أسموها الكلية الحربية، لأنها تتعلق بالحرب، أما إدارة الدولة فعلم يدرس في كليات مدنية لا علاقة لها بالحرب. لذلك يبدو لي غريباً تدخل البرهان في مسألة من يحكم وكيف يحكم. فمكان البرهان ومعه حميدتي هو الخلاء.. والمناطق محل نزاعات مسلحة. ولا سبب لوجودهم في المشهد العاصمي، فهذا المشهد يجب أن يكون مدنياً محضاً. لأشخاص درسوا وتعلموا بشكل أكاديمي وعملي ليتمكنوا من إدارة قضايا الحكم بشكل علمي ومنهجي. فلكل مقام مقال. هل يملك الجيش منح أي شخص هذه السلطة؟ الإجابة لا؟ هل البرهان يملك السودان ويملكنا معه ليوزع سلطاته على من يشاء من عباده؟ طبعا لا؟ فعلى أي أساس يوقع الجيش على شيء هو لا يملكه، إلا إن كان غرض القحاطة منحه شرعية التملك. المفقودة. فتبادل العطايا بين كليهما (الجيش+قحط) هو عطاء من لا يملك لمن لا يستحق. فكما أسلفنا ليس هذا مكان الجيش، ولا قحط تمثل كل الشعب. هناك الفشقة هناك حلايب هناك حدودنا مع تشاد وافريقيا الوسطى، كل هذه مناطق الجيش. اما العاصمة والعمل الاداري والسياسي، فلا موقع للجيش فيه من الإعراب، وإذا كان السلاح يمنح حق ملكية الدولة، فلماذا يتم الصراخ في وجه الحركات المسلحة باستمرار. أما من ناحية الأمن في العاصمة وباقي الولايات، كحدوث جرائم وتسعة طويلة .. الخ فهذا عمل الشرطة وليس الجيش، ويكون عمل الشرطة تحت إشراف وزارة الداخلية. الامور واضحة وبسيطة، ولا اعتقد أنها شديدة التعقيد لكن الجيش يتعمد تعقيدها. والواضح أن البرهان يماطل لكي يستمر في موقع هو ليس اهلاً له، لا كعسكري لما بيناه سابقاً، ولا كمدني لأن هناك مدنيون علماء ولهم باع في إدارة مؤسسات الدولة ومرافقها وهيئاتها. أما النزاع السياسي، فهو من يجب على الأحزاب والقوى المدنية أن تبحث له عن علاج. وإلى ذلك الحين، تكون إدارة الدولة (مؤقتا) من سلطة القضاء، لأن القضاء -وفقا لكل الدساتير- هو السلطة الوحيدة المخول لها إصدار أوامر لكافة هيئات الحكم في الدولة عندما تراقب اعمال السلطة التنفيذية والتشريعية. وبما أن هناك سلطة واحدة (القضاء) بالإضافة لسلطتين(التشريعية والتنفيذية) غير موجودتين. وبما أن الجيش ليس من هذه السلطات السيادية، فعلى القضاء الآن تولي السلطة مؤقتاً، وإصدار أوامر ملزمة، لإدارات هيئات ومؤسسات الدولة. والبدء في تهيئة المناخ لاتفاق القوى السياسية حول موعد ومنهج قيام انتخابات رئاسية بأعجل ما يكون.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق November, 14 2022