ليس غريباً ان يحكم الفساد ويُغشي بسواده حياة البشر في غياب العقل وموت الضمير،عندما تستهوي المجتمع فكرة العيش في دوامة التخلف وعبادة المتسلطين، كقطيع يُذاد حسبما مكر الذئاب ويأخذه الخوف الشديد عن الافتراق والتحرر من إستدراجه وإفتراسه، فإن هذا المجتمع قد أثمل بلذة الإذلال والتبعية وسقط على وجهه في بؤر الفقر والحرمان الآسنة،،لا شك بأن علل الارواح تعادل سقم الابدان.. في الوقت الذي تبتدع دول العالم المتحضرة الافكار وتشرع القوانين لترتقي بالانسان وحرياته وحقوقه، وكذلك عندما تبالغ حكومات تلك البلدان في إستحداث قوانين الرفاه والاكتفاء في كافة المجالات التي تمس حياة الانسان، فإنها تدرك تماماً ان بناء الانسان بحد ذاته بناء الاوطان،وعدم رفع العراقيل عن كاهله هو تأخير للتطور الانساني وانتكاسة أمام مواكبة ومنافسة الدول الاخرى.. ان التطوير والتقدم هو مسؤولية الشعب قبل الدولة، والتعاون هو وسيلة الوصول لبناء وطن تسوده الحقوق والمساواة، ولا يتحقق ذلك إلا بتحرير النفوس من قبضة المفسدين من القيادات والرموز الدينية والسياسية، قلما نسمع بمصطلح الاصلاح في البلدان المتحضرة لانها تجاوزت في اهتماماتها الى حقوق الحيوان،وهذا دليل على انعدام الفساد فكراً ومنهجاً في حياتها السياسية والاجتماعية وغيرها، وبقيت الشعوب التي تنادي بالاصلاح وهي أسيرة البؤس والحرمان والازمات التي تهدد البلاد والعباد بسبب تسلط الفاسدين،ناهيك عن وجود المؤسسات الدينية التي تسعى جاهدة لتكريس حالة الفساد وتسليط الفاسدين لضمان إبقاء الشعب يعيش في دوامة العوز والحرمان وفقدان الامن والامان، وهذا هو الواقع الحقيقي المأساوي في العراق الذي يشهد هذه الايام الحروب والمعارك ضد تنظيم ما يسمى بـ(داعش) وموجات نزوح الآلاف أغلبهم من النساء والاطفال والشيوخ، فقد أرهقت العراقيين كثرة الحروب والازمات التي لم ينفك عنها بينما أصحاب الحل والعقد لا يتحركون الا لمصالحهم والدول التي تدعمهم لتأجيج الصراعات وإزهاق ارواح العراقيين الابرياء وهدر ثرواتهم.. لقد اتفقت المؤامرات الخارجية لمصالح دول كبرى واقليمية تدعم الارهاب والازمات مع رؤى المرجعيات والساسة المتسلطين الذين ينفذون مشاريعهم الخبيثة في تمزيق العراق وابادة شعبه ونهب ثرواته، وبوجود هؤلاء الاجندة الحاكمة يكون الخلاص ونهاية الفتن والاقتتال الطائفي معجزة مستحيلة، ما لم تكن هناك رؤية وطنية شاملة تلوح في الافق،فقد طرح المرجع العراقي السيد الصرخي مشروعاً وطنياً خالصاً أسماه (مشروع خلاص) وضع فيه الحلول الناجعة لجميع الازمات التي يعاني منها الشعب العراقي بمختلف أطيافه، على أن يأخذ الوطنيون المخلصون على عاتقهم تطبيق بنود (مشروع خلاص) لوضع حداً للمهازل والمعاناة التي يعيشها الشعب المحروم.. فقد ناشد المرجع السيد الصرخي الشرفاء الخيرين في العراق والعالم بالسعي لتطبيق بنود (مشروع خلاص) وإيقاف نزيف الدم العراقي وإغاثة النازحين المظلومين، ومن ضمن البنود ما يلي: 1ـ قبل كل شيء يجب أن تتبنّى الجمعية العامة للأمم المتحدة رسمياً شؤون العراق وأن تكون المقترحات والقرارات المشار اليها ملزمة التنفيذ والتطبيق . 2ـ إقامة مخيّمات عاجلة للنازحين قرب محافظاتهم وتكون تحت حماية الأمم المتحدة بعيدةً عن خطر الميليشيات وقوى التكفير الأخرى . 3 ـ حلّ الحكومة والبرلمان وتشكيل حكومة خلاص مؤقتة تدير شؤون البلاد الى أن تصل بالبلاد الى التحرير التام وبرّ الأمان . 4ـ يشترط أن لا تضم الحكومة أيّاً من المتسلطين السابقين من أعضاء تنفيذييّن أو برلمانييّن فإنّهم إن كانوا منتفعين فاسدين فلا يصحّ تكليفهم وتسليم مصير العباد والبلاد بأيديهم وإن كانوا جهّالاً قاصرين فنشكرهم على جهودهم ومساعيهم ولا يصحّ تكليفهم لجهلهم وقصورهم ، هذا لسدّ كل أبواب الحسد والصراع والنزاع والتدخّلات الخارجية والحرب والإقتتال . للاطلاع على بنود (مشروع خلاص) كاملة في الرابط أدناه: http://www.al-hasany.com/vb/showthread.php؟p=1048973084http://www.al-hasany.com/vb/showthread.php؟p=1048973084
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة