و تشحب الوانهم ان موت المناضل موت القضية اعلم سر احتكام الطغاة الى البندقية ملحمة التاسع عشر من مايو ٢٠٢٢م و مليونيتها التي امتدت بين العاصمة و الاقاليم، ظاهرتها مليونية الحادى و العشرين من مايو ٢٠٢٢م التي ارتقى فيها شهيد جديد ، لتؤكد ان الاحتجاج المنظم اصبح سلوكا شعبيا راسخا، و ان الوعي قد تحول الى قوة مادية لا يمكن ايقافها و التحايل عليها. فلا الآلية الثلاثية قادرة على تهبيط العصابة و تعويمها، و لا التسوويين قادرين على هزيمة الوعي المتجسد اصرارا و تحديا يسير في شوارع المدن الثائرة، و لا القمع المفرط قادر على تغيير المعادلة ومنع الجماهير من تحقيق اهداف ثورتها في النهاية. فالنتيجة الحتمية هي هزيمة الانقلاب الذي فشل و شبع فشلا. فالواضح ان محاولة انقاذ العصابة من المازق الذي ورطت نفسها فيه، تسير بتنسيق عالي بين اطرافها و توزيع متقن للادوار. فمن ناحية السلطة ترتفع عقيرة ممثليها بطلب الحوار، و في نفس الوقت تواصل قمعا غير مسبوق، يطور اساليبه الاجرامية يوما بعد يوم، و يعدد تكتيكاته الامنية من تغيير لنمط مواجهة التظاهر، و حتى توسيع دائرة الاعتقالات لتشمل مؤخرا قادة الحزب الشيوعي العائدين من دولة جنوب السودان، في تهديد مباشر و محاولة لكسر الجهود الرامية لصنع مركز موحد لاسقاط العصابة. اما المجتمع الدولي ممثلا في بعثته التي تقود عملية الهبوط الناعم و تحاول فرض حوار غير مباشر مع القتلة، فيواصل الزعم بأنه يعمل من اجل استعادة الديمقراطية، و تصدر بعثته بيانا ردا على الحزب الشيوعي الذي اتهمها بالعمل على الافلات من العقاب، تؤكد فيه أن هذه التهمة غير صحيحة و لا دليل عليها ، و في نفس الوقت تنادي بحوار مع القتلة حتماً لن يقود الى تقديمهم للعدالة، لأنه يمثل اعترافا بهم كسلطة أولا، و لانه يستلزم تقديم تنازلات من جميع الاطراف ثانيا ، و لأنه لا يمكن ان يلغي طرف من الخارطة ثالثًا. و سلوك المجتمع الدولي و تنسيقه مع العصابة الحاكمة لا تخطؤه عين، يعززه مسلك القوى التسووية التي بدأ بعض اقطابها الاعتزاز بانهم هبوط ناعم، في تلاعب بالمصطلح الذي جوهره الحفاظ على التمكين و خصوصا الاقتصادي، كما بدأ بعض الاسطوريين من منتسبيها يبشرنا بإسقاط الانقلاب عبر التفاوض، في حين ان التفاوض لن يؤد الا الى شراكة جديدة مع العسكريين المجرمين انفسهم. و هذا السلوك يؤكد ماظللنا نردده من ان هؤلاء التسوويين مع الشراكة و إن انحنوا لعاصفة اللاءات الثلاثة في عنفوانها. فهاهم يحاولون مجددا استخدام دماء الشهداء و استبسال الشارع وقودا للتفاوض. و هذا بالطبع هو موقفهم الحقيقي منذ البداية، و الآن فقط اعلنوه. كنا نعلم يقينا انهم مع التسوية و ضد الثورة، كيقيننا بأن هذا الموقف سوف يفضح قريباً. فهم يتساءلون عن طريق لاسقاط اللجنة الامنية غير التفاوض، دون ان يوضحوا كيف يمكن ان يسقطها التفاوض الذي يستلزم تقديم تنازلات لها!!! و لنتأمل هذا النوع من التفكير الخرب و المتآمر!!! جماهير شعبنا تسير في درب الآلام، و تتعلم يومياً كيف تنتصر، و تدرك كل يوم أكثر كيف تحول جهاز الدولة الطفيلي الى عصابة جريمة منظمة متمكنة في قيادة كل الاجهزة الامنية و العسكرية، ذات مصالح مترابطة توضح هويتها الطبقية، لا سبيل لتعافى البلاد منها الا عبر ثورة مستمرة تقتلعها من جذورها، تظل جذوتها مشتعلة حتى الانتصار التام، متمسكة بموقفها الوضئ الرافض للتفاوض و الشراكة و المساومة أو اعطاء أي شرعية للصوص القتلة. و قوموا الى ثورتكم يرحمكم الله!! ٢٢/٥/٢٠٢٢
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 05/22/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة