كما شاهدنا بالأمس الحشود التي دعا لها المكون المدني بتوافد الثوار داخل العاصمة وبقدوم قطار مدني وقطار عطبرة الذي كان سيحدث كارثة أسوأ من التي حدثت أمام القيادة العامة صبيحة الثالث من حزيران قبل عامين إذا كان خبر تخريب القضيب صحيحاً ، فإذا انحرف القطار عن مساره أو اشتعلت فيه النيران او تم إشعالها بفعل فاعل أو تمت محاصرته بمجموعة مسلحة وملثمة في محطة ٍ ما قبل أن يصل إلى وجهته المفترضة ستكون مأساة كبيرة والضحايا هم هؤلاء الأبرياء . شحن الأجواء من قِبل العسكر بالتهديد والوعيد وعدم القيام بواجب حفظ الأمن والسلم الإجتماعي وإظهار القوة العسكرية لإرهاب المدنيين لتغيير مسار الثورة أو إجهاضها والنداء المكثف من المكون المدني للثوار ولجان المقاومة للنهوض والدفاع عن ثورتهم واتخاذ مقر لجنة تفكيك نظام الإنقاذ مكاناً للحشد بديلاً عن القيادة بالإضافة للهتافات والشعارات المضادة لتصريحات البرهان وحميدتي لا تصب أبداً في مصلحة الوطن أو المواطن الذي يدعي الطرفان أنهما الأحق بالوصاية عليه أو التحدث بإسمه ، الشعب السوداني الذي ذاق الأمرين منذ استقلال السودان إلى اليوم أصبح في حالة يرثى لها فقد تم استخدامه واستهلاكه من جميع الأحزاب والعساكر وحركات النضال السياسية والمسلحة طوال خمسة وستون سنة تم فيها تشويشه وتمزيقه واثارته ودفعه للثورة والخروج باستخدام كل أنواع العلل والأمراض النفسية والعصبية والقبلية والمناطقية والعنصرية وكل ألوان الكراهية وما من فتنة في الأرض إلا وقد تمت تجربتها فيه وما أن يستجمع عقله الجمعي ويخرج منطلقاً من القيود ومحطماً صروح الطغاة ويسقطهم إلا ويخرج عليه أصحاب المصالح والأجندة الخفية والمعلنة من قِبَل ِ تجار الثورات وسماسرة الوصايا التسعة والطفيليين والحربائيين والمتقلبين والشهوانيين بالزحف والقفز عليه وعلى انتصاراته ويركبونه متناسين أو متجاهلين الثمن الباهظ الذي دفعه جراء ذلك ، فينغمسون في صراعاتهم البينية وأطماعهم الشخصية مما أحدث حالة من الإحباط الشديد والفصام في العقل الجمعي لهذا الشعب . ما يجري الآن ما هو إلا صراع خفي بين مجموعات مختلفة الأجندة ومتفقة الأهداف او المصالح ( الشخصية ) وما الشعب إلا مجرد وقود يتم إحراقه متى ما كانت هناك حاجة ضرورية له ليظل هؤلاء وأولئك في سدة الحكم لا يسمعون ولا يبصرون ولا يتعظون إلى أن يشعروا بأن هناك من يهدد مصالحهم فيصرخون بأن هلموا وهكذا نمضي ويمضي الوطن في إنتظار محرقة ٍ أخرى لتكرار نفس المشاهد والسيناريوهات والشعارات ، أحداث القيادة العامة يمكن إعادتها بمثل هذه الطرق الطفولية ، فحشد الثوار بعد خطاب البرهان وحميدتي بنداء المكون المدني ما هو إلا مجزرة أخرى يتم الإعداد لها من الأشرار في الجهتين فإذا استجاب العسكر وهذا متوقع حدوثه واحاطوا بالثوار كما فعلت الشرطة اليوم في خبر ٍ غريب لتفريقهم بالقوة بعد أن تركوا زعيم البجا تِرِك يفعل ما بدى له وتحت حمايتهم مرددين أن المسألة مطالب سياسية مشروعة سيجدون أنفسهم في مأزق كبير من الحشود الثورية التي تأتي للعاصمة بإشارة أو نداء من المكون المدني لدعم الحكم الديمقراطي كما يقولون وأما إذا استخدم العسكر القوة رغم كل شيء فهذا ما يريده المكون المدني ويتمنى حدوثه أيضاً لإحكام الحبل حول عنق العسكر فكل التجارب السياسية التي حدثت في السودان حسن النية ينتفي فيها طالما الأمر يتعلق بحبال السياسة وحبائلها وكما علمتنا التجارب فليس هناك حسن نية لا في المكون المدني أو العسكري على وجه الخصوص فهما وجهان لعملة واحدة ، والجانب المدني أيضاً سيستثمر في ذات هذه الدماء ويتاجر بها في كل منصات العالم حتى يجرجر الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ويسعى بل ويطالب بالتدخل الدولي بموجب الفصل السابع هذه المرة للقضاء على العسكر والدعم السريع وكل المنظومة الأمنية التابعة للنظام المباد ويبدأ مسلسل مطاردة الكيزان والفلول في الداخل والخارج وقلب الحياة رأساً على عقب وكله بإسم الشعب ، ياله من شعب ٍ تتراقص أمامه الحيات والعقارب والثعالب والضباع ويحدثونه عن العبور الآمن !! ها نحن الآن ندخل في مرحلة المواكب والحشود والحشود المضادة وقد يخرج علينا حميدتي بشارعه أو البرهان بحشوده المكونة من أنصار النظام السابق والمنتفعين من حكم العسكر ومجموعات المناطق الرمادية وفلول الظل الذين قد يتوافدون من الولايات وبحراسة من الدعم السريع حتى لا يشتت شملها الثوار ولجان المقاومة والمهنيين إن وُجدوا وهنا أيضاً قد يحدث احتكاك يسيل فيه الدم أو أسوأ .
عبدالماجد موسى/ لندن ٢٠٢١/١٠/١
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 30/9/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة