لماذا ندعوا لليسار الديمُقراطي الجديد في السُودان ..(1) كتبه نضال عبدالوهاب

لماذا ندعوا لليسار الديمُقراطي الجديد في السُودان ..(1) كتبه نضال عبدالوهاب


05-15-2022, 02:05 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1652619907&rn=0


Post: #1
Title: لماذا ندعوا لليسار الديمُقراطي الجديد في السُودان ..(1) كتبه نضال عبدالوهاب
Author: نضال عبدالوهاب
Date: 05-15-2022, 02:05 PM

01:05 PM May, 15 2022

سودانيز اون لاين
نضال عبدالوهاب-USA
مكتبتى
رابط مختصر





كنت وللذين تابعونا قد كتبت سلسة مقالات عن اليسار الديمُقراطي الجديد في السُودان وضرورة وجوده ، وقدمت نقداً لتجربة اليسار التقليدي والراديكالي "المُتطرف " في السُودان ..
سأبدا ومن خلال الفترة المقبلة بإذن الله وقادم ما نكتُب في توضيح لماذا ندعوا لليسار الديمُقراطي الجديد في السُودان ..
مُقدمة ضرورية:
هنالك للأسف كثير من تغبيش الوعي قد تم لمفهوم اليسار عموماً ، وظل المنتمين للفكر اليساري في موضع إتهام مستمر من قبل القوي اليمينية والتي تمثلها مجموعات الإسلاميين والسلفيين والتكفيرين والأحزاب الطائفية وبعض قوي أحزاب الوسط والخصوم السياسين المختلفين في البرامج والتفكير السياسي عن اليسار التقليدي والقديم والذي ظل ولسنوات طويلة تمثله احزاب الشيوعي السُوداني وبعض الأحزاب الإشتراكية والعروبية من بعث وناصريين وغيرهم مع أختلاف فكرها وبرامجها وقيادتها السياسية .. ولعل بسبب عدم وجود ديمُقراطية مُستقرة ومُستدامة في السُودان ومع سيطرة القوي اليمينية والطائفية والتقليدية مع قلة الوعي والتعليم وإنتشار الجهل والخُرافة والدعاية المُضادة لم تظهر القوي اليسارية كقوي جماهيرية لتحتل موقعها الطبيعي في أوساط الشعب السُوداني مما يسمح لها بالوصول للحُكم عبر الإنتخابات الديمُقراطية أو حتي توسع دائرة نفوذها الجماهيري كقوي لايُستهان بها تعمل علي حركة التغيير وتطور السُودان وتقدمه ..
و لتوضيح لماذا ندعوا ليسار ديمُقراطي جديد في السُودان يستطيع أن يحتل مكانة جماهيرية وشعبية كبري ومرموقة وطبيعية وسط بنات وأبناء الشعب السُوداني ويكون له تأثيره الفاعل داخل البلاد ، ينبغي علينا أولاً توضيح لماذا فشل اليسار القديم ولمدة تفوق السبعين عاماً من التحول لقوة بارزة وذات شعبية في أوساط الشعب السُوداني ..
كنت قد كتبت عن اليسار التقليدي والقديم المتمثل في الحزب الشيوعي السُوداني والاحزاب العروبية كالبعث والناصريين ، وأوضحت أنهم وبغض النظر عن محدوديتهم الجماهيرية والشعبية إلا أن أهم الأسباب التي تدعوا لتجاوزها هو فشلهم في التجديد أو مخاطبة الواقع أو حتي اي محاولة للإصلاح تؤدي لقبولهم وتحولهم لقوي كبري تستطيع أن تسيطر علي الحُكم ديمُقراطياً أو حتي إتساع دائرة نفوذها الشعبي وتأثيرها ..
المتغيرات التي حدثت في العالم منذ نهاية الثمانيات وإنهيار النظام الإشتراكي والإتحاد السوفيتي ودول اوربا الشرقية ألقت بظلالها علي كلما هو "شيوعي" ، وذات الأمر مع إختلاف النسبة والتأثير حدث لأحزاب البعث نسبة للتغيير الذي تم في سوريا والعراق بغض النظر عن أنها جميعها أحزاب شمولية الفكر ذات أرضية تصلح للديكتاتوريات ونظام الحزب الواحد مثلها والأحزاب الشيوعية .. لذلك فحتي اليسار الذي تمثله هو يسار شمولي "ديكتاتوري" وليس يسار ديمُقراطي لا يؤمن بالتعدد والأراء المختلفة وتسيطر عليه فكرياً سيادة الطبقة و الطائفة و العِرق والقوميات .. لذلك فهي جميعها أحزاب "مُنغلقة" ولا تحمل طبيعة الديمُقراطية التي تؤمن أول ما تؤمن بالتعدد والإختلاف والمُغايرة والإنفتاح ..
في السُودان ظل الحزب الشيوعي السُوداني هو الممثل الأكثر تأثيراً في نماذج اليسار مقارنة بالعروبيين والبعث والناصريين ، وله تجربة سياسية طويلة ، ولعل وجود المنظومة الإشتراكية والنظام الشيوعي العالمي والأممي كان له الدور الكبير في ظهور تأثير الحزب الشيوعي السوداني ، إضافة لدوره الكبير والبارز له ولكوادره في مقاومة الإستعمار في فترة التحرر الوطني ونيل الإستقلال ، ثم بعد ذلك دوره ونضالاته مع بقية القوي السياسية في مقاومة الديكتاتوريات العسكرية المختلفة ، علي الرُغم من دعمه هو نفسه لها في مايو والتي أصبحت سبباً في إنقسام الحزب نفسه ، ثم مالبس أن إتخذ الحزب ذات الوسيلة العسكرية والإنقلاب وبدلاً عن النضال الجماهيري والثوري للإستيلاء علي السُلطة مخالفاً مبادئ العمل الديمُقراطي وما ظل يطرحه هو نفسه في برنامجه و وثائقه الداخلية والعامة .. ثم فشلت حركة الإصلاح الداخلي والتجديد لأصرار الحزب علي المُضي في طريق "الماركسية" ومفهوم "الصراع الطبقي" مما نتج عنه خروج العديد من المؤمنون بالديمُقراطية والتجديد والإصلاح من بين صفوفه ..
هنالك قضيتان مركزيتيان ظلت سمة لولوج العديد من كادر العضوية للحزب الشيوعي السوداني كمُحفز جاذب لهم وأنتماءهم له ، وهما قضيتي العدالة الإجتماعية والديمُقراطية .. فمعظم الباحثين عن العدالة الإجتماعية وتحقيق الديمقراطية في السودان أنتموا له إما مباشرة وأصبحوا أعضاء فاعلين أو تعاطفوا معه وأيدوا برنامجه السياسي وتحالفوا معه خاصة في حركة الطلبة والعمال والمزارعين و بعض المهنيين و صغار الموظفين والمثقفين والنساء والشباب ، فدعوات التحرر والديمقراطية والعدالة الأجتماعية تظل جاذبة لكل المؤمنين بالتغيير والتقدم في السُودان ..
ولكن هل نجح الحزب الشيوعي السوداني في دعوته للعدالة الإجتماعية في السودان بمفهومه الماركسي و حصرها في مسألة الصراع الطبقي ؟؟ ، وهل نجح في مسألة الديمُقراطية ، وهل الدعوة والعمل من أجل العدالة الإجتماعية والديمقراطية في السودان لا تأتي إلا من داخل اليسار القديم ؟؟ هذا ما سنحاول الإجابة عليه في قادم ما نكتب عن دعوتنا لليسار الديمُقراطي الجديد في السُودان ..
يتواصل ..
نضال عبدالوهاب
15 مايو 2022



عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 05/14/2022



عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 05/14/2022



عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 05/14/2022