
قبلَ أنْ تنثُرَ الرَّمادَ عهناً لِغُيُومِ قلبي..
ستنهمرُ لغةُ الكلامِ الَّذي أشتهي..
لنْ أمضيَ قبلَ أنْ أرتشفَ قُبلتيَ الأخيرةَ
ليكْتَمِلَ مهرجانُ الْعَطَشْ ..
فَتَكَلَّمْ !!



----------

هذا وقد دنا عذاب كتابتى او كما قالت

* طقوس العطش احدى المجموعات التى تنتظر الطبع

Post: #378
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-14-2011, 08:22 AM
Parent: #377



يا طقسها أنثى المزامير ..
وأنا أحاول هذا الرهق اللذيذ اليك
او كيف تجيئنى العباره عند هذه الحضره يا شروق!!
ازيك ومشتاقين .. مشتاقين وفى اتم الريد والعطش ..

Post: #379
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-15-2011, 06:46 PM
Parent: #378

*

Post: #380
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-27-2011, 10:05 PM
Parent: #379

أيقنت سلمي وهي تنظر في المرآه بتوتر أنها بدأت تستغرق بعمق في تفاصيل "حاتم" .. تتمطي صباحاً وهي تبتسم من الحلم الذي عبره باسما وتمضي اليوم كله في توتر تنظر إلي الهاتف .. وكل يوم (يوّلي ) المساء سعيداً برفقته قبل أن تنام ممتلئه به وتحلُم .. دخلت المتاهة إذن ..
إنتفضت مذعوره من صوت "أحمد" الصغير وهو يناديها بلثغته المحببه
- حالتو ثلمي عملتي (لوج) ..
تضحك من معرفته أصلاً بالــ(الروج) .. ومن ملاحظته التي فضحت زينتها الفارهه, وكانت قد إهتمت "جداً" بالتفاصيل الدقيقه للمكياج والتي لا تتسق و تلك (العسكره) المفرطه بداخلها .. كانت فعلاً تجتاحها حاله ، حاله غريبه لا تستطيع لها (إسما) .. هذا ولم تكلف نفسها عناء المحاوله والبحث إذ هي مستغرقة تماماً في التفاصيل المفرحه و الإحتفال بالعلاقه..
- علاقه؟
قالت الكلمه بصوت عالي دونما وعى وكأنما سقطت عليها من بُعد آخر ورددها "أحمد" بتلقائيه أضحكتها رغم الذعر الذي إنتابها ..
قّبلت أحمد بحنان بالغ تشتهر به، و حب أدخرته لأعوام لتمنحه لأطفال أحلامها ، قررت بعد أن إنتظرت حيناً من الدهر أن توزعه بسخاء لآخرين (يأتون من السماء) .. حقق لها إلتحاقها بالمنظمه تلك الرغبه ، فقد كانت تمارس ما تحب من تفاصيل .. و تحب ما تمارس .. فنجحت بسرعه في تحقيق تميز ملحوظ ، كانت لها سطوه خفيه و حضور طاغي ، ذكيه في التعامل مع الأجانب الذين يمثلون إداره المنظمه، هذا غير أن مشاريعها للأطفال والتي ظلت تخطط لها لسنوات عِجاف ، إستطاعت أن تضيفها إلي أجنده المنظمه و تدفعها إلي اعلي قائمه الاولويات بعد أن كانت مجرد أحلام تنشدها لأطفال السودان... أضافت خبرتها و اللغه التي إكتسبتها الكثير إلي مقدراتها الفطريه هذا ولا يمكن باي حال أن نغفل (قدراتها السحريه) ، فلها ما لها من سحر و جاذبيه ( ما ينوء بحمله بشر) ، هي حقاً فاتنه رغم أنف مواربات منعم فى ذلك.. إحتفي كثيراً بنص محمد المكي إبراهيم وهو يسكبه في عينيها
يا مكحولة العينين ..
يا مجدولة من شعر أغنية ..
يا وردة باللون مسقيّه ..
بعض الرحيق أنا والبرتقالة أنتِ ..
يا مملوءة الساقين أطفالا خلاسيين ..
يا بعض زنجيّه , يا بعض عربيّه .. وبعض أقوالى أمام الله
ويمضي مستمتعاً بدهشتها المتكرره به حتي يصل
يا برتقاله ساعات اللقاء قصار ..
تأملينى في الصباح أطلْ ..
البحر ساجٍ وتحفافُ النخيل غزل ..
وبركة القصر بالنيلوفر إزدحمت ..
والنحل أشبع كاسات الزهور قبل ..
( ثم يقول كأنما يهتف وهو يشير بالسبابه في كامل الجديه و يُعلن )
واننى الآن أزهى ما أكون ..
وأصبى من صباى ..
ومكسياً من النور الجديد إزار ..
تأملينى فإن الجزر أوشك - إنى ذاهب-
وفجأه ينهض وهي تصدق فعلاً (ذهابه) المزعوم كل مرة ، و يمد يده ليضم يدها و يسحبها لتنهض ليمشوا في (المين رود) بزهو و إنتصار لا يتناسب مع قهر الدنيا، ولا عهر السلطه، و لا يمهلهما طويلا ...
يهمس فى أذنيها بشقاوة محببه
- لكن الاطفال الخلاسيين بالغو عديل كده !!

Post: #382
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-29-2011, 09:15 PM
Parent: #380

الى عبدالله الخطيب .. وبالضروره مامون وبابكر
إثر هاتف لم يمهلنى طويلا ..

Post: #383
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-30-2011, 01:42 PM
Parent: #382

لمحت "حاتم" ينتظرها أمام بوابه" المطعم السياحي العالمي " ما زال هذا الإسم عالقاً بذاكرتها رغم تغيير إسم المطعم و قائمة الطعام والعاملين به، و حتي "رفيقها" إليه .
كانت تأتي إليه برفقه "منعم" في أمسيات ندية و يتسكعا بعدها في الطريق إلي الداخليه ، وكان ذلك أثناء مماحكاته الأليفه بأن يسلك طرق بعيدة لــ"يتسع الطريق"
- منعم ماشي بي وين؟
- ده أقرب شارع
- بالله؟
- ما مصدقاني يعني؟
- يعني..( تقولها ضاحكة و هي تلعب معه نفس اللعبة)


لعنت الأفكار و النسيان الذي أبي أن يجود عليها بمثقال ذرة تُقيم بها أود الحاضر، نفضت تلك الذكريات عنها مع هزة راسها التلقائيه لتُبعد خصلة شعرها المنسدل علي وجهها عن عينيها و إبتسمت حين ألتقت عيناها به..
"حاتم " وسيم دونما ترف ، يشبه شباب الستينات ، يذكرها بزمان أسود و ابيض تماماً كما هو الآن ، تصرفاته لا يشوبها الرمادي ولا تتخللها الألوان ، واضح الرؤيه و جرئ العبارة ، تعجبها تعابيره المختلفة و تطويعه للغه ، و تستغرق بسعادة بالغة في "الونس" الممتع معه...
- إزيك يا سلمي ؟ كيفك؟
- أهلاً يا حاتم .. كيفك إنت ؟
تقالدا بإعتيادية فائقه، و شوق خفي ، ومن ثم دلفا إلي المطعم ..
فتح حاتم الباب الزجاجي و أنتظر حتي تدخل سلمي وسألها و هو يتأملها بنفس مطمئنه:
- نقعد فوق أحسن ؟
- ممكن .. الجو كويس.
- أوكي.
حال جلوسهما ، تشاغلت سلمي بالبحث داخل حقيبتها ، وهي حركه تغلُب عليها كلما إزداد توترها ، وهي أصلاً تبحث في داخلها عن شئ ما ، أي شئ تتشبث به ليذيب ثلج اللحظه و ..إشتعالها...
- كيفك يا سلمي؟
- كويسه الحمد لله
أقفلت الحقيبة و وضعتها جانباً
- انت الليله عامله فيها سمحه ولا شنو؟
- نعم؟
قالتها بجدية لا تتناسب مع الشاهد الأمين علي "حلاوتها" تلك التي بذلت فيها أنوثة مقدرة جدا لدرجة إكتمال (المكياج) ، وذلك على الرغم من انف جنوحها الازلى ل " عسكرة " تفاصيلها الانثويه وتماما كما كانت لتعجب " منعم محمود" .. تبسمت دواخلها إذ تذكرت قولته الشهيره بان تلك " العسكره " هى " أمقس مقاس".. يا الله يا " منعم " !!
المهم في الأمر أن إنحيازها لأن تبدو "أجمل" حسم ذاك الجنوح, لتبدو الآن وتماما وكما أخبرتها نظرات زبائن المطعم قبل أن يعلنها "حاتم" ، لم تجد حينها بُداً من أن تبتسم وأن تستدرك وبخجل حقيقي :
-شكراً

Post: #384
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-30-2011, 02:29 PM
Parent: #383

كان خجلها طبع أصيل فيها ، و حياءها فطري وشديد البداوه كما كان يردد أحمد، لم تكن تتصنع إنكسار الأنثي ، حياءها لم يمسه الزمن ولم تبدده السنوات ، لم تؤثر فيه طرائق تفكيرها المختلفه و ثقافتها العميقه وتلك التجربه الكثيفه و السنوات الطويله التي قضتها في الغربة ، وفوق هذا و ذاك عملها ونشاطها السياسي في الدفاع عن حقوق المرأه الإجتماعيه و تساوي الفرص، وإهتمامها الفعلي بتطوير و تشكيل الوعي والتحرر من التفكير التقليدي لتعريف الدور المرسوم للمرأه بعناية، وهذا غير دراساتها العديدة في أصل التمييز وأصل التعريف الجندري ، وما كان لانحيازها الحقيقي لكل تلك القضايا أن يغير من طبعها السودانوى الاصيل وذاك الخجل اليخالج ذاتها الآن كــ" بت "، بل و لم يساعدها كثيراً حتى في إزالة التوتر المشوب بـ"وجع البطن الشهير " الذي يصحبها فى كل مرة يمس شغاف قلبها ذلك "الإحساس" والذي تجهد نفسها كثيرا في تسميته أسماء كثيرة أقربها إلي الحب فيهم أجملها ، وها هى الآن تمارس ذات الإنكار القديم لإحتمالها الزائف لإندفاع الدم فى شرايينها و "بقوة" لا ولن تستطيع معها صبرا.. تكاد تسمع صوت منعم يأتيها من البعيد مرددا ذاك البيت الشهير لتاج السر الخليفة ..
" طوبي إذا أحتملت شراييني هدير القلب حين أراك"

Post: #385
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 04-30-2011, 10:02 PM
Parent: #384

قضت مع "حاتم" أمسيه لطيفة حقا ، وهو يمارس "غلاطه" المحبب و يقاطعها بعبارات دسمة و رؤي عميقه وترد عليه بأعمق منها، لتستمر دهشة الإكتشاف بينهما قائمة لا تنقص مثقال ذرة كل لقاء ، وها هما ينبشا في دواخل بعضهما البعض بحثاً و "عشما"،.. يبحثان عن أصدقاء قدامي وعن تفاصيل دقيقة تخص الإنتماء الى تراب رحيم، والى تلك الكهوف المسكونة فى الذاكره نحو رفاق ذهبوا في حال سبيلهم بيد أنهم مازالوا قيد الخاطر .. ، وعن أحلام و أمنيات عتيقة تمتد الى جذور الروح ومنازعات الحنين، كانا يمنيا القلب بالكثير ، يصحب سلمي في ذلك حنين يلفها ، و عشق كنقص القادرين وأجمل ، يصاحبها أينما ذهبت, تحسه أحياناً و هو يضع يده في كتفها و يلف ساعده حول عنقها وبحنو بالغ .. تماما وكما كانت تفعل "ندي" صديقتها الصغيره في الإبتدائي و التي فقدتها ذات مساء و "عويل ".. ماتت "ندي" بضربه "ماس كهربائي" من ثلاجة قديمة ، ماتت ندي وزُفت كعروس الى وحشة قبرها, ودوما ما يتراءي لسلمي ً مشهد ندي وهي ممدة في "عنقريب" مفروش ب"برش الجرتق" .. نعم, كان كذلك .. ومفروشا ب "برش جرتق" و أقدامها الصغيره, اقدام ندى "مخضبة" بالحناء أو كما كان يتراءي لها, وشعرها الأسود الطويل منسدلا تحتها كمحفة من الحزن الطويل. لم تستطع سلمي ابداً أن تجزم بحقيقة المشهد أو خيالاته ، لكنها عاشت جازمه بأن الحنان هو ندي ، كانت تستدعيها كلما ضاقت بها الدنيا و تاه الطريق.. فتلفها بذات ذاك الساعد الحنون، وكذا كانت تعشق معانقة ساعد منعم لكتفها وهو يسرق تلك اللحظات ما بين تلك الممرات الاليفه لكليه الصيدله, وإن هى الا لحظات خاطفه قبل أن تزيحه عنها برفق و تقول عكس ما تعنيه تماماً

- منعم أقعد ساي.

ويقعد "منعم" ساي ، ضاحكاً مستبشراً...

عدي فات زمن العيون الإلفة
والحضن الملاذ
ورهافة الحس البلّون
ضحكة الناس العُزاز
بعد الحنان الكان زمان...

إستمعت إلي مصطفي يغنيها وهي في طريقها إلي المنزل بعد أن ودعت "حاتم" وعلي وعد بلقاء قريب، كانت تبتسم وهو يقول

- أها, نتلاقا قريب

إبتسمت ، وكانت تعلم يقينا أنها سترأه فى أقرب ما يكون..
إتسعت إبتسامة سلمي لتمتد إلي قلبها و هي تسمع مصطفي يصدح بما تعتمل به دواخلها

وإشتقت أرتاح في عيونك
فيهن ملامحك ذاتها
من غير اي زيف
وإشتقت لضحكه صباحك
والدعاش...
و الناس وفا
وخوة صفا
و...
....

Post: #386
Title: Re: العطش ...
Author: لنا جعفر
Date: 04-30-2011, 10:08 PM
Parent: #385

كرهانة أقاطعك يامحمد بس حبيت أقول ليك أني هنا واسترديت باسويردي
بعدين مشتاقين جدا
محتاجة أقراك من أول البوست
ح اسيب ليك رسالة
وعندي ليك مفاجأة
طمني عليك يا أروع الرفاق

Post: #387
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 05-03-2011, 08:59 PM
Parent: #385


Post: #388
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 05-04-2011, 05:49 AM
Parent: #387

وصلت سلمي إلي شقتها التي إشترتها في المنشية ، تلك "الشقه" التى كانت تمثل لها ملاذها الأليف حين تدخل إليها ، بذلت جهدا كبيرا في تأسيسها وترتيبها وفقاً لأحلامها القديمة الى بيت يجمعها و "منعم".. كانت غرفتها المفضلة "الونس" ، غرفة للقراءة و الموسيقي و الونس ، كانت قد إبتدعتها و "منعم" كي تكون ملاذهما و الأصدقاء و لأمسيات كان فى البال أن تكون .. صممت سلمي الغرفة وفق تفاصيل ذاك الحلم وقيد خروجه للتحقق ، أرفف الكتب الممتدة بعرض الحائط ، الإضاءة الموزعة بعناية في الأركان و الأبجورات في المناضد الجانبية، لوحات زيتية منتقاة بعناية فائقه وتنتمى للذكريات، مشغل الموسيقي الذى جلبتة معها وتلك الارفف الانيقه للشرائط و الأسطوانات, تحوي فيما تحوى تأريخا من الغناء الطاعم و الموسيقي .. يبدأ ذلك التأريخ ومن قبل عثمان حسين و (قصتنا) ويمتد إلي نانسي عجاج و(رفقه) مروراً بمحطتها اليومية مصطفي سيد أحمد بالاضافه لبعض الحنين إذ يكون "شايقيا" كصديق أحمد .. تتوزع في الغرفة مقاعد وثيرة دون ترف، بألوان دافئة تنتمى للفرح الداخلى دونما تطرف ، كان المكان مهيأ تماماً لطقوس " الونس" الذى ما زال يراوح مكانه فى البال القديم ..

وضعت ذات الأسطوانة التي جلبتها من السيارة في المشغل ، داست علي الزر و جلست تستمع إلي مصطفي يغني

روح زماني و في رجاك
عانيت قساوة الإنتظار ..
في ضل شبابيك السفر ..

إستعادت ذكري لقاءها بمنعم في لندن ، "مقالدتهما" تلك الحميمة، أو ذاك العناق المؤجل والذي لم يكن ليعفيها منه ما أستطاع إلى ذلك سبيلا أو ما إستطاعت هى إليه سبيلا .. بيد أنها كانت “ تقالده” ذاك اليوم بإرتعاد .. و قلبها ينبض بقوة ، وتبتعد بسرعة خوف أن يسمع "منعم" خفقان الارتعاد ..

إعتدلت في جلستها وهي ترامق تلك التفاصيل "المافيشه" في أرجاء الغرفة ، وقعت عيناها علي صندوق تحتفظ فيه بأوراق قديمة, صندوق يشبه تماما "سحارة" جدتها"بت حامد" رحمها الله .. قامت اليه وأخذت تعبث فى تفاصيله تلك القديمه .. وجدت صوره تجمعها وبعض صديقاتها في "الداخلية" .. كانت تضحك في تلك الصوره و "تتكل" بإلفة ولا أجمل علي كتف "نسرين" .. ترتدى (توب) أمها "الرمادي" ويرتديها .. في الصورة نسرين و"البنات" وهن يلبسن"جلاليب البيت" ، يا الله .. يا تلك من أيام!!..

كانت تشارك نسرين و هنادي و أميرة تلك الغرفه الأحلى فى داخليه "كرار" .. وبالإضافة إلي الغرفة تشاركن الأكل و الملابس ، و بعض الأسرار بالتأكيد ..

هنادي "بت عطبرة"، "زميلة" من أيام الثانوي ، قوية الشخصية و قلبها"حار" .. كانت بمثابة الأم لهن رغم أنها لم تكن أكبرهن، إلا أن طولها و جسمها الفارع و الذي لا يخلو من جمال واضح لا تخطئه العين من أول نظره ، كان هو ما أهلها للعب دور الأم و القائد في الغرفة وأمن لها أيضاً دوراً مميزاً في "الحزب " وذلك لإكتمال تلك الشخصية القوية بعقل راجح و تفكير ثوري و فهم عميق ، هذا وإن كانت لا تخلو من "حماقة" ترتكبها من حين لأخر .. ومرد تلك "الحماقه" بعضا مما ورثته عن جدها "العمده" كما إتفقن ..

أما أميرة "بت الحصاحيصا", ضئيلة الجسم و الشهية و الكلام، لكنها تسحرك بحديثها وغناءها العذب متي ما راق لها مزاج الغناء، وذلك لا يكون الا في بعض الليالي المقمرة، صوتها كانت أحلى بكثير من "هند الأمين" لولا إختلاف طبيعة "الغناء" و "الحضور" و "القندفه" المميزه لهند الأمين وهى تغنى ل "عركى" و "عقد الجلاد " و " ماريا كاري " .. تذكرت ذاك ولم تبال مطلقا باتهام "منعم" غير المعلن أن ذاك محض "غيره" .. كانت سلمي تستمتع برفقة أميره في السطوح و الونس الطويل والمعافى معها ، لأميرة - فى الواقع - حكايات غريبة عن "حلتهم" و شخوصها ، أبرزهم على الإطلاق "علي" حبيبها والذي لم تحدثها نفسها بغيره طوال ايام الجامعة ، ما زالت سلمي تذكر إسمه و تفاصيله الكثيرة و التي تصفها أميرة بدقة حتي تكاد تراه "طويل أخضر قيافة" .. أو كما غنت له في تلك الليالي ..

نسرين كانت تقضي معهم معظم الايام، رغم أنها تسكن الخرطوم، وما كان لها ان تفقد متعة "ونسة السطوح" و تفاصيل "داخلية البنات" وبالضروره متعة لقاء "أحمد" في أمسيات "الميدان الشرقي" أو تلك الحفلات الليلية "المرتجلة" في الغرفة .. و التي بدأت حين جادت أميرة ذات ليلة و غنت "أغاني العروس" بمصاحبة هنادي و جردل ( لبني) أستخدم كدلوكة, تذكر تماما وبوضوح تام أن لون "الجردل" كان "لبنى" .. فأجاتهم أنا كثيرا بإجادتى "رقيص العروس" و بتقنيه عالية تتناسب و جسدى المتواطيء مع الأغنيات ها و المنثنى ك(فريع البان) ما تغنيها أميرة .. حاولت نسرين ما أستطاعت ان تجاريها ، هذا و أمتدت عدوي الرقص لتشمل بنات الغرف المجاورة .. لينتهي الحفل فجأه و ينفض إثر وصول المشرفة، تلك الحادثة الشهيرة والتي كادت ان تؤدي بحياتهن فى تلك الداخليه " كرار " ..

لمحت طرف ورقة خضراء وهي تقلب الأوراق داخل الصندوق ، سحبتها و هي تبتسم، تذكرتها تماما وإذ هي أول الغيث، كانت أول قصاصة إرتكبها نحوى منعم محمودإذ كتب ..

(بيني وبينك الضحكة ورحيق الشاي، و طعم الخبز و السترة و مساء النور، بيني و بينك ..
تذكُر عندما بدأ منعم ترديد المقطع الأول لـ(سنبلاية) محجوب شريف
وتوقف فجأة .. وهو يغوص في عينيها
لم تكن تستطيع أن تنظر في عينيه طويلا ، حولت وجهها ونظرت بعيداً ، ثم أطرقت

- مالك سكت يا منعم؟

رد عليها منعم بعد صمت مهول

- "أي رضا أفأت به علينا ، من أى عطفك قد أذنت لنا بهذا القدر أن نهواك ؟!"
- عالم عباس ، "الليل في الرمق الأخير"، عليك الله واصل ..
- لا
- لا ليه؟
- تدفعي كم طيب؟
- كم شنو ؟
- كم ضحكة

فتضحك بعفوية تشبهها.. بينما تختفي عيناها إثر إستغراقها في الضحك و تظهر تلك الغمازه المحببة في خدها فيضحك منعم و .. يستجيب

- أوكي نقول واحد
- يلا قول ..
- من أى عطفك قد أذنت لنا بهذا القدر أن نهواك ..

أعادت القصاصة إلي الصندوق بعناية و أرجعته إلي الرف و عادت لتستلقي علي الكنبة وتسمع المغنى الرسول يغنى

ومشيت أفتش عن
خطاويك القبيل .
واضّارى من زمناً ..
وراك ملانى خـوف
أشتقـت ليك ..
اشتقت أرتاح فى عيون
فيهن ملامحك ذاتا
من غير أىّ .. زيف

قفز "حاتم" إلي ذهنها فجأة ، أحست و كأنما تمارس طقوس الإعتذار إليه، لم تشأ أن يكون "حاتم" مجرد بديل لمنعم، كانت تريد علاقة معافاة، علاقة حقيقية، كانت تعرف أن حاتم أهل لها وأنه مستوفي لأحلامها، قررت أن تمنح نفسها و حاتم فرصة، منعم ليس هنا و لن..ربما ، لا مكان للإحتمال ولا هي تستطيع إحتمال .
قاطع أفكارها صوت الهاتف في ذات اللحظة التي حسمت فيها أمرها بأن تبدأ من جديد..وكأنما تواطأ الكون مرسلاً إليها اليقين ،فردت بفرح طفولي:

_ أهلاً يا حاتم.

Post: #389
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 05-04-2011, 01:47 PM
Parent: #388

لنا جعفر ..
كان أول ما تبادر لذهنى عند حضورك هنا ..
أنك أولى الناس بهذا البوست ..
فياخى أنا راجيك هنا وهناك وفى حتات كتيره ..
لا تغيبي و .. مشتاقين

Post: #390
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 05-05-2011, 05:22 AM
Parent: #389



كلما أود العوده ل " نص " إشراقه
تعجزنى الكلمات ..
بالأمس, مسكت بيدى العاريه الا من الأشواق " أنثى المزامير " " Das Weibliche der Flote"
هذا وعرفت ثعالب جنونى الماكره أنى فى هواها نعامة تدفن قلبها فى رمال هذا العطش
فليكن إذن هذا إليها مرسوم عشق قديم يتجدد..


شكرا إشراقه مصطفى حامد ...

Post: #391
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 05-07-2011, 10:16 AM
Parent: #390

*

Post: #392
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 05-09-2011, 03:14 PM
Parent: #391




- نايمة؟
- أبداً والله صاحية
- وصلتي كيف؟
- تمام الحمد لله
- مالو صوتك حزين كده؟
- لا أبداً مافي حاجة
- أنا عارف يا سلمي إنو نحن ما بنعرف بعض من فترة طويلة، لكن بالجد أنا حاسي إنو نحن قريبين شديد، يمكن التجربة و الواقع مخليننا أقرب من الأصحاب ولا شنو؟
- والله يا حاتم أنا برضو حاسة كده
- طيب ما تقولي ياخي ، ما تقولي..
تضحك سلمي بعفويتها الطفولية، و بفرح حقيقي، و يضحك حاتم جذلاً مستبشراً
- تتذكري أول مرة نتلاقا؟
- أكيد ... في دار الحزب
- من يومها أنا ما مشيت ، رائك شنو نمشي سوا
- لا أنا اليومين ديل أعفيني من المشوار ده
- ليه يا سلمي؟
- والله يا حاتم الحاجات جواي جايطة شديد تجاه الحزب
- كيف؟ عاوزة تحكي
- والله يعني ، عاوزة و ما عاوزة
- يعني شنو؟
- يعني أنا عاوزة أحكي ليك إنت حاتم ، لكن ما دايرة أحكي ليك كزميل.
- ممكن توضحي أكتر
- أنا عارفة إنك فاهم كويس
- فاهم شنو
- فاهم و غالباً مريت بالحاجة دي و عرفت تماماً نوع التعامل البتم مع أي رأي مغاير بتقال وكيف بيطلقوا عليهو ظهور روح مفارقة و تيار إنقسامي، ده لو ما سموه ليك إنهزامي
- والله يا سلمي لو إتكلمتي معاي بوضوح أكتر بكون الكلام مريح و موضوعي
- أنا بفضل نغير الموضوع ده ، الدنيا ليل غربة و مطر
- غربة عديل كده؟
تحاول سلمي الخروج من دائرة الحوار الجاد فتكسر حاجز اللغة مع حاتم ، وهي تحاول ما أستطاعت أن تكسر أوثان عنادها ، و تمسك بلجام عواطفها لتقودها تجاهه
-تعرف يا حتومي إنك بتذكرني زمن عجيب
يرد حاتم بعفوية ، رغم أنه لم يتجاوز تلك المناداة المحببة لإسمه والتي إنتفض لها قلبه مبتسماً
- طيب ما تحكي لي شوية؟
- عن الزمن؟
- لا عن الناس الكانو في الزمن داك
- لا دي دايرة ليها أيام بلياليها عديل كده، و أنا بكرة لازم أصحي بدري
- خير مالك؟ في حاجة بقدر اساعدك فيها
- لا أبداً بس عندنا إجتماع مع المدير الإقليمي جاي من كينيا عشان مشروعنا الجديد في دارفور
- أوعي تكوني حتسافري يا سلمي؟
- أكيد طبعاً ، ده مشروع حياتي يا حاتم، لازم أكون فيهو خطوة خطوة، علي الأقل في المرحلة دي
- يعني حتقعدي كم؟
- والله يا حاتم الفترة الأولي دي شهر تقريباًو..
- شهر؟؟؟ قالها حاتم مقاطعاً بشدة تتساوي و إختلاج قلبه
- أي والله لازم
- ما عايزين متطوعين يسافرو معاكم
- عايزين طبعاً ، عندك لينا ناس ؟ قالتها سلمي و هي تضحك و تسلمه دفة الحوار الموجه تماماً نحو الإجابة التالية لكنها لم تكن مدركة لمدي جديته
- عندي طبعاً ، ممكن ترسلي لي في الإيميل فورمات التطوع دي؟
- جداً بكرة برسلها ليك
- يلا أخليك تنومي ، تصبحي علي خير يا عزيزتي
قالها وهو يعنيها تماماً ،فقد أصبحت سلمي تحمل رتبة في المعزة لا ينافسها فيها أحد
- وإنت من أهل الخير، و دعناك الله

تمددت سلمي علي الكنبة وهي تغالب النعاس، والأفكار المتلاطمة في ذهنها،وحاولت دون جدوي أن تجبر نفسها علي الذهاب إلي غرفة نومها .
دخلت "سيدة " إلي الغرفة بعد عدة طرقات علي الباب ، دفعت الباب لتجد سلمي قد نامت علي الكنبة، كانت تبدو مستغرقة في النوم و شعرها الطويل يغطي وجهها بفوضي محببة، كانت متكورة علي نفسها كجنين ، تناولت سيدة الغطاء الصوفي من ظهر الكنبة وغطتها بحنان وافر، زرعته سلمي بداخلها حين أحتضنتها و صغيرها أحمد في دفء بيتها.
لم تفارق ذهن سيدة مطلقاً يد سلمي الممتدة بحنان إلي أحمد ذات شتاء قارس وهما يحتميان بحائط الجامع الكبير ، وهي تفرش "الطبق" الممتلئ بالفول و التسالي و قراصة النبق التي تحبها سلمي ، توقفت هناك لتشتري منها ، مد "أحمد" يده الصغيرة وهي ممتلئة بـ(خمشة فول مدمس ) مبتسماً إبتسامتة الساحرة والتي وقعت سلمي في أسرها حال إلتقت عيناها به.

عرفتها سلمي وهي تتجاذب أطراف الحديث معها و تطيله لتكسب بعض الوقت ريثما تحفر ذاكرتها بحثاً عن أي شئ يفسر إلفة هذا الوجه الحزين ،سألتها بلهفة
-إ نتي من الأبيض؟
- أيوه نعم و إنتي كمان؟
- أيوه من القبة..

تجاذبت معها أطراف الحديث، لتكتشف أنها أبنة حبوبة السارة ،فراشة المدرسة الإبتدائية، كانت سلمي تحبها منذ اليوم الذي وقعت فيه و جرحت جبينها ، تلك العلامة التي كم مازحها بها منعم في عز "الشكلة" وهو يدعوها "تأبط شراً" ويشير إليها كدليل دامغ ،حضنتها حبوبة السارة برحمة ودفء عجيب ،كانت سلمي تعرف تلك العينان، كانت متأكده من قربهما، كيف لا و قد كانتا تمتلئان دفئاً موروث يمتد إلي سندوتش الفول كل فطور صباحي، وهي تساعد أمها، لكم تساءلت سلمي لماذا لا تذهب إلي الفصل لتدرس ما دامت تقضي اليوم كله في المدرسة.

جذب "أحمد" طرف فستانها ،فالتفتت إليه ،وجهه ملائكي فعلاً ويبتسم بفرح معدي، ينظر إلي عيناك وكأنما ينفذ إلي قلبك، إمتدت اللحظة التي إلتقت عيناه و سلمي لتأخذها إلي عوالم غريبة، مرت أحلامها أمامها بسرعة لتكتشف أنها لم تحقق منها شيئا، لحظتها قررت سلمي أن تحقق احلام الأخرين و ان تبدأ به
بـ "أحمد"
بعد مرور عدة أيام ،وعدة مفاوضات تحل أزمة أمة، إنتقل أحمد و سيدة للسكن مع سلمي ، بعد أن مدت يدها إليهما بود و حنان لم تجد عليهما الدنيا بمثله قبلا ،وتقبلا تلك اليد برضي لا تغيب عنه عزة النفس المتأصلة في "سيدة" تلك التي لم يحرمها منها الزمن رغم تأمره علي العديد من مقومات الحياة الأخري،إشترطت "سيدة" أن تعمل مقابل سكنها وصغيرها، وقبلت سلمي الشرط برضي وفرح، إذ وفر لها رفقة مأمونة تزيح بها عن كاهلها قلق خالها حيال سكنها في الخرطوم وحيدة.
خططت سلمي لـ"أحمد" مستقبل تمنته لأطفال أحلامها مع "منعم"، أدخلته الروضة القريبة من المنزل، و عاهدت نفسها أن تمضي معه الطريق مهما طال أو ضاق، "أحمد" الساحر الصغير، لم تكن لتتمني ألطف منه ولا أذكي، وديع، محبب، حنون وله ذات اللمسة الحانية تلك التي ورثها عن حبوبة السارة ، خفه دمه تتجاوز سنه لتعبر سنواتك وضحكته المفرحة تدك هذا الزهج القائم دكاً دكا..

Post: #393
Title: Re: العطش ...
Author: Ishraga Mustafa
Date: 05-09-2011, 07:36 PM
Parent: #392

Quote: بالأمس, مسكت بيدى العاريه الا من الأشواق " أنثى المزامير " " Das Weibliche der Flote"




ومنتظرة بفارغ جرادل الروح قرايتك للمجموعة يا محمد
علّ العطش يسكن ولو قليلاً ياصديقى

Post: #394
Title: Re: العطش ...
Author: توما
Date: 05-10-2011, 09:49 AM
Parent: #393

Quote: بالأمس, مسكت بيدى العاريه الا من الأشواق " أنثى المزامير " " Das Weibliche der Flote"


تعرفي يا إشراقة

لا يسعنا إلا أن نكون مع من ينتظر

رغم الإرهاصات و الدعاوي المكثفة والتي إقتربت للإستجابة لها درجة

لكنني عدلت عن ذلك لشئ في نفسي الأمارة بالـ(الكعوبية)

نسختنا الموقعة

ما زالت قيد المواعيد السراب

وعليه الشكية لـغير الله

عدم شغلة ..

أو كما غنت أم حسنية لولدها الغائب في سراب (لوبيا واليمن)

ضياع زمن..

___________________________

محاولة لرش البوست بخرطوش أخضر ذات رملة في تمام العطش

Post: #395
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 05-10-2011, 01:44 PM
Parent: #394

يعنى الكلام ده يا توما الواحد يعتبرو نيران رحيمه ولا شنو !!

Post: #396
Title: Re: العطش ...
Author: لنا جعفر
Date: 05-10-2011, 08:27 PM
Parent: #395

Quote: !
لنا جعفر ..
كان أول ما تبادر لذهنى عند حضورك هنا ..
أنك أولى الناس بهذا البوست ..
فياخى أنا راجيك هنا وهناك وفى حتات كتيره ..
لا تغيبي و .. مشتاقين !


محمد مساك زين يا أجملنا
أنا بحاول أمسك بخيوط كتيرة انت نسجت بيها رقعة جميلة هنا
حتماً راجعة ليك ياسيد الناس لكن ماخدني أستغراق في غناويك دي
والله يعلم بمفاعيل الشوق يازاهي

Post: #397
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 05-10-2011, 11:24 PM
Parent: #396

وضعت سلمي قدمها علي أولي درجات سلم الطائرة وقلبها يخفق بشدة .. يحسبه من لا يدركه خوفاًوهلعا، الا ان فرحتها كانت شديدة وهي في طريقها لتحقيق حلمها و أحلام الكثيرين ممن ينتظرون هناك، دون أن يدركوا أو يتنبئوا بقدومها، هم فقط ينتظرون..

جلست علي الطائرة الصغيرة الخاصة بالمنظمة والتي حملتها و معها ستة من زملائها، أثنان منهم سودانيان، والبقية من الأجانب، كانت السيدة الوحيدة في الرحلة، لذا فقد أولوها إهتماما خاصا و تركو لها ذلك المقعد الأمامي جوار النافذة, كما ولم يجلس أحد منهم بجوارها .. فتمتعت بقدر معقول من الراحه, وبقدر إتساع المقاعد الضيقة أصلاً. راودتهم الكثير من الظنون تجاه صمتها المهول، وقد كانت بالفعل في حاجة ماسة لمساحة من الصمت أكثر من أي شئ آخر . لم يكن أحد منهم ليدرك ما يعتمل بصدرها في تلك اللحظات، لا إنقباض عضلات الحجاب الحاجز, ولا ذاك التوتر الذى يفضي ومباشرة إلي "وجع البطن الشهير" إذ يداهمها بصحبة الفرح وفي زيارات متباعدة الا أنها وكثيرا ما تعلق فى روحها طويلا ..

نظرت سلمي عبر النافذه مع إرتفاع الطائرة، وكانت تحدق ساهمة فى تشكيلات السحب المتفرقات, وتمارس ذات التقريع الذي بدأته منذ سنوات، تقريع لنفسها و لآخرين في البال .. أؤلئك المذكورين بحسن الظن و العشم، أصدقاء و زملاء و حتي جيران، تحدث نفسها و تحدثهم بذات الحدة التي بدأت بها مقالها "اللعين" (دارفور وتاريخنا المنكسر) ليس هناك ما يشرح أو يبرر كيف مرت مأساة دارفور من تحت أبصارنا و لم نراها أو نستيجب.. كيف ؟

ما زالت سلمي تسأل ذات السؤال ..
كيف أستطعنا أن نمارس ذلك الصمت العقيم؟..
كيف وما انتبهنا وكما يليق لما يجرى ويكون ؟
كيف مرت تحت سمعنا و بصرنا و لم نتأثر بها ؟
كيف ونحن نمشي علي ذات التراب الرحيم.. ما زلنا نأكل وجباتنا بإنتظام ، نأخذ أطفالنا إلي المدارس، نحتفل بالزواج و أعياد الميلاد ، و نجتمع بود و إخاء في بيوت العزاء .. عادية هى حياتنا رغم المكابدات .. وهناك وفي الوقت نفسه .. في ذات تلك اللحظات التي نقهقه فيها بمتعة أو بغيرها .. هناك من يُقتل أطفالها الأربعة و زوجها أمامها، ثم لا يكتفى القتله بذلك ويتركوها لاحزانها التى كانت وستكون .. لا، كيف يذهبون دون أن يوصموا إنكسارها بالإغتصاب " القانوني" !! ومن ثم يرمونها جثة عارية إلا من رحمة الله.. بينما يذهب بعضهم إلي الجوار يتسكعون بطمأنينة "مسنودة" ، يطلقون الرصاص بـ"متعة" علي رجل مسن، تماماً في الرقبة وعند الكتف ، ويطلقون علي أخيه رصاصة "لاهية" عند الركبة ، تُري من منهم أقدر الأن علي حمل الأخر أو مساعدته؟! ..

وهناك .. تختبئ ذات الأعوام الستة داخل برش ملفوف، وهي تضم اليها أخيها الرضيع وبقوة، تكاد تكتم أنفاسه خوفاً من أن يطلق صرخة الحياة فتكون سبباً في موته، تتمتم بتعاويذ تتضرع فيها لإله رحيم قد يستجيب، وهي تنظر من فتحة صغيرة لأمها تُغتصب و والدها راكعاً يطلب الرحمة، وقد كان أن إستجاب الله له، فسرعان ما أطلقوا رصاصهم عليه وأردوه قتيلا، وما زال أحدهم يذكر أمها بنيلها الشرف العظيم بينما يقذف سمه داخلها، قبل يجفف نفسه بثوبها وهو يضحك ، ويُطلق الرصاصة وعلى عجل .. فلديه من تلك المهام الجليلة الكثير.. أي مصير ينتظر تلك الطفلة، أي حياة ستعيشها بعد هذا اليوم، أي يقين ستسوقه الأيام إليها بعد الأن ، و أي حلم ستُصدّق ، و أي جفن سيغمض لها فى مقبل الأحزان !!...

من أين أتي هؤلاء؟.. مقولة لم يدري قائلها حينذاك بأنها ستمتد لتشمل مثل هذه الكائنات، آلات دمار شامل صنعتها الحكومة وأطلقتها متعطشة للدماء، يتحركون بأفكار لا تمت للانسنة بأدنى الصلات ويؤمنون بها، أُنتزعت ضمائرهم و أمتلأت نفوسهم حقداً و طمعا، لكنهم يستخدمون أدوات قانونية ، قتل و إغتصاب قانوني وبرعاية أمير المؤمنين وهو يباهي بأنهم سيستخدمون الجيش و المجاهدين و الخيالة للقضاء علي التمرد..

تمرد؟ ..
عانت دارفور الإهمال التام منذ عهد سحيق، لا صحة ولا تعليم ولا غذاء، تلك الأفعال لم تكن عفوا ، هي أفعال نفعلها لبعضنا البعض و مع سبق الإصرار و الترصد..

كانت سلمي تحمل كتب عديده جلها عن دارفور، و جميعها كتبها غير السودانيين ، قطعوا مئات الأميال .. أتوا إلي دارفور من كل صوب وحدب .. وقدموا ما أستطاعوا و كتبوا عنها .. بينما نحن هنا، نرفل في الرهق المعافى والمكابدات الحياتيه الصغيره والتى لا ترتقى أبدا لمقام الموت المنصوب فى دارفور، بل ولا ندري عن أمرها شيئا!!.. وكان هنالك من يحارب بإسمنا و يقتل بإسمنا ودونما تفويض غير صمتنا الجــــــــبان.

اخرجت سلمي إحدي المطبوعات التي تستعرض كتب عن دارفور ، كان كاتبها مستاء بقدرها حيال ذاك الصمت ، عنون مقاله هكذا “Genocide in Slow Motion” إستعرض كتاب” “A Short History of a Long War, by Julie Flint and Alex de Waal. كانا مُلمين بتفاصيل المأساة حيث ذهبا إلي دارفور وكادت فلينت أن تلقي حتفها هناك في العام 2004

Post: #398
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 05-10-2011, 11:47 PM
Parent: #397

سألت سلمي نفسها ما الذي كانت منغمسة فيه لهذه الدرجة في ذاك العام ، 2004 ما الذي ؟ ..
ما الذي جعلها لا تدرك حجم المأساة التي حدثت ولا التسمية الحقيقية لتلك "الأبادة الجماعية الغامضة" كما يذهب المقال إلي تسميتها بإسمها الذي وُلدت به و لقبها الذي فُطرت عليه ..
وتماما وكما تناولها جيرارد برنير في كتابه “Darfur: The Ambiguous Genocide by Gérard Prunier” ما زالوا يكتبون عن دارفور .. و عنهم هناك ، و عنا ، يُلقون باللوم علي أنفسهم حتي لتخال أنهم المجرمون ، يلومون عدم إهتمامهم الكافي ،وإكتشافهم المبكر لتلك المجزرة ، عدم التنبؤ بقدومها، و عدم فعل شئ لإيقافها ، وعدم فعل شئ للضحايا ما الذي فعلناه نحن " لنا" ؟ كل الذي نملكه تجاهها أن نعتذر عنها للإنسانية التي ندعيها و نكتبها في كتاب التاريخ ، تحت بند مأساة إنسانية أخري فقط هذا لا غير هذا مع التسليم التام لسيادة مجموعة معينة والخضوع لأحقيتها الكاملة بذلك و كأنما خُلق الوطن خصيصاً لها ، ليرثوا الأرض و من عليها.. توقفت سلمي طويلاً عند حوار المحرر مع مجموعة من النساء و الفتيات بقرية للاجئين قرب نيالا، لاحقهن الإغتصاب حتي هناك ، تربص بهن و أنقض حين خرجن ليجمعن الحطب ، سأل المحرر الأسرة لماذا تخرج النساء لجمع الحطب ما دمن أكثر عرضة للأذي و الإغتصاب ، كانت الإجابة بسيطة و سهلة ، كما الفعل الذي مارسته تلك المليشيات، وكما كرهت تلك الاجابه المفجعه .. لماذا يا الله .. لماذا ؟!! الأغتصاب أداة حادة أستخدمت للإرهاب ، إثارة الذعر و تشريد القبائل، هو فعلُ يبذر الخوف في نفوس الضحايا ويصبح السكوت موتهن البطئ . المرأة في دارفور _ إغتصابها حدث جلل وأثاره النفسية ممتدة لأسرتها و قبيلتها ومع ذلك أصبح خيارها الإغتصاب.. يخرجن لجلب الحطب فيُغتصبن فقط .. فقط! وما ذاك بأهون من أن يخرج رجالهن و أولادهن ليُقتلوا ..
وضعت سلمي سماعة الـ(سي دي) الذي أهداها إياة "حاتم" في أخر لقاء لهما، علها تهرب قليلاً من زحمة الأفكار المتلاطمة في ذهنها أتاها صوت المغني الرسول ليلثم أحزانها برفق:
علمينى الإحتمال
ونحن كيف نقدر نقاوم فى بلد ملّ الحِوار
صرخة بتموت فى المزارع وزيف مشتّت فى الشوارع
بين مداينّـا الكُتار
علمينى الإحتمال
ونحن كيف نقدر نقاوم هجمة الزمن التتار
وكيف نحصِّن ومضة الأمل البيشرِق كل مرة وفى إنتظارى ...
وكيف أجاوب عن هوانا لما يغلبنى السؤال
لما يتأرجح منانا بين مظنة وإحتمال...

Post: #400
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 05-11-2011, 10:56 AM
Parent: #398



إشراقه يا حبيبه ..

Quote: علّ العطش يسكن ولو قليلاً ياصديقى


لا يبدو ذلك إطلاقا ..
لا يبدو ذلك وهذا العطش يمحل فينا كل الخلايا ويمتد نحو الروح قليلا او يزيد ...
لذا ترينى منحازا أكثر لفكرة "البلع" خاصتك ..

سأعود "لأنثى المزامير" وكاجمل ما يكون الرهق اللذيذ إليك ..

Post: #401
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 05-11-2011, 11:30 AM
Parent: #400

الأخ العزيز خليفه موسي حمدان
تحياتى آ زول ..

أولا متابع وبأسى شديد بوست " التهميش " ..
وهذا العطش من ذاك أو من بعضه ..

Quote: العطش عدونا اللدود فى برارى كردفان ,, ياخى نحن نص مسرتنا بنقطعها شراب موية بس ( شفت الكلام ده كيف)!!,, عنوان البوست ارغمنى على الدخول مؤملاً فى الارتواء وايجاد بعض الحلول لمشكلة العطش الابدية عندنا , و لكنى لقيت بوستك عطش من نوع آخر ,, ده زى ( قروة ) عطشانها مابروى ,, يخسم يمين ( شفت الحليفة دى كيف)!! حليفة كردفانية, شربت بوستك ده من اولو لى نهايتو وما ارتويت ( جرعنى كؤوسا من هذه الروعة )..

عطشّتنا بالله شوف لينا طريقة نكتل بيها العطش ده



Quote: ياخى نحن نص مسرتنا بنقطعها شراب موية بس


Quote: ياخى نحن نص مسرتنا بنقطعها شراب موية بس


ياخى أكتب .. ما تكتب ياخ !!

Post: #402
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 05-11-2011, 04:43 PM
Parent: #401



لنا ..

تعالى ياخ رجعى لى تلك الوسامه القديمه ..
تلك الوسامه يا لنا ..
تلك الوسامه ..

قالت:
"انت مالك عامل فيها سمح كده !!"
فأسقط فى يده شمسذاك الميدان الشديد الازدحام بأمدرمان ..
فلاذ ب "جبون" و عسليتها المشهوره ..
علها تطفيء العطش الذى كان ..

Post: #403
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 05-12-2011, 07:27 PM
Parent: #402


يا إشراقه ..
وأنا على سفر وما فى يدى الا " أنثى المزامير "
ده شنو ده ؟!!
وودت أن أقول لك " أنا من هنا عبرت حين أرهقنى الصهيل "

أرهقك الصهيل يا إشراقه !!
ياخى مستفز جدا وقوفك وامتدادك فى الصهيل !!
قالها ذات عشق احدهم .. وأقولها الان

" مستفز جدا وقوفك وامتدادك فى الصهيل "

Post: #404
Title: Re: العطش ...
Author: توما
Date: 05-15-2011, 06:32 PM
Parent: #403

يبدو أن النيران الرحيمة إرتدت علينا يا مُشرف

فيا.. إشراقة مصطفي

إعلمي ..أنني الآن (بينما) أنثي المزامير إذ أضحت حديث الصباح والمساء وما بينهما

وسينتقل الحديث المتفق عليه.. في حينه



Post: #405
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 05-17-2011, 07:18 PM
Parent: #404


ايتها النار الرحيمه ..
كونى عشقا وسلاما على أنثي المزامير .. او كما يليق

Post: #406
Title: Re: العطش ...
Author: Ishraga Mustafa
Date: 05-18-2011, 07:02 AM
Parent: #405

Quote: ايتها النار الرحيمه ..
كونى عشقا وسلاما على أنثي المزامير .. او كما يليق



محمد وتوما
متشوقة اقرأ مابعثرته- أنثى المزامير- فى حقول قلبيكما
لا تلعوننى ففىّ مايكفى من اللعنات

اهديكما بعض جنون من مجموعة جديدة سماها قلبى (ملحمة الجبل) تنتظر بعض ماء يوماً
إن بها من عطش الكون مايكفى



بعد كفر



لنومتها الطويلة اساطير كهف
تصحو وانفاسها خيوط لصراط
تستعين به الماء حين يتيمم مسيلمة من رمل اهازيجها

طفولة منحورة
لامرأة شقّ العرقى ظهر حلمها
وماالعرقى سوى ان تجتمع امرأتان وثالثهما رجل؟
ومالرجل سوى بلد مقهور؟

وما... حبيتى سوى طمأنينتى لسراى
تجافى فاكهتى نومة الكهف
وتفيض حبيبتى
كانت تفيض
كانت تحيض من السماء
فى ليل الشتاء
فى الخريف مرة

ما اضيعنى ودمها ماء
ما احزنها وحصان لسانها انيمياء
يجنّ من لون الغضب
لون حزنى احمر تعرفه ولم اعرفها
لم اعرف
لن اعرف
فقد مضيت
وبقيت حبيبتى
تسبح’ بحمد اليقين على شجر
يعرف كاتب مجنون سره

ونادى على النساء
هيا.. إنها حبيبتى
تنام كآخر النجمات فى فجرى
وتصحو كرائحة شجر البن فى البرازيل
حبيبتى
انتظرتنى بخشونة رملها
ونادتنى..
ياحبيبى
ياهجرتى نحو الله و.. وطن
أدركنى
قبل ان تبلع الانفاق التاريخ والاناشيد وعشقنا
أدركنى قبل ان تنسدل ستائر
الذكرى الكثيفة
دخان وغبار حزين
(ومحمد معانا ماتغشانا)

اين ذهب الانبياء بحصانى
حبيبى.. قال
لسانها حصانها
حصانها أنا
أكبو ولا تكبو
تكبو بحزنى
وأنهض بها فى منامى
وأحكيها,
بان لا حجر لاربعة نساء
فى قلبى جبلٍ
تحط عليه طيورها الصغيرة
وتهزى باغنية
(قول ليهو يالطير الخدارى
قول ليهو نحنا مع الطيور المابتعرف ليها خرطة ولا فى ايدها جواز سفر)

خريطتها جسدى.. حبيبتى
وجسدها وطنا لىّ
أحتكره
أدير مؤامراته وحروبه
أخبىء ثرواته
واوزعها على نساء أربعة
لاحجر لهن فى قلبى
وحبيبتى بلا مال
بلا حسب
بلا..
بلا..
و...بلا شىء تزوجتها
فتربت قصيدة
خضراء دمنٍ
تسكرنى
ويفيض الضوء فيها
ويدلنى على الطريق
حيث خصوبتها
وخصوصيتها

تعيد للطبيعة توزانى
هنا شجر عاشق الصحراء
هنا بحر
يمارس الحب مع الشمس فى وضح الليل
هنا ليل يدير بطنه للنار
فتلد الليالى
طيراً آبابيل يعشق الفيل
الوحيد فى –برج فاتح- على شارع الذكريات
ونهره على الجلالات القديمة
وصدق امرأة فقيرة تفيض ب لا اله الاّ الله



حبيبتى
طوق نجاتى
وغرقى فيما تتركه كل ليل من نور على وسادتى
...
....
.
حبيبتى..
قالها بعد كفرِ
ومضى!




--------------
فيينا- ذات حصان

Post: #407
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 05-19-2011, 06:17 PM
Parent: #406



الأنبياء ديل ببالغو يا إشراقه ..
ولو بقت فى حد الحصان .. نحمد الله
وسبحانى الذى جعلنى ثالثكما؟!!

Post: #408
Title: Re: العطش ...
Author: Ishraga Mustafa
Date: 05-20-2011, 07:31 AM
Parent: #407

ابتساماتها كانت قد اسكتت بعض من العطش يامحمد
العطش ...
كيف نسكته؟ هناك وسائل عديدة ليس من بينها ان نشرب الماء

لك.. ابتسامتها


إبتسامتها


كانت فى السبعين شمسا

والمسافة بيننا جبلاً عاتياً من الحزر

والتوهمات

والخوف

فكانت اخرى وكنت كدلك

على حدين كنا

متجاورتين جلسنا

تتلذذ بالخبز الاسود الصحى

وإحتساء النبيذ

تتحدث الانجليزية

ويسوع يحدثنى عن جبل يزهر الآن فى كتفى

وعن بحيرة القمر

وعن قطية

تفوح رائحة قشها المبتل

فى مقهى على عروس الجبال انيزبورغ

غابة خلفها

فيها الناس سواسية

لم يغضب يسوع حين قلته

بانى ظنيت فقط ان الشعراء يكذبون

وبعض الكاتبات

كانت ماتزال


تتلذذ بالخبز الأسود


وأنتشى بحكاوى فنجان قهوتى



تتحدث برقة عصفورة

دعتنى ان اتسلق اشجارها السبعين

من اى بنات الارض انتى يا سمراء؟

من هنا؟

فيناوية سوداء

ضحكت

بذكاء لمع قلبها

ولم تسألنى عن سواد الهوية

وتواريخ الغضب الاسود

ثورة الحقوق قلنا

وكانت تقربنا من قالت هناك لاّ

لن اترك مكانى لبياض السلطة لا

الخامس والعشرون من نوفمبر

موسيقى تنبعث مرحبة بمقدم الشتاء

يحمل سلة عليها اوراق الخريق وماتساقط من صفق قلبى

فى نوفمير من العام

1940

كانوا هناك اهلك..

وهل ادفع الثمن الآن؟

ثمناً باهظاً أن ادفع ثمن انكسار النخيل

وانفراط نيلك عن شمال قلبك وجنوب روحك

رغوة الكبتشينو كانت تفوح بالاجابة المفتوحة على بطينها الأيسر




المرأة التى تتحدث الانجليزية حييتنى بابتسامة

وانفرج حجابى الحاجز

عن فضاء بين الجبال

المحيطة باصبع المدينة

انقشعت عن اشعار

ونار

ان العالم دافىء

كخبز امى

حين كانت لها يد غير مشلولة

المرأة ذات السبيعن شجرة

كانت اقرب

وكان حبيبى خلف الجبل ينتظرنى

وبهياً كان قلبى

صادحا كان نبضى

ودافئا دمعى

على وجه المرأة التى تتحدث الانجليزية

وتمدّ كفة قلبها وتحيينى

تنادينى..

ترافقنى

خلف الجبل

وتبارك قبلتنا الاولى

يسوع.. وانا


°°°°°°°°°°°°°°°°

مدينة انيزبورغ فى الخامس والعشرين من نوفمبر 2010 وموسيقى ترحب بمقدم الشتاء ... مدينة احبها كثيرا
وهى تبعد حوالى ستة ساعات تقريبا من فيينا, فى مقهى المسطولين والمسطولات بالفضاءات الراجمين والراجمات للفواصل اللونية
والعقائدية والأثنية والسياسية و....النوعية

Post: #409
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 05-20-2011, 09:00 PM
Parent: #408



Quote: و .. النوعيه



انيزبورغ دى حقو الواحد يعمل حسابو منها يا شروق ؟!
ولأن "الحشيش " مبذول لشاربه ..
ولأن الشتاء قادم ..
فقد تحتحت صفق القلب و صفق اللسان .. مع انو الايد الواحده ما بتصفق لكن "السطله" جابت الفرق
حينها هتفت ..
"وأراك الآن يا إشراقه كما أري ذاتى .. إذ ترى أنا أراك"
أو
كما
جاء
فى
مذكرات
عيد عشاب

..
انيزبورغ دى وين فى الاهل ؟!

Post: #410
Title: Re: العطش ...
Author: Ishraga Mustafa
Date: 05-21-2011, 09:39 PM
Parent: #409

كتبت له ذات مجون... قمر لحبيبها عيسى


Quote: قلت اركز لعوصفك..
اركز ويشيل الليل ريح الوهم والخوف
لم افعل..
لم اركز لعواصفك
ناديتها.. اعصفى.. اعصفى.. اعصفى..
ان عصفك حلومر, حلو كتهدجك على تبروكة جسدى
مر بخوفى.. بحزنى..
خوفى مر... حزنى أمرّ
اعصفى.. وأجذبنى نحو السماء..
ياعواصفه, احملينى فوق..
فوق.. عصفورة جنه تضاحك الملائكة الصبايا

قذفتنى
غيمة.. غيمة إنتظرت كثيرا وطويلا منذ نهر ميلادك,
عصفورة نار,
لهب فى منقارها..
عصفورة مجوسية,
تنمى فيك مالم يكتب بعد
أسمى فيك العالم سحما وله وجه طفل أو نبى
أنمى .. أسمى..
ولا.. استنمى عقلى.. قلبى عقلى
أنا انثى العشر, نبات ليلى يشرقنى فيك
وعلىّ يصب الحليب..
وينادينى .. يناديها.. افتح ياسمسمها..
افتحى ياسنار ابوابك للقادم من الجبل, من الغابة, من قلبى ..
افتح ياسمسمها..
فتحت وغنت القضارف مجد سواكن وجنون بحرها

فتحت..
هناك..
بين الغابة والادغال
بين البحر والصحراء
هناك حيث النعيم والجحيم
هناك أحجية الكتابات السرية والحان الواظا
هناك لون, عصارة لون تجاربك وخبراتك مع النساء
لونى انا..
هناك مرسمك,
وكهفنا,
هناك تغويك الحياة الحياة
هناك تغريك حكاوينا بسيرة العطش
فتحزم



-----------------
من رسائل صبابة قمر لعيساها

Post: #411
Title: Re: العطش ...
Author: توما
Date: 06-25-2011, 06:12 PM
Parent: #410

والعطش يا مُشرّف؟

والعطش!!!

Post: #412
Title: Re: العطش ...
Author: Ishraga Mustafa
Date: 06-25-2011, 09:09 PM
Parent: #411

على سيرة العطش يا توما
على سيرة الصحارى يا محمد




أنهم يشبهوننا ياحبيبى.. يشبهوننا كثيرا او يزيد


هى بنت حسيب يا (صعلوك) قلبى

او..

It is a just Nostalgia


اليوم كان صاخبا, فقد بدأ صاخبا على سيرة الحناء, على سيرة العمل الحنون للناس الحنونة, كل مرة احس بانى من لحم ودم, من روح, هبابة- امى لمناقد ام بنت حسيب.. بنت حسيب وما ادراك ما حسبة غنوتها لقريتها البعيدة التى تقدم لها الرعاية والعناية والحنان... عملى هو دقات الساعة, ساعة الزمن الذى احلم به, ان نكون والطبيعة اصدقاء..

لو رأيتها تقدل ياحبيبى لظنيت انها – مكفولة- للرحمة..

جلسنا – نقرمش- فى نبات برى... اكلت حنانك... النباتات البرية, شوكات عنبى البرى تنمو على قمة جبلك الصغير.. الجبل؟ اما زالت القطية فى مكانها والمرجيحة فى الوسط , مرجيحة انتصار الكتابة لانسانيتنا, الكتابة المتصالحة معها افعالنا... احادة حبيبتك ام واضحة والوضوح ابن الشمس الذى يعرف سر ليلتى تلك..

بنت حسيب وخريطة تحرك البنات نحو الشرق الاوسط للخدمة فى البيوت... لاستغلالهن فى سوق الجنس, المافيا المنظمة.. يالسماحتك ياربى, ها قد عادتنى دمعتى القريبة فى حدقات الانبياء... هل يتناقض الدمع مع المنطق و-طق الحنك- ابو كلاما كبار كبار؟ مالو الكلام الصغار صغار, عصافير الكلام بتدى الكلام معناه

طافت بذهنى... تلك المرأة التى قتلت صاحب العمل... وتلك التى قطعت زوجة صاحب العمل شفتيها, وتلك التى وجدوها مرمية فى القمامة.... القمامة كانت روائح الظلم... القمامة كانت حين تسد المنافذ فى وجه الفقراء.... يهاجرون, لاجل لقمة العيش, تقبض عليهم مافيا الاتجار البشرى وتبيعهم وتدور سلاسل الاستغلال... بلسم مرت بذات التجربة ومازالت فى السجن تنتظر الخلاص... خلاصها كانت سكينا غرزتها فى بطن الرجل الذى استغل ظرفها.. همها فى ان توفر قرشا لاطفالها.. تؤمن لهم مستقبلا... كثيرا من القصص التى سمعتها... بت حسيب تنظر فى وجهى مغسولا بالدموع.. احتضنتنى وبكينا... قالت لتخرج حمامة روحى من نواحها...

Your necklace is very beautiful like you

قالت وهى تدير – الكفتيرة- لتصنع الشاى الاندونيسى.. الشاى الاندونيسى غير


لم اتردد لحظة فى انزع القعد لتكون رقبتى اجمل.. اجمل كثيرا حين امنحه لبنت حسيب...كان اكثر جمالا فى عنقها الغزالى, رأيتك تغازلها ياصعلوكى, رأيتك تعض على شفتىّ الامل.. وريقك كان رذاذ السماء الجاكارتى. العالم سيكون جميلا لاجل بنت حسيب...وحبيبتك بنت العالم, العالم خلق فى الخرتوم- حبلت منه امنا الارض... لايهم ان كان فى جحر, فى غار او فى فندق أثير على ضفاف نهر عجوز..لابهم, فالعالم طفل جميل يفضح فرحة الارض حين نمارس الحب جهورا كقدسية التفاح وتفاحك حلالى وبلالى.

جلسنا جميعا بعد المهام الرسمية... جلسنا ليسألونى عن المهجر... الغربة.. المنفى؟ الارض صارت منفى, كل الارض منفى وملاذى هنا... اراكم وارى بوقو...على سيرة الجوع حكيت لهم عن بوقو.. الوجه الاندونيسى الطيب, التقيته ذات سنوات اولى علم.. على فكرة مازلت فى اولى علم.. والصين ليست بعيدة.. مهدى الآن ولحدى.. لحدى يضىء حين تمارسون افعال انسانيتكم على خطى امى.. خطى المرأة البائعة التى سألتنى بالانجليزية..

كنت اعود مساء زمانها.. منهكة والتعب يسكن جسدى المحفوف بغربته.. لم تكن المنحة كافية ولم يكن الواقع افضل عند اهلى.. سوف اجابد هذه الحياة الى ان تصالحنى وتعانقنى وتعرف ان الله واحدا وحبيبى يعرف توحده فى وريدى..

فى فترة تعلم اللغة تمنحنى البنت اللبنانية سندوتشا.. ريما الحلوة الانسانة,,, ريما طويلة وفارع انسانها.. قلت لهم...مساء اعود.. بعد ساعات من العمل المنزلى فى بيت اسرة ثرية, ثلاثة طوابق وبيت كامل تحت الارض اقوم بتنظيفه... فهل تظنون ان عاملات المنازل غير واعيات بواقعهن؟

لقد كنت اعرف انى مستغلة وان ما اقوم به من عمل اكبر كثيرا من تلك الاشلان التى منحونى لها.. ينفرّ ظهرى حين استلم المبلغ كل نهاية اسبوع.. حين اشترى ثوبا لامرأة قد اكون التقيتها مرة واحدة ولكنها تركت آثارها فى قلبى ووشمت عليه بالحب الكبير.... امى ايضا كانت تحتاج ثوبا.. امى ايضا منحت ثوبها لامرأة عابرة ذات زمن بعيد وكنت صغيرة.. امى كانت تمشى تبحث عن الضيوف من سوق المواصلات قبل ان يمتد الشارع من كوستى للابيض...اكثر اللحظات التى كانت امى فيها مشرقة وجميلة.. كانت دوما جميلة وسوف تظل اجمل النساء...

لا تظنوا ان النساء العاملات لا يملكن قرارهن... يمكلهن ولكنهن مضطرات.. مضطرات حين تلفظهم المدن الكبيرة واسواق العولمة... حين لا يكون هناك مخرجا سوى ان تشيخ احداهن سريعا... والشيخوخة ليست سوى تجاعيد على القلب و –كرمشة- الروح فى عز نهاراتها.
بوقو... ينادينى.. ثلاثة طلاب وطالبه صغيرة فى بداية طريقهم, ستعلمون ويعودون مثلى لبلادهم... روائح البهارات تلك لا يمكن ان انساها واكثرها حدقا كانت مزروعة فى نفوسهم الطيبة..

تعودت حين اكون جائعة ان امر عليه فى غرفته.. حال مايرأنى لا سنتظر, فهو يعرف بان نفسى عزيزة... بانى لن اسأل.. طفلا مرحا يبدو ويقول... لقد طبخنا كثيرا, هناك رز – بسمتى- الايرانى..وما اطيبة من طعام حين يمنحك الحب قبل كل شىء.. من يومها ظلت وسوف تظل صورة بوقو فى قلبى ولن انساه وانسى انور ويارا ... كنت التفت فى الشوارع لعلنى التقيه..

قالت لى بنت حسيب يمكن ان تلتقيه فى الفيسبوك... نحن مولعون بالتواصل..

انتم اكثر ولعا بالتهذيب والابتسام.. سبعة ايام لم ارى سوى وجوه مفرورة... فى الازقة, فى الشوارع العامة.. لم ارى سوى بشر يعرفهم قلبى... وشوقى وجوعى لبلاد تعرف قيمتنا كبشر..

على سيرة الفيسبوك مابتعرفى طارق ابوعبيدة يا بنت حسيب؟

ثم صدح طارق ابوعبيدة فى زقاق صغير, زقاق تجاوره محطة قطار وعجلاتى وبائع ليمون.... صدح طارق... وصار اكثر شبها بالناس هنا.. قلت لاحمد... احمد فى الثلاثين من عمره, يعمل من عشرة اعوام فى تنمية المجتمعات المحلية وتوعيتهم بحقوقهم حين يهاجرون حتى لا يتم استغلالهم... يضحك كثيرا ويتكلم انجليزية فارهة.. قلت له انت تشبه طارق.. هل يمكن ان ارى صورته؟ سألنى بشوق

ورأينا طروقنا ياحبيبى.. ضحك احمد.. ضحك كثيرا وقالت بنت حسيب ماكان يقوله من خلال قهقهاته الحلوة...

It is a just Nostalgia


قد تكون ولكنك تشبهه يا احمد.. فانت تضحك مثله وتحب الناس مثله

ولكنى لا اغنى وان حاولت سوف تظنين بانى اسد جائع فى غابة سومطرية.. ضحكنا مرة اخرى.. ضحكنا من جوه... وفتحنا- القلب ضلفتين- لهواء الله المعافى..

الهندية ذات الوجه الخالى من اى رتوش.. العالمة المتواضعة بدأت كثيرة الشبه بخالتى نورا القصيرة... خالتى نورا مدورة كبضيخة حمراء- مات فيها المهدى ركن- انها الحمرة التى لن يرفضها احد.. على سيرة الحنين... قرأت لهم الحنين.. لغوته... بالانجليزية كان اسهل... الانجليزية التى انبهلت وكأنى مانسيتها يوما حين عصرت عليها اللغة الالمانية بطوباتها.....اللغة الالمانية رجل!



Only one who knows longing

Understands what I suffer!

Alone and separated

From all joy,

I look to the heavens

In that direction.

Oh! He who loves and knows me,

Is far away.

I feel dizzy, and it burns

my insides.

Only one who knows longing

Understands what I suffer!



لا يعرف لوعتى الأّ من يعرف الحنين

وحيدا

منعزلا عن الاصدقاء

أرى قبة السماء

تدوخنى فى كل الجهات

آه..

من يحبنى ويعرفنى بعيدا

يحرق فى احشائى

فقط الذى يعرف لوعة الحنين يعرف حرقتى


محاولة بائيسة لترجمة اولى.. قلت لبنت حسيب... ثم قرأت لىّ سورة الاخلاص... وتعاهدنا ان نخلص لقناعتنا فى الانحياز للعدل والمساواة بين البشر..

انهم يشبهوننا ياحبيبى... يشبهوننا أكثر او يزيد


Post: #413
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 06-27-2011, 08:31 PM
Parent: #412

إشراقه و مى
وحشتنى ولعبتن بى ...

Post: #414
Title: Re: العطش ...
Author: توما
Date: 06-27-2011, 08:46 PM
Parent: #413

...

Post: #415
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 07-11-2011, 07:38 PM
Parent: #413

صباحك فاكهة للأغانى ..
يا أغانى ..
يا جنوب ..

Post: #416
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 07-11-2011, 07:44 PM
Parent: #415

" type="application/x-shockwave-flash" allowfullscreen="true" allowScriptAccess="always" width="640" height="390">

Post: #417
Title: Re: العطش ...
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 07-16-2011, 06:45 PM
Parent: #416



والامر يا إشراقه لا يعدو أقل من حراق الروح ليس الا ..
وربما الموات الوطنى/العاطفى مع رسوخ التجربه الانسانيه, ما يجعل من الامر أكثر خطوره
قرأت لكمال الجزولى هذا الصباح, نصا مدهشا أشبه بنعى كونى عظيم..
فتقت - نوعا ما - لتفقد هذا البوست, هذا العطش
ومى فى السودان ..
وأنت البعيده ..