*في دولة الأبرتهايد الجلابي يؤدي السودان دور غفير؛ بواب؛ حارس؛ وصفرجي لمصالح مصر. والدراما المصرية تسوق لهذا التنميط المشين.
*الجيش؛ المخابرات والأمن؛ والشرطة في السودان عبارة عن شعب تابعة للمخابرات المصرية؛ والمصريون لا يكتفون بذلك.
* ومع ذلك فإن المخابرات العامة المصرية يؤدي دور شرطي وخادم معلومات لدى المخابرات الدول الغربية وإسرائيل.
لو أن المئة وخمس وثلاثون أف جنديا سودانيا؛و الذين كانوا يخدمون حفيد الألباني الاخير قبل سبعة فكروا بعقول الملوك الكوشيين؛ وقاموا بتحرير مصر عام 1950 لتغيير مجرى التاريخ في وادي النيل بإتجاهه الصحيح. والصحيح أن مياه النيل يجري من الجنوب بإتجاه الشمال؛ وكذالك يأتي الاصالة؛ الحقيقة ؛والقيم الحضارية؛ الأخلاق الإنسانية من داخل القارة الإفريقية؛ فيما يأتي الغزو؛ والتزيف والإستعمار وإنتهاك القيم؛ وتدمير الإنسان من الشمال بإتجاه الجنوب؛ عكس مجري النيل. ويحدثنا التاريخ أن حركات التحرير والتحرر في إفريقيا عبر الزمن تأتي من الجنوب عبر مجرى النيل. و تغيير الأوضاع في أفريقيا يبدا بالتغيير في وادي النيل كما يقول عقول المركزية الإفريقية. وأن التغيير يبدأ بتغيير الصورة النمطية الخاطئة في إفريقيا عموما؛ وفي سودان بالذات عن مصر اليوم.
ليست فقط برادقيم الدولة في سودان الأبرتهايد الجلابي؛ وأداء جهازها الرسمي هما أتت من مصر في خدمة مصر؛ بل أن الأفكار السياسية النمطية والبنية التنظيمية لأحزاب الأقلية المستعربة الست في الخرطوم؛ المنظمات والجمعيات الرديفة للدولة أتت وتقلد مصر في كل يوم؛ ربما تغييرت لتكون من الشرق العربي أو الإسرائيلي. السوداني الدولة الحالية؛ أسهمت مصر الحالية في إنتاجها قبل سبع عقود وتستمر تديرها لاجل مصالحها.
فحزب إتحاد السودان ومصر (حزب الإتحادي) التي تملكها أسرة الباكستاني؛ حزب الجبهة العربية الإسلامية ( من أصل جماعة الاخوان المصرية)؛ حزب الأمة العربية الإسلامية (حزب الأمة المصري)؛ حزب شيوعي وادي النيل (الحزب الشيوعي)؛ وحزب المؤتمر السوداني الذي يعد إستجماع لما يعد تصحيح أخطأ الأحزاب العروبية اعلاه. والافرع الحزبية التي تتبع لها؛ بإستثناء جماعة أنصار السنة السلفية فهي تسعى لسعودنة البلاد على نهج عربستان؛ مقابل محاولة تمصير أغلب الأحزاب اعلاه للسودان. والإستثناء يشمل حزب البعث العربي الإشتراكي؛ الذي يحسب ذاته إمتداد لأحزاب البعث في سوريا؛ العراق ولبنان. النظام الحزبي في الخرطوم لا يعبر عن السودان أو ثقافته أو مصالحها؛ بل تخاصم السودان وإنتمائه الإفريقي وحضارته؛ وتحارب كل ما هو إفريقي. كل ما في السودان الأبرتهايد الجلابي وما يستدعة التحرير والتحرر سياسيا تظل مخلوقات ومنتجات مصري اليوم. السودانيون أسسوا حركات تحريرية سلمية وعسكرية خلال العقود الماضية؛ كان أبروها الكتلة السوداء التي خرجت من عباءة اللواء الأبيض (لأسباب موضوعية سمت باللواء الأبيض)؛ حزب سانو؛ مؤتمر البجا؛ تجمعات الريف؛ ثم الحركة الشعبية لتحرير السودان أم حركات التحرر؛ وهي تمثل السودان وثقافته وإنتمائه الحضاري؛ الجغرافي والسياسي.
في يناير عام 2011 أرسل أعضاء مركز السودان المعاصر للدراسات والإنماء برسالة إلى ما تصور أنها النخبة المصرية المثقفة غداة نجاح ثورة الطلاب التي أطاحت بنظام حسني مبارك. وكان التصور لدى مركز السودان أن مصر سوف تنتقل إلى دولة ديمقراطية وعصر إستنارة تبني على أساسها علاقات جديدة مع الدول المجاورة ولا سيما السودان. علاقات تقوم على الإحترام وتبادل المصالح. وتضمنت رسالة مركز السودان جملة قضايا سياسية؛ إقتصادية؛ وثقافية ذات صلة بالتاريخ وأصل حضارة وادي النيل.
وإعتبر جيل مركز السودان ذلك دعوة الجيل المصري المعاصر في تغيير نمط التفكير والفهم النمطي الخاطئ تجاه الجنوب وعموم إفريقيا. وإقترحت الرسالة صيغة حضارية لعلاقات جديدة بين السودان؛ أرض كوش ومصر تنمو على الحقيقة؛ الإعتراف والقضاء على سياسية الإستتباع؛ الإستهبال و التزوير. ورسالة مركز السودان المعاصر إلى نخبة مصر هي الثانية؛ إذ تلي مذكرة مركز السودان المعاصر الى النائب العام المصري في قضية مذبحة مصطفى محمود والتي تعد جريمة تكميلية لجرائم الإبادة الجماعية في السودان؛ وضرورة إحترام حقوق ودماء وكرامة الرعايا الكوشيين في مصر. ولا تزال موضوع الرسالتان مقترح علاقات جديدة بين البلدين.
الحقيقة التي توصلت اليها مركز السودان المعاصر للدراسات والإنماء أن مصر اليوم التي تظهر كما لو انها دولة مستنيرة؛ يحكم حياتها السياسية والإقتصادية والثقافية نخبة من العقول ومعارف؛ ويملأ الإعلام خبراء وباحثين ومختصين في شئون الدول الأخري؛ ليست مصر سوي ديكتاتورية مخابراتية وأمنية يحكمها رجال جهاز المخابرات العامة المصري؛ والذين ينتمون إلى طبقية إجتماعية صغيرة في مصر تشكل رأس الهرم في دولة طبقية خالصة تبلغ نسبة قاعدتها 70%. وتشكل الطبقة الثانية في مصر نحو25% لكن تعد بيئة الجماعات العنصرية؛ دينية وعرقية وهي الأكثر تطرفا في الإقليم. إلى درجة تتخلق لدي المرء حيرة ان توازن بين أيهما يمكن أن تبني كوش علاقاتها بين الطبقتين المتنفذتين؛ العنصريين المتطرفون او العناصر الديكتاتورية. وفي كل الأحوال فإن السودان* أي أرض كوش الدولة التي خرج منها قبل خمس ألف سنة جالية شكلت سكان مصر الأصليين ومنبع حضارة كميت غير موجود إلا بسبة صغيرة جدا في بعض اذهان سكان كل الطبقات الثلاث في مصري اليوم. وما هو موجود مجرد صورة نمطية مزيفة تشكل السودان جغرافية كانت مصدر للذهب والرجال العبيد ورائها غابات يسكنها وحوش وشعوبة غير متحضرة. والأبرتهايد الجلابي في الخرطوم اليوم؛ يؤدي الأدوار التي تثبت هذه المفاهيم النمطية الخاطئة في ذهن مصري اليوم بل في أذهان سكان مشيخات عربستان. ومصري اليوم؛ بإستثناء زنوج الجنوب؛ *نوبة مصر*؛ فهم تجمع ناتج عن نحو 13 جماعات أجنبية بيضاء غازية ومهاجرة أرض كيميت خلال ثلاث ألف سنة ماضية.
وفق أعراف المخابرات العامة في مصر؛ العقل واليد الحاكمة في مصر اليوم؛ فإن السودان الحالي لا يزال هو نفسه (السودان *الأنجليزي* المصري). وقد خرجت سيدتها في الشراكة ( إنكلتر) لتترك لها السودان خالصة لا يهم من يسكنه؛ ويشمل ذلك جهاز الدولة وفي السودان وسكانه وموارده كلهم تركة. ومصر المستعمِر المستعمَرة ؛ قد أسهمت مع سيدتها في الشراكة قبل سبع عقود في تشكيل السودان الأبرتهايد الحالي. من الطبيعي أن السودان الحالي؛ الأبرتهايد الجلابي؛ أي نظام التمييز العنصري على حالة دولة جنوب إفريقيا السابقة؛ هي دولة؛ سياسية وثقافة يكره ويحارب كل ما هو إفريقي ويثبت المستحيل أي زراعة دولة عربية في السودان.
على رأس جهاز الدولة في الخرطوم؛ هم حفنة فلاقنة الإستعمار؛ وخدمها؛ ويعاونهم جاليات أجنبية أكبرها الجالية المصرية في السودان. وبهذا تشكل الخرطوم اليوم عاصمة المحافظة المصرية رقم 28 أو عاصمة الإقليم الثامن لمصر. وتستعمر معادلة المستعمِر المستعمَر حتى اليوم على نحو مثير للسخرية على نطاق الكون كله.
مؤسسات جهاز الدولة المختصة بالأمن والتخابر والدفاع في السودان؛ وما يسمى بمجلس ضباط الجيش السوداني؛ جهاز الأمن والمخابرات (جهاز المخابرات العامة السودانية) وفرع إستخبارات الجيش؛ قسم المباحث في إدارة الشرطة السودانية هي عبارة عن شعب صغيرة تابعة للمخابرات العامة المصرية. والمصريون؛ لا يكتفون بذلك؛ فإن عملاء المخابرات العامة المصرية موجودن في كل تفاصيل جهاز الدولة في السودان؛ وهي من تدير رسميا وزرات التعليم؛ الراي؛ الزراعة؛ والتجارة؛ والخارجية. لماذا وكيف؟
يحتل ثلث أعضاء مجلس أركان الجيش في السودان (مجلس البازنقر الجلابي) ضباط من ذوي اصول مصرية تسودنو. وتتوزع هذه الجماعات في الإدارات والافرع الرئيسية في إدارة مجلس ضباط البازنقر. وتعيش في السودان نحو مليون أسرة مصرية في السودان؛ لكن يتحكم نحو 4 ألف أسرة مصرية متسودنة في مدن الخرطوم؛ ود مدني؛ بورتسودان؛ الأبيض والمدن الأخرى. وتتحكم هي على الإقتصاد؛ الأعمال المال والتجارة؛ و ادارت الدولة؛ وهي عين المخابرات العامة في القاهرة. وهي بعكس الجاليات الأجنبية؛ وتكاد تكون صراعها على ريادة الاعمال بالتعاون مع سلطات الأبرتهايد أشبه بصراع عائلات المافيا الإيطالية على أسواق المخدرات؛ البارات وتجارة الأسلحة في نيويورك الخمسينات.
وجهاز المخابرات العامة المصرية ليست بذات القدرة من الإتقان والقوة التي تصورها الدراما والروايات المصرية. ومصدر قوة الجهاز يكمن في خيال الدراميين اكثر؛ ولكن ايضا في ضحالة عقول مستهلكي تلك المنتوجات الادبية و السنمائية والتلفزيونية في مدن السودان. والسودان الحالي هو ربما السوق الوحيد لمنتجات الدراما المصرية فاقدة الذوق والإبداع؛ والسودانيون هم أكثر ضحايا تلك المادة الإعلامية لمصر التي تنتج سخفا وبلادة. وأجهزة الإعلام والتوجيه في السودان يتحكم عليها ويديرها ذوي الأصول المصرية وقليل من أبناء الجاليات الاخرى وبنات وأبناء الجلابة الذين ينحدرون من آباء كانوا جنود مصر الخديوية؛ وينهمك نفس الإعلام بتروج عن عروبة مصطنعة.
في المعادلة المستعمِر المستعمَر فإن قوة جهاز المخابرات العامة المصرية تستمد صحيح من قمعها الداخلي في مصر على يد ذراعها؛ جهاز أمن الدولة؛ (أو جهاز الأمن الوطني) وشرطة مكافحة الشغب؛ وعمليات قهر بدو سيناء؛ وتعذيب نشطاء الزنوج الجنوبيين؛ اي النوبة صر. وهي ادوار تلعبها الأجهزة المختصة بالأمن والتخابر والدفاع في مدن السودان داخليا وتضيف اليها إستيلاد مليشيات همجية من الرعاة البدو في قمع السكان الاصليين. لكن إلى حد ما فإن حاجة مئة مليون إمعاء في مصر إلى 10 مليون طن من الخارج سنويا من القمح من أصل 20 مليون طن استهلاك مصر السنوي؛ يضاف لها 7 ملايين طن من كل من الفاصوليا والعدس والفول سنويا تستورد ايضا من الخارج؛ يحول جهاز المخابرات العامة المصرية الى أداء عبودية دولية أكثر من مجرد شرطي في خدمة مصلح السي آي أيه؛ الموساد وبقية الاجهزة العالمية في المنطقة الإفريقية والعربية.
وعلى نحو مختلف فإن اجهزة التخابر؛ الأمن والدفاع في السودان تظهر قوية ومهابة لأنها دائما تحقق إنتصارات مؤكدة على فلاحين عزل في الريف ضمن حرب التطهير التي تشنها جيش ومليشيات الإبرتهايد الجلابي في حق المجتمعات الأمم الزنجية في الجنوب؛ غرب وشرق؛ وصلت الى سبع مليون نسمة من ضحاياها خلال خلال سبع عقود. وبتعزز قوة الجهاز بالبطش وقهر يفوق كل التصور الإنساني بحق النساء بائعات الشاي والخمر البلدي؛ وبحق الطلاب داخل المدن في السودان. بالنسبة للمخابرات العامة المصرية فإن الجيش السوداني وشرطتها وجهاز أمنه يؤدون نفس الدور القديم في السودان؛ يوم ان أرسل مستعمِرها الألباني محمد علي باشا جيشا من بقايا الأرقاء؛ والمماليك لغزو السودان وجلب الذهب. تضمن المخابرات العامة في مصر أن يؤدي حكام السودان دورهم في خدمة مصالح مصر وأن يبيدوا شعبهم بالطريقة التي يريدونها.
خلال السنوات الأولى لحرب الابادة الجماعية في دارفور (2002 الى اليوم)؛ كان وجود طاقم عسكري ومضباط من المخابرات العامة المصرية؛ في غرفة العمليات الحربية للجيش السوداني بالخرطوم أمر أشبه بدوامة بعثة الري المصري في السودان. وكان مقترح هذا الطاقم أن يشارك طيارين مصريين في قيادة مقاتلات سودانية في قصف قرى الريف في أقليم دارفور بدل من الإستعانة بسلاح الجو المصري بطائراته. ومع ذلك السخاء اللئيم لجهاز الأمن والمخابرات في السودان؛ فإن المخابرات العامة المصرية كانت تمارس اعمال ضبط (كنترول) على كبار الضباط السودانيين من طبقة الجلابة أنفسهم. وأن الكثافة العسكرية في القاعدة العسكرية المصرية في أسوان تعادل كثافة جيشها الثاني تجاه إسرائيل. وأن مصر رسميا تحتل العوينات؛ قرى وادي حلفا وحلايب. وهو امر لا يقبل به أي سوداني؛ كوشي أصيل.
خلال انظمة الابرتهايد الجلابي ااي نظام الحكم في الخرطوم ال12؛ (الأزهري الى برهان) وخلال اربعة مراحل؛ تضمن المخابرات العامة المصرية أن الرجل الاول أو الثاني في قصر غردون عميلها المباشر والضامن لمصالح مصر.
فمصالح مصر في السودان تتضمن أولا في تزيف التاريخ الحقيقي لحضارة وادي النيل؛ وإخفاء حقيقة ان السودانيين هم سكان مصر الأصليين وأن حضارة وادي النيل بنتها الأمم الزنجية. ثانيا؛ أن يبقى السودان دولة عربية بالرغم من انه بلدا افريقيا والامم الزنجية اغلبية مطلقة؛ يؤدي حكام السودان دور انهم حراس بلد اصلا ينتج العبيد والخدم لمصر؛ ويسقوم كل ما يعزز الصورة النمطية المختلة. وهم يؤدون نفس الدور قبالة مصر. ثالثا؛ فإن مياه النيل يمر بالسودان لكن هي مياه مصرية ويؤدي حكام السودان دور الغفراء لموية مصر؛ ويمنع إقامة إي نهضة زراعية في السودان. رابعا. في العلاقات التجارية مختلة الأركان يقدم حكام السودان المنتجات الزراعية واللحوم الى مصر باسعار شبه مجانية؛ أي على هيئة الصفرجي الذي يقدم طعاما يكتفي برائحته فقط؛ فيما تبيع مصر السودان مواد فاقدة الصلاحية؛ وتفتح مستشفياتها كأسواق تجارية لضحايا منتجاتها المسرطنة.. خامسا. فيما يشن حكام السودان حرب تطهير عرقي واسع النطاق انتهت الى اربعة جرائم إبادة جماعية؛ يكون حرصهم أن لا يصل السلطة أحد من السكان الاصليين يغيير نمط هذه الوضعية والعلاقات الاكثر سخرية وإهانة على مرة التاريخ.
في حدثين هما الاكثر إستفزازا ولا يمكن أن يتصور أن حكام السودان خلال حقبة الأبرتهايد ان لهم صلة بتاريخ وحضارة كوش؛ حين يوقع إتفاقية عام 1959ف وزير إستعلامات سوداني ( الإعلام) لواء في الجيش محمد طلعت فريد (هذا قيل انه وزير سوداني) على إتفاقية عن مياه النيل؛ واتفاقية جمركية وتجارية في نفس الوقت. وهو ما يعني تسلم موارد السودان إلى مصر في طبق من ذهب. وتوافق دولة الابرتهايد الجلابي في فترة الانتقال الاول (1953-1964) بتدمير حضارة كوش؛ أول حضارات وادي النيل وأغراق قرى وادي حلفا وتهجير قسري لسكانها من أجل بناء سد تضمن حياة مصري اليوم.
ظل اداء الاجهزة المهتمة بجمع المعلومات في السودان تقلد مصر في شكلها ومضمونها وأدائها ودورها في المنطقة. ففي مرحلة الإنتقال الرابعة (2018- حتى الان) غيرت أفندية وبازنقر الأبرتهايد من جهاز الامن والمخابرات السوداني الى جهاز المخابرات العامة ( تقليدا لمصر). وكانت قد سمت أنظمة الأبرتهايد في فترة الإنتقال الثانية (1964-1985) اسمت جهاز الأمن في الخرطوم إسم (جهاز أمن الدولة) تقليدا لجهاز الأمن في مصر.
بعد هذا فليس من الغريب أن يقيم رئيس جهاز الأمن والمخابرات السوداني بعد إنهاء عمله في مصر. العكس لم يحدث ولن يحدث في أي بلد أن يعيش ضابط مخابرات عادي في بلد اخر قبل أن يقضي عشر سنوات على ألاقل عقب نهاية خدمته. ستنتهي الحياة بصلاح قوش؛ (رئيس جهاز الامن والمخابرات في السودان) وديكتاتوره البشير إلى تسول العلاج لدى مصر ومشيخات عربستان في نهاية اعمارهما؛ كما يحدثنا التاريخ أن (رئيس جهاز أمن الدولة في السودان) اللواء عمر أحمد الطيب ذهب ليقدم للمخابرات العامة المصرية خلاصة عمله في رسالة ديكتوراة؛ وإنتهت الحياة به هو الديكتاور الماجن جعفر نميري متسولا العلاج لدى مصر ومشيخات عربستان. وصلاح قوش الذي يقدم نفسه متذاكيا سخيا في نشر المعلومات عن السودان والسودانيين لقد كان مسؤول شعبة العمليات بجهاز الامن عشية ضلوع نظام الديكتاتور البشير في محاولة اغتيال حسنى مبارك في إديس أبابا عام 1955. يبدوا أن تصديق أي رواية خلافات بين أنظمة السودان الحالي ونظام مصر الحالية التي تظهر في بعض السنوات أشبه بتصديق بعض اعمال دراما المصرية نفسها.
الأول من جانوير 2023 عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق December, 24 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة