(١) من أكثر المشاعر الما هو الشعور بالغربة والبعد عن الوطن ولشعرائنا و ادبائنا اصدق من عبر عن حبهم وفقدهم للوطن فشاعرنا العملاق مبارك المغربي لم يسافر بعيدا عن الوطن فهو على بعد خطوات فى قاهرة المعز شمال الوادى قال يا أرض الحبيب كم لى فيك غرام هابى على طيب من ذكراك دوام. او شاعرنا هاشم صديق فقد سافر لأيام عديدة فكتب ياجنا ياجنا فى بعادنا عن ارض الحنان الليلة مرت كم سنة او ما كتب الشاعر المرهف إسحق الحلنقي هناك غربتنا ما هنتنا ياحلوين هناك الهم بدل واحد ابين همين. اما فى يومنا هذا فالشعور بالغربة والاغتراب تعيشه وانت داخل الوطن الذى أصبح مرتعا لأفكار الظلام الهدامة لكثير من القيم والمفاهيم الراقية التى اندثرت . فلو عاد احدنا بعد هذه الغربة الطويلة زمنيا ومعنويا و التى لم يخطر على بال أحدنا انها سوف تمتد عقودا من الزمان فسوف تجد كم هائل من المفاجآت التى قد تصدمك وتغيير قد لاتصدقه فاقرباؤك واصدقاء العمر اصبوا ليس أهلك واقرباءك فكثير من المفاهيم قد تغير وكم لا يستهان به من القيم الإنسانية ذهبت إدراج الرياح ونظرة اغلبهم إلى الحياة قد تغيرت حتى نظرتهم اليك وانت عائد بعد امد طويل فقليل منهم مازال صدق مشاعره تجاهك هو هو ولكن اغلبهم ينظرون إليك انك اصبحت خارج التاريخ وتغرد خارج السرب (٢) مهما جمع المرأ فى سنين الغربة من مال ومهما ارتقى فى سلم الشهادات والمراتب الوظيفية يحس فى البلد بداخله فلا شيء يضاهى أن تتنفس هواء وطنك وكل ما تقدم العمر يوما او سنة تجتاحك رغبة عارمة للرجوع والاستقرار بين اهلك وانك مستعد وجاهز للتنازل عن جميع المغريات. وفى مخيلتنا دائما المثل السودانى ( العرجاء لمراحها). (٣) هى وصية بسيطة أغلق فمك قبل أن يغلق الناس آذانهم. وكن كالنخيل مرتفعا عن الاحقاد يرمى بالحجارة ويلقى اطيب الثمار.
متعكم آلله بالصحة والعافية أحبائي وناسف للتأخير.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق March, 10 2023