مصالحات تكتيكية وخصومات استراتيجية كتبه د. ياسر محجوب الحسين

مصالحات تكتيكية وخصومات استراتيجية كتبه د. ياسر محجوب الحسين


11-05-2022, 05:31 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1667622712&rn=0


Post: #1
Title: مصالحات تكتيكية وخصومات استراتيجية كتبه د. ياسر محجوب الحسين
Author: د. ياسر محجوب الحسين
Date: 11-05-2022, 05:31 AM

05:31 AM November, 05 2022

سودانيز اون لاين
د. ياسر محجوب الحسين-UK
مكتبتى
رابط مختصر



أمواج ناعمة





لم يعد من السهل التركيز على حدث واحد، فهي أحداث متعددة ومتداخلة وذات تأثير قوي ومباشر على كل سكان البسيطة، ولا سبيل لتجاوزها أو إغفالها والنأي عنها. فالناس في الأسبوع الماضي كانت تتنازعهم أحداث القمة العربية الـ31 بالجزائر، وتصاعد اليمين الشعبوي في دولة الاحتلال الإسرائيلي وفي أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، أما الحرب في أوكرانيا فقد أصبح حتى الحجر يسمع صرير قلق شعوب العالم من تحولها إلى حرب عالمية ثالثة لا تبقي ولا تذر، وقد طالت في هذه المرحلة آثارها المدمرة مخزونات الغذاء في مختلف دول العالم، وغدت أوروبا تصرخ مولولة من نقص الطاقة وتندب حظها وتخشى توترات مجتمعية تضرب شعوبها التي تعودت على حياة الرفاه والوفرة.
انتهت القمة العربية بمصالحات تكتيكية (شكلية) لم تمنع خصومات استراتيجية (جذرية) بين الأشقاء، وخرجت ببيان توليفي اجتهد فيه الجزائريون بإعادة ترتيب مواقف الدول العربية حول القضايا الإقليمية والدولية على تقاطعاتها وتناقضات بعضها مع البعض الآخر، ونجح المعدون في إضافة بعض المؤثرات الخاصة فخرج البيان فضفاضا ولم توضع الأصابع على الجروح. على سبيل المثال، لم تجد القضية السورية من بيان القمة إلا بضع أسطر من عبارات وجمل فضفاضة وعمومية مثل: "قيام الدول العربية بدور جماعي قيادي للمساهمة في جهود التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية ومعالجة كل تبعاتها السياسية والأمنية والإنسانية والاقتصادية، بما يضمن وحدة سوريا وسيادتها ويحقق طموحات شعبها ويعيد لها أمنها واستقرارها ومكانتها إقليميا ودوليا". لقد أخرت الخلافات العميقة انعقاد هذه القمة لنحو ثلاث سنوات. وحتى بعد موافقة الجزائر على تبني عقدها، اضطرت لتأخير انعقادها لنحو 8 شهور إذ كان مقررا لها في شهر مارس الماضي، سعيا لتقريب وجهات النظر المتباينة بين مختلف الدول العربية حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية. فقد كانت الانقسامات السياسية بين العرب عميقة وحالت دون بلورة موقف عربي موحد وصريح وذي معنى من القضايا محل البحث.
في مقابل هذه المواقف الباهتة تتسارع خطى اليمين المتطرف والشعبوية في إسرائيل والعالم الغربي، ففي الانتخابات الإسرائيلية نهاية الأسبوع الماضي لم يفز بنيامين نتنياهو فحسب، ولكن اليمين الإسرائيلي المتطرف كان المنتصر الحقيقي. إن الفائز الأكبر في ائتلاف نتنياهو هو حزب الصهيونية المتدينة، فالنتائج نقلته من تيار هامشي إلى تيار رئيسي، في الكنيست. ومن المرجح أن يتولى زعيم الحزب إيتمار بن غفير وهو رجل شديد التطرف منصب وزير الأمن. واليوم يحكم اليمين في بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا والسويد والدنمارك وأوكرانيا وغيرها من الدول الأوروبية.
والشعبوية اليمينية، هي أيديولوجية سياسية، ويُستخدم مصطلح الشعبوية اليمينية في أوروبا لوصف المجموعات والسياسيين والأحزاب السياسية المعروفة، على نحو عام، بالشكوكية الأوروبية وبمعارضتها للهجرة، وخاصة الهجرة القادمة من العالم الإسلامي. وترتبط الشعبوية اليمينية في العالم الغربي، عموما، بإيديولوجيات عديدة مثل معاداة حماية البيئة، والقومية الجديدة، ومناهضة العولمة. وابتداءً من تسعينيات القرن الماضي، غزت الأحزاب الشعبوية اليمينية في الهيئات التشريعية للديمقراطيات المختلفة. وفي الولايات المتحدة فاز الرئيس دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية للولايات المتحدة في 2016 بعد أن خاض الانتخابات من على منصة تأسست على مواضيع شعبوية يمينية. وتضمن خطاب ترامب الشعبوي الدعوة لإقصاء حتى الأميركيين الآخرين، الأمر الذي كان له تداعيات على الحريات والأقليات العرقية والدينية لاسيما خاصة المسلمين من مواطنين ومهاجرين.
اليوم تنبّه الأوروبيون إلى أن اليمين المتطرف يتعمد صب الزيت على نار الحرب في أوكرانيا وأن أوروبا هي من يتضرر من هذه الحرب. وانتشرت الاحتجاجات الشعبية في سائر أوروبا على التداعيات الاقتصادية للحرب خاصة في مجال الطاقة. مما دفع الحكومات الأوروبية إلى تبادل الاتهامات فيما بينها من جانب، ولوم الولايات المتحدة من جانب آخر. ومن ذلك الأزمة التي ضربت العلاقات الفرنسية الألمانية على خلفية أزمة الطاقة؛ الأمر الذي يشير إلى إمكانية انهيار جدار الاتحاد الأوروبي وتفككه، خاصة وأن برلين وباريس تملكان أكبر اقتصادين في دول الاتحاد وتعتبران قطبين للاتحاد، ولعل تفاقم هذه الأزمة بين البلدين يهدد مستقبل الاتحاد الأوروبي باعتباره تكتل سياسي واقتصادي له وزنه في مسرح السياسة الدولية، وذلك لكون الخلافات بين الدولتين تبدو جوهرية على خلفية أزمة الطاقة التي وصلت تداعياتها بقوة إلى دول الاتحاد.
وليس الخلاف بين برلين وباريس مقتصرا على مجال الطاقة فحسب، بل هناك خلاف عميق في قضايا الدفاع، وقد غيرت ألمانيا سياستها التقليدية وزادت نفقاتها العسكرية، ولكنها تعول على الشراء المباشر بدل المشاريع الأوروبية المشتركة، كما ترفض ألمانيا التي تعتمد على الغاز في صناعاتها، بشدة المقترح الفرنسي لوضع سقف لأسعار الغاز والكهرباء على الصعيد الأوروبي. إذ ترى ألمانيا أن وضع سقف الأسعار قد يدفع المنتجين إلى بيع غازهم في مكان آخر، ما سيؤثر سلباً على الإنتاج الأوروبي، وكل ذلك سيضعف خيارات الاتحاد وقد يطيح بأنه الطاقوي في نهاية المطاف. هذا من جانب، فمن جانب آخر يبدو ألمانيا غاضبة من الولايات المتحدة فقد استنكرت على لسان وزير الاقتصاد طلب الولايات المتحدة من ألمانيا اسعاراً وصفها بالخيالية لتوريد الغاز من أجل تعويض وقف الشحنات الروسية. كما أن ألمانيا تعتقد أن خفض الضرائب في الولايات المتحدة والذي يمنح ائتمانا ضريبيا لكل مستثمر ينتج المصانع الأمريكية، سيؤدي لهروب المستثمرين الأوروبيين للولايات المتحدة.
فهل يكون التململ الأوروبي من تداعيات الحرب الأوكرانية ومحاولات واشنطن التكسب من الأزمات الأوروبية فضلا عن التوتر مع الصين وكوريا الشمالية وفشل الاتفاق النووي الإيراني مدعاة للمجتمع الغربي لإعادة النظر في الصراع في أوكرانيا والتجاوب مع الإشارات الروسية الايجابية نحو الحوار بديلا للمدافع؟.




عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق November, 04 2022
  • كاركاتير اليوم الموافق كاركاتير اليوم الموافق 04 نوفمبر 2022 للفنان عمر دفع الله

    عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق November, 04 2022
  • عجايب وزراء الحركات مناصرين الانقلاب
  • عناوين الصحف الصادرة اليوم الجمعة 4 نوفمبر 2022م
  • برعاية مصرية … أردول وجبريل يعلنان تحالفاً جديداً ويستقطبان فصيل جديد من الاتحادي

    عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق November, 04 2022
  • يُمَثِّل حُكْم مُحْكَمَةٌ سُودَانِيَّةٌ بِحَقّ امْرَأَة (رجما) اخْتِبَارًا حَقِيقِيًّا لثورة دِيسَم
  • أين مستشفى 99199 ؟! كتبه زهير السراج
  • أرفعوا أياديكم عن وجدي صالح! كتبه حسن الجزولي
  • الحياد في زمن الجهاد .. و التسامي من أجل وطن مترامي كتبه د. حامد برقو عبدالرحمن
  • بنو كوز قادمونْ.. من أوكارهم قادمونْ.. ومن تركيا ومصر قادمونَ قادمونْ! كتبه عثمان محمد حسن
  • يشوهون الإسلام كتبه أمل أحمد تبيدي
  • هل البرهان جاد في الوصول الى تسوية؟ كتبه احمد الملك