تحية لعطبرة من عطبراوي كتب عن قطارها المشحون دوماً بالثورة والثوار . زماناً بعيداً

تحية لعطبرة من عطبراوي كتب عن قطارها المشحون دوماً بالثورة والثوار . زماناً بعيداً


10-01-2021, 07:55 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1633114524&rn=0


Post: #1
Title: تحية لعطبرة من عطبراوي كتب عن قطارها المشحون دوماً بالثورة والثوار . زماناً بعيداً
Author: عمر الحويج
Date: 10-01-2021, 07:55 PM

06:55 PM October, 01 2021

سودانيز اون لاين
عمر الحويج-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



تحية لعطبرة من عطبراوي كتب عن قطارها المشحون دوماً بالثورة والثوار . زماناً بعيداً .
***
القطار الثاني : قصة قصيرة. 1964م
بقلم / عمر الحويج
من مجموعتي القصصية( إليكم أعود وفي كفي القمر)

***
خريف.. بلا مطر دائماً هكذا، منذ أن أصبح نبت الصغار هذا، يجري، ويلعب.. لم تستجب السماء لأغنيتهم -يا مطيرا.. صُبِّي لينا- قال أحد عواجيز القرية، وهو من القلائل الذين رأوا ذلك العالم المجهول خلف ثنية الجبل، التي يظهر منها، ويختفي فيها، القطار، قال ذلك العجوز.. إن الله غاضب، لأن الناس هناك لا يطيعون أُولي الأمر منهم!!.
لا غيوم تحجب أشعة الشمس، فانعكست متوهجة حمراء، على الأرض الحجر، من بعيد يلمع شريط السكة حديد، لا أحد يستطيع الاقتراب منه، حتماً ستملأ خياشيمه، رائحة شواء منبعثة، من أطرافه المحترقة، احتمى الصغار بشجرة حراز مخضرة -بعد الليالي العاصفة، تجمع فتيات القرية وقودها المتكسر- أطفال هذه القرية، خطف الفقر والجوع، براءة الطفولة من على وجوههم. على أجسادهم الهزيلة، ربما أسمال بالية، أو لاأسمال البتة، أقدامهم عارية شققتها صخور الجبل الحادة.
هذا النهار، يشعرون أن انتظارهم قد طال أمده.. رغم أن -جاد الرب- قال لهم أنه متأكد، أن هذا موعده.

***
أهوووو.. جا.. جا: يصرخ بها جاد الرب "مُش قلت ليكم؟"، يتوقف الصغار عن الحركة، يصيخون السمع.. هم لا يثقون في الصدى كثيراً.. ولكن تأكدوا، إنه هو.. القطار، حين انطلقت صافرته، الثانية.. طويلة، مدوية. قفز كل منهم قفزتين في الهواء.. صرخ بعضهم طرباً.. ورقص البعض الآخر، كل على طريقته. جروا، وجهتهم، شريط السكة حديد. أصغرهم طفل عارٍ، يتعثر في حفرة، يقع.. يصرخ باكياً، يتوقف الآخرون.. يرفعونه، يمازحونه.. يحاولون إضحاكه، ينسى.. يضحك معهم.. يواصلون ركضهم، طفل آخر.. تشوى قدميه الرمضاء الحارقة.. يصرخ مستغيثاً، يتوقف أكبرهم، يحمله على ظهره.. وإن بدا ساخطاً، فهو أبداً لم يحوج الكبار، لأن يحملوه يوماً ما. أولاد الزمن!!، رددها هكذا، وهو يواصل الركض.. القطار يقترب.. قطار بلا دخان. أكبرهم عاصر عهدين: قاطرات الدخان، ثم هذه الملونة!!.. وبلا دخان. هكذا يردد أمامهم، وهو يدق صدره.. مقلداً الكبار.. اعتزازاً.
عجلات القطار، تلتهم الشريط التهاماً في سرعة.. بل في قسوة.. الأيدي.. الصغيرة، تمتد.. تتعالى صيحاتهم، يخنقها ضجيج عجلات القطار، وهدير عرباته، وأيدٍ خشنة.. وأيدٍ ناعمة، تخرج من نوافذ القطار.. يتساقط الخبز وبعض بقايا أكل.. و.. والقطار يبتعد، يتوارى خلف الجبل.. والأيدي الصغيرة ما زالت تلتقط نصيبها من على الأرض القذرة بفعل بصاق الركاب.. ونفاياتهم.

***
شجرة الحراز.. وعيدان القمح اليابس التي تهتز تبعاً لاتجاه الريح.. الصغار: يحمل كل منهم نصيبه في يده.. الأفواه الجائعة تمضغ، بلهفة. أصغرهم.. تبحلق عيناه في شيء.. أحمر، لزج، يسيل بين يديه، ينظر إليه، في خوف. وفي رغبة جارفة، يشمه!!.. ولكن لم يجد له رائحة يعرفها من قبل، وإن تكن هنالك رائحة.. ببطء، وبطرف متردد من لسانه.. يتذوقه.. تتملكه النشوة، والدهشة، معاً.. يتقافز فرحاً.. طعمه حلو، طعمه لذيذ.. يخفيه بكلتا يديه.. يجري، وجهته بيوت القرية المندسة في حياء، وربما في وجل، تحت سفح الجبل. من بعيد جاءتهم صيحاته الجذلى.. عاوز أوَرِّيها أمي!!، ضحكات الآخرين.. تلاحقه.. إنها تجربته الأولى، وإن.. لن تكون الأخيرة. قبل أن يتوارى عن أنظارهم. تتوقف ضحكاتهم.. ترتسم علامات الدهشة، يتبادلون نظرات الشك والارتياب، وقبل أن تنطق شفاههم.. ومن خلف ثنية الجبل البعيدة، يظهر لهم القطار.. الثاني، لم ينتظروا، ليفكروا كثيراً. حينما رأوا بأم أعينهم، بياض العربات التي تركت الجبل خلفها.. بعضهم أخذ يلتهم بسرعة ما بقي معه، وآخرون دسوا ما في أياديهم داخل فجوة في قلب شجرة الحراز المجاورة، صنعوها خصيصاً لمثل هذه الطوارئ.. وأسرعوا وجهتهم شريط السكة حديد.

***
من خلف زجاج النافذة بحجرة الخدمات، الملحقة بعربة الصالون الفاخرة، توقف.. تبحلق عيناه في الصغار انتابته قشعريرة.. أحس بألم مر في الحلق.. توجع منه القلب، دمعت منه العين.. كانوا أيضاً صغاراً.. شفتاه ترددان، وبدون إرادته.. وكأنه رجع الصدى، لتلك الأيام البعيدة.. حينما كانوا هم أيضا صغار.. أعطونا نأكل، أعطونا نأكل، ولكن لا أحد يسمعهم.. الجرس يرن.. الجرس يرن ثانية، يعيده إلى الحجرة الصغيرة، الملحقة بعربة الصالون.. ورحلة الصيف.. وذلك الكبير. والجرس يرن، يقف أمامهم، ولا أحد يلتفت إليه. و.. ذلك الكبير يلوح بكلتا يديه للصغار.. تطول وقفته.. ولا أحد يلتفت إليه.. والكبير لا يزال يلوح بيديه، للصغار، والقطار يبتعد.. القطار الثاني، يبتعد...حينها يلتفت إليه أحدهم "أحضر كوب ليمون مثلج بسرعة".. وبعدها لا أحد يلتفت إليه.. وقبل أن يتقهقر راجعاً إلى حجرة الخدمات، الملحقة بعربة الصالون الفاخر، سمع الكبير يسأل أحدهم.. ماذا ستكتب عنهم؟؟.. رد الآخر.. "حتى الصغار يخرجون لاستقبالنا!!"، وبسمة على شفاه الآخرين.. وعلى القلب أحسّ ثقل، ذلك الجبل.. دخل حجرة الخدمات، الملحقة بعربة الصالون الفاخر ومن خلف النافذة، رأى أشباح الصغار تختفي رويداً، رويداً.. والقطار الثاني، يزيد من سرعته.. وصوت الصغار يأتيه من عميق ماضيه السحيق.. أعطونا نأكل.. أعطونا نأكل.. ولا أحد يسمعهم، فقد ابتعدوا.. كثيراً.
***
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 01/10/2021

  • الشرطة تعتقل طبيب بتهمة إتلاف عربتها التي احترقت في مظاهرات جاكسون
  • وجدي صالح معلقاً على مواكب الحكم المدني اليوم: بدأناها معا وسنكملها معا
  • مجلس الوزراء يُصدر قراراً تضمن موجهات بشأن المحاولة الانقلابية الفاشلة
  • إعلان مظاهرة لنصرة التحوّل الديمقراطي في السودان وحماية ثورة ديسمبر.


    عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 01/10/2021

  • حقيقة الكيزان الركبوا قطار الثورة أمس
  • أنت ثورى ؟ ماتبقى غبى !!
  • مناوي وجبريل يخونان الثورة ودارفور ويتآمرون ـ مع قتلة أهلهم !
  • حقائق جديدة عن صاحب "خزائن الإخوان"
  • ***** مهزلة المجلس السيادي *****
  • صحيفة أمريكية : حمدوك يتقاسم السلطة مع شخصيات (بغيضة) 28/9/2020
  • يا مواطن يا سوداني للمرة الألف والمليون ... بنناشدك ونأمرك أمر ما تبقى ديوث ...!!!
  • انقلاب البرهان....توم منعم
  • ضغوط أميركية وأوروبية للتأكيد على الانتقال الديمقراطي في السودان
  • المؤسسة العسكرية في الدولة المدنية بقلم المحامي معاذ زكريا
  • مجلس الوزراء السوداني يوجه بتحقيق دقيق في «الانقلاب» ويطلب إجتماعاً مع «السيادي»
  • السودان: مواكب حاشدة لدعم الحكم المدني وإصابات وسط المتظاهرين
  • عرفتو الطفي النور منو؟
  • إلى النائب العام، هل تعلم أن وكيل النيابة بربك يكيل بمكيالين يعني جعل للعدالة خيار وفقوس
  • ماهي مواصفات الرئيس المدني الانتقالي؟
  • مقايضة الإرهابيين , بالارهابيين
  • عناوين الصحف السودانية السياسية اليوم الجمعة 1 اكتوبر 2021م
  • القراي يعلق على تصريحات حميدتي.. قراءة مصطفى الجيلي في فيديو من إخراجه
  • كلام حار
  • السودان.. مطالب شعبية بقانون يصنف الإخوان تنظيما إرهابيا
  • هل المطالبة بالإنفصال يعتبر ضرب من العنصرية ؟؟؟...
  • باركو لينا لبس الكمامة في قطر ماعاد شرط للتحرك والحركة
  • الجوكر .. الهكر الذي تحول لأخطر ضابط مخابرات
  • اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ: تسليم داعشيان لمصر (أكاذيب الترابي)
  • البحيري: محكمة شبرا تدين ابن تيمية وتدخل الممرض السجن (متقول)
  • أمن السودان
  • شخصية ود البشري .. ولمن أراد منكم أن يتعرف علي شخصيته!
  • هل ضاعت الفرصة على الفائزين باللوتري؟
  • القبض على سارق متلبس توجد صورة
  • حمدوك لو معاهو بس ضباط إداريين وجهاز شرطة قوي بنقذ البلد
  • هذه المظاهرات وما كان قبلها لا تخدم غير الكيزان

    عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 01/10/2021

  • من حيث لا يدري !!..:عادل هلال
  • ليلة الغدر .. ما أشبه الليلة بالبارحة
  • الأمان الوظيفي والقانوني في القرارات وبناء دولة القانون (1-2)
  • الأعداء خدمونا.. لكن!!
  • ودمدني ..... مدينة الاحلام ( 5 ) عبق التاريخ صدي الذكريات سلسلة ذكريات
  • المرأة والانسان الكامل الجذور الخرافية لتحيز محمود محمد طه ضد المرأة
  • ساسة من القمامة:اسعد عبدالله عبدعلي
  • كل الشوارع سد حاول تقرب جاي تلقانا كالهبباي في لحظة تلقى الرد
  • أدركوا الشرطة قبل فوات الآوان
  • أساليب التوظيف في منطقة الإيقاد : كينيا ، جيبوتي ، يوغندا نموذجاً
  • أغلالُ العبوديةِ الصامتةِ : قصــــة قصيـرة:أحمد محمود كانِم
  • ما بين الوطنية وعشق المحبوبة:بشير عبدالقادر
  • شكراً البرهان رسالتك وصلتنا..
  • فرد العضلات من المكونين المتناقضين على حساب مَن؟
  • نأكل ونشرب شوارع ؟:ياسر الفادني
  • نورالدين مدني:لن يحرقوا إلا أنفسهم
  • لجنة تفكيك التمكين والثوريون: اللهم أحمني من أصدقائي، أما أعدائي فأنا كفيل بهم
  • تحريش جيش لماذا على الوطن والشعب؟!
  • مواكب 30 سبتمبر : الثورة مستمرة
  • أبشر يا وطن :الطيب الزين
  • الشوارع لا تخون:عبد المنعم هلال
  • المضحكات المبكيات تعليقات في السياسة السودانية!.
  • لخالد سلك ووجدي صالح .. الكلمة شرف، ووعد الحر دين عليه. بقلم: إبراهيم سليمان
  • نساء قطر .. ٢٦ كوكبا لقبة الشورى المنتخب
  • التسلح النووي الاسرائيلي يعرض العالم للخطر الشديد
  • قوى المقاومة الإيرانية المركزية وبضع نقاط ! نظرة للتعرف على القوى الفعلية الموجودة في جبهة المقاومة