|
Re: لربما..! بقلم الصادق الرزيقي (Re: محمد شمو)
|
"البتريدو تقطّعوا الزلط ، و المابتريدو توصف ليهو غلط"
الأخ الفاضل / محمد شمو التحيات لكم لقد أعجبتني تلك التركيبة اللغوية الدارجية ،، ولكن المشكلة يا أخي الفاضل في هذا الزمن العجيب أن الناس في السودان قد أصيبوا بنوبة شديدة ،، تسمى نوبة ( المعاداة ) بسبب أو بغير سبب ،، والصورة السائدة بين الناس اليوم هي عدم ( الريد ) ،، ويندر من يريد للآخر ذلك الخير حتى يساعده في قطع الزلط ،، بل الكل يجتهد في وصف الغلط !! ،، وخاصة التجار في سودان اليوم ،، فهم الأساس في تسويد حياة الشعب السوداني قبل أن يقع اللوم على نظام الإنقاذ المجحف ،، ونحن نتفق جميعاً في أن ذلك النظام قد بلغ المرحلة القصوى في الفساد وعدم الصلاح .. ولكن المشكلة اليوم تتمثل أساساً في إنسان السودان الذي تبدل أخلاقياً وسلوكياً ،، وقد أصبح مكروهات بالفطرة لتعاملاتها البينية ،، تلك التعاملات التي تطبق شريعة الغاب حيث القوي يأكل الضعيف ،، والله ما مررت بتاجر من التجار إلا ووجدته ذلك المنافق الكذاب الانتهازي الطماع ،، وما مررت بجزار إلا ووجدته ذلك الماكر الممقوت بالفطرة ،، وما مررت بتاجر خضروات إلا ووجدته ذلك الناهب الماكر السارق الذي يريد أن ينتزع ما في جيوب الخلائق ،، وما مررت بصاحب مهنة من المهن إلا ووجدته ذلك الكذاب المرائي الذي يتحايل ليسلب الزبون .. وما مررت بأصحاب الركشات إلا ووجدتهم مجموعة من شباب طائش لا تملك مثقال ذرة من النخوة والشهامة والمروءة ,, وهي فئات همها الأول والأخير أن تبالغ في تكاليف المشوار حتى تنال أكبر قدر من المال ،، وبالملخص نحن نعيش في مجتمع يخلو من كل مواصفات الأخلاق الطيبة ،، مجتمع يندر فيه من يقطع الآخر للزلط !!! ،، وإذا أردت أن تعرف المرحلة التي وصلت إليها أخلاقيات الشعب السوداني في أية مهنة من المهن فأذهب إلى أي مركز من مراكز الحوادث والإسعافات في مركز من المراكز الصحية ،، وحينها سوف تقف على حقيقة الأحوال ،، تجد مصاباً ينزف الدماء وهو على وشك الموت وهنالك من يساوم في تكاليف العلاج بالملايين ,, وإلا فذلك الموت المحتوم ،، سوف تجد أمامك مجموعة من السودانيين المهنيين بمثابة الخشب المسندة التي لا تملك أي قدر من الأحاسيس ,, في تلك اللحظ سوف تعرف الحقيقة التي وصل إليها إنسان السودان ! . ولن تصدق إطلاقاً أن هنالك من يقطع الآخرين الزلط .
|
|
![Edit](https://sudaneseonline.com/db/icon_edit.gif)
|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|