مشاركة السودان في حرب اليمن تُعتبر جريمة اخلاقية ستلاحقنا مدى الدهر، لطالما شاركنا في عمليات قتل اطفال، و نساء، و شيوخ في حرب لا ناقة لنا فيها، و لا جمل، سوى اننا مرتزقة ذهبنا لأجل المال.
نعم نشارك في هذه الحرب مقابل المال، و للأسف ندفع فاتورتها كدولة، و شعب من رصيدنا الاخلاقي، لأجل إشباع رغبات، و غرائز مجرمي الحرب، و قادة المليشيات، و لوردات القتل.
للأسف قبل سقوط رأس النظام كان عنوان خطابنا كمعارضة هذه الحرب اللعينة، و مشاركة السودان.
ما من منبر، و إلا كانت ديباجته الإنسحاب الفوري من الحرب في اليمن و ذلك لمخالفتها للقيم الاخلاقية، و الإنسانية.
للأسف سقط رأس النظام الذي شرعن لهذه المشاركة، و تناسى الجميع خطاب الامس الاخلاقي، و اصبحت نسياً، في ملهاة تدل علي انه لا تحكم تعاملاتنا السياسية مبادئ، او اخلاق.
قلناها مراراً ان حرب اليمن من الناحية الإستراتيجية ستكرس لتنامي نفوذ المليشيات، و تغذي جيوب لوردات الحرب، و بهذا لا يمكن ان نحلم بتغيير، او تحول يلبي حاجات الثورة، و مطلوباتها.
قلناها بشكل واضح تدخل السعودية، و الامارات في العملية السياسية في البلاد لا علاقة له بدعم التحول، و ذلك لأن هذه الدول نفسها لا تؤمن بالديمقراطية، و لا تُطبق منها كسراً من المليون، يعملون علي إستمرار الوضع كما هو لضمان مدهم بالرجال، و السيطرة علي موارد السودان.
بالله عليكم اقنعونا بأن مثل هذه الدول يمكنها دعمنا للمضي قدماً نحو الحرية، و الديمقراطية، و التحول.
“ فاقد الشيئ لا يُعطيه”
كسرة..
تجاذبت اطراف الحديث مع احد الاصدقاء مساء الامس عن سوء الاوضاع، و التدخلات الاجنبية التي زادته سوءاً.
قال ساخراً.. السعودية تبعث ابلد “ من بليد” سفير عندها الي السودان، ليصبح بيننا الازكى لحلحلة قضايانا، و مشاكلنا، و يصبح مقره قبلة للجميع..
كسرة، و نص..
إنه الرز، و الرز فقط يجعل منك الازكى، و يتسابق الجميع بلا حياء، حيث اصبحت السفارات منابر، و مقرات لمناقشة قضايانا، في مشهد لم، و لن تشهده الدبلوماسية في كل العصور.
كسرة، و تلاتة ارباع..
ايّ عملية سياسية في السودان وراءها السعودية، او الامارات فهي فااااااشلة، لا تقود إلا لمزيد من التعقيد، و السوء.
اخيراً..
الحل في سحب المرتزقة من اليمن، و إعلان عدم المشاركة في هذه الحرب العبثية، و بعدها سنرى كيف تتسرب هذه المليشيات، و سيكون مصيرها التلاشي، لأنها لا تعمل إلا بالمال، و المال هناك حيث قتل الاطفال، و حرمانهم من الغذاء، و الحياة الكريمة في بلادهم التي لا تربط بلادنا بها حدود، او سماء.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق December, 24 2022