|
Re: تابعوني سانشر لكم رواية الجنقو مسامير الارض التي تم حظرها في السودان (Re: الطيب شيقوق)
|
Quote : شيقوق ال "الملاين" دي معناه شنو؟
اوعك تعمل رايح Unquote
Quote عمو عمر الحق انا كان كان حكيت لراني دا بكري بخم البوست دا بوديهو الزبالة Unquote
شيخي الطيب الملاين ورت (ملحنه) في رائعة الخليل " في الضواحي وطرف المدائن " .. قال الخليل : ######ي ياجمجوم اصله خاين شوفو كيفن يبرا الملاين ...
وليس للملاين ترجمة (حضرية) .. فهي آخر حضارة لتجميع ما حول العانة من سبل .. بالاضافة الي الابطين وهي مناطق تنظف بالموسي عند الذكور وبوسائط ارق وادق عند الاناث والله اعلم ..
ولو كانت الكلمة زائدة كده والا كده لما سمح لها حماة اللغة الخالدين الطيب السراج ومحمد صالح فهمي بدخول الاذاعة
عمرعلي حسن
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تابعوني سانشر لكم رواية الجنقو مسامير الارض التي تم حظرها في السودان (Re: عمر علي حسن)
|
Quote: ياجمجوم اصله خاين شوفو كيفن يبرا الملاين |
احسنت يا خال - يلا اخد ليك انجمامة وخليني انا افسر ليهو زيادة كمان
الملاين: الاماكن اللينة و المقصود بها هنا الوديان و المنخفضات و السهول
يقول الحاردلو: نون بالنجيع يا سابل الأكمام اسبل سترك السابل علي النيام تيسن جك مغرب وبي الملاين حام جاهن وعافطنو وحيل سدوهن قام
و في الدوبيت تطلق كلمة "الملاين" ايضا على الاماكن اللينة من المرأة كما تفضل الخال عمر
قال أحدهم يخاطب حال محبوبته وهي تجني القطن (بتلقط في القطن) فقال
يا الله القطن تديهو نارا قدرو لاحجاز ولا يلقالو زولا احضرو كترت اللقيط الزول اقلل صبرو خرش جدي الريل في ملاين صدرو
و قال الحاردلو:
يارب يا إلهى ألبى الجمال خصاها شبريق الملاين شوفو كيف رصاها سلطان الغرام بالتيه على عصاها شنبانيها ريشة قلبى طب قصاها
شنبانيها: الشمباني السهم و المقصود اهداب العيون او سهامها
شبريق: الخطوط التي تظهر في المناطق اللينة من المرأة و بالذات افخاذ المرأة يقول البعض "المرة دى كرعينا مشبرقات" يعنى توجد فى افخاذها خطوط مختلفة الالوان و تستحب.
يقول بن الفراش :
بعد باكر نبيت الحوش محقق نجالس الوركو بالشبريق مشقق
و هذه الكلمة فصيحة و تناولها كبار شعراء الجاهلية و لكن من معني انها "الثوب الممزق" و حقيقة خطوط الشبرق في الاماكن اللينة من المرأة تبدو كالاجزاء الممزقة في الثوب:
و يقول امرئ القيس يصف ثوراً وحشى :
فادركنه يأخذن بالساق والنسا ... كما شبرق الولدان ثوب المقدس
المُقدّسُ: الراهب ينزل من صومعته الي بيت المقدس فيمزق الصبيان ثيابه تبركا به
ويقول ذى الرمة :
فجاء كنسج العنكبوت كانه على عصويها سابرى مشبرق
ويقول المتنبى :
وهز النوم حتى كأننى من السكر فى الغرزين ثوب مشبرق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تابعوني سانشر لكم رواية الجنقو مسامير الارض التي تم حظرها في السودان (Re: عمر علي حسن)
|
يا شيقا شيخ العرب ... سلام
والله الجنقو مسامير الأرض دي بقت لي زي القنبلة الذرية في البيت ... ما عارف ألبدا وين...
قبل يومين لقيت الولد الصغير قاعد زي الفار يبحت في أوضتي الخاصة ... لكن دا ما منو خوف لأنه لغته العربية تعبانة .... بس الخوف من الجماعة الدرسو كم سنة في السعودية ديل ..
يا أخي والله الواحد لو لقى فرصة يكتب ملاحظاته في هذه الرواية بأسلوب حضاري شوية ... تحياتي للأخ الكاتب الذي أبدع في هذه الرواية أيما إبداع وتحياتي لك أنت أيها الناشر العجيب.
أخوك ودهارون
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تابعوني سانشر لكم رواية الجنقو مسامير الارض التي تم حظرها في السودان (Re: الطيب شيقوق)
|
Quote: عافي منك امانة ما لفحتو لفحة دلو من الجمامة |
والله يا ود شيقوق أنا اتذكرت الحدية ذات خريف والوالد ربنا يديه الصحة يكون قاعد تحت شجرة النيم وفي طرف الميعة وبـ (يقشر) في السمك ويغسل في ميعته ديك وفننن يرمي ليك حواشي السمكة لـ (غادي) والحدية تعجبك ... كف تلفحها ليك مرات قبل توصل الواطه (الأرض).
شيخ العرب ود شيقوق والفاضل عمر علي حسن خيوط ود شيقوق هي من قبيل السهل الممتنع الواحد يدو تأكله على الكتابة لكن ينتع ويقول يا ولد دا شعرا ما عندك ليه رقبة أكملت الرواية واستمتعت بقراءتها إيما استمتاع وأنا مشكلتي متابط السياسة في حياتي كلها كان اتونست معاك في سعر البطيخ طوالي السياسة بتكون حاضرة لكن عبد العزيز بركة كتب روايته وكأنه يكتب سيرة ذاتية صور الواقع كانت حاضرة حضور قوي جدا جدا واستطاع أن يبين ارتباط الجنقو الشديد جدا بالأرض بصورة واضحة فليس في حياتهم سوى الذرة، والكجيك، والشجر والبحت وكل ما تنتجه الأرض
رجعت بالذكريات إلى أيام الجامعة ودراسة الجيولوجيا زرنا أم سقطة ودوكة وسالمين وغيرها من القرى هناك مرورا بالقضارف وقد أعجبنا أشد الإعجاب بالقطاطي ودقة صناعتها ونظافتها وحرصهم على تزيينها
سامحونا على خطرفاتنا هذه ولكن المقام يطيب لنا هنا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تابعوني سانشر لكم رواية الجنقو مسامير الارض التي تم حظرها في السودان (Re: الطيب شيقوق)
|
ود هارون
Quote: والله الجنقو مسامير الأرض دي بقت لي زي القنبلة الذرية في البيت ... ما عارف ألبدا وين...
قبل يومين لقيت الولد الصغير قاعد زي الفار يبحت في أوضتي الخاصة ... لكن دا ما منو خوف لأنه لغته العربية تعبانة .... بس الخوف من الجماعة الدرسو كم سنة في السعودية ديل .. |
ههههههههههههههههههههههههههههها الله يجازيك ود هارون على الطلاق ضحكتني نامن دمعت
Quote: يا أخي والله الواحد لو لقى فرصة يكتب ملاحظاته في هذه الرواية بأسلوب حضاري شوية ... تحياتي للأخ الكاتب الذي أبدع في هذه الرواية أيما إبداع وتحياتي لك أنت أيها الناشر العجيب. |
تسلم تسلم تسلم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تابعوني سانشر لكم رواية الجنقو مسامير الارض التي تم حظرها في السودان (Re: الطيب شيقوق)
|
استاذ جعفر
Quote: والله يا ود شيقوق أنا اتذكرت الحدية ذات خريف والوالد ربنا يديه الصحة يكون قاعد تحت شجرة النيم وفي طرف الميعة وبـ (يقشر) في السمك ويغسل في ميعته ديك وفننن يرمي ليك حواشي السمكة لـ (غادي) والحدية تعجبك ... كف تلفحها ليك مرات قبل توصل الواطه (الأرض). |
هسع الميعه دي البعرف ليك منو يا جعفر اخوى - الكثيرون يظنون انها تعني مايعة ويا ريت يودوها على ميوعة السحاب خايف يمشوا بيها على ميوعة ود امونة بتاع الجنقو
Quote: كان اتونست معاك في سعر البطيخ طوالي السياسة بتكون حاضرة لكن عبد العزيز بركة كتب روايته وكأنه يكتب سيرة ذاتية صور الواقع كانت حاضرة حضور قوي جدا جدا واستطاع أن يبين ارتباط الجنقو الشديد جدا بالأرض بصورة واضحة فليس في حياتهم سوى الذرة، والكجيك، والشجر والبحت وكل ما تنتجه الأرض |
هسع يا جعفر حاسي بيك داير تقلب البوست دا برضو سياسة لينا
Quote: رجعت بالذكريات إلى أيام الجامعة ودراسة الجيولوجيا زرنا أم سقطة ودوكة وسالمين وغيرها من القرى هناك مرورا بالقضارف وقد أعجبنا أشد الإعجاب بالقطاطي ودقة صناعتها ونظافتها وحرصهم على تزيينها |
ان شاء الله مريتوا بقرين وشفتوا الجبل بتاع الجير الابيض ليش يا جعفر ما يستثمر هذا الجير - لو شفتو - بشكل تجاري - انا ملاحظ المواطنين بجوا بخموا الجير منو ساااااااااى
Quote: سامحونا على خطرفاتنا هذه ولكن المقام يطيب لنا هنا |
حاشاك يا اخي العكس كلامك جميل وحلو ويا ريت تعود تاني تاني تاني تاني
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تابعوني سانشر لكم رواية الجنقو مسامير الارض التي تم حظرها في السودان (Re: الطيب شيقوق)
|
ود مساء سعيد وضاوي (ضاوي دي شوف ليها صرفة براك مع المساء)
Quote: ان شاء الله مريتوا بقرين وشفتوا الجبل بتاع الجير الابيض ليش يا جعفر ما يستثمر هذا الجير - لو شفتو - بشكل تجاري - انا ملاحظ المواطنين بجوا بخموا الجير منو ساااااااااى
|
هو الجير الرخيص دا بس تصور نحن لقينا مخلفات شغل تبع شركة مكاوي أو النيل الأزرق للتعدين مش عارف كانوا شغال تعدين في الكروميوم ودا على زمنا داك كان الطن بتاعتو تقريبا بـ 400 دولار ويتم تعدينه هناك بأسهل طريقة (والله تشبه شغل الجنقو ديل) تصور كل الحكاية إنك تجيب للعمال قفاف وتوريهم شكل الحجر وتحفظهم ليه كويس وتقول ليهم يلا قول بسم الله ولقطوا أي حجر بالشكل دا تعرف ليه وقف التعدين الساهل دا ... بكل بساطة لعدم وجود أي بنية تحتية ... لا كهرباء ... ولا موية والأنكى والأمر النقل والذي يتوقف تماما في الخريف يعني مجرد وجود عمال في تلك البقة من أرض السودان الواسعة بيشكل مشكلة كبيرة من ناحية تكلفة على شركات التعدين عشان تسقيه موية بس مشكلة ... وتصبح تكلفة نقل أي طن هناك وترحيله لبورتسودان تناهز سعره العالمي !!!
Quote: حاشاك يا اخي العكس كلامك جميل وحلو ويا ريت تعود تاني تاني تاني تاني |
بقيت محمد ميرغني عدييييييييييل . شكرا يا أخي على إطراءك الذي لا استحقه وبرضو حنعود تاني البوست دا والتاني أفوتم مفلق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تابعوني سانشر لكم رواية الجنقو مسامير الارض التي تم حظرها في السودان (Re: جعفر محي الدين)
|
الاستاذ جعفر
Quote: تصور نحن لقينا مخلفات شغل تبع شركة مكاوي أو النيل الأزرق للتعدين مش عارف كانوا شغال تعدين في الكروميوم ودا على زمنا داك كان الطن بتاعتو تقريبا بـ 400 دولار ويتم تعدينه هناك بأسهل طريقة (والله تشبه شغل الجنقو ديل) تصور كل الحكاية إنك تجيب للعمال قفاف وتوريهم شكل الحجر وتحفظهم ليه كويس وتقول ليهم يلا قول بسم الله ولقطوا أي حجر بالشكل دا تعرف ليه وقف التعدين الساهل دا ... |
والله اول مرة اسمع بكلام زى دا - كروم؟
وفعلا كلامك صاح المحل البتحكي عنو دا في الخريف ما بتتوصل وفي الصيف مافيه موية للعمال -
يا اخي الشارع الترابي الذي يربط سنار سنجة الدندر الحواتة الحوري قرين القضارف من اهم الشوارع وهذا الشارع ينقطع في موسم الخريف تماما بفعل الامطار ويبقى الوصول الى القضارف من سنار الا عن طريق مدنى الفاو ومن الحواتة للقضارف عن طريق المفازة وهذا ايضا ينقطع في موسم الخريف .
ايضا هنالك طريق مهم جدا ينقطع في موسم الخريف وهو الحواتة بازورا ومنها الى باندغيو .
كل هذه الطرق تمر بمشاريع زراعية واسعة للذرة والسمسم والدخن و محتاجة لبنيات تحتية بسيطة كتعبيد الطرق وحفر ابار للمياه .
طبعا قبل ايام صار الناس يتوافدون من بقاع السودان الى جبال العسمة وبية وبان للبحث عن الذهب وقد حصلوا على كميات منه .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تابعوني سانشر لكم رواية الجنقو مسامير الارض التي تم حظرها في السودان (Re: Bushra Elfadil)
|
QUOTE عبدالعزيز بركة كاتب متمكن وبيني وبينه مراسلات UNQUOTE
الاستاذ بشري
لا بد انك سعيد بمعرفة هذا المبدع البسيط الودود .. عرفته اليوم فقط وفرحت به فرحا سيبقي طويلا .. وحتما سابني معة علاقة متينة فمثله كنز ..
لعلك تعود بما تختزن وتثري جهدنا الذي وقف عند مسامير الارض ..
لدي محاور اخري غير القراءة التحليلية للرواية وهي تتعلق بحقوق المؤلف وما تتعرض له من غبن سواء من جانب الناشرين او من الوصول الاسفيري المجاني اليها .. ومحور لتسلط الرقابة الحكومية علي الفكر والابداع .. ومحور ثالث لحمل مبدعينا الي اضواء العالمية بالترجمة والنشر الاحترافي المتمكن ..
ساهم وادعو من تحب لنخرج شيئا يبقي ..
عمر علي حسن
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تابعوني سانشر لكم رواية الجنقو مسامير الارض التي تم حظرها في السودان (Re: جعفر محي الدين)
|
QUOTE الواحد يدو تأكله على الكتابة UNQUOTE
استاذنا جعفر .. أسأل الله أن يتواصل هذا (الاكلان) .. ولا يدوايه الا الاستجابة له ..
ثم مالها السياسة ؟ الا تري ان الرواية معزوفة سياسية .. ترفع لسماوات حكامنا وسياسيينا واقتصاديينا صورا من ظلام مفاهيم راس المال وتوجهه لزيادة ما عند من عنده اكثر .. الا ترانا نسير في طبقية تعيدنا بسرعة الي القرون الوسطي لنصبح اما اقطاعيين او عبيدا .. الا تري ان السياسة التي لا تستهدف العدل والمساواة وحسن توزيع الموارد والفرص وترقية حياة الانسان واسعاده هي سياسة جهولة وغشيمة وغاشمة ..
تعال الينا في ثورة الجنقو وقارنهم بمن رفعتهم العداله والمساواة وغيرها من القيم الانسانية الرفيعه الي صدارة الكون وجعلتهم الاعلي حضارة وعلما ..
تعال ما تبتعد قرب ..
عمر علي حسن
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تابعوني سانشر لكم رواية الجنقو مسامير الارض التي تم حظرها في السودان (Re: الطيب شيقوق)
|
رغم أن المقام عالٍ إلا أن أريحية أساتذتنا عمر علي حسن وود شيقوق وقامتنا اﻷدبية بشرى الفاضل أزالت عنا بعضا من حرج، وسنبقى هنا على أقل تقدير لتثمين ما تقومون به .. وبالفعل أستاذي عمر فقد حفلت الرواية بمفاهيم اقتصادية كبيرة إن تم تطبيقها في مجتمعات مشابهة لمجتمع الرواية فإنها ستفى بالغرض وستساعد في حلحلة المعضلة الاقتصادية التي ما فتئت تباعد الشقة بين طبقات المجتمع الواحد ... ولا شك أنها حشدت جدلا سياسيا خفيا أحيانا كثيرة وظاهرا في أحيان أخرى. وفوق هذا وذاك كانت مترعة باﻷخيلة والتصوير لشخوص الواقع وأحلامهم ... لهذا كله فقد استحقت الرواية الاحتفاء بها واستحق الكاتب المدح والتقدير ولعل هذا الاحتفاء هو تعبير عن رفضنا لحظر هذا اﻹنتاج والذي لم يفعل شيئا سوى أن قدم لنا واقعنا المرير بصورة جعلتنا لا نمل ولا نضجر من مطالعته عبر حروف ساكن التي سكنت القلوب.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تابعوني سانشر لكم رواية الجنقو مسامير الارض التي تم حظرها في السودان (Re: Abdlaziz Eisa)
|
وهذا هو الاخ طلحة جبريل يكتب من اميركا معلقا على رواية الجنقو مسامير الارض على صفحات سودانايل باسلوب نقدي ممتع حيث قال :-
أقر من السطر الأول، بأني لم أسمع بهذا الكاتب من قبل. كاتب نشر داخل وخارج السودان، لكن لم أقرأ له عملاً واحداً. تلقيت روايته المنشورة على الانترنيت، ووضعتها جانباً حتى يحين وقتها. هذا يحدث مع الكثير من الكتب بسبب مشاغل الحياة وتفاصيلها التي لا تهدأ. ذات يوم من ايام هذا الشهر الفضيل وجدت نفسي انتظر في عيادة طبيب. زيارة عيادات الأطباء من الزيارات التي نتعمد تأجيلها. طبعت رواية " الجنقو مسامير الأرض" وقلت لعلها فرصة لتصفح هذا العمل، في انتظار نصائح الطبيب التي نادراً ما أمتثل لها. هذا حالي وابنتي طبيبة، ترى كيف حال الآخرون. بدأت الصفحة الأولى، لكن لم اتوقف. الى حد أني طلبت تأجيل الموعد، وغادرت العيادة. قرأت الرواية التي كتبت في 184 صفحة ، من صفحات الطابعة دفعة واحدة. لم أتوقف. نقلتني الرواية الى بيئة لا أعرف عنها شيئاً، والى مشاهد وصور، كتبت بعناية شديد، في بناء روائي متماسك، وبلغة صاعدة وهابطة. تصعد الى قمم باسقة عندما يحاول الكاتب سبر أغوار النفس البشرية، خاصة أن شخوصه من اولئك الذي طحنتهم الحياة وظروفها والزمن وتصاريفه الصعبة. وتهبط لتنقل على لسان شخوصها مفردات عامية كنت أجد صعوبة في بعض الأحيان فهمها. أدركت وقتها أن "لهجتي" هي لهجة منطقة، لا علاقة لها بلهجات مع باقي هذا البلد المترامي الأطراف. بهرتني الصور، وبراعة التصوير التي يعتمدها الكاتب لينقلك الى مناطق شرق السودان، الى مدينة القضارف على وجه التحديد. ذات مرة ، ذات يوم ، ذات زمن. كنت رافقت والدي سائق القندران الى القضارف. ما زلت أتذكر، ان الحمالين (العتالة) الذين كانوا ينقلون جوالات الذرة، الى سطح القندران والترلة، كانوا يرددون أهازيج لها رنين. كنت أفهم بعض الكلمات وتضيع مني كلمات أخرى. لكن جملة من تلك التي كان يرددها اولئك الرجال الذين صلت أجسادهم شمس السودان الحارقة، كانوا يقولون " قضارف وربك عارف"، بقيت تلك الجملة عالقة في ذهني لا أعرف حتى يوم الناس هذا، ماذا تعني. أول ما لفت انتباهي في الرواية اسمها. ترى ماذا تعني كلمة " الجنقو". ومن حسن الحظ ان الكاتب وفي بداية الرواية شرح معنى هذا الكلمة التي استهوتني. فهمت ان " الجنقو" هم عمال زراعيين يأتون من الفاشر ونيالا ، الى مناطق شرق السودان، حيث يعملون في حقول الزراعة المطرية. وتتبدل اسماؤهم مع تبدل الفصول ومواسم الزراعة. هم في صيغة المفرد " جنقو" أو "جنقوجوراي". هؤلاء المطحونون، يأتون من دارفور ، للعمل في حقول الذرة والسمسم، في القضارف أو بلدات أخرى على الحدود السودانية الاثيوبية، على أمل ان يعودوا يوماً الى قراهم ومداشرهم يحملون "مالاً" ، لكنهم يبقون في مناطق النزوح ، يبددون ما يكسبونه في النهارات القائظة، في ليالي المتع الرخيصة. وتستمر حياتهم بهذا الايقاع، ولا يعودن ابداً الى قراهم. تبدأ الرواية بصورة صادمة. يقول لنا الكاتب إن " ود أمونة" طفل وجد نفسها داخل السجن، لان حكماً صدر بالسجن ضد امه، واضطر الصبي الصغير الذي كان في التاسعة من عمره أن يمضي عقوبة السجن معها ، لأن لا أحد يمكن أن يتكفل به خارج اسواره. وهو سجن واي سجن. سنعرف ذلك من المشاهد المتداخلة التي نقلها لنا الكاتب، على لسان شخصياته التي هدتها مصاعب الحياة، أو على لسان الرواي في بعض الأحيان. تبدأ الرواية بفقرة يلقيها علينا الكاتب بغتة، يقول " هذا ما تحصلت عليه من عدة حكاة ورواة، من بينهم حبيبتي ألم قشي (فتاة اثيوبية) والأم (أي أمونة)، مختار علي،الصافية، ود أمونة نفسه، مع بعض التدخل وقليل من التأويل والتحوير والالتفاف والتقويم والإفساد احياناً، لحكاية ود أمونة في السجن. هكذا تنطلق الرواية. نحن ومنذ البداية امام مأساة انسانية، طفل في السجن لأن لأ احد يمكن ان يرعاه خارج أسواره. طفل يجد نفسه وسط نساء منحرفات، جاهلات، شريرات احياناً، وبعضهن في السجن لانهن ارتكبن جرائم، بسبب الفقر المدقع، بل قل الإملاق. يتأقلم الطفل مع هذه البيئة التي تجسد كل التشوهات المجتمعية. عندما يسير في دروب الحياة، يجد نفسه وقد تحول الى شخص غامض. لا هو رجل وسط مجتمع الرجال، ولا هو منحرف مثل المنحرفين. رجل في منزلة بين المنزلتين. يقول الرواي "بيني وبين نفسي قدرت أن ود أمونة ولد ما نافع، زول يشيل جسمه بالحلاوة، ويكرش رجله زي البنات بالحجر، وما معروف تاني بيعمل شنو" لكن أحدى شخصيات الرواية، امرأة تدعى " أدي" ومن اسمها يبدو انها اثيوبية، تقول " ود أمونة دا أرجل زول في الحلة". ثمة لقطات يبثها الكاتب في ثنايا الرواية ، تؤكد تمكنه من ناصية الوصف. نقرأ مثلاً" الجو صحو والسماء زرقاء وصافية،كنا نجلس تحت الراكوبة الكبيرة أمام القطية، وهي اجمل الأمكنة للونسة وشرب القهوة، ولا أظن أن أول من أبتكر الراكوبة كان يعني بها شيئاً آخر غير الموانسة". او" استيقظنا مبكرين كعادة ناس البلد هنا، ينامون مع الدجاج ويستيقظون معه، ما عدا السكارى والعشاق يسهرون الى ما بعد منتصف الليل ويستيقظون مبكرين". ويصف منطقة القضارف قبل ان تتحول الى " مدينة" فيقول " كان البلد ما فيها غير المرافعين والقرود والحلوف والجنون، البلد كلها غابة كتر ولالوب ونبك". وفي مقطع آخر" الصافية دي فيها أنوثة مجنونة ، أنوثة وحشية، انوثة ######ة معوبلة". او هذه الجملة " الكلام عن النساء مثل اكل الموليتة، مر ، حارق ولكنه لذيذ". لكن اللغة احياناً، وربما لضرورات السرد والتصوير الدقيق للبيئة تتحول الى كلمات طلسمية، ربما لا يفهمها سوى أهل المنطقة او من خبر لغتها المحكية، مثلا هذه الجملة" شكرتنا الاثنين وتبعناها الى سوق الكجيك ، دفع لها ثمن رطلين من السمك الجاف الكجيك وكوم لكول، الفرندو وربع اللوبة البيضاء ، كراعات الشرموط ، لفتين المصران، وربع الكمبو" . اعترف أنني لم افهم شيئاً. كل ما أدركته ان الكاتب يتحدث عن "مأكولات" البؤساء ن اولئك الذين نطلق عليهم في لغة السياسة" البرولتاريا الرثة" لكن من هو صاحب رواية " الجنقو..مسامير الأرض"، الرواية التي منعت من التداول، ربما بسبب ما يعتقد البعض انها جرعة زائدة من"الإباحية". متى كانت لغة " الواقعية السحرية" في الأدب محتشمة؟. سألت سليم عثمان القابع في قطر على أمل أن يعود الى "الوطن الحبيب اللعين" ، إذا كان يعرف شيئاً عن هذا الكاتب، احالني على رابط لاقرأ فيه، ان " عبدالعزيز بركة ساكن" كاتب الرواية ، ولد بمدينة كسلا شرق السودان، من أصول تنتمي لإقليم دارفور، درس الجامعة بمدينة أسيوط ، يكتب الرواية و القصة القصيرة، ولديه من الأعمال الروائية : رواية "الطواحين" ورواية "رماد الماء " ورواية " زوج امرأة الرصاص وابنته الجميلة" ورواية "الجنقو مسامير الأرض" التي حازت على جائزة الطيب صالح للرواية في العام الماضي. مجموعة قصصية بعنوان على" هامش الأرصفة" ومجموعة اخرى بعنوان "امرأة من كمبو كديس" ومعظم هذه الأعمال ممنوعة من التداول. ثم وجدت كذلك نصاً كتبه الكاتب نفسه يقول فيه" معظم كُتاب العالم الفقير ممتحنون، أما محنة الكاتب السوداني فهي الأعمق والأغور جُرحا، من جانب خلق المادة الفنية، ثم طباعتها ثم نشرها، ثم نقدها... دعنا نبدأ بمحنة التأليف، حيث تلعب اللغة دور الممتحن الأول، فاللغة التي يفكر بها الكاتبُ كما هو معروف هي لغة المخاطبة اليومية ولغة حياته الشخصية والعامة، أي لغة المكان و الزمان، وهذه اللغة في السودان هي العاميات السودانية المشتقة من اللغة العربية ولهجاتها وكثير من اللغات المحلية القبلية، و صلة الأديب السوداني باللغة العربية الفصحى في الغالب هي صلة تعلم مدرسي واحيانا صلة عمل، أقصد لغة مكاتبات وتدوين أو تدريس وصلة قراءة. وعندما يبدع كِتابيا، مطلوب منه أن يستخدم اللغة العربية الفصحى، أي اللغة التى لا يفكر بها، أي مطلوب منه أن يفكر بلغة ويكتب بأخرى، بالتالي يعاني ذلك المخاض التحويلي الهدمي البنائي، الذي يعمل على مستوى الصورة و الفكرة و الأحساس بالشيء. والمحنة الأخري، بعد أن ينجو ذلك الكاتب المسكين من براثن اللغة، ويكتب نصا، عليه أن يراعي شيئا غريباً جدا، وهو الأخلاق المُعْلنة على أنها الأخلاق الرسمية للدولة، وأعني بالمعلنة أنها المعلنة وليست بالضرورة أخلاق الشُعوب السودانية. ليس بالسودان كُتاب مارقين وليسوا مثل كافكا الذي يقول ذات نشوة" الكتابة مكافأة عذبة رائعة، لكن مكافأة على ماذا"؟ " الناشر الذي يقوم في الغالب بنشر أعمالي هو مكتبة الشريف الأكاديمية، لدي اتفاق غريب معه، وهو ان يعطني ثلاثين في المئة من الكتب التي يقوم بطباعتها، على أن أوزعها بطريقتي الخاصة. بالرغم من أنني حتى الآن لم اجن شيئا من الكتب التي اقوم بتوزيعها بنفسي في مدن وقرى السودان الظن العام في ان الكاتب يكتب تجاربه و مغامراته لا غير، وإلا من اين له بكل تلك الحكايات الضالة". هذا ما كتبه الكاتب عن نفسه. كاتب من دارفور يكتب لنا عن تفاصيل حياة " الجنقو" في " قضارف ربك عارف". شيء مدهش. هذا هو وطننا، بلد مدهش.
المصدر
http://www.sudaneseonline.com/index.php?option=com_content&vi...6-10-10-27&Itemid=55
| |
|
|
|
|
|
|
|