المثقف السوداني: هل هو كلب حراسة للسلطة؟!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 01:30 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-06-2010, 03:15 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المثقف السوداني: هل هو كلب حراسة للسلطة؟!

    لغرامشي كل الشكر، ولكن للأسف ليس أمامنا من سبيل لإعلامه بنص هذا الإيميل: (إن المثقفيين العضويين يعدون بأصابع اليد في تاريخنا الإنساني المعاصر. ونكاد، من فرط تشككنا، أن نكذبك على ذلك التجريد المتصوف، كما نرى. أما صديقك بول نيزان، غفر الله له، فيحتاج إلى من يبعث له في قبره تنويها بأنه لم يصف المثقف ـ غير العضوي ـ حق وصفه، فجنى على الكلاب، ومهنتهم الشريفة والوفية للإنسان)!
    مناسبة هذا التجديف هو أن بعض ذهننا القومي يفترض أن المثقف مثقف، والسياسي سياسي، وما بينهما إلا التنائي. وهذا الإفتراض النظري أشبه بمقولة الشاعر الإنجليزي روديارد كبلنغ التي فحواها أن الشرق شرق، والغرب غرب. وبرغم أن تفكير كبلنغ الإستعماري لم يقف عند حد مقولته، إلا أن بعض حراس نظرية التصادم الثقافي من العرب والمسلمين توافقوا معه على عدم اللقيا بين الجغرافيتين، وذلك في محاولة آيدلوجية، منه ومنهم، تكرس قطع الوصل الحضاري بين الأمم، برغم أن الواقع يكذب كبلنغ ومن لف لفاته.
    إذا حاولنا تجسيم علاقة المثقف بالسياسة، أو السياسي بالثقافة، فمرجو فينا الإستعانة بعنوان ديوان شاعرنا الفيتوري (شرق الشمس، غرب القمر)، مع بعض التحوير في المعنى. فالسياسي يستمد من شمس الثقافة وضوحها القاطع، فيما يأخذ المثقف من قمر السياسة (القدرة على المداورة دون الخفوت في ظلام السلطان). ومن ما بين مزايا الشمس والقمر يتواصل غرف السياسي والمثقف من معين سلطة المقدرات السياسية، وسلطة المقدرات الثقافية، من دون أن يعني ذلك أنهما يسيران في خطين متتوازيين. فما قلنا السياسي إلا لأن وسائل عمله تختلف عن وسائل عمل المثقف. سوى أن هؤلاء المثقفين، وأولئك السياسيين، يمتحون من بئر واحدة: الإستقامة في النظر للمصالح العليا للبلاد، والأقليم، وقيل ثم من قيل كل الدنيا.
    طبعا لا يختلف إثنان على أن طبيعة العمل السياسي البراغماتية لا تستهوي الكثير ممن نسميهم مثقفين، وبالتالي يبتعدون عن الإنتماء لمنظومات العمل السياسي، خصوصا المؤدلجة. وفي ذات الوقت لا تسعف القدرات الإبداعية المكتسبة بعض ممن نسميهم سياسيين في إحراز الصيت نظير العمل عبر المنتجات الثقافية.
    هناك مثقفون جربوا العمل السياسي، ولكن النجاح الذي أصابوه ضئيل للغاية، وكثيرا ما يخرج المثقف نادما من هذه التجارب. وفي العالم المتمدين عرفنا رؤساء ووزراء جاءوا إلى هذه المناصب من خلال بوابة الثقافة ونذكر على سبيل المثال الرئيس الفرنسي السابق فاليري جيسكار ديستان الذي كان روائيا، وكذلك وزير الخارجية السابق فرانسوا دينيا شاعرا، ووزير الدفاع السابق فرانسوا ليورنارد، ووزير العمل السابق ميشيل نوار يكتب الشعر، وكان الوزير دومنيك دوفليبان كاتبا مسرحيا وشاعرا. ونذكر أيضا الكاتب المسرحي هاتسلاف هافيل الذي صار رئيسا لتشيكوسلوفاكيا. ويذكر في هذا الصدد المثقف توماس جيفرسون، والذي هو واضع الدستور الاميركي وكاتب مسودته وكان يبلغ حينها 32 عاما، ولا يقلل مناهضة جيفرسون لتحرير العبودية، عبر الدستور الجديد، من مرجعياته الفكرية التي مهدت للولايات المتحدة حسما للصراع الداخلي التي كاد ان يفرق ولاياتها ايدي سبأ. ومثال جيرفرسون، والذي صار فيما بعد رئيسا لدورتين، يندر بين السياسيين ذوي الخلفية الثقافية فهو فيلسوف، ومهندس معماري، وعالم حفريات، وعالم آثار، وبستاني، ومخترع، ومؤسس لجامعة ولاية فرجينيا وزعيم سياسي، فضلا عن أنه درس القانون ثم صار محاميا.
    وبالتجارب العربية، والإسلامية، والافريقية، والسودانية، هناك من جمع بعض النجاح في العملين السياسي والثقافي، سواء على مستوى المنظومة الحزبية، أو من خلال تجارب حكومية. والحال هكذا فإن مثقف الحزب، وسياسيه، يكملان بعضهما البعض. كما أن سياسي السلطة ومثقفها يلعبان نفس الدور، سواء في الحكومة الديمقراطية، أو الشمولية. وإذ يسعى الأديب العربي القومي، أو الماركسي، أو الإسلاموي، أو الأنصاري، أو الختمي، لدعم حزبه فإنه إذن يؤدي دورا سياسيا. وإذ يجمل السياسي تماثيل المشاريع السياسية المنحوتة بأزاميل ثقافية في عيون المواطنين، فإنما هو يخدم، إن كان يدري، أو لا، آيدلوجيا الثقافة التي وظفته أميرا، أو وزيرا، أو ملحقا إعلاميا. والأمر ينطبق أيضا على المستقلين من السياسويين والثقافويين. فالإستقلال يعني أنه درجة من الوعي بعدم وجود مبرر للقناعة بفكرة سياسية ما. وعندئذ يغدو السياسي اللامنتمي، والمثقف اللامنتمي، عنصرين فاعلين في نقد خطأ التجارب السياسية المؤدلجة. ويصدق المفكر بول نيزان أن الكثير من المثقفين، غير العضويين، يقومون بدور كلب الحراسة بالنسبة للسلطة. وربما لا يصدق نيزان حرفيا إذا عرفنا أن الكلب أكثر وفاء لمخدمه حين مقارنته ببعض المثقفين الذين كوفئوا بالتوزير. إذ أن الكثير منهم، حين ينقلبون على السلطة، يعضون اليد التي أطعمتهم سابقا.
    في حوار مع الاستاذ حيدر قاسم رأى أن للثقافة "محيطها الحيوى المتصل والمختلف نوعا وكما عن السياسة...وهي بهذا وبحكم تقديري مؤسسة لها تدوارها الخاص، وللمثقف طرائقه المختلفة في التعبير عن أحوال وهموم المجتمع ...عن الناشط السياسي." وحاولت أن أبين له وجهة نظري المعارضة لرأيه فقلت له:
    "1ـ التصور الذي إنطلق منه مؤداه أن هناك رابطا عضويا بين الثقافة والسياسة، خلافا لقناعاتك التي إحترمها. بيد أن الضرورة تلزمنا توضيح هذه الفروقات بين الفعلين السياسي والثقافي، والنظر إلى جوهريتهما، إن كان لا بد من ذلك، لنرى حجم التضاد، أو حجم التواءمأ التجاذب.
    2ـ لا أحاول هنا العودة إلى المراجع لتحديد ماهية الثقافي، أو معرفة تخوم السياسي كي أتلمس إمكانية الفصل أو حد التضام بينهما، أو حتى عدم الإمكانية. ولكني أفضل أن أنطلق هنا لتحديد علاقتهما الضمنية، من خلال إستقلاليتي، للنظر إلى كليهما، بوصف أنهما ( السياسة والثقافة) يحددان لي، مجتمعين، مجالا للنظر أقر بقناعتي به: المجال السياثقافي، حيث به أعني مجال التشابك العميق بين فعل المثقف وسياسته، مبدأيته وإبداعيته، إنسانيته وإنتهازيته، وطنيته وشموليته، إلخ. مع الرجاء ألا تفهم (لا وطنية) المثقف في إطار الفهم السائد الذي يخون المثقف في تفكيره ومواقفه، عنيت وطنيته في مقابل شموليته بحسب أن هناك مثقفين يخدمون (السلطة الوطنية الشمولية) دون الإعتبار إلى قناعتهم بمقاومتها من أجل إحداث التنوير، والحرية والديمقراطية، وغيرها من الرغائب التي نريدها لشعبنا.
    3ـ إذا فهم أن هناك خلافا بينا ً بين (المنتجات الثقافية: شعر، أدب، نقد، غناء، تشكيل، إلخ) و(المنتجات السياسية: عمل الأجهزة التشريعية، والتنفيذية، والقضائية، الإعلامية، إلخ) فإن ذلك الفهم من جوهر الحقيقة. فللمثقف المنتج أدواته، ومجال بحثه، وللسياسي المحترف أيضا ما للمثقف.
    5ـ لكن السؤال الأساسي هو: من أين يستمد المثقف المنتج، والسياسي المحترف مرجعيتهما الإخلاقية والمعرفية؟ وهل من الإهمية لكليهما أن ينطلقا من هاتين المرجعيتين؟
    ـ قناعتي الخاصة أن المثقف، وما دام هو المحكوم بالمرجعية المعرفية والأخلاقية، فهو سياسي، بواقع حاله ككائن حي يتأثر بما حوله، وكمبدع يواجه السلطة دائما في منتصف الطريق: يواجهها حين تحرم عليه الديمقراطية، وحين تفسر عمله لتكون ضده في الحياة والممات، وحين تفرض عليه شروطا للكيفية التي تأتي بها أعماله، وحين تفرض إطارا فكريا صمدا للمؤسسات الثقافية التي تطرح عمله. آنئذ على المثقف أن يوافق على هذه الشروط والمطبات ويقنع، أو عليه أن يقاوم هذه السلطة.
    6ـ ولئن كان المثقف، أي مثقف نتفق على حيازته هذا التمييز وسط مواطنيه، كائنا معرفيا، بالدرجة الأولى، فإنه يبقى سياسيا من الطراز الفريد، سواء إتخذ موقفا من السلطة أو لم يتخذ. والمثقفون الذين تراهم يا صديقي يبتعدون عن السياسة إنما هم سياسيون بمكر وحذاقة معا، ما برحوا يؤمنون على حرص على سلامتهم الأسرية، والمعيشية، والفردية، والوظيفية، إلخ.
    4ـ أما إذا لم نمارس تجريدا في العلاقة بين ما تسميه (المحيط الثقافي، الحيوي، المتصل) و(المحيط السياسي) وبالتالي تحدثنا عن واقع السياسة والثقافة في السودان، فإن الإنفصال، أو الفصل بين المؤسسات الثقافية، والمؤسسات السياسية غير مرئي البتة، على طول تاريخ وجودنا السودانوي.
    الغوص على السطح، وما تحته بأمتار، قد ينبئ عن ثمة علاقة مفتقدة بين عمل مؤسساتنا الثقافية والسياسية، ولكن حين (التحفير الآركيلوجي) يتضح لنا علاقة أنظمتنا الثقافية بمستوى تفكيرنا المجتمعي، والعكس. وبالنسبة للثقافة الشعبية، أو مجهودات المبدعين الفردية التي لا تجد طريقا للعرض في الأجهزة الثقافية الرسمية، فإن الملمح الأساسي لهذه الإبداعات إنما يعبر عن تاريخ صراع البيئة مع الزمان. هذا الصراع، إذا تفحصناه بمنهج علم الإجتماع، فهو جدل الإنسان مع أنظمته المعرفية لتحقيق السعادة التي يرنوا إليها. إنه جدل الدين، والسحر، والفن، والمسدار، والحكايا، والأسطورة، والنحت، مع فضاء المكان السياسي، مهما كان تواضعه.
    5 ـ وإذ تضع أنت (الناشط السياسي) كمقابل لمن هو يحرك العمل الثقافي فإن ما يلزم هذا الناشط السياسي هو المعرفة عامة، والسياسية خاصة. ولكن للأسف وجدنا أن المثقفين هم الذين حكمونا وحكموا السياسة، وأن السياسيين هم الذين حكمونا وحكموا الثقافة. بهذه الخلفية يكون من الصعب أن أكون مثقفا للتنوير دون أن أكون قادرا على فهم السياسة وتنوير الناس بـ (مخالب قططها). كما أنه من الصعب يا صديقي أن تكون سياسيا عاملا للتقدم المجتمعي دون أن تكون قادرا على فهم الثقافة، وتنوير الناس بها وتوظيفها في عملك، وإلا فإن (السياسيين/المثقفين) متدرعين بشذى الثقافة ومعرفة السياسة سيهزمون مشروعك. وعليه يبقي الفصل التجريدي بين هذين المحورين الإجتماعيين اشبه بالحرث في النهر، وتفضح سياستنا وثقافتنا محاولات الفصل الواقعي بينهما."
    بتفسير ما يمكن القول إن أزمة العالم الثالث تتعلق بفشل المثقفين أكثر من السياسيين، وكذلك يصح القول أنها تتعلق بفشل السياسيين دون المثقفين. هاتان المعادلتان لاسباب الفشل الملاحظ في غياب المشروع السياسي الوطني، المتفق عليه، منذ الاستقلال لا تعطي المثقف صك براءة لما تم إهداره من وقت لخلق الوطن الديمقراطي. وفي ذات الوقت لا تعفي السياسي من مسؤوليته، من موقع أنه من النخبة التي تسايس وجودها بالمعرفة، أو الكياسة.
    يقول الدكتور خالد محمد فرح، الكاتب النشط وسفيرنا بالسنغال، إن "ثمة ملاحظة جوهرية في نظري أود أن أبديها هاهنا، وهي أنَّ ضحايا الاضطهاد من ممثلي " التيار العام " من المثقفين وأصحاب الرأي عموماً، لا يجدون حظهم عادة من التنويه بهم، أو الاستشهاد بما يحيق بهم في سبيل الدفاع عن آرائهم، في سياق الخطاب الطاغي النبرة الذي يتناول موضوع العلاقة بين المثقف والسلطة بإلحاح في الوقت الراهن، وخصوصاً في مجتمعاتنا العربية الإسلامية. إذ لا يكاد أولئك الذين يتطرقون بكثرة لمسألة العلاقة بين المثقف والسلطة يذكرون على سبيل المثال ما تعرض له الإمام أبو حنيفة النعمان، والإمام مالك بن أنس من تعذيب وضرب وحبس على أيدي العباسيين، كما لا يكادون يذكرون البتة مكارثية المعتزلة الحقيقية وتحريضهم الخليفة المامون على اضطهاد الإمام أحمد بن حنبل وحبسه وضربه بسبب مجرد اعتراضه على مقولة "خلق القرآن" ، ومحاولة فرضها على جماهير المسلمين بواسطة السلطة الزمنية القائمة يومئذ. وهاهنا تلوح شبهة التطفيف واللامبدئية في النظر والتناول"
    الحقيقة أن الكاتب إذ هو يلوم المثقفين لعدم الإشارة إلى نماذج المثقفيين العضويين في العالم العربي إنما يلحقه اللوم أيضا لكونه لم يشمل في ملاحظته الجوهرية الظروف التي عاني منها المثقفون السودانيون على أيدي المثقفيين الإسلاميين. وهو إن قصر الإشارة إلى فترة الإستعمار، فتاريخ ما بعد إستقلالنا يعج بنماذج الحرب الداهسة للبلاد بين هؤلاء المثقفيين. وليس هناك مثال أسطع من المواجهة التي تمت بين الاستاذ محمود محمد طه والأصولية الدينية التي قتلته، وعادت للجلوس على عرش الحكم السوداني لتذيق المثقفين الذي يخالفونها الرأي سوء العذاب. ومهما كانت الوسيلة التي إتبعتها هذه الأصولية سياسية إلا أن المرجعيات التي إنبنى عليها حكمها الماحق على المثقفين ثقافية بالدرجة الأولى، وأن الذين طبقوا هذه المرجعية (الإسلام السياسي) إنما هم مثقفون بحكم تلقيهم للعلوم الثقافية والسياسية، وبحسب أنهم طرحوا أنفسهم كدعاة للتغيير عبر الأدوات الثقافية. بل أنه ليس هناك ما يمنع الترابي، ويس عمر الإمام، وعلي عبدالله يعقوب، وأحمد عبد الرحمن، وغيرهم، من حيازة لقب المثقف بمعناه التقليدي، وليس بالمعنى الذي يعرف به غرامشي المثقف العضوي.
    صحيح أن الوضع الحرج الذي ينطلق منه كاتبنا السفير من الخطورة بمكان، حيث لا بد أن هذا الوضع يملي عليه أن يلوذ إلى الماضي العربي الإسلامي البعيد للحصول على أسماء علماء حتى يستند على محن إبن حنبل وأبو حنيفة والإمام مالك ليدلل على التعذيب الذي لاقوه على أيدي العباسيين. ذلك الوضع الحكومي إستلزم على السيد السفير عدم الإشارة إلى أسماء سودانية تعرضت في العقدين الماضيين إلى أنواع التعذيب التي لم يكن يحلم بها إبن حنبل. وربما لو أشار الدكتور الكريم بالإسم إلى المثقفيين الذين تناوبوا على بيوت الاشباح أمثال الدكتور فاروق محمد إبراهيم، والذي عذبه تلامذته النافذين الآن، لكان مقاله أكثر قدرة في إقامة الحجة على شكل العلاقة بين المثقفيين والسلطويين المثقفين. وحقا لا تنقص ملاحظتي هذه من القيمة الطيبة لمقال الدكتور الفاضل الذي يوازن بين عطائه الدبلوماسي ـ في زمن صعب ـ وعطاء ذاته المستنيرة التي لا تقلق على التوليف الدائب بين التذهيين الدبلوماسي في الزمن الشمولي والتذهيين الثقافوي الشريف. ولكن، على أية حال، تنهض مجهوداته الكتابية الراتبة على طرح السؤال حول إمكانية الدبلوماسيين المثقفيين، أدبيا، وشعريا، في التوفيق بين خدمة الدبلوماسية التي (تزيتها وتشحمها) موجهات سلطوية عقائدية، وخدمة الذات المبدعة التي تعمقها المعرفة الحرة التي لا تحدها قيود.
    حقا أننا أحيانا نضع مقاربات منهجية ونقول (علاقة المثقف بالسلطة) أو ( جذور الصراع بين المؤسسات السياسية والثقافية) وغيرها. ويكون لهذا الفصل الإجرائي لهذه المقاربات قيمته لو أنه حاول تنبيهنا للنظر نحو المثقف من زاوية دوره الذي رسمه له المفكر الأيطالي أنطونيو غرامشي (1891 –1937) والذي نادى بعضوية هذا المثقف على أعتبار أنه دائما يؤدي دورا نقديا مستمرا لأوضاعه المجتمعية حتى لو أدى ذلك إلى سجنه أو موته. ولكن يبدو أن القول بعضوية المثقف لا تعفي من القول بعضوية السياسي، ألهم إلا لو حسبنا أن السياسة ضرب من البراغماتية ما يعني أنه يمكن التركيز على نبل الغاية بواسطة الوسائل التافهة مثلا.
    ففي عالمنا الحضاري الذي يستند فيه الأفراد والجماعات إلى منظومة عقدية أخلاقية تتم المطالبة دائما بالخلق القويم للوزير، والتاجر، والمهندس، والفقيه، وبائع الخضر. ولا يمكن، إنطلاقا من هذه القيم التي ننادي بها، أن نطالب التاجر بالأمانة، وعدم الجشع، والصدق في الميزان، ونحض المهندس المقاول بعدم الكذب، وفي ذات الوقت نعفي السياسي من تمثل مثل هذه القيم الدينية عند ممارسته للسياسة لمجرد أنه سياسي، وبالتالي يحق له هذا الإعفاء إتباع تخريجات المفكر الفرنسي نيكولو مكيافيلي(1469 -1527) والذي قال بتبرير الوسيلة عند نشدان الغاية.

    (عدل بواسطة صلاح شعيب on 01-07-2010, 06:37 AM)

                  

01-06-2010, 11:43 PM

خضر الطيب
<aخضر الطيب
تاريخ التسجيل: 06-24-2004
مجموع المشاركات: 10290

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني: هل هو كلب حراسة للسلطة؟! (Re: صلاح شعيب)

    Dear / sala7

    What u have writing means alot and is realy valuable .

    it displays profound knowledge

    and experince

    I hope ur message will get to those who , supposedly , are the elite

    in stead of beign the leaders of the community , they are sleaves to the authorities.

    despite the fact that some of the cultured got hooked up in the dirty world of

    politics , it remains a fact that politicians are politician and journalist are journalist
                  

01-07-2010, 00:24 AM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني: هل هو كلب حراسة للسلطة؟! (Re: خضر الطيب)

    شكرا الزميل خضر الطيب
    وسأعود للتعقيب
                  

01-07-2010, 04:35 AM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني: هل هو كلب حراسة للسلطة؟! (Re: صلاح شعيب)

    سلامات
    وكل عام وأنت بخير .
    أستاذ صلاح شعيب .
    صلاح زولنا المثقف والسياسى الحصيف
    ثاقب البصيرة . كلامك مرتب يا أستاذ .
    ..
    والله يا أستاذ صلاح المثقف حقنا أظنو دأش
    فى الدوشات الحصلت فى الدنيا فى ال 20 سنة الفاتت دى .
    .. بعدين يا أستاذ صلاح معليش انط من هنا لى موضوع تانى . عن المثقف فى العالم
    كلو . المثقف هسع جايط ومربوك .. وما هو عارف الحاصل شنو .
    عليك الله يا أستاذ كدى عاين فى لى زى نيويورك وواشنطن ومدن تانيات شوف كم عدد
    المكتبات القلبت من مكتبات لى محلات FURNITURE . وصيدليات .
    ( يمكن يا أستاذ صلاح المثقف داير يقول مالى ومال وجع الرأس ؟؟؟
    ويعنى تانى بدل تشترى كتاب تقوم تشترى كورسى ولا SOFA
    فى خوف على المثقف فى العالم كلو .. والله وأعلم .
    تحياتى


    (عدل بواسطة Osman Musa on 01-07-2010, 04:42 AM)
    (عدل بواسطة Osman Musa on 01-07-2010, 05:30 AM)

                  

01-07-2010, 05:13 AM

يحي ابن عوف
<aيحي ابن عوف
تاريخ التسجيل: 05-25-2002
مجموع المشاركات: 6335

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني: هل هو كلب حراسة للسلطة؟! (Re: Osman Musa)

    Quote: المثقف السوداني: هل هو كلب حراسة للسلطة؟!


    الحبيب العزيز صلاح شعيب
    طرحت سؤال كبير وكبير جدا عن المثقف السوداني: هل هو كلب حراسة للسلطة؟
    والى اخر هذا التساؤل الكبير الذى يدور فى كل خلد
    والمثقفين اخى ابوصلاح متنوعون منهم فئة احسبها من الانتهازين الذين لا يعيشون الا فى ظل الانظمة الظلامية
    وهولاء هم كارثة الطبقة المثقفة
    وفئة ليس لها لا فى الماء ولا فى الطحين (يعنى لا بتجدع ولا بتجيب الحجار) وديل ناس القلم مابيزيل بلم
    وهم كذلك مصيبة لانهم عنصر سلبى فى المجتمع لم يكرثو ثقافتهم وعلمهم فى العمل على نفى الواقع او تايده
    وفئة منهم اختارت درب الصدام وطريق الحرية وهولاء لايمكن اختصارهم فى مقال صغير بل الحديث عنهم يحتاج لكتابات عديدة
    المثقف هو مَنْ يمتلك صفات الناقد الإجتماعي الذي يحاول أن يشكِّل منهجاً للمجتمع من خلال ما يمكن أن نطلق عليه الإسهام الفاعل للمثقف داخل المجتمع.
    وإذا ما سُلبت الحرية وهو ما يعني ضمنياً سَلب الإرادة لظرف الإستبداد مثلاً فعندها بالذّات يبرز المثقف ليأخذ موقعه المهيأ له داخل المجتمع وهو الكفاح من أجل الحرّيات والحقوق وبخاصَّة هنا حرية الرأي والتعبير باعتبار أنها هي أصلاً وسيلته ومن ثم غايته لممارسة وتسجيل مواقفه المختلفة.
    والمثقف السلبي كلب حراسة السلطة هو الذي يولّي ظهره لمجتمعه ويكتفي بالقليل من التأثير في مساره. وضرب خصومها ومعارِضيها أو لطعن رفاقه من الخلف بصورة أو بأخرى.
                  

01-07-2010, 07:34 AM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني: هل هو كلب حراسة للسلطة؟! (Re: يحي ابن عوف)

    الزميل خضر الطيب

    شكرا لإبتدار الحوار حول أمر المثقف السوداني، وشكرا على ما قلت بحق هذه الكتابة التي تسعى لتعميق وتعميم الحوار حول قضية هذا المثقف، وقضية الناس معه. وصدقني أن نموذج المثقف الوطني لا يزال حلما. صحيح أن هناك كثيرا من المثقفين في تاريخنا شكلوا إضافات للمعرفة وحافظوا على مسافة بينهم والسلط العامة، غير أن أكثرهم فضل البحث عن درب السلامة، وذلك إما بكسر القلم والوقوف مع هذه السلطة، أو إمتهان المهادنة، أو إعتزال كل شئ يقربهم من التصادم مع الممسكين بتفاصيل الشأن العام.
    والأكثر من ذلك تنهض قضية المثقف في العالم بموازاة قضية نديده، أو غريمه، أو زميله السوداني، ولكن على أية حال فعلينا البدء بمثقفنا أولا، وإحترام وضعيتنا بين العالمين قبل الإنشباك مع مثقفي العالم البقية، وذلك موضوع يطول. صحيح ما تقول به حول بقاء السياسيين على سياسيتهم والصحافيين على صحافيتهم، ولكن هل يعني ذلك أننا نتحدث عن حرفيات لها مثلها، وأخلاقها وتصوراتها، وأمانيها، ومزاياها، وخزعبلاتها حتى، أم أننا نتحدث عن كائن خادم لمجتمعه، مهما كانت وظيفته، وتفرض عليه شروط العمل القومي، أو الإنساني، الإلتزام الأخلاقي؟ في مسائل الثقافة، والسياسية، إلخ، لا توجد حقائق مطلقة أللهم إلا لو تحول الفهم للسياسة والسياسيين من زاوية معرفية إلى زاوية آيدلوجية، وبالتالي يصعب الإقتناع بالرؤية الأخرى بأن السياسي لن يبقى سياسيا بالفهم السائد، وأن الصحافي لن يكون صحافيا بالمعنى المثالي. أغلب ظني أن السياسي إنسان يتأثر بما حوله من معارف، وقيم، وهو في خاتم الأمر مثقف ما دام أنه يعي كيفية خدمة وظيفته، أو أداء دوره. وإذا جردناه من لوازم العمل هذه سيبقى سياسيا في أذهان الكثيرين بالمعنى الجاري وليس الضمني.
    ولك كل التقدير
                  

01-07-2010, 07:54 AM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني: هل هو كلب حراسة للسلطة؟! (Re: صلاح شعيب)

    صديقنا العزيز
    عثمان موسى

    آمل أن تكون بخير. وشكرا لك على هذه الكلمات المشجعة بحقي
    وأتمنى أن أكون عند حسن الظن، وأن أكون حقيقة ذلك المثقف الذي أحلم بأن أكونه، ولكن الله غالب، والتقصير
    حادث يا صديقنا. وترانا نحن بجهد المقل إثارة الحوار لا أكثر ولا أقل بحثا عن معارف الآخرين. أما بعد.
    أعتقد أن فهمنا العام لوظيفة المثقف في السودان يحتاج إلى إعادة نظر بمباحث جديدة، ومناهج لا تتوفر لي الآن.
    ولكن يبدو أن الحاجة لمعرفة ما حدث لمثقفنا المظنون تفرض مشاركة أهل المعرفة لبحث
    الاسباب التي أدت إلى غيابه.. بينما بلادنا يا عثمان فقدت البوصلة للإستقرار طوال هذه السنين.
    وإذ أنت ترى أن العشرين عاما الماضية فعلت فعلها، وأورثتنا هذا الحضيض، فينبغي أيضا دراسة تاريخ
    المثقف والذي عبر تجاويف هذا التاريخ المطمور إنسرب إلينا ما نسميهم بالمثقفيين الإسلامويين الذين أذاقونا سوء العذاب.
    ربما وجدنا جذور العشرين عاما الماضية في تراثنا وتقاليدنا اليومية الشمولية وحقا منها جاء هؤلاء.
    صحيح أنهم في العشرين عاما الماضية ذاعوا أمر الفساد السياسي، ولكن السؤال يا صديقي
    أين جماع المثقفيين الذي كان ينبغي أن يتصدى لهذه العصابة المجرمة. طبعا لايمكن تبخيس حق بعض المثقفيين
    في مقاومة النظام بكل الصدق والتجرد ونكران الذات.
    ولكن الناظر للساحة السياسية الآن لا يجد إلا تبدلا في المواقف وصمتا مريبا
    تجاه المظالم التي يرتكبها هذا النظام . ومعك كل الحق في نقدك لمثقف الدنيا، فالحال من بعضو، من أهل الثقافة
    وأخوك شايف الحاصل في أمريكا وبريطانيا والعالم جميعه. القضية الثقافية هي أزمة العالم اليوم
    ولعل الذين يحكمونه اليوم تنكروا للإنسانية وأرادوا تحقيق تطلعاتهم.
    وهذا موضوع شائك ويحتاج إلى تدبر مكتوب. وتحيات كثيرات لك.
                  

01-07-2010, 08:12 AM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني: هل هو كلب حراسة للسلطة؟! (Re: صلاح شعيب)

    صديقنا يحيي أب نعوف

    كل السلام والتحايا للأصحاب، والأصدقاء بكندا، وآمل أن يكون همكم للملمة شتات الزملاء بالخارج قد أتى أكله.
    وبالأمس كنت أتحدث مع إبن دفعتنا الاستاذ مقبول محمد أحمد الذي فارقته لأكثر من عقد ونصف
    وقال لي أنه سيتصل بك للتنسيق في الأمر.
    أتفق معك في الكثير من ما أثرته، خصوصا قولك:(المثقف هو مَنْ يمتلك صفات الناقد الإجتماعي الذي يحاول أن يشكِّل
    منهجاً للمجتمع من خلال ما يمكن أن نطلق عليه الإسهام الفاعل) والحقيقة أن المثقفين هم حداة الركب يا صديقي. فمتى ما تنكبوا جادة الطريق
    صاروا إلى فشلهم وفشل أمتهم. وهذا ما حدث منذ الإستقلال. فنماذج المثقفين في السودان تتنوع بتنوع آيدلوجياتهم، وبيئاتهم، وقبائلهم، ويصعب علينا
    وجود نموذج المثقف السوداني الذي يتمثل كل هموم الذين يتساكنون معه داخل القطر. قلة قليلة جدا عبرت عن قوميتها. الأكثر
    من ذلك فإن الواقع الحالي يكذب وجود الكثرة من المثقفين الذين عناهم غرامشي،
    والواقع الآن هو إنعكاس لغياب المثقف الطليعي، أو الرسالي، أو المثالي، أو القومي، أو سمه كما شئت. يا صديقي، الكلب هذا الحيوان الأليف الوفي لصاحبه أفضل من مثقفين كثر أدخلوا بلادنا في هذا النفق المظلم، ومع ذلك يطرحون أنفسهم كمثقفين والآن يريدون الفرصة (مرة ثانية) لتصحيح تجاربهم السيئة من خلال الترشيح للإنتخابات، ولك أن تتأمل!
    هذا الجمع من الذين يطرحون أنفسهم كمثقفين عليهم أن يعتزلوا الحياة ويقدموا إعتذارا لشعبهم نتيجة هذا الدمار الذي أحدثوه بأنانيتهم وحبهم للذات.
    ولك كل التقدير

    (عدل بواسطة صلاح شعيب on 01-07-2010, 08:12 AM)

                  

01-07-2010, 09:42 AM

الرفاعي عبدالعاطي حجر
<aالرفاعي عبدالعاطي حجر
تاريخ التسجيل: 04-27-2005
مجموع المشاركات: 14684

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني: هل هو كلب حراسة للسلطة؟! (Re: صلاح شعيب)
                  

01-07-2010, 11:07 AM

Osama Mohammed
<aOsama Mohammed
تاريخ التسجيل: 04-02-2008
مجموع المشاركات: 4619

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني: هل هو كلب حراسة للسلطة؟! (Re: الرفاعي عبدالعاطي حجر)

    استاذي صلاح شعيب
    تحية طيبة

    حقيقة اثرت نقاط في غاية الاهمية ومما زاد اغتباطي انك - وبتصرف - طوعت مقولة الشاعر كبلنغ بعدم جدوى الحوار بين الشرق والغرب ولكن كثير من - المثقفين - الانجليز آنذاك انتقدوا وبشدة تلك المقولة بل ان بعضهم قال ( ان الشرق والغرب منبعهما واحد اي انك في شرقك غرب وفي غربك شرق وهكذا ) ...
    اعتقد ان من مهام المثقف والتي يضن بها المثقفين السودانيين التوعية و للأسف يقوم المثقفون بعرض عضلاتهم/ن الثقافية في محاولة لفرض الذات او (قشرة من العامية بفتح القاف ) وينسون او يتناسون الدور الاساسي . كانت لي فكرة لافتراع خيط عن دور منظمات المجتمع المدني في توعية المجتمعات ولكن انشغلت بالدراسة ونسيت الموضوع حتى قرأت مقالك هذا . فاعلية المثقفين في التوعية و المساهمة في نهضةالمجتمع وتنميته لا تؤتي اكلها الا من خلال تلك المنظمات والتي لاتبارح السياسة مبادئها اعني انها تساهم في مرات كثيرة في صنع القرار السياسي وهو الشئ الذي يصبو اليه كل حادب على مصلحة وطنه. مكان المثقفين السودانيين وعلى حسب رأيي البسيط هو هذه المنظمات وليس الاحزاب السياسية . دور منظمات المجتمع المدني في معظم دول العالم الثالث ( والتي من ضمنها السودان ) لا يتعدى 3 % والمجتمعات في تلك الدول لا تنظر اليها بعين الاعتبار لاسباب تاريخية وسياسية من ضمنها حرص الانظمة الحاكمة في تلك الدول على الانفراد بالقرار السياسي . الشيئ المهم اننا الآن في عالم الانترنت وهو شيئ يجعل التواصل وتلاقح الافكار بين مختلف دول - مدن - قرى العالم امر يسير . هذا المؤشر الايجابي سيعجل بظهور منظمات مدنية تساهم في الحياة الاجتماعية والثقافية في محيطها مما سيدفع المواطنون للانخراط في تلك المنظمات ثم العمل على نهضة مجتمعاتهم ومن ثم نهضة بلدانهم .

    الحديث طويل يا صديقي . وله بقية بعون الله .

    اسامة

    تحياتي للأسرة .
                  

01-07-2010, 05:38 PM

سعد مدني
<aسعد مدني
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني: هل هو كلب حراسة للسلطة؟! (Re: Osama Mohammed)

    الاستاذ صلاح شعيب

    تحياتي

    نشكرك علي هذا المقال الجزل و العميق، فهو قد ناقش الكثير من اشكاليات المثقف و السلطة، بشكل يتجاوز المناقشات التقلديدية التي تتم في هذا الشأن. و لكنه فتح الكثير من ابواب الأسئلة القلقة حول تعريف المثقف و تعريف السلطة و العلاقة بينهما. و ما اتمناه حقيقة هنا هو ايضاح الصورة اكثر عن هذه التعاريف، خاصة تعريف المثقف، و تحديد أطر عامة يمكن التكلم بخصوصها ضمن سياق المقال.

    يقول احد الكتاب:

    (إذن ، هناك حاجة معرفية وعملية لتعريف المثقف ، ومن ثم تمييزه عن غيره في مرحلة تتسم بالتداخل والتغير والتعقيد الشديد ، كي تجنب الدارس الوقوع في عدد من المزالق المنهجية عند دراسة المثقف وقضاياه ، حيت تتحدد بوضوح دائرة المثقف التي يشتغل عليها ، فلا يتجاوز دوائر غيره وتحديد مجاله الذي يشتغل عليه بكفاءة وتخصص ، " قد يثار سؤال معرفي حول دوافع وأسباب الفصل والتفكيك في المصطلح بين المثقف من جانب ، والفقيه والمفكر من جانب آخر ، في تناول لمجمل الإشكاليات وعنونتها ؛ على اعتبار أن المدلول المعرفي العام لمصطلح المثقف يشتمل على الفقيه والمفكر أيضاً .
    وعلى حد تعبير بعض علماء الاجتماع من أن مصطلح المثقف يستوعب جميع منتجي الأفكار وناشريها وحملتها ومستهلكيها ، بمن فيهم علماء الدين والأدباء والكتاب والإعلاميين والفنانين ، بل وجميع خريجي الجامعات والمتعلمين تعلماً مرموقاً .)

    ويقول د. فيصل مجهول:

    (مهما يكن التعريف فلنقل ان هناك مجموعة من الصفات، التي يتفق عليها، تجعلنا نطلق على شخص صفة المثقف، لكن ما الذي يجمعهم؟ أهم واحد ام مصير واحد ام هدف واحد؟ ان المثقف فرد موجود في كل طبقة وكل اختصاص وكل مجال، فهل يزيد تأثير هؤلاء الافراد اذا تجمعوا؟ ام انهم يبقون اكثر تأثيراً بوصفهم افراداً في جماعات؟ هل تستطيع ان تسلب صفة الثقافة عن اولئك الذين كانوا ومايزالون يروجون لمجرمين وطغاة؟ ما الذي يجمعهم بمثقفين وقفوا ضد الطغاة والمجرمين؟ وهل من علاقة بين الثقافة والموقف؟)

    يقول د.زكي نجيب محمود
    ( أم هل نحدد فئة المثقفين بدرجة معينة من " التعليم" ؟ لكن ذلك لا ينتهي بنا إلى تحديد واضح، لأن أية درجة من التعليم نقررها في تحديد المثقفين، سنجدها متحققة في الفئات الأخرى، وخصوصا في فئة الجنود وفئة الرأسمالية الوطنية.
    أنقول ـ إذن ـ أن المثقفين هم المهنيون، كالأطباء والمهندسين والمدرسين الخ ؟ لكننا سنجد أن الشطر الأعظم ممن ندرجهم في فئة المثقفين هم من غير المهنيين، كموظفي الأعمال الكتابية والإدارية في دواوين الحكومة وفي مكاتب الأعمال العامة والخاصة على اختلافها.)
                  

01-07-2010, 09:11 PM

حاتم علي
<aحاتم علي
تاريخ التسجيل: 11-04-2009
مجموع المشاركات: 1897

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني: هل هو كلب حراسة للسلطة؟! (Re: سعد مدني)

    الاستاذ صلاح شعيب

    اتابع مواضيعك و لقاءاتك لفترة ليست بالقصيرة و انا من قرائك المداومين

    موضوعك دسم و جميل و يقبل التأويل و يفتح الباب لأبواب كثيرة

    ذكرني موضوعك بعلاقتي الشخصية بتجارب ماضية عن علاقة الثقافة و السياسة إبان دراستي بجامعة الخرطوم و محاولتي (الفاشلة) للفصل بين ما هو سياسي و ما هو ثقافي من خلال قتاعتي وقتها بأنه من الضروري إنشاء وعي (ثقافي) يبتعد عن السياسة يمثل فيه المثقفين سلطة (ناقدة) للسياسين أو (جماعة ضغط) على الساسة بدون أن يمارسوا (السياسة) ، كانت فكرة فاشلة بالطبع لأن ما تقوم عليه هو نوع من (السياسة) و إن كان الهدف منها تقويم (الممارسة السياسية) حينها. لأنه في دولة كالسودان لا تتوفر فيها مقومات العمل الثقافي من وعي و ديموقراطية و سبل عيش كريم من الصعب أن يصمد أي عمل ثقافي ككيان مستقل بدون ان يحارب أو يستمال أو يستغل سياسياً ، خلاصتي منها كانت أن الطريق الى الثقافة يمر عبر بوبة نضوج الوعي التي يمثل التعليم ركيزتها الاساسية.

    فيما يخص هذه الجزيئة :

    Quote: ففي عالمنا الحضاري الذي يستند فيه الأفراد والجماعات إلى منظومة عقدية أخلاقية تتم المطالبة دائما بالخلق القويم للوزير، والتاجر، والمهندس، والفقيه، وبائع الخضر. ولا يمكن، إنطلاقا من هذه القيم التي ننادي بها، أن نطالب التاجر بالأمانة، وعدم الجشع، والصدق في الميزان، ونحض المهندس المقاول بعدم الكذب، وفي ذات الوقت نعفي السياسي من تمثل مثل هذه القيم الدينية عند ممارسته للسياسة لمجرد أنه سياسي، وبالتالي يحق له هذا الإعفاء إتباع تخريجات المفكر الفرنسي نيكولو مكيافيلي(1469 -1527) والذي قال بتبرير الوسيلة عند نشدان الغاية.


    في تقديري البسيط أن خطل كل هذه الممارسات ناجم من تعويلنا على تلك المنظومة العقدية الأخلاقية لتنظيم شئوون المجتمع و علاقاته المتشابكة لكل من السياسي و الراقصة ، و الوزير و الغفير ، والتاجر و الفلاح، والمهندس و الطبيب ، والفقيه و الوداعية ، وبائع الخضر و بائع الخمرة. السبيل الوحيد لتنظيم كل هذه العلاقات المجتمعية هو سيادة (القانون) و المؤسسية.

    شكراً لك
                  

01-07-2010, 11:24 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني: هل هو كلب حراسة للسلطة؟! (Re: حاتم علي)

    الزملاء الكرام
    شكرا لمساهماتكم وسأعود للتعليق
                  

01-08-2010, 00:12 AM

هشام هباني
<aهشام هباني
تاريخ التسجيل: 10-31-2003
مجموع المشاركات: 51288

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني: هل هو كلب حراسة للسلطة؟! (Re: صلاح شعيب)


    الاخ العزيز صلاح شعيب

    كل سنة وانت طيب

    اعتقد ان هذا الفيديو يخدم فكرة هذا الخيط الثمين وفيه مثال واضح
    لانموذج من ينطبق عليهم هذا النعت الذميم..
    مع تحياتي لنسرين والعيال


                  

01-08-2010, 03:18 AM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني: هل هو كلب حراسة للسلطة؟! (Re: هشام هباني)

    الزميل
    الرفاعي عبدالعاطي حجر

    نتطلع لمشاركتك في الحوار

    تحياتي
                  

01-08-2010, 03:49 AM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني: هل هو كلب حراسة للسلطة؟! (Re: صلاح شعيب)

    صديقنا العزيز أسامة أحمداني

    بداية أثمن وجهة نظرك الثاقبة حول ربط دور المثقف بمنظمات المجتمع المدني، وذلك ما قصدته. ويقيني أن مفهوم المثقف أكبر من أن يختزل في المثقفين الذين يعبرون عن أوضاع مواطنيهم كتابة، لأننا بذلك نسقط حقوق الذين ليست لديهم القدرة الكافية للتعبير عن رؤاهم. وصحيح أن المفاهيم حول المثقف كثيرة ومتعددة ولكن يبقى المقف هو صاحب الوعي بدوره التاريخي، وهو دور إن تعلق بالعمل السياسي يتعلق أيضا بدوره في منظمات المجتمع المدني المتعددة الوسائل والأهداف. ومن هنا كانت رؤيتي حول عدم الفصل بين المثقف والسياسي، كما كنا نرى في السابق. فما قيمة للسياسي إن لم يكن يملك شروط الوعي الثقافي، وهو بالضرورة وعي يرتبط بقيم وأعراف المجتمع؟. وماهي قيمة عمل المثقف إن كان لا يلتزم بمواجهة الأنظمة المجتمعية التي توطن للديكتاتورية؟ وهل تكتمل الصورة المثالية للأديب الحاصل على جوائز الدولة التشجيعية حين يكون خادما مطيعا لسلطانها؟ ولنا أن نراجع الرسالة التي بعث بها الأديب صنع الله إبراهيم عندما رفض جائز الدولة المصرية.
    طبعا يا صديق حين من يقول: "لا، لا، لا تسيسوا الأدب أو الأديب، وأتركوا الروائي أو التشكيلي وشأنهما، وحاكموهما بقدراتهما الفنية. نعم حين نتناول الأديب والتشكيلي بأدوات النقد الفني نثمن قدراته الفنية ونعظمها، ولكن في ذات الوقت لا تقف هذه القدرات عائقا مقدسا من محاسبته، أو الأدب، حين يكون الأديب صامتا دون الجهر ضد المظالم التي تنهك شعبه وتفرقه بين البرية أيدي سبأ. هناك فرق بين تعظيم، أو عدم تعظيم، الإضافات الفنية لوردي، والكابلي، وأبو عركي، وتعظيم، أو عدم تعظيم، مواقفهم تجاه مواجهة السلطة التي تدوس على كرامة شعبهم. من هذا المنطلق لا يمكن على الإطلاق أن نهدم القيمة الفنية للأديب لمجرد أنه تواطأ مع الدكتاتور، وفي ذات الوقت لا ينبغي أن نعلي من القيمة الفنية للأديب لمجرد أنه ظل مقاوما لأنظمة التسلط. وهكذا تراني أنظر لأبن خلدون كمؤسس لعلم الإجتماع وفلتة عصره، ولكن حين ننظر لتاريخه مع السلطة فنجده أحد الذين بحثوا عن الوظائف السلطانية وهام بها. هذا، على الأقل، ما أفهم في التفريق بين المبدع وتاريخه السياسي. ولك التقدير على مساهمتك القيمة في هذا الحوار.
                  

01-08-2010, 04:22 AM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني: هل هو كلب حراسة للسلطة؟! (Re: صلاح شعيب)

    الزميل العزيز سعد مدني

    شكرا أولا على المساهمة الطيبة في هذا الحوار حول دور المثقف وتعريفه. وحقا تتنوع التعريفات. وأحيانا تتناقض
    ويمكننا من موقع إستقلاليتنا، أو من موقع الإنتماء الفكري، والثقافي، أن نحدد تعريفا مانعا، جامعا، للمثقف. ولكني دائما أرى أن تنظيرات غرامشي حول المثقف تظل الأكثر قدرة على تلخيص أمر، ووضعية، المثقف، وقضيته، وقضيتنا الوجودية أيضا، كبشر نسعى للسلام الجسدي، والنفسي. وبرغم أن هذا التعريف يبقى مثاليا، ولا مشكلة لي مع المثالية. بل أرى ضروريتها، إلا أن المتفحص لواقع المثقف السوداني، أو العربي، أو الأفريقي، أو الإنساني عموما يصاب بالدهشة لغياب هذا المثقف المثالي. وربما وجدنا أن المثقفين الحقيقيين قلة في التاريخ وفي الحاضر. وهذا وضع لم نرزأ به وحدنا، فقضية المثقف قضية إنسانية، ولا مفر من وجود (مثقف غرامشي) ودعمه لأنه ببساطة يحقق للإنسانية وجودها المادي والروحي المستقيم. من الناحية النظرية لا خلاف على مفهوم غرامشي أللهم إلا إذا جردنا الثقافة من القيم والمبادئ العامة التي تحكم مثاليتها. المثالية ذاتها يا عزيزي سعد ظلت تتعرض للسخرية، والتهكم، من قبل بعض من يطرحون أنفسهم كمثقفين. وحتى عامة الناس ترى هذه المثالية كما الترف. ولكن السؤال هو ما هو المقابل المناقض للمثالية؟ بل وما قيمة حياتنا إن لم تكن هناك مثالية؟ كثير من المثقفين يقولون بضرورة البراغماتية كسبيل لتحقيق تطلعاتنا الناس، وكمرحلة ضرورية لهزيمة الواقع خطوة، خطوة. الدكتور زكي نجيب تحدث عن علاقة المتعلم بمفهوم الثقافة، وهناك مثقفون ينظرون للمثقف من ناحية إنتاجه الإبداعي، ولا يلقون بالا لأولئك الذين عبروا عن مواقفهم السياسية الأخلاقية من خلال وسائل المجتمع المدني المختلفة. وصار من المثل السائد لدى الكثير من المثقفين أن المثقف هو من يملك القلم، ولكن حكمة أهلنا تفطرت على مثل ضاف، وشاف: (القلم ما بزيل بل).
    والحقيقة أن القلم وحده وسيلة للثقافة وللمثقف، وليس هو الغاية يا سعد، ولهذا ترى الناس ينتظرون الكتاب، والمفكرين، ليحللوا لهم الواقع، ومن ثم يتخذ بعضهم المواقف الصحيحة. صحيح أن للقلم تأثيره، كما حال السيف الذي رأى ذاك الشاعر أنه أصدق أنباء من الكتب. والسيف كما تعلم لعب دورا في تشكيل تاريخ العالم، وبالكثير أعني العنف، والعنف حقق نجاحا هنا، وهناك سواء رفضنا العنف عاطفيا أو عقلانيا، وفي ذات الوقت سبب العنف ذاته تدميرا للشعوب. ما يهمنا في المثقف السوداني هو أن يتسق في أفعاله، وأفكاره، وأن لا يصبح جاهزا للتخلي عن مبادئه لصالح السلطة. الأكثر من ذلك أرى أن كل من يحقق هذه الرغبة يبقى مثقفا، لأن المثقف صفة، وليست مهنة. كل من أمتلك مادة هذه الصفة أصبح مثقفا. وكل من إحترف الكتابة، أو الفن، دون أن تتضح فيه صفة المثقف الملتزم يبقى مبدعا في إطار الفنون التي ينميها، أو يخترعها. كم يا سعد من الكتاب منذ الإستقلال الذين عرفناهم كنماذج للمثقف القومي؟ وفي المقابل كم من الذين قدموا أرواحهم في سبيل البلد؟ هل تسقط صفة المثقف عن الأخيرين لكونهم لم يتركوا إرثا في الكتابة؟. هذا هو القصد من الحوار، ونأمل أن نبحث كلنا عن هذا الموضوع الذي له صلة بما عليه بلادنا اليوم. وأعتقد أنه ما لم ينوجد هذا المثقف الملتزم، فإن اي حديث عن التطور أو مقاومة الإستبداد يبقى ضربا من الهذيان القومي. مع تقدير للمشاركة القيمة.
                  

01-08-2010, 04:49 AM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني: هل هو كلب حراسة للسلطة؟! (Re: صلاح شعيب)

    الزميل العزيز
    حاتم علي

    شكرا على الكلمات الطيبة في حقي، وآمل ألا أخيب ظنك يوما. نعم، لا مجال لدينا إلا التأويل لأنه يفتح لنا براحا للحوار الحر، ولعلنا بالحوار نستقيم، ونتعلم.
    وما ذكرته عن تجربتك في جامعة الخرطوم يؤكد زعمي بأن الفصل بين دور المثقف، والسياسي من الصعوبة بمكان. ويصعب حقيقة القول
    أن الذي حكم السودان منذ الإستقلال ليس هو بمثقف. ومن الصعب، وغير الأخلاقي، لوم الأنظمة العسكرية فقط، وتحميلها وزر كل المآسي، وفي أدبياتنا الفنية المؤدلجة وغير المؤدلجة، وجدنا الشعراء والكتاب يهاجمون العسكر وكأنهم وحدهم اس البلاء. وللأسف ينسى هؤلاء المثقفون الآيدلوجيون أن تنظيماتهم كانت موجودة داخل المؤسسة العسكرية، وتنشط في توجيهها بقناعاتهم هم لا بقناعات غيرهم. وهناك من يتحدثون عن دور المؤسسة العسكرية في تحطيم خيارات الشعب السوداني ولا يتساءلون عن جامعة الخروطم، من حيث دور بعض الخرجيين فيها، في إطالة أمد الأنظمة الإستبدادية. طبعا لا يمكن تعميم الفشل على المؤسسة العسكرية، وجامعة الخرطوم، وذلك لسبب بسيط هو أننا لم نشهد إقتراعا ديمقراطية داخل المؤسسة العسكرية يخول لها الإنقلاب على السلطة الديمقراطية، كما أننا لم نجد نظاما مماثلا في جامعة الخرطوم يحدد خريجوها عبره دعمهم للشمولية، أو مقاومتها. الإسلاميون الذين يسيطرون على أوضاع البلد كانوا قد طرحوا أنفسهم كمثقفين يريدون التغيير، وحين دخلوا السلطة فشلوا أن يكونوا سياسيين، أو مثقفيين، إنهم أصبحوا مسخا للمثقف والسياسي معا. وقس على ذلك. فالفصل بين المثقف العضوي، وغير العضوي متاح إذا طبقنا منهج غرامشي، أو رؤية بول نيزان للمثقف كونه كلب حراسة، ولكن ما الذي يغرينا بوجود غير نموذج نيزان طيلة فترة الإستقلال. من هنا يبدأ البحث عن أسباب الفشل، والتي لعب المثقف السوداني دورا كبيرا في (توفيرها) على قارعة الطريق.
    نحن نبذل مجهودا كبيرا في الأفكار التي تحقق التقدم، ولكن لا بد من إيجاد الأفكار التي تدعم وجود المثقف الوطني الملتزم. الأزمة السودانية بقدر ما هي فكرية، فهي أخلاقية أيضا. وماذا إذا وجدنا الفكر السليم للتقدم ولم نحل المشكلة الأخلاقية للمثقف؟. نحن نعترك كثيرا في هذا المنبر حول الأفكار، ونصل إلى درجة التخاصم، والتنابذ بالألقاب، وغيرها من المنغصات، ولكننا نحتاج أيضا للحوار حول الأزمة الأخلاقية للمثقف السوداني. وكما قلت يا حاتم أن منظومتنا العقدية الأخلاقية هي سبب الخطل الكبير الذي (نتداوس) حوله، وكأننا عثرنا على الكنز. والسؤال هو هل بالفكرة العقدية وحدها نوجد حل عدم الاستقرار، هذا إذا نحن صدقنا في تطبيق هذه الفكرة. دعنا نأمل في سيادة القانون الذي هو السبيل نحو حل ازمتنا الفكرية، والاخلاقية، وفي يقيني أن الوصول إلى تحقيق ذينك القانون والمؤسسية يحتاج أيضا إلى الإلتزام الأخلاقي للمثقف بإعتباره المستنير، والملهم لشعبه. ولك التقدير.

    (عدل بواسطة صلاح شعيب on 01-08-2010, 05:12 AM)

                  

01-08-2010, 08:46 AM

يحي ابن عوف
<aيحي ابن عوف
تاريخ التسجيل: 05-25-2002
مجموع المشاركات: 6335

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني: هل هو كلب حراسة للسلطة؟! (Re: صلاح شعيب)

    الاستاذ صلاح سلام
    حقيقة موضوع جيد
    الواضح أن المثقفين ينقسمون إلى عدة فرق في مواجهة تلك الأنظمة المتسلطة هناك من لا يخشى عواقب الرفض للتطويع والتأطير وهناك من يلوذ بالصمت على انه اضعف الايمان ولكن هناك ايضا من تجدي معه وسائل الاغراء ولذلك فان عطاءها يسلك المنهج الذي تفرضه الانظمة ، بل انه في كثير من الاحيان يصبح من بين وسائل تلك الانظمة في اضفاء الحكمة والشرعية على اي توجه يعن لها ان تأخذ به . ومن الفئة المثقفة نسبة ربما غلبت عليها مطامعها الشخصية ، وربما اجدت معها وسائل الاغراء فجعلت من هذا القطاع اداة مسخرة لخدمة التوجه المغلوط. فالعلاقة بين المثقفين والسلطة في البلاد بوجه عام يحكمها الشك ، وعدم الثقة واحياناً التناقض والعداء وهكذا نجد الكثرة من المثقفين ، خصوصاً اولئك الذين يريدون طرح قضايا العصر الحقيقية والمصيرية ، وفي كلتا الحالتين نراهم هائمين على وجوههم ، بضمائر مثقلة وآمال محبطة ، ونفوس جريحة..
    المثقف المؤهل لحمل مصطلح أو معنى المثقف هو الإنسان المبدع والمنتج للوعي من فئة الكتّاب والفنانين والمعلّمين والصحفيين والأطباء والمحامين وغيرهم… كلُّ من خلال تخصصه ومجال اهتمامه. وقد تتوقف علاقة كل منهم بهذا المجتمع على مدى صدقه معه وسعيه للنهوض به.

    (عدل بواسطة يحي ابن عوف on 01-09-2010, 09:56 AM)

                  

01-08-2010, 09:45 AM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني: هل هو كلب حراسة للسلطة؟! (Re: يحي ابن عوف)

    الصديق هشام هباني

    سلام

    والله مقصرين معاك كتير وإنشالا الاولاد طيبيين، وآخر عمرنا رجعنا للمدرسة وكتر خير الاجازة التي منحتنا الفرصة للكتابة واللقاء بك. ويا صديقي تسألني عن سيرة المثقفين وأنت الذي تعرفهم منذ القاهرة أيام تلك الندوات والسمنارات التي كنت أنت أحد الداعيين لها والمشغولين بها، وما أن زفت مواعيد شق الكيكة تركوك أنت وفناننا الكاريكتيرست عمر دفع الله في صقيع القاهرة وجوعها. يا صديقنا هباني لقد ضاعت كل تلك المقولات والحوارات والبيانات سدى وعاد المثقفون إلى الداخل للحاق بركب المقدمة، أما أنا وأنت فلذنا للمهاجر والله غالب، وليعف لنا الله طول هجرتنا إلى المدينة الغربية. فمكانك لا يزال شاغرا. أما الأخوان الفنانيين، ومن بينهم كابلي فأمر مواقفهم السياسية تدعوا للعجب، ورحم الله الاستاذ ابو عركي البخيت في حياته ومماته، فأصبح هو الوحيد الذي يحافظ على مبادئه، بجانب قلة من فنانين آخرين رفضوا أن يتم تجيير فنهم لصالح أصولية الأفك والضلال والإبادة الجماعية. يا هباني دعونا نفكر في إلتزامات المثقفين الأخلاقية اثناء التفكير في الأفكار المخلصة لشعبنا وألا نهمل هذا الامر حتى لا نفجع عند التغيير أننا إستبدلنا مثقفا إنتهازيا بآخر أكثر إنتهازية.
                  

01-08-2010, 11:15 AM

hamid brgo

تاريخ التسجيل: 05-21-2006
مجموع المشاركات: 4981

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني: هل هو كلب حراسة للسلطة؟! (Re: صلاح شعيب)

    عزيزي صلاح شعيب
    لك التحية و الاحترام
    اظنك تلاحظ و للاسف فان رواد الموضوعات الجادة بالمنبر قليلين جدا

    و للاسف مرة اخرى اتجاهات قراء المنبر و كتابه غير مطمئن
    اذا سرنا بهذا المنوال سنكون امة ضحلة

    اليك اقتباس من حواراتك القيمة:
    أزمة المثقف السوداني جزء من الازمة التي يعيشها نظيره في العالمين العربي و الافريقي.فهو اما ان يعيش حبيس صومعته الاكاديمية كفرد صفوي ينظر الي اخطاْء المجمتع من حوله من على فوق نظارته مشفقا متحسرا دون ان يقترب من العامة خوف ان يلوث نقاء فكره بعرق المزارعين و العمال و المحرومين و المشردين. و النوع الاخر ان يصبح المثقف واجهة للنظم الشمولية و القمعية من اجل خبز الصباح و ما اكثرهم في هذه الايام و هي الفئة التي يصعب اطلاق اللفظ المثقف عليها لكنها افضل بكثير من الفئة المفروضة على الناس قهرا بفعل ادوات الشموليين و هذا يتضح جليا في الذين يسجلون حضورا راتبا على وسائل الاعلام الرسمية. تسبق اسمائهم القاب علمية فضفاضة و يتصدقون علينا بكلام سمج مكرر لو كلف به اي مواطن عادي في السوق العربي لقاله بشكل افضل- و افضلية حديث المواطن العادي هنا في احترام عقلية المستمع و المشاهد. عمليات تفريخ المهرجين في ثوب المثقفين و التي تمارس بشكل فظيع في هذه الايام يجب ان توقف لان لا احد يطيق تصور امة تنتج من صفوة مهرجة بادعاء الثقافة او الفكر. ليس الغثيان وحده الذي يسيطر عليك عندما تشاهد او تستمع الي ذاك النوع من الحديث – و كسوداني و بصرف النظر عن اللون السياسي اتألم جدا لضحالة اجابات هؤلاء الناس للقنوات الخارجية وخاصة الناطقة بلغات غير العربية وهو امر اكثر من مخجل......... اما النوع الرابع من المثقفين فهو ضمير امته و قلبها النابض لذا تراه صديقا حميما لمعتقلات الشموليين . ان اردتنا بناء امة على المثقفين الابتعاد عن الصفوية و قبلها موائد العسكريين الانقلابيين.
                  

01-08-2010, 10:58 AM

بدر الدين الأمير
<aبدر الدين الأمير
تاريخ التسجيل: 09-28-2005
مجموع المشاركات: 22968

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني: هل هو كلب حراسة للسلطة؟! (Re: يحي ابن عوف)

    الصديق العزيز الصحفي الشواف صلاح شعيب
    ياسيدى مع تقديرى لجهودك وطوافك بنا
    حول المثقف والسلطة وتلك الشعاب بس
    اراك ثقفتنا اكثر من كونك قربتنا لازمتنا
    مع مثقفينا المأزومين مع السلطان الازمة
    للصديق الدكتور محمد المهدى بشرى ورقة في
    غاية الاهمية بعنون (المثقف والسلطة) حاول
    من خلالها حصر وتفنيد المثقفين السودانين
    الذين إستجارو بالسلطان ومن ثم جار عليهم
    السلطان اذكر منهم :
    محمود محمد طه
    جمال محمد احمد
    محمد خير
    فرنسيس دينق
    منصور خالد
    سبدرات
    وغيرهم المهم ارجو ان اجد متسع واجيك بدراسة مهدى بشرى تلك
    علها تعودبنا لواقعنا السودانى السودانى ونواصل التحاور عن
    وطن على مشارف الفرطقة وبلمقابل ياصلاح هناك مثقفين معاصرين و
    على مدى عشرين سنة عهد الغارمين الجدد وقبلهم نظام السفاح نميرى
    ظلو قابضين على جمر تحدى السلطة والسلطان وانتجوا وعي جديد من
    غير انتماء لجهة بعينها منهم من مات ومنهم من قتل ومابدلوا تبديلا
    اذكر منهم على سبيل المثال الشاعر الراحل النور عثمان ابكر الفنان
    مصطفي سيد احمد الروائى دكتور ابكر ادم اسماعيل الشاعرالصادق الرضى
    الشاعر عاطف خيرى حُميد رغم انتماهو السابق إن لم يكن عاد مرة اخرى
    وحا احكي لك قصة اخرى عن لقاء حُميد بالخاتم عدلان في الدوحة وحوار
    السياسي والشاعر
                  

01-08-2010, 03:29 PM

سيف عبد العزيز
<aسيف عبد العزيز
تاريخ التسجيل: 11-04-2009
مجموع المشاركات: 492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني: هل هو كلب حراسة للسلطة؟! (Re: بدر الدين الأمير)

    الأخ/صلاح شعيب

    كالعادة تناولك للأمور دائما يفضى الا ماهو مفيد وموضوعك هذا لايقل أهميه عما سبق وكتبت
    فلك أحنى قبعتى. أخى العزيز استميحنى عذرا لانى لا أنوى ان التزم الاطار الذى بوتقته بحذاقه متناهية فى
    بداية هذا البوست.

    سأحاول جهدى أن لا أعمم التعميم الساذج المخل الذى يضعف الحجة فى حديثى عن المثقف السودانى وتمكينه
    للانظمة الشموليه فى السودان. ليست لدى الخلفية التدريبيه فى الحقل الطبى او السايكلوجى بالتحديد
    لاحكم على تصرفاتهم ونهجهم العام ولكن هذه الفئة ما فتأت تأتينا بالعجب العجاب الذى يرفع بحاجبك الاستنكارى
    غياهب السماء.

    فى بحث كتبته زميلة دراسة سابقة من نيجيريا لا أذكر تفاصيله الآن ولكن فى مجمل سردها للحديث عن الفساد فى أفريقيا عموما
    وبلدها نيجيريا على وجه الخصوص ساقت فيه الكثير من الحقائق التى تجعلك تتوقف وتراجع مفاهيمك حول رموزنا الثقافية.
    فى تلك الدراسة كان هناك جزء تحدثت فيه عن أن أغلبية هذا الرعيل من المثقفين (ومثقفى السودان ليسو بمنأى من هذه المجموعة)
    تلقوا تعليمهم بعد خروج المستعمر مباشرة أو فى العقدين بعد خروج المستعمر مما أعطى معظمهم الأحساس بالفوقية أو
    الوهم الذى يجعل أفكارهم بلا تحدى. قرات ذلك الكلام وأنا أسترجع طريقة التدريس التى نشأنا فيها وهى عدم تحليل أو الاعتراض
    على مايقوله المعلم لأنه (استاذك ويعرف أكثر منك) هناك الاحساس أو الحق الآلهى الذى فرضته تلك النخبة على نفسها
    وتلك الهلامة بأن الدكتور فلان قال كذا والمهندس علان كتب ذلك وبالتالى تضفى المصداقية أو السلطة الفكرية الواهية لتلك الطبقة.

    فى تقديرى المتواضع أن تلك الطبقة لم يتحدى أفكارها أحد ولم يقارعها فكريا أحد مما أعطاها مناعة وعمى ليلى ونهارى عن أخطائها مما ظل يدفعها لاتخاذ قرارت خاطئة أوقعت البلاد فى هاويات متكررة ومن بين أخطائهم الاختيار لمناصرة الانظمة الشمولية والتى
    وجدوها تتحكم فى أرواح العباد وسبيلهم فى الاحتفاظ بتلك المكانه الوهمية التى وضعوها لأنفسهم هو المساندة لتلك السلطة
    أو السلطات لتمكين تلك الانظمة مع الاحتفاظ (بمكاسبهم) الاجتماعية, المالية, السياسية...الخ.

    هناك علة أخرى وهى نظام التعليم النظرى الذى يفتقد تضمين مواد التفاعل مع المجتمع حيث أن جامعة بأهمية جامعة الخرطوم
    ركزت فى جل تاريخها فى تخريج أكاديميين لا يشق لهم غبار ولكن فشل الكثيرين منهم فى احداث الثورة الفكرية التى يمكن
    تحويلها الى تفاعل مع المجتمع حولهم ولكن وللأسف الجامعة خرجت طبقة بها طائفة أو شريحة كبيرة جعلت من تفوقها الاكاديمى آليه للترفع والتعالى واتخاذ القرارت الفوقية التى لاتأبه للمواطن البسيط ورأيه الذى تستند عليه معظم أضابير التخطيط العالمية فى الدول المتقدمة. صحيح ليس كل المثقفين هم من خريجى جامعة الخرطوم ولكن شريحة كبيرة منهم أتت من تلك المؤسسة العريقة. والادعاء بأنهم تلقوا تدريبهم العالى فى الغرب أو ببريطانيا بالتحديد أيضا من العلل لأن نظام التحضير ببريطانيا وبرغم متانته الاكاديمية الا انه غارق فى النظرى ولكن نظام التعليم ليس بشأننا هنا وبالطبع موضوع خريجى جامعة الخرطوم موضوع شائك ومعقد ويحتاج الى قعدة وروقة فى وقت آخر.

    أخى العزيز لا أريد أن أتغول على أضافتك الرفيعة ولكن وددت أن أطرح رايا أتمنى أن يثرى الحوار ولك ودى وتقديرى.
                  

01-08-2010, 07:08 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني: هل هو كلب حراسة للسلطة؟! (Re: سيف عبد العزيز)

    الزملاء الكرام

    شكرا لإضافاتكم القيمة وسأعود للتعليق
                  

01-08-2010, 09:01 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني: هل هو كلب حراسة للسلطة؟! (Re: صلاح شعيب)

    الزميل حامد برقو
    سلام وتحيات
    شكرا لهذه المشاركة وأراك وضعت المبضع في الجرح المزمن قبلا، وحقا أن خبز الصباح أصبح هم غالبية المثقفين
    لقد إستقالوا عن وظيفتهم في نقد الواقع وتطبعوا معه، وإلى حين وجود المثقف الحقيقي دعنا نصلي لله. ولك التقدير

    Quote: أزمة المثقف السوداني جزء من الازمة التي يعيشها نظيره في العالمين العربي و الافريقي.فهو اما ان يعيش حبيس صومعته الاكاديمية كفرد صفوي ينظر الي اخطاْء المجمتع من حوله من على فوق نظارته مشفقا متحسرا دون ان يقترب من العامة خوف ان يلوث نقاء فكره بعرق المزارعين و العمال و المحرومين و المشردين. و النوع الاخر ان يصبح المثقف واجهة للنظم الشمولية و القمعية من اجل خبز الصباح و ما اكثرهم في هذه الايام
                  

01-08-2010, 10:02 PM

عوض أبوجديرى
<aعوض أبوجديرى
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 248

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني: هل هو كلب حراسة للسلطة؟! (Re: صلاح شعيب)

    صديقي العزيز صلاح

    شكرا على مقالك الناقد‘ المعبر عن عجز وإنكسار تلكم الكائنات الغريبة المسماءه بالمثقفين ..كماايضا نحتاج‘ لمناهج صارمة

    للتحليل النفسي ‘ للحفر في مؤخرة اللأ شعور الجمعي لتلك النخب التائه عن الرؤية الحقيقة المنحازة للإ نسان فى همومه واّلاّمه..!إذن يجب

    فضح كل ما يستوطن من خبل الهوية الذاتية‘ وإنفصامها عن حوجة الواقع الملح ‘ ذلكم المسلط سيفه على رقاب الفقراء والمحرومين من وطني.

    لك الود دائما...

    عوض أبوجديري
                  

01-08-2010, 10:46 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني: هل هو كلب حراسة للسلطة؟! (Re: عوض أبوجديرى)

    الصديق العزيز بدر الدين الأمير

    شكرا لهذه الإضافة التي تفتح لنا مسربا في جدل المثقف، في خصيصة نفسه، وعلاقته بالسلطات المجتمعية.
    ولعلي أتفق معك أن الموضوع يدخلنا في شعاب ما أنزل الله بها من سلطان، ولكن المهم هو مسه ولو بشكل طفيف، أو رهيف، أو شفيف، وبعدها ربما تحصلنا على دراسات مستفيضة عن مثقفنا الذي تاه بين أسراب الغمام السلطوي. لم يتيسر لي قراءة سفر الصديق البروف محمد المهدي بشرى حول زمرة المثقفين الذين عناهم. ولكن يقيني أن بشرى له الكثير من الإضافات في حقل الأكاديميا والثقافة والصحافة، ولا يزال كما أراه معلما للأجيال وتتبدى فيه علامات المثقف العضوي. وعلى ذكرك للاستاذ مصطفى سيد أحمد فلا بد أن الناس يتذكرون تجربته الإبداعية التي إنبنت على مقاومة السلطة الغاشمة ولا شك يا بدر أن مصطفى كان يمثل حادي الركب لجيله ودائما ما أقول أن مصطفى هو الفنان المفكر، وكنت قد جالسته كثيرا وخرجت منه بحوارين صحفيين وكانت إجاباته تتقطر فلسفة وشاعرية، وأذكر أنني سألت في أول حوار صحفي لي معه وقلت له من أنت فتأمل ماذا قال:

    (أنا نطفة خبيئة من التاريخ، أصابني الزمن لكي أصور ما أراه، وما أعيشه، وما أحسه بالوراثة، ومن غير هذا لا أعني ما أعني ولا أكون ما أكون)

    ومصطفى إلى حد كبير هو أستاذي يا بدر الذي وجهني نحو البحث العميق في مسائل السياسة، والفن، والشعر، بل هو أستاذ الجيل الذي رحل دون أن نتمكن من التمتع كثيرا بوجوده الباذخ في حياتنا. وإذ نتذكر مصطفى يا بدر لا بد أن نتساءل عن مواقف الفنانين الذين عناهم الزميل هشام هباني وإلى أي مدى إلتزموا جانب مواطنيهم الذين وهبوهم الشهرة. أين سيف الجامعة ووردي وهما اللذين كانا ينشطان في جبهة اليسار ويمثلان نوعين مختلفين من الإلتزام الفني. إذا كنا نعرف إلى أين إنتهى وردي الذي غنى للبشير وكان الاستاذ الماحي سليمان عازفا له في تلك الجلسة فقد قرأت مرة أن سيف الجامعة الذي أهداه مصطفى ألحانا غني في مناسبة للدفاع الشعبي. وترى ماذا يكون رد مصطفى إن كان حيا؟
    يا صديقي المسألة كما قلت شائكة، ولكن المهم هو تكثيف المباحث عن المثقف ولا أقصد المثقف المبدع فقط وإنما أعني أهل الوعي الذين يطرحون أنفسهم كذوات للتغيير الإجتماعي..لك شكرك ودعنا نتواصل.

    (عدل بواسطة صلاح شعيب on 01-08-2010, 11:05 PM)

                  

01-08-2010, 11:48 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني: هل هو كلب حراسة للسلطة؟! (Re: صلاح شعيب)

    الزميل العزيز سيف عبد العزيز
    لك الشكر والتحية على كلماتك المشجعة. وآمل ألا أخيب ظنك يوما. وفي تقديري أنك فتحا لنا محورا مهما للنقاش حول أدوار المثقفين في حقباتنا الوطنية الماضية. والواقع أن تلك الأدوار المخزية تم توريثها، ولهذا بقي المثقف الآن باحثا عن مجده الشخصي، والسلطوي، أكثر من البحث عن تضحية يقدمها لبلاده التي قدمت له الكثير. فضلا عن ذلك فإننا لم ندر من قبل حوارات منتظمة عن واجبات المثقفين، وبالتالي لم نتوفر على إرث ناقد لهذا المثقف، بل أننا ظللنا نظر للمثقف من خلال تنظيرات مثقفين من خارج بلادنا، وهذه قضية أخرى. فكثير من مثقفينا الكبار لم يهتموا بإجراء بحوثات عن أمر المثقف وما عدا د. حيدر إبراهيم الذي قدم مساهمة طيبة من خلال مركز إبن خلدون بالقاهرة، فإن القارئين للعربية لم يقفوا على رؤية مثقف سوداني لموضوع المثقف. ومكتبتنا السودانية بكلياتها لم تحفل بوجود بحث علمي متقدم عن تعريف للمثقف أو كيفية أداء دوره، أو حتى رصد إنجازات وإخفاقات المثقفين السودانيين. صحيح هناك مقالات ودراسات مبعثرة في الكتب، والمجلات الدورية. ولكن لم نعثر على كتب متخصصة لباحثين سودانيين يفيدون ويفيدوا القارئين للعربية على أقل تقدير. وأتفق معك أن نظام التعليم السوداني يمثل علة كبيرة للمثقف، فمن جهة لم تتجدد هذه المناهج بحيث أن تواكب المعرفة الإنسانية اليوم، كما أن الذين وضعوا هذه المقررات الدراسية كانوا مثقفين سلطة في معظمهم. فضلا عن ذلك فأن بيئتنا أسهمت بقدر كبير في إهدار إمكانيات المثقف، إذ تغيب الحرية، والديمقراطية، واللتين هما الأداتين الاساسيتين لنماء عقل المثقف، كما أنه في ظل غياب الحرية والديمقراطية يصعب للمثقفين الحقيقين أن يتواصلوا مع الشعب، وبالتالي تتضاءل فرصة المثقف العضوي في التوعية ومن ثم تكون الفرصة مواتية للمثقف الذي يتنازل عن مبادئه ويكون خادما للسلطة. وفي ظروف غياب الحرية والديمقراطية كيف يتفاعل المثقف مع الذين يتلقون إنتاجه؟
    لقد توقفت مليا فيما قلته أنت أدناه :
    Quote: فى تقديرى المتواضع أن تلك الطبقة لم يتحدى أفكارها أحد ولم يقارعها فكريا أحد مما أعطاها مناعة وعمى ليلى ونهارى عن أخطائها مما ظل يدفعها لاتخاذ قرارت خاطئة أوقعت البلاد فى هاويات متكررة ومن بين أخطائهم الاختيار لمناصرة الانظمة الشمولية

    نعم أوافقك الرأي. فحتى الآن تلعب العلاقات العامة، والعلاقات الجهوية، والآيدلوجية، والقبلية، دورا في عدم وجود النقد الصارم للذين فرطوا في البلاد من المثقفين. وإذا نظرت لتاريخ المثقفين الذين يبدلون جلودهم، ويعودون لمنظومات عملهم الحزبية، والآيدلوجية، وكأن شيئا لم يك، لوجدت أنهم كثر. وتكاد الناس تواضعت على غفران مخازئ المثقف الآيدلوجي متى ما عاد لحزبه حتى من دون إعتذار على خروجه عن لوائح الحزب. وفي اليسار، واليمين، وجدنا بعض المثقفين الذين توزروا في الديكتاتورية، ودخلوا في خصومات مع أحزابهم، وعادوا للدخول في الحزب وبدون مساءلة أيضا. وفي ظني يا سيف أن الأنظمة الشمولية ذاتها هي من نتاج المثقف السوداني سواء كان من اليمين، أو اليسار. إذن يصعب وضع الفكر الشمولي السوداني في جانب مقابل فكر المثقف السوداني في الجانب الآخر، فالشمولية كانت من نتاج مثقفين تلقوا تدريبا عاليا في التعليم والثقافة، ولم تأت الشمولية بواسطة أشخاص لا علاقة لهم بالتعليم العالي والمعرفة الثقافية. بعض الناس يقولون إنه ليس بالضرورة أن يكون الذي حظى بتعليم عال، وترقى لدرجة الدكتور، أو البروفيسور، مثقفا، ولكن السؤال ما فائدة الدكتور، أو البروفيسور، إن لم يتمثل القيم الثقافية المحلية، والإنسانية، ويتعامل بها في حياته، ويعلمها للأجيال؟ وماذا يقدم هذا الاكاديمي الذائع الصيت لطلابه إذا كان لا يضرب لهم المثل في كيفية أن يخدموا بلادهم من خلال تمثل الصدق، والأمانة، والصراحة، والوقوف بجانب مظلومي النظامين السياسي والإجتماعي، وكذلك تقديم نماذج النبل والإيثار، إلخ، ولعلك تتفق معي أخي سيف أن هذه القيم أحق بالإتباع سواء كنت مهندسا، أو مزارعا، أو طبيا، أو إعلاميا، أو مقدم برامج أو..أو..أو. عموما شكرا كثيرا لك كونك أضفت هذه الجوانب المضيئة والمشرقة في هذا الموضوع. مع تقديري


                  

01-09-2010, 00:08 AM

Nizar Ateeg
<aNizar Ateeg
تاريخ التسجيل: 07-13-2008
مجموع المشاركات: 106

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني: هل هو كلب حراسة للسلطة؟! (Re: صلاح شعيب)

    الاستاذ صلاح شعيب
    كل سنة وانت طيب واشكر لك عدم يأسك من المنبر
    بمحاولتك لابتدار مواضيع افتقدناها طويلا.
    قبل ان اعود وأن أتداخل يشكل اكثر علمية، أعتقد أن
    هناك نوعين من المثقفين في السودان عند اقترابهم
    من ما هو سياسيا،
    النوع الأول: ما ظلوا يدعون اليه نظريا (ثقافيا) ظل
    ثابتا على الدوام ولكنهم طوعوه (أو قل وجدوا مخارجات نظرية)
    برروا بها ارتباطهم بهذ النظام أو ذاك (اسماعيل الحاج موسى مثالا)
    النوع الثاني: هو ما عناه الشاعر العظيم احمد فؤاد نجم

    الثوري النوري الكلمنجي
    هلاب الدين الشــــفطنجي
    القاعد في الصف الاكلنجي
    يتمركس بعض الايــــــام
    يتمسلم يعض الايــــــام
    ويصاحب كل الحــــــكام
    وبستاشـــــر مــــــلة

    وسبدرات بالتأكيد نموذج واضح لهذا النوع
    تحياتي لك مرة اخرى وعودا حميدا
    وتحياتي للمتداخلين
    ولي عودة
                  

01-09-2010, 00:08 AM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني: هل هو كلب حراسة للسلطة؟! (Re: صلاح شعيب)

    عزيزي صلاح،
    تحياتي لك وللمشاركين والقراء الكرام.
    كعادتك، ههنا أنت تلمس مواضع الوجع الحقيقي في جسد السودان العليل.

    المثقف السوداني لم يصبح بعد مثقفاً "عضوياً" حقيقياً، بالمعني المراد من التوصيف، وبمعنى تكوين تيار ثقافي تنبني عليه مؤسسات وهياكل جديدة. والثقافة العضوية لاتعني التعليم المدرسي وملء الأدمغة بالمعلومات والنظريات وإعادة تدويرها. ولا هي الحرفية والتجويد في ضروب الفنون المختلفة. هذا، للأسف الشديد، هو الفهم الشائع بين كثير من "المتعلمين المدرسيين." ولكن كلمة تثقيف، في أصلها اللغوي، تعني التقويم. والثقافة بهذا المعنى تعني الاستقامة على مضامين تستند على منهج فكري، يجعل المثقف متسقاً مع ذاته، يفكر كما يريد، ويقول ما يريد، ويفعل ما يريد، ثم لا تكون نتيجة فكره وقوله وعمله إلا تحريضاً للمجتمع لفعل الخير وليطور نفسه في مدارج الحرية والكمال والجمال.

    المثقف العضوي الحقيقي كائن حي، أصيل ومنتج، متجدد ومجدد. وهذا بالضرورة يضعه في حالة صراع مع السائد (فكرياً واجتماعياً وسياسياً). ذلك لأن جديده يؤدي إلى تفكيك هذا السائد في المستوى الفكري، ثم، على مكث في الزمن، في المستوى العملي. ولابد أن تنتج عن حالة التضاد هذه مخاضات مؤلمة تؤدي، في الزمن، إلى إبداع ميلاد جديد يتم فيه إعادة تركيب ما يصلح لآخر متطلبات العصر والتخلص مما يلا يصلح. وقد تصل حالة الصراع هذه إلى قتل هذا المثقف، مما يعمق دوره ويلفت الأنظار إلى صدقية وأخلاقية مواقفه، على عكس ما يظن قتلته، فيضع بذلك رصيداً هائلاً في مخزون فاعلية تجربته، عاجلاً كان ذلك أو آجلاً.

    أنظر إلى نموذج الأستاذ محمود محمد طه، الذي تفضلت أنت بذكره وعاتبت فيه صديقي وزميلي د.خالد محمد فرح. كثيرون، بخاصة من ارتكبوا جريمة إغتيال الأستاذ، يظنون أن الفكرة الجمهورية حالة عارضة مهزومة. هؤلاء يجهلون أن الفكرة الجمهورية كائن حي، مثل أي كائن حي آخر، إنما هي نتاج للصراع بين الحياة والموت في خلايا الكائن الحي نفسه. فالأفكار كائنات حية يتعاظم ويتكاثر ما يصلح منها، ويندثر ما لا يستطيع المواءمة والمواكبة. وحين يموت منتجها دفاعاً عنها وعن حياة الآخرين يحدث ما يسميه علماء الأحياء بالmutaion، نتيجة للموت البطولي الذي يلفت الانتباه للمثقف الشهيد. حتى أعداء هذا المثقف يبدأون في مراجعة مواقفهم السابقة. وهناك نماذج كثيرة لمعارضي الأستاذ الذين تبدلت مواقفهم بعد استشهاده، ولم يكن محمد طه محمد أحمد أول هؤلاء ولن يكون آخرهم.
    هذه حالة فريدة في تاريخ السودان، وفي تاريخ العالم الإسلامي المعاصر. فالأستاذ محمود مثقف ومفكر، لم يقاوم أحداً بغير الكلمة الحرة. فكر كما يريد، وقال ما يريد، وفعل ما يريد، سلما، وخيراً وبراً بالسودانيين. ولكن، لأنه هز أركان السائد، شعرت السلطة المؤدلجة أنها لابد أن تتخلص منه. فكان ما كان.

    إلى حين لقاء آخر، أهديك وقراءك أدناه كلمة الأستاذ أما محكمة المهلاوي، أداة السلطة المؤدلجة في ذلك الوقت.

    (عدل بواسطة Haydar Badawi Sadig on 01-09-2010, 00:25 AM)

                  

01-09-2010, 00:13 AM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني: هل هو كلب حراسة للسلطة؟! (Re: Haydar Badawi Sadig)

                  

01-09-2010, 01:19 AM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني: هل هو كلب حراسة للسلطة؟! (Re: Haydar Badawi Sadig)

    الصديق يحيي أب نعوف

    تحيات وشكرا على المداخلة ورفد هذا البوست. وأراك كفيتنا برؤيتك الثاقبة في بحث موضوعة المثقف، وشرحت أنواع المثقفين بما يغنينا لتأمل وجودهم. ولا شك عندي أن المثقف العضوي، والذي هو أفضل نماذج المثقفين، يعاني من ظروف الحياة. وبالتالي لا يجد سبيلا لتدبير حاله المعيشي حتى يستطيع أن يسهم بثقة وإستمرار. ولعله دائما ما يكون الإغتيال المادي والمعنوي هو مصير المثقف العضوي. وإذا كان عطاء هذا المثقف الذي نعترف بإهمية دوره في الحياة يتراوح بين الشد والجذب، والوعد والإحباط، والمد والجزر، إذن ماذا يتبقى للمتلقين المنتظرين من عطاء يطور قدراتهم، ومعارفهم، ونظرتهم السليمة للأمور العامة. المثقفون العضويون في تاريخنا دائما قلة كما أشرت، ولأنهم مطاردون من قبل السلطات المجتمعية التي تتواطأ مع السلطة السياسية صاحبة الجاه، والصولجان، وسيف الذبح، فإن رصيدهم الثقافي محكوم دائما بالإستهداف، وفي ذلك التاريخ لم يسلم المثقف من حرق السلطة لكتبه بعد حرقه هو نفسه، أو دق عنقه في فضاء شعبي مشهدي. أنطونيو غرامش نفسه، صاحب المصطلح، واجه الحرب من قبل السلطات وقدم حياته فداء للمثقفين. على أن الحقيقة التي تبقى هي أن هذا الرصيد الشحيح للمثقفين العضويين ـ بالمقارنة مع أنواع المثقفين الذين أشرت إليهم ـ هو الأكثر قدرة على الخلود. والسؤال هو كم من الأفكار العظيمة التي عاشت مرحلتها، وتمدد حضورها، في حيوات الأجيال اللاحقة. المثقفون السودانيون الذين قدموا رصيدا نضاليا ضد سلطة القمع قلة، ولكن نتاجهم الفكري، والعملي، بقي محفوظا، ومؤثرا، بينما تساقطت رؤى المثقف الإنتهازي الذي طرح نفسه كمكتشف للوعي في مدارج الفكر والثقافة. والسؤال هو أين إنتاج المثقفين الذين وقفوا مع عبود، ومايو، ثم ما الذي أضافته تجربة مثقفي الإنقاذ للفكر، والأدب، والفن، والسياسة، وفن الإدارة حتى، وللدين نفسه؟ يا صديقنا يحيي دعنا بين الفينة والأخرى نقذف بركة السياسية بسؤال الفكر والثقافة حتى ينداح رد الفعل، وعلينا كدارسين أن نتقبل (وثيقة رد الفعل) أيا كان مضمونها حتى نفهم طرائق التفكير في مجتمعنا، من جهة، وطرائق رد المثقفين من الجهة الأخرى. وإذا أصبنا على الأقل في تحريك الجدل في أمر المثقثف فذلك هو الهم، والمهم.

    مع التحيات
                  

01-09-2010, 01:35 AM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني: هل هو كلب حراسة للسلطة؟! (Re: صلاح شعيب)

    الصديق
    عوض أبو جديري

    شكرا لوجودك بيننا للتفاكر حول شؤون المثقفين، وشكرا ثانية لكلماتك بحقي. وحقا أننا أمام كائنات غريبة،
    ولكنها صعدت إلينا يا صديق من مطمورة تراثنا الجمعي، ومن وعينا، ولا وعينا. وحقا أننا في
    حاجة لتحليل نفساني للمثقف السوداني التائه بين قشور العلم، وقصور الأخلاق،
    عند المحكات العظيمة..تلك التي تطلبت هروبهم. وما أقل، ونحن نمخر في عباب هذا التفاكر، من مس موضوعة الهوية
    التي أشرت إليها لنبحث مؤثراتها، وتأثيراتها، على مجمل حراك مثقفنا منذ الإستقلال. وأتوقع عودتك كما وعدت.
    ولك المودة
                  

01-09-2010, 01:24 AM

Mutwali Malik
<aMutwali Malik
تاريخ التسجيل: 12-08-2005
مجموع المشاركات: 2720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني: هل هو كلب حراسة للسلطة؟! (Re: Haydar Badawi Sadig)

    اخي صلاح شعيب
    لك التحية
    في محاضرة للعلامة المرحوم البروفسر عبدالله الطيب في الدوحة وجه له هذا السؤال:-
    لماذا يرتمي المثقفون في احضان اي سلطة
    وكان رده مقتضبا ببيت شعر اظنه يشخص هذه الحالة الارتمائية
    يسقط الطير حيث يلتقط آلحب
                  

01-09-2010, 06:23 AM

ضياء الدين ميرغني
<aضياء الدين ميرغني
تاريخ التسجيل: 01-29-2009
مجموع المشاركات: 1431

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني: هل هو كلب حراسة للسلطة؟! (Re: Mutwali Malik)

    صديقي العزيز الاستاذ صلاح شعيب
    تُمسك دائما بتلابيب المواضيع المهمة. وتقودنا بامتلاكك لناصية المعرفة
    الى عميق القضايا. بجواهر الكلمات .
    أكثر من غيري اشعر بأن الموضوع بالغ الأهمية بالنسبة لى يا صديقى .
    ربما لأننى حين ولجت الي البعث كان اكثر ما يعجبنى هى تلك اللغة الرفيعة
    لمؤسسه التى اكتشفت بعدها، انها جاءت من روائي وأديب وشاعر عظيم لم يكمل مشروعه
    الأدبى لصالح السياسة وإن صاغها بلغته الادبية الراقية ذلكم هو، استاذ ميشيل عفلق
    عليه رحمة الله .
    ودون شك هناك جدار (فولاذى) بين الثقافة المجردة وبين السياسة المؤدلجة . وتحدث
    هذه الحالة فى اغلب الحالات حين يُحال الأمر فى هذه الأُطر المنّظمة الى قادة يُعمِلون
    الفكرى لصالح السياسى وليس العكس . فيفقد الفكر والسياسة بريقيهما. وفى النهاية
    تضمحل الايديولجيا.
    هذا تعليق سريع ومقتضب منى لموضوع كبير وشائك اعدك بالعودة والإسهام فيه بعد أخذ الوقت
    الكافى للإحاطة بكل جوانبه بدلا عن هذه التلغرافات المقتضبة .
    دمت صديقى

    ضياء
                  

01-09-2010, 08:04 AM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني: هل هو كلب حراسة للسلطة؟! (Re: ضياء الدين ميرغني)

    الزميل العزيز نزار عتيق

    تحيات وسلام، لا مفر لنا من التواصل ولعل المنبر أكثر مجالا للتحاور، ومن خلاله نسعى للوجود مهما كان الإحباط يقيم أحيانا لغياب الحوار الصحي. والمثقف إما هو كذلك، أو ..التقسيم الدراسي أو الأكاديمي ممكن ولكن في خاتم الأمر سيظل المثقف العضوي هو ذلك المثقف الذي نأمل أن نجده في كل مقامات الحياة. الدكتور إسماعيل الحاج موسى (خريج الخرطوم) كان المتوقع
    منه أن يخدم بلاده عبر الدعوة المتواصلة للحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، ولكن آثر أن يكون مثقفا مطيعا
    للسلطات الشمولية، وهو ليس الوحيد وإنما يمثل نموذجا للمثقفين الذين يمارسون القطيعة مع أدوارهم النقدية، والأمر ينطبق على زمرة المثقفين المايويين والإنقاذيين، وما عبد الباسط سبدرات إلا واحدا من هؤلاء الذين سعوا لمجدهم الشخصي على حساب العام. ولك الشكر
    ونأمل أن تتواصل إبحاثك الفنية التي كان آخرها البحث الجيد عن المغنيين الشباب.
                  

01-09-2010, 10:01 AM

يحي ابن عوف
<aيحي ابن عوف
تاريخ التسجيل: 05-25-2002
مجموع المشاركات: 6335

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني: هل هو كلب حراسة للسلطة؟! (Re: صلاح شعيب)
                  

01-10-2010, 04:34 AM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني: هل هو كلب حراسة للسلطة؟! (Re: يحي ابن عوف)

    فوق!
                  

01-10-2010, 06:03 AM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني: هل هو كلب حراسة للسلطة؟! (Re: Haydar Badawi Sadig)

    الدكتور حيدر بدوي صادق

    أولا أشكر لك تعريفك المانع الجامع للمثقف السوداني بناء على مفهوم المثقف العضوي، وأتفق معك أن التعليم وحده ليس عاملا موجدا لهذا المثقف، ولكن ينبغي أن يسهم التعليم، من ناحية ثانية، في تقوية مواقف المثقفين ورؤيتهم للأحداث، من حيث أنه أداة التوعية، والإعلام، والإرشاد. وللأسف فإن مؤسساتنا التعليمية العليا خرجت الآلاف من حملة البكلاريوس، والماجستير، والدكتوراة، غير أن تأثيرهم على الواقع وتغييره ضئيل جدا. وصحيح ما تقول به أن التثقيف يعني التقويم أو الإستقامة، فوظيفة المثقف أن يدعوا الناس إلى الاستقامة الفكرية، والأخلاقية، وأن يتمثل القيم التي ينادي بها في مجتمع لا تزال الأمية تضرب بأطنابها فيه، ولكن يبدو، كما قلت أنت، فإن وجود هذا المثقف يحتاج إلى تفكيك الفكر السائد وتجديد أوالياته، وهذا ما يتطلب وجود النظام السياسي الذي يتيح الحرية، والديمقراطية، التي تسهم في إنتشار الوعي. وهذه هي القضية، فالمثقف لا يمكن أن يتطور في عمله ما لم يجد المناخ الصالح الذي يساعده على أداء دوره، ومن ناحية أخرى يلعب هذا المناخ الضروري دورا في تنمية قدراته المعرفية، كما يسرع إستفادة المجتمع من أفكاره.
    بخصوص الاستاذ محمود من كون أنه النموذج الأحق بالإتباع للمثقف السوداني الذي لم تلن له قناة، ولم يهادن السلطات السياسية، والدينية، التي ربما رأت خطورة أفكاره عليها، أعتقد أنه رسم إطار فكريا، وعمليا، لما ينبغي أن يكون عليه المثقف، ليس في السودان فحسب وإنما العالم ككل. ولذلك كان طبيعيا أن تكون نهايته بتلك المشهدية، ولعله كان يدرك تماما أنه لا بد أن يفدي الثقافة الحرة والمثقفين الأحرار. وهزني أن د. خالد فرح لم يشر إليه برغم أن الأستاذ قدم مثالا حيا في مقارعة سلطة الإستبداد، وكان أحرى أن يشير إليه كون أن إستشهاده في سبيل حرية الفكر من الامثلة التي يجب أن لا يطويها التأريخ الحديث الذي يسعى له كتابنا. ولك عميق التقدير على إضافاتك الثرة والعميقة لهذا البوست.
                  

02-25-2010, 11:36 AM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني: هل هو كلب حراسة للسلطة؟! (Re: صلاح شعيب)

    عزيزي صلاح ... تحياتي
    إلى حين قراءة متأنية وعودة قريبة
    شكرا على التهنئة .
    مودتي
    محمد جميل
                  

02-25-2010, 12:07 PM

خالد أحمد بابكر
<aخالد أحمد بابكر
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 170

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني: هل هو كلب حراسة للسلطة؟! (Re: محمد جميل أحمد)

    عزيزي صلاح
    شكراً لك ولضيوفك..
    ولعودتك لمسألة (المثقف والسلطة)...
    سأعود..
                  

02-25-2010, 01:12 PM

سعد مدني
<aسعد مدني
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني: هل هو كلب حراسة للسلطة؟! (Re: خالد أحمد بابكر)

    سلطة المثقف ومثقف السلطة

    د. عبدالرحمن الحبيب


    تشهد الساحة الإعلامية السعودية حراكاً ثقافياً يعطي دوراً متزايداً للمثقفين من الكتّاب والصحفيين في الانخراط بقضايا المجتمع وما يتصل به من المؤسسات، مما جعل بعض الجهات الرسمية تتذمّر من نقدهم الذي تجاوز الموضوعية .. ولعل العلاقة بين هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبين بعض كتَّاب الصحف تُعَد مثالاً واضحاً ..

    شكوى بعض المؤسسات من نقد الكُتّاب ارتفعت بحدَّة هزَّت بعض المثقفين لدرجة أن أزاحوا خطابهم من الفضاء الثقافي النقدي إلى الفضاء الرسمي، كمراجعة أو تراجع عن القفز نحو مجهول مستقبلي أمام منجز واقعي يمتلك القرار، ليصبح خطاب بعض المثقفين السعوديين غير واضح التأثير ..

    وكان تأثير المثقف السعودي غالباً يتركّز في النطاق الأدبي والثقافة النخبوية، ولكن مع مرحلة الإصلاحات التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله رائد الحوارات المحلية والعالمية، تبعه إصلاح دور المثقف لكي ينخرط في قضايا المجتمع. أضف إلى ذلك أن المجتمعات العربية تمر بتحولات كبرى، وفي فترة التحولات يصعد دور المثقف لأنه مرتبط بتشكيل الوعي الجمعي، فيحدث للعلاقة بين السياسي والمثقف إعادة تشكيل قد يصاحبها توتر، لكنه صحي طالما ظل في حدوده الثقافية ..

    يسعى السياسي والمثقف إلى غاية واحدة (خدمة المجتمع)، لكنهما يختلفان في الوسائل .. فوظيفة مؤسسات السلطة هي الحفاظ على الاستقرار وضبط الأنظمة، بينما وظيفة المثقف النقد وطرح الأسئلة المحرجة .. أو كما يقترح ماكس فيبر، بأن السياسي مشغول بالأهداف المباشرة، بينما المثقف مشغول بالغايات الإنسانية الكبرى؛ السياسي يبحث في البرامج عن الإمكانية بينما المثقف يبحث في البرامج عن الأفضلية .. الأول معني بالفعالية العملية والثاني معني بالحرية والحقوق .. الأول قضيته الواقعية والثاني قضيته الحقيقة .. الأول لديه مسؤوليات محددة نظاماً حسب تخصصه والثاني لديه مسؤوليات مفتوحة مرتبطة بقضايا عامة تتجاوز حدود تخصصه .. فالمثقف ليس مسؤولاً عن نفسه، وإنما مسؤول عن كل البشر، كما يزعم سارتر الذي يرى أن المثقف شخص يهتم بأمور لا تعنيه إطلاقاً، أي أنه متطفل فضولي بطبيعته، يتجاوز الالتزام بتخصصه المهني بسبب ما لديه من روح ناقدة وباحثة.

    تاريخياً، العلاقة بين رجل السياسة ورجل الفكر تتفاوت بين التلاقي والتنافر، وقد يصل التنافر بينهما بأن يحكم على الثاني بالإعدام كما حدث لسقراط، ليتأثر تلميذه أفلاطون بشدة ويحاول التوفيق بينهما بدمجهما معاً في جمهوريته، متطلعاً دون جدوى إلى بناء السياسة وفقاً للمُثُل الفلسفية العليا .. لكن أرسطو أبو المنطق وتلميذ أفلاطون تنبّه إلى استحالته آنذاك، وطرح علم السياسة منفصلة عن الفلسفة وصار أستاذاً للإسكندر المقدوني أحد أخطر القادة الذين ظهروا في التاريخ!

    وفي تراثنا نجد كل أنواع العلاقات، ومن طريفها البليغ ما ذكره ابن عساكر من أن عبد الملك بن مروان حبس خارجياً طلق اللسان واسع المعرفة بعد أن أعجب به شخصياً، وقال له: لولا أن تفسد بألفاظك أكثر رعيتي ما حبستك!

    وفي بدايات العصور الحديثة ظهر ميكيافلي كمثقف سلطة بامتياز، في كتابه (الأمير) حيث السياسي المخادع النفعي، مشكلاً تحدياً صعباً لكل التطبيقات السياسية لنظريات المفكرين اللاحقين التي حاولت أن تجعل من السياسة عالماً منظماً وعادلاً ومثالياً .. فممارسات روبسبيير الإرهابية إبان الثورة الفرنسية كانت تطبيقاً للنظريات الإنسانية لمونتيسكيو وجاك روسو وفولتير الذين رفضوا السلطة الأرستقراطية .. وحُكم لينين وستالين الدموي كان تطبيقاً لمثاليات الاشتراكية العلمية لماركس وإنجلز اللذين تمرّدا على السلطات البرجوازية!

    هذه النماذج السياسية السيئة ليست القاعدة، فأغلب السلطات أثناء مراحل الاستقرار تخدم مجتمعها وفقاً لمبادئ هذا المجتمع، وبالتالي فإنّ المثقف ليس أطهر من السياسي لكن استخدامه للثقافة يمنحه مظهر الحكم المحايد البريء، بينما قد يكون أسوأ من السياسي المستبد ويحارب المثقفين، ألم يقل المثقف النازي جوزيف جوبلز عندما أصبح وزير إعلام هتلر: كلما سمعتُ كلمة مثقف تحسست مسدسي!؟ وهو المُنظِّر وكاتب الخطب لهتلر وصاحب مقولة: اكذب ثم اكذب حتى تصدقك الجماهير .. وصار للكذب منهج ثقافي وبرنامج نفسي تتسابق عليه المؤسسات السياسية..

    وسواء كان المثقف في السلطة أو مستقلاً عنها، فإنه يدخل في شبكة علاقات السلطة على حد تعبير ميشيل فوكو (وهو أخطر من عرَّف المثقف)، الذي يرى أنّ المثقفين طرف في السلطة .. فأياً كان موقع المثقف فهو يظل في نطاق فضاء السلطة وممارستها وفي بنية خطابها ومن ثم طرفاً في لعبة السلطة. فإذا كان المثقف يشارك في صياغة وعي المجتمع، فإنه بالضرورة يتقاطع وبعمق مع السياسي .. طبعاً هنا المقصود بالمثقف هو المثقف العضوي حسب تعريف جرامشي (وهو من أهم معرفيّ المثقف)، والذي يرى أنّ لكل طبقة اجتماعية مثقفيها الذين يرتبطون بها عضوياً, وينشرون وعيها وتصوّرها عن العالم.

    والسؤال هنا، أين تتأسس سلطة المثقف؟ ديمقريطس كان يفضل الظّفر بفكرة تتقدم بها الحياة على أن يظفر بمُلك فارس، إنه سمو الفكر المتجرّد من المصالح المادية ومن المنافع الخاصة .. فكر صادق يتَّسم (كما يعبِّر الفلاسفة) بالبراءة والشرف والنوايا الحسنة والنزاهة والإبداع الجمالي .. كل هذه الصفات النبيلة - حتى لو كانت وهمية - تمنح المثقف صورة المراقب النزيه، الذي همّه قول الحق والعمل النافع للمجتمع .. وهنا تتجلّى سلطة المثقفين في عقول وقلوب الجماهير: قوة الحق أمام حق القوة!

    وفي قوة الحق ينقاد المثقفون في عملهم بما أطلق عليه فيبر أخلاقية الاعتقاد الراسخ بالحق، أكثر من انقيادهم لأخلاقية المسؤولية، التي تتميّز بها الوظيفة السياسية. ويحذر ليكلرك المثقفين (في كتابه سوسيولوجيا المثقفين 2008) من أنّ المبالغة في الاعتقاد الراسخ قد تتحوّل إلى تعصّب؛ ومن هنا جاءت دعوة فوكو (المابعد حداثية) بأنّ على المثقف أن لا يصدر أحكاماً قطعية أو يدعي بأنه يمثل ضمير الأمة أو لسان الجماهير أو العراف الكبير .. الخ. ورغم أن البعض (المابعد حداثيين) استند على فكره فوكو هذه لطرح مقولة موت الإيديولوجيا ونهاية التزام المثقف، فإنّ انخراط فوكو في الفعل الثقافي من مظاهرات وبيانات احتجاج في الستينات والثمانينات في القرن الماضي، يوضح أنّ ما يرمي إليه فوكو كان تحويل خطاب المثقف إلى خطاب الحياة بدلاً من خطاب الحق..

    تعتمد علاقة المثقف بالسلطة على موقف وضمير المثقف وعلى طبيعة السلطة والمجتمع، لأنّ الثقافة في أساسها فكرة وضمير وليست وظيفة محددة يمكن قياسها .. إنما من المؤكد أنّ المعرفة قوة، والقوة سلطة، والمثقف يمتلك المعرفة لذا يمتلك سلطة، وتصبح هذه السلطة مؤثرة فعلاً إذا كانت مستقلة، فالمثقف لن يكون فاعلاً ما لم يحافظ على حريته واستقلاليته.


                  

02-25-2010, 06:28 PM

سعد مدني
<aسعد مدني
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني: هل هو كلب حراسة للسلطة؟! (Re: خالد أحمد بابكر)

    مفهوم المثقف العضوي ودوره في التغيير

    د. سيّار الجميل

    مقدمة :

    غمرني كتاب جديد صدر مؤخرا للكاتب البريطاني ستيفن جونز الذي كتب ولم يزل يكتب في النظرية الثقافية وفلسفة القوة المعاصرة ، وهو ينشر هذه المرة كتابه الجديد عن الفيلسوف الشيوعي الايطالي الشهير انطونيو غرامشي الذي اشتهر كثيرا بفلسفته عن المثقف العضوي ودوره في تغيير المجتمع ، ذلك المفكر المناضل الذي قضى اكثر من عشر سنوات في سجون الفاشية الايطالية ومات بعد خروجه من السجن وهو في عز الشباب .. الكتاب ربط مقارن محكم بين ما كان عليه التفكير قبل خمسين سنة لما غدا عليه هذا الزمن الراهن واستمرارية افكار غرامشي حية متوقدة تثير بحضورها وتواصلها اهتماما واسع النطاق حتى اليوم . ان المؤلف يشير في مقدمته المثيرة الى ان فلسفة غرامشي لم تزل تعمل في فهم واقعنا الاجتماعي في كل العالم . وهنا اعيد فكرتي من جديد انه ان كانت المتغيرات السياسية سريعة مع تبدلات الواقع السياسي ، فان المتغيرات الاجتماعية قد لا تتبدل سريعا في واقع اجتماعي معين .
    اهمية غرامشي :

    ان انطونيو غرامشي له اهميته في تاريخ الفكر العالمي المعاصر ، وكان جيل ما بعد الحرب العالمية الثانية قد اعجب بافكاره الجديدة المنبثقة من حياة المجتمع ومضامين الواقع بعيدا عن المخيال الاييديولوجي الذي توهمه الماركسيون وكتابهم ، علما بأن غرامشي قد ولد وترعرع ماركسيا .. ان نظريته في الهيمنة الغربية التي تبلورت على يديه لم تزل حية ترزق بكل اشكالها التي لم تزل تعاني منها المجتمعات غير الغربية .. انها هيمنة ذات كلمة واحدة ورأي واحد لا تقبل المحاورة ولا المجادلة فكيف تبيح لنفسها التنازل والاقرار بالخطأ ؟؟ ان غرامشي من الد خصوم الاستغلال الرأسمالي الكاسح ، وان ما يحدث حتى يومنا هذا يشير بما لا يقبل مجالا للشك ان الهيمنة لم تزل تحرك كل العالم ضمن ارادة واحدة ، كنت قد اسميتها بـ ” الكابيتالية الجديدة ” ( أي : الرأسمالية الجديدة ) ضمن ظاهرة العولمة الجديدة . ان غرامشي لا يمكن فهمه حتى اليوم ان لم ندرك ما يحيط العالم من ظروف مادية تاريخية .. ومن هنا ندرك قيمة نظريته عن المثقف العضوي ودوره في تغيير المجتمع . وغرامشي نفسه لا يمكننا فهمه وفهم افكاره ودفاتر كتبها في سجنه الا ضمن سياقه التاريخي والظروف التي عاشها وان ذلك يدعونا لموضعه اي مفكر او مثقف ـ على حد تعبير المؤلف ـ .

    وققة عند حياة غرامشي ونضاله
    ولد غرامشي عام 1891 في سردينيا جنوب ايطاليا ودرس في جامعة تورين التي انخرط فيها عام 1911 ، وكان في العشرين من العمر .. نشر في الصحف الايطالية في الرابعة والعشرين وكان قد تأثر بموجة الفكر الماركسي وبدأ يدافع عن الشغيلة واوضاعهم المزرية على ايدي الطبقة الرأسمالية .. ثم انتسب الى الحزب الاشتراكي الايطالي ومن هذه اللحظة التاريخية بدأ نضاله المرير اذ تبدل اسم الحزب الى الحزب الشيوعي بعد ذاك . كان غرامشي رقيقا ويتفجر عاطفة مع حس انساني عالي المستوى ، واخذ يدافع عن حقوق العمال المسلوبة .. وكان يأمل ان يتحول التمرد العمالي عام 1917 الى ثورة عارمة ، ولكن باءت احلامه بالفشل وهو يسمع بانتصارات ثورة اكتوبر الاشتراكية التي هدّت الصرح الروسي وانتهاء حكم القياصرة . وكان غرامشي قد تأثر بكتابات الفيلسوف أنطونيو لابريولا : 1843- 1904 ، أهم الماركسيين الإيطاليين الأوائل كان له تأثير جوهري في فكر غرامشي الفلسفي .
    يتابع هذا الكتاب سيرورة غرامشي بكل دقة قبل مرحلة السجن والنضال في داخله ، بل ويراقب ما نشره من مقالات لا تعد ولا تحصى وكلها دعوة الى مشروع تثقيف العمال سياسيا وفكريا من اجل تنظيم المجتمع الايطالي واثارة الوعي لدى الطبقة العاملة .. كان يدعو ليل نهار الى بناء ثقافة اشتراكية حديثة ، وقال بأن ذلك لا يتم حصوله الا بتغيير الحزب وانتقاله من الاصلاحية الى الثورية من اجل تفجير الثورة الشاملة ، وهنا يبدو تأثير ثورة اكتوبر الاشتراكية واضحا عنده ، كونه اعتقد ان وصول البروليتاريا الى الحكم والسلطة ، فان المجتمع سيتغير لا محالة ابدا ، والا فان الرأسمالية وشرور سلطتها ستأكل كل الحياة بفرض ارادتها .

    لقد تبدل الحزب الاشتراكي واصبح الحزب الشيوعي الايطالي يوم 21 يناير 1921 ، وغدا غرامشي سكرتيرا عاما له . هكذا اصبح هذا الفيلسوف الماركسي مرجعا مثقفا وعضويا لكل الحركة اليسارية الايطالية ، وقد انتخب نائبا عن مدينة تورين بين عامي 1924- 1926 ، وهكذا اسس جريدة الوحدة الناطقة باسم حزبه .. كان غرامشي قد جمع الثقافة بالسياسة وجمع القيادة بالنضال .. وهذا ما لم يتح الا للندار من المثقفين .. لقد القى الفاشيون القبض عليه عام 1926 بتهمة التآمر على امن الدولة ، وبقي مسجونا حتى عام 1937 ، وما ان خرج من السجن حتى مات بعد ايام قليلة بسبب تدهور صحته وبسبب زمن العذاب المرير الذي غيّبه وهو في عز شبابه على عهد موسليني الفاشيستي ( ص 69 من الكتاب ) . ان اكثر من عشر سنوات قضاها غرامشي في سجنه تعد وصمة عار للنظام الفاشي في ايطاليا ، وهو يسجن مفكر ملتزم ذكي ولم يعّبر الا عن الام شعبه ومعاناة كل المثقفين والعمال والفلاحين والكادحين .

    مفاهيم غرامشي

    لقد كتب غرامشي اغلب تأملاته وفلسفته وافكاره الناضجة في السجن والتي نشرت بعد ذلك وكان جلها قد كتبها في ( دفاتر السجن الاولى ) و ( دفاتر السجن الثانية ) .. انها تربو على ثلاثين دفترا والتي تضمّنت اراءه عن المجتمع الايطالي ، وتفكيره في النظرية الماركسية وعوامل التغيير للواقع ، واحكامه في الادب والنقد وتربية الاجيال .. ان ابرز المفاهيم التي التصقت به وعرفت عنه حتى اليوم : مفهوم الهيمنة الثقافية ، ومفهوم المثقف العضوي ، وكيف يتم التمييز بين المجتمع السياسي والمجتمع المدني وشروط التغيير من اجل الاشتراكية .. كما وعرف بنظريته : الحتمية الاقتصادية ونقده للفلسفة المادية ، وهنا يشبه كثيرا المفكر الماركسي الروسي بليخانوف الذي قدّم بدوره هو الاخر نقدا للماركسية . ان غرامشي يفسر الهيمنة الثقافية اقسى بكثير من الهيمنة الاقتصادية ، فالثفافة البرجوازية المسيطرة يتبنى الجميع افكارها بالضرورة ، وخصوصا الطبقة العمالية وتتلبس تصوراتها ، فتغدو الهيمنة ثقافية وفكرية وليست مادية فقط . وعليه ، فان الطبقة المهيمنة هي التي تتحكم بكل المجتمع من دون ان يعارضها احد ( ص 102 من الكتاب ) . تحت عنوان “مشكلات الماركسية ” يشير غرامشي إلى أن ماركس أبدع رؤية جديدة للعالم ، وأنه لا يكفي اعتبار الماركسية “شكل تفسير ” للتاريخ فحسب ، بل مطلوب تطوير وبناء تصور أنطولوجي للعالم ، نابع ومرتبط عضوياً بالتفسير التاريخي .

    مشروع المثقف العضوي

    اما مشكلة المثقفين فهي اساسية وجوهرية ، اذ يرى غرامشي ان كل البشر مثقفون بمعنى من المعاني ، ولكنهم لا يملكون الوظيفة الاجتماعية للمثقفين ، وهي وظيفة لا يمتلكها الا اصحاب الكفاءات الفكرية العالية الذين يمكنهم التأثير في الناس .. ومن هنا يستخلص الفارق بين المثقف التقليدي والمثقف العضوي .. الاول يعيش في برجه العاجي ويعتقد انه اعلى من كل الناس ، في حين ان الثاني يحمل هموم كل الطبقات وكل الجماهير وكل الفقراء والمحرومين والكادحين .. وعليه ، فان المثقف الحقيقي هو المثقف العضوي الذي يعيش هموم عصره ويرتبط بقضايا امته .. ان اي مثقف لا يتحسس الام شعبه لا يستحق لقب المثقف حتى وان كان يحمل ارقى الشهادات الجامعية

    يكتب غرامشي : “يبدو لنا أكثر الأخطاء شيوعاً ، هو البحث عن معيار التمييز في الطبيعة الجوهرية لأنشطة المثقفين ، بدلاً من البحث عنه في مجمل نسق العلاقات الذي تجري فيه هذه الأنشطة “ ثم يردف المؤلف قائلا: ” إن نظرية الهيمنة لدى غرامشي لا تنفصل عن مفهومه للدولة الرأسمالية التي يقول عنها بأنها تقود المجتمع عن طريق القوة وعن طريق التراضي في ذات الوقت “. اما الدولة في رأيه فليست هي الحكومة ، انها المجتمع السياسي حكومة وبوليس وجيش ومنظومة قانونية .. ومجتمع مدني يضم الافراد ومجالاتهم الاقتصادية . الاول يسير بطريق القوة والثاني يسيّر بالتراضي .. وهو يرى بأن الرأسمالية الجديدة عرفت كيف تلبي بعض الاصلاحات متجاوبة مع مطاليب النقابات والعمال خوفا من ان تأكلها الثورة الشاملة ضدها ، فحافظت على مكانتها في قيادة المجتمع من دون ان تخسر شيئا .. انها ذكية جدا اذ التفت على اطروحة كارل ماركس التي تنبأت بانهيارها من خلال الثورة الشيوعية الشاملة عندما تصل البروليتاريا الى حد الجوع ، وهذا ما لم تجعله يحصل ( ص 123 من الكتاب ) !

    يرى غرامشي ان الحزب الثوري هو وحده القادر على تكوين طبقة جديدة من المثقفين العضويين المرتبطين بهموم الناس وقضايا العمال والفلاحين . ان هؤلاء المثقفون العضويون يمكنهم ان يشكلوا هيمنة بديلة عن الهيمنة الرأسمالية . ومن هنا نستطيع القول ان غرامشي هو الوحيد الذي اعتقد بأهمية المثقفين ودورهم في التغيير اذ كان يؤمن بانهم قادرون على صنع المعجزات اذا ما التزموا بقضية الشعب الاساسية التزاما عضويا وحيويا ويكمل غرامشي قائلا : ” ان البورجوازية تخشاهم وتعرف أن نفوذهم كبير ولذلك تحاول أن تشتريهم بأي شكل ” ( ص 139 من الكتاب ) .

    واخيرا : ما الذي افادنا هذا ” الكتاب ” ؟
    هذا ” الكتاب ” لا يأتي بمعلومات جديدة ، بل انه يتضمن رؤية من نوع خاص للفيلسوف المناضل انطونيو غرامشي ، وهو كتاب متميز بفصوله الستة ويقدم تحليلات ممتازة للافكار التي بشّر بها غرامشي ، بل ويجد المؤلف اننا حتى يومنا هذا بحاجة الى فكر غرامشي وخصوصا في الوقوف امام الهجمة الرأسمالية الجديدة التي لا يمكن ان يخفف من اكتساحها الا اولئك المثقفون الذين ارتبطوا عضويا بمجتمعاتهم . ان المثقف الحقيقي والعضوي اليوم هو عملة صعبة وصعبة جدا ، اذ يكاد يختفي في خضم اولئك المثقفون التقليديون من طرف واغلبهم رجال دين وموظفين ومهنيين وحرفيين وكتبة .. الخ واولئك المثقفون السلطويون من طرف آخر واغلبهم من الكتبة والاعلاميين والصحفيين والفنانين والمحررين التابعين للسلطويين .. وهنا لابد من الاعتناء بالمثقفين الحقيقيين العضويين الذين يمكنهم ان يكونوا باعمالهم وابداعاتهم ونضالاتهم وترجمة معاناة مجتمعاتهم البديل الحقيقي . Steven J. Jones, Antonio Gramsci,(New York, Routledge Criticak Thinkers, 2006-2007).
    العرب ، 29 ديسمبر 2007


    (عدل بواسطة سعد مدني on 02-25-2010, 06:33 PM)

                  

02-25-2010, 09:18 PM

سعد مدني
<aسعد مدني
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني: هل هو كلب حراسة للسلطة؟! (Re: سعد مدني)

    المثقف والسلطة بين النهاية والاحترافية

    وحيد بن بوعزيز

    سياق الإشكالية:

    عرف الفكر الغربي المعاصر تساؤلات جمة طالت العلاقة المعقدة التي تربط بين الثقافة والقوة، ولن نتمكن من فهم وموضعة التساؤل في سياقه الحقيقي دون أن ننهد أهم التطورات المورفولوجية الملامسة للحساسية التفكيرية الغربية. ذهب الكثير من المفكرين الاحتجاجيين، سواء من مدرسة فرانكفورت مثل أدورنو وهابرماس أو من نقاد العقل وتفكيكه من أمثال فوكو وديريدا ودولوز إلى تطوير وتبئير دراساتهم وبحوثهم حول الطابع الأداتي الذي يكتنف العقل الغربي.

    ويكاد يجمع هؤلاء على أن المفاتيح التحليلية والأدوات الإجرائية الحصيفة التي يمكن من خلالها مقاربة الحداثة الغربية المتسمة بالعقلانية والأنوار والفردانية لا تخرج من الداروينية والنيتشوية والميكيافيلية.إذ يمكن اعتبار الحداثة الغربية بمثابة ردة فعل سيميترية ضد القرون الوسطى المنعوتة بالظلامية والتخلف والاستبداد الديني، ولهذا السبب بدأت ترتسم في الأفق قيم جديدة تحوم على الأنتروبوس: أي الإنسان بعد أن كانت تدور حول اللاهوت.

    ولكن بعد أن جاء نيتشه وبين بأن العالم تحركه إرادة القوة وليست إرادة الفضيلة، وتساير ذلك مع التفسير البيولوجي الدارويني الذي بين بأن أساس الطبيعة هو الصراع وناموسها هو البقاء للأقوى، وبعد أن أتضح البعد الواقعي للنظرية الميكيافيلية في المجال السياسي..
    بعد كل ذلك، بدأت تثار أسئلة احتجاجية حول مصداقية العقل في صناعة الفضيلة سواء في الأدب؛ عدمية كافكا ومسرح بيكيت وشعرية باوند وإليوت... أو في المجال النفسي؛ إذ أتضح بأن نظرية فرويد جرحت نرجسية العقل وما يكتنفه من أشكال الشعور والوعي باقتراح اللاوعي كمحرك عميق للتجربة الإنسانية المعبأة بالغرائز والنزوات... أو حتى في المجال الحضاري حيث استشعر الكثير من المفكرين ساعة الأفول والانمحاء ونقصد بذلك نظرية شبنجلر...

    بدأت تثار أسئلة ليس فقط حول العقل كما ذكرنا سابقا، بل حول القيم الإنسانية الجديدة التي استعاضها جيل الأنوار في مكان القيم التيولوجية القروسطية، وبعد أن تبلور خطاب استمد وعيا عميقا بالتحولات والانحرافات الجديدة وصل المجتمع الغربي إلى ما يمكن أن نطلق عليه أزمة القيم.

    في كنف كل هذا، كيف يمكن لنا أن نحدد تلك العلاقة المعقدة بين المثقف والقوة؟

    بعدما عرف بقضية دريفوس التي اشتهر فيها مقال زولا "أنا أتهم" تبين عدة أنماط من المثقفين في علاقتهم بالسلطة؛ وليس المقصود هنا بالسلطة الأجهزة الحكومية الفوقية فقط بل كل علاقة رمزية قائمة على الهيمنة والنفوذ. فإن كان المثقف الريعي معروفا بتماهيه مع السلطة فإن المثقف الدريفوسي يعد جذريا مناهضا لكل الحيل والألاعيب التي تستخدمها السلطة كاستراتيجيات للهيمنة؛ ولعل أحسن مثال يطلق على هذا النمط من المثقفين جون بول سارتر والكثير من المثقفين الإلتزاميين...

    تخلخل نوعا ما هذا النوع من المثقفين بعد أن بين الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو بطريقة مجهرية الألاعيب والاستراتيجيات التي تستثمرها السلطة للبقاء؛ خاصة بعدما بين بطريقة ذكية أن المعارضة الجذرية الراديكالية لا تنفي ولا تقضي على السلط الجاهزة بقدر ما تعيد إنتاجها من جديد!

    لهذا بدأت في الفكر الغربي صيحات تنادي بنهاية المثقف الملتزم صاحب المشاريع والمدافع عن الأفكار والذاكرة. فانقسم المثقفون إلى تراجعيين:أي الذين أعطوا للمثقف دورا ثانويا في تحريك العالم والتاريخ، وتفاؤليين: أي الذين أرادوا أن يحافظوا على الدور الكبير المنوط بالمثقف كمبدع للمفاهيم بشرط أن يعي جيدا ويرقص مع السلطة دون أن يسقط في شراكها.


    نهاية المثقف في الفكر العربي المعاصر:

    رغم الاختلافات الجوهرية المتواجدة بين السياق الثقافي الغربي و السياق الثقافي العربي، فإن المتطلع على الخطاب العربي المعاصر سيجد من ينادي بنهاية المثقف بطريقة اختزالية يعمها الكثير من الغموض والإبهام.
    ويمكن أن نعتبر المفكر اللبناني علي حرب من المنادين إلى ذلك في كتابه "أوهام النخبة". إذ يرى بأن نموذج المفكر والمثقف صاحب المشاريع وصل إلى أفوله ولا بد من اقتراح مفهوم جديد للمثقف يرتكز على المستجدات الحديثة التي جاء بها المجتمع السبراني أو ما يسمى كذلك بالمجتمع الإلكتروني.
    طبعا كي يحد المثقف من عليائه وكبريائه وفوقيته حسب المفكر علي حرب لا بد له أن يفهم نسبيته في الكون وفي العالم؛ لأن العالم الآن لا تصنعه الأفكار العالمة فقط بل تصنعه كذلك كل القيم التي تمر عبر قنوات التسويق العالمي في بورصات العالم.

    وجدت أفكار على حرب صدى عند بعض الكتاب الشباب خاصة الباحث الجزائري القاطن في فرنسا محمد شوقي الزين.
    لخص هذا الباحث أفكاره حول المثقف في كتاب: "غيريات وهويات" المكتوب باللغة الفرنسية، وهي أفكار تقترب كثيرا من أفكار المفكر علي حرب فقط استبدل الباحث مصطلح النهاية بالتناهي. فالتناهي حسب رأيه يجعل المثقف وقافا عند حدوده وطاقاته، ويخول له أن يكون مختصا لا يحشر أنفه في كل شيء.

    أثناء مناقشتي لكتاب هذا الباحث في مجلة كتابات معاصرة العدد51 / 2004 قاربت إشكالية المثقف وتناهيه من منظور مختلف تماما؛ معتمدا في ذلك على أفكار مثقف عرف جيدا كيف يكون ملتزما بقضية دون أن يسقط في شراك سلطة ما. هذا المثقف هو إدوارد سعيد الذي له كتاب ممتاز حول المثقف ناقش فيه إشكالية الاختصاص التي يدعو إليها المفكرون المنادون بنهاية المثقف.

    حسب إدوارد، يعد الاختصاص حيلة من حيل السلطة ما دام المثقف يبقى قابعا في مجالاته؛ إذ يتسنى للسلطة بهذا التوزيع التحكم في زمام الأمور بطريقة شاملة، والأخطر بكثير أن تكون من العواقب الوخيمة لهذا الاختصاص سقوط المثقف في العقل الذري، فلا يفسر الأشياء والعالم من منظور شمولي؛ بل يصبح هكذا تفسيره بعيدا كل البعد عن الواقعية والتأثير.

    لهذا يدعو إدوارد صراحة المثقف أن يكون هاويا؛ أي أن يحشر أنفه في كل الأشياء كي يقلق ويخربط ألاعيب السلط، وللأسف لم يفهم مرادي جيدا الصديق الباحث شوقي الزين في رده علي أثناء تحريره لمقالة بنفس المجلة العدد 52/2004 إذ فهم من هذه الدعوة نوعا من المثالية الحالمة التي تستحيل في الواقع؛ إذ حسب رأيه لا يمكن لأي مثقف أن يكون عالما في كل المجالات لأنه يصبح هكذا متعالما.
    ليس المقصود من كون المثقف هاويا ومتطفلا تعالما ما، بل المقصود من ذلك تسجيل حضور، لأن الحضور في حد ذاته سلطة ترفضه كل سلطة جاهزة.
    على أية حال لا ننسى بأننا إلى حد الآن نحن بصدد استعارة مفاهيم لا بد من إيجاد أرضية مناسبة لها. فالمفهوم مكثف ويحمل في شحناته بصمات جغرافيته كما يقول دولوز، لهذا يمكن اعتبار هذا المقال بمثابة عتبة تساؤل لعلاقة معقدة جدا.
                  

02-26-2010, 08:50 AM

سعد مدني
<aسعد مدني
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني: هل هو كلب حراسة للسلطة؟! (Re: سعد مدني)

    المثقف و السلطة...علاقة معقدة و ثورة خفية

    فينوس فائق
    [email protected]

    الثقافة عملية متواصلة و متعددة أو شاملة الجوانب ، و هي عملية يختارها الإنسان لنفسه ، ليس قدراً يلقاه يوماً ، من غير الممكن القول أنني صرت مثقفة بالصدفة ، أو أن قدري كان أن أكون مثقفة ، الثقافة هي إختيار ، تماماً كالتوجه السياسي ، فكما يختار الإنسان طريقاً أو منهجاً سياسياً يناضل فيه و يمشي فيه ، نفس الشيء تماماً بالنسبة للثقافة و المنافذ التي يختارها لتثقيف نفسه.
    رغم أن السياسة فرع من فروع الثقافة ، و ليس العكس ، إذ لا يمكن القول أن الثقافة هي جزء من السياسة ، بكلمات أخرى من غير الممكن أن تكرس الثقافة نفسها لخدفة السياسة و إنما من الممكن أن نبلغ الأهداف السياسية بواسطة الثقافة ، بشرط أن لا تتعارضا ، فلو تناولنا المسألة من هذه الزاوية نجد أن السياسة و السلطة السياسية تنطلق من داخل الدوائر الثقافية و حتى أن نهاياتها تكون هناك ، و ليس العكس بحيث تتحكم السلطة السياسية في قدر المثقفين ، و أن تتحكم السياسة و السلطة الحزبية في قدر المثقف ، أو أن تتحول الثقافة الحزبية و السياسية إلى الثقافة المشاعة في المجتمع ، ففي تلك الحالة تتحول الثقافة إلى ثقافة سلطوية و تتحول شيئاً فشيئاً إلى ثقافة دكتاتورية تفرض مفاهيمها في أطر حزبية و سياسية حزبية ، بحيث تسد كل منافذ الثقافة الأخرى و تتحول في النهاية إلى أداة لممارسة أبشع أنواع القهر و الكبت الثقافي.

    وعندما يقف المثقف في جبهة الضد من السياسة أو السلطة السياسية ، فذلك معناه أن السلطة السياسية قد تحولت إلى مصدر خطر و يشكل تهديد على العملية الثقافية بمعناه الواسع و الشامل..
    ما من شك أن الثقافة بمقدورها دائماً أن تجيب على أسئلة السياسة على إعتبار أن السياسة هي جزء أو فرع من فروع الثقافة ، بالرغم أن ما يربط عالمي الثقافة و السياسة هو نوع من الجدلية المعقدة القائمة على مبدأ تقويض الثقافة و هدرها داخل الدوائر السياسية..

    من جانب آخر هناك نوع من التعقيد و الغموض اللذان يلفان نوعية العلاقة التي تربط بين عالمي السياسة بمعنى السلطة و الثقافة ، خصوصاً فيما يتعلق بمسألة الإصلاح ، بكلمات أخرى إذا أردنا إجراء الإصلاح هل يجب إجراءه على السياسة أم على الثقافة؟ من أين يجب أن نبدأ؟ من الحاضر؟ أم من الماضي؟ بمعنى بالعودة إلى أخطاء الماضي و تصليحها ، أو ترك الماضي لأنه أصبح ماضي و البدأ بمسيرة سياسية أخرى صحيحة و أن نكتفي بإصلاح العلاقة بين الثقافة و السياسة..

    يقول (قاسملو) السياسي الإيراني المعروف الذي أغتيل عام 1989 في فيينا مع رفيقيه ، يقول : لو كان أجدادنا ناضلوا بشكل صحيح لما تعبنا نحن اليوم ، اي أن شكل النضال السياسي في الشرق جاء بالخطأ ، أو أن الممارسة السياسية في تلك المنطقة تخللتها أخطاء تأريخية نعاني اليوم من تبعاتها و نتائج تخبطاتها المستمرة..

    يذهب الكثير من المحللين و المفكرين إلى وجود نوع من الجدلية حول العلاقة بين السياسية و الثقافة من ناحية و من ناحية أخرى تكبيل السياسة بسلاسل السلطة و إبعادها عن عالم الثقافة ، بمعنى آخر أن تحرر السياسة من السلطة يجعلها تنزل إلى القاعدة بين عامة الشعب و الذي يساعد بعد ذلك على إرتقاء السياسي إلى مقام الثقافي..

    فحين تكون السلطة و الحكومة و الدولة و كافة مؤسساتها في متناول السياسي فقط من دون محاولة خلق حالة التوازن الحقيقية في الحكم و تحقيق كل مطاليب جميع فئات و شرائح المجتمع ، و للأسف هذه الحالة شائعة في نوعية الحكومات الشرق أوسطية ، لأن السياسي بالمفهوم الشرق أوسطي يعطي لنفسه كامل الحقوق حتى و إن لم يكن كامل الأوصاف ، لسبب بسيط في نظره و هو أنه حاكم ، و أنه يجمع كل السلطات في يده ، السياسية منها و حتى السلطات غير السياسية ..

    إن العلاقة بين السلطة و الثقافة كانت على مدى التأريخ علاقة معقدة و متغيرة ، فأحياناً كانت الثقافة سلطة ، و أحياناً أخرى تكون السلطة ثقافة ، فأن تكون الثقافة سلطة فتلك حالة لا خلاف عليها كثيراً لأنها في كل الأحوال ستكون نابعة من القاعدة نحو القمة ، لكن أن تكون السلطة هي الثقافة فتلك هي المشكلة ، لأنها ستكون مختلقة ، من الأعلى نحو الأسفل ..
    فحين تتحول السلطة السياسية إلى ثقافة تمنح لنفسها كل الإمتيازات ، و حين تجمع بين طياتها كل الأبعاد الثقافية الأخرى و تعطيعها تعريفاً معيناً لا يتغير مهما تغير الزمن ، و يطلق عليها تسمية واحدة هي السلطة السياسية ، حين ذاك يقع المثقف في دوامة أولاً مع نفسه لأنه فشل في أن يمتلك السلطة أو أن يحول السلطة من سياسية إلى ثقافية ، و ثانياً مع العقلية السياسية التي ترفض التعريفات الأخرى لمفهوم السلطة و تحتكر كل مجالات السلطة و ترمي بالثقافة في الهامش.

    حسب الكثير من التعريفات تعتبر الثقافة ترويض للنفس و الأخلاق ، في حين أن هذا الهدف ينتفي في العالم السياسي ، على إعتبار أن السياسة فن الخدع و هي من التسييس ، و عملية التسييس غالباً ما تدخل فيها أفعال و ممارسات مثل المراوغة و المسايسة و المساومة و المخادعة و التظليل و ما إلى ذلك ، بعكس الثقافة التي لا تقبل المزج بين لونين..
    من هنا يمكن القول أن السلطة السياسية في الشرق تقوم غالباً على أساس معاداة أو تهميش المثقف ، لأن الثقافة في المفهوم السياسي السلطوي الشرقي هي بمثابة التهديد أو المنازع ، لأن الثقافة تفتح أبواب بدون حدود معينة ، في حين أن السلطة السياسية تقوم على مبدأ سد الأبواب التي قد تأتي منها رياح لا تشتهيهاً ، و لأن السياسة محتكرة في الشرق في مجموعة معينة ، و الثقافة حق مشاع للكل ، و لأن السياسة في الشرق تقوم على أساس تبادل المصالح بعكس الثقافة التي ترفض المصالح .

    على هذا الأساس ليس بإمكان السلطة السياسية بأي حال من الأحوال الإجابة على الأسئلة الثقافية ، في حين أن بإمكان الثقافة الإجابة على كل الأسئلة السياسية و فك رموزها. و الذي يجعل السياسي في خطر أو يشعر أنه في خطر عندما تكون الثقافة بدون حدود ، و هذا ما يحدث الآن في ظل التكنلوجيا و إنفتاح الأبواب الثقافية الألكترونية ، الأمر الذي يؤدي في الكثير من الأحيان إلى إندلاع ثورة من نوع آخر ، ثورة خفية و بدون ملامح بين السلطة السياسية و الثقافة.

    في المجتمعات التي تمتزج فيها السلطة و السياسة في أحضان الثقافة ، مثلما يحدث في الدول المتقدمة و الدول الأوروبية تحديداً ، تكون تلك قمة الرفاه الإجتماعي ، على عكس ما يحدث في الشرق ، حيث أن السلطة السياسية تساعد على التطورات القشرية ، و تبقي على اللب أو قلب المجتمع عاجزاً عن يضخ دماء التطور في شرايين الشعب ، فيبقى عاجزاً عن أن يسأل السؤال الأول في سلسلة التدرج الثقافي نحو الأسئلة الأكبر التي تربط بين عالمي السلطة و الثقافة و إشكالية العلاقة بينهما ، و محاولة فك رموزها و تعقدياتها.

    ففي كل الأحوال الثقافة هي بمثابة القوة التي تخرج طاقات الإنسان و تثبتها من أجل التغيير و الإصلاح المطلوب ، في حين أن السلطة السياسية في الشرق تعمل على تعطيل كل الطاقات البشرية التي تحاول التغيير و الثابت الوحيد في المعادلة تبقى هي المصالح السياسية خارج دائرة الثقافة.

    لأن الثقافة في كل الأحوال أيضاً تقوم على إيمانها بكل الحريات بدون حدود و بدون تحديد شكل معين لتلك الحريات ، في حين أن السلطة السياسية لا تؤمن إلا بالحريات التي هي ترسم ملامحها و تحدد حدودها ، و هذا يتعارض مع المباديء الثقافية.. حتى السلطة التي تقوم على أنقاض الدكتاتوريات في الشرق غالباً ما تفشل في فك التعقيد القائم بين الثقافة و السلطة لأنها أساساً لم تتخلص بعد من عقدة المصالح..
    لذلك فإن أول خطوة إلى تقويض دكتاتورية "السلطة السياسية" في الشرق و إبطال مفعول التعقيد الذي يلف علاقتها بالثقافة هي أن تتولى الثقافة السلطة ، بمعنى أوضح أن تقوم السلطة السياسية على أسس ثقافية شاملة تلبي كل حاجات عموم الشعب بمختلف توجهاته الفكرية و الثقافية و مستوياته الطبقية ، لأن السلطة الثقافية لا تقوم على التفريق بين طبقة و أخرى على غرار ما يحدث عند السياسي الذي ينظر يمنظار الحزب و يحكم بمقاييسه ،

    في تصوري أن المصالحة بين السلطة السياسية و الثقافة تتم حينما تنعدم كل المسافات بينهما و يتحقق التلاقي على أرض محايدة تكون أول مفرداتها الحكم للثقافة ، و ذلك حلم بعيد المنال في الوقت الحاضر في الشرق ، لأن السياسي غالباً ما يكون مستعداً لأن يتخلى عن البعض من مبادئه و أسلحته و أدواته السياسية من أجل مصلحة ما ، في حين أن المثقف الحقيقي من غير الممكن أن يكون مستعداً بأي حال من الأحوال لأن يتخلى عن مبادئه و قيمه و أدواته و أسلحته السياسية من أجل غاية سياسية ، و إذا حدث ذلك تكون النهاية ، و تكون تلك أخطر مرحلة في عمر شعب عجز عن يحل الإشكال القائم بين السلطة السياسية و أبجديات الثقافة الحقيقية ، هذه الحالة التي تأسس لثقافة عقيمة أخرى هي تحصيل حاصل عدم إمكانية التواصل و التفاهم بين عالمي الثقافة و السلطة السياسية تسمى بثقافة المحو الثقافي التي تأكل كل الأدواة الثقافية من أجل المحافظة على سيادة سلطة السياسة..
                  

02-26-2010, 01:35 PM

عثمان عبدالقادر
<aعثمان عبدالقادر
تاريخ التسجيل: 09-16-2005
مجموع المشاركات: 1296

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني: هل هو كلب حراسة للسلطة؟! (Re: سعد مدني)

    Quote: حقا أننا أحيانا نضع مقاربات منهجية ونقول (علاقة المثقف بالسلطة) أو ( جذور الصراع بين المؤسسات السياسية والثقافية) وغيرها. ويكون لهذا الفصل الإجرائي لهذه المقاربات قيمته لو أنه حاول تنبيهنا للنظر نحو المثقف من زاوية دوره الذي رسمه له المفكر الأيطالي أنطونيو غرامشي (1891 –1937) والذي نادى بعضوية هذا المثقف على أعتبار أنه دائما يؤدي دورا نقديا مستمرا لأوضاعه المجتمعية حتى لو أدى ذلك إلى سجنه أو موته. ولكن يبدو أن القول بعضوية المثقف لا تعفي من القول بعضوية السياسي، ألهم إلا لو حسبنا أن السياسة ضرب من البراغماتية ما يعني أنه يمكن التركيز على نبل الغاية بواسطة الوسائل التافهة مثلا.


    الأستاذ/ صلاح
    التحايا الطيبة لك ولزوارك الكرام

    إن تحديد غرامشي لدور المثقف أعلاه هو ما عبر عنه محمد أركون هكذا :
    إن الموقف الفلسفي الممارس دون أي تنازل أو هوادة على الصعيدين الفكري والسياسي هو وحده القادر على
    التمييز بين المثقفين المرتبطين بإستراتيجيات السلطة المسيٍّرة من قبل مختلف الفاعلين الإجتماعيين ( سلطة
    سياسية ، بيروقرطية ، آيديولوجية من قبل الثقافة كانت ووسائل الإعلام أوالأكاديمية الجامعية، إقتصادية ).
    وهو نفسه ما عناه الأستاذ محمود وذكره الأخ د. حيدر وخلاصته التخلص من معايب السلوك الحيواني عروجاً
    إلى الإنسان ، هذا المثال ينتظر التحقيق في قاعدة عريضة من المجتمع ليرتقي الفكر والسلوك وتنضج العلاقات لتصبح أكثر تمدناً وفي غيابه يفتقد المثقف العضوي لتصبح السياسة ضرباً من البراغماتية كما تفضلت لأنها جزء من السلوك المجبول الذي جعله الناموس آلية التحفيز لتطوير الحياة ( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوي ......) وهوى النفس نعلمه جميعاً وطرف منه حب المال والنساء والخيل المسوّمة (أي القوة والسلطة) وجمعته الآية ( وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء .......) وكنتيجة حتمية لغياب المثقف العضوي بالمواصفات والسمات آنفة الذكر يغييب السياسي العضوي لأن الإثنين x واحد فمجموعة العوامل التي عطلت بروز هذا المثقف العضوي هي نفسها التي تعطله عن الوصول إلى مرحلة السياسي العضوي فيكون هذا البرزخ محكوماً بأخلاقياته التي حددها الناموس لتكون جسراً يؤدي إلى المرحلة التي تليه مرحلة أخلاق تكامل الثقافي في ماهو سياسي ،وهذا هو سر لنبلوكم و يتطلب منّا أن نجهد في تنفيذ ما قاله هوبز: ( المجتمع المدني مقابل الطبيعة )وهو أيضاً حراك مرتبط عضوياً بكل تعقيدات الوجود الإنساني ومتطلباته من صراع على الرزق والسلطة وغيره ( الإلتواء) كما أنه مرتبط بالخبرة والتراكم ( قلة المعرفة ) لأن القفز فوق المراحل يمتنع .

    أبو حمــــــــــــــــــــــــــــــــــــد
                  

02-27-2010, 07:52 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني: هل هو كلب حراسة للسلطة؟! (Re: عثمان عبدالقادر)

    الزملاء والأصدقاء
    متولي مالك
    محمد جميل أحمد
    خالد أحمد بابكر
    سعد مدني
    عثمان عبد القادر

    شكرا لمساهمتكم في إثراء النقاش حول أمر مثقفنا الذي تاه في صحراء
    المزيج العرقي والآيدلوجي ولم يعد قادرا على فهم سودانويته. ولولا
    إنشغالي بالامتحانات، وما أدراك ما هي في منهج العم سام، التي كادت أن تهينني
    لأفضت. شكرا لكم وآمل أن أعود لأرد بإستفاضك. وشكر خاص للزميل سعد مدني لإهتمامه
    بشحن البوست بمراجع تسهل الحوار والفهم

    (عدل بواسطة صلاح شعيب on 02-27-2010, 07:55 PM)

                  

02-27-2010, 08:12 PM

Bushra Elfadil
<aBushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني: هل هو كلب حراسة للسلطة؟! (Re: صلاح شعيب)

    فوق
    مع التحيات
                  

02-27-2010, 09:30 PM

سعد مدني
<aسعد مدني
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني: هل هو كلب حراسة للسلطة؟! (Re: Bushra Elfadil)



    إشكالية المثقف والدولة/السلطة

    نصر حامد أبو زيد

    الزواج الكاثوليكي بين المثقف والسلطة، استبعاد العامة:

    ثمّة اعتقاد دوغمائيّ عند الفصيل الأكبر من المثقّفين باستحالة التغيير دون مساندة السلطة. أقول اعتقاد "دوغمائي"؛ لأنه نتيجة تراكم تراث طويل ممتدّ من تقسيم الناس إلى "خاصّة" و"عامّة"، حيث لا يسمح بتداول المعرفة "الحقّة" إلا بين "الخاصة"، بينما يترك العامة لعقائدهم وتصوّراتهم المريحة. يكفي للتدليل على هذه الحقيقة التاريخية ما كان يدور داخل قصور "الموحّدين" في الأندلس من نقاش فلسفيّ حول حدوث العالم وقدمه، بينما لا يسمح، خارج أسوار القصر، إلا باتباع العقائد القائمة على أساس الفهم الحرفي للنصوص الدينية.

    في هذا التصنيف التمييزيّ بين البشر، يتّفق كلّ من "أبي حامد الغزالي" و"ابن رشد"، رغم البون الشاسع بينهما في مواقفهما اللاهوتية والفلسفية. إنّ كثيرا من المثقّفين المعاصرين يؤمنون أنّ ثمّة قضايا ومسائل لا يجب أن تناقش إلا داخل الأكاديميات، حفاظا على عدم المساس بعقائد العامّة، وهذا هو نفس المنطق القديم. مفهوم "الخاصة"، في الفكر المعاصر، يتسع ليشمل المفكّرين والمبدعين ورجال السياسية، وفي عصر الليبرالية الاقتصادية يشمل "رجال الأعمال". كلّ هذه التمييزات والتصنيفات، في جوهرها، قيود تنتمي إلى عصور مضت، لكنها ما تزال سائدة للأسف الشديد في عصر انتشار التعليم، والثورة التكنولوجية في مجال الاتصال: عصر السماوات المفتوحة والإنترنت. والأهم من ذلك عصر "ديمقراطية المعرفة".

    يجب أن يتمكن المثقف من إنتاج خطاب لا يضع السلطة في بؤرته سلبا ولا إيجابا. وليست هذه دعوة للتوقّف عن نقد السلطة، بكلّ تجلياتها الاجتماعية، والسياسية، والثقافية: أعني عدم اختصار مفهوم "السلطة" في نظام الحكم. بعض المثقفين يؤمن أنّ التغيير لا يأتي ولا يتحقّق إلا من أعلى، بينما أتصوّر أنّ التغيير الدائم لا بدّ أن يأتي من القواعد لا من القمم. تستطيع السلطة تغيير القوانين، لكنّ هذه القوانين تظلّ فاقدة الأثر ما لم تتغيّر الأذهان.

    يجب على المثقف أن يحتفظ لنفسه بمسافة خارج مفاهيم السلطة، حتى لو كان النظام السياسيّ يتبنّى بعض المفاهيم التي يتبنّاها المثقف. هذه المسافة تسمح للمثقف بالاستقلال الفكري الذي يحميه من أن يقوم بتبرير القرارات السياسية أو الدفاع عنها. الاستقلال عن السلطة لا يعني معاداتها، بل يهدف إلى ترشيدها؛ فالسياسة هي فنّ تحقيق الممكن، والفكر سعي لاكتشاف المجهول وفتح آفاق الممكن. المثقّف الغربي متحرّر من تلك القيود الكلاسيكية، التي تصنّف الناس إلى خاصة وعامّة، هذا من جهة. ومن جهة أخرى، يسمح واقع المجتمعات الغربية – التي تأسست فيها الديمقراطية على أساس حرية الفرد – بتداول الأفكار، ليس فقط خارج إطار سيطرة السلطة – أي سلطة اجتماعية أو سياسية أو دينية – بل ضدّ هذه السلطة تحديدا. منطقة "المحرّم" و"اللا مفكر فيه" تتّسع في ثقافتنا، بينما تضيق إلى أقصى حدّ في الثقافات الغربية. من أقدس المقدّسات في هذه المجتمعات: حقّ حرية الرأي، وحقّ حرية التعبير. ولهذا لا تفهم شعوبنا – وبعض مثقفينا للأسف الشديد مرة أخرى – عدم قدرة الحكومات في هذه المجتمعات الغربية على كبح جماح الأصوات المتطرفة ضدّ الإسلام هنا وهناك. إنهم يطالبون الحكومات بالحظر والمنع قياسا على ما ترتكبه السلطة – بالمعنى الواسع لكلمة السلطة، أو فلنقل السلطات – من حماقات ضدّ حرية الفكر والتعبير باسم "الحفاظ على الثوابت". وهو مفهوم مضلّل ربما نناقشه في مقالة مستقلة. المشكلة في تحالف المثقف مع السلطة في عالمنا أنّ السلطة تعتمد في تأسيس مشروعيتها على الماضي، بينما يجب أن تستمدّ السلطة – أيّ سلطة – مشروعيتها من الحاضر الحيّ، وليس من الماضي الميّت. أقصد بالحاضر الحيّ: الحاضر المتواصل مع الماضي تواصلا ديناميكيا نقديا خلاقا. الحاضر، الذي يعيد إنتاج الماضي بالترديد والتكرار، يفسح المجال لقيام ديكتاتوريات قمعية تسلطية.

    دين السلطة وسلطة الدين:

    انظر حولك في إيديولوجيا السلطات السياسية، المتمثلة في الألقاب والأسماء التي يحملها الحكام، بل وأسماء بعض الدول. هذا فضلا عن الدساتير – إن وجدت – التي تصر على احتكار السلطة للمعنى الديني، حين تقرر أن للدولة – في مجتمعات حديثة متعددة الأديان، بل ومتعددة الانتماءات المذهبية داخل نفس الدين – دينا. تتضمن معظم هذه الدساتير مادة: "الإسلام دين الدولة الرسمي، والشريعة الإسلامية هي المصدر الأساسي – أحيانا أحد مصادر – للتشريع".

    الدولة ذات الدين تحتاج لسلطة دينية تحدّد معنى هذا الدين، وتحتاج لسلطة سياسية تحمي هذا الدين. وتستقطب هذه السلطات – بالجزرة أو بالعصا – فصائل من المثقفين والمفكرين الذين لا يملون التصدّي للدفاع عن "ثوابت" – دينية ووطنية وقومية وثقافية، في الأعراف والتقاليد الأخلاقية والعائلية - ضدّ التغيير والتطور. باختصار يصبح الدفاع عن هذه الثوابت/الأقانيم دفاعا عن كلّ الأوضاع الراهنة، والسماح ببعض مظاهر التجميل الخارجية في المباني والشوارع.

    كلّ هذا التجمّد يؤثّر بشكل أو بآخر علي ذهنية المسلمين، الذين يعيشون في الغرب، والذين تتزايد عند أغلبهم سيكولوجية الخوف من فقدان الهوية، التي انحسرت أخيرا في الهوية الدينية، نتيجة الأسباب المذكورة. يضاف إلى ذلك التحوّل الذي أحدثته مأساة الحادي عشر من سبتمبر، وما تبعها من تفجيرات في مدريد ولندن، بالإضافة إلى مقتل المخرج الهولندي فان جوخ على يد شابّ من أصول مغربية، في تدشين العلاقة بين الإرهاب والإسلام، الأمر الذي خلق حالة الإسلاموفوبيا في الغرب. وهكذا أصبحت العلاقة بين المسلمين في الغرب وبين مواطنيهم علاقة توتّر وتوجّس وشكّ متبادل.

    زاد من تعقد الأمر مسألة "حرية التفكير والتعبير" التي لا تُساوم في الوعي الغربي، والتي أدت إلى ازدياد الاحتقان المعادي للغرب في العالم الإسلامي: الكارتون الدانمركي، وتصريحات بابا الفاتيكان، وأفلام اليميني الهولندي فيلدرز، وأخيرا مسألة "المآذن" في سويسرا، مجرد أمثلة. المسألة ليست بالضبط مكانة الإسلام في الغرب، فثمّ دعوات الآن، هنا وهناك، للسماح للمسلمين بالاحتكام إلى الشريعة في شئون الأسرة، بل هي العلاقة بين المسلمين وبين مواطنيهم غير المسلمين في بلاد الغرب. المشكلة هي التي يطلق عليها الساسة ورجال القانون اسم "مشكلة الاندماج" ويتناولها المفكرون والمثقفون من مداخل مختلفة، مثل "التعدد الثقافي"، "النسبية الثقافية"، مفهوم "المواطنة" في الدولة الحديثة المتعددة الأعراق والثقافات والأديان .. الخ

    مشروع الإصلاح الدينيّ المؤجل:

    هل توقّف المشروع الإصلاحيّ التنويريّ – أتردّد في استخدام كلمة تنوير بسبب ما علق بها كما يعلق بكثير مثلها من حمولات إيديولوجية – الذي بدأ في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين؟ نحن مغرمون بالبكاء على الماضي، فقط حين يصبح ماضيا. هذا المشروع الإصلاحي الماضي كان ملعونا في زمنه: محمد عبده كان مرفوضا، وما يزال، من المؤسسة التي حاول إصلاحها ففشل. قاسم أمين: تجهّم له "سعد زغلول" الزعيم السياسي، و"طلعت حرب" الرائد الاقتصادي، فضلا عن الخديوي. الطهطاوي، قبلهما، تم نفيه إلى السودان. قصة طه حسين وعلي عبد الرازق ثم خالد محمد خالد ولويس عوض قصص معروفة، لكن ما حدث لمحمد أحمد خلف الله بسبب رسالته لنيل درجة الدكتوراه عن "الفنّ القصصي في القرآن" بإشراف أمين الخولي عام 1947 غير معروف، وقصة "أبو زيد الأول" الذي رفعت ضده دعوى تفريق في محكمة دمنهور عام 1917-1918 بسبب قوله إنّ القول بنبوّة أدم، أي أنّ آدم كان أوّل الأنبياء، يعتمد على أدلّة ظنّية وليس على أدلّة قطعية. رفع عليه البعض دعوى ردّة مطالبين بالتفريق بينه وبين زوجته أمام محكمة دمنهور الابتدائية التي حكمت بالردّة والتفريق. لكنّ محكمة الاستئناف بالإسكندرية ألغت الحكم، والقصة بتفاصيلها المثيرة يمكن قراءتها في مجلة "المنار" العدد ا. هناك قصص أخرى وقعت خارج مصر يمكن أن تضاف: ما حدث للحدّاد في تونس وما حدث لمحمود محمد طه في السودان. ليس صحيحا إذن أنّ التنوير تحقّق ثم انطفأ؛ ذلك أنه لم يغادر حدود العواصم فأمكن حصاره وقتله. غدا أتوقّع أن يبكي أخلافنا علينا بعد أن نمضي. المشروع لم يتوقّف ولكنّ محاولات حصاره وخنقه تتزايد بسبب هذا الزواج الكاثوليكي بين المثقف والسلطة.

    التنوير نجح في الغرب بسبب استقلال المثقف، واستقلال الفكر، عن أن يدور في فلك أيّ سلطة. التنوير في عمقه هو تحرير العقول من كلّ السلطات، سياسية واجتماعية ودينية. وليس معنى تحرير العقل تدمير هذه السلطات، بل تحجيم مجال تأثيرها. من هنا ارتبط التنوير في تطوره بإبداع سلطات موازية لتحجيم تغول السلطة السياسية، مثل السلطة الرقابية والتشريعية – النابعة من ممثلي الشعب عبر تطوير آليات الديمقراطية - والسلطة القضائية المستقلة والسلطة الرابعة، سلطة الرأي العامّ المتمثل في الصحافة والإعلام المستقلين، وهي أهمّها. من هنا إقرار مبدأ "الفصل بين السلطات". كلّ هذا لم يتحقق في مجتمعاتنا، ما زالت السلطة السياسية تتغوّل على باقي السلطات، وأحيانا تحوّلها إلى مجرّد أبنية وهياكل وظيفية. الصحافة والإعلام في قبضة الأنظمة السياسية، أو في قبضة المال الذي أصبح جزءا جوهريا من السلطة. المال في العالم العربي ليس نتاج العمل، بل هو إما نتاج ركاز الأرض –البترول- أو نتاج السمسرة. كل ذلك يكشف عن بعض أسباب الخلل في البنى التي يمثل التنوير تهديدا لاستمرارها، فلا تبخل بأي جهد يقتله، أو يخنقه، أو يحاصره وهذا أضعف الإيمان في ظل العولمة التي تكشف عن بعد كل الأسرار.

    التواصل مع العامة، كيف؟:

    والسؤال الآن: كيف يتواصل المثقف بخطابه مع دائرة أوسع من الجمهور؟ وكيف ينتج خطابا عميقا ومفهوما في نفس الوقت؟ ليس عندي وصفة جاهزة لحلّ هذا المعضل، الذي أعتبره تحدّيا حقيقيّا لكل مثقّف في مجتمعات العالم الثالث، حيث "التعليم" في أزمة عضال. المسألة ليست إنتاج خطاب شعبوي، يطبطب على عواطف وغرائز الجماهير. يقوم الإعلام بتحقيق ذلك بنجاح ساحق: أعني يسحق سحقا كل خطابات المثقفين. المطلوب خطاب نقدي يحترم عواطف الناس ومشاعرهم، دون أن يزايد عليها. من المؤكّد أنّ ما لا تصنعه الشعوب لا يستقرّ في وجدانها الثقافي. وما حدث من تشويه للحداثة وابتسار لقيمها في عملية "التحديث" في العالم العربي لم تقترفه الشعوب، بل اقترفته السلطة التحديثية، بمعاونة مثقف حداثي ظل يراوح مكانه بين التراث والحداثة، دون أن ينتج وعيا علميا بأيّ منهما. لا يمكن تحقيق حداثة علوية – من أعلى – مع المحافظة على البنى التقليدية تحت أيّ مسمّى.



    ئرؤ
                  

03-02-2010, 09:32 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني: هل هو كلب حراسة للسلطة؟! (Re: سعد مدني)

    Quote: يجب على المثقف أن يحتفظ لنفسه بمسافة خارج مفاهيم السلطة، حتى لو كان النظام السياسيّ يتبنّى بعض المفاهيم التي يتبنّاها المثقف. هذه المسافة تسمح للمثقف بالاستقلال الفكري الذي يحميه من أن يقوم بتبرير القرارات السياسية أو الدفاع عنها. الاستقلال عن السلطة لا يعني معاداتها، بل يهدف إلى ترشيدها؛ فالسياسة هي فنّ تحقيق الممكن، والفكر سعي لاكتشاف المجهول وفتح آفاق الممكن.



    الزميل سعد مدني

    شكرا على جلب هذا الرابط والذي فيه فذلك الدكتور نصر حامد أبو زيد رؤيته المتعمقة حول أمر المثقف في إرتباطه مع السلط، أو دعني أقول خلقه للسلطة، ذلك أن السلطات السياسية في عوالمنا العربية والأفريقية والإسلامية والإنسانية لا تأتي خبط عشواء، أو كنبت ناتئ بغير مرجعيات، وإنما يؤسس لها إما متعلمون نالوا قسطا من المعرفة، أو رجال دين وقبائل وعشائر، أو أصحاب فكرة آيدلوجية محددة، أو قمم التفكير داخل النسق العرقي حتى. إذن، وبهذا الإطار، لا يمكن فصل السلطة الناتجة الآن عن رغبات مثقفين، ويمكن أن تسميهم إنتهازيين أو متواطئيين، أو مخبولين أو أمنجية، أو تجار دين، وغيرها من الأوصاف التي لا ينفك السياسي، غير الدارس لطبيعة التحولات التاريخية والإقتصادية والإجتماعية، إغراقنا بها. وطبعا هناك فرق بين السياسي الدارس والسياسي الذي يتخذ موقفا سياسيا محضا يا سعد. وفي ذات الوقت لا يعني هذا أن السياسي الدارس لا يتخذ موقفا إيجابيا، فهو إنما يحول فهم سيماءات المكان والزمان وتأثيرها على البنية الفوقية، ومهمته أشبه بمن يحاول "connecting the dotes " أو مثله مثل فاحص العينة المرضية في (Lab ) أو البايلوجيست أو عامل الآثار الذي يتخذ من موتيفات حفرياته سببا للتوصل إلى جوهر الظاهرة التاريخية، أو عالم (الإقتصاد السياسي العالمي) الذي يختبر التحولات الإقتصادية بناء على المعطيات التاريخية للدول والسوق والأمن. وأعتقد أنه بمجرد قيام هؤلاء الفنيين والعلماء بهذا الدور فهم يضيفون للإنسانية، وهكذا هو شأن المثقف الذي لا ينطلق من الفهم السياسي فقط. ولا أدري يا سعد كيفية العثور على السياسي الآركيولجي، إن صح التعبير، في ظروف الغبائن الوطنية والشخصية والقبلية والعرقية والجيلية والجمالية، ربما.؟
    صحيح أن الدكتور أبو زيد ينطلق في تعريفه من مفهوم المثقف بمرجعيته القرامشية ما يعني ذلك أنه يفترض مثقفا مثاليا لم يحن أوان مثوله على طريقة الكثرة الكاسرة والكاثرة، ولكن يظل بحث العرب والمسلمين عن هذا المثقف طويلا بينما الأوضاع الراهنة المنتجة بواسطة ذلك المثقف الذي (نعيره) بما فيه وما ليس فيه وبه تطبق على رقاب الواقع، ويبقى من الصعب توفير الدعم اللوجستي للمثقف القرامشوي حتى يرث بنى التثقيف ويسيطر عليها بمواده الفكرية الخلاقة ونمذجته الأخلاقية. والله أعلم
    والشكر موصول لك

    الدكتور بشرى الفاضل

    شكرا على مرورك السريع وآمل أن توجد لنا كوات للإختلاف حتى نتبين خطأ رؤانا. وأتوقع عودتك وبالمناسبة كنت بالأمس أقرأ دراستك القيمة حول أسلوب الكاتبين السودانيين وتناولك لأسلوب الشهيد محمود محمد طه والخاتم عدلان وعبد الله على إبراهيم، وتذكرت صديقنا الراحل زهاء والذي لم تشمله في دراستك المهمة، فهو كان من الكتاب الذين يمارسون الإقتصاد في اللغة وتعلمت منه كثيرا الصياغة الأدبية والصحفية ويا ريت تقوم بتطوير هذا المبحث لتناول كتابات جمال محمد أحمد وعبد السلام نور الدين والنور حمد وحسن موسى وعبدالله بولا وعادل القصاص، والتي خلقت تميزها الكبير وسط إنتاج كتبة الفكر والرواية والأدب. مع تحياتي
                  

03-03-2010, 00:44 AM

حسب ربه
<aحسب ربه
تاريخ التسجيل: 01-18-2005
مجموع المشاركات: 148

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني: هل هو كلب حراسة للسلطة؟! (Re: صلاح شعيب)

    فوق

    ولقدام
                  

03-03-2010, 01:16 PM

سعد مدني
<aسعد مدني
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني: هل هو كلب حراسة للسلطة؟! (Re: حسب ربه)

    الاستاذ صلاح شعيب

    تحياتي

    إن قراءة تاريخ المثقف و السلطة في السودان على اختلاف الزمان والمكان، لا تتضح لنا فيه صورة متكاملة عن العلاقة بين الطرفين. و ان كنا نري ان طابع العلاقة في عمومه هو صورة السلطة في قوتها وخيلائها المترفة، و ضعف وجود المثقف وأرتمائه في احضان السلطة. فالكثيرين من مثقفي السودان ارتموا في احضان السلطة و قدموا لها التبريرات اللازمة من أجل استمرارها في الحكم لسنوات، و نعني بالأخص الحكومات الشمولية. و كذلك لا تتضح رؤية المثقف الشامل الذي غير بفكره الكثير من المفاهيم حول السلطة و اصبح مرجعا مهما للبعض في قراءة الحياة السودانية.و انما الصورة اكثر وضوحا هي في النزاع حول السلطة بين مختلف الفرقاء السياسيين، غير مجلوة بوجود أو تاثير المثقفين السودانيين.وهو نزاع يتجسد في أعلى صوره وأشدها دموية في النزاع على استلام السلطة و خداع الجماهير. فكل من يملك سلطة يتعرض لانتقادات الآخرين، المعارضين له، وهو مستهدف حتي يتم تحرير السلطة لصالح الفئة المعارضة. و يمثل ذلك حقيقة واقعية، تتماهي مع وجود السلطة و غيابها.

    علاقة المثقف السوداني من حيث الاندماج و الاستقلال عن السلطة:
    و هو في تصوري عن علاقة المثقفين السودانيين بالسلطة، و قد ينسحب هذا التصنيف علي الكثير من مثقفي دول العالم الثالث، و هو تصنيف ما انزل الله به من سلطان، و لكنه محاولة خجولة لفرز ( طبائع) المثقفين في سوداننا اليوم.

    المقثف المستقل عن السلطة
    هو المثقف الذي يستقل عن السلطة السياسية، و يقوم بدوره في خدمة المجتمع من خلال صناعة و نشر الوعي حو ل مختلف أبنية الثقافة التي تعمل علي تطوير الواقع الثقافي و تنوير المجتمع بالحقائق، رغم نسبيتها، عن أوجه ادارة الدولة و حقوق الانسان.

    مثقف السلطة الموظف في دوائرها التفيذية ذات صبغة اتخاذ القرار
    هو المثقف المتماهي مع السلطة، المتركز حول اطروحاتها العامة، متخذا مقعده في السلطة، كمصدر للرزق و نوع من جني الثروات.

    المثقف خارج الدوائر التفيذية و لكنه يجد ان السلطة تاخذ باطروحاته الثقافية
    هو المثقف الذي لا يعمل داخل دوائر اتخاذ القرار في السلطة و لكنه يقدم لها الدعم في مختلف اوجه الحياة التي تحتاجها، و يسيق خطابه و يطوعه تبعا لحوجة السلطة في البقاء، و هو يتلقي منها الدعم بين الفينة و الأخري

    المثقف ذو الوجهين
    هو المثقف الذي يداهن و ينافق السلطة و المعارضة، و يقدم اطروحات تحتمل التأويل من الطرفين، متحاملا بعض الاحيان علي السلطة و نجده في كثير من الاحيان منتقدا المعارضة.

    المثقف المبرارتي:
    هو المثقف الذي يكون جل عمله صياغة خطاب يبرر علي الدوام سقطات السلطة و يبرز النقيض من قمعها و فسادها و ظلمها للمجتمع، في صورة خطاب مرسوم بعناية تامة، يظهر للعامة أن السلطة تسير في الاتجاه الصحيح و هي، أي السلطة، تعمل طول الوقت لتنمية الدولة و راحة مواطنيها.

    المثقف الشامل او العضوي
    كما يقول د. سيّار الجميل هو الذي (يحمل هموم كل الطبقات وكل الجماهير وكل الفقراء والمحرومين والكادحين .. وعليه ، فان المثقف الحقيقي هو المثقف العضوي الذي يعيش هموم عصره ويرتبط بقضايا امته .. ان اي مثقف لا يتحسس الام شعبه لا يستحق لقب المثقف حتى وان كان يحمل ارقى الشهادات الجامعية)


    اقوال مقتطفة من المقالات اعلاه:

    د.نصر حامد ابوزيد
    يجب أن يتمكن المثقف من إنتاج خطاب لا يضع السلطة في بؤرته سلبا ولا إيجابا. وليست هذه دعوة للتوقّف عن نقد السلطة، بكلّ تجلياتها الاجتماعية، والسياسية، والثقافية

    د. عبدالرحمن الحبيب
    يسعى السياسي والمثقف إلى غاية واحدة (خدمة المجتمع)، لكنهما يختلفان في الوسائل .. فوظيفة مؤسسات السلطة هي الحفاظ على الاستقرار وضبط الأنظمة، بينما وظيفة المثقف النقد وطرح الأسئلة المحرجة .. أو كما يقترح ماكس فيبر، بأن السياسي مشغول بالأهداف المباشرة، بينما المثقف مشغول بالغايات الإنسانية الكبرى؛ السياسي يبحث في البرامج عن الإمكانية بينما المثقف يبحث في البرامج عن الأفضلية .. الأول معني بالفعالية العملية والثاني معني بالحرية والحقوق .. الأول قضيته الواقعية والثاني قضيته الحقيقة .. الأول لديه مسؤوليات محددة نظاماً حسب تخصصه والثاني لديه مسؤوليات مفتوحة مرتبطة بقضايا عامة تتجاوز حدود تخصصه .. فالمثقف ليس مسؤولاً عن نفسه، وإنما مسؤول عن كل البشر، كما يزعم سارتر الذي يرى أن المثقف شخص يهتم بأمور لا تعنيه إطلاقاً، أي أنه متطفل فضولي بطبيعته، يتجاوز الالتزام بتخصصه المهني بسبب ما لديه من روح ناقدة وباحثة.

    وحيد بن بوعزيز
    ويمكن أن نعتبر المفكر اللبناني علي حرب من المنادين إلى ذلك في كتابه "أوهام النخبة". إذ يرى بأن نموذج المفكر والمثقف صاحب المشاريع وصل إلى أفوله ولا بد من اقتراح مفهوم جديد للمثقف يرتكز على المستجدات الحديثة التي جاء بها المجتمع السبراني أو ما يسمى كذلك بالمجتمع الإلكتروني.

    فينوس فائق
    حسب الكثير من التعريفات تعتبر الثقافة ترويض للنفس و الأخلاق ، في حين أن هذا الهدف ينتفي في العالم السياسي ، على إعتبار أن السياسة فن الخدع و هي من التسييس ، و عملية التسييس غالباً ما تدخل فيها أفعال و ممارسات مثل المراوغة و المسايسة و المساومة و المخادعة و التظليل و ما إلى ذلك ، بعكس الثقافة التي لا تقبل المزج بين لونين..
                  

03-03-2010, 08:32 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني: هل هو كلب حراسة للسلطة؟! (Re: سعد مدني)

    الزميل محمد حسين حسب ربه

    سلام يا ناس أبو زكرياويا ريت نسمع صوتك
    في هذا الجدل ومثقف دارفور ليس هو بعيد عنه
    وهناك مثقفون يتحدرون من دارفور أشد بأسا في المكر
    الساعي لحراسة السلطة نظير إمتيازات شخصية
    وكيف أخبار ابو زكريا التي لم أرها منذ عام ونصف
    مع تحياتي


    الزميل سعد مدني

    شكرا لما تفضلت به من نقاش وسأعود للتعقيب
    مع خالص تقديري لجهدك الكبير في تغذية الحوار
    بهذه المداخلات العميقة
                  

03-04-2010, 02:44 AM

حسب ربه
<aحسب ربه
تاريخ التسجيل: 01-18-2005
مجموع المشاركات: 148

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني: هل هو كلب حراسة للسلطة؟! (Re: صلاح شعيب)



    الزميل صلاح شعيب


    خالص التحايا لاثارة قضيه المثقف والسلطه لانو الاوضاع فى بلدنا السودان تطلب اكتر من كدا وعاوز اشارك في النقاش لكن في الوقت الراهن ماري بظروف شخصيه كدا ما بيتسمح انو الواحد يقدر يكتب راى ممكن يكون مفيد

    اخر مره كنت فى الفاشر ابوزكريا كان نهاية العام 2002 فانت معلوماتك وانطباعاتك عن ابوزكريا احدث واصدق.

    مر علينا زمن دارفور دي كان بيسموها داركوز من كترت ابناء دارفور المنتمين للهوس بتاع الحركه الاسلاميه وانت عارف استخدموهم ككوادر دق ودروع بشريه تحمي جلابة الانقاذ المترفين

    وبعد ما استخدموهم ضد اهلهم تحت دواعي القوميه والوطنيه الماموجوده اصلا رجعوا تاني للترابي سبب الداء زاتوا تحت نفس المسمى وبنفس الزرايع كانوا الله سبحانه وتعالى نزل القران الكريم للترابي وحركتو الاسلاميه وقال ليهم احرسوه بالظلم والاختلاس والكذب والنفاق والاضطهاد


    ابناء دارفور في الحركه الاسلاميه ازوا دارفور بكثير مما ازوه اخرين لانهم نفزوا سياسات هوس الانقاذ كانها منزله من السماء

    خليل ابراهيم الهسي عامل الدوشه دي كلها مع جمالي_رحمه الله_ واخرين هم نفزوا سياسات الانقاذ الظالمه تجاه دارفور لانو لو شخص بيقول ليك اظلم اخوك عشان خوه بتاعت اوهام وظلمتوا او شاركت فى ظلموا تبقى غلطتك انت ما غلطة الحرشوك

    وبنفس القدر لو ختوك في موقع بتاع مسئولية عشان تنفذ سياسات ظالمه تجاه اهلك ونفذتها تبقى غلطتك انت ما غلطة الحرشوك

    ابناء دارفور في جهاز الامن دا براهو ملف كامل لازم يتناقش
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de