كثير ممن التقي بهم علي إعتقاد جازم بأن لولا تفريط الطائفية بشقيها في اول ديمقراطية بعد الاستقلال بإنقلاب عبود ، لم دخل الشعب السوداني إمتهمن الشعب السودانى لعبة ( يا ييدى ، شيلني ) في خياراته بين الحكم الديمقراطي والعسكري. والحقيقة تقال أن طبيعة الطائفية القائمة علي تزكية اسرة او قيادة معينة وجعل كل إمور الحزب تدور حول ترضية القمة ، فهي خاصية كارثية تنذر بأن الحزب لا قيم له وان مصالحة الخارجية ايضا مرتبطة بإرضاء تلك الاسرة.
بدأت معالم إنعدام القيم والتمسك بالديمقراطية في حزب الميرغني في الركض وراء تأييد اول إنقلاب عسكرى ١٩٥٨ حينما ارسل علي الميرغني إبنيه محمد واحمد بعد يوم واحد من الانقلاب لقصر عبود لتقديم فروض الولاء والطاعة مما أمن لهم مقعدين وزاريين كبيرين في الحكومة . لن يقف الترهل الفكرى وغلبة المصالح الذاتية لاسرة الميرغني علي اهداف الحزب وقيمه عند هذا الحد بل تعداه الي مشاركة داخل الحزب الواحد لحكومة العسكرى جعفر نميرى وكان يسمي أنذاك ( بالاتحاد الاشتراكي ) . ومشاركة احمد الميرغني في القيادة السياسية للإتحاد الاشتراكي تُظهِر تماما بأننا امام ظاهرة إستغلال المريدين لمصالح خاصة بالاسرة ولا علاقة لها بأى تركيبة او هيكلة حزبية . ويختصر دور بعض ما يسمي بالمستنرين داخل هذة المنظومة علي إظهار عدم الرضاء بالمشاركة فقط لا في مراجعة ومحاسبة قيادة الحزب علي اسسس فكرية واضحة . ويبدو ان ظاهرة تحكم مصلحة الاسرة في الحزب سوف تكون ملازمة له في كل مراحل تاريخه حتي مصافحة الميرغني للبرهان ومشاركته في مبادرة تغليف الانقلابيين في ثوب المبادرات الوطنية والتي يطرحها الطيب الجد. فها هو يكررها مرة ثالثة مع اعتي الديكتاتوريات في تاريخنا ولا يكتفي هذه المرة بالمباركة فقط بل يهب ولده لكي يكون مساعدا لمجرم دولي إرتكب إبادات جماعية عرقية ضد شعبنا في دارفور وجبال النوبة. ولا يدرى احد من العالمين كيف تحول الميرغني من مقاتل للديكتاتورية في لمح البصر الي سفير للبشير في سمسرة إتفاق الشرق ٦..٢ لكي يدخل مزيد من ضعاف النفوس امثال موسي محمد احمد واسامة سعيد وضرار الي قصر الطاغية. والخطاب الذى القاه في بمناسبة عودته من مهمة رمي سلاح المقاومة للشرق لصالح مرتكب الابادة الجماعية ما زال يرن في أذني وكأنه القاه بالامس فهو ينفش فيه ريشه بصوت جوهرى: نحنا بنتكاتل في شنو ؟؟؟. ليحكي ايضا كيف ان البشير ارسل إليه طائرة خاصة لاتمام الاتفاق وانه من الممتنين. فحينما تسمع لهذا الخطاب وتستصحب معك إتفاقية القاهرة والشرق وإدخال إبنه مساعد البشير ، فإنك حتما تجد نفسك امام شخصية وحزب له آثار مدمرة على شعبنا في زحفه المقدس نحو الحكم الديمقراطي منذ إنتخابات ١٩٥٣ . وان هذا الدمار قد تحول الى عدوى أصابت جزء كبير من الاحزاب السياسية التي بنت فكرها علي التمسك بالديمقراطية وخلقت طبقة من إنتهازيي السياسية والاكلين من كل الموائد ومنهم ابناء الميرغني نفسهم والتوم هجو وإبراهيم عدلان وبخاري الجعلي ومحمد المعتصم حاكم وحاتم السر واللذين لا هم لهم سواء مكاسبهم الذاتية ولو كانت في قصرنا المحتل. وهاهي بعض الحركات المسلحة التي هي معية الانقلابيين تبرر إنتهازيتها من صفحات تاريخ المرغني خالي القيم والتمسك بالديمقراطية وتعبر نفسها : ومَا أَنَا إِلَّا مِنْ غَزِيَّةَ إِنْ غَوَتْ... غَوَيْتُ وَإِنْ تَرْشُدْ غَزِيَّةُ أَرْشُدِ
لقد حفظ الميرغني وحزبه وابنائه ومن خلفهم من الانتهازيين مكانهم مع فاقدو التمسك بديمقراطية شعبنا وبنشر سياسة الانتهازية وتغليب المصالح الذاتية عن طريق إستغلال الدين .
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق August, 14 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة