في السياسة هنالك مثل متداول عام وهو: (ان في السياسة ليس هنالك اصدقاء دايمين كما ان ليس هنالك اعداء دايمين), اي ان تحت اي ظرف و لحظة يمكن ان تتغير المعادلة و الكفة السياسية. احد المنظرين السياسيين وهو (السيد هانس مورقانتوا) اشارة الى ان السياسة هي الصراع من اجل السلطة . في مقالة بعنوان: ( الساسة ما بين الامم ) استطرد الى ان السياسة تحكم الرجل في عقلية و تفكير وتصرفات اناس اخرين. لا يخفى على اي متابع للساحة السياسية السودانية اليوم تورط المكون العسكري الانقلابي في عملية ايجاد وجه مدني يشرف على تشكيل حكومة مدنية تجد الرضاء من المجتمع الدولي الشي اللذي يساعد الجنرالات لكي يجلسون وراء الكواليس لادارة المشهد السياسي, اي يريدون رئيس وزراء لتكوين حكومة تعرف في العلوم السياسية (بالوزة العرجاء). هذا الاتجاة من قبل العسكر بمفاوضة الدكتور عبدالله حمدوك لتشكيل هذة الحكومة اقر بة الجنرال الانقلابي البرهان في اخر تنوير اعلامي لة . هل يقبل الدكتور عبدالله حمدوك بتشكيل حكومة الوزة العرجاء هذة ؟, ولما لا؟. ليس فقط اليوم تسلط الاضواء من قبل العسكر على الدكتور عبدالله حمدوك لقيادة حكومة مدنية ففي السابق سعى الجنرال المخلوع عمر البشير بكل قوة في اقناع الدكتور عبدالله حمدوك حيث ارسل الدكتاتور وفد تلو الاخر في السابق لاقناع الرجل لكي يقوم با الاشراف على تشكيل هذة الحكومة المدنية, هاهو الجنرال برهان اليوم مع مجموعتة الانقلابية تقوم بنفس الاتجاة الرامي لاقناع الرجل لتشكيل الحكومة المدنية. يعلم العسكر جيدا بان للدكتور حمدوك قبول دولي واسع و يؤمنون بامكانية الرجل الواسعة باجراء التحول الديمقراطي في السودان . اهم شي يميز الدكتور حمدوك هو نظافة الرجل من اي شبهة فساد و هذا ما يعجب المجتمع الغربي بة. نعم بالتاكيد اليوم يسعى الانقلابيين في الخرطوم وبكل قوة للمحافظة على التقدم اللذي احرز في السابق بخروج السودان من العزلة الدولية و تدفق المساعدات الى السودان بشكل ملحوظ. الدكتور عبدالله حمدوك يعلم جيدا بان هؤلاء الجنرالات اللذين استولوا على السلطة اياديهم ملطخة بالدماء وتحوم حولهم شبهات فساد كبيرة و ان اي اتجاة ان يضع الدكتور حمدوك يدة مع هؤلاء الانقلابين يعني انة قد انزلق مع هؤلاء الجنرالات في دوامة سفك الدماء و الفساد الكبير اللذي تضلع فية الان. لا اعتقد ان اي رجل رشيد يمكنة انة يهلك نفسة بهذة الصورة!, سيتمعن الدكتور حمدوك بكل دقة لعواقب مساعدة هؤلاء الانقلابيين بايجاد شرعية لانقلابهم المشؤوم هذا لانه يعلم بان التاريخ و الاجيال القادمة لن ترحمة في هذة الخطوة الرعناء ان اقدم عليها. فمن المستحيلات اليوم ان يقبل الدكتور عبدالله حمدوك تكليف العسكر لتشكيل هذة الحكومة المشؤومة. نعم العسكر الانقلابيين بالنسبة لحمدوك هم اصدقاء الامس و اعداء اليوم و صدقة النظرية السياسية بان ليس هنالك اصدقاء دايمين كما ليس هنالك اعداء دايمين, لهذا من المؤشر القوي ان يلتف الدكتور حمدوك حول حاضنتة قوة الحرية و التغيير المركزية لان المؤشر على الارض يدل على انها هي اللتي لها السيطرة على الشارع السوداني اليوم و انا غدا لناظرة قريبا. و انها ثورة حتى النصر... الصادق جادالله كوكو - الولايات المتحدة الامريكية – فيرجينيا...
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 10/29/2021