لمن سيصوت المهاجرون من العرب والمسلمين في الانتخابات الرئاسية الفرنسية ؟ كتب عبير المجمر (سويكت)

لمن سيصوت المهاجرون من العرب والمسلمين في الانتخابات الرئاسية الفرنسية ؟ كتب عبير المجمر (سويكت)


04-07-2022, 04:22 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1649344958&rn=0


Post: #1
Title: لمن سيصوت المهاجرون من العرب والمسلمين في الانتخابات الرئاسية الفرنسية ؟ كتب عبير المجمر (سويكت)
Author: عبير سويكت
Date: 04-07-2022, 04:22 PM

03:22 PM April, 07 2022

سودانيز اون لاين
عبير سويكت-فرنسا
مكتبتى
رابط مختصر




الانتخابات الرئاسية الفرنسية أصبحت على الأبواب، و الجميع يترقبها، لما لها من أهمية، و أثر و تأثير فى حياة الفرد من مواطنى فرنسا منمختلف الثقافات و الأديان، و فرنسا تعتبر من أكثر البلدان الحاضنة لجاليات من ثقافات متنوعة و مختلفة، و نسبة المهاجرين فيها عاليةجدا، الأمر الذى يسلط الضوء بشكل كبير على قضايا الهجرة و المهاجرين، خاصةً ذوى الأصول العربية و الإسلامية لما تحمل قضاياهم منخاصية، و هم يمثلون قرابة ال ٨ مليون من ٦٧ عدد سكان فرنسا الكلى تقريبًا .


الانتخابات الفرنسية سوف تعقد في جولتين : الأولى بتاريخ العاشر من ابريل، و الجولة الثانية بتاريخ الرابع و العشرين من تاريخ أبريلالجاري، و قد شملت قائمة المرشحين ما يقارب ال ١٢ مرشحًا بينهم أربع نساء و ثمانية رجال، لكن بناءًا على الاستطلاعات يظهر ان الرئيسالفرنسي الشاب إيمانويل ماكرون المنتهية ولايته، و المحسوب على تيار الوسط حزب (الجمهورية إلى الأمام)يتصدر القائمة، تليه مرشحةأقصى اليمين مارين لوبان، وجان لوك ميلانشون مرشح حزب فرنسا التي لا تنحني (اليسار الراديكالي).


قضايا الإقتصاد التى تؤثر على الوضع المعيشي لكل فرد تعتبر من أهم القضايا التى تشغل الساحة الفرنسية ، أيضا قضايا الهجرة التىتتأثر بها فرنسا إيجابيًا و سلبيًا فى ذات الوقت، فكما يرى البعض ان الهجرة قديما أثرت على فرنسا إيجابيًا، يرى جانب أخر فى الهجرةمؤثر سلبى على اقتصاد الدولة، و مرهقة لخزينة المالية العامة، و فى المقابل غير منتجة.
كذلك يرى آخرون فى الهجرة أنها بمثابة الغزو الثقافي و الاستعماري لدولة عظمى كفرنسا، و عظمتها تتمثل فى تاريخها و مبادئها التىناضلت من أجلها، و دفعت فى مقابلها الغالي و النفيس من ارواح بشرية، و ليست مستعدة للتنازل عنها باى شكل من الأشكال، و من أهمتلك الركائز (العلمانية)، لا مجال للمساس بها فهى نتاج ثورة فرنسية تاريخية أصبحت نموذج يحتذى به عالميًا، و شعاراتها الثلاثة تستهوىالعقول و القلوب .

فى ذات الوقت هناك شريحة ترى فى الهجرة انها قضايا متاجر بها من قبل بعض الاحزاب لتغطى على ضعف برنامجها الرئاسي ، وافتقادها لمشروع اقتصادي تنموى فعال.

فى ذات السياق قضية الامن و الأمان تشغل بال الكثيرين، خاصةً بعد ما شهدته فرنسا من حوادث و هجمات ارهابية و متطرفة على حدوصف البعض.

من زواية اخرى هناك من يرى فى موضوع تناول الارهاب و التطرف بشكل واضح و متكرر فى الانتخابات كنوع من الفزاعات للترويجللاسلاموفوبيا .

فى ذات الصدد هناك من يرفض تصنيف الاصوات الناخبة لأصوات عربية و إسلامية، و يرون فى ذلك عدم اتساق مع مبادئ الجمهوريةالفرنسية وركائزها التى لا تصنف الاصوات الناخبة بناءًا على الثقافة و الديانة، فى المقابل أطراف اخرى ترى ان هذا ليس تصنيفًا و لاتمييزًا ، و لا حتى فرزًا للكميان بقدر ما هو محاولة لفهم و متابعة قضايا شريحة مهاجرة ذات خاصية، و بما ان بعض السياسات مالتلتسليط الضوء اعلاميا و سياسيا سالبًا علي قضايا ربطت بهذه الشريحة سلبًا او إيجابا .

يصعب التكهن إلى من ستذهب اصوت العرب والمسلمين المهاجرين في فرنسا خلال الانتخابات الرئاسية؟نسبةً لعدم اتحاد الصفالإسلامي، ما بين عرب و افارقة قد توحدهم الديانة الاسلامية لكن تفرقهم صناديق الاقتراع كل حسب رؤيته و البرنامج الانتخابي الذى يلبىحاجته و متطلباته، كما ان الاصوات العربية الإسلامية فيما بينها متباينة و غير موحدة، بين جزائرين و مغاربة ظهرت خلافات و انشقاقاتفيما بينهم، و صراعات تحت الطاولة حتى فى من يدير المساجد و كيف تدار ، و عليه يصعب التكهن بمرشح أوحد للمسلمين و العرب.

ايمانويل ماكرون الرئيس المنتهية ولايته كانت معظم الاصوات الإسلامية العربية قد صوتوا لصالحه فى الانتخابات الرئاسية السابقة لأسبابعدة : منها الإيمان بمشروعه المطروح من جانب، و من جانب أخر تجنبا لليمين المتطرف الذى راى البعض آنذاك فى خطابه عداء تجاهالمهاجرين و الاسلام على حد وصفهم.

لكن خلال العامين الماضيين صدرت بعض التصريحات من ماكرون حللها البعض سلبيا، و بناءًا على تحليل البعض رأوا فى مواقفه تغييرًاسلبيًا تجاه الاسلام و يتذكرون مقولته( الإسلام يعيش فى أزمة)، هذه المقولة فهمها البعض بطريقة سالبة، بينما تعاطى البعض الأخر معهبطريقة عادية، و لم يرى فيها استهدافا سلبيًا للإسلام و المسلمين.

و فى ظل هذه الأحداث و المتغيرات يظل الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته ماكرون ، هو صاحب الحظ الأوفر للفوز بولاية رئاسية ثانية نسبةًللأسباب الآتية :

-نجح ماكرون فى تنفيذ جزء لا يستهان به من برنامجه الإقتصادى ، و ان كان التنفيذ جزئى فالقراءة الواقعية تقول ان الإصلاح الإقتصاديلا يأتى بالضربة القاضية و لكن شيئًا فشئ.

-خبرة خمس سنوات فى إدارة الدولة كفيلة بان تدعمه لجولة ثانية، فقد تمكن من معرفة دهاليز السياسة الدبلوماسية و السلطة الداخليةوالخارجية، و تجلى ذلك فى أدرته للمناظرات، و مؤتمراته الداخلية و الدولية، و الفعاليات المهمة.
-القدرة العالية على الإقناع أثناء المناظرات،
و هذه نقطة إضافية تسنده فى المناظرات، فى المقابل يوخذ على أقوى صوت لمنافسيه فى أقصى اليمين مارين لوبن ضعف القدرة علىالإقناع أثناء المناظرات التلفزيونية .
-مواقفه تجاه الحرب الروسية على أوكرانيا، حيث تمكن من اتخاذ مواقف سياسية حكيمة قوية و مرنة حسبت لصالحه حيث أثبت انه رجلدولة، أجرى عدة مكالمات هاتفية تعامل فيها بحزم و مرونة فى ذات الوقت مع الرئيس بوتين، من اجل إيجاد الحل السلمى، و توفير حلولإنسانية، و إيجاد ملاذات و ممرات أنسانية آمنة للمدنيين، بينما مارين لوبن يحسب عليها موقفها من بوتين و روسيا بشكل عام .
-فرنسا برئاسة إيمانويل ماكرون تترأس الإتحاد الأوربي منذ يناير و لمدة ستة شهور تمكن من خلالها ماكرون صاحب المشروع و الفكرالموالى لاوربا من توحيد الصف الاوروبي فى عديد من المواقف أبرزها : الحرب الروسية الاوكرانيا، بينما منافسته مارين لوبن يؤخذ عليهاأنها مع الانسحاب من الاتحاد الأوروبي.

-تمكن ماكرون نسبيًا من تحسين العلاقات الفرنسية الاميركية، و علاقة طيبة مع بايدن، بإلاضافة لوحدة الصف فى الاتحاد الاوربي الذىترأسه فرنسا مع آمريكا فيما يتعلق بقضايا مختلفة منها حرب روسيا اوكرانيا.

-قضايا البيئة و قضايا المرأة حيث إستضافت فرنسا موخراً فعاليات مختلفة لمناصرة قضايا البيئة و المساواة للمرأة.
-تمكن ماكرون من تحسين العلاقات الخارجية مع الدول العربية و الإسلامية مثل الإمارات العربية المتحدة و المملكة العربية السعودية الأمرالذى يصب فى مصالح فرنسا سياسيا، تجاريًا، اقتصاديًا، كما يمكن ان يطمئن الفرنسيين ذوى الأصول العربية و الإسلامية.
-سياسيا أحتضان شخصيات سياسية من أصول مختلفة و هكذا تبرز الحاضنة الماكرونية بالمتعددة ثقافيًا و هو أمر مطمئن لبعض الشرائحالتى قد تشعر بالاستهداف نسبةً لخطابات سياسية معينة.
-محاولات ماكرون فتح صفحة جديدة مع افريقيا، و مع الشباب الأفريقي و المجتمع المدنى، بدلًا من العلاقات السابقة التى كانت تصغىفقط لأصوات الحكام الافارقة، و استضافت ماكرون لفعاليات مهمة كالقمة الفرنسية الأفريقية بأسلوب مختلف عن المعهود، ادار فيه ماكرونالقمة بكل شجاعة باسلوب حوار المكاشفة و المصالحة.
-تمكن فرنسا الصمود فى فترة الجائحة الصحية كورونا التى عصفت بالعالم بأجمعه و كانت بمثابة اختبار عسير للعالم بأكمله، و صمدتفرنسا بقيادة ماكرون و سياسات تكافلية.

و الجدير بالذكر ان اليسار بالرغم من خطابه السياسي الذى يُظهر تعاطفًا مع المهاجرين و قضاياهم، و مدافعًا عن المسلمين ، إلا انبرنامجه يوصف بعدم الواقعية تارةً ، و تارةً اخرى يؤخذ عليه عدم القدرة على الموازنه فى ان لا يكون خطابه منحازًا بطريقة كبيرة لقضاياشريحة معينة، بينما يبتعد كل البعد عن قضايا الشرائح الاخرى بل و يهضم حقوقها او تطلعاتها ، و بذلك يخسر أصوات الاغلبية العظمى،بالإضافة الى انشقاقات و انقسامات فى وسط اليسار حالت بينه و الفوز فى الانتخابات ، و باعدت بينه و بين الاليزيه، بالإضافة لتجربة اخررئيس منتخب له فرانسوا هولاند الذى فشل فشلًا ذريعًا.


نواصل للحديث بقية


عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 04/06/2022


عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 04/06/2022


عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 04/07/2022