الإخوة المصريين عندهم وهم إسمو السودان امن مصر القومي..
الحقيقة لا احد في مصر يعرف تفكيك هذه المفردة بشكل صحيح، أللهم انها مفردة موروثة، و يجب ان تكون ضمن تراث السلطة، و خلاص..
الحقيقة التي يجب ان يعلمها الجميع ان الامن القومي للدول هو العمل علي إضعاف الآخرين، و السيطرة علي الموارد، و الإمكانيات، فلا يُعقل ان تعمل دولة لأجل تتفوق عليها دولة اخرى.
ما من دولة في العالم تعتمد المثالية، و الاخلاق عند حساب مصالحها، و مصالح شعبها في عالم اصبح فيه الصراع علي كل شيئ مشروع، و مبرر.
امن مصر القومي يكمن في ضعف السودان، بلا مجاملة، او لف، و دوران، عملت كل الحكومات المصرية المتعاقبة علي هذا المبدأ بالتماهي مع الانظمة الديكتاتورية، و الشموليات.
السودان كدولة خارج ميزان التعامل الدبلوماسي الطبيعي لدي مصر، بل له إدارة خاصة في جهاز الامن.
اعتقد هذا السلوك اثر بشكل مباشر في تطور العلاقة بين البلدين فأصبحت بين الشك، و الريبة.
اعتقد مصر لو ارادت ان تبني علاقة تسودها الثقة، و قوامها الإحترام المتبادل لديهم مراكز دراسات عريقة، و متخصصة يمكنها ان تشرح طبيعة الحالة النفسية للسودانيين كعقل جمعي تجاه مصر بعيداً عن السلطة، و التماهي معها لأجل تسير دولاب الامر الواقع علي اقل تقدير إن لم يكن لمصر تدخل مباشر في الشأن السوداني من بوابة الامن القومي المصري.
اعتقد واقع الحال يعكس عجز مصر تجاه بناء علاقة تخدم مصالحها، و مصالح شعبها مع الشعب السوداني.
ادعو مصر بكل اجهزتها ان تراجع آخر خطاب لمدير المخابرات في عهد المخلوع صلاح قوش المقيم في مصر..
في ذلك الخطاب تحدث صلاح قوش بطريقة واضحة ان المعركة بينهم كإسلاميين، و اليسار.
الغريب، و بالقانون جماعة الاخوان التي ينتمي لها قوش تنظيم إرهابي، كل قادته في السجون، و المعتقلات.
مصر لا تستضيف صلاح قوش لمبدأ إنساني، او اخلاقي..
البرهان سلم مصر عدد مهول من الإسلاميين المصريين المُقيمين في السودان منذ سنوات طويلة، و آخرها عملية تغيير مسار طائرة بدر المتجهة الي تركيا لتهبط في اسوان، و يتم إعتقال احد الإسلاميين المطوب لمصر في مخالفة لكل القوانين الخاصة بالطيران المدني.
ذات مصر التي تطارد الإسلاميين المصريين ( الاخوان) في كل بقاع العالم، و تضربهم بلا هوادة، و حني الذين يتعاطفون معهم فهم في دائرة الإشتباه، و الملاحقة، و كيف تم تجفيف عشرات المؤسسات الأقتصادية الحيوية في مصر ضمن الحرب علي إرهاب الجماعة، فذات مصر توفر لأخوان السودان، و شقائقهم ملاذاً آمناً، حيث جميعهم إمامهم البنا، و يعتصمون بعشرة سيّد قطب.
لا يمكن ان نثق في مصر التي تتعامل مع هذه الجماعة بهذه المعايير المختلة لطالما الامر يعني اللعب بالحديقة الخلفية التي تمثل الامن القومي لمصر.
مصر تدعم البرهان بشكل مباشر، و تحتفظ بعشرات قادة الجماعة التي اسقطها الشعب السوداني، و يمارسون الحياة بكل طمأنينة، و يتحركون لضرب الإستقرار في السودان، حيث قاموا بتهريب اموال مهولة عبر بوابة مصر، و تتم عمليات تزوير العملة السودانية بالترليونات.
قصة..
في اول زيارة للمخلوع بعد 30 يونيو في مصر شرعنا في فتح بلاغ ضده، للقبض عليه كعضو في تنظيم إرهابي حسب القانون المصري، الذي اجازوه قبل إسبوع من الزيارة.
ذهبت مع عدد من الناشطين اذكر منهم الاستاذ عاطف إسماعيل الي النيابة، فرفضوا طلبنا بحجة اننا لا نملك دليلاً يُثبت ان البشير ينتمي الي جماعة الاخوان، و ابلغونا بإستحالة هذا الامر، و خرجنا وشنا يلعن قفانا.
إنتهت..
إن لم تتحرر مصر من هذه العقلية تجاه السودان فلا يمكن للشعب السوداني ان يثق بأي مبادرة مصرية، و ستظل مصالح مصر مرتبطة بالنخب التي اصبحت معزولة من عامة الشعب.
مذاج الشعب السوداني العام الآن تمثله طليعة شباب ديسمبر الذين لا يؤمنون بكل القديم البالي الذي تريد مصر إعادة إنتاجه ظناً بأنه يحفظ المصالح، و يضمن الامن القومي!
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق December, 24 2022