صديقي المهاجر والعائد الى الوطن بعد اكثر من خمسة عشر عاما ومعه اطفاله الثلاثة الذين ولدوا وترعرعوا في المنفي ولم يروا ابدا وطنهم الاصلي اي (السودان ) و ايضا بصحبته زوجته السودانية التي تزوجها في المهجر حيث ولدت وعاشت كل عمرها في المهجر الا مرة واحدةزارت فيها الوطن الام وهي طفلة برفقة ابيها الراحل قبل اكثر من عقدين... عادوا جميعاالى الوطن فرحين وعادوا منه ثانية فرحين وغير فرحين الى دوامة المنفي (الارحم) والذي عادوا اليه بانطباعات جميلة عن الوطن الام حيث التقوا فيه الاهل والاحباب والاصحاب وقد استقبلوهم بالحفاوة والاحتفاءات السودانية الدفيئة بالود والمحبة والتراحم وايضا عادوا منه بانطباعات ايضا بعضها حزين بسبب الفقر وتخلف الخدمات الحياتية من كهرباء ومياه ونظافة عامة في الشوارع والطرقات ومظاهر البؤس والحرمان في وجوه الناس الطيبين وهو المظهر الغالب الذي يسود الوطن الام وقد خلق حالة صدمة للاطفال الصغار هزت في دواخلهم صورة الوطن الجميل الذي رسمه في مخيلاتهم البريئة ابوهم وهو الذي لا زال ( يهاتي) بالوطن وجماله امامهم يشوقهم بالعودة اليه ولكنهم بعد ان راوه وبعد العودة غير المظفرة منه الى المنفي ( الحنين) صارحوا اباهم وامهم ببراءتهم وصدقهم الذي تعلموه منهما ووتعلموه ايضا في البلاد التي فيها يقطنون قسموا لهما انهم لن يعودوا ابدا الى ذلكم الوطن الجحيم وهو امر احبط صديقي جدا ان تصل الامور باطفاله الى هذا الحد من الانطباع القاسي في حق الوطن الحبيب.... وقد اخبرني انهم عانوا معاناة كبيرة خاصة في استعمال ( الكنيف) او( الادبخانة)السودانيةبتفاصيلها العجيبة والتي يبدو انها حتى في قلب المدن الكبيرة لم تتطور ابدا في اوضاعها التقليديةالتي اشبه باوضاع الوطن حيث لا زالت في وضع ( ام قللو) التقليدي وهو السائد والمسيطر على احوال (الادبخانة) السودانية من غير اي تطوير لهيئتها واحوالها بوسائل التوهط الحديثة التي تراعي احجام واعمارالناس واحوالهم الصحية وهو وضع شمولي اشبه بسيطرة سيئة الذكر(الانقاذ) على كل الوطن العظيم وهي مثل حال (الكنيف) السوداني التقليدي الذي يؤمه مع البشر كائنات حشرية معتادة ترتاد هذه الاماكن مثل السيد ( ابو الدرداق) ومريديه من بعض جعارين ( الكنيف) والذين هم اشبه باهل ( الانقاذ) الذين يبدو ان مد الله في اجالهم سيبيعون بعد الوطن ودين الله ايضا غائط البشر بلا استحياء !! فقد عاني صديقي وزوجته واطفاله من هذا الوضع (الام قللولي) التقليدي العجيب ايما معاناة سببت لهم حرجا كبيرا وسط الاهل وهو امر يحتاج في اعتقاده الى مرانات وتمارين واحماءات حقيقية يوصي بها العائدين الي الوطن بعد غيبة طويلة قبل القدوم اليه وحكي لي انه بتجربته الشخصية مع ( الانقاذ) اي ( الكنيف) قد نسى تلكم الاوضاع ( الام قللولية) التي تعود عليها منذ نشاته بسبب تعوده في المنفي على التوهط المطمئن في (الكنايف الاوروبية) المجهزة بكل سبل الراحة والترفيه من قراءة مجلات وجرايد يومية وربما استعمال خدمات انترنت وهاتف ومياه باردة ودافئة ومعطرات... و قداخبرني صديقي انه كان عند استعماله ( الانقاذ) اي (الكنيف)حذرا الى درجة الخوف على حياته باحتمالية ربما تنهد حفرة ( الكنيف) اثناء استعماله لها وقد يسقط فيها بسبب زيادة وزنه جدا وهو خائف ان لا تحتمل السيدة( الانقاذ) حمولة وزنه الزائدة... ولذلك بشدة يحذر العائدين الى الوطن من اولئك المهاجرين ذوى الغياب الطويل تخفيف اوزانهم تحسبا لمثل هذه الامور غير المتوقعة وايضا عليهم باستئجار شقق مجهزة لهم ولاسرهم بحمامات حديثة في المدن الاقرب الى اهلهم في الارياف وان كان لا بد من الذهاب الى القرية لزيارة الاهل والاحباب فلتكن الزيارة لسويعات فقط ومصحوبة بالصوم عن الطعام بقدر الامكان باعذار وان اضطررتم للاكل اياكم و(المرارة) فانها ستهيج المصران وتضطركم اللجوء القسري الى حفرة( الانقاذ) وهنالك الجحيم في معية ( ابو الدرداق)!! وعليكم ايضا حسب وصيته بقارورة المياه المعدنية في حلكم وترحالكم فالمياه هناك ملوثة واياكم وشرب الماء من( الازيار بالكيزان)لان الازيار عرضة للتلوث في اعتقاده بسبب هذه ( الكيزان) المكشوفة وهي دوما بطبعها القديم تسيطر على قمم ( الازيار) وهي تدخل الى جوف (الزير) بلا حسيب ولا رقيب مثل دخول (الكيزان) في بلادنا وايضا بسبب استعمالها المعتاد من حلقوم الى حلقوم ومن (قدوم الى قدوم) ومن ( فلقوم الى فلقوم) ومن هنا تاتي الامراض واللوثات مثلما يفعل ( الكيزان) في السودان انهم دوما هم فيه مصدر التلوث واللوثات لقيمه واخلاقه ودينه ولن ينصلح حال الوطن الا اذا خلصنا قمم ( الازيار) من تلكم ( الكيزان) وخلصنا الحياة فيه ايضا من اولئك النفر من الملوثين والمشوهين من ملة ( الكيزان)!؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
هشام هباني
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست