يَدَّعِى زهداً في السُلطة و الواقع يقول بل شَغِفَاً بها

يَدَّعِى زهداً في السُلطة و الواقع يقول بل شَغِفَاً بها


02-17-2022, 01:06 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1645099589&rn=0


Post: #1
Title: يَدَّعِى زهداً في السُلطة و الواقع يقول بل شَغِفَاً بها
Author: عبدالعزيز وداعة الله عبدالله
Date: 02-17-2022, 01:06 PM

12:06 PM February, 17 2022

سودانيز اون لاين
عبدالعزيز وداعة الله عبدالله-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



نبدأ اولاً بالحديث الشريف: ( لا يزال المرء يتحرى الكذب حتى يُكْتَب عند الله كذابا) و : (آيات المنافق ثلاث, إذا حدَّث كذب, و إذا أُؤتمن خان, و إذا عاهَدَ غَدَر) فالذي يكذّب و يخون و يغدر لا يُعْتد بما يقول. و كلام(سعادته) عن زهده في الحُكْم لا يقبله عقل وليد, فالرجل ينسي انَّه المسؤول الاول مِن مجزرة فضَّ الاعتصام و قطْع خدمة الانترنت حينها, فالمجزرة كانت امام قيادته العامة و لم تكن في حلايب و شلاتين, و اعترافهم بالتخطيط و التوجيه و أنْ حدث ما حدث بكمية مهولة من العتاد و الاسلحة و(الرجال) كان محاولة يائسة للانقضاض على الثورة و الانفراد بالسُلطة. و قد قال(سعادته) في جمْع من العسكر( و يوتيوب يحتفظ بالمقطع) بلهجة حادة : ( نحن وصيين رغم أنف كل زول, نحن وصيين على وحدة السودان, وصيين على بناء السودان)
و أليس(سعادته) مَنْ قام بانقلاب عسكري حينما اقترب موعد تسليمه رئاسة مجلس السيادة الانتقالي للمدنيين و زجَّ بشركائه المدنيين في السجون, بأبشع غدْر؟ و على ذلك فلن يستقيم عقلاً ما يزعمه و قواته التى منحها حق بطش و قمع و تقتيل و اعتقال وتكميم افواه المطالبين بتنحيته مستمرٌ , فلو أنَّ الرجل بالفعل زاهد في السلطة لَمَا احتاج أنْ يقول ذلك حيث تكفيه بضع دقائق لإعلان استقالته و تسليم نفسه للعدالة. و قد عزا(سعادته) ما دفعه للانقلاب العسكري للاختلافات بين المكونات المدنية, و هذا امر طبيعي و مقبول في التنظيمات المدنية , امَّا ما هو غير طبيعي و مرفوض جدا فهو الاختلافات في المكونات العسكرية, فكل جيوش دول العالَم واحدة موحدة لا تتوقع ان تجد فيها ضابطاً برتبة (فريق) لم يكمل تعليمه الاولي كما قال هو بنفسه .
و في انقلابه الغادر زجّ بشركائه في السجون, و زعَمَ بأنه يهدف للإصلاح و تشكيل حكومة كفاءات خلال اسبوع و بقية هياكل الحُكم خلال اسبوعين, و عليه فإنَّ كل ما قاله ويقوله (سعادته) لا أكْثر مِنْ كلام ليل يمحوه النهار. و ما كفاءاته التى وعدنا بها ما هي إلاَّ أمثال حاكم الاقليم ذاك الذي يحسب (البرهان)من اسماء الله الحسني, او نائبه بالرتبة العسكرية الرفيعة صاحب المقولات التى يتناقلها اطفال المدارس, و حينما يتحدَّث هؤلاء الثلاثة و رابعهم(بتاع المالية)لم نعد نعر ما يقولون اهتماما بل في المقابل نأمل في إعادة قصص محمود الكذاب و الرجال البلهاء للمقررات الدراسية.
و (سعادته) مُحِبٌّ للسُلطة و سعى لها منذ وقتٍ بعيد, الامر الذي أهَّله ليكون في لجنة أمن النظام البائد, و قبْلَها كان معتمَداً لمحلية نرتيتي بدارفور و رئيسا لحزب المؤتمر الوطني فيها كما أكَّد ذلك دكتور امين حسن عمر, و تحدث ايضا عبدالواحد محمد نور عنه وكان ملازماً أول بمدينة زالنجي و كيف اسَرَته قوات عبدالواحد و اطلق سراحه و عن غدره بهم. و قد كان مُلْتَزِما بتدريب و تسليح (مجاهدي) الدفاع الشعبي(كما يظهر ذلك مقطع فيديو) .
و المدنيون يدفعون الآن ثمن الخطأ الجسيم الذي وقعوا فيه بمخالفتهم لقول المناضل الراحل على محمود حسنين بعدم إشراك لجنة أمن النظام البائد في مؤسسات الفترة الانتقالية, بل كان مِن الاصوب معاملتها كجزء اصيل من النظام البائد, و مِن ثم, على اقل تقدير تسريحها, فلماذا اللوم على(سعادته) و قد تُرِك له جَمل الثورة بما حَمَل, مستحوذا على كل السلطات في أبشع دكتاتورية ما بلغها الرئيس المعزول, فقد تساهل المدنيين و تفريطهم في سلطاتهم استأثر (سعادته) و جماعته بالسلطة, فقد تنازل المدنيون لسعادته و جماعته بملف السلام كما تنازلوا عن رئاسة اللجنة الاقتصادية بشكل سخيف, مع أنَّ كل ما يُذْكَر به حمدوك أنَّه اقتصادي زراعي.
لقد ثار الشعب و اطاح بنظامٍ له مِن العسكريين و المدنيين ما ليس عند(سعادته) . و ظنَّه أنَّ عمليات القمع و اعتقال الرموز الوطنية و محاولات تكميم الافواه مثل الخطاب الفاضح الموَجَّه لصحيفة الجريدة سوف تُمَكِّنه مِنْ تحقيق نبوءة أبوية مزعومة مردود عليه . و نقول أنَّ دولة الظُلْم لا تدوم, و أنْ عاجلاً أم آجِلاً فالقِصاص في الدنيا لا فكاك منه. و نختم بما قاله الشاعر: لا تجزعن فكل والٍ يُعْزل ...و كما عُزِلتَ فعن قريب يُعزل .. إن الولاية لا تدوم لواحد ...إن كنتَ تنكره فأين الاول.. و كذا الزمان بما يسُرَّك تارة... و بما يسوئك مرة يتنقل.



عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 02/16/2022


عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 02/16/2022



عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 02/16/2022