أغرب ما يردني من تساؤلات لا أدري إن كانت بريئة أو وراءها شيءٌ في نفس يعقوب والله أعلم بمافي القلوب ، هو كل إستفهام ينتمي إلى شكل ومحتوى السؤال البيزنطي : ( وماذا بعد موكب 19 ديسمبر ؟ ) .. الإجابة المنطقية بطبيعة الحال هي الإستعداد بكل حماس وعزيمة وصبر للإنتصار عبر موكب 25 ديسمبر ، لكن طبعاً ما يريدهُ بعض ( الأذكياء المُحبطين من تنامي كافة مؤشرات عدم إستكانة الشارع ) أن يُشيروا إليه من وراء ستار : أن هذه المواكب المتتالية لن تُفضي إلى نتيجة ، لأن السلطة والقوة والإمكانيات بيد الإنقلابيين ، يقصدون بذلك بلا حياء ( إستضعاف ) الشعب السوداني وتقزيمهُ أمام آلات القمع التي جندلها وإنتصرعليها على مرَّ تاريخُهُ المُضيء ، هم يتوقَّعون أن هذا الشعب الجسور سيختم يومياته النضالية بهزيمةٍ أمام أضعف وأفشل وأغبى إنقلاب يمر على السودان في تاريخه القديم والمعاصر ، حتى الهزيمة يا هؤلاء تحتاج من أُمتنا السودانية الباسلة إلى الكثير من الشرف والإفتخار والقليل من الحُزن النبيل ، فشعبٌ مثل شعبنا لو طرق باب الهزيمة والإستكانة للطغيان ( لا قدر الله ) ، فلن يدلُفها عبر إستسلامه لأمثال البرهان وحميدتي والتوم هجو وجبريل وبقية الرويبضة الذين يُراهنون على حُكم شعبٍ قال لاءاته الثلاثة وإنصرف إلى ثورته المجيدة مٌستغرقاً في معاركها الساطعة بأروح الشهداء والزاهية بدماء الجرحى و تضحيات المفقودين والمُطاردين والمنفيين في أراضيه الطيبة وخارجها.
نعم هذا ما أستغربه من أسئلتهم وإستفساراتهم ، أما أسئلتي لهم وليتهم يستغربون ، هل تظنون أن الطُغمة الإنقلابية الآثمة وبما يحدث الآن في شارع الشرف النضالي قادرة على حكم السودان و فرض سلطتها على شعبه الثائر ؟ ، هل سيحكم البرهان وحمدوك شعباً يمقتهُم ويهتُف ضدهم آلاء الليل و النهار عبر هذه المليونيات التي يُنهيها سوى تحقيق المطالب والحصول على الأماني المستحقة لأولئك الشابات والشباب الذين يجب أن يُقر الجميع بما فيهم قوى الحرية والتغير وتجمع المهنيين وبقية الأحزاب السودانية التي تعاني الشيخوخة المُبكرة بعدم إنتمائهم لهم وإنتفاء إنضوائهم تحت قوائم عضويتهم ؟ ، وأن ما يحدث الآن مُجرَّد (تحالف مصلحي وتكتيكي) سينتهي أمرهُ بمُجرَّد إنقضاء الفترة الإنتقالية أو ربما قبل إنتهائها ، هذا السودان جميعهُ ( وبلا مُحاصصة ) للشباب الذين خرجوا إلى الشوارع غير مُنقادين ولا مُغيَّبين ، ينشدون التغيير بمعناه القيِّمي والأخلاقي والمبدئي تحت سقف دولة مدنية خالصة وتحت شعار ( حرية / سلام / عدالة ) ، لا حزب لهم ولا إنتماء لهم على الأقل حتى هذه اللحظات التي ما زالت تخُط أسطرها دماءهم الغالية في صفحاتٍ مُشرِّفة من البسالة والعزيمة والإصرار ، أما الإنتصار فهو بين أيديهم ولن يكون لغيرهم ، ولا مناص ولا سبيل لنا غير السير على خطاهم وخلفهم ، هُم بإختصار من يملكون تشكيل مستقبل هذه البلاد لأنها لهُم .
<هيثم الفضل.jpg>
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 12/19/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة