( 1 ) منذ الإنقلاب العسكرى الأول الذى قام به كلٍ عبد السلام عارف وعبد الكريم قاسم فى العراق سنة 1958 والذى نفذه ما أسموه بحركة الضباط الوطنيين أو حركة 14 تموز وإطاحته بنظام الملك فيصل ملك العراق وقتها وإرتكاب قادة الإنقلاب لمجزره بشعه تمثلت فى تصفية كل أفراد الأسره المالكه بخدمها وحشمها فى باحة وغرف قصر الرحاب بما فى ذلك رئيس الوزراء العراقى وقتها نورى السعيد باشا الذى فر من المجزره وإختبأ لعدة أيام الى أن تم الوصول إليه وتصفيته ، منذ إنقلاب عارف / عبد الكريم الدموى ذاك وإستيلاء الإنقلابيون على السلطه ـ كرت سبحه متواتره من الإنقلابات العسكريه فى تلك البلاد وإنفتحت حمامات الدم ومن وقتها وطوال حقب تاريخنا القريب والمعاصر لم يعش الشعب العراقى الشقيق حياته كما ينبغى ولم يهنأ فى أرض بلاده أو يعيش حياته الطبيعيه مثل بقية البشر . قدر الشعب العراقى كان ومايزال أن يحيا ويموت فى مستنقع القمع والحبروت ويغرق فى بحور من الدماء . يحدث هذا منذ إنقلاب ضباط حركة 14 تموز التى شرب قادتها من ذات كأس العلقم الذى جرعوه للملك فيصل مروراً بحكومة عبد الرحمن البزاز ثم عبدالرحمن عارف وصولاً الى عهد الرئيس أحمد حسن البكر الذى أطاح به صدام حسين فى إنقلاب أبيض مجبراً إياه على الإستقاله والتنازل عن الحكم ومروراً بعهد الدوله الإسلاميه المعلنه فى العراق دولة داعش وليس إنتهاءً بحكومة الدكتور حيدر العبادى رئيس وزراء جمهورية العراق الحالى والذى تخوض قواته المجوقله الأن وجيشه النظامى ومليشياته المتشره بلا ضوابط أو أى قواعد عسكريه وجحافل ما يسمى بالحشد الشعبى الذى هو الحشد الشيعى فى الحقيقه حرباً حقيقيه على الأرض هى بمثابة داحس وغبراء فى العصر الحديث ضد فلول تنظيم داعش سيء الصيت والسمعه فى مدينة الموصل وبقية أركان البلاد . منذ العام 58 والى يوم الناس هذا والشعب العراقى بكل طوائفه كتب عليه القتال . لم يحظ العراق يوماً بأى حكومه رشيده تعمل لأجل معاش وأمن وسلامة التراب الوطنى العراقى وشعبه المحاصر بشبح الموت على مر الأزمنه والحقب ـ كل الحكومات التى تولت زمام السلطه فى العراق نكلت بالشعب العراقى فى الداخل وقمعته بشده وأفقدته القدر على الكلام بحبس لسانه وكانت كلها حكومات فاسده ساديه ودمويه وسيئه بيد أن أسوأها على الإطلاق والأشدها قمعاً وتنكيلاً بالشعب العراقى هى حكومة صدام حسين . قد يقول قائل إن جرائم الولايات المتحده الأمريكيه فى العراق وجرائم بريطانيا وفرنسا وكل دول التحالف المزعوم بالإضافه لبشاعة جرائم داعش غير المسبوقه فى حق الشعب العراقى وجرائم الشيعه ضد السنه كل تلك الجرائم مجتمعه هى الأسوأ على الإطلاق فى هذه الحاله يمكننا القول بكل بساطه إن المتسبب فى جملة المتاعب التى يعيشها الشعب العراقى وبقية شعوب دول المنطقه والعالم ومن فتح عش الدبابير هذا هو صدام شخصياً وليس أى أحد أخر على الإطلاق . أن تغلب علينا العاطفه هذا شئ وأن نجرد حساب التاريخ لنكتبه للأجيال وللعظات والعبر هذا شئ أخر وإن كان يراودك أدنى شك فى مزاعمنا هذه وتحميلنا للرئيس العراقى الراحل صدام حسين كامل المسؤوليه فيما حدث سابقاً ويحدث الأن وما سيحدث غداً نتيجةً لإرتكابه لأكبر حماقه فى التاريخ يمكن أن يقدم عليها بشر ونعنى بذلك بلع الطعم الأمريكى الجهنمى وقيامه بغزو الكويت ... للدلاله على ذلك دعنا نستعرض تاريخ حكم صدام حسين ما له وما عليه . لم يجنى صدام حسين على الشعب العراقى فقط بل طالت جرائمه وتوابعها العديد من الدول والأفراد فى شتى بقاع العالم ، صدام حسين غير وجه الكره الأرضيه للأسوأ وقلب حياة البشريه جمعاء رأساً على عقب وأذى جميع سكان الكره الأرضيه القاطنين على ظهر هذا الكوكب رأساً . كان طاغية لا يشق له غبار وكان مستبداً وباطشاً دموياً ومغروراً وكان مصاباً بداء جنون العظمه ، وللظهور بمظهر البطل لا يُقهر ولا يخاف ، بدد كل العراق ثروات العراق الهائله لكى يرضى غروره ونرجسيته على حساب الشعب العراقى وبقية شعوب ودول المنطقه التى كان يستأسد عليها . ولما بلغ به الغرور مبلغاً وفاقت غطرسته وعنجهيته الحدود أوقعه الله سبحانه وتعالى فى شر أعماله عندما وسوس له الشيطان ، الشيطان الأكبر والمسيح الدجال الولايات المتحده الأمريكيه لتفتح أمامه فوهة جهنم لتقوده رسول الشر وسفيرة النوايا السيئه مبعوث الشيطان الأكبر المعتمده لدى صدام حسين السفيره ( أبريل غلاسبى ) التى إستدرجته بنعومة الأفعى وأوهمته بإن دولتها ستغض النظر ما فتح شهيته لغزو دولة الكويت . الرجل الذى لم يكمل تعليمه الثانوى والمغرم بالأزياء العسكريه والذى منح نفسه رتبة ( مهيب أول ركن ) أعلى رتبه غير متفق عليها فى السلك العسكرى فى كل دول العالم وهو الذى لا يعرف صفا من إنتباه إذ أنه ليس بعسكرياً ولا حتى سياسياً إبتلع الطعم وفعلها بكل غباء ووقع فى الفخ الجهنمى الذى نصبته له دولة غلاسبى لينتهى به المطاف الى حفره أُخرج منها كال############ ومن ثم الى أعواد المشنقه . لسنا شامتين على الرجل وهو بين يدى مليكٍ مقتدر ولا نحن بصدد التجنى عليه أوالنيل منه ، فأفعاله المشينه وممارساته السيئه وتصرفاته البالغة الرعونه التى لا يقدم عليها أى سياسى حصيف هى التى تروى تاريخه السيئ ونحن نكتبه للأجيال ، نحن ننقل مواقف صدام حسين وأفعاله نقل مسطره دون أن نضيف عليها شيئاً من بنات أفكارنا ... والنعوت التى أسبغناها على الطاغيه العراقى الراحل تجسدها العديد من المشاهد التى تبين غطرسته . ( 2 ) . فبعد أن أطاح بالرئيس أحمد حسن البكر بفترة وجيزة جمع قيادات حزب البعث في 22 يوليو عام 1979 م بقاعة الخلد ببغداد وخلال الاجتماع الذي أمر بتصويره قال صدام بأنه وجد جواسيس ومتآمرين ضمن حزب البعث وقرأ أسماء هؤلاء الذين كانو ارتبطوا سراً مع حافظ الأسد الذى أواه عندما كان طريداً وتم وصف هؤلاء بالخيانة وتم اقتيادهم واحدا تلو الآخر ليواجهوا الإعدام رمياً بالرصاص خارج قاعة الاجتماع وعلى مسامع الحاضرين صدام فعل ذلك وهو يضع ساقاً على ساق ويتأرجح على المقعد الوثير فى المنصه وهو يدخن السيجار الكوبى !! تلك كانت البدايه وبها دشن صدام حسين عهده الدموى ثم ما لبث بعد ذلك أن إلتفت الى جارته إيران وهو حديث عهد بالمنصب الرئاسى إذ لم يمكث فيه إلا بضعة أشهر ليشعلها حرباً ضروس مع دوله جاره له إستمرت لمدة ثمانيه أعوام بالتمام والكمال عانى خلالها الشعب العراقى الأمرين وكان يأخذ أبناء العراقيين والعراقيين أنفسهم من بين جدران منازلهم ليدفع بهم الى محرقة إيران تلك التى أشعلها دون أى مبرر منطقى يبيح له هدر أرواح العراقيين وموارد الشعب العراقى التى إلتهمتها الحرب ، وكما بدأ حربه المدمره مع إيران بمزاجه الخاص عاد ليعلن عن نهايتها بمزاجه الخاص كذلك !! فقد كان الطاغيه هو مالك العراق الأوحد وله مطلق الحريه فى التصرف فى موارد العراق البشريه والماديه دون أن يجرؤا أحد على الإعتراض إنتهت حرب صدام حسين مع إيران الى لا شئ ! بعد ثمانيه سنوات من الحرب الضروس عاد صدام الى المربع الأول وكأن شيئاً لم يكن . بالإعلان عن إنتهاء الحرب مع إيران هل إنتهت متاعب العراقيين الذين كانوا أسرى لجبروت الطاغيه وهل إنتهت متاعب العرب والعالم ؟ بالنسبه لرجل على شاكلة الرئيس العراقى هذا الإجابه هى لا ، صدام إنقلب على شعبه فى الداخل ، أباد أكراد العراق فى حلبجه بغاز الخردل ! فتك صدام حسين المجيد التكريتى بمواطنيه وقضى عليهم بالكيماوى ! إرتكب الرجل جمله من المجازر فى حق الشعب العراقى وفى حق جارته إيران .... وبعد مرور أقل من عامين عقب حربه الخاسره مع إيران ، إلتفت صدام حسين الى جاره أخرى هى الكويت ، هذا الرجل لايعرف حق الجيره ودائماً ما يطعن جيرانه الأقربون فى الظهر ، طمع صدام حسين فى ثروات الدوله الجاره والشقيقه وصاحبة الفضل عليه وبدأ يتحرش بها تحت ذريعة أسباب واهيه لا أجد داعى لذكرها لتفاهتها ، صرفت الكويت بإسم العروبه والإسلام والجيره مدفوعه بالنخوه العربيه الأصيله كما فصلناها فى مقالنا الفائت أكثر من 14 مليار دولار إسناداً لصدام حسين فى حربه مع إيران ، لم يشفع كل هذا النُبل للكويت وبدأ صدام حسين نهج الإبتزاز ، مارس صدام حسين إسلوب البلطجه على أخوانه العرب ، عض صدام حسين الأيادى التى ظلت على الدوام ممدوده له ومن ثم بدأ يملى شروطه وهو منتفخ الأوداج والكشانيه من رؤساء العرب فى ذاك الزمان الأغبر يزينون له الباطل وينافقونه بلا حياء وينفخون فيه حتى إنتفخت أوداجه وأسموه بطل القادسيه ! أو أسموا القادسيه بقادسية صدام !! كانوا يضحكون عليه فقد وجدوا ضالتهم فيه وهو الأهوج والمغفل النافع .... بطل أم المعارك الذى أُمسِك به فى ( أم الحفر ) بدأ يبتز دول الخليج بقوله إن الحرب مع إيران كانت دفاعاً عن البوابه الشرقيه للوطن العربى !! تحت هذا الزعم مارس صدام الإبتزاز ... طالب صدام حسين السعوديه والكويت بالتفاوض لإعفاء الديون ، ويقدر البنك الدولى حجم الديون العراقيه للكوين بـ 60 مليار دولار !! وفوق ذلك طالب صدام حسين دول الخليج بمنحه ( غير مسترده بالطبع ) قدرها عشره مليار دولار ! كما طالب الكويت بمنحه على سبيل الإيجار الذى لا يُسدد بالطبع حقلى وربه وبوبيان وهو حقول نفط رئيسيه فى الكويت ، إزاء هذه التحرشات وأعمال البلطجه التى بدأ يستخدمها صدام حسين تحركت الدبلوماسيه العربيه بقوه لإخماد التوتر بيد أنها كالعاده ، فشلت وعلى الرغم من ذلك سعت دول الخليج وعلى رأسها المملكه العربيه السعوديه التى لم تقصر فى شئ على الإطلاق وبذلت الغالى والنفيس فى سبيل التودد لصدام حسين وإرضاءه بشتى السبل لإنهاء حالة التوتر السائده فكان أن دعت الرياض لإجتماع عاجل مع مسؤولين رفيعى المستوى يمثلون حكومات البلدين ـ ما جرى فى الرياض وما إستتبع ذلك نتناوله معاً فى المقال القادم الذى يلى هذا .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة