سودان مصطلح يعني أرض السود في غرب افريقيا. وهو مصطلح صنعته عصابات هكسوس عموريين وتركمنغول ومعهم بربر الذين احتلوا اسبانيا والبرتغال حتى 1492 وأطلقوا على مستعمرتهم في شبه جزيرة ايبيريا اسم الاندلس. ومصطلح سودان صنع للإشارة لمناطق صيد الرق في غرب افريقيا تمييزا عن اقاليم شمال افريقيا والتي أطلقوا على شعوبهم مصطلح بيضان ليكون مقابل سودان.
في عام 1820 أي قبل 200 سنة لم يكن يوجد كيان اسمه السودان في جنوب وادي النيل. كان جوار جنوب مصر ثلاث أقاليم منفصلة ومستقلة وهم 1. إقليم الشمال والشرق وأهله أقرب لمصر والسعودية وشمال اثيوبيا واريتريا و2. إقليم كردفان ودارفور وأهله أقرب لتشاد وليبيا وافريقيا الوسطي و3. إقليم ما بين النيلين الأبيض والأزرق والبحيرات النيلية وأهله أقرب لأوغندا وكينيا والكونغو وغرب اثيوبيا.
قرر محمد علي في عام 1820 صناعة مستعمرة خاصة له ولأبنائه في جنوب وادي النيل تستخدم لجلب ذهب ورقيق ومحاصيل لتمويل نظام احتلاله لمصر. ولتكوين قوات حرب لنظامه تكون بديلة للمماليك الذين حاربهم وقضي عليهم قرر محمد علي شراء مرتزقة من الفولاني مستعمري شمال نيجيريا المحتكرين صيد الرقيق في كل أقاليم غرب افريقيا والموردون الوحيدون للرقيق للبربر في شمال.
وبالفعل قامت عصابات فولاني مستجلبة من نيجيريا بغزو وإخضاع أقاليم جنوب وادي النيل الثلاثة ودمجهم في كيان واحد كمستعمرة تتبع محمد علي شخصيا وليس لها ارتباط بمصر. وأطلق على المستعمرة المدمجة اسم السودان للتأكيد على سيادة وسلطة سود غرب افريقيا على أقاليم جنوب وادي النيل الثلاثة وخدمتهم لمحمد على وابناءه. وكون بذلك محمد علي قوات الجهادية كحرس خاص وللحدود.
وازداد العنف ونشطت عمليات نهب مختلف الموارد الطبيعية وصيد وتوريد الرق من أقاليم جنوب وادي النيل التي صارت مستعمرة السودان. وساعد جلب الرقيق في انتشار زراعة القطن والقصب والمخدرات في مصر وتصدير الرقيق للأقاليم المجاورة وازدادت موارد اسرة محمد علي سريعا ونشطت شركات يهودية في مصر وزادت اطماعهم وخططهم في اغراق اسرة محمد علي في الديون ونهب موارده الجديدة.
وفي عام 1854 استطاع دي لسبس إقناع محمد سعيد باشا بحفر قناة السويس وقام بمنح شركة فرنسية برئاسة دي لسبس امتياز حفر وتشغيل القناة لمدة 99 عام. استغرق بناء القناة 10 سنوات (1859 - 1869)، وساهم في عملية الحفر ما يقرب من مليون عامل أغلبهم من الرقيق مات منهم أكثر من 120 ألف أثناء الحفر نتيجة الجوع والعطش والأوبئة والمعاملة السيئة. وتم افتتاح القناة عام 1869
وكان مشروع قناة السويس بتكلفته المالية الباهظة الخدعة الكبرى التي نجحت في توريط اسرة محمد علي في الديون التصاعدية والاستيلاء على كل موارد الاسرة الداخلية ومن مستعمرة السودان. وهذه الديون الجهنمية كانت البوابة الواسعة لتدخل الشركات والبنوك اليهودية في إدارة والاستيلاء على مستعمرتي مصر والسودان من اسرة محمد علي. ولهذا الغرض اقام اليهود في بريطانيا وفرنسا شراكة مع بنك خاص لأسرة بارينج ومنهم ايفلين بارنج الذي صار لورد كرومر نتيجة منح الهدايا والرشاوي للأسرة المالكة في بريطانيا.
في نفس الفترة كان العالم يشهد تصعيد لحملات وضغوط أوروبية وامريكية لمنع صيد والاتجار بالعبيد وكان ذلك خطر على الشركات والبنوك اليهودية الدائنة لأسرة محمد علي. وقامت الجمعية البريطانية والأجنبية لمكافحة الرق وهي منظمة خيرية دولية غير حكومية يقع مقرها في لندن تأسست عام 1839 وحاربت العبودية إلى حد كبير في الإمبراطورية البريطانية. ونتيجة لتصاعد حملات وانتقادات وضغوط شعبية ضد ممارسة الرق قررت الشركات والبنوك اليهودية التدخل المباشر في مصر لحماية ايراداتهم من الرق ودعم الموردين السودانيين
بضغوط ورشاوي لأسرتي فكتوريا إدوارد اليهودية (1837 - 1901) وبمقدار أقل لنابليون بونابارت (1852 - 1870) والجمهورية الفرنسية الثالثة اليهودية (1870 - 1940) نجح الدائنون اليهود في الحصول على موافقة بريطانيا وفرنسا لتعيين مندوبين لهم يكون عميلهم كرومر هو الأقوى لإدارة الدين علي أسرة محمد علي. وصار كرومر مندوبًا لصندوق الدين المصري 1877. وكانت تلك البداية لتحويل مصر من مستعمرة خاصة لأسرة محمد علي إلي مستعمرة للشركات والبنوك اليهودية تحت غطاء بريطاني.
بدء كرومر في الاعداد للاحتلال مصر بتدبير ودعم من الشركات والبنوك اليهودية. ولهذا الغرض ساعد كرومر احمد عرابي لتحدي الخديوي ثم دبر مذبحة الإسكندرية لتكون مبرر لتدخل عسكري بريطاني للاحتلال عام 1882. تم تعيين كرومر بعد الاحتلال مندوبًا ساميًا ومعتمدًا للاحتلال البريطاني. وواصلت الشركات والبنوك اليهودية نهب مستعمرتي مصر والسودان بشراسة وخاصة الرق.
أدار كرومر عصابات ضد حملات جنرال تشارلز جوردون لمحاربة الرق. واستخدم كرومر تمويل وعصابات الزبير رحمة أكبر صائد وتاجر رقيق في اشعال المهدية بواسطة السودانيين ولجلب المزيد من غرب افريقيا لدعم السودانيين الذين جلبهم محمد علي عام 1820. هذا الخليط يحتل جنوب وادي النيل حتى اليوم. والسودانيين يحتكرون السلطة والثروة والجيش والدين والمليشيات والأحزاب والاقتصاد والقضاء والإعلام ولا يقبلوا بحكم الشعب أو في قيام دولة وطنية ويرتكبون مجازر ويفتنون القوميات ويستعدونهم ضد بعض وضد شعوب الجوار https://wp.me/p1TBMj-1Kehttps://wp.me/p1TBMj-1Ke
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 12/20/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة