طار الجميع فرحاً بخبر مفاده ان الدعم السريع قام بفصل خمسة آلاف من الضباط، و الجنود الكيزان.
في اقل تقدير يمثل الضباط الكيزان في الدعم السريع نسبة لا تقل عن 40% من ضباطه، و نسبة تتجاوز الثلاثين بالمائة من ضباط الصف علي وجه الخصوص افراد هيئة العمليات.
يسيطر الكيزان علي الشئون الإدارية في الدعم السريع بكل اشكالها بصورة كاملة.
اعتقد التعامل مع الخبر اعلاه بشكل عفوي سيدخلنا في دائرة اكاذيب الكيزان، و تراهاتهم التي اصبحت مكشوفة للجميع.
إطلاق خبر كهذا علي عواهنه بلا تفصيلات، بخطة ممنهجة، و إرادة يُعتبر إلهاء، و تغبيش، و ذر للرماد في العيون.
يعلم الكيزان جيداً ان الدعم السريع هو ماعون يحتفظون فيه بقوة حية من الضباط الكيزان من الصف الاول، و القيادة القبلية لهذه المليشيا تُعتبر واجهة مريحة يسهل إستخدامها، و التحرك في ظلها بشكل مرن ( فض الإعتصام) نموذجاً لضمان وضع هذه القيادة في مربع يصعب عليها مغادرته " كماشة احكموا بها قبضتهم"
غياب الخطط، و البرنامج للتعامل مع الوضع الامني في البلاد لدي قوى الثورة بعد سقوط النظام ترك مساحة حركة، و مناورة مفتوحة للدولة العميقة التي إستوعبت المشهد بكل سلاسة.
حميدتي يعلم تماماً انه لا يمكنه الطلاق من الكيزان.
لا تنطلي علينا اكاذيب الكيزان كقريبين من المؤسسة العسكرية، و معرفتنا بتفاصيل غائبة علي الكثيرين.
لدينا أحصاءات، بتصنيفات الكيزان، و درجاتهم المختلفة داخل هذه المليشيا.
قيادة الدعم السريع لا تملك إحالة الضباط، و الصف و الجنود المنتدبين تحت قيادتها من القوات المسلحة، و جهاز الامن و المخابرات.
كل الذي تستطيع عمله هو إنهاء وجود هؤلاء و إرجاعهم الي وحداتهم الام.
اعتقد القوات المسلحة اصبحت ماعون غير مناسب، و بدأ يضيق شيئاً فشيئ نسبة لعدم رضى الشارع، و الفجوة الكبيرة في الثقة بين الشعب، و الجيش.
برغم سيطرتهم الكاملة علي الجيش، وجدوا انفسهم محاصرين لدرجة تقزم الجيش في دوره ليصبح و كأنه مليشيا تتقاسم النفوذ مع مليشيات اخرى، ذلك إن لم يكن الواقع فإنه الاقرب ليماثله.
اعتقد امام حميدتي، و اسرته فرصة تاريخية لكسب رضى الشعب السوداني بالإنسحاب من المشهد بشكل نهائي سياسياً، و عسكرياً، ليترك المواجه بين الشعب السوداني، و دوائر النظام البائد بشكل مباشر.
حل يبدو صعباً، و مستحيلاً، لكنه الوضع الذي يمكن ان يُعيد الإمور النصاب، و يكسب الثورة زخماً، و بعثاً.
يتبادر سؤال، و ماذا عن دارفور، و توازن القوى هناك؟
يمكن إدراج العنصر القبلي في مليشيا تحفظ الحقوق، و التوازن كإحدى الحركات المسلحة، لتجد مقعداً بالتساوي في ايّ تسوية سياسية، و عسكرية.
طال الزمان او تقاصر، مهمى وسع حميدتي من مظلة طموحه فمصيره الي زوال فأولى له ان يذهب بكرامة، و رضى الشعب.
وجود حميدتي يُعتبر مظلة للكيزان، و حصان يسرجونه، في مواجهتهم للشعب السوداني، و ثورته.
لسان حالهم ( حميدتي دا بنتم بيهو شغل)
لا تجتهد كثيراً عزيزي القارئ، إنها احلام اليقظة، و الحلول غير المعقولة في وضع شاذ، و معقد تزيده الحلول الطبيعية، و المنطقية تعقيداً علي تعقيد.
لا تسألني.. من اين اتيت بهذا الصنف، ربما غداً سيكون متاحاً في متناول الجميع!
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق September, 01 2022