ولا زال مخطط الإنقلاب ساري المفعول لحين إشعار آخر وحاسم من قوى الثورة .التي تخطط لتعطي هذا الإنقلاب الذي لا زالت فصوله متواصلة ، درساً يذكرهم بأن الثورة لم ولن تخبوا ، أوكما حسبوا . ومن جانبنا ، نقول على نفسها ، جنت براقش ، وبراقش هذه ، كما يتحدث عنها التراث ، كلبة وليس كلب . أدت دورها حين نبحت لتنذر أهل القرية بأن هناك عدو في الطريق اليهم وفعلاً أخذوا حذرهم وأختبأوا، وحين ذهب العدو ، فرحاً نبحت براقش، وخرج أهل القرية من مخبأهم ، فعاد العدو وأباد الجميع بما فيهم براقش التي جنت على أهلها ونفسها. وعلى هذا قس هذا المقال . وأنا أرى أن براقش هذه تسكن عقل الطرفين المكون العسكري ، الذي إستعان بكل ما تحت يده وما وفرته له عصابات المؤتمر الوطني ، ومن خلفها التنظيم الإسلاموي المحلي والعالمي بعد الضربات القاضية التي وجهت اليه . في مواقعه الحصينة. في كل من تونس والمغرب والجزائر وحتي ليبيا ، وقبلها الضربة القاضية في السودان .وكلها كانت ضربات شعبية وثورية . قادتها جماهير هذه البلدان ولم تكن ضربات أمنية فوقية ، من ذلك النوع من الضربات الذي يجعل لها مظلومية . وبقدرتها الخداعية تحولها إلي تعاطف شعبي تحوله بقدراتها المالية والكلامية ، وبالاستعانة بفقه الضرورة والتقية ، إلى حاضنة لها . تعمل من خلالها .لإستمرار وجودها وهذا مانلاحظه في مصر ، في كثير من الممارسات التي جربناها في السودان،في فرض شعاراتها الدينية المظهرية، والشكلية، نراها وهي تتزايد ولا تتناقص ، وكأنها من خلالها تعلن فيها عن وجودها القسري، رغم الضربات الأمنية التي تتلقاها ، ولا أتوغل أكثر .فهذا مكانه آخر. هذه براقش داخل عقل المكون العسكري ، بتعدديته المسلحة ، منضوياً تحته ومشاركاً له في ترتيباته الإنقلابية . قيادة التنظيم الإسلاموي المحلي والعالمي وكل من قيادات الجيش ، أعضاء اللجنة الأمنية البشيرية. المندغمة مع هذا التنظيم الفلولي ، ومعها الدعم السريع ، الذي يتحدث زعيمه ، وكأنه الرئيس الفعلي للدولة داخل الدولة الأخرى ، التحتية وغير المعلنة ، بجانب دولة اللجنة الأمنية ، التي يرأسها ، رئيس جمهورية السودان .. كذا !! غير المفوض من شعب السودان يساندهم الناظر محمد الامين ترك ، الناطق الرسمي بإسم الفلول ، ومقدم طلباتهم بحل الحكومة وتسليمها للحكم العسكري أو بالأحرى لعودتهم مرة أخرى للحكم ، بجانب الإفصاح الأخير والواضح من كل من مناوي وجبريل إبراهيم ، وانحيازهم لهذا التكتل. وقناة الجزيرة الراعي الرسمي للاسلام السياسي ومن خلفهم يهتف لهم الفلول وأصحاب المصالح ، والمرعوبون من لجنة إزالة التمكين ، صوت الشعب وصوت الثورة العملاقة. أما براقش الأخرى التي جنت على نفسها ، فهي المكون المدني ، وخاصة ما يسمي نفسه بقوى الحرية والتغيير المخطوفة ، بعد أن أقصى هذا المكون، بكل بجاحة وقوة عين ، القوى الرئبسية التي صنعت الثورة ، وهي الأحزاب الأربعة ، الأمة القومي والمؤتمر السوداني وحزب البعث الأصل والإتحادي ، أيهم لا ادري ، التي إختطفت الحرية والت.غيير ومن ثم الثورة ومن بعدها الحكومة ، والتي خانت أول ما خانت جماهيرها التي شاركت في الثورة ، الرِجل بالرِجل ، والرِجل بالحِجل ، وساقت وبذلت مع شعبها بالدم والجرحى والمفقودين ، مثلها وباقي الثوار ، حتى أوصلت الثورة ، إلى إنتصارها المشهود. ولهذه البراقش نقول ، ها هو المكون العسكري الذي تعريتم أمامه وإنجررتم وراءه ، ولم يكن عليكم ما يستر عورتكم ، غير مصالحكم، بعد أن نحيتم الثوار جانباً ، ها هو ينقلب عليكم ، ويوريكم نجوم الليل في عز الضهر ، ويحملكم مسؤولية كل الأخطاء التي إرتكبها بوجودكم ، وتحت نظركم ، وأنتم صم بكم لا تسمعون ولا ترون ، بل سكتم عليها، بغرض الإستمرار في المناصب ، بالمحاصصة بينكم ، والتراضي المرضي الخبيث . وها أنتم وقد أطلقتم صوت الإستغاثة ليهب الشعب لنجدتكم ، وإن كان هو أسرع ولم ينتظر نداءاتكم ، فقد خرج من نفسه دفاعاً عن ثورته وسوف يدافع عنها حتى أخر قطرة من دمه ، ورغم ذلك هذا الشعب الوفئ لمبادئه لن يقول لكم أذهبوا وأنتم طلقاء ، إلى مزبلة التاريخ ، وذلك لأنكم جزء من أحزابه التي لها تاريخ بعضها ، لها تاريخها. وبعض مستجد ، يتلمس خطاه ، ولأن الشعب والثورة مع الديمقراطية ويفهمان أن لا بلا ديمقراطية بلا أحزاب، فسيترك محاسبتم عبر صناديق الإختراع الحر والنزيه . أما الآن ، فعليكم الإعتذار عن مواقفكم السابقة ، وعودوا إلى منصة التأسيس ، وأعيدوا معكم حاضنة الثورة الأم الحرية والتغيير التي جيرتموها لمصالحكم الضيقة ، وأجلسوا اليوم قبل الغد، إلى منصة التأسيس ، بدعوة منهم وليس بدعوة منكم ، ولموا شمل جميع القوى التي صنعت الثورة ، وأنتم تعرفونهم ليس كجوع بطونكم ، فأنتم لستم من أهل الجوع وإنما تعرفونهم كَولهِكُم وحبكم لكرسي السلطة الوثير ، أجلسوا معهم ، لحماية الثورة . فأنتم ترون بأم أعينكم ، ومنابركم ، أن الثورة المضادة ، قد شحذت كل أسلحتها وسكاكينها لذبح ثورة ديسمبر المجيدة ، وها أنتم ترون سكين الإرهاب الداعشية المسنونة تدخل معهم المعركة ، كما أدخلوا من قبل تسعة طويلة، في معاركهم غير الأخلاقية ، ورأيتموه امس في أحداث جبرة، وإستشهاد خمسة من ضباطنا ، وجرح واحد منهم ، وأعتقال احد عشرة إرهابياً من جنسيات متعددة ، وهروب آخرين ، فهي إضافة نوعية و جديدة لسكاكينهم وأسلحتهم الإرهابية الداعشية . فأرعوا ، وأرتدعوا.. أيها البراقش، المكون العسكري وتابعيه ، وبراقش الأخرى ، المكون المدني في حكومة المخاصصة ، والمجلس المركزي ، للحرية والتغيير المزعومة ، حتى لا يباد أهلكم وحتى أنفسكم . كما فعلت براقش التراث في أهلها ونفسها . اللهم أني قد بلغت اللهم فأشهد .
عناوين مقالات بسودانيز اون لاين الان اليوم الموافق 28/9/2021