دائرة القمع تتسع، لكن الصمود أوسع

دائرة القمع تتسع، لكن الصمود أوسع


11-20-2021, 07:38 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1637433498&rn=1


Post: #1
Title: دائرة القمع تتسع، لكن الصمود أوسع
Author: د.أحمد عثمان عمر
Date: 11-20-2021, 07:38 PM
Parent: #0

06:38 PM November, 20 2021

سودانيز اون لاين
د.أحمد عثمان عمر-الدوحة-قطر
مكتبتى
رابط مختصر




السلاح يا هو السلاح
اصلو ما بيهزم قضية
عمرو ما جمل قباح
البنادق لما تفتح نارها في صدر المناضل
ينفتح في الليل صباح
و الرصاصة بتنهزم لما القلوب العامرة بالحب تبتسم و تغني للموت و الجراح
تماما كما هو متوقع، لم تكتف العصابة الحاكمة بقتل الشهداء في مواكب ١٧ نوفمبر و إنكار قتلهم في مؤتمر الشرطة الذي كان فضيحة كاملة الدسم، بل بدأت في توسيع دائرة قمعها و التمسك به كوسيلة وحيدة ، منذ وقوع الانقلاب الكاشف عن الإنقلاب المؤسس الذي قامت به لجنة الإنقاذ الأمنية في ابريل ٢٠١٩م. و هاهي اليوم تقوم بإخلاء مركز شرطتها في الشعبية بحري و تحرقه، و تسارع بالولولة الإعلامية في القنوات الفضائية، متهمة الثوار بالخروج عن السلمية، توطئة لتشديد القمع و توسيع دائرته، و تكريس الاستباحة التي عانت منها منطقة الشعبية و المزاد في الأيام الماضية، و التي شملت اقتحام البيوت و ضرب المواطنين بدون فرز داخلها، و إلقاء عبوات الغاز المسيل للدموع فيها ، بل و إلقائه حتى في المساجد. فهي تخطط لإستخدام هذا الحدث المفتعل، لإضافة القمع الناعم للقمع المباشر عبر القوانين المقيدة للحريات، و فتح بلاغات جنائية ملفقة ضد الثوار، لمزيد من التخويف بغرض كسر الإرادة.
و الواضح أن هذا التكتيك لن ينجح في كسر إرادة الشارع السوداني ، و سوف يفشل كما فشل القمع المباشر ، و هو دلالة على ذلك الفشل. لكن يجب عدم الاستهانة به، لانه ينقل حالة العنف لمستوى اعلى، يعكس مدى يأس الانقلابيين، و تصميمهم في نفس الوقت على السير في هذا الطريق الوعر، على أمل أن يجدوا من يبرر التسوية بحقن الدماء مجدداً و وجوب إنهاء المواجهة.
فالهجوم على بحري بالذات، جاء كردة فعل على المستوى المتقدم من الوحدة الذي وصلت له لجان مقاومتها، و الذي تجلى في قدرتها على تنظيم فعالياتها النضالية و ختام مواكبها بقراءة بيان سياسي واضح ، يرسم ملامح التناقض الرئيس، و يرفض المساومة و الشراكة و إضفاء أي شرعية عبر التفاوض.
هذا الإدراك و الوعي الثوري ، لم يداخله اي ضباب أو عدم وضوح رؤية يحاول البعض تسويقها تحت ضرورة الوحدة لإسقاط الانقلاب، حتى مع دعاة التسوية و التمسك بالوثيقة الدستورية المعيبة.
فبكل تاكيد الوقت وقت وحدة و تركيز على التناقض الرئيس و تاجيل للتناقضات الثانوية لهزيمة العدو المشترك (اللجنة الأمنية للإنقاذ)، و لكن هل التناقض مع شركاء العدو الرئيس و من يدعون للشراكة معه ثانوي؟
من يصر على الشراكة مع العدو الرئيس، و يرفض إلاعتراف بخطئها ، و يتردد في رفضها جملة و تفصيلا و الاصرار على عدم العودة إليها، هو في معسكر العدو و التناقض معه رئيس و ليس ثانوي. التناقض يصبح معه ثانوي فيما إذا كان الصراع و الاختلاف معه حول قضايا ثانوية، لكن اذا كان الخلاف معه حول القضية المركزية ( مدنية خالصة ام شراكة مع العسكر )، فالتناقض معه رئيس، لانه حول شكل الدولة الذي يدار تحت سقفه الصراع حول التناقضات الثانوية.
من لا ينتقد الشراكة و يرفض العودة إليها بصراحة و وضوح، غير جاد في إسقاط العسكر.
و هذا الوضوح ، يغاير الموقف الذي ابدته قوى الحرية و التغيير (قحت) في بيانها الاخير و لا يتطابق معه. فبيان ( قحت) حوى الغاما تتمثل في أن رفض التفاوض و الشراكة و عدم الشرعية مقصور على السلطة الانقلابية و من يقبعون في كابينة القيادة، مما يتيح المجال للإستمرار في الشراكة مع عساكر آخرين! كذلك المطالبة مقصورة على عودة الحكومة المدنية الشرعية فقط، لا بناء دولة مدنية خالصة لا شراكة فيها مع العسكر!! و لهذا الفرق كبير بين موقف الشارع الذي تمثله لجان المقاومة بعامة و لجان بحري بخاصة وموقف (قحت).
فبيان (قحت) شبيه بالتصريح المنسوب لوزيرة الخارجية في حكومة د. حمدوك، من حيث عدم التركيز على نقد الشراكة السابقة صراحة، و الاصرار على عدم العودة إليها مع أي عسكري، و بناء دولة مدنية خالصة، حيث ترك الباب مواربا للشراكة مع عساكر آخرين.
لكن موقف (قحت) الجديد بكل تاكيد يشكل خطوة متقدمة على الموقف السابق المنادي علنا بالعودة إلى الشراكة و التمسك بالوثيقة الدستورية، و لكنه غير كاف و يحمل في ثناياه الاستعداد للنكوص و التخلي عن الشارع، لانه بوضوح ناتج عن ضغط هذا الشارع و تماسكه، و صمود لجان المقاومة.
لذلك المهمة الآن تتقوم في تمتين و تكريب عمل لجان المقاومة، و توفير حماية شعبية لها عبر احتضانها و تكوين لجان ظلها، و الاستعداد لتقديم العون القانوني لافرادها و منسوبيها و كل الثوار بشكل مؤسسي، و فضح مخطط الانقلابيين ضدها على نطاق اعلامي واسع، و تسريع وحدة كافة اللجان في العاصمة القومية و الأقاليم و خلق مركزها القيادي الموحد، و التشبيك بينها و تجمع المهنيين غير المختطف و لجان تسيير النقابات و أسر الشهداء و منظمات المجتمع المدني، حتى يتكامل العنصر الذاتي في جبهته الثورية القادرة على منازلة الانقلاب و هزيمته.
و قوموا إلى ثورتكم يرحمكم الله!!
٢٠/١١/٢٠٢١


عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 11/20/2021


عناوين المواضيع المنبر العامبسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 11/20/2021


عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 11/20/2021