مسارات جوبا خطوة إنتهازية جريئة و عقبة لعملية السلام بقلم م/ علي الناير

مسارات جوبا خطوة إنتهازية جريئة و عقبة لعملية السلام بقلم م/ علي الناير


02-10-2020, 03:58 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1581346686&rn=0


Post: #1
Title: مسارات جوبا خطوة إنتهازية جريئة و عقبة لعملية السلام بقلم م/ علي الناير
Author: علي الناير
Date: 02-10-2020, 03:58 PM

02:58 PM February, 10 2020

سودانيز اون لاين
علي الناير-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




السلام أمان و إستقرار و للوصول إليه يتطلب إرادة حرة وطنية دون إملاءات و تجرد من الذات .
السلام المرهون بالوظائف يعتبر غير حقيقي و على نفس نهج و سلوك النظام البائد و يزيد من تعقيد الأزمة و تعطيل لمطلوبات الثورة في المرحلة الإنتقالية .
السلام الذي ينتظره الشعب السوداني لتحقيق الأمن و الإستقرار مستحقاته مشروعة ومطالبه تفوق إمكانيات الدولة السودانية ، فإذا لم يأتي عبر تقديم تنازلات من أجل مصلحة الوطن سيعمل على إفشال مكتسبات ثورة ديسمبر المجيدة و فشل ثورة الشعب يعني خيبة أمله في الجهات المسئولة عن الفشل .
السلام يأتي بالحكمة و الصبر و العزيمة القوية و عملية المسارات خلقت فوضى و خلافات شخصية في بعض المسارات المصنوعة خلسة و بإستغلالية و بجرأة الإنتهازية في الزمن الضائع دون تفويض شعبي ، و الخلافات دليل على ذلك للتغول الآثم و تبني قضايا الآخرين من قبل الذين لا يمثلون إلا أنفسهم بالجبهة الثورية .
السلام الذي يريده الوفد الحكومي المتمثل في المجلس السيادي هو سلام لتحقيق مصالحه غير السلام الذي يريده أصحاب المصلحة و المتضررين من الحرب و غير السلام الذي تريده مسارات حركات الكفاح المسلح و المسارات الأخرى ، الكل يعلق آماله على سلام يحقق طموحاته فقط .
السلام الذي يبتغيه الشعب السوداني عندما أطاح بالنظام البائد بثورته السلمية يتعارض مع سلام مسارات جوبا و المتوقع له و إن حدث سوف لن يلبي طموحات السودانيين لذلك يستحسن ان تأتي المسارات بسلام حقيقي ينهي المعاناة الطويلة الأمد .
السلام تحقق بالفعل بمجرد سقوط النظام لكن القوى الإنتهازية المتمثلة في بعض مكونات الحرية و التغيير ( نداء السودان ) و شريكها المجلس العسكري و حركات الكفاح المسلح و توابعها دون إستثناء كانت سبباً أساسياً في ضياع الفرصة التاريخية لتحقيق السلام المستدام ، بالرغم من أن الجميع متفق على سقوط النظام البائد و قد كان ،،، فلماذا الخلاف و الإختلاف إذن ؟ .
السلام و الفرحة عمت ربوع البلاد لحظة السقوط في الحادي عشر من ابريل المجيد 2019م عندها توحد الشعب السوداني وجدانياً ، وضاع الأمل المنشود بفضل الأرزقية الذين أعمتهم مصالحهم الذاتية و قتها من روية السلام الحقيقي الذي حدث دون تكبد عناء المفاوضات بل بإرادة شعبية مهرها دماء أبناء الشعب السوداني الذين إستشهدوا ببسالة و توحدت فيه إرادة الجميع في تلقائية لا تتكرر مرة أخري و سرعان ما وجدنا إنقساماً بين العسكري و الحرية و التفيير الإنقسام الذي كان بمثابة خنجر مسموم على خاصرة ثورة الحرية و السلام و العدالة الذي قادنا إلى ما نحن عليه الآن نعاني الأمرين و من ثم مفاوضات أدت لتوقيع الوثيقة الدستورية التي لم يطبق من بنودها غير الذي يلتقي وفق مصالحهم .
السلام تحقق و فشل تطبيقه على ارض الواقع لعدم الإسراع بتشكيل حكومة إنتقالية و تفويت الفرصة على الذين يلعبون لمصالحهم هذا بالإضافة للعمالة داخل مكونات الحرية و التغيير ، و عدم توفر الثقة بين العسكر و المدنيين و أيضاً حركات الكفاح المسلح التي فضلت أن تغرد من بعيد و عدم المشاركة في البدء حتى لحظة سقوط النظام لأن التفيير السلمي الذي حدث خصماً عليها و الآن تلهث في مفاوضات لا غالب و لا مغلوب لتخلق بدعة مسارات يقودها شخصيات كرتونية بتفويض مزييف لإرادة الشعب ، و آخر لم يشارك منذ زمن بعيد ينأى بتنظيمه زاهداً عن المنابر التي تخص قضية شعبه رافضا اي مقترح او فكرة جماعية ، لكنه يحب اللقاءات و التحدث كثيرا و يتلذذ بذلك و يدور محور حديثه حول نقاط باتت محفوظة حتي لغير السودانيين دون ان يخطو اي خطوة أيجابية نحو السلام بل يرفض كل شيء يقربه للسلام على مايبدو لأجل تقوية و صلابة موقفه كما يزعم في سلبية تامة ، إذن كيف يتم السلام دون الجلوس و الحوار حول ملفاته ؟ أعتقد الحضور مهم جداً وليس بالضرورة أن تتفق لكن ان تكون حاضراً شاهداً على ما يحدث في قضية شعبك كما تدعي ففي هذه الحالات الخيار الأمثل له أن يطلب حق تقرير المصير لأن الحديث الأجوف عن السلام و وحدة البلاد يعتبر مزايدة و إهدار للوقت و عدم الإحساس بأنات المحرومين.
السلام أولوية قصوي تمليه علينا إرادتنا الوطنية دون تأثيرات خارجية في ظروف مثل التي تعيشها بلادنا ، الحوار السوداني سوداني في الداخل هو المخرج لفك طلاسم أزماتنا المزمنة ، التحلي بالصدق و الشفافية تجاه قضايانا الوطنية لأن الخبث السياسي الذي أضحى سمة الغالبية منا لا يخدمنا في هذه المرحلة ، و الوطن فوق الجميع .
م/ علي الناير






مقالات سابقة للكاتب


  • أحداث الثلاثاء الرابع عشر من ينايرهل هي محاولة إنقلابية أم مطالبة بمستحقات أدت للتمرد ؟
  • إزالة التمكين داخل المؤسسات النظامية و المدنية واجب وطني بقلم علي الناير
  • سقط النظام و لم تكتمل أركان السلام بقلم م / على الناير
  • يمكن أن يتحقق بفعل الثورة الشعبية بقلم علي الناير
  • بدون مجاملة و مزايدة بقلم علي الناير
  • الذي يحدث الآن في السودان من مخلفات النظام الساقط بقلم علي الناير
  • قضية وطن ،،، نهشوا أحشائه و نخروا عظامه بقلم علي الناير
  • تحقيق مطالب و طموحات حميدتي دقلو وبداية مشواره العسكري برتبة العميد بقلم علي الناير
  • صمود الشعب السوداني بخطى ثابتة لبلوغ الحرية و السلام و العدالة بقلم علي الناير
  • الغضب الشعبي حقق جزء من مطالب ثورة الحرية و العدالة بقلم علي الناير
  • السودان الوطن الذي يتآمر عليه أبنائه !!! آن الأوان لإطلاق سراحه للإلتحاق بمصاف الأمم المتقدمة
  • ثورة ديسمبر 2018م هزمت وسائل النظام القمعية و محاولاته لتقويضها بقلم م / علي الناير
  • الشعب يحمي ثورته ( ثورة ديسمبر 2018م ) من المتآمرين بقلم م / علي الناير
  • ثورة ديسمبر 2018م ،،، السيل الجارف ،،، حذار من الثورة المضادة بقلم علي الناير
  • عودة الإمام الحبيب الصادق للبلاد و المؤتمر الوطني أول من رحب بالعودة ،،، مبروك و عوداً حميداً ؟
  • الأخوان المسلمين ،،، و إجهاض مشروع قيام الدولة السودانية الحديثة بقلم م/ علي الناير
  • الثورة الشعبية ( أم الثورات ) بقلم على الناير