الرد على الاسطوانة المشروخة من المحللين الاستراتيجيين ..!

الرد على الاسطوانة المشروخة من المحللين الاستراتيجيين ..!


12-21-2021, 12:46 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1640087161&rn=0


Post: #1
Title: الرد على الاسطوانة المشروخة من المحللين الاستراتيجيين ..!
Author: عبد المنعم عثمان
Date: 12-21-2021, 12:46 PM

11:46 AM December, 21 2021

سودانيز اون لاين
عبد المنعم عثمان-السودان
مكتبتى
رابط مختصر





لاشك عندى ان المشاهدين والمستمعين الى تحليلات المحللين الاستراتيجيين فى كافة القنوات المحلية والدولية حول مايحدث فى السودان من استمرار لثورة متفردة حتى على المستوى العالمى , لاشك فى انهم قد ملوا ، بل وحفظوا عن ظهر قلب ، الاسباب المتكررة التى يوردها اولئك المحللون عن عدم جدوى المظاهرات ، وان الحل يكمن فقط فى الانتخابات "الحرة النزيهة " التي يجب التعجيل بها لأيضاح الثقل الحقيقي للجهات التى اثبتت الانتخابات الماضية فى تاريخ السودان انها تمتلكها ، وبالتالى يثبت ايضا ان من يتقدمون المظاهرات لايملكون ذلك الثقل ولذلك يعتمدون على التظاهرات التى لاتمثل كافة الشعب لكسب غير مستحق شعبيا ! وهو كلام قد يبدو وجيها لأول وهلة ، وهو فى الحقيقة يمثل رغبة دفينة لدى هؤلاء ومن يمثلونهم لأعادة عقارب الساعة الى ماقبل ثورة ديسمبر ، او على الاقل لفترة ما قبل الانقاذ . ذلك لأنه فى حالة الاستجابة الى هذا الطلب اللعين ، سيقفز الى المقدمة سؤال مهم جدا ،وهو : اذن لماذا حدثت ثورة ديسمبر واستمرت لثلاث سنوات وهى ترفع نفس الشعارات : سلام .. حرية .. عدالة ، ودون كلل او ملل برغم التضحيات بالارواح الشبابية ؟ ففي الاجابة عليه يكمن السر فى ما يعتبره محللو العودة الى عهود السرقة والفساد بجميع اشكاله وانواعه ، الحل الامثل لمايعتبرونه عراكا لامعنى له !
فأولا :وكما ذكرت فى مقالات سابقة ، فان الثوار لايريدون بالفعل انتخابات مبكرة ، وقد وضح ذلك جليا فى رغبتهم فى مد الفترة الانتقالية بأكبر قدر من الزمان ، وذلك لأصلاح مشكلة السودان الكبرى والتى جعلته لايتقدم خطوة الى الامام ، ان لم يكن قد تأخر خطوات ، من بعد الاستقلال وحتى اليوم ، الا وهى مشكلة تكرار الانقلابات العسكرية فى ما عرف بالدائرة الشريرة ، والتى لاتحتاج نتائجها المدمرة الى ارجاع النظر . غير ان اهم تلك النتائج هى ان ظلت التركيبة الاجتماعية كماهى من تفش لامراض القبلية والجهوية والتخلف المعرفى بما جعل من يطالبون اليوم بالانتخابات المبكرة ، هم الذين يكسبون الجولات الانتخابية حتى بعد الانتفاضات التى لم يتح لها الوقت والقيادة الجادة لاصلاح مايمكن اصلاحه حتى يستقيم ميزان الانتخابات كدليل فعلى على اختيار الشعب . الغريب فى الامر ان الاستعماريين قد فطنوا الى هذا المعنى عندما وضعوا فى دستور الفترة الانتقالية التى سبقت الاستقلال ماسمى بدوائر الخريجين ، التى اعطت الخريج الحق فى صوتين : احدهما فى دائرته الجغرافيه مثله مثل كل المصوتين فى هذه الدوائر والآخر فى دوائر الخريجين ، محدودة العدد ، لتمييزه المعرفى عن بقية المصوتين . وبدلا من ان تسعى الحكومات " الوطنية " المتعاقبة لتوسيع هذه الدائرة ، فانها على العكس من ذلك ، عمدت الى الغاء تلك الدوائر الشريرة من وجهة نظرهم ، بل والغاء نتيجة ماحدث من جرائها بطرد من دخلوا البرلمان نتيجة لها !!والسبب الواضح لتلك الاجراءات هو ان من دخلوا نتيجة تلك الدوائر قد اوضحوا قيمة ان يكون النائب على تلك الدرجة من الوعى فى نفس الوقت الذى جعلوا فيه الحكومة فى وضع لاتحسد عليه . واليوم يريد الداعون الى الانتخابات مبكرة ان لايحدث اى اصلاح لبنية المجتمع من خلال التنمية الاقتصادية والاجتماعية الحقيقية بحيث تختفى آثار القبلية والجهوية وعدم الوعى ، خصوصا وان نفوذ تلك الجماعات لايزال كماهو سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ، وهو ما يضمن عودة الانقاذ من خلال تلك الانتخابات " الحرة النزيهة " شكلا ! ويقال للثورة " كأننا يابدر ....."
ثانيا : من ضمن المكرر في احاديث المحللين قول الحق الذى يراد به الباطل : ان المكون المدنى قد ظل فى السلطة طوال اكثر من عامين من غير ان يسعى الى تحقيق الاصلاحات التى يتحدثون عنها . وهذا امر فيه الكثير من الحق الذى لابد من الاقرار به ، وذلك برغم بعض الانجازات الطفيفة وبرغم ان المكون العسكرى لم يفعل طوال تلك المدة غير العمل على تخسير ما كان المكون المدنى يحاوله فى سبيل الاصلاح. وكما ذكرت سابقا ايضا فاننى اعتقد ان المكون المدنى قد سلم مهامه تماما للمكون العسكرى ، وبذلك فقد منح المحللون ومن يمثلونهم كرتا رابحا يستخدمونه دائما فى الرد ، فيقولون : لماذا لم يقم المكون المدنى بدوره الذى تطلبونه فى شعاراتكم وقد كانت السلطة بين يديه ؟! ولذلك جاءت شعارات مظاهرات الثوار ذات اللاءات الثلاث :الا عودة لماقبل 25 اكتوبر بمشاركة العسكر والمدنيين الذين لم يقوموا بواجباتهم التي يذكرها المحللون ومن قبلهم وبعدهم الثوار .
ثالثا : لقد حان الوقت للتخلى عن بعض التعريفات المعممة من مثل : المكون العسكرى والمكون المدنى ، خصوصا بعد وضوح الرؤيا وفرز الكيمان الذى جعل بعض الثوار يطردون بعض ممثلى المكون المدنى من الموكب الاخير ، وهو موقف لانؤيده ، ولكنه يدل على وعى جماهيرى بمن يمثل شعارات الثورة حقيقة وبمن هو معنا مرحليا . فمن استمر وصفه بالمكون العسكرى ، هو بقايا اللجنة الامنية للنظام السابق ، وبرغم ترحيب جزء من القوى المدنية بما سمى انحيازه للثورة ، الا انه ظل المرة تلو الاخرى يبرهن على انه انحياز تكتيكى فى سبيل انجازهدفه الاستراتيجى بعودة النظام القديم . ولذلك الآن ، وقد رفع الثوار شعار اللاءات الثلاث وعلى راسها لا لوجود العسكر فى السياسة كليا ، فلابد من الايضاح بصورة قاطع للمعنى . لأننا بتوضيح ان المعنى هو قادة الجيش الذين يستغلون مسألة الضبط والربط والنظم العسكرية الاخرى لينفذوا مطامعهم الشخصية او الجماعية بأسم الجيش الذى يحمل نفس التكوين الاجتماعى للشعب ، وبالتالى فانه لايكون كتلة صماء بأى حال ، والدليل هو وقوف عدد من ضباط الرتب الوسيطة والجنود فى خندق المنتفضين والثوار المرة تلو الاخرى وضد القادة المستغلين ، اقول انه بمثل هذا التوضيح فاننا لن نصر على التحالف والمضى فى مشاركة السلطة مع من يدعى المكون العسكرى الذى اتضح دوره ووضعه حيال الثورة ، وفى نفس الوقت يظل باب الثورة مفتوحا للتحالف مع ثوار القوات النظامية جميعا لأنجاز شعارات الثورة وعلى رأسها توحيد الجيش ليقوم بواجباته الطبيعية المعروفة فى كل النظم الديموقراطية ، مع الحفاظ على حقوق من فيه كاملة غير منقوصة . وينطبق نفس الامر على صفة المكون المدنى .فهنا لابد من ايضاح الفروق بين تكوينه قبل الثورة واثناءها والآن . وكذلك كما ذكرت عديد المرات فى مقالات سابقة ، بان الحديث عن وحدة شاملة لايمكن ان يكون له محل فى القاموس الثورى . فمن ناحية سيظل النظام الانقاذى ممنوع من المشاركة على الاقل فى المرحلة الانتقالية التى من واجباتها القيام باصلاحات تكون مستحيلة ان لم يفكك النظام القديم " صامولة صامولة " بحسب قول الثائر وجدى . ولا يمكن القبول بأقوال بعض الاسلاميين الذين تسللوا الى مواقع السلطة عبر اتفاقيات خاطئة ، بانه لابد من وحدة شاملة . ومن ناحية اخرى هناك من التحق بركب الثورة فى محطته الاخيرة وقد بدا انهيار النظام ، ولكنه بتكوينه الاجتماعى لايستطيع موصلة المسيرة عندما يدخل تطبيق شعارات الثورة الى جحر مصالحه ، وهذا هو التفسير للجلجة مواقف البعض ووقوف بعض آخر الى جانب الانقلاب . وبالتالى ففى مراحل الثورة المختلفة، وهى تسير الى تحقيق كامل شعاراتها فى سبيل خلق سودان جديد، لن تظل وحدة تكويناتها كماهى . وهنا لابد من لفت نظر الثوار الى ضرورة تغيير تكتيكاتهم ومواقفهم حسب هذه المراحل ، فالان يجب التركيز على ازالة مشاركة العسكر فى السياسة الى الابد ، وفى هذا لاتتناطح عنزان اذ ان الكل يرغبون فى تنفيذ هذا ، خصوصا بعد التجربة المريرة التى مر بها بعض افراد المكون المدنى فى قحت ، الذين كانوا يظنون ان مشاركة العسكر ستضمن لهم البقاء فى السلطة لحماية مكاسبهم الشخصية والطبقية . ومن بعد هذه المرحلة يكون التركيز على تطبيق مبادئ الديموقراطية التى تضمن جوا معافا من الحريات يجعل التنافس الحر النزيه ممكنا .
ورابعا : وأخيرا ، فانه من الواضح لغير المحللين واشياعهم ، ان تغيير كبيرا قد حدث بالفعل فى وعى جماعير الشعب السودانى عند وبعد ثورة ديسمبر المتفردة يلاحظه كل ذى بصر وبصيرة ، بما سيجعل الداعين للانتخابات المبكرة من اصحاب الافهام والتحليلات الثابتة يلعنون اليوم الذى دعاهم لطرح فكرة الانتخابات من الاصل . ولعل ماحدث ويحدث فى لقاءات قادة من كانوا يعرفون باصحاب الثقل الجماهيرى فى مناطق ثقلهم الماضى ، لعل فيه الدليل الناصع على التغيير الذى حدث والذى سيعود بالحقوق الى اصحابها المستحقين . وغدا لناظره قريب فى تاريخ الشعوب .


عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 12/20/2021



عناوين المواضيع المنبر العامبسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 12/20/2021



عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 12/20/2021