ما بين ملكات بريطانيا: إليزابيث الأولى، فكتوريا، إليزابيث الثانية..( الحلقة الأولى )

ما بين ملكات بريطانيا: إليزابيث الأولى، فكتوريا، إليزابيث الثانية..( الحلقة الأولى )


09-09-2022, 11:31 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1662723073&rn=3


Post: #1
Title: ما بين ملكات بريطانيا: إليزابيث الأولى، فكتوريا، إليزابيث الثانية..( الحلقة الأولى )
Author: آمنة أحمد مختار
Date: 09-09-2022, 11:31 AM
Parent: #0

11:31 AM September, 09 2022

سودانيز اون لاين
آمنة أحمد مختار-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر







الملكة إليزابيث الأولى ( 7 سبتمبر 1533 - 24 مارس 1603).
آخر ملوك أسرة (تيودور )الشهيرة، ولقب عصرها بالعصر(الإليزابيثي ).
وكانت ملكة الجزر البريطانية(إنجلترا وأيرلندا) من 17 نوفمبر 1558 وحتى وفاتها بعد 44 عاما في الحكم .
ومكونة أول أسطول حربي بريطاني مهد لقيام الامبراطورية البريطانية.

تولت الملكة إليزابيث الأولى حكم إنجلترا في ظل ظروف بالغة التعقيد، منها صراع دموي على وراثة العرش شاب تلك الفترة من الزمان، ميزته الصراعات بين الأسر الحاكمة في كل أوروبا ..وخاصة الجزر البريطانية.

والمثير في الموضوع..أنكم لو تتبعتم أصول الأسر المالكة الأوربية سواء سواء في العصر الوسيط أو الحديث أو حتى المعاصر ، ستكتشفون أنهم تقريبا جميعا تجمهم صلات قربي من نوع ما !

والجدير بالذكر أن الدول الملكية الأوربية حاليا تحكمها تقريبا عدة أسر شهيرة من بقايا الأسر المالكة (المتصاهرة منذ القدم) في كل ملكيات أوروبا.

فكما نعلم أن هذه الزيجات (الملكية المدبرة ) بين هذه الدول كانت تتم لأسباب عديدة غير الحرص على (نقاء الدم الملكي الأزرق) كما كان يعتقد سابقا.

بل معظمها كانت تتم بسبب الصراعات على السلطة بين الأسر المالكة في داخل الدولة نفسها ( على سبيل المثال ما لقب بحرب الورود في بريطانيا بين أسرتي يورك ولانكستر، Wars of the Roses ) .

وكذلك الصراعات والغزوات بين دول القارة ، والتي كانت تحل بالمعاهدات التي تتبعها مصاهرات ملكية تعزز السلام بين الممالك الصغيرة والكبيرة المتصارعة في أوروبا.

( مع التأكيد أن حل النزاعات بالمصاهرات هذا لطالما كان شائعا عبر كل عهود التاريخ وحتى اليوم ، خاصة بين القبائل والعشائر في كل العالم وكذلك الأسر الحاكمة والمشيخات بل حتى القرى المجاورة المتصارعة).

أما ما يهمنا هنا تحديدا فهو الصراع الذي أنتج في النهاية أسرة ( تيودور) الحاكمة،بعد معاهدة السلام والتصاهر الي أدت إلى نهاية حرب الورود( والورود هنا لم تكن سوى رموز ملكية تميز الأسر المتصارعة على أحقية الحكم )، وهما تحديدا هنا أسرتي يورك ولانكستر كما ذكرت ،والتي إنحدرت منها في النهاية أسرة ( تيودور ) الشهيرة، أسرة الملكة إليزابيث الأولى..

وذلك عندما إنتهت الحرب بين الأسرتين اللتين تنحدران من أصل ملكي واحد قديم..بزواج هنري تيودور من أسرة لانكستر بالأميرة إليزابيث إبنة الملك إداورد الرابع من أسرة يورك .

ولكن بعد ذلك لم يلبث أن نشأ صراع عنيف ودموي على العرش داخل أسرة تيودور نفسها ..
هذا الصراع المحتدم الذي كان ينتهي عادة ( بإعدام وجز رقاب المنافسين والمنافسات على العرش من نفس الأسرة ) شييا كانوا أم شبابا في عمر الزهور !

ولكن، الأمر الذي ميز الصراع في عصر إليزابيث الأولى بالذات، كان هو الصراع المذهبي الذي ورثته عن والدها هنري الثامن .

وهو الصراع الدموي بين أنصار المذهبين الكاثوليكي والبروتستانتي الناهض حديثا في ذلك الزمان بعد دعوة مارتن لوثر الإصلاحية في ألمانيا.

هذا الصراع الديني الدموي الذي أدى في النهاية ..رغم عنفه المفرط آنذاك، إلى تثبيت الكنيسة البروستاتنية الإنقليزية في مواجهة الكنيسة الرومانية الكاثيوليكية.

فلو راجعنا الحروب العنيفة التي أضطرت إلى خوضها الملكة إليزابيث الأولى منذ أن توجت ملكة وهي شابة يافعة ، سنجد أن نصفها كان حروبا دارت بين أنصار المذهبين داخل إنجلترا..وكذلك في القارة الأوربية.

بل حتى كان الإنقسام المذهبي داخل أسرتها شخصيا، والذي فجره أصلا والدها هنري الثامن عندما تبنى المذهب البروستاتني فقط للزواج من عشيقته آن بولين ( والدتها ) إبنة إيرل ويلتشير لاحقا ،وذلك عندما لم يسمح له البابا بإلغاء زواجه من زوجته الأولى الملكة كاثرين( الأميرة الأسبانية إبنة إيزابيلا وفردناندو .. الذين هزموا ملوك الطوائف المسلمين في الأندلس بسبب خلافاتهم).

ولقد كافأت الكنيسة الرومانية الكاثوليكية إيزابيلا وفردنادو بلقب ( الملكين الكاثوليكيين).

المهم، كي أختصر القصة الطويلة هذه ، وأدلف فورا لأسباب شهرة ومجد الملكة ( إليزابيث الأولى )..

فهذه الملكة التي ورثت عرش إنجلترا بعد أختها غير الشقيقة الملكة ميري ( التي لقبت بميري الدموية،Bloody Mary ).

والتي وصفت بأنها ورثت عن والدها دمويته وعنفه ، هذا رغم أنها صبت جام غضبها تعذييا وقتلا للطائفة التي تبناها والدها الراحل طائفة البروتستانت ،ربما كرد فعل إنتقامي لما فعله بوالدتها الملكة والأميرة (كاثرين أوف أراغون) الكاثوليكية، والتي حتى وفاتها غبنا وحزنا لم تعترف بطلاقه منها ،وإذلاله لها عبر تغيير مذهبه إلى البروستاتي كي يتزوج بإحدى وصيفات القصر آن بولين ..وهي التي أعدمها لاحقا أيضا بالمقصلة بعد أن اتهمها وأخيها بالخيانة كي يتزوج من زوجته الثالثة ( كان ملكا عابثا مزواجا وعنيفا ) ..تزوج سبع مرات ..وماتت معظم زوجاته إما غبنا أو بالمقصلة .

خلف هنري الثامن إبنه إدوارد السادس من زوجته الثالثة ولكنه توفي يافعا، ولكن بعد أن أوصى لخلافته لحفيدة عمته ماري ملكة فرنسا

وهي النبيلة (جين جرين) التي حكمت تسعة أيام فقط ثم أعدمت بالمقصلة.

وذلك لأن أنصار الأميرتين( ميري وإليزابيث ) كانوا أكثر عددا بين أوساط طائفة النبلاء وكذلك وسط عامة الشعب .

وبعد أحداث دراماتيكية عديدة ، شاء القدر أن تخلف الملكة ميري في حكم بريطانيا أختها غير الشقيقة إبنة ( آن بولين) . .إليزابيث الأولى ( البروستاتنية ).

والتي تجنبت قدر إمكانها أن تحذو حذو أختها في التنكيل والانتقام من أنصار المذهب الكاثوليكي.

هذا رغم إضطرارها في النهاية إلى حبس وإعدام منافستها على العرش الملكة (ميري ستيوارت ملكة سكوتلاندا)، إبنة عمتها ومنافستها على العرش نسبة لأحقيتها فيه من حيث عراقة الدماء الملكية..وكذلك تمسك ميري ستيورات بمذهبها الكاثوليكي الذي كان يدعهما أنصاره. وكذلك الكنيسة وفرنسا وأسبانيا .

المهم، استطاعت الملكة إليزابيث الأولى أن تثبت نفسها وتحقق أمجادا جعلت الشعب يلقبها بألقاب تمجيد عديدة ، أهمهما( الملكة الشمس ، والملكة العذراء، وغلوريانا).

خاصة بعد هزيمتها للأسطول الأسباني الرهيب ( الرامادا) عام 1588م

وكذلك إحباطها لثورة الكاثوليك في إيرلندا.

وتصديها وثباتها في وجه النفوذ الكاثوليكي في كل القارة ، بل لكرسي البابوية نفسه .

ولقد أضطرت إليزابيث لخوض حروب عديدة في القارة الأوربية ولكن معظمها كانت دفاعية أو لنجدة أصدقائها البروتستانت .

لم تنتصر في كل الحروب، لعدم طاعة قادتها لها ومخالفتهم لأوامرها .

تميزت إليزابيث الأولى بالفصاحة في خطاباتها العامة والخاصة ،خاصة أمام البرلمان .

فلقد كانت توجز وتصيب الهدف في عبارات بليغة. وذلك نسبة للتعليم الرفيع الذي تلقته .

وإلمامها بمعظم لغات الدول التي كانت تتعامل معها إضافة.. للاتينية طبعا.

تهربت إليزابيث الأولى من كل الخطاب سواء أن كانوا ملوكا أو أمراء أو نبلاء من كل أنحاء أوروبا .

عاشت عدة قصص حب ..ولكنها خشيت أن تكللها بالزواج ، وكذلك رفضت أن تسمي لها وريثا للعرش ..خشية من تكرر المؤآمرات الانقلابية ضد حكمها.

ومن أقوالها الشهيرة:
( أفضل أن أكون فقيرة ووحيدة على أن أكون ملكة متزوجة)،
( لقد تزوجت من وطني، وكل الشعب هم أزواجي).

تميز عهدها بنشاط إقتصادي وسياسي محموم .
مع دول خارج أوروبا حتى دول شمال إفريقيا التي هرب إليها الأندلسيين المورسكيين (المسلمين)..نكاية في أعدائها الامبراطوريتين الإسبانية والنمساوية الخاضعتين للكنيسة الرومانية الكاثوليكية في ذلك الزمان .

تميزت أواخر أيام حياتها حكمها بتفجر نهضة فنية وأدبية ومسرحية..كان من أبرز شخصيات هذه النهضة ( وليم شكسبير) .

.....

هذه هي الملكة إليزابيث الأولى.

رحم الله الملكة العظيمة الأخرى إليزابيث الثانية..

وأواصل بإذن الله ..

Fri,9 Sep 2022

آمنة أحمد مختار إيرا



عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق September, 08 2022
  • محامو المتضررين من قرارات والى الخرطوم العشوائية يلوحون بالتصعيد عبر المحامى العام

    عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق September, 08 2022
  • وطن المغتصب والديوثين والشعب الضائع!
  • عدم تقدير لقوة الجيش السوداني يكلف الشعب السوداني الكثير بعد محاولة إستقطاب قادة الحركات المسلحة
  • ما ســر هــرولـة الأحزاب الشمالية نحو عبد العزيز الحلو والحركة الشعبيــة؟ (صورة)
  • ما رأيك في هذه الصورة ؟؟
  • إفتتــاح كبــرى للمشاة فى الكونقــو.. مهندسو الكونقــو ضاربين بنقـو (فيديــو)
  • المفكر القطري عبدالله النفيسي والإنقلاب علي التأريخ !

    عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق September, 08 2022
  • العقول الضيقة مشكلتنا اﻷساسية كتبه محجوب الخليفة
  • إعتراف وإصرار ومُجاهرة ..! كتبه هيثم الفضل
  • النفاق الديني ! كتبه زهير السراج
  • كنتو وين؟ كتبه الفاتح جبرا
  • نحو اساس متين لوحدة قوى الثورة كتبه تاج السر عثمان
  • توضيح لدعوة حمل السلاح.. كتبه خليل محمد سليمان
  • هاشم بامكار ابن السودان البار كتبه نور الدين مدني
  • تفكيك ...تخريب.... لا توافق كتبه ياسر الفادني
  • الفساد في وزارة الزراعة واختفاء ملفات الأراضي كتبه د.أمل الكردفاني
  • لملم جراحك كتبه حسن إبراهيم حسن الأفندي
  • نقابة المحامين تحول الدار لمسرح طربي كتبه د.أمل الكردفاني
  • الحرية والاستقلال والخيار الوطني الفلسطيني كتبه سري القدوة

  • Post: #2
    Title: Re: ما بين ملكات بريطانيا: إليزابيث الأولى، ف�
    Author: AMNA MUKHTAR
    Date: 09-09-2022, 06:09 PM
    Parent: #1

    وعلى صعيد آخر .
    ومن المفترض أن يكون موضوع الساعة وهم كل سوداني وطني وشريف وشجاع .
    أرجو من القراء الإطلاع على المؤتمر الصحفي الهام ( للمجلس الاستشاري الأعلى لشرق السودان )
    وكذلك على مقال بروفيسور إبراهيم أونور أدناه 👇

    هل سيصبح السودان دولة مغلقة بدون موانيء؟

    أصبح من المؤكد ان إجراءات انشاء ميناء جديد تابع لموانيء أبوظبي بشراكة رمزية مع رجل أعمال سوداني بدأت في حيز التنفيذ من خلال تحديد موقع الميناء الجديد وبدء العمل في الطرق البرية التي تربط الميناء الجديد بالعمق السوداني.
    دون أدنى شك هذا الميناء القصد منه قطع الطريق للحيلولة دون تطوير المواني ء السودانية الموجودة في المستقبل بل تدميرها وبعد ذلك شرائها بابخس الأسعار وعندها لن تكون سيادة للسودان علي موانئه وسيكون تحت رحمة دولة الإمارات العربية المتحدة.
    ليست المشكلة عدم تكافوء المنافسة بين الميناء الجديد الذي ستدفع فيه مبالغ طائلة لتطويره والموانيء القديمة التي ستظل مهجورة عن قصد بل المشكلة الأكبر عند قيام الميناء الجديد لن تتمكن الحكومة السودانية من إدخال اي مستثمر او شريك استراتيجي لتطوير المواني ء القديمة في ظل وجود الميناء الجديد المتطور وذلك لتدني الجدوى الاقتصادية للإستثمار في المواني القديمة. وعندها سيصبح السودان مثل أي دولة مغلقة لا تمتلك سيادة على موانيها بل تعتمد على ميناء مملوك لدولة اجنبية. كل ذلك بسبب جهل القائمين على أمر السلطة الحالية وغياب المؤسسية واتساع مساحة الفساد في الدولة السودانية.
    باختصار مشروع الميناء الجديد سيغلق الباب بصورة نهائية لإيجاد من يرغب للاستثمار في المواني السودانية القديمة.

    ب. إبراهيم أونور
    جامعة الخرطوم


    Post: #3
    Title: Re: ما بين ملكات بريطانيا: إليزابيث الأولى، ف�
    Author: AMNA MUKHTAR
    Date: 09-10-2022, 00:13 AM
    Parent: #1

    *بسم الله الرحمن الرحيم*

    *ميناء ابوعمامه المزمع انشاءه*


    *قراءة متأنية بعيدا عن السياسه*


    *الدكتور امين موسى الحاج*


    ظلت موانئ دبي العالميه طيلة العقدين الماضيين.. وربما أكثر.. تحاول باستماته ضم ميناء بورتسودان إلى مجموعتها والتي تضم أكثر من خمسين ميناء حول العالم.. ولكنها لم تفلح وذلك لاتضاح المرامي والتي تريد بها ذلك الاستحواذ ولها على جانبي ساحل البحر الأحمر أكثر من ست مواني ومحطة حاويات تحت إدارتها.. وهو تجيير ميناء بورتسودان ومحطة الحاويات فيه لصالح ميناء دبي.. وذلك برأي ورؤى العديد من أصحاب الاختصاص.. وكان للوقفة القويه للعاملين بالموانى ومنهم العديد من أهل الخبره والتمرس والعلم.. الأثر الكبير في وأد ذلك المشروع.. رغم محاولات حذرة خجوله هنا وهناك في الآونة الاخيره لإحياء ذلك المشروع.. ولكن تلك قصة أخرى لسنا بصدد الخوض فيها...وان كانت أمور الاقتصاد والمواني.. ودولة الإمارات العربيه.. وكلفها بالمواني. والسودان.. ياخذ بعضها برقاب بعض...

    ارتفعت في الاونه الاخيره وتيرة الحديث عن إنشاء ميناء جديد في منطقة ابوعمامه جنوبي مدينة بورتسودان.. وصاحب انشاء ذلك الميناء طريق مسفلت حديث يربط الميناء بمنطقة ابوحمد في ولاية نهر النيل حيث مشروعات زراعية ضخمه يكون الميناء المزمع طريقا للتصدير للخارج لمنتجات تلك المشاريع

    لست بصدد الحديث عن تخصيص الأراضي الزراعية اللازمه لقيام هذه المشروعات الزراعيه.. وهو أمر شابته الكثير من الملابسات وحديث واضح وصريح حفلت به الأسافير مؤخرا السيده د أمنه والي نهر النيل السابق يحمل الكثير من الاتهامات.. حديث شابته الكثير من المرارة ونبرة الصدق والتجرد وهو أمر يستحق الوقوف عنده وسبر أغواره.. وهو أمر نتركه لذوي المعرفه والعلم والاختصاص. أكثر منا.. ولكنا نقصر حديثنا في مانعتقد بأننا... نعرف ..

    هل هكذا تنشأ الموانيء الجديده
    أواي مشروعات اقتصاديه أيا كانت.؟؟
    لادراسات جدوى اقتصاديه.. لادراسات جدوى بيئية. لادراسات اجتماعيه.. ولا.. ولا..
    مشروعات قوميه وسياديه بالدرجة الأولى يقودها سياسيون.. ومديري مكاتبهم.. وسكرتاريتهم.. وحرسهم الخاص..!! هذا وفد السودان للتفاوض مع الجانب الآخر المدجج بالخبراء المحليون والأجانب وذوي الخبره.. اتفاقيات كهذه فيها الكثير من المحاذير والمطبات حتى لذوي الخبره والاختصاص.. لو لم يكن الواحد منهم صاحيا.. وفي حضور ذهني عال فإن كلمة واحده.. أو حتي شولة اونقطه فقط في غير مكانها.. ربما تؤدي إلى انزلاق وتردي سحيق لايعلم احد مداه اومترتباته .

    حتى ذوو الخبره فإنهم أيضا ولمزيد من الحيطة والحذر فإنهم يضمون إليهم الاستشاريين المحليون والعالميو ن.. العالمو ن ببواطن الأمور خوفا من هذه المزالق.

    في السبعينات من القرن الماضي وبعد فصل ميناء بورتسودان عن السكه الحديد والتسمية ب.. هيئة المواني البحريه في العام ١٩٧٤..جاء بيت الخبره البريطاني Livsy and Hunderson وبقرض من البنك الدولي والذي عبر العديد من المشروعات والشركات المنفذه.. وتدريب العديد من العاملين بالموانئ البريطانيه ارتفعت طاقته الميناء الشمالي والمتخصص في البضائع العامه G Cargo إلى حوالي
    ١١ (احد عشر مليون طن) في العام َ... وما أن اكتمل العمل تقريبا وعبر ثلاث مراحل؛ حتى كانت صرعة الحاويات.. ومحطات الحاويات...وماكان للموانئ أن تتخلف عن ذلك إذ أن التحول من نظام البضائع العامه والبواخر التقليديه إلى نظام النقل بالحاويات والبواخر المتخصصه في ذلك.. تتحول وبنسبة ١٥٪ في العام كما جاء في دوريات الأمم المتحده UNCTAD.. فكان أن قامت محطة الحاويات في الجنوبيه منذ أوائل الثمانينيات في القرن الماضي وحتى الآن.. وعبر مراحل علميه تعاقب عليها ونفذها أكثر من ثلاث بيوت خبره عالميه ارتفعت فيها طاقة محطة الحاويات إلى أكثر من مليوني حاويه TEU.

    فهل من حاجة إلى ميناء آخر.. وحجم تجارتنا الخارجيه لايتجاوز الاربعمائه. إلى خمسمائة ألف حاويه في العام على أكبر تقدير... وبضع مئات.. اوقل الاف الاطنان عبر الميناء الشمالي وطاقته أكثر من عشرة مليون طن ؟... الأسباب.. تلك قصة أخرى....

    الأخ الكريم السيد وزير الماليه الدكتور جبريل.. والأخوة الكرام على مستوى رئيس وأعضاء المجلس السيادي... ان الموضوع اكبر من سته اوسبع مليارات دولار تقوم دولة الإمارات العربيه بدفعها لقيام هذا الميناء أو غيره.. والتي ربما تحل مشكلة انيه.. لاتتعدي تكلفة استحقاقات اتفاقية سلام جوبا.. وأمل صادقا الا يكون الأمر كذلك... ولكن الأمر يخص مشروع ذا بعد سيادي واستراتيجي قبل أن يكون اقتصادي اونحوه.. وهو أمر كان ينبقي أن تحشد له الطاقات والقدرات والمختصين الذين تزخر بهم البلاد. وان تستكمل كل الدراسات في اناة وتخصصيه شان مايجري في كل بلاد الدنيا منه... إلا إذا كان الأمر قصد له أن يجري هكذا.

    الأمر لايزال تحت الأيدي فادركوه... والله من. راء القصد
    وهو الهادي إلى سواء السبيل....

    د. أمين موسى الحاج
    دكتوراه اقتصاديات النقل
    البحري
    إدارة وتخطيط المواني
    المدير التجاري الأسبق للموانئ البحرية
    أستاذ بجامعة البحر الأحمر